الأستقامــــــــه

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,201
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
الأستقامــــــــه
لقداســه البــابــا



من
كتاب معالم الطريق الروحي


معنى الاستقامة





الإنسان الروحي هو إنسان مستقيم في فكره، وفي ضميره، وفي سلوكه. أمام الله والناس.

فما معنى هذه الاستقامة ؟ وما علاماتها؟ وكيف تكون؟ وما محارباتها؟ وكيف نميزها؟

إن الإنسان المستقيم، هو إنسان حقاني، لا يسلك في الباطل، سواء إن كان يدري. ولا يجمع بين الحق والباطل..!

يسير في طريق مستقيم لا ينحرف عنه.

وكما قال الوحي الإلهي " لا تمل يمنه ولا يسره" (أم4: 27). أي لا تنحرف، سواء نحو اليمين أو نحو اليسار. لا يكن لك تطرف هنا أو تطرف هناك.


الاستقامة ضد التطرف



المبالغة في الطريق الروحي، غير مقبولة: سواء كانت مبالغة في الكلام أو في الوصف، أو في السلوك. فالمبالغة في الكلام نوع من الكذب المبالغة في الوصف، ولا تعطي هذه ولا تلك صورة حقيقية عن الواقع.

والمبالغة في السلوك ليست مستقيمة لأنها لون من التطرف، وقد تتحول إلى فريسة. وفي ذلك قال القديس بولس الرسول عن حياته السابقة للإيمان "حسب مذهب عبادتنا الأضيق عشت فريسياً" (أع26: 5).. والذين يضيقون على نفوسهم، يتعودون هذا التضييق على الآخرين!



وتكون أحكامهم ظالمة وقاسية وغير مستقيمة وقد وبخ السيد المسيح الكتبة والفريسيين على ذلك لأنهم يحملون الناس أحمالاً ثقيلة عسره الحمل (متى23: 4). وبهذا يقعون في خطية القسوة، وأيضاً في خطية الإدانة، بسبب التطرف غير المستقيم. وربما بهذا الأسلوب، يصيرون ملكوت الله صعباً أمام الآخرين، ويوقعونهم في اليأس إذا لم يستطيعوا وهكذا يغلقون ملكوت السموات أمام الناس. فما يدخلون هم، ولا يجعلون الداخلين يدخلون (متى23: 13).

والتطرف ليس له ثبات...

ربما يتطرف إنسان في طريقة صومه ويستمر على هذا فترة. وقد يظن أنه ارتفع إلى درجة روحية عالية ولكنه فجأة لا يستطيع أن يستمر. وقد يرجع إلى الوراء، إلى مستوي أقل بكثير من الذين في الطريق بتؤدة وتدرج وهدوء.

وبالمثل التطرف في المطانيات، وفي كل أعمال التقشف والنسك. وفي الصمت أيضاً...

ففي البعد عن خطايا اللسان، قد يتطرف الإنسان فيفرض على نفسه تدريب صمت عنيف، لا يستطيع أن يستمر فيه! كما أن هذا الصمت في تطرفه قد يوقعه في أخطاء عديدة جداً، ويسئ معاملاته مع الناس. ولا يكون تصريفاً مستقيماً...

إن الخط الذي يعلو ويهبك في غير استقرار، ليس هو خطأ مستقيماً. ولا يتفق مع نصائح الآباء...

فقد كان الآباء الروحيون ينصحون أبناءهم بعدم التطرف. لأن التطرف لا يتفق مع الحق من جهة، كما أنه من جهة أخرى لا يتصف بالدوام. وقد يتحول فيه الشخص من الضد إلى الضد. وهذه الذبذبة في الحياة الروحية لا يتفق مع الاستقامة في المسيرة الروحية السليمة. لهذا كان الآباء ينصحون بالتدرج من بداية سهلة ممكنه بعيدة عن العلو والافتخار، تنمو قليلاً قليلاً حتى تصل. وكانوا يقولون:

قليل دائم، خير من كثير متقطع: أي عمل روحي بسيط يبدأ الإنسان به، راسخة... فهذا أفضل بكثير من قفزة روحية عالية، لا تستمر طويلاً، ثم تعقبها رجعة إلى الوراء...! إن القفزات في الحياة الروحية خطيرة وغير ثابتة. وغالباً ما يحصدها شيطان المجد الباطل...

الاستقامة إذن هي ضد التطرف، كما أنها أيضاً ضد الباطل...


الاستقامة ضد الباطل



إن كان من الخطأ التطرف حتى فيما يظنه الإنسان خيراً، فماذا نقول إذن عن الباطل والتطرف فيه؟!

قد يسلك الإنسان في الباطل عن طريق الجهل ومع ذلك يحكم عليه بأنه غير مستقيم في سلوكه. إن طريقة غير مستقيم، لأنه ضد الحق والبر، سواء كان يعرف ذلك أو لا يعرف.. وما أعمق قول الكتاب " توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة، وعاقبتها طرق الموت" (أم16: 25، 14: 12).

إنها طرق غير مستقيم، وعاقبتها الموت، مهما بدت لصاحبها غير ذلك. إن الكبرياء قد تصور للإنسان أن كل تصرفاته مستقيمة، وربما تكون الحقيقة عكس ذلك تماماً. وفي ذلك يقول الكتاب " طريق الجاهل مستقيم في عينيه" (أم12: 15). الاستقامة يلزمها قلب متضع، يدرك خطأه، ويصحح طريقه لكي يصير مستقيماً...


أما المتكبر فيستمر في عدم استقامة لأنه يرفض الاعتراف بخطأ طريقه. وهكذا نرى الصلة القوية بين الاستقامة والاتضاع. ذلك لأن المتكبر لا يعرف حقيقته جيداً، ولا يعرف سقطته أو لا يعترف بها. لذلك وصفه الكتاب بأنه جاهل، وقال: طريق الجاهل مستقيم في عينية!

وقد يسلك الإنسان في الباطل نتيجة مرضه، فيظن أن كثيرين ضده يضطهدونه، فيكره البعض منهم، ويقاوم البعض، ويشتم هذا وذاك، ويشكو من جميعهم، وتتعقد نفسيته، ويظن أن هناك أخطاراً تترصده، حيث لا يوجد خطر على الإطلاق. ويفقد هذا الشخص استقامة سلوكه نتيجة لمرضه النفسي. حتى لو كان هذا الشخص في حالة من المرض لا توقعه في مسئولية. ولكن ذلك لا يمنع من أن السلوك غير مستقيم.

الباطل هو الباطل، سواء أدين عليه صاحبة، أم لم يدن. وربما الإنسان المريض نفسياً أو المريض عقلياً، لا نقول عنه أنه غير مستقيم. ولكن نقول عن تصرفاته إنها غير مستقيمة. وقد يوجد إنسان يحاول أن يجمع بين الحق والباطل. وهذا أيضاً غير مستقيم.

فالباطل الذي يقع فيه أحياناً، يشوه استقامة طريقة. ولا يمكن أن يتفق مع علامات الطريق الروحي. ولكنه إذا اعترف بأنه أخطأ وقوم طريقة، فإننا نعتبرها خطية وقد تاب عنها. ولكن الخطر هو إنساناً يعتبر الباطل الذي فيه لوناً من الاستقامة!!

وذلك بأن يلبس الخطية ثوب الفضيلة ويعتبر أنه على حق في كل أخطائه، بل لا يسميها للأمور!

ومثل هذا الشخص، تصبح عدم الاستقامة الفكرية والضميرية عنده، سبباً في استمرار عدم الاستقامة في سلوكه، كطبع من طباعة...!

ما أخطر عدم الاستقامة في الضمير حيث تختل كل موازين الإنسان وقيمه ويصبح حكمة على الأمور غير مستقيم ويفعل الخطية بضمير مستريح، ولكنه ضمير مريض، أو ضمير واسع، أو ضمير غير مستقيم...!

أمثال هؤلاء يحتاجون إلى توعية... يحتاجون إلى تعليم روحي، لإصلاح موازينهم الروحية. فالذين يقبلون التعليم منهم، يكون هناك رجاء في عودتهم إلى الاستقامة، فكرياً وضميرياً وسلوكاً.

والبعض قد يحاول الجمع بين الحق والباطل عن طريق الرياء!

تابع



 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,201
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
الاستقامة ضد الرياء



هؤلاء يكون ظاهرهم من الخارج مستقيماً، بينما هم في الداخل عكس ذلك. فيظهرون للناس أبراراً وهم خطاه. هم كالقبور المبيضة من الخارج وفي الداخل عظام نتنة...

وبالرياء يجمعون بين نوعين من عدم الاستقامة: داخلهم الخاطئ غير مستقيم وتظاهرهم أيضاً بالاستقامة هو أيضاً عمل غير مستقيم.

ويقعون بهذا في خطية مزدوجة. لأنه إن كان من يفعل خيراً لكي يظهر للناس بره، يكون قد وقع في خطيئة الرياء، فكم بالأكثر الذي يكون غير مستقيم، ويظهر أمام الناس وكأنه مستقيم وبار، أي رياء مزدوج يكون هذا؟‍ من هذا النوع يهوذا، الذي كان يقبل السيد المسيح كصاحب له بينما كان بالقبلة يسلمه لأعدائه. أو كان يجلس قريباً منه، يأكل معه ويغمس لقمته في نفس صفحته، بينما هو قد قبض ثمن تآمره عليه! إن خيانة يهوذا شئ. أما استمراره في صحبه المسيح، مع تلاميذه، يأكل معه ويأتي يقبله، فهذا لون آخر من الطريق غير المستقيم الذي يظهر في الرياء والتظاهر بالحب...

ومن هذا النوع كانت دليلة مع شمشون، نفس المزيج من الخيانة والرياء!

تتظاهر بالحب والدالة فيما تسلمه لأعدائه! وبنفس الرياء وأكثر منه، يسلك الشيطان، حينما يتظاهر أنه يقدم لآدم وحواء طريق بينما هو يعمل على هلاكهما. ومعنا أيضاً بنفس الأسلوب..

الإنسان المرائي يكون أحياناً ذا وجهين ولسانين! ويلعب على حبال كثيرة...

ولا يكون مستقيماً بذلك في تصرفه ولعل من هذا كان يريد أن يجمع بين بالاق بن صفور وبناء سبعة مذابح للرب (تك22: 23) فهو يقول "كيف ألعن من لم يلعنه الله..؟! الذي يضعه الرب في فمي أحرص أن أتكلم به" (تك23: 8، 12) وهو في نفس الوقت يقدم لبالاق النصيحة التي يهلك بها الشعب (رؤ2: 14).

وظن بلعام أنه يكفي أن لسانه لم تخرج منه لعنة للشعب، بينما قلبه كان يسعي لهلاكهم! أما الإنسان المستقيم، فإن قلبه ولسانه يكونان معاً في خط واحد طاهر.

ولقد رفض السيد المسيح أن يكون القلب واللسان في طريقين متضادين. وورد العبارة التي قيلت عن الشعب في العهد القديم " هذا الشعب يكرمني بشفتيه. أما قلبه فمبتعد عني بعيداً" (متى15: 8 ؛ 29: 13).

الإنسان المستقيم: إن قال كلمة حب أو مديح بشفتيه، يكون قلبه أيضاً بنفس المشاعر...

لا تناقض إطلاقاً بين القلب واللسان فهذا التناقض دليل على عدم الاستقامة.

وفي هذا التناقض يقع الذين يستخدمون كلمات التملق، والمديح الكاذب، وكلمات النفاق...

ووقع في هذا الخطأ الأنبياء الكذبة الذين كانوا يقولون لآخاب الملك أنه سينتصر" (1مل22: 13، 22).

الإنسان المستقيم لا تقوده سياسات وأغراض، ولا تغير ضميره ولا لسانه.

فلا يسلك في الرياء من أجل غرض يحققه أو شهرة يحصل عليها، أو انضماماً لتيار معين. إنما هو هو: من الداخل كما من الخارج.

ليس هو شخصين، بل شخص واحد لا يخالف ضميره، ليتكلم بما يرضي الناس ولا يقول إلا ما يؤمن في قلبه إنه حق.

الرياء ضد الاستقامة لأنه محاولة للجمع بين طريقين متضادين، بأسلوب الخداع...


الخداع ضد الاستقامة



لم يكن يعقوب مستقيماً، حينما خدع أباه إسحق، وقال له أنا بكرك عيسو" (تك26: 18). ولم يكن مستقيماً حينما ليس جلد جدي ماعز ولم تكن أمه رفقة مستقيمة حينما نصحته بكل هذا وقالت له لعنتك على (تك26: 13).

ولم يكن أخوة يوسف مستقيمين حينما خدعوا أباهم يعقوب، حينما غمسوا قميص يوسف الملون في دم ماعز ليظن أبوه أن وحشاً قد افترسه (تك37: 31 33).

الإنسان المستقيم إنسان صريح وواضح لا يكذب ولا يخادع ولا يصل إلى أغراضه عن طريق الخداع، ولا يحل مشاكله بالخداع. ويري أن الخادع طريق غير مستقيم، يحتقر ذاته إن أوصله إلى غرض.

الخداع ضد الحق. والإنسان المستقيم هو إنسان حقاني، لا يقبل على نفسه أن يظلم أحداً.

وإن كان له غرض يحب أن يصل إليه، فليكن ذلك عن طريق مستقيم.

لأنه يؤمن، ليس فقط باستقامة الغرض والهدف، وإنما أيضاً باستقامة الوسيلة ولذلك فهو يرفض التحايل.



التحايل ضد الاستقامة




الإنسان غير المستقيم، إذا لم توصله استقامة الوسلية، يلجأ إلى الحيلة.

فإن لم يجد حيلة سليمة، فإنه يلجأ إلى التحايل...

ومن ضمن ذلك: اللف والدوران:

عن الخط المنحني خطأ مستقيماً والخط الدائري ليس كذلك خطأ مستقيماً يرفض كل طرق اللف والدوران، التي يحاول أن يخفي بها غرضه ليصل باسلوب غير ملحوظ...

لذلك فهو يرفض أيضاً سياسة السبب الثاني والثالث...

هذه التي يستخدمها البعض، مخفين السبب الأول أو السبب الحقيقي، ومقدمين أسباباً أخري ثانوية أقل أهمية، ربما السبب الثاني أو الثالث أو الرابع، من أمور قد يهتم بها السامع، ولا علاقة لها بالموضوع، وذلك لكي ينالوا موافقته بأية الطرق!

إن السبب الثاني، حتى لو كان حقاً، ليس هو صدق خالص وذلك باعطائة أهمية له تخدع السامع..! واستخدمه نوع من التحايل.

وكذلك أيضاً المبالغة سواء في تقييم الأشياء ونوعياتها، أو المبالغة في وصف منافعها أو مضارها، لكي توصل السامع إلى اقتناع معين ما يلبث أن يكثف زيفه بعد حين...!

كلها أساليب لا تتفق مع الاستقامة ولا تتفق مع احترام المتكلم لضميره ولا مع احترامه لضمائر الناس...

تابع

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,201
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
الاستقامة والثقة



الإنسان المستقيم هو موضع ثقة كل من يعاشره، أو يتحدث إليه...

واستقامته تعطي فكرة عن روحياته وتدينه. فالاستقامة ليست مجرد فضيلة اجتماعية...

إنما هي إحدي معالم الطريق الروحي وتكون عند الروحيين بمستوي أعلى وأعمق. نقول ذلك لأنه قد يحدث أن البعض يعيشون في جو الخدمة داخل الكنيسة ويكونون قد استبقوا معهم بعض أساليب العالم الخاطئة يحققون بها أهدافهم الكنسية.

فيخدمون، ويستخدمون في داخل الخدمة أساليب غير مستقيمة تكون عثرة لغيرهم!

على أن الإنسان الروحي يحتاج باستمرار أن يعود نفسه على الاستقامة مهما كلف ذلك من ثمن، ومهما بذل في سبيله... بل حتى لو ظن أنه يخسر أحياناً بسبب استقامته أسلوبه في التعامل وفي الخدمة... إنها قد تكون خسارة مادية، ولكنها مكسب روحي.

وعليه أن يرفض كل مكسب أو نفع عن طريق غير مستقيم، شاعراً أنه ليس من الله.. ولا يستاهل مطلقاً في هذا الأمر ولا يشترك مع الذين يتساهلون.

إن أبدية الإنسان أهم من أية منفعة عالمية كذلك قدوته كإبن لله، وعضو في جسد المسيح، يجب أن تكون بلا لوم أمام الكل.

بهذا يعيش ضميره سعيداً، ويعيش الناس مطمئنين له.

وعلينا أن نضع أمامنا قدوات الآباء القديسين، ونسلك في خطاهم...
 

soso a

Jesus Loves Me
عضو مبارك
إنضم
1 مارس 2011
المشاركات
18,155
مستوى التفاعل
1,793
النقاط
0
الإقامة
فى حضن يسوع
جميل يا استاذ

موضوع مهم كتير

الرب يبارك خدمتك
 
أعلى