الصخور والقبور

antoon refaat

حب الله افضل
عضو مبارك
إنضم
9 ديسمبر 2005
المشاركات
1,048
مستوى التفاعل
21
النقاط
0
بسم الاب البادى والابن الفادى والروح القدس عليه اعتمادى
( 10 )
الصخور والقبور
يقول مععلمنا متى البشير " فصرخ يسوع ايضا بصوت عظيم واسلم الروح واذ حجاب الهيكل قد انشق الى اثنين من فوق الى اسفل والارض تزلزلت والصخور تشققت والقبور تفتحت وقام كثير من اجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين " ( مت27 : 50 – 53 ) .

الارض تزلزلت : -

ليس فقط جبل الجلجثة حيث صلب الرب او الارض المحيطة به بل كل الارض بلا استثناء وكانت هذه الزلزلة تشير الى :-
1- الشر المروع الذى اقترفه صالبو المسيح ان الارض اذ تزلزلت شهدت ببراءة المصلوب وشر صالبيه الثقيل الذى نائت به الارض فتزلزلت وترنحت لقد ارتعدت الارض من كثرة شرهم كما تنبأ عاموس النبى بقوله " اليس من اجل هذا ترتعد الارض " (عا8: 8 ) .
2- تزلزلت الارض كأنها خافت ان تفتح فاها لتقبل دم المسيح الاثمن جدا من دم هابيل الذى قبلته فلعنت من اجله (تك4: 11) .
3- تزلزلت الارض كأنها تستعد لتفتح فاها وتبتلع اولئك الاشرار العصاة التمردين الذين صلبوا المسيح وجدفوا عليه كما ابتعلت من قبل قورح وداثان وابيرام واتباعهم عندما تمردوا على موسى النبى ، وهى جريمة اهون واقل جدا من جريمة صلب المسيح والتجديف عليه ( عب16 : 32 ) .
4- كانت هذه الزلزله تشير الى الضربة القاضية التى ضرب بها الرب فى ذلك الوقت مملكة الشيطان سلطان هذا العالم لقد تزلزلت الارض وارتعدت قوات الجحيم واعوان الظلمة من هول هذه الضربة القوية .
الصخور تشققت :-

ان الزلزلة الارضية العنيفة التى حدثت للارض لم تؤثر على الاجزاء الضعيفة الرخوة منها فقط بل اثرت على اصلب هذه الاجزاء واثبتها وهى الصخور . حتى تشققت هذه الصخور وفى تشقق الصخور عدة رموز واشارات منها :-
1- عند دخول المسيح اورشليم كان تلاميذه يهتفون مع الجموع المستقبلة له قائلين " مبارك الملك الاتى باسم الرب ، سلام فى السماء ومجد فى الاعالى " فاغتاظ الفريسيون من هذه الهتافات وقالوا للرب : يا معلم انتهر تلاميذك فاجاب وقال لهم اقول لكم " ان سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ " ( لو19 : 38 – 40 ) .
وقد جاء الان دور الحجارة لكى تصرخ وتنطق بمجد الرب وتسبحه حين خاف التلاميذ وهربوا وسكتوا عن التسبيح لقد تشققت الصخور وكأنها تفتح افواهها معلنة مجد المسيح المتألم من اجل خلاص العالم .
2- تشققت الصخور وكانها تذوب اسى وحزنا بعد ان احست بالظلم الشنيع الذى حل بالمخلص الذى هو خالقها وبارئها .
3- تشققت الصخور لكى تعلن لنا انها ألين وارحم من قلوب اليهود القاسية الصلدة التى ورثوها عن ابائهم الذين قالوا " رأينا ضيقة نفسه لما استرحمنا ولم نسمع " (تك42 : 21 ) وهؤلاء الذين قسوا قلوبهم واسلموه ظلما وحسدا وهم اول العارفين ببراءته وقداسته ولكنها الغيرة المرة والخوف على مناصبهم ومكاسبهم من الضياع والزوال .
[FONT=Times New
Roman]ولم تكن قلوب الجنود الرومان الذين قاموا بتنفيذ الصلب اقل قساوة من قلوب اليهود فقد جلدوه بكل ضراوة على رأسه بالقصبة وهو لابس اكليل الشوك بكل قسوة ودقوا فى يديه ورجليه المسامير بلا رحمة او شفقة . حقا لقد كانت الصخور ألين بكثير من تلك القلوب القاسية .

لقد خجل هؤلاء الجنود وارتعبوا من زلزلة الارض وتشقق الصخور حتى صرخوا مع قائدهم من هول ما جرى .
4- تشقق هذه الصخور كان يرمز لتشقق الصخرة الحقيقية الذى هو المسيح لقد احدثت السياط والمسامير واكليل الشوك والحربة فى جسده جروحا وتهرؤات كثيرة هى بمثابة الشقوق وقد اشارت شقوق الصخور الى هذه الشقوق الغائرة فى جسد الرب الطاهر .

حينما ضرب موسى الصخرة فى البرية انشقت واخرجت ماء للشعب فشرب وارتوى وتابعتهم هذه الصخرة فى البرية يشربون منها حينما يريدون . وكانت هذه الصخرة ترمز للمسيح كما اوضح ذلك معلمنا بولس الرسول بقوله " كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح "
كما شرب الشعب وارتوى من الماء النابع من الصخرة هكذا نحن مازلنا نشرب ونرتوى من دم المسيح الطاهر فى سر الافخارستيا المقدس هذا الدم النابع لنا من جنب المسيح الطاهر عندما طعنه الجندى بالحربة .
5- هذه الصخور التى تشققت وقت الالام المسيح وموته تعلمنا انه عندما تمارس سر الافخارستيا فى القداس الالهى حيث نتذكر الامه المقددسة وموته المحى تنفطر قلوبنا حزنا على خطايانا التى سببت كل هذا لفادينا الحبيب ونمزق قلوبنا لا ثيابنا ، توبة وندامة على خطايانا ونقدم لله توبة نقية بعزم القلب حتى يترأف علينا ويجعلنا مستحقين للتناول من اسراره المحيية .

والقبور تفتحت :-

نفس الزلزلة الارضية اتى حدثت عند موت المسيح على الصليب والتى تسببت فى تشقق الصخور تسببت ايضا فى فتح القبور . فقام كثير من اجساد القديسين الراقدين .لقد استيقظ هؤلاء القديسون كما لو كانوا نائمين على فراشهم الوثير وموت القديسين ليس هو موت بمعنى الفناء انما هو نوم او رقاد او انتقال وفى ذلك تقول الكنيسة " ليس هو موت لعبيدك بل هو انتقال " من العالم الارضى بكل ما فيه من تعب وانين الى العالم السماوى بكل ما فيه من سعادة ونعيم .
واختلفت اراء المفسرين فى من يكون هؤلاء القديسون الذين قاموا بسبب هذه المناسبة الهامة .
يقول البعض انهم البطارقة الاولون امثال ابراهيم واسحق ويعقوب الذين حرصوا على ان يدفنوا فى هذه الارض انتظارا ليوم مثل هذا .
ويظن اخرون انهم بعض الانبياء مثل اشعياء النبى وحزقيال ودانيال وغيرهم من الذين تنبأوا عن مجىء المسيح والامه والان قاموا ليروا باعينهم تحقيق نبواتهم . ويظن البعض الاخر ان هؤلاء الذين قاموا كانوا قديسين تنيحوا مؤخرا بعد ان رأوا الميسح فى الجسد مثل يوحنا المعمدان ويوسف النجار وزكريا الكاهن وسمعان الشيخ وغيرهم ممن كانوا معروفين للرسل اثناء حياتهم .

ومن تفتيح القبور وقيامة بعض القديسين نتعلم عدة دروس مفيدة مثل :-

1) ان الخلاص الذى صنعه المسيح على الصليب شمل الاحياء وحتى الذين ماتوا عى الرجاء . فقد نزل المسيح بروحه الى الجحيم فى اقسام الارض السفلى " فان المسيح ايضا تألم مرة واحدة من اجل الخطايا ، البار من اجل الاثمة لكى يقربنا من الله مماتا فى الجسد ولكن محى فى الروح الذى فيه ايضا ذهب فكرز للارواح التى فى السجن " والسجن هنايعنى الجحيم الذى نزل اليه المسيح بروحه من على الصليب واخرج منه ارواح الابرار والقديسين وادخلهم الفردوس مع اللص اليمين .
2) المسيح بموته غلب الموت ونزع سلاحه وقد كان هؤلاء القديسون الذين قاموا علامة على انتصار صليب المسيح على قوات الموت الذين اشهرهم جهارا ظافرا بهم فيه ( اى فى الصليب ) اذ انه بموته " ابطل الموت وانار الحياة والخلود "
3) لقد كانت قيامته عربون القيامة العامة فى اليوم الاخير حين يسمع جميع الذين فى القبور صوت ابن الله فيخرج الذين عملوا الصالحات الى قيامة الحياه والذين عملوا السيئات الى قيامة الدينونة .
4) وكما دخل القديسون الذين قاموا ساعة موت المسيح الى المدينة المقدسة اورشليم الارضية بعد قيامته وظهروا لكثيرين وهكذا فى القيامة العامة سيدخل القديسون الى المدينة المقدسة اورشليم السمائية وملكوت السماوات ويتمتع كل القديسين بعضهم مع بعض فى ذلك المجد العظيم الذى لا ينطق به .
5) ان كل المؤمنين يستطيعون ان يقوموا من موت الخطية الى حياة البر والقداسة بفضل موت المسيح وتشبها به " لاعرفه وقوة قيامته وشركة الامه متشبها بموته " انهم يستطيعون ان يقوموا معه الى حياه روحية سامية بعد ان يموتوا عن شهوات العالم وشروره وانهم يستطيعون ان يدخلوا المدينة المقدسة ( الكنيسة ) ويصبحون اعمدة حية فيها وكأشجار مثمرة مغروسة فى بيت الرب ويظهرون لكثيرين كأناس ليسوا من هذا العالم بل يبتغون وطنا افضل اى سماويات .
هؤلاء هم الشهود الذين شهدوا صلب الرب يسوع المسيح وموته المحى بعضهم تأثر واستفاد وبعضهم تقسى قلبه ولم يستفد.
ليتنا نضع صليبه امامنا دائما ونتأمل فيه حسب نصيحة معلمنا بولس الرسول القائلة " انتم الذين امام عيونكم قد رسم يسوع المسيح بينكم مصلوبا " ونتمسك به حسب قول الرسول " لانى لم اعزم ان اعرف شيئا بينكم الا يسوع المسيح واياه مصلوبا " ونفتخر به حسب قول الرسول " واما من جهتى فحاشا لى ان افتخر الا بصليب يسوع المسيح الذى به قد صلب العالم لى وانا للعالم .
ليتنا نكون شهود حق للصليب ونؤمن ان الصليب هو :
1- رمز الحب الالهى :-
لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد على الصليب لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية "
2- وهو رمز الصلح والسلام :-
لان الله كان فى المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعا فينا كلمة المصالحة ... لانه جعل الذى لم يعرف الخطية خطية لاجلنا لنصير نحن بر الله فيه .
وقد صنع المسيح هذا الصلح بدم صليبه لان على الصليب " الرحمة والحق التقيا ، البر والسلام تلائما "
3- والصليب ايضا رمز القوة :-
رغم مظهر الضعف الذى كان عليه المسيح وهو على الصليب ويقول معلمنا بولس " فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة اما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله " ودليل قوة الصليب انه هو السلاح الذى يستخدمه المؤمن فى طرد الشيطان وابطال قوة السحر وشفاء المرضى والنجاة من المخاطر هو الذى يحمله الكهنة وبه يمارسون كل الصلوات والاسرار الكنسية وبه يقدسون ويباركون كل شىء وكل احد حينما يرشمونه بالصليب .
4- الصليب هو ايضا رمز الاحتمال :-
لان الرب يسوع " من اجل السرور اموضوع امامه ( خلاص البشرية ) احتمل الصليب مستهينا بالخزى " وينصحنا الرسول ان نتعلم الاحتمال من المسيح المصلوب فيقول " فتفكروا فى الذى احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا فى نفوسكم "

5- الصليب رمز العطاء :-
فمن على الصليب اعطى الرب الخلاص للعالم كله واعطى الغفران لصالبيه واعطى امه للكنيسة فى شخص يوحنا الحبيب واعطى الفردوس للص التائب اعطى الرب علىالصليب عطاء بلا حدود .
بركة الصليب المقدس فلتكن معنا وتحفظنا .... الى النفس الاخير أمين
[/FONT]
 

blackguitar

غريبا عشت فالدنيا
عضو مبارك
إنضم
30 ديسمبر 2005
المشاركات
3,082
مستوى التفاعل
38
النقاط
0
موضوع جميل يا تونى وتاملات رائعه بجد
ربنا يباركك
 

antoon refaat

حب الله افضل
عضو مبارك
إنضم
9 ديسمبر 2005
المشاركات
1,048
مستوى التفاعل
21
النقاط
0
الف شكر لمرورك يا بولا
 

Coptic Man

ابن المـــــ†ـــــلك
مشرف سابق
إنضم
5 أكتوبر 2005
المشاركات
12,801
مستوى التفاعل
302
النقاط
83
الإقامة
Earth
موضوع جميل اوي يا انطون


الرب يباركك
 

antoon refaat

حب الله افضل
عضو مبارك
إنضم
9 ديسمبر 2005
المشاركات
1,048
مستوى التفاعل
21
النقاط
0
الف شكر ليك ولمروروك يا هوت
 
أعلى