الشفافية في الصوم

++menooo++

حياتى لأسمك يا من فديتنى
عضو مبارك
إنضم
30 ديسمبر 2005
المشاركات
4,085
مستوى التفاعل
26
النقاط
0
الإقامة
قلوب أعضاء المنتدى
الشفافية في الصوم

من تعابير الصيام ان تنقي نفسك بحيث تكون كالبلور ولا تعذر نفسك اذا ادركت خطيئتك، وان تكون مقدَّما للآخر مثل قربان لكونك صاعدا على سلّم الفضائل لدينا ايقونات تمثل سلما يصعد عليه رهبان الى المسيح فيسقط هذا من الدرجة الثانية وذاك من الخامسة وذلك من العشرين، حتى اذا ادرك احدهم التواضع يستقبله المسيح في احضانه.
المتواضع هو من رأى عيوبه وأقر بها ولم يحسب لنفسه مزايا حسنة وكان من هذه الزاوية مكشوفا للآخرين. ومن حجب نفسه دون فحص الآخرين انما هو خجول اي متمسك بعيوب يراها جزئا من شخصيته.
ومن ابواب صد الآخرين عن فحصنا اننا نقرأهم كما نريد ان يكونوا لا كما هم عليه حقيقة. وهذا يـولّد موقفـا يتماوج بين الافتـراء والنميمة. والنميمة عيب موجود ولكنا نذيعه. والافتراء كذب يهمنا ان نضرب فيه انسـانا آخر لانه لا يروقنا او عـندنا اسـباب انفعالية لنصدّه او نبتعد عنه حتى الانشقاق. وهذا تفتيت لجسد المسيح الموحدة اعضاؤه بالمسيح الرأس.
نحن لسنا واحدا بسبب انجذابي اليك وانجذابك إليّ اي العاطفة البشرية المحضة. نحن المسيح لحمتنا وليس لنا ولاء لاحد. او اذا شئتم لنا مودة للذي انعكس نور المسيح على وجهه. هذا بدوره يعكسه على الآخرين. ولكن هذا غير ممكن الا اذا سحقنا الأنا المقيت في تقوقعها وبانت لنا أنا جماعية التي هي روح الله في جسد المسيح.
وما يصح على كل المؤمنين يصح اولا على خدام الهيكل الذين اذا ارشدتهم النعمة يسترشد الناس بهم. وعليهم يطبق قول السيد عن نفسه: انا الراعي الصالح. اجل لا يستطيع كاهن او مطران ان يسمي نفسه راعيا صالحا. هذا ما سوف يعترف له به الديان العادل او لا يعترف. ولكن الشفافية سلوك اساسي عند الإكليروس حتى يضيئوا ما استطاعوا الآخرين ولا يصدموهم. وضع الكهنة كوضع الأساقفة الذين قال عنهم القديس قبريانوس القرطاجي: "الأسقفية واحدة". رباطها المحبة والثقة. وانت تولي الثقة اولا لشريكك في الخدمة قبل ان تتحقق من شكوكك وتفاتحه بالأمر وتقدم له معرفتك.
والشفافية هي ان تسأله عن قول له وسلوك وتعاتبه عند اللزوم. فاذا سمعت انه قال عنك شيئا، حسنا تعاتبه كقول الرب في متى "واذا لم يسمع تقول للكنيسة" التي تعني هنا زملاء محبوبين لديك او المطران الذي يلدنا جميعا بالمسيح.
وهكذا نصل بهذه الشفافية والبساطة الى ان يكون كل منا في قلب الآخر وجميعنا في قلب المسيح.


 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أعلى