اكتشف سوريا حلوة يا بلدي سياحة وآثار واكتشافات

لمسة يسوع

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
3,675
مستوى التفاعل
1,805
النقاط
113

اكتشاف ثاني أكبر لوحة فسيفساء في سورية وفيها كتابات إغريفية ورسومات وزخارف هندسية ونباتية


.

decouvert-3kairbat002.jpg
أسفرت أعمال التنقيب الأثري التي قامت بها البعثة الوطنية في بلدة عقيربات 85 كم شرقي مدينة حماة عن اكتشاف ثاني أكبر لوحة فسيفساء في سورية إذ تبلغ مساحتها 450متراً مربعا، وكانت تشكل جزءاً من أرضية كنيسة مساحتها الكلية نحو 660مترا مربعاً وتعود إلى القرن الخامس للميلاد.

وقد نفذت اللوحة بتقنية عالية المستوى من مكعبات حجرية صغيرة الحجم متعددة الألوان، رسمت فيها أجمل المشاهد من ضمنها أشكال هندسية ونباتية وحيوانية متنوعة ونادرة، لها دلالات دينية مسيحية معروفة من بينها طيور الطاووس والحجل والحمام البري والخراف والغزلان والأسماك، إضافة إلى مشاهد شجرة الحياة التي تدل على الخصوبة والاستدامة، كما تضمنت اللوحة أربعة عشر نصاً كتابياً باللغة الاغريقية وضعت ضمن أطر هندسية تحيط بها الكثير من المشاهد الأخرى.


ثاني اكبر لوحة فسيفساء مكتشفة في سورية


ويرد في هذه النصوص ذكر أسماء عدد من الأشخاص الذين مولوا هذه الأعمال النذرية وهم متبرعون عاديون وأساقفة وموظفون كانوا يقومون بالإشراف على رعاية هذا النوع من الأبنية ورصف أرضياتها بالفسيفساء حيث يرد ذكر المساحات التي تم التبرع بها محسوبة بالأقدام المربعة.

وكان قد ورد ذكر بعض هؤلاء في نصوص أخرى تعود إلى تلك المرحلة كانت قد اكتشفت في مدينة أفاميا الواقعة في سهل الغاب، وهو ما يشير إلى أن الموقع كان يتبع لأفاميا وقتذاك. و يتراوح تاريخ النصوص بين سنتي 414- 437م، وهو الوقت الذي نفذت فيه أعمال رصف أرضية الكنيسة.

ويتألف مبنى الكنيسة من ثلاثة أقسام تفصل بينها الأعمدة: قسم رئيسي في الوسط، ويتوسطه «بيما» الوعاظ المرتفع قليلاً، وجناح من كل جانب. وقد بنيت جدرانها من الحجارة الكلسية القاسية وما زالت أجزاء منها موجودة حتى الآن، وخضعت لأكثر من عملية ترميم كما تذكر النصوص.

وتأتي أهمية اللوحة لحجمها الكبير، إذ تعد الثانية من نوعها في القطر بعد لوحة طيبة الإمام «شمال حماه»، وغناها بالرسوم المنفذة بغاية الإتقان، وبعدد النصوص المكتشفة فيها، وبتقنية التصنيع التي تدل على براعة الفنان السوري ومهارته عبر العصور.


ثاني اكبر لوحة فسيفساء مكتشفة في سورية


والمعروف أن الموقع كان قد اكتشف منذ أكثر من ثلاثة أشهر بعد اندحار العصابات الإرهابية وانسحابها من المنطقة، ودخول الجيش العربي السوري لها وإبلاغ السلطات الأثرية التي أوفدت مباشرة بعثة آثارية للموقع مؤلفة من خبراء من دائرة آثار حماه ومن المديرية العامة للآثار والمتاحف، عملت بشكل متواصل طيلة هذه الفترة للكشف عن كامل اللوحة التي تم قلعها ونقلها إلى متحف حماه الوطني.




مديرية الآثار والمتاحف
 

لمسة يسوع

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
3,675
مستوى التفاعل
1,805
النقاط
113

map.jpg

مقدمة​

إن القرى الأثرية في شمال سوريا، والمعروفة أيضاً باسم المدن الميتةهي عبارة عن مجموعة من المواقع الأثرية الواقعة في شمال غرب سوريا والمنتشرة ضمن محافظتي حلب وإدلب. أدرج الامتداد الثقافي لهذه المواقع على قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 2011 لتميزه بوفرة المواقع الأثرية العائدة للفترة الرومانية والبيزنطية. ولكن منذ اندلاع الصراع في سورية في عام 2011، تضرر عدد كبير من هذه المواقع الأثرية التي عانت من القصف أو الإشغال العسكري أو التخريب المتعمد والنهب.
يعتبر موقع البارة الأثري أحد أكثر المواقع اتساعاً ضمن المدن الميتة. تمتد قرية البارة بين العديد من الحقول والبساتين ذات الملكية الخاصة، وقد عانت من العديد من الانتهاكات مثلها مثل المواقع الأخرى في المنطقة. تضرر موقع البارة بشكل كبير جراء العمليات العسكرية وتدهورت حالته نتيجة لعمليات النهب والتخريب التي يقوم بها سكان المنطقة. فعلى سبيل المثال، قام المزارعون المحليون بتدمير بعض المباني الأثرية وإزالتها كلياً باستخدام الجرافات بهدف توسيع مساحة الأراضي المتاحة للزراعة. كما تم استخدام مباني الموقع كمقلع حجري لبناء البيوت الحديثة من خلال إعادة استخدام الحجارة المنهارة من المباني القديمة أو بالتخريب والتدمير المتعمد للمباني الأثرية القائمة بهدف استخدام حجارتها.
.



 
أعلى