الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
الرد على الشبهات حول المسيحية
الإنجيل كيف كتب؟ وكيف وصل إلينا؟ القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="Molka Molkan, post: 2478823, member: 79186"] [CENTER][CENTER][B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]الفصل العاشر[/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/CENTER] [/CENTER] [CENTER][CENTER][B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]الأناجيل الأربعة[/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/CENTER] [/CENTER] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]أولاً الإنجيل للقديس متى[/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]الإنجيل للقديس متى يعد أكثر الأناجيل الأربعة استخداماً وانتشاراً فى الكنيسة منذ لحظة تدوينه بالروح القدس وحتى الآن فقد اقتبس منه واستشهد به جميع آباء الكنيسة وكتابها فى القرن الأول والثانى وحتى اليوم.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]1- القديس متى الرسول: [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]القديس متى الرسول هو أحد تلاميذ المسيح الأثنى عشر ورسوله لحمل الأخبار السارة إلى العالم سواء شفاهة أو مكتوبة. وهو فى الأصل عشار أو جامع ضرائب فى كفر ناحوم التابعة لهيرودس أنتيباس رئيس الربع، وقد دعاه السيد المسيح من عند مكان الجباية "وفيما يسوع مجتاز من هناك رأى إنساناً جالساً عند مكان الجباية أسمه متى فقال له أتبعنى. فقام وتبعه(1)".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ويدل اتباعه للمسيح بعد عودته مباشرة وتركه لوظيفته التى كانت تدر عليه دخلاً كبيراً على أنه رجل صاحب قرار وقادر على التضحية. ويذكره كل من القديسين مرقس ولوقا بأسمه الآخر "لاوى"، "وفيما هو مجتاز رأى لاوى بن حلفى جالساً عند مكان الجباية. فقال له اتبعنى. فقام وتبعه(2)". وصنع للسيد وليمة عظيمة حضرها جمع كبير من أصدقائه القدامى من العشارين والخطاة(3) ودع بها حياته القديمة، وصار تابعاً للمسيح وتلميذاً له. وتدل وظيفته والوليمة التى صنعها للرب على المكانة الاجتماعية التى كانت له. وقد كان بحكم وظيفته يجيد اللغة اللاتينية، لغة السجلات الرومانية، واللغة اليونانية، لغة التخاطب مع الأجانب، خاصة من الرومان واليونانيين، كما كان كيهودى يجيد العبرية لغة أسفار العهد القديم واللغة الآرامية لغة التخاطب اليومى فى فلسطين. وقد أهله كل ذلك، إلى جانب كونه شاهد عيان وتلميذ للمسيح، وأعده لجمع وتدوين الإنجيل وكتابته، بعد ذلك، باللغة اليونانية والروح العبرية والفكر والإيمان المسيحى والترتيب الموضوعى.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ويذكر فى الأناجيل الثلاثة الأولى وسفر الأعمال فى قوائم التلاميذ الأربع باسم متى(4)، ويذكر المؤرخون إنه بشر فى اليهودية وبلاد فارس وبارثيا(5).[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]2- كاتب الإنجيل الأول (جامعه ومدونه بالروح القدس): [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]أجمعت الكنيسة منذ البدء على أن كاتب الإنجيل الأول ومدونه بالروح القدس هو القديس متى الرسول تلميذ المسيح وهذا ما يؤكده جميع آباء الكنيسة بدون إستثناء. كما تبرهن نصوص وآيات الإنجيل نفسه على أن كاتبه أحد تلاميذ المسيح الاثنى عشر، وشاهد عيان لأعماله وأقواله.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]1)- الدليل الخارجى على أن الكاتب هو القديس متى: [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]أجمع آباء الكنيسة وعلمائها فى نهاية القرن الأول وبداية القرن الثانى الذين كانوا تلاميذ وشهود عيان وخلفاء الرسل على أن الإنجيل الأول قد جمعه ودونه وكتبه بالروح القدس القديس متى تلميذ المسيح ورسوله وأحد الأثنى عشر. كما أجمع على ذلك جميع الآباء الذين استلموا التسليم الرسولى والإنجيل المكتوب من خلفاء تلاميذ الرسل، فى القرون الأولى للميلاد. فقد اقتبس منه واستشهد به جميع هؤلاء الآباء، فقد اقتبس منه إكليمندس الرومانى فى رسالته (2: 13، 8: 46)، وكذلك أغناطيوس الأنطاكى فى رسائله السبع، ويقتبس منه كاتب رسالة برنابا (14: 22) ويقدم هذا الاقتباس بصيغة "مكتوب" والتى تعنى "كتاب مقدس وموحى به"، كذلك يقتبس منه كاتب الدياديكية (3: 1-5) وأيضاً بوليكاربوس، وكان هذا الإنجيل هو المصدر الرئيسى الذى أخذ منه يوستينوس الشهيد معلوماته عن أقوال السيد المسيح وأعماله، وقد ضمه تاتيان تلميذ يوستينوس فى كتابه الدياتسرون، وقد بنيت الرسالة المعروفة بالرسالة الثانية لإكليمندس فى مجموعة أقوالها بالدرجة الأولى على هذا الإنجيل، كما استخدم آياته وأقواله ونصوصه كثيراً الكاتب الفالنتينى بتولمى [/FONT]Potmy[FONT=Simplified Arabic]فى رسالته إلى فلورا فى منتصف القرن الثانى.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وقد ذكر كاتب هذا الإنجيل بالاسم بابياس أسقف هيرابوليس وسامع القديس يوحنا الرسول وجامع التقليد والأقوال عن الذين استمعوا للرسل وقال أن القديس متى "كتب الأقوال باللغة العبرانية"، وذكر فى الترجمة اللاتينية القديمة والسريانية البسيطة وكذلك إيريناؤس أسقف ليون الذى قال "نشر متى إنجيلاً" وترتليان الذى أكد ذلك أيضا، وأوريجانوس الذى قال أن "أول الأناجيل الأربعة التى لم تقبل كنيسة الله سواها، بدون أى نزاع، كتبه متى الذى كان عشاراً ولكنه فيما بعد صار رسولاً ليسوع المسيح" ويوسابيوس القيصرى المؤرخ الكنسى واسع الإطلاع إذ قال "لأن متى الذى كرز أولاً للعبرانيين كتب إنجيله بلغته الوطنية"، والقديس أثناسيوس الرسولى الذى تجمع على قانونه جميع الكنائس فى كل أركان الأرض والذى قال "الأناجيل الأربعة هى التى بحسب متى ومرقس ولوقا ويوحنا".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وهكذا تُجمع الكنيسة الأولى على أن كاتب الإنجيل الأول هو القديس متى الرسول. وهذا البرهان يجب أن يوضع فوق كل اعتبار لأنه من غير المعقول أن تكون الكنيسة الأولى التى تسلمته بنفسها من هذا القديس نفسه غير واثقة فيما تسلمته. وهذا البرهان الخارجى يؤكده البرهان الداخلى أيضاً.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]2)- الدليل الداخلى: [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]تبدو لنا من القراءة الأولى لهذا الإنجيل سماته اليهودية واضحة العيان، كما يبدو لنا قدم تدوينه وأن كاتبه يهودى مسيحى من تلاميذ المسيح وشهوده، شهود العيان، الذين عاشوا فى الجليل وتجولوا فى بقية المدن اليهودية فى فلسطين التى كان يعرف أماكنها وجغرافيتها وعاداتها وتقاليدها، كواحد منها. فيه نرى أورشليم لا تزال باقية، قبل أن يدمرها الرومان سنة 70م مما يدل على أن الإنجيل قد كُتب قبل ذلك بكثير، فنرى مبانيها السياسية والدينية ما تزال قائمة ونرى الكهنة والكتبة والفريسيين يتجولون فيها، ونرى عمل الكهنوت والذبائح، وإن كان ظلال نبؤات السيد المسيح عن دمار المدينة وزوال الهيكل الوشيكة الوقوع تخيم على الموضوع، فيسجل أقوال السيد عن "أورشليم مدينة الملك العظيم(6)" وتقديم القربان "على المذبح(7)" والحلف "بالهيكل(8)" و"المكان المقدس(9)" وتلميحه لخراب أورشليم عند ذكر نبؤة السيد عن ذلك بقوله "ليفهم القارئ(10)". وهذا الإنجيل وحده الذى يسجل أقوال السيد المسيح عن الناموس "ما جئت لأنقض الناموس والأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل(11)" وعن بدء رسالته أولاً بخراف بيت إسرائيل الضالة(12). كما يسجل أقوال السيد عن جلوس الكتبة والفريسيين على كرسى موسى وحفظ وصاياهم، وكذلك حديثه عن إتمام وصايا موسى(13)، وكذلك أيضا إلتزام السيد المسيح بدفع ضريبة الهيكل مثل سائر اليهود(14)، وافتراض أن يصوم التلاميذ ويحفظوا السبت كيهود وأن يقدموا تقدمات حسب التقليد اليهودى(15).[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ويؤكد دائماً من اختياره وتدوينه لآيات معينة ومواقف معينة للسيد المسيح إنه يهودى مسيحى من تلاميذ المسيح وقد كتب لليهود وللمنتصرين من اليهود وليبرهن لهم أن يسوع الناصرى هو النسل الآتى والمسيح الموعود نسل المرأة ونسل إبراهيم وإسحق ويعقوب ووريث عرش داود، فيسجل نسبه من إبراهيم وداود "كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم(16)" ويقسم سلسلة هذا النسب من إبراهيم إلى المسيح بأسلوب ربانى يهودى فى ثلاث حلقات وكل حلقة من أربعة عشر جيلاً "فجميع الأجيال من إبراهيم إلى داود أربعة عشر جيلاً. ومن داود إلى سبى بابل أربعة عشر جيلاً. ومن سبى بابل إلى المسيح أربعة عشراً جيلاً(17)". ويركز على تسجيل نبؤات أنبياء العهد القديم عن السيد المسيح ويطبقها على مواقف حياته وأعماله المختلفة كميلاده من عذراء(18) وفى بيت لحم(19) ودخوله أورشليم الأخير(20)، واستخدم صيغ "لكى يتم" و"حينئذ تم" و"لكى تكمل الكتب" 12 مرة(21) فى حين استخدمها القديس مرقس مرة واحدة".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ويبرهن القديس متى دائماً على أن هذا الإنجيل هو حلقة الوصل بين العهد القديم، الذى اقتبس منه وأستشهد بآياته حوالى أربعين مرة، والعهد الجديد الذى هو الاستمرار الطبيعى له.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]كما سجل الأحداث التى جاء فيها ذكر المسيح كملك اليهود، مثل مجيئ المجوس من المشرق والسجود له كملك اليهود(23) ودخوله أورشليم الأخير كملك اليهود(24) ومتمم لما تنبأ به عنه زكريا النبى(25)، وهروبه إلى مصر فى طفولته عند اضطهاد هيرودس له، كملك اليهود، ولجؤه إلى مصر التى كانت ملجأ ومكان عبودية إسرائيل فى القديم، وعودته منها، وهو بذلك يتمم تاريخ إسرائيل ويؤكد ذلك القديس متى باستخدامه قول هوشع النبى عن خروج إسرائيل من مصر كنبؤة عن لجوءالمسيح إليها وعودته منها "لكى يتم ما قيل من الرب بالنبى القائل من مصر دعوت ابنى(26)". ويظهر يوحنا المعمدان فى بداية الإنجيل كمكمل لرسالة النبؤة وأنبياء العهد القديم فى إعداد الطريق للمسيح الذى يبدأ رسالته العامة بعد المعمودية والتجربة على الجبل بالموعظة على الجبل التى تطابق الشريعة التى استلمها موسى من الله على جبل سيناء. وتحتوى هذه الموعظة على الناموس الجوهرى لملكوت المسيح، ويدور محورها ومحور الإنجيل أيضا على أن المسيح هو الذى جاء متمماً ومكملاً للناموس والأنبياء ولكن فى صورة جديدة وعهد جديد مبنى على الروحيات والسماويات وتقديم المسيح لذاته وخالى من تقاليد الشيوخ ومفاهيمهم الحرفية الجافة.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]كما يُسجل الإنجيل كون المسيح قد جاء كأعظم نبى وملك وكاهن إلى جانب كونه كلمة الله المتجسد، والمسيح المنتظر "أنت المسيح ابن الله الحى(27)".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ويستخدم نفس تعبيرات اليهود دون أن يحاول تفسيرها، مما يدل على أنه من أصل يهودى ويكتب لليهود وللمسيحيين من أصل يهودى، فيسجل قول السيد عن "مدن إسرائيل(28)" وحديث الناس وتعجبهم لأعماله وقولهم "لم يظهر قط مثل هذا فى إسرائيل(29)" وإرسال السيد لتلاميذه إلى "خراف بيت إسرائيل الضالة(30)" وتمجيد الشعب ل "إله إسرائيل(31)"، ووصف أورشليم ب "المدينة المقدسة(32)"، والإشارة إلى بنى إسرائيل باعتبارهم "بنو الملكوت(33)". ويستخدم الإنجيل تعبير "ملكوت السموات" مثل بقية اليهود، فى حين تستخدم الأناجيل الثلاثة الأخرى تعبير "ملكوت الله". وبدون كلمات يهودية مثل "راقا(34)" دون أن يترجمها لأنه يكتب لليهود، ولكنه يترجم التعبيرات اليهودية القديمة فقط مثل "عمانوئيل" و"جلجثة" و"إيلى إيلى لم شبقتنى" وذلك لليهود الذين كانوا يعيشون خارج فلسطين. كما لا يفسر اللهجات المحلية كقول الخدم لبطرس "حقاً أنت أيضا منهم فإن لغتك تظهرك(35)". بينما يفسر ذلك القديس مرقس لقرائه غير اليهود بقوله "أنت منهم لأنك جليلى أيضا ولغتك تشبه لغتهم(36)"، ويتكلم عن "أول أيام الفطير(37)" دون تعليق، فى حين يشرح ذلك القديس مرقس "وفى اليوم الأول من الفطير حين كانوا يذبحون الفصح(38)".[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ويتكلم أيضا عن العادات اليهودية دون محاولة تفسيرها كشخص عاشها ويكتب لأناس يعيشونها، فى حين آلهتكم الإنجيليين الثلاثة الآخرين كانوا يفسرونها، وعلى سبيل المثال فعندما يدون الحديث عن الأكل بأيدى غير مغسولة ينقل قول شيوخ اليهود للمسيح "لماذا يتعدى تلاميذك تقليد الشيوخ. فأنهم لا يغسلون أيديهم حينما يأكلون خبزاً(39)"، وذلك دون تفسير أو تعليق فى حين يقول القديس مرقس "ولما رأوا بعضاً من تلاميذه يأكلون خبزاً بأيد دنسة أى غير مغسولة لاموا. لأن الفريسيين وكل اليهود إن لم يغسلوا أيديهم باعتناء لا يأكلون. متمسكين بتقليد الشيوخ. ومن السوق إن لم يغسلوا لا يأكلون. وأشياء أخرى كثيرة تسلموها للتمسك بها من غسل كؤوس وأباريق وآنية نحاس وأسرة(40)". فهو يشرح لأناس أمور لا يعرفونها.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]3- عالمية الإنجيل: [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وإلى جانب تركيز القديس متى على تسجيل أقوال السيد المسيح التى تميل إلى القومية كمحور أمال إسرائيل، فهو يدون أيضا وبغزارة أقوال السيد وتعاليمه عن عالمية وكونية الإنجيل والمدى غير المحدود لرسالته باعتباره مسيح العالم كله، مسيح الكون كله، فيذكر مجيئ المجوس من المشرق كباكورة الأمم ليسجدوا له ويقدموا له البيعة، ولجوء المسيح إلى مصر عند اضطهاد هيرودس له، ويذكر توبيخ المسيح لشيوخ اليهود وإعلانه طردهم من الملكوت ودخول الأمم فيه، ويمدح غيمان قائد المئة الأممى الذى فاق فى إيمانه بنى إسرائيل "الحق أقول لكم لم أجد ولا فى إسرائيل إيماناً بمقدار هذا"، ثم يضيف "وأقول لكم أن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب فى ملكوت السموات أما بنو الملكوت فيطرحون إلى الظلمة الخارجية(41)" وفى مثل الكرامين الذين قتلوا المرسلين إليهم يوبخ اليهود على جلدهم ورجمهم وقتلهم للأنبياء وللرسل الذين أرسلوا إليهم بقوله "إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمه تعمل إثماره"(42). ويذكر رفض اليهود للسيد فى الجليل واليهودية ومحاولاتهم المتكررة لقتله وإنذار السيد لهم وتحذيرهم، بل وتفوق بعض الأمم عليهم فى الإيمان "رجال نينوى سيقومون فى الدين مع هذا الجيل ويدينونه لأنهم تابوا بمناداة يونان وهوذا أعظم من يونان ههنا. ملكة التيمن ستقوم فى الدين على هذا الجيل وتدينه. لأنها أتت من أقاصى الأرض لتسمع حكمه سليمان. وهوذا أعظم من سليمان ههنا"(43).[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]كما يسجل ويلات السيد لقاده وشيوخ إسرائيل "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المرأوون لأنكم تغلقون ملكوت السموات قدام الناس.."(44) إلى آخر سلسلة الويلات التى صبها عليهم بسبب انحرافهم عن طريق الملكوت ورفضهم له، والتى وصلت الذروة بإعلانه عقابهم على أعمالهم الشريرة وأنباؤه لهم بخراب أورشليم، مدينتهم المقدسة، الوشيك "يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة أفراخها تحت جناحيها ولم تريدوا هوذا بيتكم يترك لكم خراباً"(45). ثم يذكر ويلات السيد على المدن التى صنع فيها أكثر قواته ولم تتب "ويل لك يا كورزين. ويل لك يا بيت صيدا. لأنه لو صنعت فى صور وصيدا القوات المصنوعة فيكما لتابتا قديماً فى المسوح والرماد.. وأنت يا كفر ناحوم المرتفعة إلى السماء ستهبطين إلى الهاوية. لأنه لو صنعت فى سدوم القوات المصنوعة فيك لبقيت إلى اليوم"(46).[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]4- الإنجيل الآرامى والإنجيل اليونانى: [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]تكلم جميع الأباء الذين ذكروا الإنجيل للقديس متى بالاسم عن الأصل الآرامى أو العبرى الذى لهذا الإنجيل، وعلى رأس هؤلاء الآباء بابياس وإيريناؤس وبانتينوس مدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية وأوريجانوس وابيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص وجيروم سكرتير بابا روما. وقد ناقش العلماء هذه المسألة كثيراً، وكانت نتيجة دراستهم كالآتى: [/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]إن الإنجيل اليونانى والذى كان بين أيدى أباء الكنيسة منذ فجرها وما يزال بين أيدينا برغم وضوح أصله السامى العبرى اليهودى وثقافة كاتبة اليهودية العبرية والملىء ايضاً بالعبارات والاصطلاحات السامية اليهودية والذى يبدو واضحاً أن سلسلة الأنسياب فيه وكذلك بقية الإصحاح الأول والثانى مأخوذان من أصل أرامى، إلا أنه مكتوب أصلاً باللغة اليونانية، فقد دُون وكتب فى الأصل باللغة اليونانية وإن كاتبه عبرى أرامى يهودى وكل ما فيه قد حدث وتم فى فلسطين، وليس قيه سمات الترجمة، بل على العكس تماماً إذ توجد فيه كلمات يونانية لا يوجد موازى لها فى الآرامية، كما أقتبس كثيراً، عند الإشارة لنبوات العهد القديم عن المسيح، من الترجمة اليونانية السبعينية [/FONT]Lxx[FONT=Simplified Arabic]، كما أقتبس أيضاً من الأصل العبرى. وهناك أيضاً بعض الكلمات العبرية والعادات التى شرحها مثل قول السيد "إيلى إيلى لما شبقتنى أى إلهى إلهى لماذا تركتنى"(48)، وكذلك قوله "وكان الوالى معتاداً فى العيد أن يطلق للجميع أسيرا واحداً من ارادُوه"(49)، وأيضا قوله "فشاع هذا القول عند اليهود إلى هذا اليوم"(50)، وهذا يدل على إن القديس متى قد دون الإنجيل باليونانية وهو يضع فى اعتباره المسيحيين خارج فلسطين.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]تؤكد جميع الاقتباسات التى أقتبسها الأباء منذ فجر المسيحية وما بعد ذلك أنها مقتبسة من هذا الإنجيل اليونانى الذى كان مع الأباء وما يزال بين أيدينا.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وقد أكد الأباء أنفسهم، والذين اقتبسوا من الإنجيل اليونانى، والذى لم يكن بين أيديهم سواه أنهم اقتبسوا من الإنجيل الذى دونه القديس متى. كما أكدوا أن الإنجيل الذى كتب بالآرامية أو العبرية قد عرفوا عنه بالتقليد ولكنهم لم يروه وإنما رآه البعض مثل العلامة بنتينوس فى جنوب الجزيرة العبية، وأيضا القديس جيروم الذى قال إنه رآه عند جماعة الابيونيين فى سوريا ولكنه عاد وصرح بعد ذلك إنه لم يكن الإنجيل للقديس متى بل إ،جيل العبرانيين وهو نسخة مشوهة عن إنجيل متى(51).[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وقد ثار جدال حول عبارة بابياس "كتب متى الأقوال الإلهية باللغة العبرانية وفسرها كل واحد على قدر استطاعته"(52)، وتشبعت آراء العلماء والدارسين حولها. ولكن هناك كثيرين غيره من الآباء بالإنجيل العبرى أو الآرامي.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وهناك حقيقة هامة يجب أن لا تغيب عن أبصارنا مطلقاً، وهى أن جميع الآباء سواء الذين أشاروا إلى الإنجيل العبرى أو غيرهم لم يكن لديهم سوى الإنجيل اليونانى والذى اقتبسوا منه وأشاروا انه هو الإنجيل الذى دونه القديس متى، وإن أقدم المخطوطات التى وجدت وترجع للقرن الثانى لهذا الإنجيل مكتوبة باليونانية وكذلك أقدم الترجمات مترجمة أيضا عن اليونانية، وان الكنيسة تستخدم فى قراءاتها فى الخدمة الليتورجية سوى النص اليونانى، ولم تستخدم مطلقاً أى نص عبرى للقديس متى أو غيره من كتاب الأناجيل.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ويقدم كثيرين من العلماء تاريخين لتدوين هذا الإنجيل الأول هو ما بين 40 و 45م والثانى هو ما بين 60 و65م، إلى جانب أن كثيرين من العلماء يؤكدون أن القديس متى دون الإنجيل أولاً باللغة الإجرامية فى فلسطين وبعد ذلك دون الإنجيل ثانية باللغة اليونانية دون التقيد بما دونه سابقاً بالآرامية، فهو لم يترجم النص العبرى إلى اليونانية، بل دون الإنجيل واضعاً فى اعتباره عند الكتابة إنه يقدم الإنجيل ليس لمسيحى فلسطين فقط بل لكل المسيحيين الذين من أصل يهودى فى كل العالم.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وعلى كل حال فقد برهنت كل الأدلة على أن الكنيسة وكل آبائها وكتابها لم يستخدموا سوى هذا الإنجيل اليونانى مؤكدين جميعاً بالدليل والبرهان أن جامعة ومدونة وكاتبة بالروح القديس متى تلميذ المسيح ورسوله.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ويجب أن نضع فى الاعتبار أيضا أن هذا الإنجيل قد دون فى الفترة الانتقالية للمسيحية التى لم تكن قد انفصلت نهائياً عن اليهودية حين كان المسيحيون واليهود لا يزالون يعبدون معاً.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]5- أهم مخطوطات الإنجيل للقديس متى: [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]كان الإنجيل للقديس متى هو أكثر الأناجيل الثلاثة الأولى استخداما وانتشارا فى الكنيسة الأولى ويرجع أقدم اقتباس منه لسنة 95م كما يرجع استخدامه الكنسى لما قبل سنة 70م، أما أقدم مخطوطاته فترجع لسنة 200م ويوجد له فى المتاحف أكثر من ألفى مخطوطة. وفيما يلى أهم مخطوطاته: [/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ا- بردية ب64 وبردية ب67 وترجعان لسنة 200م وتضمان أعداداً من متى 3،5و26، والبردية ب77 وترجع للقرن الثالث وتحتوى على (متى 30: 23_39).[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ب- بردية ب45 وترجع لسنة 220م وتحتوى على أجزاء كبيرة من الأناجيل الأربعة وسفر أعمال الرسل، والجزء الخاص بالقديس متى يحتوى على (متى 24: 20_32، 13_19، 41: 25_39: 26)، والبرديات ب1، ب37، ب53، ب70 ويرجعون للقرن الثالث.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ج- وهناك ست برديات من القرن الرابع هم ب19، ب21، ب25، ب62، ب71، ب86، وهناك خمس مخطوطات بالخط البوصى (058، 160.، 231.، 242.) إلى جانب أهم وأقدم مخطوطتين تضمان كل أسفار الكتاب المقدس وهما المخطوطة (ألف عبرى) السينائية والتى ترجع لسنة 340/ والمخطوطة ([/FONT]B[FONT=Simplified Arabic]) الفاتيكانية والتى ترجع لما بين سنة 325 و 350م. وإلى جانب هؤلاء يوجد أكثر من ألفى مخطوطة من عصور مختلفة.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]ثانياً الإنجيل للقديس مرقس[/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]1- حياة القديس مرقس الرسول: [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]اسمه الأصلى يوحنا أو يوحنان ويعنى "يهوه يوحنان"، "الرب حنان" ولقبه أو أسمه الرومانى "مرقس" ويعنى "مطرقة ذات رأس خشبية"، وأول ما ذكر، ذكر فى سفر الأعمال ب "يوحنا الملقب مرقس(53)"، وفيما بعد ساد لقب مرقس وأصبح يدعى به وحده.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ونعرف من سفر الأعمال أن منزل والدته "مريم أم يوحنا الملقب مرقس(53)" كان مقراً لاجتماع الرسل فى أورشليم، وكان المؤمنون مجتمعين فيه للصلاة وقت سجن بطرس "فكان بطرس محروساً فى السجن. أما الكنيسة فكانت تصير منها صلاة بلجاجة إلى الله من أجله"(54) وبعد خروجه من السجن (سنة 44م) فى تلك الليلة جاء بطرس "وهو منتبه إلى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس حيث كان كثيرون مجتمعين وهم يصلون"(55). وقد أجمع أكثر العلماء والدارسون والمؤرخون على أن هذا البيت كان هو البيت الذى تنازل فيه السيد المسيح الفصح مع تلاميذه والعلية التى كان يجتمع فيها الرسل فى أورشليم قبل صعود السيد وبعد صعوده والتى حل فيها الروح القدس على التلاميذ(56)، وكان أول كنيسة فى العالم، أو كما تقول دائرة المعارف البريطانية فى طبعتها الحادية عشر أن بيت مرقس كان مركزاً للحياة المسيحية فى أورشليم(57).[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ويؤكد جميع الدارسين أن القديس مرقس كان هو الشاب الذى تبع السيد ليلة القبض عليه والذى كان "لابساً إزراراً على عريه فأمسكه الشبان. فترك الأزرار وهرب منهم عرياناً"(58). فهو وحده الذى يذكر هذا الحدث، ولو لم يكن لهذا الحدث قيمه بالنسبة له لما ذكره. ويقول أحد العلماء ويدعى [/FONT]Lange[FONT=Simplified Arabic] أن والدته كانت تمتلك بستان جثسيمانى أو منزل قريب منه. كما يؤكد بعض الأباء مثل أوريجانوس وابيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص ويجمع جميع مؤرخى الكنيسة القبطية فى كل العصور على أن القديس مرقس كان أحد السبعون رسولاً الذين عينهم الرب "وأرسلهم الرب أثنين أثنين أمام وجهه إلى كل مدينة أو موضع حيث كان هو مزمعاً أن يأتى"(59). ومن ثم تلقبه ب "ناظر الإله الإنجيلى" باعتباره أحد الذين شاهدوا الرب وسمعوه، أحد شهود العيان.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وأول ما يذكر القديس بأسمه يذكر كأبن للسيدة التى كان بيتها مقراً لاجتماع السيد المسيح وتلاميذه ورسله فى أورشليم، والتى كانت أيضاً إحدى المريمات تلميذات الرب(60). ثم يذكر بعد ذلك مع خاله برنابا وبولس الرسول (شاول) اللذان أخذاه معهما للكرازة(61) (سنة 49م) وكان معهما فى سلاميس ولكنه "فارقهم ورجع من بمفيلية"(63) إلى أورشليم"(64).[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وفى سنه 51م رفض بولس الرسول أن يذهب معهما مرقس فى رحلتهما التالية بسبب تركه لهم "من بمفيلية"، فأخذه خاله برنابا وذهبا إلى قبرص بعد أن انفصلا عن بولس الرسول(65). ولكن فى سنه 63م وبعد ذلك بحوالى 12سنه يتكلم عنه القديس بولس كالعامل معه فى حقل الكرازة ويوصى به أهل كولوسى "يسلم عليكم أرسترخس المأسور معى ومرقس أبن أخت برنابا الذى أخذتم لأجله وصايا.. أن أتى إليكم فاقبلوه"(66). وفى سنه 67 وقبل استشهاد القديس بولس يستدعيه مع تيموثاؤس لحاجته إليه للعمل فى حقل الكرازة بروما، فيقول لتلميذه تيموثاؤس "خذ مرقس وأحضر معك لأنه نافع لى للخدمة"(67). وهذا يدل على أن القديس مرقس كرز فى اليهودية وفى قبرص وإنطاكية وبمفيلية فى آسيا الصغرى وفى كولوسى وروما، ويذكره القديس بولس ضمن العاملين معه فى روما "ومرقس وأرسترخُس وديماس ولوقا العاملون معى"(68).[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]ثم يدعوه القديس بطرس فى رسالته الأولى إلى "المغتربين من شتات بنطس وغلاطية وكبدوكية وآسيا وبيثينينة"(69) بأبنه "تسلم عليكم التى فى بابل المختارة معكم ومرقس ابنى"(70) مما يوحى بأنه كرز معه فى هذه البلاد.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]كرز القديس مع خاله برنابا وبولس الرسول، كما كرز مع القديس بولس والقديس بطرس بعد ذلك فى بلاد كثيرة وأشترك معهما فى تأسيس كنيسة روما ثم ذهب بعد ذلك للكرازة فى الخمس مدن الغربية بليبيا ومنها ذهب للكرازة فى الإسكندرية حوالى سنة 61م ونشر الإيمان بناء على طلبه سنة 67م. وبعد استشهاد القديس بطرس والقديس بولس عاد ثانيه إلى الإسكندرية حتى أستشهد فيها حوالى سنة 68م.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]2- علاقة مرقس ببطرس وبقية الرسل: [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]كان القديس، كما أوضحنا أعلاه، أحد شهود العيان الذين شاهدوا السيد المسيح واستمعوا إليه واتبعوه أثناء تجسده سواء كأحد الرسل السبعين، أو على الأقل عندما كان السيد يذهب إلى أورشليم وعندما تناول السيد الفصح مع تلاميذه فى منزل والدته كما كان قريب من السيد فى بستان جثسيمانى وقت القبض عليه وبلا شك فقد تابع أحداث المحاكمة والصلب والدفن من بعيد، كما رأى السيد بعد قيامته فى ظهوراته العديدة للتلاميذ فى أورشليم والتى كان يجتمع فيها التلاميذ والرسل قبل الصعود وبعد الصعود. كما كانت أمه إحدى المريمات تلميذات الرب وكان القديس بطرس أحد أقاربه.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وكانت لدى القديس مرقس ميزة ثانية لمعرفة المزيد عما قاله وعمله السيد المسيح وهى اجتماع جميع الرسل، شهود العيان فى منزل والدته ولسنوات طويلة. وبلا شك فقد استمع منهم جميعاً، كأفراد أو كجماعات، سواء فى جلساتهم الخاصة فى منزل والدته أو فى عظاتهم وكرازتهم العامة للجموع أو فى تعليمهم للمنضمين حديثاً للإيمان، وعرف منهم أحداث كثيرة وتفاصيل كثيرة.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وكانت لديه أيضا ميزة ثالثة وهى الاستماع لبطرس ويعقوب ابن زبدى ويوحنا أخيه وهم الثلاثة المتقدمون فى التلاميذ والذين كانوا قريبين جداً من السيد المسيح وقد أخذهم معه وقربهم منه فى أخص المواقف، فقد كانوا معه عند إقامة ابنة يايرس(71) وأخذهم معه على جبل التجلى وأراهم مجده(72) وكانوا أقرب التلاميذ إليه فى بستان جثسيمانى وقت القبض عليه. وبعد استشهاد يعقوب ابن زبدى، كان يعقوب أخو الرب مع بطرس ويوحنا فى أورشليم وكانوا معتبرين أنهم أعمدة(74)، وكان لدى القديس مرقس الفرصة أيضا ليعرف المزيد من يعقوب أخى الرب.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]كما أعطته الكرازة مع خاله برنابا والقديس بولس، ثم مع القديس بولس بعد وفاة خاله برنابا فى قبرص ميزة رابعة، فقد كان القديس بولس أيضا شاهد عيان للرب بعد صعوده وأستلم منه الإعلان مباشرة. وأخيراً فقد كانت كرازته مع القديس بطرس فى روما وغيرها ميزة خامسة. فقد عرف منه الكثير مما يختص به وحده ومما يختص به مع يعقوب ويوحنا ابن زبدى. ومن ثم فقد دون أحداث إقامة ابنة يايرس وتفاصيل التجلى وصلاة المسيح فى البستان بكل دقة، كما ذكر حادث إنكار بطرس للسيد ثلاث مرات بكل دقة وتفصيل كما تسلمها من القديس بطرس وسجلها كروايات شاهد عيان.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Book Antiqua][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]وهكذا دون القديس مرقس أعمال السيد وتعاليمه بتفصيل دقيق وحيوى ورائع كما شاهدها بنفسه وكما تسلمها من بقية التلاميذ والرسل شهود العيان.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
الرد على الشبهات حول المسيحية
الإنجيل كيف كتب؟ وكيف وصل إلينا؟ القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير
أعلى