الانسان الجسداني والانسان الروحاني

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
14,264
مستوى التفاعل
1,965
النقاط
76
[رأى القديس أمبروسيوس في إسحق ينبوع الحكمة الذي تأتي إليه النفس التقية (رفقة) لترتوي منه، ولا تقترب إلى ينبوع دم الجهالة المفسد للنفس، يقارن بين الإنسان الروحاني والإنسان الجسداني. الإنسان مقدَّس نفسًا وجسدًا، لكن مَنْ يحيا بالروح يعيش كما لو كان كله روحًا، أما من يخضع لشهوات الجسد فيعيش كعبد لها ذليل!]

3. إذن تأمل يا إنسان مَنْ أنت؟ وإلى أية غاية تسير بحياتك وكيانك؟

ما هو الإنسان إذن؟ نفس؟ أم جسد؟ أم وحدة من الاثنين؟

نحن شيءٌ واحد، لكن قنيتنا شيءٌ آخر. المتسربل هو شخص واحد، لكن ثيابه أمر آخر.

نقرأ في العهد القديم: "جميع النفوس التي جاءت إلى مصر" (تك 46: 27)، إشارة إلى البشر. وفي موضع آخر قيل: "لا يبقى روحي في هؤلاء الناس، إنهم جسد "بشر" (راجع تك 6: 3). أيضًا تُستخدم كلمة "إنسان" لتُشير إلى أي مِن الاثنين: النفس أو الجسد. لكن الفرق هو: إذا ما اُستخدم لفظ "نفس" للإشارة إلى الإنسان يقصد هنا العبراني الملتصق بالله لا (بشهوات) الجسد، كما في العبارة: "تُبارَك النفس الصادقة بالتمام" (أم 11: 25 LXX)
وحينما تُستخدم كلمة "جسد" لتشير إلى الإنسان فالمقصود هنا هو الخاطئ، كما في العبارة: "... وأما أنا فجسداني مبيع تحت الخطية، لأني لست أعرف ما أنا أفعله، إذ لست أفعل ما أريده بل ما أبغضه فإياه أفعله" (رو 7: 14-15). يظهر هذا الرأي فيما جاء بعد ذلك فإن الذي يريد غير الذي يكره وغير الذي يفعل. ومن ثمَّ ينتج: "فإن كنت أفعل ما أُبغِض فإني أُصادِق الناموس أنه حسن؛ فالآن لست بعد أفعل ذلك أنا بل الخطية الساكنة فيَّ" (رو 7: 16-17). يظهر ذلك بمزيد من الوضوح في القول: "أرى ناموسًا آخر في جسدي (أعضائي) يحارب ناموس ذهني، ويَسْبيني إلى ناموس الخطية" (رو 7: 23).

وبالرغم من قول بولس الرسول بأن كلًا من الإنسانين -الداخلي والخارجي- كانا في حرب، لكنه يفضل مساندة الجزء الذي يشمل النفس أكثر من ذاك الذي في الجسد، لأنه حينما كانت نفسه -التي يفضلها- مَسْبيّة تحت الخطية، يؤكد ما فضَّله بقوله: "ويحي أنا الإنسان الشقي! من ينقذني من جسد هذا الموت؟" (رو 7: 24). أي أنه أراد أن يُنقَذ من عدو خارجي، هكذا
ما هي النفس؟
[يرفض القديس أمبروسيوس تعاريف بعض الفلاسفة للنفس، إذ قال شيشرون عنها إنها دم، وقال أمبيدوكليس إن مركزها الدم...]

4. لهذا ليست النفس دمًا، لأن الدم هو من الجسد.

ولا هي ذلك الانسجام الذي هو أيضًا من الجسد.

النفس ليست هواءً، لأن نفخة النَفَس شيءٌ والنفْس شيء آخر.

ليست النفس نارًا، ولا هي فعلية actuality، وإنما هي حياة، لأن آدم صار "نفسًا حية" (تك 2: 7).

النفس هي التي تحكم الجسد وتعطيه حياة الذي (بدونها) يكون بلا حياة ولا شعور. يوجد أيضًا الإنسان الأكثر سمُوًّا، الذي قيل عنه: "وأما (الإنسان) الروحي فيَحكم في كل شيء، وهو لا يُحكَم فيه من أحد" (1 كو 2: 15)، كما ان مثل هذا يكون أكثر سموًا من الآخرين، وعنه يقول داود أيضًا: "فمن هو الإنسان حتى تذكره أو ابن الإنسان حتى تفتقده؟ يصير الإنسان كباطل" (مز 8: 5، 144: 3-4) الإنسان كصورة الله ليس باطلًا، لكن الذي يفقدها ويسقط في الخطية ويتعثر في الماديات، مثل هذا يشبه الباطل.

انهيار النفس
5. لذلك، النفس سامية بطبيعتها، لكنها صارت بوجه عام خاضعة للفساد من خلال لا عقلانيتها، فمالت إلى الملذات الجسدية وإلى الاعتداد بذاتها. بينما لم تحتفظ بالاعتدال خدعتها الأوهام، وانحرفت إلى المادة، والتصقت بالجسد، ومن ثَمَّ تعوقت بصيرتها وامتلأت بالشر. وإذ هي تنوي الشر تملأ ذاتها بالرذائل، ومن ثَمَّ تزداد في إسرافها وعزوفها عن طلب الصلح...

آلموضوع منقول للأمانة والفائدة العآمة
 

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
14,264
مستوى التفاعل
1,965
النقاط
76
ألروحانيه هى أولا السلوك بالروح.

‏وقد ورد الكثير عن هذا الأمر فى رسالة بولس الرسول إلى رومية إذ قال لا شئ من الدينونة الآن على´الذين هم فى المسيح يسوع، السالكين ليس حسب الجسد، بل حسب الروح (رو 1:8 ‏). وقال أيضا فإن الذين هم حسب الجسد، فبما للجسد يهتمون. ولكن الذين حسب الروح، فبما للروح يهتمون . لأن اهتمام الجسد هو موت. ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام. لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله... فالذين هم فى الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله.
‏إذن الروحانية هنا هى ارتفاع عن مستوى السلوك بالجسد. هنا أحب أن أقول لكم إن الإنسان يتكون من ثلاثة عناصر: الروح والنفس والجسد. وقد وضح القديس بولس هذا الأمر، حينها قال فى رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكى اله السلام نفسا يقدسكم بالتمام. ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم... ( 1 ‏تس 23:5 ‏).
‏إذن الإنسان يتكون من روح ونفس وجسد. وهنا نقول إن الإنسان الروحانى لا يسلك حسب الجسد ولا حسب النفس. السلوك حسب الجسد واضح جدا للجميع...
‏كالإنسان الذى يسلك فى شهوات الجسد كشهوة الزنى، أو شهوة الطعام أو شهوة الملبس... إلخ. ولكن ماذا إذن عن السلوك النفسانى؟ نقول أولا:

‏لقد حارب الآباء الرسل السلوك النفسانى وأدانوه.
‏فالقديس يهوذا الرسول يقول فى رسالته « إنه فى الزمان الأخير سيكن قوم مستهزئون سالكون بحسب شهوات فجورهم. هؤلاء هم المعتزلون بأنفسهم لا روح لهم (يه 19:18 ‏). لاحظوا إذن قوله:
نفسانيون، لا روح لهم.
‏هؤلاء سالكون بحسب شهوات فجورهم . ولعله يفهم من هذا أن شهوات الجسد تقودها عوامل نفسانية خاطئة، بعيدة عن اتجاه

الروح
‏والقديس يعقوب الرسول يفرق بين الحكمة الإلهية، وحكمة أخرى 0
‏يقول عنها إنها ليست نازلة من فوق بل هي. أرضية نفسانية شيطانية وإنها تسبب الغيرة المرة والتحزب والتشويش وكل أمر ردئ (يع 14:3 ‏-

16 ‏)... لاحظوا إن وصف نفسانية ارتبط أيضا بعبارة أرضية شيطانية ... ما أصعب هذا الوصف...
‏ربما هذا التفصيل غير مستخدم كثيرا . فالناس غالبا ما يتحدثون فقط عن السلوك الروحانى، والسلوك الجسدى. ونادرا ما يتحدثون عن السلوك النفسانى الممقوت...

‏الإنسان النفسانى تقوده النفس وغرائز النفس وعقلية
‏النفس ومشاعرها بدون روح.
‏وهذا أمر فيه أخطاء وخطايا كما سنرى. والإنسان الجسدانى تقوده
‏شهوات الجسد ورغباته. فماذا إ ذن عن الإنسان الروحانى؟

الإنسان الروحانى يتصف بصفتين وهما:
1- ينتصر على الجسد وعلى النفس، ويسلك حسب الروح.
2 -‏الصفة الثانية أن روحه تخضع لروح الله...
‏يوجد إنسان فى داخله صراع بين شهوات الجسد وشهوات الروح (غل 16:5 ‏. 17 ‏). أما الروحانى فقد خضع فيه الجسد تماما للروح. ولكن هذا وحده لا يكفى، لأن أخطاء الإنسان ليس سببها فقط شهوات الجسد، فهو قد يخطئ بروحه وحدها ... ولا تتعجبوا من هذا فالشيطان روح، ومع ذلك فقط أخطأ، فهو روح متمردة وروح شريرة.

‏والكتاب يتحدث كثيرا عن الأرواح الشريرة.
‏والسيد المسيح أعطى تلاميذه سلطانا على إخراج الأرواح الشريرة، أى أرواح الشياطين. إذن ممكن أن الأرواح تخطئ، وممكن أن الإنسان

‏يخطئ بروحه.. ،

‏أما الإنسان الروحى، فإنه لا يخطئ بروحه، لأن روحه

خاضعة تمامأ لروح الله...
‏إذن الإنسان الروحى: نفسه وجسده يخضعان لروحه، وروحه تخضع لروح الله.
‏ولذلك نقرأ فى الرسالة إلى رومية عبارة جميلة جدا وهى لأن كل الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أولاد الله (رو 14:8 ‏). هؤلاء هم الروحانيون، الخاضعون لروح الله، الذين يقودهم روح الله، وهم طائعون لقيادة روح الله، ولكى تنقاد بروح الله ينبغى أن يكون روح الله ساكنا فيك.

‏من أجل هذا، جعل الله روحه يسكن فينا.
‏فقال الكتاب أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله ساكن فيكم ( 1 ‏كو 16:3 ‏). وروح الله الذى فيك يعطي روحك معرفة، ويعطيها إرشادا. يقودها فى الطريق... يوبخها على خطية، ويحثها على الخير، ويذكرها بكل ما قاله الرب ويعلمها كل شئ (يو 26:14 ‏).

‏لذلك الكنيسة تمنحك المسحة المقدسة، مسحة الروح.
‏وعن هذه المسحة تحدث القديس يوحنا الحبيب مرتين فى رسالته الأولى، فقال وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شئ . وأما أنتم فالمسحة التى أخذ تموها منه، ثابتة فيكم ( 1 ‏يو 2 ‏: 2 ‏. 27 ‏). ونحن ننال هذه المسحة فى سر الميرون المقدس، وكانوا ينالونها فى بداية العصر الرسولى بوضع اليد.

‏إذن تعتمد على قيادة روح الله لك، وليس على الحكمة
‏البشرية وحدها...
‏الحكمة البشرية وحدها هى جهالة عند الله ( 1 ‏كو 9:3 ‏). وقد شرح القديس بولس الرسول هذا الأمر بعمق شديد وتفصيل، فى رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس، فى الإصحاح الثانى...

‏أمثلة للمستويات الثلاثة:
‏الشهوة
‏هناك شهوات للجسد والنفس والروح.
‏شهوة الجسد هي الخطية كشهوة الحواس، وشهوة الزنى،
‏وشهوة البطن.
‏وشهوة النفس أحيانا تكون نوعا من الذات وحب النفس. ولنضرب
‏مثالا فى كل ذلك بسليمان الحكيم.
‏لقد سلك فى هذه الشهوات فقال مهما اشتهته عيناى، لم أمنعه عنهما (جا 2 ‏:. 1 ‏). وشرح تفاصيل ذلك فقال بنيت لنفسى بيوتا. غرست لنفسى كروما. عملت لنفسى جنات وفراديس ، وغرست فيها أشجارا من كل نوع ثمر. عملت لنفسى برك مياه. قنيت عبيدا وجوارى... جمعت لنفسى فضة وذهبا... اتخذت لنفسى مغنين ومغنيات وتنعمات بنى البشر سيدة وسيدات (جا 4:2 ‏- 1 ‏).

‏هنا شهوة الجسد، وشهوة العيون، وشهوات باقى الحواس. هذه هى شهوة الجسد، ووجدها باطلة وقض الريح.
‏وماذا إذن عن شهوات النفس؟ يقول لم أمنع قلبى من كل فرح. لأن
‏قلبى فرح، بكل تعبى، وهذا كان نصيبى من كل تعبى... ... وهنا نقول: فرح سليمان بكل غناه وشهوات جسده كان فرحا نفسانيا،
‏ولم يكن فرحا روحيا على الإطلاق. فما هو الفرح الروحى ؟
‏الفرح
‏الفرح النفسانى، هوفرح بشهوات الجسد، كما فرح سليمان بكل
‏متعه وغناه. أما فرح الروح فهو الذى يقول عنه الكتاب:
افرحوا فى الرب كل حين... (فى 4:4 ‏).
‏تقرأ عن فرح سليمان فى (جا 2 ‏) فلا تجد اسم الرب إطلاقا.. : إنه فرح بالجنات والفراديس، والشجر، والبقر، والذهب، والفضة والسيدات والمغنيات... وليس بروحه وصلة روحه بالله. إنه مجرد فرح نفسانى، باطل وقبض الريح... لهذا نحن نفر ق فى أمور الفرح بين تعبيرات عديدة مثل اللذة (وهى خاصة بالجسد والحواس)، والسرور والفرح (وبعضها خاص بالنفس والآخر بالروح).

‏الفرح بالرب هو فرح روحانى:
‏تفرح لأنك عرفت الله، تفرح لأن لك صلة بالله وعشرة، تفرح بسكني روح الله فيك وإرشاده لك. تفرح لأنك نلت مذاقة الملكوت، تفر ح لانتصار روحك التي حررها الله ( يو 8 :36 ) تفرح لانك استطعت ان توصل الناس الي الله

تلاميذ المسيح وقعوا احيانا في الفرح النفساني
انه فرح ليس من نوع فرح سليمان بل هو نوع ارقي منه ولكنه مرفوض ايضا

رجع السبعون إلى الرب فرحين، بعد إرساليتهم التبشرية، وقالوا له حتى الشياطين يارب تخضع لنا باسمك (لو 10: 17 ‏). فوبخهم الرب على هذا الفرح النفسانى، وقال لهم لا تفرحوا بهذا، إن الأرواح تخضع لكم. بل افرحوا بالحرى أن اسماءكم قد كتبت فى السموات (لو 10 ‏: 20). وهكذا فرق الرب بين نوعين من الفرح: نوع وبخ عليه، ونوع دعا إليه.

‏مثال أخر وهو فرح البعض بموهبة الألسن وما يشابهها.
‏إنه فرح بشئ يمجده أمام الناس ويرفع شأنه!: يريد أن يتعظم على حساب مواهب الله... وكان الأفضل أن يهتم بنقاوة قلبه وامتلاء القلب بثمار الروح. وفى ذلك قال الرسول لوكنت أتكلم بالسنة الناس والملائكة، وليس لى محبة، فقد صرت نحاسا يطن وصنجا يرن ،. (اكو 13 )

‏إذن افرح بثمار الروح، أكثر مما تفرح بالمواهب.
‏ثمار الروح التى هى محبة وفرح وسلام، وطول أناة ولطف وصلاح وإيمان ووداعة وتعفف (غل 22:5 ‏، 23 ‏). وهذه توصلك إلى الملكوت بينما المواهب والآيات والرؤى ربما لا توصل...! يقول السيد الرب: كثيرون سيقولون لى فى ذلك اليوم يارب يارب، أليس باسمك تنبأنا
‏وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة . فحينئذ أصرح لهم: إنى لم أعرفكم قط. اذهبوا عنى يا فاعلى الإثم (متى 22:7 ‏. 23 ‏).
‏قيل عن القديس يوحنا المعمدان، إنه لم يصنع أية واحدة (يو . 41:1 ‏). ومع ذلك شهد له الرب إنه أعظم من ولدته النساء (يو 11:11 ‏). وفى التبشير بمولده قيل عنه إنه من بطن أمه يمتلئ من الروح القدس (لو 15:1 ‏). فلا تفرح إذن بالآيات.

‏القديس بولس الرسول خاف من كثرة الرؤى والاستعلا نات. لأنها خطيرة، ربما ترفع قلبه. ولذلك قال ولئلا أرتفع بفرط الإعلانات، أعطيت شوكة فى الجسد، ملاك الشيطان ليلطمنى لئلا أرتفع ( 2 ‏لمحو 7:12 ‏). وصلى ثلاث مرات أن يرفع الله عنه هذه الضربة، ولم يقبل صلاته فى ذلك...
‏أم يعقوب ويوحنا الرسولين وقعت فى الفرح النفسانى الباطل. فجاءت إلى السيد الرب تطلب إليه أن يجلس أحد ابنيها عن يمينه، والآخر عن يساره فى ملكوته (متى 20 ‏: 20 ‏. 21 ‏). ولكن الرب لم يشأ أن يكون لها فرح بالعظمة، بل أن يكون لابنيها فرح بالألم، فقال لهما لستما تعلمان ما تطلبان. أتستطيعان أن تشربا الكأس التى أشربها، وأن تصطبغا بالصبغة التى أصطبغ بها . (متى 22:20 ‏).
‏واستجاب الرب لطلبة هذه القديسة، فكان ابنها أول الشهداء من الرسل الاثنى عشر (أع 2:12 ‏). وجلس مع الرب عن يمينه.
‏حقا إن الفرح بالألم هو جزء من الفرح الروحى
‏ولذلك بعدما سجنوا التلاميذ وجلدوهم، يقول الكتاب عنهم وأما هم فذهبوا فرحين، لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه (أع 41:5 ‏).
‏ويقول القديس بولس الرسول لذلك أسر بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات لأجل المسيح ( 2 ‏لحو 12 ‏: . 1 ‏)... وهكذا كان سرور الشهداء والمعترفين القديسين بملاقاة العذابات والموت. إنه فرح روحانى.
‏إن الذى يفرح بأن ينال موهبة المعجزات والآيات، هو ما يزال فى مستوى الفرح النفسانى. أما الفرح الروحانى، فهو الفرح بالرب وليس بمواهبه، وما تجلبه المواهب من عظة... ولعل من الأمثلة البارزة تلك القديسة العظيمة التى ذبحوا أبناءها الخمسة على حجرها وهى تشجعهم على الاستشهاد، لكى يفرحوا مع الرب فى ملكوته. وهى أيضا فرحت باستشهادهم... إن المستوى الروحى، والمستوى النفسانى، والمستوى الجسدانى يتمكن تطبيقها على كثير من المشاعى والأعمال وعلى كثير من اتجاهات البشر وأعمالهم، ولكننا ذكرنا ما ذكرناه كمثال... والأمثلة كثيرة...

آلموضوع منقول للأمانة والفائدة العآمة
 
أعلى