الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
الرد على الشبهات حول المسيحية
الإنجيل كيف كتب؟ وكيف وصل إلينا؟ القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="Molka Molkan, post: 2478828, member: 79186"] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]3- إنجيل شاهد عيان: [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]دون القديس مرقس أحداث ومواقف وأعمال السيد المسيح تسجيلاً دقيقاً أهتم فيه بكل التفصيلات والأمور الدقيقة جداً، وسجل ملحوظات دقيقة لكل موقف وأهتم بذكر انطباعات الناس وتصرفاتهم ومشاعرهم فى كل المواقف، وكذلك سجل بدون تردد مشاعر التلاميذ وحيرتهم فى بعض المواقف وعدم إدراكهم لأمور كثيرة. كما سجل تصرفات السيد وتحركاته ودون كل التفاصيل كما حدثت وكأنه كان يسجلها فى مذكراته لحظة حدوثها مباشرة. فيقول عن تأثير تعليمه على الجموع وعلى تلاميذه "فتحيروا كلهم(75)"، "وكثيرون إذ سمعوا بهتوا قائلين من أين لهذا هذه(76)"، "فتحير التلاميذ من كلامه(77)"، "فبهتوا إلى الغاية(78)"، "وكانوا يتحيرون وفيما هم يتبعون كانوا يخافون(79)".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ويقول عن تأثير أعماله على الناس "بهت الجميع ومجدوا الله قائلين ما رأينا مثل هذا قط(80)"، "فخافوا خوفاً عظيماً وقالوا بعضهم لبعض من هو هذا [/FONT][FONT=Simplified Arabic]...[/FONT][FONT=Simplified Arabic] فإن الريح أيضا والبحر يطيعانه(81)"، وبعد مشيه على الماء يقول "فبهتوا وتحيروا فى أنفسهم جداً إلى الغاية(82)". ويصف تزاحم الجماهير الغفيرة على السيد المسيح سواء لنول الشفاء "حتى وقع عليه ليلمسه كل من فيه داء(83)"، "فقال له تلاميذه أنت تنظر الجمع يزحمك وتقول من لمسنى(84)"، أو للاستماع إلى تعليمه "فأجتمع أيضا جمع حتى لم يقدروا أولاً على أكل خبز(85)"، "وكان الجمع جالساً حوله(86)"، "فأجتمع إليه جمع كثير حتى أنه دخل السفينة وجلس على البحر والجمع كله كان عند البحر على الأرض(87)"، "ولما أجتاز يسوع فى السفينة إلى العبر اجتمع إليه جمع كثير(88)"، "فقال لهم تعالوا أنتم منفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلاً، لأن القادمين والذاهبين كانوا كثيرين، ولم تتيسر لهم فرصة للأكل(89)".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ويصف آلام السيد المسيح وعواطفه ومشاعره كإنسان "فتحنن عليهم إذ كانوا كخراف لا راعى لها(90)"، "وتعجب من عدم إيمانهم(91)"، "فنظر حوله بغضب حزيناً على غلاظة قلوبهم"، "فتنهد بروحه(93)"، "ولما رأى يسوع ذلك أغتاظ(94)"، كما وصف نظراته وإشاراته وحركاته "فتقدم وأقامها ماسكاً بيدها فتركتها الحمى حالاً وصارت تخدمهم(95)"، "وقال للرجل مد يدك، فمدها فعادت صحيحة كالأخرى(96)"، "فنظر حوله إلى الجالسين وقال ها أمى وأخوتى(97)"، "وكان ينظر حوله ليرى التى فعلت هذا(98)"، "فأخذه من بين الجمع على ناحية ووضع أصابعه فى أذنيه وتفل ولمس لسانه ورفع نظره نحو السماء وأنّ وقال له إفثا. أى انفتح(99)"، "فتنهد بروحه(100)"، "فألتفت وأبصر تلاميذه فانتهر بطرس(101)"، "فجلس ونادى الاثنى عشر(102)"، "ولما نظر حوله إلى كل شئ(103)"، وذكر نومه "وكان هو فى المؤخرة على وسادة نائماً(104)"، وجوعه "وفى البيت لما خرجوا من بيت عنيا جاع(105)". وذكر حبه للأطفال وحملهم على يديه "فأخذ ولداً وأقامه فى وسطهم ثم احتضنه(106)"، "فأحتضنهم ووضع يديه عليهم وباركهم(107)".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ويذكر تفصيلات أخرى كثيرة تختص بالأسماء والأماكن والمواقف لا تذكرها الأناجيل الثلاثة الأخرى، فيقول أن المسيح دخل "بيت سمعان وأندراوس مع يعقوب ويوحنا(108)"، "فخرج الفريسيون للوقت مع الهيرودسيين وتشاوروا عليه لكى يهلكوه(109)"، ويصف ثياب السيد أثناء التجلى بكل دقة "وصارت ثيابه تلمع بيضاء جداً كالثلج لا يقدر قصار على الأرض أن يبيض مثل ذلك(110)". ويذكر أحداث معجزة شفاء بارتماس الأعمى بكل دقة وتفصيل، فيذكر أسمه وصراخه وإسكات الناس له ومناداة السيد له وطرحه لردائه أرضاً وحديث السيد المسيح معه وشفائه(111). وفى معجزة إشباع الجموع بخمس خبزات وسمكتين يذكر جلوس الجموع بتفصيل دقيق وبديع "فأمرهم أن يجعلوا الجميع يتكئون رفاقاً رفاقاً على العشب الأخضر. فأتكأوا صفوفاً صفوفاً مئة مئة وخمسين خمسين(112)". وذكر أن سمعان الذى حمل الصليب مع المسيح كان "قيروانياً(113)" وإنه هو "والد الكسندر وروفس" اللذين كانا من التلاميذ المعروفين فى روما(114). ويذكر نوم السيد "على الوسادة(115)" فى السفينة، ووجود رغيف واحد مع التلاميذ فى السفينة(116)، ويحدد بدقة مكان الجحش الذى كان "مربوطاً عند الباب خارجاً على الطريق(117)". ويذكر أسماء البلاد التى جاء منها الجموع للاستماع إلى يسوع والتى ذهب هو إليها "ومن أورشليم ومن أدومية ومن عبر الأردن. والذين حول صور وصيدا جمع كثير إذ سمعوا كم صنع أتو إليه(118)"، "ثم خرج أيضاً من تخوم صور وصيدا وجاء إلى بحر الجليل فى وسط حدود المدن العشر(119)". ويحدد المواقع والاتجاهات "ثم خرج أيضا إلى البحر(120)"، "وجلس يسوع تجاه الخزانة ونظر كيف يلقى الجمع نحاساً فى الخزانة(121)"، "وفيما هو جالس على جبل الزيتون تجاه الهيكل(122)"، "وخرج (بطرس) خارجاً إلى الدهليز(123)"، "ولما رأى قائد المئة الواقف مقابله(124)".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وهناك تفاصيل أخرى دقيقة وحية مثل قوله "وكان مع الوحوش(125)" عن السيد المسيح عندما كان على الجبل ليجرب من إبليس، "وكشفوا السقف(126)" الذين حملوا المفلوج. كما وصف أعمال مجنون كورة الجدريين بكل دقة وتفصيل "لأنه قد ربط كثيراً بقيود وسلاسل فقطع السلاسل وكسر القيود. فلم يقدر أحد يذلله. وكان دائماً ليلاً ونهاراً فى الجبال وفى القبور يصيح ويجرح نفسه بالحجارة(127)".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]هذه التفاصيل الدقيقة النابضة بالحياة تدل على أن الكاتب شاهد عيان، كما سجل بكل دقة تفاصيل ما تسلمه من شهود العيان الآخرين. كما تدل أيضا على أن الكاتب يعرف دقائق البلاد وجغرافيتها ويعرف الناس وأسماءهم، وقد ساقه الروح القدس وذكره بكل التفاصيل.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]4- شهادة الآباء: [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]الإنجيل للقديس مرقس هو أكثر الأناجيل الأربعة الذى ركز عليه علماء الكتاب المقدس لاعتقاد غالبيتهم أنه أقدم الأناجيل لبساطه أسلوبه وقوته وحيويته وقدم لغته ولأنه يسجل أعمال السيد المسيح بصورة مكثفة وسريعة وقوية بدرجة كبيرة على روايات آلام السيد المسيح وصلبه وقيامته، ولأنه يقدم صورة حيه للإنجيل الشفوى كما جاء فى كرازة القديس بطرس لكرنيليوس وقد شهد جميع آباء الكنيسة لصحته. وفيما يلى شهادتهم عنه: [/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic](1) [/FONT]–[FONT=Simplified Arabic] بابياس: [/FONT][FONT=Simplified Arabic]"إن مرقس إذ كان هو اللسان الناطق لبطرس كتب بدقه، ولو من غير ترتيب، كل ما تذكره عما قاله المسيح أو فعله.. ولذلك لم يرتكب أى خطأ إذ كتب [/FONT]–[FONT=Simplified Arabic]على هذا الوجه- ما تذكره. لأنه كان يحرص على أمر واحد: إن لا يحذف شيئاً مما سمعه، وأن لا يقرر أى شئ خطأ".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic](2) [/FONT]–[FONT=Simplified Arabic] يوستينوس الشهيد: [/FONT][FONT=Simplified Arabic]"وعندما يقال إنه (المسيح) أعطى أسم بطرس لأحد الرسل وعندما يكتب فى مذكراته أيضاً أن هذا حدث بعد أن أعطى أثنين آخرين من الرسل، ابنى زبدى، أسم بوانرجس، أى ابنى الرعد.."(128). وهذا اللقب لم يذكر ألا فى الإنجيل للقديس مرقس (17: 3) فقط.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic](3) وقد ضم تاتيان السورى [/FONT][FONT=Simplified Arabic]وتلميذ يوستينوس الإنجيل بالكامل فى كتابه الدياتسرون، أما الوثيقة الموراتورية فقد جاءت مبتورة وذكرت هذا الإنجيل فى سطر واحد هو الذى تبقى مما ذكرته عنه ويقول "الذى فيه كان حاضراً وهكذا دونه".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic](4) إيريناؤس [/FONT][FONT=Simplified Arabic]"سلم لنا مرقس، تلميذ بطرس ومترجمه، كتابه ما بشر به بطرس".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic](5) أكليمندس الأسكندرى: [/FONT][FONT=Simplified Arabic]"لما كرز بطرس بالكلمة جهاراً فى روما. وأعلن الإنجيل بالروح طلب كثيرون من الحاضرين إلى مرقس أن يدون أقواله لأنه لازمه وقتاً طويلاً وكان يتذكرها. وبعد أن دون الإنجيل سلمه لمن طلبوه".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ولم تخرج شهادة الآباء مثل العلامة أوريجانوس ويوسايبوس القيصرى وابيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص (350م) وجيروم عن ذلك كثيراً بل كلها تدور فى هذا الإطار. ويجمع غالبيتهم على أن القديس مرقس دون الإنجيل فى حياة القديس بطرس أى قبل سنه 67م ولا يخرج عن ذلك سوى إيريناؤس الذى يقول إنه دونه بعد وفاته. ولكن الدليل الداخلى وشهادة العلماء تؤكد إنه كُتب قبل انتقاله بكثير.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]5- هدف الإنجيل ومكان تدوينه: [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]كُتب الإنجيل بحسب شهادة الآباء فى روما وبناء على طلب الذين تسلموا الإنجيل الشفوى قبل انتقال القديس بطرس وقبل دمار أورشليم بفترة. وهو يقدم لنا الإنجيل فى أقوى وأقدم صورة ويتشابه بدرجة كبيرة مع عظات القديس بطرس والقديس بولس المدونة فى سفر أعمال الرسل. ويسجل فيه القديس مرقس الأعمال والمعجزات العظيمة التى عملها السيد المسيح، ويقدم صورة حية لحياته النشطة المتدفقة كأبن الله ومخلص العالم. وقد ترك أعمال السيد تعلن عن شخصه الإلهى ولاهوته فسجل الكثير من معجزاته الخارقة مثل مشيه على الماء وتهدئته للعاصفة بكلمة الأمر الإلهى "فقام وأنتهر الريح وقال للبحر أسكت. إبكم. فسكنت الريح وصار هدوء عظيم" مما جعل من فى السفينة يقفوا فى خوف وذهول شديد أمام شخصه الإلهى "فخافوا خوفاً عظيماً وقالوا بعضهم لبعض من هو هذا، فأن الريح أيضاً والبحر يطيعانه"(129)، ونازفة الدم التى شفيت بمجرد أن مست ثوبه(130)، وأرتعاب الشياطين أمامه وسجودها له واعترافها بكونه ابن الله. فلما رأى يسوع من بعيد ركض وسجد له وصرخ بصوت عظيم وقال مالى ولك يايسوع ابن الله العلى.. أستحلفك بالله أن لا تعذبنى. لأنه قال له أخرج من الإنسان أيها الروح النجس[/FONT][FONT=Simplified Arabic]...[/FONT][FONT=Simplified Arabic] فخرجت الأرواح النجسة"(131)، وإشباع خمسة آلاف رجل بخمسة أرغفة وسمكتين(132)، وإشباع أربعة آلاف بسبع خبزات وقليل من صغار السمك(133)، وكانت أكبر معجزاته هى قيامته من الأموات.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وكما قدم المسيح الإلهى صاحب الأعمال الخارقة، قدم أيضا المعلم الإلهى الذى لا مثيل له، الغازى الوحى الذى يخلب العقل الرومانى المادى، قدم المسيح المعلم العظيم الذى بُهتت الجموع من تعاليمه ذات السلطان الإلهى والتى لا مثيل لها بن معلمى البشر. "فُبهتوا من تعليمه لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة"(134)، "وكثيرون إذ سمعوا بهتوا قائلين من أين لهذا هذه. وما هذه الحكمة التى أعطيت له حتى تجرى على يديه قوات مثل هذه"(135).[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ومما يدل أيضاً على إنه كتب للرومان خاصة وللأمم عامه هو عدم إشارته لنبوات العهد القديم إلا نادراً ولجؤه إلى تفسير عادات اليهود، على عكس القديس متى الذى سجل عادات اليهود وتقاليدهم دون شرح أو إيضاح لأنه كان يكتب لليهود. أما القديس مرقس فقد شرح وفسر عاداتهم فى الأكل بأيدى مغسولة(136)، ووضح معنى اليوم الأول من الفطير بأنه اليوم الذى كانوا يذبحون فيه الفصح(137) وقدم تعريف لعادة إطلاق أسير فى كل عيد(138). كما فسر الكلمات الإجرامية مثل "طلبنا قومى. الذى تفسيره يا صبيه قومى"(139)، "وقال له أفثأ. أى انفتح"(140)، "الوى الوى لما شبقتنى_ الذى تفسيره إلهى إلهى لما تركتنى"(141)، "وجعل لهما أسم نوانرجس أى أبنى الرعد"(142)، "موضع جمجمة"(142). وشرح معنى كلمة "الصدوقيين الذين يقولون ليس قيامه"(144). وعلى العكس من ذلك فلم يفسر الكلمات اللاتينية التى أستخدمها مثل كلمة "دينار- [/FONT]Dunarion[FONT=Simplified Arabic]" و "قائد المئة- [/FONT]Kenturiwn[FONT=Simplified Arabic]"(146) و "جزيه- [/FONT]Ktnsos[FONT=Simplified Arabic]"(147) و "لجئون- [/FONT]Legiwn[FONT=Simplified Arabic]"(148) و "ريع-[/FONT]Kordantys[FONT=Simplified Arabic]"(149) و "دار الولاية- [/FONT]Praitwrion[FONT=Simplified Arabic]"(150)، بل وفى بعض الأحيان ترجم كلمات يونانية إلى ما يقابلها فى اللغة اللاتينية مثل "فلسطين قيمتها ربع- [/FONT]Kordantys[FONT=Simplified Arabic]"(151).[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]ثالثاً: الإنجيل للقديس لوقا[/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]1- الكاتب وشهادة الأباء عنه: [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]أجمع أباء الكنيسة على أن كاتب الإنجيل الثالث هو القديس لوقا الذى تبع الرسل وتلميذ بولس الرسول. وقد أقتبس منه الأباء واستشهدوا بآياته منذ نهاية القرن الأول، واستخدموه بكثافة أكثر منذ بداية القرن الثانى. ولكن هؤلاء الأباء اقتبسوا واستشهدوا بآيات الإنجيل بأوجهه الأربعة باعتبارها "أقوال الرب" وكلمة الله الموحى بها، والتى استلموها أولاً شفاهة وحفظوها، ثم سلمت لهم مكتوبة بعد ذلك. ولذا فلم يهتموا بذكر مصدر الإنجيل أو السفر الذى اقتبسوا منه أو استشهدوا بآياته لأنها جميعاً تحتوى على "أقوال الرب" وأعماله. ولكن مع ظهور كتب أخرى فى أوساط الهراطقة دُعيت أناجيل ونُسبت لكتابها من الهراطقة أو لبعض الرسل، بدأ أباء الكنيسة يحددون الأناجيل القانونية الموحى بها ويميزونها عن الكتب الأبوكريفية الزائفة. وهكذا ظهرت قوائم بالكتب القانونية الموحى بها وأخذ أباء الكنيسة يدافعون فى كتاباتهم عن الأناجيل والأسفار التى كتبها الرسل بوحى الروح القدس وعن صحتها وقانونيتها. ومن ثم بدأ أباء الكنيسة منذ منتصف القرن الثانى يذكرون الأناجيل بأسماء جامعيها ومدونيها بالروح القدس من الرسل وكذلك بقيه أسفار العهد الجديد.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]أما فيما يختص بالإنجيل للقديس لوقا فقد أقتبس منه وأستشهد به أباء الكنيسة وتلاميذ الرسل، كما اقتبس منه يوستينوس الشهيد كثيراً وذكر نزول قطرات العرق مثل الدم من السيد المسيح عندما كان يصلى فى بستان جثسيمانى، والتى لم تسجل إلا فى هذا الإنجيل فقط. وينسب العلامة الإنجليزى وستكوت 50 إشارة لتاريخ الإنجيل و70 حقيقة خاصة برواية القديس لوقا أدخلها يوستينوس فى حواره مع تريفوا.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]كما أقتبس منه إنجيل بطرس الابوكريفى كثيراً، واستخدمت الرسالة الثانية المنسوبة لأكليمندس كثيراً من آياته، وضمه تاتيان فى كتابه الرباعى "الدياتسرون". فيقول أحد العلماء ويدعى بلامر "من الثابت إنه فى النصف الثانى من القرن الثانى، كان هذا الإنجيل معترفاً بصحته كسفر موحى به ومن المستحيل إثبات إنه لم يكن معترفاً به من قبل ذلك بكثير". وقال آخر ويدعى بولخر "يتفق القدماء بالإجماع على إن الكاتب هو لوقا تلميذ بولس الذى ذكره فى رسالته إلى فليمون".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ومنذ الربع الأول من القرن الثانى أستخدمه الهراطقة مثل باسيليدس(152) الذى علم فى الإسكندرية حوالى (120م)، وسردوا [/FONT]Cerdo[FONT=Simplified Arabic] الذى عاش فى بداية القرن الثانى والذى يتكلم عنه ثيودوريت [/FONT]Theoret[FONT=Simplified Arabic]، ومارسيون (حوالى 140م) الذى أختار هذا الإنجيل فقط من الأناجيل الأربعة مع عشر من رسائل بولس الرسول كقانونه الوحيد، وترك صديقه هيراكليون تفسيراً لهذا الإنجيل مع إنجيل يوحنا ماتزال صفحات منه باقية وقد أشار إليه أكليمندس الأسكندرى(153).[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]كما شهد لكتابه القديس لوقا لهذا الإنجيل الثالث كل الترجمات السريانية البشيتا واللاتينية القديمة واللاتينية الثانية التى تمت فى شمال أفريقيا فى عصر مبكر جداً، وكذلك الترجمة القبطية الصعيدية.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وأقتبس منه أيضا كتاب "البطاركة الأثنى عشر" المكتوب فيما بين سنه 100 و 120م. وقد أقتبس منه 22 كلمة نادرة منها 19 كلمة نادرة لم يستخدمها أى كاتب معاصر آخر، كما أقتبس 24 كلمة من سفر الأعمال منها 20 كلمة لم توجد فى أى سف آخر من أسفار العهد الجديد سوى أعمال الرسل فقط.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وجاء فى الوثيقة الموراتورية (170م) "كتاب الإنجيل الثالث، الذى بحسب لوقا، هذا الطبيب لوقا، أخذه بولس معه بعد صعود المسيح كخبير فى الطريق (التعليم)، دونه بأسمه حسب فكره. مع أنه لم يرى الرب فى الجسد، ولأنه كان قادراً على التحقق منه، فقد بدأ يروى القصة من ميلاد يوحنا".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وجاء فى الكتاب المسمى "مقدمه ضد المارسيونيين- [/FONT]Anti Marcionite Prologue[FONT=Simplified Arabic]". الذى أشتهر فى الكنيسة الرومانية، ويرجع إلى النصف الثانى من القرن الثانى "لوقا سورى انطاكى، سورى السلالة، طبيب المهنة، أصبح تلميذاً للرسل، وتبع بولس الرسول أخيراً حتى استشهاده (بولس)، وخدم الرب بإصرار، لم يتزوج، ولم يكن له ولد، أمتلئ بالروح القدس، ومات فى الرابعة والثمانين من العمر فى بيوثية. فبعد أن كُتب الإنجيل الذى لمتى فى اليهودية والإنجيل الذى لمرقس فى إيطاليا، قاده الروح القدس لكتابه إنجيله هو فى إقليم اخائية، ويذكر فى مقدمته أن كتابات أخرى قد دونت قبله، لكن تراءى له ضرورة تدوين سيره كاملة وشاملة للمؤمنين من أصل يونانى"(154).[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وقال إيريناؤس أسقف ليون "ودون لوقا [/FONT]–[FONT=Simplified Arabic]الذى كان ملازماً لبولس- فى كتاب الإنجيل الذى أعلنه بولس"(155). وقال ترتليانوس فى شمال أفريقيا اعتادت الكنائس الرسولية أن تقرأ الإنجيل بحسب لوقا، ولأن لوقا هو تلميذ بولس وصاحب الإنجيل الذى أعتمده مارسيون دون سواه(156).[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وقال أكليمندس الأسكندرى، إن المسيح وُلد فى عهد أغسطس قيصر "كما هو مكتوب فى الإنجيل الذى بحسب لوقا"(157). وقال العلامة اوريجانوس "والثالث كتبه لوقا، وهو الإنجيل الذى أقره بولس، وكُتب من أجل المنتصرين من الأمم"(158). وقال يوسايبوس القيصرى "أما لوقا الذى كان من أبوين أنطاكيين، والذى كان يمتهن الطب، والذى كان صديقاً حميماً لبولس ومعروفاً عند سائر الرسل، فقد ترك لنا فى سفرين قانونيين براهين على موهبة الشفاء الروحى التى تعلمها منهم. أما أحد هذين السفرين فهو الإنجيل الذى يشهد بأنه كتبه كما سلمه الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداماً للكلمة. والذين قد تتبعهم من الأول بتدقيق. وأما السفر الثانى فهو أعمال الرسل الذى كتبه لا بناء على رواية الآخرين بل بناء على ما رآه هو بنفسه. ويقال أن بولس كلما قال "بحسب إنجيلى"(159) إنما كان يشير إلى هذا الإنجيل الذى بحسب لوقا كأنه يتحدث عن إنجيله هو"(160).[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وهكذا شهدت الكنيسة منذ البدء فى الشرق والغرب فى الشمال والجنوب إن كاتب الإنجيل الثالث الروح القدس هو القديس لوقا تلميذ الرسل ورفيق القديس بولس.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]2- القديس لوقا: [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]يُذكر القديس لوقا فى رسائل القديس بولس الرسول بالطبيب الحبيب "يسلم عليكم لوقا الطبيب الحبيب"(161)، والعامل معه "مرقس وارسترخس وديماس ولوقا العاملون معى"(162). كما يذكره كالصديق الوفى الذى ظل معه وحده بعد أن تركه الآخرين "لوقا وحده معى"(163). ويتكلم القديس لوقا عن نفسه فى بداية الإنجيل وبداية سعر الأعمال كالكاتب لكليهما بضمير "أنا" "رأيت أنا أيضاً"(164) "الكلام الأول أنشأته ياثاوفيلس[/FONT][FONT=Simplified Arabic]...[/FONT][FONT=Simplified Arabic]"(165). ثم يتكلم عن نفسه بعد ذلك فى سفر الأعمال بضمير المتكلم الجمع "نحن"، "نا" عندما نقابله للمرة الأولى كرفيق للقديس بولس من تراوس بعد أن ظهرت لبولس "رؤيا فى الليل رجل مكدونى قائم بطلب إليه ويقول أعبر إلى مكدونية وأعنا. فلما رأى الرؤيا للوقت طلبنا أن نخرج إلى مكدونية متحققين إن الرب قد دعانا لنبشرهم" ويستمر بعد ذلك فى استخدام ضمير المتكلم الجمع "فأقلعنا[/FONT][FONT=Simplified Arabic]...[/FONT][FONT=Simplified Arabic] وتوجهنا.. فأقمنا[/FONT][FONT=Simplified Arabic]...[/FONT][FONT=Simplified Arabic] خرجنا[/FONT][FONT=Simplified Arabic]...[/FONT][FONT=Simplified Arabic] فجلسنا وكنا نكلم[/FONT][FONT=Simplified Arabic]...[/FONT][FONT=Simplified Arabic] وبينما كنا ذاهبين[/FONT][FONT=Simplified Arabic]...[/FONT][FONT=Simplified Arabic] أستقبلنا[/FONT][FONT=Simplified Arabic]...[/FONT][FONT=Simplified Arabic] بولس وإيانا"(166). وقد أصطحب القديس بولس إلى فيلبى. ويبدو أنه ظل هناك بعد رحيل القديس بولس وسيلا إلى كورنثوس (سنه 51م) لرعاية الكنيسة الناشئة، حيث يستبدل فجأة ضمير المتكلم "نحن" إلى "هم"(167). وبعد سبع سنوات أخرى (سنه 58م) ينضم للقديس بولس ثانيه عندما مر بفيلبى فى رحلته الأخيرة إلى أورشليم وتوقف لمده أسبوع فى تراوس(168). فمن تلك اللحظة يعاود القديس لوقا استخدام الضمير "نحن" و "وأما نحن فسافرنا[/FONT][FONT=Simplified Arabic]...[/FONT][FONT=Simplified Arabic] ووافيناهم[/FONT][FONT=Simplified Arabic]...[/FONT][FONT=Simplified Arabic] صرفنا"(169)، "وأما نحن فسبقنا إلى السفينة وأقلعنا[/FONT][FONT=Simplified Arabic]...[/FONT][FONT=Simplified Arabic] إلخ"(170).[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ويستمر فى استخدام ضمير المتكلم الجمع هكذا حتى وصول القديس بولس ومن معه إلى روما وإقامته وحده مع حارسه" ولما أتينا إلى رومية [/FONT][FONT=Simplified Arabic]...[/FONT][FONT=Simplified Arabic] وأما بولس فأذن له أن يقيم وحده مع العسكرى الذى كان يحرسه(171)". وكان مع القديس بولس أو كان قريباً منه فى رحلته إلى روما التى وصفها وصفاً دقيقاً وكان معه مدة سنتين فى قيصرية وظل معه إلى نهاية سجنه الأول فى روما (سنة 63م). وكانت أخر إشارة لوجوده مع القديس بولس هى عندما تحدث عن استشهاده "لوقا وحده معى(172)".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وقال بعض الآباء إنه من إنطاكية بسوريا ومما يبرهن على ذلك هو إشاراته الكثيرة إلى إنطاكية فى سفر الأعمال، فقد وضعها فى مكانة خاصة، فكانت نقطة البدء فى رحلات القديس بولس، وفيها دعى التلاميذ مسيحيين أولاً "ودعى التلاميذ مسيحيين فى إنطاكية أولاً(173)" ومن الشمامسة السبعة يذكر أن أحدهم من إنطاكية "نيقولاوس دخيلاً إنطاكياً(174)" دون أن يذكر قومية الستة الآخرين. وقدم فى السفر معلومات كثيرة عن الكنيسة فى إنطاكية(175).[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]3- خصائص الإنجيل وأسلوبه: [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وصف بولس الرسول القديس لوقا ب "الطبيب الحبيب"، وكان القديس لوقا، كما جاء عنه فى كتابات الآباء، وكما يبدو لنا من أسلوبه فى التدوين والكتابة سواء فى الإنجيل أو فى سفر الأعمال، شخصية متعددة الجوانب والمواهب، فقد كان طبيباً وأديباً وشاعراً وفناناً واسع الفكر، ورحالة غير محترف ولكن معتاد على الرحلات البحرية وله خبرة واسعة بها، إلى جانب كونه تلميذاً للرسل ومسيحياً يونانياً وكارزاً عملاقاً، دون الإنجيل وسفر الأعمال بالروح القدس. وكان ذو ثقة عالية ومؤرخاً دقيقاً يرى الدارسين أنه احسن كاتب يونانى بين الإنجيليين الأربعة، ويقول رينان عن إنجيله هذا "أنه أروع كتاب فى العالم"، وقد استخدم مفردات كثيرة، فهو غنى بالمفردات وإيقاعى فى تركيبه، وكمؤرخ فهو حريص جداً ودقيق إلى أبعد حد. ويبدأ الإنجيل بمقدمة مؤرخ، وهى، كما يرى العلماء، أبلغ قطعة فى العهد الجديد، وعندما يبدأ فى رواية أحداث ميلاد يوحنا المعمدان والسيد المسيح فى الإصحاحين الأول والثانى، يبدو اللون العبرى والصبغة العبرية واضح جداً أكثر من بقية أجزاء الإنجيل، فهو يسجل أناشيد زكريا والعذراء القديسة مريم وأليصابات وسمعان الشيخ، والتى يترجمها من العبرية والآرامية، وكذلك نشيد الملائكة كآخر المزامير العبرية وأول الترانيم المسيحية، فهذا الجزء من الإنجيل عبرى يونانى وبقية الإنجيل يونانى خالص.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]كما تميز الإنجيل الثالث، هذا، بمفردات كثيرة عن الأناجيل الثلاثة الأخرى إذ يتميز وحده ب 180 تعبير فى حين يتميز الإنجيل للقديس متى بحوالى 70 والإنجيل للقديس مرقس ب 44 والإنجيل للقديس يوحنا ب 50 تعبير. وكطبيب فقد استخدم عبارات واصطلاحات طبية كثيرة مثل "المفلوج، جراح، ضمد، صب زيتاً وخمراً، مضروباً بالقروح، الجذع، يغشى من الخوف(176)"، وأهتم بمعجزات شفاء المرضى، ويتحدث عن الأمراض بدقة، واتفق فى وصفه للأمراض مع كُتاب الطب القديم مثل جالينوس، فوصف حمة حماة بطرس بأنها "حمة شديدة(177)" والروح الذى كان على الأبن الوحيد لأبيه "فيصرعه(178)" والمرأة التى كانت بها روح ضعف "كانت منحنية(179)"، وهو وحده إلى سجل قول المسيح "على كل حال تقولون لى هذا المثل أيها الطبيب أشف نفسك(180)"،ولأنه طبيب فقد تكلم عن الأطباء بلهجة مخففة عن لهجة القديس مرقس فى نفس الحديث، فيقول "وامرأة بنزف الدم منذ اثنتى عشرة سنة وقد أنفقت كل معيشتها على الأطباء ولم تقدر أن تشفى من أحد(181)"، ويقول القديس مرقس "[/FONT][FONT=Simplified Arabic]...[/FONT][FONT=Simplified Arabic] وقد تألمت كثيراً من أطباء كثيرين وأنفقت كل ما عندها ولم تنتفع شيئاً بل صارت إلى حالة أردأ(182)".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وقد كتب القديس لوقا الإنجيل الثالث للمسيحيين من الأمم، وبصفة خاصة اليونانيين، كما كتب القديس متى لليهود والقديس مرقس للرومان والقديس يوحنا للمتقدمين فى الإيمان من يهود ورومان ويونانيين ومن كل الأمم. ومن ثم فقد شرح القديس لوقا مواقع المدن الفلسطينية وأسمائها "مدينة من الجليل اسمها ناصرة(183)"، "كفر ناحوم مدينة من الجليل(184)"، وكذلك المسافات بين البلاد "قرية بعيدة عن أورشليم ستين غلوة اسمها عمواس(185)"، وشرح عادات اليهود "وقرب عيد الفطير الذى يقال له الفصح(186)". ولأنه كتب للأمم فقد ركز على تدوين المواقف والأحداث التى تؤكد وتبين أن المسيح جاء ليخلص جميع الأمم والشعوب من جميع الخطايا والأتعاب ومن جميع الأمراض، ومن فقد تجنب تسجيل جميع الأقوال التى قال فيها السيد إنه أرسل إلى خراف بيت إسرائيل أولاً، وعلى العكس من ذلك فقد سجل الأحداث التى تمجد الأمم وتفتح الطريق أمامهم للخلاص الأبدى مثل قائد المئة الذى بنى لليهود مجمعاً "يحب أمنا وهو بنى لنا المجمع(187)"، ومثل السامرى الصالح الذى كان اكثر صلاحاً من اللاوى والكاهن اليهوديين(188)، والسامرى الذى شفاه السيد من برصه وعاد ليشكره فى حين كان معه تسعة من اليهود لم يفعلوا مثله(189).[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]كما ركز على تدوين الأقوال والعمال التى تؤكد شمولية الخلاص وعموميته، وغن المسيح قد جاء مخلصاً وفادياً لكل البشرية فى العالم كله من كل جنس ولون ولسان، وليس اليهود فقط، ولذا يرجع بنسب المسيح إلى آدم، أب البشرية كلها "ابن آدم ابن الله(190)"، وكانت بشارة الملاك وجمهور الجند السماوى للرعاة تعلن ميلاد مخلص كل البشرية "إنه ولد لكم اليوم فى مدينو داود مخلص هو المسيح الرب [/FONT][FONT=Simplified Arabic]...[/FONT][FONT=Simplified Arabic] المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة(191)"، ويعلن سمعان الشيخ بالروح القدس أن المسيح جاء لخلاص جميع الشعوب والأمم "لأن عينى قد أبصرتا خلاصك الذى أعددته قدام وجه جميع الشعوب. نور إعلان للأمم ومجداً لشعبك إسرائيل(192)"، فى نبؤة اشعياء عن يوحنا المعمدان معد الطريق للمسيح، يقول "ويبصر كل بشر خلاص الله(193)". وهو وحده الذى يسجل قول المسيح عن إرسالية إيليا للأرملة الوثنية فى صرفة صيدا(194)، وتطهير أليشع لبرص نعمان السريانى(195). وهو وحده الذى يسجل إرسالية السبعين رسولاً(196) والذين يتفق الجميع إنها كانت للأمم، كما يسجل شفاء المسيح لعبد قائد المئة الرومانى(197)، كما يسجل قول السيد المسيح "يأتون من المشارق ومن المغارب ومن الشمال والجنوب ويتكئون فى ملكوت الله(198)"، كما يسجل إرسال المسيح لتلاميذه ورسله ليكرزوا بالإنجيل لجميع الأمم وإلى أقصى الأرض "وأن يكرز بأسمه (المسيح) بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدأً من أورشليم(199)"، "وتكونون لى شهوداً فى أورشليم وفى كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض(200)".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]كما دون الأحداث والأقوال التى تقدم المسيح صديق الخطاة وفاديهم ومخلصهم الرحيم، ومريح التعابى وشافى المرضى من جميع أمراضهم وأتعابهم، ومحب البشرية والراعى الصالح الذى يبحث عن الضال فى مثل الخروف الضال "هكذا يكون فرح فى السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة(201)"، وفى مثل الإبن الضال "إبنى هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد(202)"، وفى مثل الدرهم المفقود "هكذا أقول لكم يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب(203)"، وكذلك فى مثال الفريسى والعشار(204)، قدم المسيح غافر الخطايا مهما كانت، وفى قصة المرأة الخاطئة(205)، نرى المسيح الذى يبرر حتى الزوانى. وعلى الصليب يقدم لنا المسيح الذى غفر لصالبيه "يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون(206)"، وعلى الصليب أنها يقبل توبة اللص المصلوب التائب ويعده بالفردوس(207).[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]كما يقدم المسيح محب الإنسانية، الذى يحب الجميع كأفراد، فهو يهتم حتى بأحقر الناس، ويحب الوضيع والمحتقر ويعطف على المريض، بل ويعطف حتى على الزوانى والعشارين ويدعوهم للتوبة، ويطوب المساكين والفقراء بالروح والجائعين، ويشفى المقعد والعرج والأعمى، ويحب السامريين ويوبخ على التعصب الأعمى ضدهم ويرفض الانتقام من القرية السامرية التى رفضت استقباله وينتهر يعقوب ويوحنا لأنهما طلبا أن تنزل نار من السماء لتهلك هذه القرية "وقال لستما تعلمان من أى روح أنتما. لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس بل ليخلص(208)"، ورفض الفكر الطائفى "من ليس معى فهو على. ومن لا يجمع معى فهو يفرق(209)".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ويسجل الأحاديث والأحداث التى تقدم لنا المسيح كإنسان، فهو يدون قصة طفولته وميلاده بالتفصيل، فيذكر الحبل به بالروح القدس(210) وميلاده فى الشهر التاسع(211) من الحبل به وختانه فى اليوم الثامن لميلاده(212) ونموه فى القامة والحكمة كإنسان "وأما يسوع فكان يتقدم فى الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس"(213)، كما يسجل سموه وتفوقه منذ صبوته، فيذكر جلوسه فى الهيكل كمعلم وسط العلماء وهو فى سن الثانية عشر واهتمامه بما للأب "ينبغى أن أكون فى ما لأبى(214)". ويذكر صلاته بجهاد ولجاجة فى البستان ونزول "عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض(215)" وظهور ملاك له من السماء ليقويه كإنسان(216).[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ويقدم المسيح الذى يكرم المرأة من خلال تسجيله لقصص مجموعة من النساء البارات القديسات، فيقدم العذراء القديسة مريم "الممتلئة نعمة" والتى استحقت أن تدعى ب "أم الرب(217)" لأنها ولدت الإله المتجسد، وأليصابات التى عرفت بالروح القدس المسيح وهو جنين فى بطن أمه وحيت والدته(218)، وحنة النبية التى ظلت فى الهيكل ولم تفارقه "نحو أربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة بأصوام وطلبات ليلاً ونهاراً(219)"، ومريم أخت لعازر التى اختارت النصيب الصالح الذى لن ينزع منها(220)"، ومرثا أختها المضيافة، ومريم المجدلية ويونا وسوسنة وبقية النساء التلميذات اللواتى "كن يخدمنه من أموالهن(221)"، ثم يذكر عطف السيد المسيح على النساء المتألمات مثل أرملة نايين التى كانت تنوح على وحيدها الذى مات، فأقامه لها الرب(222)، والمرأة الخاطئة التى دهنت قدميه بالطيب وبدموعها ومسحتها بشعرها(223)، ونازفة الدم التى صرفت كل معيشتها على الأطباء(224)، والمرأة المنحنية(225)، والأرملة التى أعطت كل ما لديها لله(226)، وكذلك إشفاقه على بنات أورشليم اللواتى كن ينحن عليه وهو حامل الصليب(227). فقدم لهن السيد الحنان والحب والعطف والكرامة فى عصر لم يبالى بالنساء وفى مجتمع كان الرجل فيه يشكر الله لأنه لم يخلقه امرأة، وكان الكتبة والفريسيون يجمعون أرديتهم فى الشوارع والمجامع لئلا يلمسوا امرأة، وكان يعتبرونها جريمة أن ينظر رجل لامرأة غير محجبة. ولكن السيد المسيح عطف على المرأة ورفعها وكرمها واخرج من امرأة سبعة شياطين.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]كما قدم المسيح محب الأطفال؛ إذ يضع هالة مقدسة وسحر سماوى على الطفولة التى تخلد الفردوس وتقدم البرأة فى عالم خاطئ، فهو وحده الذى روى تفاصيل طفولة المعمدان وتفاصيل طفولة السيد المسيح وختانه وصبوته. ويروى لنا قصص "الابن الوحيد لأمه" ابن أرملة نايين، وأبنة يايرس الوحيدة، والأبن الوحيد الذى كان به روح يصرعه.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وأخيراً يقدم لنا إنجيل الشعر الروحى؛ يقول الدارسون أن الإنجيل للقديس لوقا هو إنجيل الترانيم والتسابيح والتماجيد، وأفضل مرنم وأول كاتب ترانيم مسيحى هو القديس لوقا. فهو يقدم الشعر الروحى والدينى الذى يستقر على حقائق وحق أبدى، والإنجيل كله مملوء بالحيوية الدرامية والتشويق، إذ يبدأ بالشكر والتسبيح. ويفيض الفصلين الأولين فيه بالفرح الاحتفالى والسرور والبهجة، إنهما فردوس من شذى الأزهار، وعزف بأحلى الألحان السمائية يرتل أجمل الترانيم والمزامير العبرية المسيحية السمائية، وفيهما نسمع تسبحة أليصابات وتسبحة القديسة مريم وبركة زكريا وترنيمة المجد التى شدت بها الملائكة فى الأعالى، وتمجيد سمعان الشيخ بلسان الأجيال ووحى الروح القدس، ترانيم وتسابيح أبدية. والإنجيل كله ملئ بتمجيد الله وحمده، ففيه نرى الرعاة "وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوه ورأوه وقيل لهم(228)" بعد مشاهدتهم للطفل الإلهى، والمفلوج الذى شفاه الرب "مضى إلى بيته وهو يمجد الله(229)"، وجميع الذين شاهدوا معجزة شفائه أخذتهم "حيرة ومجدوا الله وامتلئوا خوفاً قائلين أننا قد رأينا اليوم عجائب(230)"، وعندما أقام الرب ابن أرملة نايين من الموت "أخذ الجميع خوف ومجدوا الله(231)"، وبعد أن شفى المرأة التى كان بها روح ضعف "استقامت ومجدت الله(232)"، والسامرى الذى شفاه الرب من البرص "رجع يمجد الله بصوت عظيم(233)"، والأعمى الذى شفاه الرب بالقرب من أريحا "تبعه وهو يمجد الله. وجميع الشعب إذ رأوه سبحوا الله(234)".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]4- مصادر الإنجيل وتاريخ تدوينه: [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ويبدأ القديس لوقا الإنجيل الثالث بالمقدمة التالية "إذ كان كثيرون قد أخذوا يدونون قصة تلك الأحداث التى جرت يقيناً بيننا. كما تسلمناها من أولئك الذين رأوا بأعينهم وكانوا خداماً للكلمة. رأيت أنا أيضا إذ قد تتبعت كل شئ منذ الابتداء بتدقيق، أن أكتبها لك بحسب ترتيبها أيها العزيز ثيئوفيلوس. حتى تتحقق من صحة تلك الأمور التى تعلمتها(235)".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ومن هذه المقدمة نعرف الحقائق التالية: [/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic] إنه كان هناك كثيرون قد سبقوا القديس لوقا فى تدوين رواية التسليم الرسولى كما سلمه تلاميذ المسيح ورسله شهود العيان.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic] وهذه الأحداث التى جرت كانت معاصرة للقديس لوقا وكانت معروفة لديه معرفة يقينية "التى جرت يقيناً بيننا"، وقد تسلمها من الرسل شهود العيان الذى تبعهم وتتلمذ على يديهم وكرز معهم.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic] وقد قام هو أيضاً بتدوين ما عمله وعلمه السيد المسيح متتبعاً كل شئ من الأول بتدقيق وسجل كل شئ ودونه بحسب ترتيبه الصحيح وبكل دقة المؤرخ المدقق وروحه.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]فقد تبع القديس لوقا تلاميذ المسيح ورسله شهود العيان واستلم منهم الإنجيل شفاهة وأجزاء منه مدونة، حيث زار الكنائس الرسولية الرئيسية فيما بين أورشليم وإنطاكية وروما، وكرز مع مؤسسيها وقادتها من الرسل وخدم معهم وتعامل معهم مباشرة. فقد تقابل مع القديسين بطرس وبرنابا ومرقس فى إنطاكية، كما تقابل مع القديس مرقس أنها فى روما، وفى أورشليم تقابل مع يعقوب أخى الرب وكثيراً من الرسل والشيوخ الذين كان الكثيرون منهم ما يزالون أحياء(236)، وكان فى إمكانه أن يقابل العذراء القديسة مريم هناك أيضا، وذلك فى رحلة القديس بولس الأخيرة، كما قابل فيلبس المبشر وبناته ومن كان معهم من الرسل فى قيصرية وقضى سنتين مع القديس بولس فيها(237). وكان أمامه خلال سنوات سجن القديس بولس الأربع فى قيصرية وروما وقت كافى ليقوم بعملية جمع شاملة للتسليم الرسولى الشفوى والمكتوب والذى استلمه من الرسل شهود العيان مباشرة، وليقوم أيضا بدراسة واسعة وبحث دقيق للاستلام والحصول على المعرفة والمعلومات والنصوص والآيات سواء المكتوبة أو المحفوظة شفوياً. وكان أمامه كم كبير من الأقوال والأعمال التى تسلمها من الرسل شهود العيان ومن العذراء القديسة مريم والتى تسلم منها روايات وأحداث الفصلين الأولين، خاصة أحداث الحبل بالمسيح وميلاده وطفولته وصبوته، ويشير هو نفسه إلى ذلك بقوله "وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به فى قلبها(238)"، وكانت أمامه تحفظ جميع هذه الأمور فى قلبها(239)". ويحتمل إنه قابلها فيما بين سنة 57 وسنة 59 م (أو 58-60).[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وكان عليه أن يختار بإرشاد الروح القدس وينتقى بدقة مما تسلمه سواء شفاهة أو مكتوب، ويقوم بتدوين الإنجيل وكتابته على التوالى وبحسب الترتيب الدقيق والصحيح للأحداث وهو مسوق من الروح القدس الذى قاده وعلمه وأرشده وذكر أثناء التدوين والكتابة وساعده على اختيار الأقوال والأعمال بحسب الهدف الذى كان يكتب الإنجيل لأجله وبحسب غاية الروح القدس نفسه وتوجيهه وإرادته، وحفظه من الخطأ والزلل وعصمه.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وقد كُتب الإنجيل للقديس لوقا فيما بين سنة 58 و 63 م قبل انتهاء سجن بولس فى روما، وقد كتبه قبل كتابة سفره الثانى، سفر أعمال الرسل قبل إلى يتقرر مصير بولس الرسول حيث ينتهى السفر والقديس بولس أسير فى روما.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]رابعاً الإنجيل للقديس يوحنا[/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]بعد أن دُونت الأناجيل الثلاثة الأولى قبل سنة 70م، دون القديس يوحنا تلميذ الرب والرسول الذى كان أحد التلاميذ الثلاثة المقربين من الرب، بل والتلميذ الذى كان الرب يحبه والذى اتكأ على صدره وقت العشاء، والذى سلمه السيد المسيح والدته وهو على الصليب ليرعاها كأمه. وقد دون الإنجيل فى نهاية القرن الأول الميلادى حيث كان التلميذ الوحيد الباقى من تلاميذ الرب على قيد الحياة، فقد سبق أن وعده الرب بالعمر الطويل(240). وكان القديس يوحنا بطبيعته مؤهلاً من الروح القدس ليحفظ أعمق كلمات السيد المسيح اللاهوتية والروحية، وقد دون الإنجيل كما قال فى نهايته "وأما هذه فقد كُتبت لتؤمنوا إن يسوع هو المسيح ابن الله ولكى تكون لكم إذا آمنتم حياة بأسمه(241)". ولأنه دون هذا الإنجيل بهدف تأكيد الإيمان بأن يسوع هو "المسيح ابن الله"، كما دونه بعد انتشار الأناجيل الثلاثة الأولى بسنوات، لذا فقد تجنب ذكر أكثر ما دُون فيها وركز على تدوين أعمال السيد وأقواله التى تمت فى قانا الجليل واليهودية والسامرة وبيت عنيا وحواراته مع رؤساء اليهود فى أورشليم والهيكل وخطابه الوداعى الطويل بعد العشاء وصلاته الأخيرة قبل القبض عليه، كما دون شهادة يوحنا المعمدان عن المسيح كحمل الله الذى يرفع خطية العالم وكونه ابن الله النازل من السماء. وقد بدأ القديس يوحنا هذا الإنجيل بمقدمة لاهوتية تبرهن كون المسيح "كلمة الله" الأزلى والخالق الذى نزل فى ملء الزمان و"إتخذ جسداً وحل بيننا ورأينا مجده(242)". وقد ركز على تسجيل أقوال المسيح التى تعلن إنه "كلمة الله" و"ابن الله" و"نور العالم" و"مخلص العالم" و"الواحد مع الآب" فى الجوهر والإرادة والعمل، و"الطريق والحق والحياة" و"حمل الله الذى يرفع خطية العالم" و"الراعى الصالح" و"الملك السمائى" و"النازل من فوق" و"ماء الحياة" و"خبز الحياة" و"شافى الأمراض الميئوس من شفائها" و"خالق العينين للأعمى" و"محى الميت الذى تعفن جسده" وكلى القدرة الذى لا يستحيل عليه شئ "مهما عمل ذاك (الله الآب) فهذا يعمله الإبن كذلك(243)" وكلى المعرفة الذى لا يخفى عليه شئ، ومرسل الروح القدس، والموجود فى كل مكان، فى السماء وعلى الأرض فى آن واحد، [/FONT][FONT=Simplified Arabic]...[/FONT][FONT=Simplified Arabic] إلخ. ومن ثم فقد وصفه بعض آباء الكنيسة مثل إكليمندس الأسكندرى "بالإنجيل الروحى"، فهو "قدس أقداس" الأناجيل الأربعة بل والعهد الجديد.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وكما ركز القديس يوحنا على لاهوت المسيح فقد ركز أنها على ناسوته وإنسانيته وسجل أقوال كثيرة للرب عن تعبه وآلامه وجوعه وعطشه وأكله وشربه وكماله الجسمانى كإنسان مكون من لحم ودم وعظام، وكماله الإنسانى كإنسان مكون من جسد ونفس وروح. فقد سجل القديس يوحنا أقوال السيد وأعماله التى تبرهن على أنه ابن الله وكلمة الله الذاتى الذى نزل من السماء وحل بين البشر فى صورة إنسان بعد أن إتخذ جسداً "والكلمة صار جسداً وحل بيننا"، ومن ثم فقد قدم المسيح الإله والإنسان، الإله المتجسد، الذى كان هو ابن الله وكلمة الله وابن الإنسان وآدم الثانى، كلمة الله الذى صار جسداً وابن الإنسان الآتي على سحاب السماء وديان البشرية.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وقد دون القديس يوحنا الإنجيل الرابع وكتبه بالروح القدس، والقديس يوحنا هو الوحيد من الإنجيليين الأربعة الذى ذكر ودون أقوال السيد المسيح عن إرساله للروح القدس من الآب، ضمن خطابه الوداعى الطويل بعد العشاء الأخير وأوضح فيه عمل الروح القدس فى التلاميذ والرسل أثناء شهادتهم للمسيح ودوره معهم: "يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم"، "فهو يشهد لى"، "فهو يرشدكم إلى جميع الحق [/FONT][FONT=Simplified Arabic]...[/FONT][FONT=Simplified Arabic] ويخبركم بأمور آتية ذاك يمجدنى لأن يأخذ مما لى ويخبركم(244)". وهذا ما عمل الروح القدس تماماً مع القديس يوحنا أثناء كرازته وعند تدوينه للإنجيل، فقد علمه ما لم يكن يعلمه وذكره بما قاله وعمله الرب وشهد للسيد المسيح ومجده. كان الروح القدس هو ضامن الحق للصورة الإلهية فى الإنجيل الرابع وفى كل العهد الجديد، هذه الصورة التى لا يمكن لفنان مهما كان إيداعه فى فنه أن يرسمها بدون وحى إلهى وعمل الروح القدس، وقد أصبح الإنجيل الرابع وكل العهد الجديد، كما يقول المؤرخ الكنسى فيليب شاف لغز فى تاريخ الأدب وغير قابل للحل العقلى.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وقد آمنت الكنيسة ولمدة ثمانية عشر قرنأ تقريباً على امرأة كاتب الإنجيل الرابع هو القديس يوحنا الرسول، تلميذ المسيح الذى كان يحبه إلى امرأة جاء من يدعى إيفانسون [/FONT]Evanson[FONT=Simplified Arabic]الإنجليزى (1792م) وقال بناء على ما تصور إنه اختلاف بين أسلوب سفر الرؤيا وأسلوب الإنجيل الرابع وزعم امرأة هذا الإنجيل لم يكتبه القديس يوحنا بل كتبه فيلسوف أفلاطونى من القرن الثانى، وانقسمت أراء النقاد بعد ذلك ودار بينهم صراع ما تزال آثاره موجودة، وتلقف أراء النقاد هذه بعض المهتمين بدراسة مقارنة الأديان فى الشرق دون امرأة يهتموا بالمرة بالبراهين التى قدمها علماء الكنيسة أو بما تطورت إليه أراء هؤلاء النقاد بعد ذلك لأنها لا تحقق أهدافهم. وقد تراجع النقاد ومن تبعهم من العلماء عن هذه الآراء أمام البراهين الساطعة التى تأكدت تباعاً حتى وصلوا إلى حقيقة هامة ومجمع عليها، وهى أن هذا الإنجيل، الرابع وثيق الصلة بالقديس يوحنا ولا يبعد عنه بأى حال من الأحوال، فقد خرج من دائرته ومن تسليمه ومن تعليمه. وانقسمت أراء هؤلاء النقاد والعلماء إلى ثلاثة اتجاهات كلها تبدأ من القديس يوحنا وتنتهى إليه، وهى: [/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic] أن القديس يوحنا قد كتب هذا الإنجيل بمعونة أحد تلاميذه الذين كانوا معه، وهذا التلميذ لم يذكر اسمه وتحت ضغط القديس يوحنا لم يجعل أسمه، اسم القديس يوحنا، واضحاً فى طيات الكتاب.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]أن واحداً من تلاميذ القديس يوحنا قد جمع هذا الإنجيل واستخدم فى ذلك مذكرات أو مواعظ القديس يوحنا التى سمعها منه.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]إنه كانت هناك مدرسة أسمها مدرسة يوحنا انتشرت فيها أفكار ومواعظ ومذكرات القديس يوحنا عن السيد المسيح، وهذه المدرسة هى المسئولة عن جمع هذا الإنجيل وكتابته.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ولكننا نؤمن إيمان راسخ مبنى على الحق والواقع ومؤيد بالدليل والبرهان على أن مدون هذا الإنجيل، الرابع، وكاتبه بالروح القدس هو القديس يوحنا، وبنفسه، سواء كان قد كتبه بقلمه أو أملاه على أحد تلاميذه.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]1- البرهان الخارجى على امرأة كاتب الإنجيل هو القديس يوحنا: [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]والبرهان الخارجى على امرأة القديس يوحنا هو مدون الإنجيل الرابع يتأكد لنا من الانتشار الواسع واستخدام آباء الكنيسة له منذ نهاية القرن الأول وبداية القرن الثانى وكذلك انتشاره فى أوساط الهراطقة واستخدام أعداء المسيحية والوثنيين له، وكذلك ترجمته إلى أقدم الترجمات (السريانية واللاتينية والقبطية) ووجوده فى أقدم المخطوطات القديمة، بل أن أقدم مخطوطة للعهد الجديد على الإطلاق هى لهذا الإنجيل وترجع لما بين 117 و135م.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]أولاً: الآباء الرسوليين: [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]كان مضمون وجوهر الإنجيل للقديس يوحنا فى فكر هؤلاء الآباء وعقولهم، وعلى الرغم من انهم لم يقتبسوا من آياته مباشرة إلا أنهم استخدموا جوهرها ومضمونها مما يدل على وجود الإنجيل نفسه فى محيطهم ووسطهم.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic](1)- إكليمندس الرومانى (95م): والذى نجد فى رسالته إلى كورنثوس أربعة نصوص متأثرة بصورة واضحة بآيات الإنجيل للقديس يوحنا: [/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic] "يتمجد اسم الرب الحقيقى الوحيد" (1: 43) مع يو 28: 12 "أيها الآب مجد إسمك" يو 3: 17 "أنت الإله الحقيقى وحدك".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic] "من كان له حب فى المسيح فليحفظ وصايا المسيح" (1: 49) مع يو 15: 14 "إن كنتم تحبونى فأحفظوا وصاياى".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic] يسوع أعطى من جسده من أجل أجسادنا" (6: 49) مع يو 51: 16 "والخبز الذى أنا أعطى هو جسدى الذى أبذله من أجل حياة العالم".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic] "طهرنا بتطهير حقك" (2: 60) مع يو 17ك17 "قدسهم فى حقك".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic](2)- رسالة برنابا (حوالى 100م): يستخدم كاتب الرسالة نفس فكر المسيح فى حديثه مع نيقوديموس فى شرح العلاقة الرمزية بين الحية النحاسية التى رفعها موسى فى البرية وبين مجد المسيح على الصليب "فقال لهم موسى: عندما يلسع أحدكم فليتقدم من الحية المرفوعة على الخشبة وليأمل فى إيمان بأنه رغم ميته قادرة أن تعطى حياة وسيخلص فى الحال. وفعلوا هكذا. فى هذا أيضا لديكم مجد يسوع ثانية، لأن كل الأشياء فيه وله" (17: 12) مع يو 14: 3 "وكما رفع موسى الحية فى البرية هكذا ينبغى امرأة يرفع ابن الإنسان".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic](3)- أغناطيوس الأنطاكى: تلميذ بطرس الرسول وقد استخدم جوهر آيات القديس يوحنا ونفس لغته يقول فى رسالته إلى مجنيسيا (1: 7) "وكما كان الرب متحداً مع الآب ولم يفعل شيئاً بدونه سواء بذاته أو من خلال الرسل، كذلك أنتم لا تفعلوا شيئاً بدون الأسقف والقسوس" مع يو 19: 5 "لا يقدر الابن أن يفعل من نفسه شيئاً إلا ما ينظر الآب يعمل" يو 28: 8 "ولست أفعل شيئاً من نفسى بل أتكلم بهذا كما علمنى أبى".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ويقول فى رسالته إلى روما "رئيس هذا العالم يريد أن يخطفنى [/FONT][FONT=Simplified Arabic]...[/FONT][FONT=Simplified Arabic] لا يوجد فىّ نار الحب للأشياء المادية ولكن فقط ماء حى [/FONT][FONT=Simplified Arabic]...[/FONT][FONT=Simplified Arabic] أريد خبز الله الذى هو جسد يسوع المسيح". وهذه التعبيرات "رئيس هذا العالم"، "ماء حى"، "خبز الله" مأخوذة من أقوال السيد المسيح المدونة فى الإنجيل للقديس يوحنا (يو 30: 14؛ 31: 12؛ 11: 16؛ 10: 4؛ 38: 7؛ 36: 36). ويقول فى الرسالة إلى فيلادلفيا (1: 9) "هو باب الآب" مع يو 9: 10 "أنا هو الباب".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ويقول فى الرسالة إلى أفسس (1: 6) "لأن كل من يرسله رب البيت ليدبر شئونه يجب امرأة نقبله كما نقبل الذى أرسله" مع يو 20: 13 "الذى يقبل من أرسله يقبلنى. والذى يقبلنى يقبل الذى أرسلنى".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic](4)- كتاب الراعى الهرماس (100-145م): يستخدم روح وجوهر الإنجيل فى قوله "لا يقدر الإنسان أن يدخل ملكوت الله إلا من خلال اسم أبنه، الذى هو محبوبه [/FONT][FONT=Simplified Arabic]...[/FONT][FONT=Simplified Arabic] الباب هو ابن الله، هذا هو المخل الوحيد للرب. لا يمكن لإنسان امرأة يدخل إليه إلا من خلال أبنه" (مثل 9ف 5: 2) مع يو 6: 14 "أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتى إلى الآب إلا بى".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ويقول فى مثل 5 ف 3: 6 "عندما طهر خطايا الشعب أراهم طريق الحياة وأعطاهم الناموس الذى تسلمه من أبيه".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic](5)- الدياديكية (100م): والتى نجد فيها ظلال الإنجيل الرابع إذ أن كليهما يستخدمان لغة واحدة فى الافخارستيا، وقد جاء فيها "وكما أن هذا الخبز كان منثوراً فوق الجبال ولكنه جمع معاً وصار خبزاً واحداً" (4: 9) مع يو 52: 11 "ليجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد"، وجاء "نقدم لك الشكر أيها الآب القدوس من اجل أسمك القدوس الذى جعلته يسكن فى قلوبنا" مع يو 11: 17 "أيها الآب القدوس أحفظه فى أسمك". وجاء فى (5: 10) "تذكر يا رب كنيستك لتخلصها من كل شر وتكملها فى حبك" مع يو 15: 17 "أسأل [/FONT][FONT=Simplified Arabic]...[/FONT][FONT=Simplified Arabic] أن تحفظهم من الشرير [/FONT][FONT=Simplified Arabic]...[/FONT][FONT=Simplified Arabic] ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]ثانياً: تلاميذ القديس يوحنا (الشيوخ): [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]يقول إريناؤس أسقف ليون ([/FONT]Adr. Haer. 2: 22[FONT=Simplified Arabic]) وينقل عنه يوسابيوس القيصرى أن القديس يوحنا سلم لتلاميذه، الشيوخ، الإنجيل مكتوباً "جميع الشيوخ الذين رافقوا يوحنا تلميذ الرب فى آسيا يحملون الشهادة أن يوحنا سلمه (أى الإنجيل) إليهم. لأنه بقى معهم حتى حكم تراجان(245)".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ومن هؤلاء التلاميذ بوليكاربوس الذى أقتبس من رسالة القديس يوحنا الأولى وكانت روح الإنجيل متجلية بوضوح فى رسالته.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]ثالثاً: البردية إيجرتون 2 [/FONT][/COLOR][COLOR=blue]Pap. Egerton 2[/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]: [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]والتى يرى غالبيه العلماء إنها ترجع لنهاية القرن الأول أو بداية القرن الثانى وأكثرهم تطرفاً رجع بها إلى ما قبل سنه 150م، ومحفوظة فى المتحف البريطانى بلندن وتتكون من ورقتين وثالثه تالفة وتحتوى على نصوص من الأناجيل الأربعة منها أربعه نصوص تتطابق مع (يوحنا 39: 5، 45، 29: 9، 30: 7، 39: 10) وهذه هى: "قال (يسوع) لحكام الشعب هذه الكلمة فتشوا الكتب التى تظنون أن لكم فيها حياه. فهى التى تشهد لى"، " لا تظنوا إنى جئت لأشكوكم إلى الآب، يوجد الذى يشكوكم وهو موسى الذى عليه رجاؤكم"، "نحن نعلم إن موسى كلمه الله، وأما أنت فلا نعلم (من أين أنت) فأجاب يسوع وقال لهم لقد قام الاتهام الآن على عدم إيمانكم..."، لأنكم لو كنتم تصدقون موسى، لكنتم تصدقوننى لأنه هو كتب عنى لآبائكم".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]رابعاً: مخطوطة جون ريلاندز (ب 52) [/FONT][/COLOR][COLOR=blue]P 52[/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]: [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]والتى تحتوى على (يوحنا 31: 18 [/FONT]–[FONT=Simplified Arabic] 34، 37-38) وقد اكتشفت فى صحراء الفيوم بمصر سنه 1935م ويؤرخها معظم العلماء بسنه 125م، وهى من أقوى الأدلة على سرعة وكثافة انتشار الإنجيل للقديس يوحنا وعلى إنه قد كتب قبل نهاية القرن الأول، فإذا كان الإنجيل قد كتب فى أفسس بآسيا الصغرى وأنتشر فى مصر فى مثل هذا التاريخ، فهذا يعنى إنه كتب قبل ذلك على الأقل بحوالى 30 سنه أو أكثر.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]خامساً: يوستينوس الشهيد: [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]والذى كتب فى النصف الأول من القرن الثانى والذى يعتبر اقتباسه من الإنجيل للقديس يوحنا برهاناً حاسماً على انتشار هذا الإنجيل فى بداية القرن الثانى وبالتالى وجوده قبل ذلك فى نهاية القرن الأول. وقد حاول بعض النقاد أن يبطلوا هذا البرهان، الذى برهن عليه بصوره حاسمة وقاطعه ساندى [/FONT]Sanday[FONT=Simplified Arabic] فى إنجلترا وعذار ابوت [/FONT]Ezra Abbot[FONT=Simplified Arabic] فى أمريكا، ولم يستطيعوا. وفيما يلى أهم اقتباساته من الإنجيل للقديس يوحنا، وإن كان يعتمد على الذاكرة فى اقتباسه أكثر من النقل من الإنجيل مباشرة: [/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic] يقول فى الدفاع 61: 1 "لأن المسيح قال أيضاً: أن لم تولدوا ثانية لن تدخلوا ملكوت السموات، وهذا يعنى إنه من المستحيل لأولئك الذين ولدوا مرة أن يدخلوا أرحام أمهاتهم".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وهذا النص مأخوذ مباشرة من (يوحنا 3: 3-5) "إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله. قال له نيقوديموس كيف يمكن الإنسان أن يولد وهو شيخ؟ ألعله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانيه ويولد؟ أجاب يسوع[/FONT][FONT=Simplified Arabic]...[/FONT][FONT=Simplified Arabic] أن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وقد حاول بعض النقاد أن يوهموا بأن يوستينوس قد استعان بما جاء فى (متى 3: 18) "أن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات"، ولكن هذه المحاوله باءت بالفشل لأن نص يوستينوس ينفق فى المعنى والمضمون والنص مع القديس يوحنا لأن كليهما يتكلمان عن الولاده الآباء من الماء والروح، كما أن يوستينوس يلمح لقول نيقوديموس عن فكره الرجوع لبطن الأم أو الأرحام، فى حين أن نص الإنجيل للقديس متى يتكلم عن البساطه ونقاوه القلب، إذ يقول "فى تلك الساعه تقدم التلاميذ إلى يسوع قائلين فمن هو أعظم فى ملكوت السموات. فدعا يسوع إليه ولداً وأقامه فى وسطهم. وقال الحق أقول لكم إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات. فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الأعظم فى ملكوت السموات" (متى 1: 18-4).[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]جاء فى حوار 88 "ولكنه (يوحنا المعمدان) صاح لهم: أنا لست المسيح، بل صوت صارخ، لأن الذى هو أقوى منى سيأتى الذى لست بمستحق أن أحمل حذاءه". وهذا النص مأخوذ من (يوحنا 20: 1و 43) "وأقر أنى لست المسيح.. أنا صوت صارخ فى البرية" و (ع27) "هو الذى يأتى بعدى الذى صار قدامى الذى لست بمستحق أن أحل سيور حذائه".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وبرغم تقارب نص يوستينوس مع الأناجيل الثلاثة الأولى، إلا إنه متفق بصوره أدق وأقوى مع القديس يوحنا لأنه استخدم عبارات جاءت فى الإنجيل الرابع فقد "أنا لست المسيح"، "لأن الذى هو أقوى منى سيأتى".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]جاء فى دفاع 63: 1 "لا يعرفون الآب ولا الأبن، أى اليهود، وهذا يتفق مع ما جاء فى (يوحنا 19: 8) "لستم تعرفوننى أنا ولا أبى" و (يوحنا 3: 16) "لأنهم لم يعرفوا الآب ولا عرفونى". [/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]جاء فى دفاع 22: 1 أن المسيح "شفى كل المقعدين والمشلولين والذين ولدوا عميان" ولم تذكر.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]الأناجيل الثلاثة الأولى أن المسيح شفى أحد المولودين عميان، بل هذا ما جاء فى الإنجيل للقديس يوحنا فقط وبه فصل كامل (ص9) عن المولود أعمى الذى صنع له عينان من طين.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]جاء فى دفاع 13: 1 "معلمنا هذه الأمور هو يسوع المسيح ولد لهذا الغرض أيضاً وصلب فى حكم بيلاطس البنطى"، واضح هنا إنه يشير لقول المسيح لبيلاطس "لهذا قد ولدت أنا ولهذا قد أتيت إلى العالم" (37: 18).[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]جاء فى دفاع 66 "تعلمنا أن الخبز والخمر كانا جسد ودم يسوع الذى صار جسداً" والعبارة الأخيرة "صار جسداً" مأخوذة مباشرة من (يوحنا 14: 1) "والكلمة صار جسداً وحل بيننا".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic] جاء فى دفاع 60: 1 "أخذ موسى بإلهام الله وتأثيره نحاس وصنع (الحية) على شكل الصليب"، وفى (حوار 91) يشير إلى الحية النحاسية كرمز للصلب والصليب، ويقول أن الحية النحاسية لم تكن هى سبب نجاة من لدغتهم الحيات بل كانت مقصودة "لخلاص أولئك الذين يؤمنون أن الموت قد أعلن أنه سيأتى فى الحية خلال الذى سيصلب" لأن الله "أرسل أبنهُ للعالم ليُصلب. لأن روح النبوة فى موسى لم تعلمنا أن نؤمن بالحية". وهذا مبنى على قول السيد المسيح الذى جاء فى (يوحنا 14: 3) "وكما رفع موسى الحية فى البرية هكذا ينبغى أن يرفع أبن الإنسان لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل له الحياة الأبدية".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وهناك برهان حاسم يؤكد لنا وجود الإنجيل للقديس يوحنا بين يدى يوستينوس، وهذا البرهان الحاسم هو شرحه لعقيدة "الكلمة [/FONT]Logos[FONT=Simplified Arabic]" كما جاء فى مقدمة الإنجيل للقديس يوحنا تماماً.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ا- يقول فى دفاع 23: 1 "يسوع المسيح بمعنى أوضح هو أبن الله الوحيد كونه كلمته ([/FONT]Logos[FONT=Simplified Arabic]) وبكر قوته الذى خلق كل شئ وأقامه به".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ب- ويقول فى 63: 1 "كلمة ([/FONT]Logos[FONT=Simplified Arabic]) الله هو ابنه[/FONT][FONT=Simplified Arabic]...[/FONT][FONT=Simplified Arabic]".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ج- ويقول فى 13: 2 "نعبد ونحب الكلمة ([/FONT]Logos[FONT=Simplified Arabic]) الذى من الله وغير المولود وغير المنطوق به، فقد صار بشراً لأجلنا".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]د- ويقول فى 5: 1 "الكلمة ([/FONT]Logos[FONT=Simplified Arabic]) ذاته الذى اتخذ شكلاً وصار بشراً ودعى يسوع المسيح".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]و- ويقول فى 6: 2. "الكلمة الذى كان معه أيضاً".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وهذه التعبيرات "الكلمة" و "أبن الله الوحيد"، الذى خلق كل شئ وأقامه به" و "صار بشرأً" و "إتخذ شكلاً وصار بشراً" خاصة بالإنجيل للقديس يوحنا، وكلها مأخوذة من الإصحاح الأول. ونظراً للتطابق التام بين هذه النصوص فقد أقر كثيرون من النقاد بصحة استشهاد يوستينوس بالإنجيل للقديس يوحنا.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]سادساً: هيراكليون وتفسير الإنجيل للقديس يوحنا: [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]كتب هذا الرجل الهيرطوقى، الذى أشرنا إليه أعلاه، تفسيراً للإنجيل يوحنا فى النصف الأول من القرن الثانى، هذا التفسير علق عليه أوريجانوس فيما بعد. وهذا يدل على انتشار الإنجيل فى بداية القرن الثانى بصورة واسعة حتى دعت الحاجة لتفسير آياته. ويعلق على ذلك أحد العلماء ويعدى فولكمار [/FONT]Volkmar[FONT=Simplified Arabic] بقوله "أيها الإله العظيم إذا كان قد تألف تفسيراً لإنجيل يوحنا فيما بين 125 و 155م ومثل هذا التفسير قد حفظ منه أوريجانوس قطعاً معتبرة، فماذا يبقى لنا للمناقشة؟".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]سابعاً: ثاؤفيلس أسقف إنطاكية (170-180م): [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]الذى أقتبس من الإنجيل لقديس يوحنا بالاسم "فى البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله، كقول يوحنا، الذى كان أحد الرجال حاملى الروح القدس"(246).[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]ثامناً: إيريناؤس أسقف ليون: [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]والذى تعتبر شهادته حاسمة ولا جدال فيها لأنه تسلمها من بوليكاريثوس تلميذ القديس يوحنا مباشرة. وكانت شهادته هى شهادة الكنيسة الجامعة فقد كانت مبنية على الرسول يوحنا ذاته الذى لم يكن بينهما سوى حلقة واحدة فقط.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ونظراً لما لشهادته من قيمة فقد حاول النقاد بكل جهدهم أن يقللوا من شأنه ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً أمام مركزه التاريخى وما كان لديه من وسائل ووثائق كتب بناء على ما جاء فيها دفاعه عن العقيدة فى كتبه ضد الهراطقة. ويقول عن كتابة القديس يوحنا للإنجيل الرابع "نشر يوحنا تلميذ الرب الذى اتكأ على صدره الإنجيل عندما كان فى أفسس فى أسيا".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وقد شهد أيضاً لكتابة القديس يوحنا للإنجيل الرابع تاتيان تلميذ يوستينوس الذى ضم آياته فى كتابه الدياتسرون والوثيقة الموراتورية وترتليان فى شمال أفريقيا وأكليمندس الأسكندرى وأوريجانوس وغيرهم من آباء كنيسة الآرامي ويوسابيوس فى قيصرية وجيروم فى روما وغيرهم من آباء الكنيسة وعلمائها فى القرن الأولى.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic][/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
الرد على الشبهات حول المسيحية
الإنجيل كيف كتب؟ وكيف وصل إلينا؟ القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير
أعلى