البابا فرنسيس: الحياة المسيحية هي أن نقول نعم للمحبة!

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
64,040
مستوى التفاعل
5,411
النقاط
113
cq5dam.thumbnail.cropped.750.422.jpeg

إنَّ الإيمان من دون عطاء ومجانية هو جميل ولكنّه غير مكتمل" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي

تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر الأحد صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها تقدم لنا ليتورجية اليوم لقاء يسوع مع رجل "كانَ ذا مالٍ كَثير" والذي عُرف في التاريخ بـ "الشاب الغني". إن انجيل اليوم في الواقع يتحدث عنه كرجل، من دون أن يذكر عمره أو أسمه ويقول لنا الإنجيل إن في ذلك الرجل يمكننا أن نرى أنفسنا جميعاً. إن لقاءه بيسوع في الواقع يسمح لنا بأن نقوم باختبار حقيقي للإيمان.
تابع الأب الأقدس يقول يبدأ ذلك الرجل بسؤال "أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟ لنلاحظ الأفعال التي استخدمها ذاك الرجل: ماذا أعمَل – لأرِث. هذا هو تديُّنه: الواجب، القيام بشيء للحصول على شيء آخر، "أقوم بعمل ما لكي أحصل على ما يلزمني". ولكن هذه علاقة تجارية مع الله. أُعطيكَ لكي تُعطيني. لكنَّ الايمان في الواقع ليس طقساً جامداً وميكانيكياً، "عليَّ- أفعل- أنال". بل هو مسألة حرية ومحبة. هذا هو الاختبار الأول: ما هو الايمان بالنسبة لي؟ إذا كان الايمان بشكل أساسي واجب أو عملة نتبادلها، فنحن خارج الطريق وذلك لأن الخلاص هو عطية وليس واجبًا، هو مجاني ولا يمكن شراؤه. وبالتالي فأوّل ما ينبغي القيام به هو أن نتحرر من الايمان التجاري والميكانيكي الذي يلمِّحُ إلى صورة مزيفة عن إله محاسب ومراقب وليس إله أب.
أضاف الحبر الأعظم يقول في المرحلة الثانية يساعد يسوع ذلك الرجل يقدِّم له وجه الله الحقيقي. في الواقع – يقول النص الإنجيلي – "نَظَرَ إِلَيهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ". من هنا يولد الإيمان ويتجدد: ليس من واجب وليس من أمر علينا القيام به وإنما من نظرة محبة علينا أن نقبلها. هكذا تصبح الحياة المسيحية جميلة إذا لم تعتمد على قدراتنا أو على مشاريعنا، وإنما على نظرة الله. ايمانك متعب وتريد أن تُنعِشه؟ ابحث عن نظرة الله: ضع نفسك في موقف عبادة واسمح له بأن يغفر لك في الاعتراف، وامثُل أمام المصلوب، أي اسمح له أن يحبك.
تابع البابا فرنسيس يقول بعد السؤال والنظرة هناك – مرحلة ثالثة وأخيرة – دعوة يسوع الذي يقول "واحِدَةٌ تَنقُصُكَ". ما هو الشي الذي يفتقده ذاك الرجل الغني؟ العطاء، والمجانية "إِذهَب فَبِع ما تَملِك وَأَعطِهِ الفُقَراء" ربما هذا ما ينقصنا نحن أيضاً. غالبا ما نقوم بالحد الأدنى المطلوب، بينما يدعونا يسوع الى القيام بأقسى ما يمكننا القيام به. كم من مرة نكتفي بالواجبات فقط – القوانين وبعض الصلوات – بينما الله الذي يعطينا الحياة يطلب منا اندفاع حياة! اليوم نرى جيداً هذا الانتقال من الواجب الى العطاء مع يسوع الذي يبدأ مذكراً بالوصايا "لا تَقتُل، لا تَزنِ، لا تَسرِق..." – جميعها أمور لا يجب أن نفعلها – ويصل إلى الاقتراح الإيجابي: "إِذهَب، فَبِع، أعطِ واتبعني" لا يمكننا أن نحُدَّ الإيمان بكلمة لا، لأنَّ الحياة المسيحية هي أن نقول نعم، نعم للمحبة.
أضاف الأب الأقدس يقول أيها الإخوة والأخوات الأعزاء إنَّ الإيمان من دون عطاء ومجانية هو جميل ولكنّه غير مكتمل. يمكننا أن نقارنه بطبقٍ غني ومُغذٍّ ولكن ينقصه الطعم، أو بمباراة لُعبَت بشكل جيّد ولكن من دون أهداف، ولا تحرّك التصنيف. إن الإيمان بدون العطاء والمجانية وأعمال المحبة، يجعلنا في النهاية تعساء: مثل ذلك الرجل الذي على الرغم من أن يسوع نظر إليه بمحبة، اغتَمَّ وَانصَرَفَ حَزينًا إلى بيته. واليوم يمكننا أن نسأل أنفسنا "أينَ هو إيماني؟ هل لا زلتُ أعيشه بأسلوب ميكانيكي أو كعلاقة واجب أو كمصلحة مع الله؟ هل أتذكر أن أُغذيه وأسمح ليسوع بأن ينظر إلي ويحبني؟ وإذ يجذبني إليه هل أُجيب بمجانيّة؟
وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول لتجعلنا العذراء مريم التي أجابت الله بـ "نعم" كاملة، "نعم" بدون و"لكن"، نتذوق جمال أن نجعل من حياتنا عطيّة.
 
أعلى