الخلاص من خلال التأله والتكفير عن قصاصات الخطايا وايفاء العدالة الإلهية في تعليم الكنيسة الكاثوليكية

karas karas

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
13 مارس 2022
المشاركات
492
مستوى التفاعل
414
النقاط
63

الخلاص من خلال التأله والتكفير عن قصاصات الخطايا وايفاء العدالة الإلهية في تعليم الكنيسة الكاثوليكية


الخلاص من خلال التأله والتعويض والتكفير عن قصاصات الخطايا وايفاء العدالة الإلهية في تعليم الكنيسة الكاثوليكية
اقدم هذه المقالة نظرا لان في اللاهوت الشرقي بتاثير تيارات مختلفة غير كاثوليكية بعضها ينكر التأله وبعضها ينكر الكفارة والعدالة الإلهية وقصاصات الخطايا وايفائها فأقدم هذه المقالة لكل كاثوليكي شرقي موضحة لاهوت الخلاص من منظور التعليم الرسمي للكنيسة الكاثوليكة وابائها وفي وثائقها الخاصة

أولا التأله :

التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية المقدسة
51- “لقد حُسن لدى الله، لفرط حكمته ومحبته، أن يوحي بذاته ويعلن سر مشيئتة من أن البشر يبلغون الاب، في الروح القدس، بالمسيح، الكلمة المتجسد، فيصبحون شركاءه في الطبيعة الالهية”.

المجمع الفاتيكاني الثاني
استعادة الوحدة – Unitatis redintegratio
قرار في “الحركة المسكونية”
من الأسقف بولس، خادم خدّام الله، مع آباء المجمع المقدس، للذكرى الخالدة.

كل يعلم بأي حبّ يحتفل المسيحيون الشرقيون بالليترجيا المقدسة، وخاصّة الافخارستيا، التي هي معين حياة للكنيسة وعربون المجد السماوي. وبذلك يجد المؤمنون، مّتحدين مع الاسقف، سبيلاً الى الله الآب بواسطة ابنه الكلمة المتجسّد الذي مات ومجّد في فيض الروح القدس. فيدخلون هكذا في شركة الثالوث الاقدس ويصبحون “شركاء في الطبيعة الالهية” (2 بطرس 1 / 4).

التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية المقدسة

1692- لقد اعلن قانون الايمان عظمة عطايا الله للانسان في عمل خلقه، واكثر ايضا بالفداء والتقديس. وما يعلنه الايمان توليه الاسرار: ان المسيحيين “بالاسرار التي جددت ولادتهم” قد اصبحوا “ابناء الله” ( 1 يو 3: 1) ، “شركاء في الطبيعة الالهية” ( 2 بط 1 :4). واذ يعلم المسيحيون بايمانهم كرامتهم الجديدة، فهم مدعوون إلى ان يحيوا بعد ذلك حياة تليق بانجيل المسيح . وهم يقبلون، بالاسرار والصلاة، نعمة المسيح ومواهب روحه التي تؤهلهم لها.

460- صار الكلمة جسداً لكي يجعلنا “شركاء في الطبيعة الإلهية” (2 بط 1، 4): “فهذا هو السبب الذي من أجله صار الكلمة بشراً، وابن الله ابن الإنسان: لكي يصير الإنسان ابن الله بدخوله في الشرك مع الكلمة وبنيله هكذا البنوة الإلهية” إذ إن ابن الله صار إنساناً لكي يصيرنا إلها. “ابن الله الوحيد، إذ أراد أن نشاركه في ألوهته، تلبس طبيعتنا حتى إذا صار هو بشراً يصير البشر آلهة.”

المجمع الفاتيكاني الثاني
دستور عقائدي في الكنيسة
Lumen Gentium

الدعوة الشاملة إلى القداسة

-40- إنَّ الربَّ يسوع، المعلم الإلهي لكلِّ كمالٍ ومثاله، علَّمَ جميع تلاميذه وكلاً منهم، وأيَّاً كان وضعهم، قداسة الحياة التي هو مبدعها ومكملها: “فكونوا كاملين كما أن أباكم السماوي كامل هو” (مت 5 / 48) (122). وبالفعل قد أرسلَ روحه إلى الكل ليهيئهم داخلياً كي يحبوا الله من كلِّ قلبهم ومن كلِّ نفسهم، ومن كلِّ عقلهم وبكلِّ قواهم (راجع مر 12 / 30) وأيضاً أن يُحبّوا بعضهم بعضاً كما أحبَّهم المسيح (راجع يو 13 / 34؛ 15 / 12). إنَّ الذين يتبعون المسيح وقد دعاهم الله، لا بحسب أعمالهم ولكن بحسب تدبير نعمته، والذين تبرَّروا بيسوع ربّنا، أصبحوا حقاً بمعموديةِ الإيمان أبناء الله وشركاءَ الطبيعة الإلهية وبالتالي قديسين حقاً. إذاً عليهم أن يُحافظوا في حياتهم، بنعمةِ الله، على هذه القداسة التي نالوها ويُتمِّموها.

ثانيا : الكفارة وايفاء قصاصات الخطايا والعدالة الإلهية

التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية المقدسة

411- التقليد المسيحي يرى في هذا المقطع البشرى ب “ادم الجديد” الذي، “بطاعته حتى الموت موت الصليب” (في 2 : 8 يعوض تعويضا لا يقاس عن معصية ادم والى ذلك فان كثيرين من اباء الكنسية وملافنتها يرون في المراة التي ورد ذكرها في “مقدمة الانجيل “ام المسيح، مريم، على انها “حواء الجديدة”. انها تلك التي كانت الاولى، وبطريقة فريدة، استفادة من الانتصار على الخطيئة الذي حققه المسيح: لقد صينت من دنس الخطيئة الاصلية كله ، وعلى مدى حياتها الارضية كلها لم ترتكب أي نوع من الخطيئة، وذلك بنعمة خاصة من الله .

614- ذبيحه المسيح هذه وحيده، وهي تتم جميع الذبائح وتفوقها . انها أولا هبة من الله الاب نفسه: الاب هو الذي يسلم ابنه لكي يصالنا معه . وهي في الوقت نفسه تقدمه ابن الله المتأنس الذي يقدم حياته ، بحريه ومحبه ، لابيه بالروح القدس ، للتفكير عن عصياننا.

يسوع أحل طاعته محل عصياننا
615- “كما جعل الكثيرون خطأه بمعصية انسان واحد، كذلك بطاعة واحد يجعل الكثيرون أبرارا” (رو 19:5). فيسوع بطاعته حتى الموت أقام الخادم المتألم بديلا، ذاك الذي يقدم حياته ذبيحة تكفير، اذ كان يحمل خطايا كثيرين ويبررهم بحمله اثامهم . فيسوع كفر عن اثامنا ونال صفح الاب عن خطايانا .

يسوع يتم ذبيحة على الصليب
616- المحبة الى الغاية هي التي تجعل لذبيحة المسيح قيمتها الفدائية والتعويضية، والتفكيرية والتوفيقية. انه قد عرفنا وأحبنا في تقدمه حياته . “محبة المسيح تحثنا، اذ نعتبر أنه، اذا كان واحد قد مات عن الجميع فالجميع أيضا قد ماتوا معه” (2 كو 14:5). ما من انسان، وان كان أقدس القديسين، كان بامكانة أن يحمل خطايا جميع البشر، وأن يقدم نفسه ذبيحة عن الجميع. فوجود شخص الابن الالهي في المسيح، ذلك الشخص الذي يفوق البشر وفي الوقت نفسه يشمل جميع أشخاص البشر، والذي يقيمه رأسا للبشريه كلها جمعاء، هو الذي يجعل ذبيحته الفدائية عن الجميع ممكنة.

517- كل حياة المسيح سر فداء. الفداء يأتينا قبل كل شيء بدم الصليب ، ولكن هذا السر يعمل على مدى حياة المسيح كلها: في تجسده الذي، اذ صار به فقيرا، يغنينا بفقره ؛ في حياته الخفية التي عوض فيها خضوعه عن عصياننا؛ في كلامه الذي يظهر سامعيه ؛ في اشفيته واخراجه الشياطين التي بها “اخذ عاهاتنا وحمل اوجاعنا” (متى 8: 17) ؛ في قيامته التي بها يبررنا .

978- “في اللحظة التي نعلن فيها اعتراف إيماننا الأول، ونحن ننال المعمودية المقدسة التي تنقينا، فالمغفرة التي نحصل عليها هي تامة وكاملة إلى حد انه لا يبقى على الإطلاق أي شيء فينا يجب أن يمحى، لا من الذنب الأصلي، ولا من الذنوب المقترفة بإرادتنا الخاصة ولا أي عقاب تخضع له للتكفير .. ومع ذلك فإن نعمة المعمودية لا تنجى أحدا من مختلف أسقام الطبيعة ،بل على العكس من ذلك، علينا أن نقاوم تحركات الشهوة التي لا تنئ تحملنا على الشر.”

1031- تدعو الكنيسة مطهرا هذا التطهير النهائي للمختارين المتميز كليا عن قصاص الهالكين لقد صاغت الكنيسة عقيدة الإيمان المتعلقة بالمطهر بنوع خاص في مجمع فلورنسا والمجمع التريدنتيني ويتكلم الكنيسة على نار مطهرة مستندا إلى بعض نصوص الكتاب المقدس بالنسبة إلى بعض الذنوب الخفيفة يجب الاعتقاد بوجود نار مطهرة قبل الدينونة وفق ما يؤكده من هو الحق بقوله إن جدف أحد على الروح القدس فهذا من هو الحق بقوله إن جدف أحد على الروح القدس فهذا لن يغفر له لا في هذا الدهر ولا في الدهر الآتي (متى 12، 32) في هذا الحكم يمكننا أن نفهم أن بعض الذنوب تمكن مسامحتها في هذا الدهر والبعض الآخر في الدهر الآتي.

Misericordiae Vultus
مرسوم الدعوة إلى اليوبيل الاستثنائي
“يوبيل الرحمة”
فرنسيس
أسقف روما
خادم خدّام الله

لو توقّف الله عند العدالة لن يكون الله بل يصبح ككل البشر الذين يدعون لاحترام الشريعة. فالعدالة وحدها لا تكفي وتعلّم الخبرة أن المطالبة بها فقط، تهدّد بتدميرها. ولهذا يذهب الله أبعد من العدالة مع الرحمة والمغفرة. ولا يعني ذلك التنقيص من قيمة العدالة أو جعلها سطحية، بالعكس. فمَن يخطئ يجب أن يُعاقب. غير أن ذلك ليس النهاية، إنما بداية التوبة، كي يُختبَر حنان المغفرة. إن الله لا يرفض العدالة. إنه يحتويها ويتخطاها في حدث أسمى حيث تُختبر المحبة التي هي في أساس عدالة حقيقية. علينا أن نولي انتباهًا كبيرا لما كتبه بولس لعدم الوقوع في الخطأ نفسه الذي أنّب عليه الرسول اليهودَ معاصريه: “جَهِلوا بِرَّ الله وحاوَلوا إقامةَ بِرِّهم فَلم يَخضَعوا لبِرِّ الله. فغايةُ الشَّريعةِ هي المسيح، لتَبريرِ كلِّ مؤمِن” (رو 10، 3 ـ 4). إن بِرَّ الله هذا هو الرحمة المعطاة للجميع كنعمةٍ بقوة موت يسوع المسيح وقيامته. فصليب المسيح هو إذا حُكم الله علينا جميعًا وعلى العالم، لأنه يقدّم لنا يقين المحبة والحياة الجديدة.
 
أعلى