فى المقالات القادمة ساتناول الاكاذيب التاريخية
التى يتم تهميشها او تجميلها .. لان الجميع يجب ان يعرف تاريخ مصر الحقيقى .... كيف كان يعانى اجدادنا الاقباط ....
كيف اتهموهم ذوراً بأنهم جبناء ... ولكنهم كانوا ابطالاً ... نعم ابطال شجعان ولا نستحق ان نكون احفادهم .
ساتناول جميع الاحداث الكبيرة التى بالفعل كانت مؤثروكانت سببا فى التغيير للافضل او للاسوء
من هم البشموريين؟؟؟
كان يعيش أهل البشمور في المنطقة الرملية على ساحل الدلتا
بين فرعى رشيد ودمياط، حيث كانت تحيط بها المستنقعات والأحراش
التي تعيق حركة جنود الفاتحين والذين لم تكن لهم الدراية بطبيعة المنطقة،
مما ساعد أبطال البشموريين على إعطاء جنود الغزاة درسا
خلده التاريخ وسيظل راسخاً فى الاذهان الى الابد .
سبب الثورة :
حدث أنه لما زاد ظلم جباة الضرائب وولاتهم
وضوعفت الجزية على الأقباط وشُدد الخناق حولهم، أن هب أهل البلاد جميعاً
كرجل واحد ثائرين ثورة عارمة...ولا نبالغ إن قلنا إنها كانت
أشبه بحرب نظامية استعملت فيها إستراتيجية المنطقة. وقد أسفرت
هذه الثورة إلى هزيمة جيش الغزاة هزيمة منكرة. وفرّ أمامهم
الوالي يتبعه جُباة الضرائب، الأمر الذي جعل المأمون الخليفة العباسي
في بغداد يُرسل أخاه المعتصم على رأس جيش قوامه أربعة آلاف جندي
ليدعم جيوش الاحتلال في إخماد الثورة القبطية وعلى الرغم من وحشية
الحملة وذبح الأطفال والشيوخ وانتهاك الحرمات، إلا أن ثورة الأقباط
لم تخمد ولم تهدأ مما اضطر المأمون إلى إرسال جيش آخر من الأتراك
بقيادة ” أفشين“ التركي بغرض التنكيل بالثوار فحاربوه وقتلوا
من الجيش عددا وافرا، ثم جرد عليهم عسكر آخر فكسروه ...
وقد فشل أفشين تماما في إخماد ثورة البشموريين
مما اضطره أن يكتب إلى المأمون الخليفة العباسي في هذا الوقت
طالبا إمدادات للقضاء على الثورة التي اندلعت في كل مكان في
محاولة للتخلص من نير الطغاة.
يحاول البعض ان يلخص اسباب الثورة على انها بسبب
الضرائب وليس بدافع دينى او وطنى .
وهنا اريد ان اسال .... - هل هذا الكم من الشهداء الذى شهدته
هذه الثورات تكون بسبب الضرائب ؟
- اى نوع من الضرائب الذى يدفع المئات للاستشهاد ؟؟؟؟
ثم كان يستطيع الخليفة ان يلغى هذه الضرائب الا انت تهدا الجموع ....
كيف انتهت الثورة :
اضطر الخليفة المأمون ان يزحف بنفسه على راس جيش
من بغداد الى مصر لاخماد الثورة وكاد الثوار ان يفتكوا بجيش المأمون
لولا الخيانة واليهوذات الذين يظهروا من وقت الى اخر عن طريق عدو الخير .
قام الخليفة العباسي باللجوء إلى أخبث الطرق والغير شريفة
للقضاء على الثائرين، وذلك أنه استدعىالأنبا ديـونيـسيـوس البطريرك الإنطاكي واستدعى معه الأنبا يوساب الأول بطريرك الأقباط
وطلب منهما تحت التهديد أن يتعاونا معه في إخماد ثورة الأقباط،
وقد أجابا بكل أسف طلب المأمون وحررا للثوار رسالة بها نصائح
ومواعظ يحُثا فيها الثوار أن يلقوا بسلاحهم ويسلموا أنفسهم لولاة الأمير. وفي الوقت الذي كان الثوار في أمس الحاجة للمعونة المادية
والمعـنـويـة حتى يتمكنوا من التخلص من الظلم والاستبداد
الأجنبي إذ بالقادة الروحيين ينخدعوا فيدعوهم إلى الاستسلام.
ولا شك إن هذا الموقف من طرف القادة الروحيين كان له أثره
البالغ على الأقباط أكثر من كل جحافل المأمون وطاغيته.
ولكن على الرغم من كل هذا فقد رفض آباؤنا الأقباط في إباء وشمم
هذه النصائح الاستسلامية وفضلوا أن يعطوا أرواحهم فداء لمصر .
وبالطبع بعد قتلت عزيمتهم دخل الجيش بلاد البشمور وحرق مدنها
ودمر كنائسها وقتل صغارها وسبى نساءها وأجلى الخليفة رجالها إلى
جزر الروم الخاضعة له وإلى بغداد. “ وأما تقي الدين المقريزى فيقول في اختصار: ” انتفض القبط فأوقع بهم "الأفشين" على حكم أمير المؤمنين
عبد الله المأمون فحكم فيهم بقتل الرجال وبيع النساء والذرية،
فبيعوا وسُبى أكثرهم، حينئذ ذلت القبط فى جميع أرض مصر..“
وعلى الرغم من كل ذلك فقد كانت الثورات القبطية تعبيرا صادقا
عن الحركات القومية الوطنية، والتي تُمثل بعدا أساسيا في الشخصية القبطية،
إذ كلما زاد التنكيل والاضطهاد كلما زادت الثورة. والحق أنه مهما قيل
عن اضطهاد المسيحيين في عصر دقلديانوس والرومان فان التنكيل والسحق
للشعب المصري كان أضعافا مضاعفة في العصر العربي، إذ كانت فترات
حكمهم بمثابة محاولات متلاحقة وخطيرة لإبادة الشعب القبطي المُسالم الذي
يحب وطنه ويقدسه... نعم كانت محاولات لإبادة القبط وإحلالهم بشراذم
العرب الهاربة من جدب وفقر بلادها الصحراوية البدائية إلى نيل
مصر العظيم وحضارته العظيمة...
ميل جيبسون والبشموريين :
اكد ميل جيبسون ان ثورة البشموريين هى فيلمه القادم
وبالفعل يجب علينا مساعدته والالحاح على خروج هذا العمل للنور
لانه بالفعل خير هدية لدماء اجدادنا .
للعلم كانت إخماد هذه الثورة سببا اساسيا فى انتشار الاسلام فى مصر
بل اصبح دين الاغلبية بل جعل كثير من الاقباط يهاجرون من مصر .
هناك كثير من القصص الجميله التى تزيد من فخرنا باجدادنا
ونعرف انهم لم يكونوا لقمة سائغة او انهم لم يستسلموا لبراثن الاحتلال .
وهنا اريد ان اسال سؤال : هل لو لم يستخدم الاسلام القوة مع المصريين .....
هل كان 80 % من الشعب الان مسلمين ؟
كـــل شىء فى الدنيا ممكن نزيفه الا التاريـــــــخ
منذ نعومة أظافرنا ونحن ندرس فى المدرسة التاريخ المصرى .
فرعونى ’ إسلامى ’ والحديث والمعاصر وسقط سهواً التاريخ القبطى
اى سقط سهواً الامتداد الطبيعى للتاريخ المصرى .
كنا نتعجب عندما ندرس التاريخ الفرعونى منذ فجر التاريخ
حتى دخول الرومان مصر وبقدرة قادر نذهب الى شبه الجزيرة العربية
لدراسة العرب فى الجاهلية وفجر الاسلام
ونعود الى مصر مع عمرو بن العاص والاحتلال الاسلامى لمصر .
كما اكتشفت بعد ذلك ان حتى التاريخ الذى درسناه فى المدرسة
والذى يدرس حتى الان فى المدارس ملىء بالمغالطات والاكاذيب والتلوين واخيرا التزييف .
إخترت لكم احدى الاكاذيب التاريخية ...
وهى شخصية اسلامية كبيرة وقد اخترتها لان فى عهدها تم احتلال مصر .. هو عمر بن الخطاب ...
وشخصية عمر بن الخطاب نسجت حولها كثير من القصص والاساطير
الذى جعلتنا نحب هذا الرجل الى ان بدانا فى الدراسه الحرة
التى تعتمد على مجهودك الشخصى فى البحث والقراءة فكانت الفاجعة ....
واكثر ما جعلنى حزين هو دراستى لكتاب "عبقرية عمر" ....
الذى جعلنى اشك فى مصداقية كاتب كبير وهو العقاد ...!
وقبل ان ابدأ الموضوع ... اريد ان أسأل سؤال ... - مالفرق بين عمر بن الخطاب وهولاكو ؟
ونبدأ قصتنا مع عمر بن الخطاب بنظام البلاى باك ... و نبدا من اغتيال عمر بن الخطاب ... على يد ابو لؤلؤة المجوسى .
لا احد قال لنا من هو ابو لؤلؤة المجوسى ؟
لم يقولوا لنا ما سبب قتله لعمر ؟
انه " أبو لؤلؤة الفيروزي ". فارسي .
وجد نفسه فجأة أسيرا بين يدي أجلاف بدو الجزيرة بصحراء العرب .
في غفلة من الزمن .. وقسموه مع الأسري .
فوقع عبدا لأعرابي جلف . من أصحاب محمد صلعم ..
فأساء الأعرابي الجلف للفارسي أبي لؤلؤة . وأذله وظلمه وأهانه .
شكا الرجل المظلوم للعادل " عمر بن الخطاب "
– الخليفة – فاذا بالخليفة ينهر المظلوم ويزجره ويأمره بطاعة سيده ...!
ضاقت الدنيا في وجه أبي لؤلؤة الفيروزي .
بعدما وجد الظلم يحيط به من كل جانب .
حتي الخليفة الذي لجأ اليه هو أيضا ظالم ! فلمن يذهب ، ولمن يشكو ، وممن ينتقم لنفسه ؟
وجد أن الأحق بأن ينتقم منه هو الخليفة الظالم الذي
نظم الحملة للاعتداء علي وطنه – فارس . ايران – بدون مبرر .
وقتل ونهب وسلب . وأسر كرامها ونساءها ...
وها هو لا يعدل حتي مع العبد الذي استعبدوه .
فلا يرفع عنه الظلم : فقتله أبو لؤلؤة.. قتل الخليفة الظالم .
الذي لم يشا انصاف مظلوم ولو بقليل من العدل .
فكان جزاؤه القتل .
اما القاتل البطل " ابو لؤلؤة "الفارسي الأصل فهو حتي
هذه اللحظة بطل قومي عند الايرانيين .
ويقال أن له ضريحا ومزارا كما الأولياء الصالحين
ولن نتدخل فى ذلك للاختلاف بين الشيعة والسنه على الصحابة .
- هل يعرف ان عمر قد واد ابنته فى الجاهلية ؟
. عمر هو الخليفة الوحيد الذي تروي لنا كتب السيرة أنه قد :
وأد طفلته الوليدة خوفا من عار انجاب بنت ..
وهذا فى الجاهلية لم يكن يتبعه الا قلة قليلة من العرب عديمي الرحمة .
قبل الاسلام بدليل أن المراة قبل الاسلام كانت تتمتع بحريتها الجنسية ،
وكانت منها الشاعرات المجيدات – كالخنساء ، عصماء بنت مروان وغيرهما -
كما كانت المرأة سيدة أعمال . تدير التجارة
– مثل خديجة التي تزوجت محمد . بعدما عمل في خدمتها .
يسافر بتجارتها . وكانت سيدته وولية نعمته - ،
وكان للمرأة حق خطبة الرجل لنفسها .
فخديجة هي التي خطبت محمد للزواج .
في ظل جو حرية المرأة الذي بلغ لحد قدرة المرأة الراغبة في العمل
بالبغاء علي رفع راية بيضاء فوق مسكنها ليعلم الجميع –
وكانت أم عمرو بن العاص واحدة من صاحبات الرايات البيضاء - .. :
أي أن الأنثي كانت لها كامل حريتها ، كما كانت لها مكانتها العالية كشاعرة وكسيدة أعمال .
بمجتمع قبل الاسلام . وفقط قلة قليلة من الرجال
هم منعدمو الرحمة منعدمو الأخلاق وفاقدو الانسانية .
كانوا يظلمون المرأة . ويرون انجاب الانثي عارا فيدفنونها
حية عقب ولادتها . وكان من هؤلاء القلة الظلمة عمر بن الخطاب .
* اما القصة الان فهى تثبت بالفعل عدل الفاروق
و اعتقد ان كثير من يقراون هذه المقالة لم يسمعوا هذه القصة .... وهى قصة صبيغ العراقى :
وهو رجل كان يسأل عن شبيه القران ...
فارسلوه الى العادل عمر بن الخطاب فقام الخليفة بإحضار عرجون النخيل
و اخذ يضربه على راسه حتى تفجرت منها الدماء ...
ويتركه قليلا ثم يعاود الضرب من جديد ...
حتى قال له الرجل اذا كنت تريد قتلى فأقتلنى برحمة
وان كنت تريدنى ان اتوب فقد تبت .... ما رايكم فى العدل ؟؟؟
لمجرد سؤال عابر ربما خطر بزهنه .
* اما عمر فهو من بدع الحجاب والنقاب لكى
يفرق بين العبده والسيده ... فإن لبست الجارية نقابا نزعه
من عليها حتى لا تتشبه بالحرة ... شوفتوا العدل ....
بمعنى انها ان ارادت سيده ان ترحم نفسها من التحرش الجنسى
فلبست النقاب اجبرها العادل من خلعه حتى لا تحمى نفسها
لو كان عادلا يهىء لى كان ضرب المتحرش .
* السؤال الان هل قتل عمر بن الخطاب ابى بكر الصديق ؟
يسمى مصرع أبي بكر بالاغتيال السياسي إذ ذكر أبو اليقظان عن سلام بن أبي مطيع
بأن أبا بكر سُمّم فمات يوم الاثنين في آخره والمستفيد
الأول من موته كان عمر بن الخطاب، فقد حل في منصبه خليفة
المسلمين وعن مستوى علاقتهما قال عبد الله بن عمر: أنهما اختلفا،
والنصوص تؤيد اختلافهما إذ قال عمر: كان أبو بكر أعق وهو
أحسد قريش كلها. شرح نهج البلاغة -ابن ابي الحديد ج2/ص29.
وقد عجّل عمر بدفن أبي بكر في نفس ليلة وفاته
قبل أن يصبح الناس فلم يشاركوا في مراسم دفنه. / هامش 4
بعد توليه – أي عمر - الخلافة مباشرة إذ ذهب إلى
مجلس العزاء النسائي المقام بمناسبة وفاة أبي بكر فأدخل
رجل عليهن دون إذن منهن فأخرج أم فروة بنت أبي قحافة (شقيقة أبي بكر) فضربها عمر بدرته ضربا مبرحا وأخرج النساء فبقيت أ
م فروة عوراء العين إلى نهاية عمرها - كنز العمال 8/118كتاب الموت،
تاريخ الطبري ج4 حوادث سنة 13.
الكامل في التاريخ ج2/ص204.
وان كان هذا لا يهمنا كثيرا ....
ولا ننسى قمة العدل فى الوثيقة العمرية ولن نكتبها
من جديد حتى لا يقال اننا نعيد ونزيد .
كما اننا لا ننسى المراة التى سمعها عمر وهى تتغزل
فى رجل وما كان من عمر الا ان ذله ثم حلق له شعره وفى
النهاية نفاه لمجرد ان امراه معجبه به ....
ترى لو كان يعيش فى هذا الزمان .... هل سيلقب بالعادل ؟؟؟؟
فى البداية اود ان اسأل سؤال وربما من يعلقوا على مقالاتى يردوا على .... ماهو السبب وراء الغزو – الفتح – الاسلامى لمصر ؟
وقبل ان نخوض يجب ان نعرف ان الاحتلال والاضطهاد العربى
لمصر لم يكن مثل ما سبقوه حيث انه كان اضطهاد مركب
فى الدين وفى المال واللغة حيث اُخذ من الاقباط دينهم ومالهم ولغتهم ...
كما ان طول فترة الاحتلال ساعدت على طمث الهوية القبطية .
ارضها ذهب ونيلها عجب وخيرها جلب
ونساؤها لعب و مالها رغب وفي اهلها صخب
وطاعتهم رهب وسلامهم شغب وحروبهم حرب وهم مع من غلب .
هذا ما قاله عمرو بن العاص عند فتح مصر ...
لن اخوض فالكلام لا يحتاج الى شرح وان شرح فيطول شرحه .
انا لا اريد ان يكون كلامى مكرراً مثل اخوتى الذين سبقونى ...
لذلك لن اهتم بالحوادث الفردية الذى حدثت للاقباط مع الغزو العربى لمصر ...
ولكن ساقول ان فى هذه الحوادث قصص يقشعر لها الابدان
كما ان هناك قصص بالفعل تجعلك تفخر بأنك قبطى ...
و تعرف لماذا انت قبطى الى الان .... لان اجدادنا كانوا مؤمنين عاشوا وماتوا فداء للسيد المسيح .
بداية من عصر عمرو بن العاص :
يعد عصر عمرو من افضل العصور الذى عاشها الاقباط
ولكن فرض على الاقباط ان لا يلبسوا نفس لبس المسلمين وان يضعوا الزنانير حول وسطهم حتى لا يتشبهوا بالمسلمين
وهذا ليس فكر عمرو بن العاص ولكنه من الوثيقة العمرية الذى
امر بها الخليفة- العادل – عمر بن الخطاب ... نعم لكم دينكم ولى دين ولكن لن احترمك ما دمت على دينك !!!
لا احد يستطيع ان يستهون بموضوع الملبس فهو إذلال ...
وحتى تهرب من الذل الى الاسلام .
"وعن هشام بن أبي رقية اللخميّ:
أن عمرو بن العاص لما فتح مصر قال لقبط مصر:
إن من كتمني كنزًا عنده فقدرت عليه قتلته وإنّ قبطيًا
من أرض الصعيد يقال له: بطرس ذكر لعمرو:
إن عنده كنزًا فأرسل إليه فسأله فأنكر وجحد فحبسه في
السجن وعمرو يسأل عنه: هل تسمعونه يسأل عن أحد فقالوا:
لا إنما سمعناه يسأل عن راهب في الطور فأرسل عمرو إلى بطرس
فنزع خاتمه ثم كتب إلى ذلك الراهب: أن ابعث إليّ بما عندك
وختمه بخاتمه فجاء الرسول بقُلَّة شامية مختومة بالرصاص ففتحها
عمرو فوجد فيها صحيفة مكتوب فيها: ما لكمَ تحت الفسقية الكبيرة
فأرسل عمرو إلى الفسقية فحبس عنها الماء ثم قلع البلاط الذي تحتها
فوجد فيها اثنين وخمسين أردبًا ذهبًا مصريًا مضروبة فضرب
عمرو رأسه عند باب المسجد فأخرج القبط كنوزهم شفقًا
أن يبغي على أحد منهم فيقتل كما قتل بطرس."
وقال هشام بن أبي رقية اللخمي:
قدم صاحب أخنا على عمرو بن العاص رضي اللّه عنه فقال له:
أخبرنا ما على أحدنا من الجزية فنصير لها. فقال عمرو
وهو يشير إلى ركن كنيسة: لو أعطيتني من الأرض إلى السقف
ما أخبرتك ما عليك إنما أنتم خزانة لنا إن كثر علينا كثرنا عليكم
وإن خفف عنا خففنا عنكم ومن ذهب إلى هذا الحديث
ذهب إلى أن مصر فتحت عنوة .
هذا مجرد فتح نفس قبل الخوض فى الماسى بعد ذلك .... ما رايكم فى افضل العصور الاسلامية للاقباط .
وللحق لم يضطهد عمرو الرهبان والبطاركة وكانوا معفيين من الجزية.
وندخل الى الدولة الاموية :
وتبدل الحال بعد تحكم الأمويين من أولاد مروان بن الحكم،
ووصل الاضطهاد إلى البطاركة الأقباط والرهبان أنفسهم..
ففى ولاية عبد العزيز بن مروان على مصر صودر البطرك مرتين،
وأمر عبد العزيز- وهو بالمناسبة والد الخليفة عمر بن عبد العزيز-
بإحصاء الرهبان وأخذ منهم الجزية، وهى أول جزية أخذت من الرهبان.
وتولى مصر عبد الله ابن الخليفة عبد الملك بن مروان فاشتد على النصارى،
واقتدى به الوالى التالى قرة بن شريك فأنزل بالنصارى شدائد
لم يبتلوا بمثلها من قبل على حد قول المقريزى.
وأقام الأمويون مذبحة للأقباط سنة 107 هجرية حين ثاروا
فى شرق الدلتا بسبب جشع الوالى عبد الله بن الحبحاب..
وفى خلافة يزيد بن عبد الملك تطرف الوالى
أسامة بن زيد التنوخى فى اضطهاد الأقباط، فصادر أموالهم ووشم أيدى الرهبان بحلقة من حديد، وكل من وجده منهم بغير وشم قطع يده،
وفرض غرامات على الأقباط، وصادر الأموال من الأديرة،
ومن وجده من الرهبان فى تلك الأديرة بلا وسم ضرب عنقه أو عذبه،
وهدم الكنائس وكسر الصلبان.
وفى خلافة هشام بن عبد الملك تشدد الوالى حنطلة بن صفوان
فى زيادة الخراج، وأحصى الأقباط وجعل على كل نصرانى
وشماً فيه صورة أسد ومن وجده بلا وشم على يده قطع يده.
وثار العرب المسلمون سنة 117 بسبب قيام
الأقباط ببناء كنيسة يوحنا، وكان ذلك فى ولاية الوليد بن رفاعة.
وأدت زيادة المظالم إلى قيام الأقباط بثورة عارمة فى
الصعيد سنة 121 هجرية، وانتقلت الثورة إلى سمنود سنة 132
وإلى رشيد فى نفس العام وتولى الأمويون إخمادها بالعنف الشديد،
وفى هذا العام انهزم مروان بن محمد آخر خليفة أموى أمام العباسيين
فهرب إلى مصر فوجدها ثائرة على مظالم الأمويين، ومع ظروفه
السيئة إلا أن الخليفة الأموى الهارب استنفذ ما بقى من قوته
وعدته فى القضاء على ثورات الأقباط حتى قضى عليها، ثم واصل
هروبه فى مصر أمام الجيش العباسى إلى أن لقى حتفه فى أبو صير،
وكان يحتجز عنده البطريرك القبطى ومجموعة من كبار الرهبان
وزعماء الأقباط فأفرج عنهم الجيش العباسى .
لا اظن ان فى حقبة الامويين كان هناك اى نوع
من التسامح او المحبة واظن ان نقوم بعمل تمثال لكل قبطى
ظل على كينونته حتى انتهى العصر الاموى .
بعد القضاء على الدوله الاموية جائت الدوله العباسية ...
وفى هذه الفترة واصل الأقباط ثوراتهم على ظلم الولاة العباسيين،
وكان الاضطهاد فى أغلبه رسمياً من السلطة الحاكمة
التى تريد اعتصار الضرائب بالقسوة، والعنف فلا يجد الأقباط
طريقة إلا الثورة التى تنتهى بالهزيمة والمذابح
او ان ضعاف الايمان يتركون المسيح.. ونعطى أمثلة سريعة:
• فى سنة 150 هجرية ثار الأقباط فى سخا
وطردوا ولاة الضرائب فأرسل لهم العباسيون جيشاً يقوده يزيد بن حاتم،
وهاجم الأقباط الجيش ليلاً وقتلوا بعض أفراده وهزموا
بعض فصائله، إلا أن الإمدادات العباسية تلاحقت وحاصرت
الأقباط وهزمتهم، وامتد الانتقام إلى حرق الكنائس.
واضطر الأقباط إلى دفع غرامة قدرها خمسون ألف دينار للوالى العباسى سليمان بن على كى يكف عن حرق الكنائس إلا أنه أبى..
حيث انها فرصه ذهبية للقضاء على الكنائس التى تعكر صفوهم .
وإحقاقاً للحق :
تولى بعده الوالى موسى بن عيسى العباسى فاستمع
إلى نصيحة الأئمة المستنيرين من الفقهاء المشهورين بمصر
مثل الليث بن سعد وعبد الله بن لهيعة، وقد أفتوا له بأن بناء
الكنائس من عمارة البلد، فأذن الوالى بإعادة بناء الكنائس،
ولكن ظلت المظالم على حالها..
1. فى سنة 156 هجرية عاد الأقباط للثورة فى بلهيت،
فأرسل لهم الوالى موسى بن عيسى جيشاً فهزمهم وحكم بقتل
الرجال وسبى النساء والذرية . وجاء المأمون لزيارة مصر
وأنب الولاة واعتبرهم سبب المظالم والثورات، وأمر ببعض الإصلاحات.. 2. وكانت ثورة 216 هجرية هى آخر ثورات الأقباط الحربية،
وبعدها اتبعوا طريق المقاومة السرية، ونحن ننقل معاناة الأقباط عن المقريزى وهو الذى لا يخفى تعصبه
ضد النصارى، يقول فى التعليق على ثورة 216 هجرية وآثارها : "ومن حينئذ ذلت القبط فى جميع أرض مصر ولم يقدر
أحد منهم على الخروج على السلطان، وغلبهم المسلمون
على عامة القرى، فرجعوا من المحاربة إلى المكيدة واستعمال
المكر والحيلة ومكايدة المسلمين.."
وشهد عصر الخليفة المتوكل ظاهرة جديدة هى انتصار الفكر
الحنبلى المتشدد وهزيمة الفكر المعتزلى العقلانى، وقد استمال السلفيون
من أصحاب ابن حنبل ورواة الأحاديث الخليفة المتوكل إليهم،
وبتأثيرهم دخلت الدولة العباسية فى اضطهاد مخالفيها فى المذهب والدين،
فحوكم شيوخ التصوف وطورد الشيعة وهدم ضريح الحسين فى كربلاء،
وصدرت قرارات لاضطهاد اليهود والنصارى، وانتشرت الروايات
والفتاوى التى تضع الإطار التشريعى لتلك الممارسات، ومنها الحديث المشهور "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده "
الذى اخترع لتنفيذ المخطط الخرابى فى شتى المجالات
ومن هنا بدات مرحله جديده وهى انتقال الاضطهاد للأقباط
من دائرة الحكم والسياسة إلى الشارع والعوام، وساعدت الروايات
والفتاوى وجهود الفقهاء والقصاصين وأهل الحديث فى شخن الأفراد
العاديين بالكراهية ضد مخالفيهم فى المذهب سواء كانوا صوفية أو شيعة
أو كانوا مخالفين لهم فى الدين أى من اليهود أو من النصارى..
وبالتالى تحول الاضطهاد الرسمى العنصرى للأقباط إلى اضطهاد
دينى يشارك فيه المصرى المسلم ضد أخيه المصرى القبطى..
تولى بعد ذللك الخليفة المتوكل العباسى الذى وقع
تحت سطوة الفقهاء المتزمتين الذين سموا أنفسهم بأهل السنة
واستمرت سطوتهم فى عصر من جاء بعده من الخلفاء حتى أصبحت سياسة متبعة
ونعود إلى التطور الجديد فى اضطهاد الأقباط فى هذه الفترة.
3. فى سنة 235 هجرية أصدر الخليفة المتوكل مرسوماً
يهدف إلى تحقير (أهل الذمة)فى كل الامبراطورية العباسية،
وذلك بإلزامهم: - بارتداء زى معين ومظهر معين،
- مع هدم الكنائس الجديدة - وتحصيل الضرائب والعشور من منازلهم
-وأن يجعل على أبواب بيوتهم صوراً للشياطين،
ونهى المرسوم عن توظيفهم وتعليمهم عند المسلمين،
وتسوية قبورهم بالأرض وألا يحملوا الصليب فى أعيادهم وألا يشعلوا
المصابيح فى احتفالاتهم وألا يركبوا الخيول.. وقد طبق الولاة ذلك
على أقباط مصر وأصبحت سنة متبعة.
ومفهوم تلك القرارات أن يشارك الناس فى إلزام الأقباط بها،
ومن هنا بدأ انغماس العوام فى اضطهاد الأقباط..
وتعلموا أن ذلك يعنى إظهار الإخلاص للإسلام،
وانتقل ذلك الفهم الخاطىء لبعض الولاة المتدينين
مثل أحمد بن طولون الذى استقل بمصر ذاتياً فى إطار الخلافة العباسية،
وكان معروفاً بتدينه وجرأته على سفك الدماء لصالح سلطانه،
ولم يكن الأقباط يشكلون خطراً على نفوذه،
بل كان يستعين بهم فى دواوينه وأعماله ومع ذلك
فقد قام بعمليات اضطهاد ضد الأقباط كأفراد ومنشآت دينية.. هذا مجرد فكره بسيطة من الفتح الاسلامى
حتى قيام الدولة الطولونية وهذا دليل على الاذلال
الذى لاحق الاقباط منذ دخول العرب مصر ...
فلم يكونوا رحماء بهم كما ذكر التاريخ ...
فارجوكم اقراوا التاريخ واقراوا هذه الحقائق وانتم تعرفون ان تاريخنا كاذب ...
كاذب ونستكمل فى المقال القادم .....
قمنا بسرد اضطهاد الاقباط منذ الفتح الاسلامى
والى نهاية الدولة العباسية ...
وروينا كيف قاصى الاقباط من اضطهاد الولاه ....
وكيف تحول الاضطهاد من الاضطهاد الحكومى الى الشعب
حيث اضطهاد المسلمين للاقباط وكان بسبب الحكام الذى اباحوا الاقباط .
كان عهد احمد بن طولون هو بداية عصر اضطهاد الشعب بعضه لبعض
حيث كان احمد بن طولون يتبع المذهب الحمبلى المتزمت ...
كما انه كان يضطهد الاقباط من منطلق دينىوليس من منطلق سياسى .
كما انه ألزم البطريرك ميخائيل بدفع غرامة
قدرها عشرون ألف دينار واضطره لبيع أوقاف الكنيسة،
وفرض ابن طولون ضرائب جديدة على الأقباط..
وحدث سنة 300 هجرية إحراق كنيسة القيامة فى الإسكندرية..
وبعد انتهاء الدولة الطولونية اشتد الوالى ابن الجراح على الأقباط
وألزم الرهبان بدفع الجزية فاستغاثوا بالخليفة العباسى المقتدر
فأمر برفع الجزية عنهم اكتفاء بما دفعه عامة الأقباط.
وأقام محمد بن طغج دولته الأخشيدية بمصر فأرسل
فرقة من جيشه إلى مدينة تنيس على ساحل المتوسط فى سيناء
فصادر ما فى الكنيسة الملكية بها.
وندخل الى مرحلة جديده وعهد جديد مع الدولة الفاطمية ...
وبدات الدولة الفاطمية متسامحة مع الاقباط فى
عهد المعز لدين الله والعزيز بالله وتحولت الحياة مرة اخرى مع الحاكم بامر الله.
أمر الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمى باعتقال البطرك
زخريس لمدة ثلاثة شهور. وكان التسامح مع الأقباط فى عهد
المعز والعزيز قد مكن لكثير منهم العمل فى الدواوين والحصول
على كثير من النفوذ والأموال، وبالتالى تعاظمت الشكاوى منهم من
المنافسين والعوام بعد أن تم شحن القلوب بالتعصب الدينى . وأثمرت
السعاية بهم فى إغضاب الحاكم بأمر الله - وكان لا يملك نفسه إذا غضب -
لذلك أمر بقتل عيسى بن نسطورس وفهد بن إبراهيم
وهما من كبار النصارى فى الدواوين .
ثم أعاد الخليفة الحاكم العمل بمرسوم الخليفة المتوكل العباسى
فيما يخص ارتداء النصارى أزياء معينة للتحقير والتشهير ومنعهم
من الاحتفال بأعيادهم، وصادر أوقاف الكنائس وأحرق الصلبان
ومنع الأقباط من شراء العبيد والجوارى، وهدم الكنائس فى المقس
وخارج القاهرة وأباح للعوام نهبها فساهم فى زيادة التعصب بين
أبناء الوطن الواحد والشعب الواحد. وتطرف الحاكم بأمر الله الفاطمى
فى تحقير الأقباط فألزمهم بتعليق صلبان خشبية ثقيلة (5 أرطال)
فى أعناقهم ومنعهم ركوب الخيل، ومنع المسلمين من السماح لهم
بالركوب على الحمير بالأجرة أو الركوب فى المراكب بأجرة..
ثم تطورت الحالة الجنونية بالخليفة الحاكم الفاطمى فأخذ
فى هدم الكنائس كلها وأباح للناس ما فيها نهباً وإقطاعاً،
فنهب العوام كل ما فى الكنائس واقتطعوا أرضها واقتسموها
وبنوا مساجد مكانها وأقيمت الصلاة الإسلامية فى الكنائس
المشهورة التى بقيت على حالها مثل كنيسة شنودة والكنيسة المعلقة.
وانتقلت الحمى للعوام فتكاثروا بالشكاوى على ديوان الخليفة
يطالبون بمستحقات وهمية لهم على الكنائس وأمتعتها،
وكانت السلطات الفاطمية توافقهم، فامتلأت الأسواق بالمنهوبات
من أمتعة الكنائس والنصارى مثل أوانى الذهب والفضة والأيقونات
والثياب الفاخرة وغير ذلك.
وانتقل الاضطهاد من القاهرة إلى الأقاليم فكتب الخليفة الحاكم
إلى ولاته بتمكين المسلمين من هدم الكنائس والأديرة فعم
الهدم فيها منذ سنة 403 هجرية واستمر الهدم حتى وصل طبقاً
لإحصاء المقريزى سنة 405 هجرية إلى أكثر من ثلاثين ألف
منشأة دينية بين بيعة لليهود ودير وكنيسة للنصارى فى مصر
والشام وتم نهب كل مقتنياتها وأوقافها.
ثم اشتدت الحالة العصبية بالخليفة فأصدر قراراً بنفى الأقباط وإخراجهم من مصر إلى بلاد الروم ومعهم اليهود،
فاجتمع أعيانهم تحت قصر الخليفة يبكون ويصرخون حتى رحمهم
الخليفة ورجع عن قرار النفى .!! واضطر كثيرون للدخول فى الإسلام..
وكان ذلك أفظع تجربة للاضطهاد الطائفى فى تاريخ مصر فى هذا الوقت .
وبدات الدولة الايوبية و حدثت بعض الحوادث الفردية
وكما ذكرنا من قبل لن نتحدث عن الحوادث الفردية كما
سنلقى الضوء على الدولة الايوبية فى مقال مستقل .
ودخلنا عصر الدولة المملوكية ...
جاء العصر المملوكى وقد تشبع المسلمون- من علماء وعوام-
بأفكار التعصب التى نشرها الحنابلة والسلفيون منذ خلافة المتوكل .
وكان هناك حربا بين الفقهاء والصوفية والاثنين يضطدون الاقباط
ونعم العدل.. ظل اضطهاد الفقهاء والصوفية للأقباط موجودا
فى فترات مختلفةً لأن بعض الصوفية اتفق مع الفقهاء الحنابلة فى
اعتبارالسنن المكتوبة فى العصر العباسى الثانى تراثاً دينياً يجب التمسك به .
أى يتصارعون فيما بينهم ولكن يجتمعون على كراهية الأقباط.
امتدت المنافسة لتشمل صراعاً بين الصوفية والرهبان وأصحاب
النفوذ الدينى بين الأقباط مع غيرة أصحاب الموالد الصوفية من
احتفال أو مولد دينى للأقباط.. وذلك التنافس أدى إلى تعصب
فاضطهاد فحوادث يعجز اللسان عن ذكرها.
وقريب من ذلك ما كان يجرى من تنافس سياسى على النفوذ
إذ كان الحسد يلاحق بعض كبار الموظفين الأقباط فيلجأ بعض
الشيوخ إلى إثارة الجماهير والفقهاء ضدهم وتثور حركات التعصب
وتلجأ الدولة لترضية الشيوخ بالسماح باضطهاد الأقباط..
وبعض الأقباط كان يعلن إسلامه لينجو من دائرة الاضطهاد
ويدعم مركزه الوظيفى فى الدولة المملوكية التى تقوم إدارتها على
الظلم والاضطهاد.. ويستخدم ذلك الذى أسلم نفوذه الجديد فى
الانتقام ممن ساموه الذل والهوان وهو قبطى..
وهكذا كانت تدور طاحونة التعصب والاضطهاد
فى العصر المملوكى فوق رؤوس الجميع..
وإليكم بعض الاضطهادات التى وقعت على رؤوس الاقباط :
1. مأساة الراهب الحبيس:
وقصته مع الظاهر بيبرس تشبه قصة عمرو بن العاص مع
القبطى بطرس صاحب الكنز الذى قتله عمرو بعد أن استولى على كنزه بالحيلة..
كان الراهب بولس كاتباً مسيحياً ثم ترهب،
وقد عثر على كنز فرعونى فأخفاه وأخذ يتصدق منه على
فقراء المسلمين والأقباط وانتشر خبره فاعتقله السلطان
الظاهر بيبرس وطلب منه ذلك الكنز فرفض وقال للسلطان
أنه يساعد بذلك الكنز الفقراء والمحتاجين ومعظمهم ممن يصادر
السلطان أموالهم أى أن الأموال تصل للسلطان فى نهاية الأمر،
وكأن الراهب قد أعطى ضوءاً أخضر للسلطان الظاهر بيبرس
فى مصادرة الأقباط بالذات، إذ تكاثر ضحايا السلطان من الذين
أوقع بهم المصادرات وفرض عليهم الغرامات وقام ذلك الراهب
بدفع الغرامات عنهم وإعانتهم، وانطلق الراهب بولس يسير فى
المدن والقرى يعين المحتاجين ويطلق بأمواله سراح المعتقلين والمحبوسين
بسبب عجزهم عن دفع الغرامات والإتاوات ويتصدق على المحرومين
من النصارى والمسلمين وغيرهم من النصابين محترفى الفقر، ومن
النوادر التى تحكى أن بعضهم كان يقوم أمامه بتمثيلية، يقوم اثنان
بجر رجل وهو يستغيث وهما يضربانه يمثلان دور رجال الشرطة
فيستغيث المضروب بالراهب يقول له "يا أبونا أقضى ما علىّ من الديون،
فيسأله الراهب عما عليه من الديون، ويكتب له ورقة بالمبلغ الذى
يدعيه، فيأخذونه ويصرفونه من الصيرفى كما هو..
ووصلت للسلطان ستمائة ألف دينار عن طريق ذلك الراهب
فيما دفعه عن المحبوسين والمصادرين، ولم يكن ذلك الراهب يأكل
من ذلك المال، بل كان طعامه ونفقاته من صدقات الاقباط ،
ثم حدث حريق غامض فى حى الباطنية فى سنة 663 وانتشر فى
أحياء أخرى بالقاهرة واتخذها السلطان بيبرس فرصة ليصادر كل
أموال الراهب فاتهم اليهود والاقباط بإشعال ذلك الحريق، وأصدر أمراً بإحراق كل اليهود والأقباط،
ولكى يتقن هذه التمثيلية فقد جمع كبار اليهود والمسيحين
تحت القلعة وأحضر الحطب والوقود، وكان عددهم ألوفاً
وارتفعت استغاثاتهم بالسلطان، فعفا عنهم السلطان نظير غرامة
قدرها خمسمائة ألف دينار.. وكما توقع السلطان بادر الراهب بولس
بدفعها على أخرها. فاكتسب شهرة فى كل أنحاء مصر، وصارت
تتبعه مظاهرات أينما سار تتبرك به وتطلب منه المساعدات والأموال..
وتكاثرت تلك المظاهرات فى مدينة الإسكندرية وأثارت غيظ
العلماء والشيوخ فأرسلوا فتاويهم للسلطان تحتم قتل ذلك
الراهب حتى لا يفتن المسلمين فى دينهم، ورآها السلطان فرصة
شرعية ليتخلص من الراهب ويستولى على كنزه الخبيئ فاعتقله
واستجوبه للمرة الثانية عن الكنز فرفض الراهب الاعتراف، فأمر السلطان بتعذيبه حتى يعترف.. واستمر الراهب تحت
التعذيب إلى أن لفظ أنفساه الأخيرة ومات ومات معه سر الكنز .
2. الشيخ الصوفى خضر العدوى سنة 672 هجرية:
كان هذا الشيخ يتمتع باعتقاد السلطان الظاهر بيبرس..
ومشهوراً بانحلاله الخلقى وشذوذه الجنسى وتعصبه ضد
المسيحين فى الشام ومصر، وأفسح الظاهر بيبرس له المجال
فهدم كثيراً من الكنائس فى الشام ومصر، ومن الكنائس
التى هدمها بمصر كنيسة الروم بالإسكندرية التى كان بها راس
يوحنا المعمدان ، وقد تحولت على يد الشيخ خضر العدوى إلى مسجد
وسماه (المدرسة الخضراء) وأنفق فى تعمير هذه المدرسة الأموال الكثيرة من بيت المال.
3- واقعة عين الغزال والسمسار:
بسبب الحروب الصليبية كان المسيحين مقهورين فى سلطنة
الظاهر بيبرس والسلطان المنصور قلاوون وانتهى ذلك بتولى السلطان
الأشرف خليل بن قلاوون الذى أنهى الوجود الصليبى فى الشام.
الأشرف خليل بن قلاوون أتاح للأقباط النفوذ وعين منهم كبار
الموظفين الأقباط الذين تولوا الكتابة فى الدواوين، فأتيح لهم التنفيس
عما فى صدروهم من مشاعر الانتقام، فتسلطوا على أرباب الحوائج من
المسلمين يذلونهم.. وأدى ذلك فى النهاية إلى ما يعرف بواقعة النصارى..
وبدأت الواقعة بالكاتب القبطى المعروف باسم "عين الغزال"
وقد اتهم سمساراً مسلماً بتأخير ما عليه من أموال للأمير
المملوكى الذى يعمل عنده الكاتب القبطى عين الغزال.
ورأى الناس فى الشارع السمسار المسلم يعتذر للكاتب القبطى
ويقبل قدمه وهو راكب حصانه والكاتب لا يزداد إلا تجبراً
وهو يصمم على اعتقال السمسار وأخذه إلى بيت الأمير المملوكى،
وتدخل الناس فى الشوارع وتجمهروا يحاولون تخليص السمسار من
الكاتب وهو يرفض، فما كان من الناس إلا أن تكاثروا على الكتاب
وألقوه من على دابته وخلصوا السمسار من يده. فذهب الكاتب
إلى الأمير وأحضر عدة من الجنود وشرعوا فى القبض على الناس..
وثارت العوام وصاروا فى مظاهرة غاضبة إلى القلعة يهتفون
"الله أكبر" فخاف السلطان من ثورة العوام حين عرف بما حدث ،
فأمر باعتقال الكاتب القبطى عين الغزال وأصدر مرسوماً بعزل الكتبة
الأقباط إن لم يدخلوا فى الإسلام ومن رفض منهم الدخول فى الإسلام
ضربت عنقه. فاختفى الأقباط من الشوارع.. ووقع النهب فى بيوتهم..
والسبى فى بعض نسائهم، وأصبح الشارع مشحوناً بالمزيد من التعطش
للعنف وأصبح المماليك أسرى للشعور الشعبى المتعصب ، فأمر السلطان
بحفر حفرة كبيرة فى سوق الخيل لإحراق الكتبة النصارى،
وحضر السلطان والأمراء، وتشفع الأمير بيدرا فى الأقباط.. وفى النهاية ارتضى الكتبة الدخول فى الإسلام، وكتبوا إقراراً بذلك.
ويقول المقريزى يعلق على تلك الحادثة "فصار الذليل منهم بإظهار الإسلام عزيزاً،
يبدى من إذلال المسلمين والتسلط عليهم بالظلم
ما كان تمنعه نصرانيته من إظهاره ."
أى بمجرد النطق بالشهادة- أو الشهادتين- أنقذ كل منهم حياته
وأصبح من حقه الانتقام من خصومه بسيف السلطة المملوكية وفى حمايتها..
وتلك ضريبة التعصب الدينى حين يسود مجتمعاً وينشر الفرقة والكراهية بين أبنائه.
4- واقعة الوزير المغربى سنة 700 هجرية:
قدم ذلك الوزير المغربى للقاهرة فى طريقه للحج واحتفت به
السلطات المملوكية، ونزل ذلك الوزير المغربى يتجول فى القاهرة فى
سوق الخيل فرأى رجلاً راكباً فرسه فى ثياب فاخرة وجماعة يمشون فى
ركابه وحوله أصحاب الحاجات يتضرعون إليه ويقبلون قدميه وركابه
وهو يصيح بغلمانه أن يطردوهم وهم يزدادون له خضوعاً، فسأل
الوزير المغربى عن ذلك الراكب صاحب السلطان فعرف أنه كاتب نصرانى،
فغضب وصعد للسلطان فلم يجده ووجد كبار الأمراء فأخذ يعظهم ويبكى
ويحذرهم من نقمة الله إذ تركوا أعوانهم من الكتبة الأقباط يذلون المسلمين،
ونجح الوزير المغربى فى إثارة الأمراء وانتهى الأمر باستصدار قرارات
استرجعت مراسيم الخليفة المتوكل العباسى فى إلزام الأقباط بزى معين
ومنعهم من ركوب الخيل، وكالعادة تطور الأمر بالوزير المغربى فقام
يدعو لهدم الكنائس فوقف ضده قاضى القضاة المصرى ابن دقيق العيد
وأفتى بأنه لا يجوز أن يهدم من الكنائس إلا ما استجد بناؤه، ولكن
اضطر الأقباط إلى غلق بعض كنائسهم خوفاً عليها من الهدم..
وانتقلت عدوى التخريب من الوزير المغربى إلى العوام فكثرت
شكاويهم فى النصارى، وكالعادة استرضتهم السلطات المملوكية
بالتضييق على الأقباط واليهود، ومنعهم من التوظف فى الدواوين..
ورآها العوام فرصة لفرض سيطرتهم على أغنياء الأقباط، فتتبعوهم
بالضرب حتى اختفوا من الشوارع ولجأ بعضهم إلى إظهار الإسلام
تكبراً من ارتداء الزى المفروض عليهم..
وأدى ذلك الاضطهاد إلى تدخل ملك برشلونة إذ أرسل
هدية للسلطان المملوكى سنة 703 هجرية ويرجوه إرجاع الأقباط
إلى وظائفهم وفتح كنائسهم.. فاستجاب له السلطان وفتح
كنيسة فى حارة زويلة وأخرى بالبندقانيين..
5- واقعة الإحراق العام للكنائس المصرية فى وقت واحد سنة 721 هجرية:
عمليه ارهابية متفق عليها تعيد للاذهان ما يحدث الان:
إذ أنه بعد صلاة الجمعة يوم التاسع من شهر ربيع الأول سنة 721 هجرية
فوجئ المصلون فى كل المدن المصرية التى بها كنائس بمجذوب مجهول
الشخصية يقف صائحاً مضطرباً داعياً لحرق الكنائس، وحين يخرج المسلمون
من المسجد يفاجأون بتدمير الكنائس فى المدينة وحرقها وقد سويت بالأرض .
وفى ضوء الاعتقاد فى بركات المجاذيب الذى تسيد العصر المملوكى
يؤمن الناس بأنها إرادة إلهية وانكشفت أمام بصيرة ذلك المجذوب "المكشوف عنه الحجاب". وسرعان ما يدب الحماس
إلى العوام ويشاركون فى الإجهاز على ما تبقى من بنيان للكنيسة..
ووصل إلى علم السلطان الناصر محمد بن قلاوون ما حدث ،
جاءته الأنباء من ضواحى القاهرة بأن الكنائس فيها قد دمرت فى
نفس الوقت وبنفس الكيفية.. وأن المجذوب المجهول قد صاح فى نفس
الوقت وفى كل المساجد.. وفى اليوم التالى جاءت الأنباء من
الإسكندرية والوجه البحرى والصعيد أن كل الكنائس
- عدا الكنيسة المعلقة- قد أصابها الهدم والحريق فى نفس الوقت،
أى فى ساعة الصفر. وبلغ عدد الكنائس ستين كنيسة..
وتعجب السلطان ووافق مقالة العلماء والقضاء على أنها إرادة الله،
لأنه لا يستطيع بشر أن يفعل ذلك فى كل أنحاء مصر فى نفس الوقت،
واقتنع السلطان برأى العلماء بألا يفعل شيئاً لأنها إرادة الله التى
لا يقف فى وجهها إنسان.
إلا أن الأقباط لم يقتنعوا.. وصمموا على الانتقام..
فى الأيام التالية فوجئ سكان القاهرة باشتعال الحرائق فى المساجد
فى نواح مختلفة، ولا يكادون يفرغون من إطفاء حريق حتى يفاجئهم
حريق آخر، واستراح المسلمون إلى التفسير الغيبى القائل بأنها إرادة الله،
لولا أنهم اكتشفوا فتيلة كبيرة ملوثة بالنفط قد ألقيت على بعض
المساجد مع توالى الحرائق فى الجوامع والخوانق والمدارس..
فأشارت أصابع الاتهام للأقباط، وسرعان ما ضبطوا بعض الرهبان
متلبسين واعترفوا فأحرقت السلطات أربعة منهم.. وانطلق العوام
فى إيذاء الأقباط، واندلعت المظاهرات وكادت أن تتحول إلى مذابح،
وأسرعت السلطات المملوكية بالسيطرة على الأمور وقبضت على
بعض العوام ومثيرى الشغب وكان منهم بعض المتعممين والتجار،
وأمرت السلطات بقطع بعضهم نصفين، أو ما يعرف بالتوسيط،
وتدخل الكبار وتشفعوا فى كبار المتهمين وأفرج عنهم . إلا أن
الحريق لم ينقطع، وضبط بعض النصارى متلبسين واعترفوا تحت التعذيب،
وعندما علم العوام بما حدث حاصروا القلعة وواجهوا السلطان
بصيحة رجل واحد تدعو لنصرة الدين فخشع لهم السلطان وسمح لهم بقتل كل من وجدوه من النصارى،
ثم تعدل الأمر بقتل من يلبس العمامة البيضاء من النصارى
ومن يركب دابة، وفرض عليهم ركوب الحمير بهيئة مقلوبة
ولا يدخلون الحمامات إلا وفى رقابهم جرس ولا يرتدى أحدهم زى المسلمين،
وألا يعملوا فى الوظائف، وعزل جميع الأقباط من الوظائف..
وكان ذلك أفظع اضطهاد واجهه الأقباط فى العصر المملوكى..
وكانت له آثاره الداخلية والخارجية..
فعلى الصعيد الداخلى احتدم العداء والحقد الطائفى
بين المسلمين والأقباط فى السنوات التالية كما سنرى..
وعلى الصعيد الخارجى اشتد غضب ملك الحبشة الذى
كان يعتبر نفسه مسئولاً عن حماية الأقباط المصريين فبعث باحتجاج
شديد اللهجة إلى السلطان الناصر محمد ويهدد فيه باتخاذ إجراءات
مماثلة ضد المسلمين عنده ويهدد بتحويل مجرى النيل، غير أن الناصر
محمد لم يعبأ بهذا التهديد ولذلك بدأ سلطان الحبشة واسمه "عمد صيهون" الحرب ضد الإمارات الإسلامية المجاورة له،
وتابع ابنه "سيف أرعد" أعماله ضد التجارة المصرية
وممتلكات المسلمين المجاورة له..
وتمكن أحد ضحايا الاضطهاد لسنة 721 هجرية من
الانتقام لقومه الأقباط من المسلمين.. وهو النشو الذى أظهر
الإسلام لدى السلطان الناصر محمد وسماه السلطان عبد الوهاب شرف الدين،
وأظهر للسلطان الورع والفقر والزهد فحاز على ثقته وتعاظم نفوذه
حتى أصبح المسيطر على الدولة المملوكية كلها لمدة سبع سنين وسبعة
أشهر حتى قتله السلطان بعد تعذيب شديد فى يوم الأربعاء ثانى ربيع الآخر سنة 740 هجرية.
وما فعله النشو بالمسلمين فى إطار السلطة المملوكية وتحت
شعارها كان لا يمكن تفسيره إلا فى ضوء الانتقام لقومه بعد أن
ضمن رضا السلطان الناصر محمد عنه.. وقد تنوعت مظالمه
للمسلمين ما بين قتل ومصادرة ونفى وتقطيع أطراف وخصاء،
وكانت مصادرته لوجوه الناس وأرباب المناصب والتجار والعوام
لا تنقطع.. وكان يجتمع كل ليلة مع خواصه والمقربين منه يفكر
فى طريقة جديدة للانتقام من المسلمين وفرض ضرائب جديدة
عليهم أو الإيقاع بأصحاب المناصب أو سلب الأوقاف على
المساجد وبيوت العبادة..
وبرغم تنوع أعدائه واختلافاتهم وتفرقهم وصراعاتهم إلا أنهم اتحدوا
ضد النشو، وحاولوا الكيد له مراراً إلا أن ثقة السلطان فيه وقفت
حائلاً يحميه . وفى عهده ضاع صوت الاضطهاد ضد الأقباط..
بل أن اضطهاده للمسلمين جعلهم جميعاً يجتمعون فى المساجد للدعاء عليه..
وعندما علم النشو بذلك ما زال بالسلطان حتى منع الوعاظ من الوعظ.
وتحدى النشو كبار الصوفية- وهم أصحاب النفوذ الدينى والشعبى-
فطرد من مصر أشهر صوفى فى عصره وهو الشيخ الكردى الذى
نفاه للشام، كما اعتقل شيخ خانقاه بهاء الدين أرسلان بالإسكندرية
واتهمه بتهم باطلة . وفى النهاية ظهر للسلطان خيانته وسرقاته فاعتقله
واعتقل أخاه وصهره وأعوانه، واكتشف السلطان حجم ما سرقه
من أموال ونفائس.. فعذبه وقتله.. وكان التخلص منه يوم عيد،
ذاعت فيه أساطير الكرامات وشتى الادعاءات ومنها أن النيل زاد ورؤيت المنامات الصالحة على حد قولهم، وسارت المظاهرات تحمل المصاحف والأعلام..
وبعد النشو عادت حركات متفرقة ضد الأقباط..
منها سنة 838 هجرية : هدم الشيخ سليم لكنيسة جددها النصارى فى الجيزة.
وسنة 841 هجرية :
هدم الشيخ ناصر الدين الطنطاوى لدير العطش الذى يقام
عنده مولد سنوى يضاهى مولد السيد البدوى، فأحس الشيخ
ناصر الدين الطنطاوى بالغيرة فما زال يسعى حتى هدم الدير..
وكان مثله الشيخ النعمانى سنة 852 هجرية الذى
تخصص فى هدم الكنائس التى يجددها أصحابها..
وكانت عادة سيئة فى تلك العصور أنه إذا حدث أوبئة
أو مجاعات ونقصان للنيل فمن السهل أن يعتبر ذلك غضباً من الله تعالى
بسبب التهاون مع "أهل الذمة" والسماح لهم بممارسة شعائرهم،
لذلك كانت ترتبط المجاعات والأوبئة أحياناً بحركات اضطهاد طائفية
تستجلب رضى الله تعالى بظلم الأبرياء !!
وهذا خير دليل على تسامح الولاة مع المسيحين المفتريين
الذى لا يملا عينهم غير التراب ....
انتهى عصر المماليك بشره لان خيره كان قليل وبدانا عصر اقل ما يقال عليه عصر الظلمة فى جميع جوانب الحياة ... وللحق ان العصر العثمانى هو اسوا العصور التى مرت على مصر . وكالعاده عندما تكون الدنيا ظلام على الكل فإن الاقباط يأخذون الجانب الاكبر من الظلام . دخل العثمانيين مصر 1517 بعد هزيمة طومان باى ..... وبدأ الظلم يحيط بجميع المصريين . وعلى الرغم من قيام الغوغاء بإقتحام البيوت والمناطق المسيحية الا اننا لا نستطيع ان نجزم ان الاقباط ارغموا على السكن فى احياء خاصة بهم ليسهل الانقضاء عليهم ... ولكن ربما اختار الاقباط ذلك ليكون بجانب بعضهم بعض – وجهة نظر شخصية – بوجه عام حاول الاقباط ان يعيشوا عيشة كريمة وفى حالهم فى ظل الحكم العثمانى وحاولت كنيسة روما استمالة الاقباط الارثوذوكس اليهم وان يرفعوا من عليهم الجزية الا ان الاقباط ابوا ان يتركوا الكنيسة الارثوذوكسية .... كما قام البابا بطرس بإستصدار فرمان من السلطان للموافقة على تطبيق قانون احوال شخصية للمسيحين . هذا بصفة عامة ولكن ما هى حالة الاقباط فى ظل الحكم العثمانى الذى امتد من 1517 حتى 1798 اى انتهى رسميا مع تولى محمد على 1805 حكم مصر .... فما هى حالة الاقباط ؟؟؟؟ عاش الاقباط عيشة غير أدمية وكانوا مضطهدون من العامة والدوله وكانت تطبق عليهم المظالم التالية : - حرمانهم من حقوقهم ولا يتساوون مع المسلمين - إلزامهم بالمشى على جانبى الطريق - حرمانهم من ركوب الخيل - عدم إظهار ديانتهم - منعهم من الافطار فى رمضان تخيلوا مدى القسوة والظلم .... تخيلوا الاجبار حتى فى المأكل .... تخيلوا مدى الحالة النفسية التى كان يعانيها الاقباط .... وتخيلوا ان كل هذا ارحم بكثير مما اصدره السلطان وهو :
- أن يعلق النصارى فى أعناقهم جلجلان أو طوقين من الحديد. - أن لا يلبس كل من اليهود والنصارى عمائم. - ألا يلبس النصارى أثواباً من الجوخ أو الصوف . - ألا تتزين نساء الأقباط واليهود بالملابس البيضاء وتكون ملابس النصارى سوداء. قمة فى العدل والمساواة والحب الذى اتسم بها العثمانيين وهو خير دليل على سماحة الاسلام مع الاقباط .... التى عانوا الامرين من جيل الى جيل .
انتهى فصل سماحة الاسلام لان بالفعل فى عصر الاسرة العلوية تمتع المسيحين بكثير من العدل والمساواه ....
ولكن لم ينتهى اكاذيب تاريخية فسنبدا فى تفنيد كثير من الاكاذيب التى درست لنا فى المدرسة ..... وفى الحياة المصرية وفى العالم العربى ,,,,,,,,
منذ الغزو العربى حتى دخول الحملة الفرنســـية الى مصر او النهاية الفعلية للدولة العثمانية .
نعود الى الغزو الاسلامى العربى الى مصر .... ونســـأل السؤال الذى يســـأله الجميع ... مسيحيين ومسلمين ..... هل رحب الاقباط بالغزو العربى ؟؟؟؟
بدأ المحللين الذى لهم اليد الكبرى فى تزييف الحقائق والتاريخ ... بداوا فى نسج الاكاذيب ونشرها بين الاطفـــال فى المدارس لانهم يعلمون ان الذى يدخل فى العقل فى الطفولة لا يستطيع احد ان يغيره .
الاكــــاذيب و الادعائات التى نشرت ودرسناها فى المدرسة وهى :
1. لتخليصهم من ظلم الرومــــان 2. ما سمعه الاقباط من عدل ورحمة عند العرب . 3. تقارب الاسلام من المسيحية
قبل الخوض فى الادعائات اود ان اشرح للقارئء شىء مهم وهو ان مصر مر عليها كثير من الاحتلالات قبل الغزو العربى ولكن لم يغيرهــــا ... ام الغزو العربى قد طمس الحضارة المصرية القديمة وجعلها تسير فى طريق ليس طريقهـــا .... وفى ايام الوحدة مع سوريـــا يقول محمد حسنين هيكل ... ان اى اشــــارة الى تـــاريخ مصر الفرعونى كانت بمثابة خطأ وخطيئة لا تغتفر !!!!!
كمـــا يعلم الجميع ان هنـــاك محــاولة لطمس التاريخ وتزييفه ... هل يعقل ان كل جامعـــات العالم بها اقسام للقبطيـــات ما عدا الجامعات المصرية ..... هل يعقل هذا ؟
وإذا فندنا كل إدعاء سنجد مـــا يلى :
* تخليص الاقباط من ظلم الرومــان :
لقد كـــان المحتل العربى واضح وصريح منذ البداية وهو ان غزا مصر من اجـــل ثرواتها وخصوبة ارضهـــا إذن مثله مثل اى مستعمر فارسى رومانى او مغولى فالحرب بدافع مادى . وكما تقول الدكتورة / سيدة إسمـــاعيل كاشف فى كتابها (عبد العزيز بن مروان ) لا نجد فى اى مرجع من المراجع التاريخية ما يقوله المستحدثين بأن الاقباط إستنجدوا بعمر بن الخطــــاب ليخلصهم من الرومــان .
كمــا ان طبيعة الاقباط على مر العصــور عدم الاستنجــاد بأحد بمعنى احرى لم يستنجدوا بالفرس لتخليصهم من الرومان والعكس ولم يستنجدوا بالرومـــان لتخليصهم من العرب .
وخير دليل على ذلك ... فى ايام عبد الملك بن مروان وقت الاضطهاد الشديد للاقباط قام ملك النوبة كرياكوس بالاتصـــال بالبابا خائيل الاول ومحاولته مساعدة الاقباط ولكن البابا رفض وبشده على الرغم انه كان فى السجن !!!!!
وهناك ادلة كثيرة لرفض الاقباط هذه الفكرة من اهمها ايضا البابا بطرس و روسيا فى عهد محمد على ومقولة البابا الشهيرة حين ذاك نحن فى حما من لا يموت .
الإدعاء الثانى ما سمعوه من رحمة وعدل وسماحة :
وطبعا هذا الادعـــاء يسير الضحك لانه يستخف بعقليتنا و إليكم الاحداث التى واكبت الغزو التى تنسف هذا الادعـــاء
تخريب القرى و سبى اهلها وقتلهم :
ومن هذه القرى بلهيب’ سلطيس ’ الخيس ... وقد سبى اهلها وقتل منهم الكثير وخير بين حياتهم والاسلام .
ويقص لنا المقريزى ان عمرو فى طريقه الى الاسكندرية خرب قرية تسمى الى الان خربة وردان ولا يعرف احد سبب تخريبها ... فهناك اقاويل كثيرة عن هذه الحادثة فمنهم من يقول ان اهل هذه القرية كانوا جميعهم من الرهبان .... ومنهم من يقول ان عمرو خطف فيها ... ويقال ايضا ان اهلها كانوا خبثاء !!!!
وما فعلو العرب عندا استولوا على انصنا واقاليم الريف ....
ذهب عمرو بن العاص الى سخا ودمسيس على امل إخضاعالمصريين قبل الفيضان ولكنه فشل ... لذلك ذهب الى دمياط وهدم البيوت واخذ الغنائم وعاد بها الى قواته فى بابليون وبنى من الحديد والاخشاب الذى اخذ من البيوت بنى بها قنطرة بين بابليون ومدينة البحرين ثم امر بحرق المدينه .
وهناك حوادث كثيرة مثل الفيوم والبويط فكان عندما يدب الجيش العربى فلا يوجد غير التخريب فكيف يواجه التخريب بالترحيب ؟؟...
قصص من الاخر
وكما يقول المقريزى فى الجزء الاول ص309 إن العرب كان ينظرون الى مصر كأنها بقرة حلوب وقعت فى ايديهم ... فعندما فتحت مصر طلب عثمان بن عفان ان يكون عمرو بن العاص على الحرب وعبدالله بن سعد على الخراج فرفض عمرو وقال انا إذا كماسك البقرة من قرنيها واخر يحلبها .
هذا غير الضرائب الباهظة التى فرضت على الاقباط والجلد والضرب وكما يقول المقريزى عم الرعب جميع اقاليم مصـــــر لذلك قام المصريين بترك منازلهم والهروب الى الاسكندرية .
و من اشهر القصص عندما ارسل عمر بن الخطاب رسالة الى بن العاص يطلب منه الغوث فارسل له عمر بعيراً عظيمة اولها فى المدينة واخرهـــا بمصر .
عندما الزم عمر بن الخطاب عمرو ان يختم رقاب اهل الذمة بالرصاص ويظهروا مناطقهم.... الى اخر الوثيقة العمرية التى يعرفها الجميع عن ظهر قلب .
وكيف يرحب المصريين بناس يخيروهم بالاسلام او الجزية او القتل ؟؟......
دين الاقباط قريب من الدين الاسلامى:
وهذا إدعاء لا يقتنع غير الناس التى لم تقرا اى نوع من انواع التاريخ ... فالرومان كانوا يضطهدون الاقباط لانهم رفضوا ان يتبعوهم وغيروا طائفتهم بعد اشقاق الكنائس ....مجرد الاختلاف البسيط داخل الدين الواحد الاقباط رفضوه فكيف يقبلوا دين غريب عليهم . وهذا الاتجاه كتبه الدكتور حسين مؤنس ...
ثم يقول الكاتب حسن حامد ان ديانة الاقباط فى هذا الوقت ومعتقداتهم عن المسيح مثل المسلمين لذلك دخل الكثير فى الاسلام ....
وطبعا هذا الكاتب يعرف عن المسيحية مثل معرفتى بالفينيقية ... بمعنى انه لا يعرف شيئا ولم يحاول ان يقرأ قبل ان يكتب ونسى ان الدين المسيحى نشر فى مصر عن طريق مارمرقص وكان الجميع نفس العقيده الى ان بدا الانشقاق .... كما ان الكنيسة كانت متشدده مع كل الهراطقة مثل اريوس ونسطور .
وهذا خير مثال على الاكاذيب التاريخية حيث ان الاسلام عند الغزو العربى هو الذى كان ليس له معالم ... وليس له قرأن حيث انه جمع فى عهد عثمان ... فكيف ادرك الاقباط التطابق الذى يتكلم عنه هذا الحامد .... ونسى ان اللغة العربية فى هذا الوقت كانت فى غاية التعقيد حيث ان التنقيط كان لا يعمل به بمعنى ان الحروف جميعها كانت متشابها.... فكيف تعلمه الاقباط وفهموها وادركوا ان الدين قريب منهم كما انه وقت الفتح كان هناك عدة مصاحف فايهما الذى جاء به عمرو ؟؟...
* مصحف عمر بن الخطاب ’ على بن ابى طالب ’ كعب ’ عبدالله بن مسعود ’ عبدالله بن عباس ’ عبدالله بن الزبير ’ عبدالله بن عمر .....إلخ
انه بالفعل تزييف التاريخ والكذب الذى دونه جهله وارادوا ان يحفظونا إياه .ابدا لم يصفقوا الاقباط لعمرو على الصفين ولم يستقبلوه باكاليل الغار .... بل انه بالنسبة لهم غازى توسعى مستبد .... فكيف يقابلوه بالترحيب؟؟؟
ندخل فى اكثر المواضيع إثارة وغموض وهى الحروب الصليبية .... نحن لا نعبد الصليب ولكنه يرمز لنا بالفداء ’ يذكرنا برب المجد كيف جاء من اعلى سماه من اجل خطايانا كى يصلب ليرفع عنا الخطية .... المسيحية ترفض الحروب بجميع اشكالها والوانها .... لانهم – المسيحيين- يؤمنون بقول السيد المسيح مملكتى ليست من هذا العالم ... لذلك نحن نرفض الحروب الصليبية ... ولكن فى نفس الوقت يجب ان تدرس الحقائق التاريخية للحملات الصليبية على الشرق ... بالطبع هناك دوافع ماديه وسياسية ولكن يجب علينا ايضا ان نعرف الاسباب التى دعت البابا فى اوربا لنجدة مسيحى الشرق و الحجاج .... والسؤال الذى يطرح نفسه الان ... من السبب الرئيسى فى الحروب الصليبية ؟ هل كان الحكام المسلمون عادلون ؟ كما تكلمنا من قبل عن الدوله الفاطمية ... نعود اليها ولكن عن الاسباب التى ادت الى قيام الحملات الصليبية .... فعندما تولى المخبول – الحاكم بامر الله – إقدامه على هدم كنيسة القيامة في القدس وكان هدمها من أسباب قيام الحروب الصليبية. (كتاب أحداث التاريخ الاسلامي بترتيب السنين للدكتور عبد السلام الترمانيني طباعة دار طلاس في دمشق) وهو السبب المباشر والصريح للحروب الصليبية . لنقرأ عن نص الأمر الذي اصدره الحاكم بامر الله الفاطمي .. خليفة المسلمين الطاغية .. اذ قد خرج امر الامامة بان تهدم كنيسة القيامة .. بحيث يصبح سقفها أرضاً !!! والاثبات على ذلك : إبن خيران المصري: هو إمام كتاب الديار المصرية في المائة الرابعة، وعنوان طبقته قوله حين أمر خليفة مصر الحاكم بهدم كنيسة قيامة بيت المقدس: وقد خرج أمر الإمامة في هدم كنيسة القيامة على أن يصير سقفها أرضاً وطولها عرضاً. كما يمكن للجميع الرجوع ايضا لكتاب ابن سعيد الاندلسى ( المرقصات والمطربات ) . والسؤال ماذا لوقام المسيحين بهدم الكعبة ؟؟؟؟؟
كما انهم كان يصفون كنيسة القيامة التى تعد من اقدس الاماكن بالنسبة للمسيحين بانها كنيسة القمامة .... لنقرا من كتاب الامام الذهبي حول ما فعله الحاكم بامر الله بالمسيحيين واليهود والكنائس : في سنة اثنتين وأربع مئة حرم بيع الرطب وجمع منه شيئاً عظيماً فأحرقه ومنع من بيع العنب وأباد الكروم (حتى لا يستخدمه المسيحين فى التناول ) وأمر المسيحين بتعليق صليب في رقابهم زنته رطل وربع بالدمشقي وألزم اليهود أن يعلقوا في أعناقهم قرمية في زنة الصليب إشارة إلى رأس العجل الذي عبدوه وأن تكون عمائمهم سودا وأن يدخلوا الحمام بالصليب وبالقرمية ثم أفرد لهم حمامات وأمر في العام بهدم كنيسة القمامة وبهدم كنائس مصر.
فلم تكن وحدها كنيسة القيامة التي هدمت بل عشرات ومئات غيرها من الكنائس في جميع الامصار .. كما ان كنيسة القيامة لم تهدم او تخرب مرة واحدة بل مرات كثيرة ....
وحتى لا يتهمنى احدا بانى ازيف الحقائق فانى استند الى المقريزى :
ثم قدّم اليعاقبة ساتير بطركاً، فأقام تسع عشرة سنة ومات، فأقيم يوسانيوس في أوّل خلافة المعتز، فأقام إحدى عشرة سنة ومات، وعمل في بطركيته مجاري تحت الأرض بالإسكندرية يجري بها الماء من الخليج إلى البيوت.
وفي أيامه قدم أحمد بن طولون مصر أميراً عليها، ثم قدّم اليعاقبة ميخائيل فأقام خمساً وعشرين سنة ومات بعدما ألزمه أحمد بن طولون. بحمل عشرين ألف دينار، باع فيها رباع الكنائس الموقوفة عليها، وأرض الحبش ظاهر فسطاط مصر، وباع الكنيسة بجوار المعلقة من قصر الشمع لليهود، وقرّر الديارية على كلّ نصرانيّ قيراطاً في السنة، فقام بنصف المقرّر عليه. وفي أيامه قُتل الأمير أبو الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون، فلما مات شغر كرسيّ الإسكندرية بعده من البطاركة أربع عشرة سنة، وفي يوم الاثنين ثالث شوّال سنة ثلاثمائة أحرقت الكنيسة الكبرى المعروفة بالقيامة في الإسكندرية، وهي التي كانت هيكل زحل، وكانت من بناء النصاطرة. وفي سنة إحدى وثلاثمائة قدم اليعاقبة غبريال بطركاً، فأقام إحدى عشرة سنة ومات، وأخذت في أيامه الديارية على الرجال والنساء، وقدّم بعده اليعاقبة في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة قسيماً فأقام اثنتي عشرة سنة ومات. وفي يوم السبت النصف من شهر رجب سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة أحرق المسلمون كنيسة مريم بدمشق، ونهبوا ما فيها من الآلات والأواني وقيمتهما كثيرة جدّاً، ونهبوا ديراً للنساء بجوارها، وشعثوا كنائس النسطورية واليعقوبية. وفي سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة قدم الوزير عليّ بن عيسى بن الجرّاح إلى مصر، فكشف البلد وألزم الأساقفة والرهبان وضعفاء النصارى بأداء الجزية، فأدّوها، ومضى طائفة منهم إلى بغداد واستغاثوا بالمقتدر باللّه، فكتب إلى مصر بأن لا يؤخذ من الأساقفة والرهبان والضعفاء جزية، وأن يجروا على العهد الذي بأيديهم. وفي سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة قدّم اليعاقبة بطركاَ اسمه… فأقام عشرين سنة ومات، وفي أيامه ثار المسلمون بالقدس سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وحرّقوا كنيسة القيامة ونهبوها وخرّبوا منها ما قدروا عليه. وفي يوم الاثنين آخر شهر رجب سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة مات سعيد بن بطريق بطرك الإسكندرية على الملكية بعدما أقام في البطركية سبع سنين ونصفاً في شرور متصلة مع طائفته، فبعث الأمير أبو بكر محمد بن طفج الإخشيد أبا الحسين من قوّاده في طائفة من الجند إلى مدينة تنيس، حتى ختم على كنائس الملكية وأحضر آلاتها إلى الفسطاط، وكانت كثيرة جدّاً فافتكها الأسقف بخمسة آلاف دينار باعوا فيها من وقف الكنائس، ثم صالح طائفته وكان فاضلاً وله تاريخ مفيد، وثار المسلمون أيضاً بمدينة عسقلان وهدموا كنيسة مريم الخضراء، ونهبوا ما فيها، وأعانهم اليهود حتى أحرقوها، ففرّ أسقف عسقلان إلى الرملة وأقام بها حتى مات، وقدم اليعاقبة في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة تاوفانيوس بطركاً، فأقام أربع سنين وستة أشهر ومات، فأقيم بعده مينا، فأقام إحدى عشرة سنة ومات، فخلا الكرسيّ بعده سنة، ثم قدم اليعاقبة افراهام بن زرعة في سنة ست وستين وثلاثمائة فأقام ثلاث سنين وستة أشهر ومات مسموماً من بعض كتاب النصارى، وسببه أنه منعه من التسرّي، فخلا الكرسي بعده ستة أشهر، وأقيم فيلاياوس في سنة تسع وستين، فأقام أربعاً وعشرين سنة ومات، وكان مترفاً. وفي أيامه أخذت الملكية كنيسة السيدة المعروفة بكنيسة البطرك، تسلمها منهم بطرك الملكية أرسانيوس في أيام العزيز باللّه نزار بن المعز، وفي سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة قدم اليعاقبة زخريس بطركاً، فأقام ثماني وعشرين سنة، منها في البلايا مع الحاكم بأمر الله أبي عليّ منصور بن العزيز باللّه تسع سنين، اعتقله فيها ثلاثة أشهر، وأمر به فألقي للسباع هو وسوسنة النوبي، فلم تضرّه، فيما زعم النصارى. ولما مات خلا الكرسي بعده أربعة وسبعين يوماً، وفي بطركيته نزل بالنصارى شدائد لم يعهدوا مثلها، وذلك أن كثيراً منهم كان قد تمكن في أعمال الدولة حتى صاروا كالوزراء وتعاظموا لاتساع أحوالهم وكثرة أموالهم، فاشتدّ بأسهم وتزايد ضررهم ومكايدتهم للمسلمين، فأغضب الحاكم بأمر الله ذلك، وكان لا يملك نفسه إذا غضب، فقبض على عيسى بن نسطورس النصرانيّ، وهو إذ ذاك في رتبة تضاهي رتب الوزراء وضرب عنقه، ثم قبض على فهد بن إبراهيم النصرانيّ كاتب الأستاذ برجوان وضرب عنقه، وتشدد على النصارى وألزمهم بلبس ثياب الغيار، وشدّ الزنار في أوساطهم ومنعهم من عمل الشعانين وعيد الصليب والتظاهر بما كانت عادتهم فعله في أعيادهم من الاجتماع واللهو، وقبض على جميع ما هو محبس على الكنائس والديارات وأدخله في الديوان، وكتب إلى أعماله كلها بذلك، وأحرق عدّة صلبان كثيرة، ومنع النصارى من شراء العبيد والإماء، وهدم الكنائس التي بخط راشدة ظاهر مدينة مصر، وأخرب كنائس المقس خارج القاهرة، وأباح ما فيها للناس، فانتهبوا منها ما يجل وصفه، وهدم دير القصير وانهب العامة ما فيه، ومنع النصارى من عمل الغطاس على شاطئ النيل بمصر، وأبطل ما كان يُعمل فيه من الاجتماع للهو ، وألزم رجال النصارى بتعليق الصلبان الخشب التي زنة كل صليب منها خمسة أرطال في أعناقهم، ومنعهم من ركوب الخيل، وجعل لهم أن يركبوا البغال والحمير بسروج ولجم غير محلاة بالذهب والفضة، بل تكون من جلود سود، وضرب بالحرس في القاهرة ومصر أن لا يركب أحد من المكارية ذمّياً، ولا يحمل نوتيّ مسلم أحداً من أهل الذمة، وأن تكون ثياب النصارى وعمائمهم شديدة السواد، وركب سروجهم من خشب الجميز، وأن يُعلق اليهود في أعناقهم خشباً مدوّراً زنة الخشبة منها خمسة أرطال، وهي ظاهرة فوق ثيابهم، وأخذ في هدم الكنائس كلها وأباح ما فيها، وما هو محبس عليها للناس نهباً وإقطاعاً، فهُدمت بأسرها ونهب جميع أمتعتها وأقطع أحباسها، وبني في مواضعها المساجد، وأذن بالصلاة في كنيسة شنودة بمصر، وأحيط بكنيسة المعلقة في قصر الشمع، وكثر الناس من رفع القصص بطلب كنائس أعمال مصر ودياراتها، فلم يردّ قصة منها إلاّ وقد وقع عليها بإجابة رافعها لما سأل، فأخذوا أمتعة الكنائس والديارات وباعوا بأسواق مصر ما وجدوا من أواني الذهب والفضة وغير ذلك، وتصرفوا في أحباسها، ووجد بكنيسة شنودة مال جليل، ووجد في المعلقة من المصاغ وثياب الديباج أمر كثير جدّاً إلى الغاية، وكتب إلى ولاة الأعمال بتمكين المسلمين من هدم الكنائس والديارات فعمّ الهدم فيها من سنة ثلاث وأربعمائة حتَى ذكر من يوثق به في ذلك أن الذي هدم إلى آخر سنة خمس وأربعمائة بمصر والشام وأعمالهما من الهياكل التي بناها الروم نيف وثلاثون ألف بيعة، ونهب ما فيها من آلات الذهب والفضة، وقبض على أوقافها، وكانت أوقافاً جليلة على مبان عجيبة، وألزم النصارى أن تكون الصلبان في أعناقهم إذا دخلوا الحمام، وألزم اليهود أن يكون في أعناقهم الأجراس إذا دخلوا الحمام، ثم ألزم اليهود والنصارى بخروجهم كلهم من أرض مصر إلى بلاد الروم، فاجتمعوا بأسرهم تحت القصر من القاهرة واستغاثوا ولاذوا بعفو أمير المؤمنين حتى أعفوا من النفي، وفي هذه الحوادث أسلم كثير من النصارى . اظن ان كل هذا لا يستدعى الحروب ... بل اظن انهم لابد ان يحاكموا كمجرمين حروب ولكن للاسف لم يكن فى ذلك الوقت هذا الفكر . ولان الحروب الصليبية لم تكن لنجدة اقباط مصر بل المسيحين فى الشرق فإليكم بعض الاحداث فى الوطن العربى ككل : -300 هـ هدم كنيسة القيامة فى الاسكندرية - وفي سنة 312 هــ احرق كنيسة العذراء في دمشق ونهبوا ما فيها .. - وفي يوم السبت النصف من شهر رجب سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة أحرق المسلمون كنيسة مريم بدمشق، ونهبوا ما فيها من الآلات والأواني وقيمتهما كثيرة جدّاً، ونهبوا ديراً للنساء بجوارها، وشعثوا كنائس النسطورية واليعقوبية ” !! - وفي سنة 325 قام المسلمون بحرق ونهب كنيسة القيامة في اورشليم ! -وفي أيامه ثار المسلمون بالقدس سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وحرّقوا كنيسة القيامة ونهبوها وخرّبوا منها ما قدروا عليه . - سنة 328 هدم اتباع دين الرحمة كنيسة اخرى للعذراء في مدينة عسقلان مع النهب والسلب - وثار المسلمون أيضاً بمدينة عسقلان وهدموا كنيسة مريم الخضراء، ونهبوا ما فيها . - الى ان يسرد المؤرخ المسلم المقريزي اعمالهم البربرية وصولاً الى الحاكم بامر الله الفاطمي الذي تفنن في اضطهاد المسيحيين والفتك بهم, وهدم كنائسهم وتدنيس مقدساتهم بصورة بالغة الخساسة شديدة الشناعة وسيعة الحقد .. الى ان اسلم منهم الكثيرين بسبب هذه المظالم والفواجع كما اقر بذلك المؤرخ المسلم المقريزي !! 398 هــ فيها كانت فتنة هائلة ببغداد، قصد رجلٌ شيخ الشِّيعة ابن المعلّم، وهو الشيخ المفيد، وأسمعه ما يكره، فثار تلامذته، وقاموا واستنفروا الرافضة، وأتوا دار قاضي القضاة، أبي محمد بن الأكفاني، والشيخ أبي حامد بن الأسفراييني، فسبّوهما، وحميت الفتنة.
ثم إن السُّنّة أخذوا مصحفاً، قيل إنه على قراءة ابن مسعود فيه خلاف كثير، فأمر الشيخ أبو حامد والفقهاء بتحريقه، فأحضر بمحضر منهم، فقام ليلة النصف رافضي وشتم من أحرق المصحف، فأخذ وقتل، فثارت الشيعة، ووقع القتال بينهم وبين السنة، واختفى أوب حامد، واستظهرت الروافض، وصاحوا: الحاكم يا منصور، فغضب القادر بالله، وبعث خيلاً لمعاونة السنة، فانهزمت الرافضة، وأحرقت بعض دورهم وذلُّوا، وأمر عميد الجيوش، بإخراج ابن المعلِّم من بغداد، فأخرج. وحبس جماعة، ومنع القصّاص مدّة.وفيها زلزلت الدِّينور، فهلك تحت الردم، أزيد من عشرة آلاف.وزلزلت سيراف، السيب وغرق عدّة مراكب، ووقع بردٌ عظيم، وزن أكبر ما وجد منه، فكانت مئة وستة دراهم. وفيها هدم الحاكم العبيدي كنيسة قمامة بالقدس، لكونهم يبالغون في إظهار شعارهم، ثم هدم الكنائس التي في مملكته، ونادى: من أسلم، وإلا فليخرج من مملكتي، أو يلتزم بما آمر، ثم أمر بتعليق صلبان كبار على صدورهم، وزن الصليب أربعة أرطال بالمصري، وبتعليق خشبة مثل المكمدة، وزنها ستة أرطال، في عنق اليهودي، إشارة إلى رأس العجل الذي عبدوه العبر فالى جانب ان الحاكم العبيدي قد هدم كنيسة القيامة , فقد طالت يده الشريرة ليهدم الكنائس التي في مملكته وامر بفرض الاسلام بالقوة ! ولاحظوا ان المؤرخون المسلمون قد اتفقوا على اطلاق ذلك الاسم التحقيري لكنيسة القيامة ووصفها بانها ” كنيسة قمامة ” !! ولا ننسى ان الكنائس كانت مباحة للمشايخ للدخول فيها وقتل القساوسة وسرقة المحتويات والدليل على ذلك : لنقرأ عن ذبح كاهن كنيسة القيامة على يد شيخ ارهابي يدعى خضر ( صاحب الزاوية الحسينية ) على زمان الملك الظاهر : وفي سادس عشرين شعبان أفرج الملك الظاهر عن الأمير علم الدين سنجر الحلبي الغتمي المعزي. وفي يوم الاثنين ثاني عشر شوال استدعى الملك الظاهر الشيخ خضراً إلى القلعة وأحضره بين يديه. قلت: والشيخ خضر هذا هو صاحب الزاوية بالحسينية بالقرب من جامح الظاهر. انتهى. وأحضر معه جماعة من الفقراء حاققوه على أشياء كثيرة منكرة، وكثر بينه وبينهم فيها المقالة ورموه بفواحش كثيرة ونسبوه إلى قبائح عظيمة، فرسم الملك الظاهر باعتقاله، وكان للشيخ خضر المذكور منزلة عظيمة عند الملك الظاهر بحيث إنه كان ينزل عنده في الجمعة المرة والمرتين ويباسطه ويمازحه ويقبل شفاعته ويستصحبه في سائر سفراته، ومتى فتح مكانا أفرض له منه أوفر نصيب، فامتدت يد الشيخ خضر بذلك في سائر المملكة يفعل ما يختار لا يمنعه أحد من النواب، حتى إنه دخل إلى كنيسة قمامة ذبح قسيسها بيده، وانتهب ما كان فيها تلامذته، وهدم كنيسة اليهود بدمشق ونهبها، وكان فيها ما لا يعبر من الأموال، وعمرها مسجداً وعمل بها سماعا ومد بها سماطا. ودخل كنيسة الإسكندرية وهي عظيمة عند النصارى فنهبها وصيرها مسجداً، وسماها المدرسة الخضراء، وأنفق في تعميرها مالاً كثيراً من بيت المال. وبنى له الملك الظاهر زاوية بالحسينية ظاهر القاهرة ووقف عليها وحبس عليها أرضاً تجاورها تحتكر للبناء. وبنى لأجله جامع الحسينية. - ذبح هذا الشيخ المسلم قسيس كنيسة القيامة ذبحاً .. ونهب محتويات الكنيسة هو واتباعه .. - ثم ذهب وهدم ونهب كنيس لليهود في دمشق وبناه مسجداً ! - ثم هدم كنيسة الاسكندرية العظيمة ونهبها وصيرها مسجداً !
اظن حتى لو كان الصليبين وملوك اوربا كانت لهم اغراض سياسية و اطماع فى دول الشرق ... فان هذه الحوادث كانت دافعا كبيرا لمحاولة القصاص - على الطريقة الاسلامية .- اليس هذا عدلا ؟؟....
ان الحقائق التاريخية التى تناولتها خلال المقالات السابقة ليست من نسج الخيال او من بعض الكتب الصفراء التى تحارب من اجــــل الحرب .. و إنما من كتب يستخدمها الكثيرين فى دراسة التاريخ ... لن اقول تاريخ الاقباط بل ساقول تاريخ مصر لان الاقباط هى حقبة تاريخية داخل تاريخ مصـــر .
كانت اخر مقاله كتبتها تتكلـــم عن الاكاذيب فى الحملات الصليبية واسبابها وما ان بدات البحث الا واستوقفنى اشهر سلاطين مصر الذين واجهوا الحملات الصليبية .... ولم اصدق ما قرات فبدات البحث على نطاق اوسع .... فصدمتنى الحقائق فما كان منى الا توسيع نطاق البحث لذلك اخذ منى هذا البحث وقت اكبر لانه بمنتهى البســاطة يحتوى على اكذوبة كبرى اسمها صلاح الدين .
لن نستطيع ان ننكر ان صلاح الدين رغم اضطهاده للاقباط فى بداية حكمه ظنا منه ان الاقباط ممكن ان يتواطئوا مع الصليبين ولكنه فى النهاية اعاد لهم حقوقهم وكان يعاملهم معامله حسنة . ادرك جيدا مدى حب واحترام العالم العربى والاسلامى لصلاح الدين ولكن السؤال المهم هل بالفعل كان صلاح الدين بطلا ؟ هل كان صلاح الدين يبحث عن نصر الاسلام ؟ هل بالفعل ينتظر المسلمون الى صلاح دين جديد ؟؟؟؟؟؟؟؟ فى البداية قبل ان ابدا احب ان اصدم القراء بهذه الصدمة التى صدمتنى فى كتاب (صلاح الدين الايوبى بين العباسيين و الفاطميين و الصليبين ) للسيد حسن الامين : عندما جاء ريتشارد قلب الاسد على راس الحمله ذهب اليه (العادل) اخو صلاح الدين وعرض عليه ان يزوجه اخته فتتوحد المصالح ... وهو ايضا مكتوب فى كتاب الفتح القسى فى الفتح القدسى للعماد الاصفهانى. فاين هذا من الاسلام الذى يحرم المسلمة من الزواج من الاخر ؟ اين النخوة التى يصفون بها صلاح الدين ؟ لا احد ان ينكر او يكذب ان صلاح الدين قام بهزيمة الصليبين فى موقعة حطين وبعدها اصبح بيت المقدس عربية ... ولكن السؤال هل كان نصرا كاسحا ؟ هذا ما درسناه فى المدرسة وان صلاح الدين انتصر على الصليبين .... وان الصليبن هزموا اشر هزيمة ..؟ ولكن ما اود ان اقوله ان هدف صلاح الدين هو بيت المقدس فقط !!!! نعم هذا هو ما حارب لاجله والدليل : - طلب للهدنة والصلح وبادر اليها رغم انه منتصر . - الموافقة على جميع شروط الصليبين . - تنازل صلاح الدين عن مناطق ومدن هامة كانت فى يده ( حيفا’يافا’قيسارية’نصف اللد ونصف الرمله’عكا’صور) اى فلسطين عدا قلة قليلة .
وحسب دراسة التاريخ ان صلاح الدين لم يكن فى موقف ضعف او هزيمة فلماذا هذا الرضوخ للاعداء هل من مجيب ؟ الاجابة ان صلاح الدين كان يبحث عن مجد شخصى لذللك حرر بيت المقدس وكان عازما على غزو الاناضول ويرسل اخاه الى يلاد خلاط للدخول الى اذربيجان ومن ثم بلاد العجم ولكن وفته المنية . كما ان صلاح الدين فى نظر المعاصرين هو خائن للاسلام وكان من يتزعم هذا الراى نور الدين زنكى الذى اعد جيشا لحرب صلح الدين ولكنه مات قبل ان يتم ما يريد .
اما مفاجاه المفاجات ان صلاح الدين بعد نصره فى معركة حطين والسلام الذى عقده مع الصليبين قام صلاح الدين عام 1190 م اصدر صلاح الدين مرسونا دعا اليهود للاستيطان فى القدس ’ وكان الصليبين حذروا اليهود للاقامة فيها !!!
قام صلاح الدين بتقسيم البلاد بين اولاده وما ان مات حتى قاتلوا فيما بعضهم جشعا فيما بين ايديهم وكان كل منهم يستنجد بالصليبين للحرب معه ضد الاخر ....!!!!! وفى النهاية ان عصر صلاح الدين لم يكن بالعصر الوردى فكان الكل يتعامل معامله سيئة وكانت حاجاته للمال لا تنتهى فكان هذا يكبد الشعب المشاق ... وكان الفلاحون والضعفاء فى عهده فى جهد وما اينعت فى حقولهم ثمره الا تلقفها الجباه .
هــــل بعد ذلك سينتظروا صلاح الدين جديدا ام انه لم ياتى اصلاً
هذه المقالة اخذت منى كثير من الوقت والمطالعة لاننى كنت اريد ان اقف فى مكان المحايد او فى مكان العقلانى الذى يريد ان يزن الامور بالعقل ليس بالقلب . ان التاريخ فى العالم اجمع يقف امام التتار او المغول هؤلاء القوم الغاشمين الذين جائوا من وسط اسيا ليحتلوا البلاد وكان غايتهم إحتلال العالم بأسره . لا احد يستطيع ان ينكر المجازر والمذابح الذى قام بها التتار عندما هاجموا البلاد وكم الفوضى وكم الخراب الذى احدثوه .
فى البداية السؤال المهم من هم التتار : ظهرت قوة التتار في عام 603ه – وكان ظهور هذه الدولة أول ما ظهرت في " منغوليا " بشمال الصين وكان أول زعمائها هو " جنكيز خان " وهو ليس الاسم الحقيقي لذلك القائد وإنما هي كلمة تعني باللغة المنغولية " قاهر العالم " أو " ملك ملوك العالم " وأسمه الحقيقي هو " تيموجين " وكان ذلك الرجل سفاحا وسفاكا للدماء وكان قائدا عسكريا شديد البأس وكانت له القدرة علي تجميع الناس حوله وبدأ في التوسع تدريجيا في المناطق المحيطة به وسرعان ما أتسعت مملكته حتى بلغت حدودها من كوريا شرقا إلى حدود الدولة الخوارزمية الإسلامية غربا ومن سهول سيبريا شمالا إلي بحر الصين جنوبا وفي سنوات قليلة أصبح يضم في طياته دولة الصين بكاملها ( 9مليون كيلومتر مربع ) -منغوليا – فيتنام – كوريا – كمبوديا – تايلاند – أجزاء من سيبريا . وأسم التتار أو المغول : يطلق على الأقوام الذين نشأوا في شمال الصين في صحراء تسمى بصحراء ( جوبي ) بمنغوليا .
ما الفرق بين التتار والمغول ؟ التتار هم أصل القبائل بهذه المنطقة بمنغوليا وخرج من التتار قبائل أخرى كثيرة منها قبيلة المغول وقبائل الترك والسلاجقه وغيرها ......... وعندما سيطر المغول على هذه المنطقة بقيادة جنكيز خان أطلق أسم المغول على هذه القبائل كلها .
- ماهى ديانتهم ؟ كان لهم ديانة غريبة جدا وهي خليط من أديان مختلفة جمعها جنكيز خان من شرائع الإسلام والمسيحية والبوذية وأختلق لهم أشياء أخري ؛ وأخرج لهم في النهاية كتابا جعله كالدستور للتتار ويسمى هذا الكتاب بأسم " الياسق " أو " الياسج " أو " الياسا " وأصبح ذلك هو دستور دولة التتار وعقيدتهم .
- ما هي طبيعة حروبهم ؟ حروب التتار كانت تتميز بأشياء خاصة تميزهم دائما عن غيرهم ومن أهم هذه الأشياء : 1- سرعة انتشار رهيبة 2- أعداد هائلة من البشر 3- نظام محكم وترتيب دقيق 4- تحمل الظروف القاسية من ( حر أو برد أو صحراء أو أدغال ) بمعني أنهم يقاتلون في كل مكان . 5- قيادة عسكرية بارعة جدا 6- من أهم مميزاتهم وهي صفة يتصفون بها عن غيرهم أنهم بلا قلب فحروبهم كلها كانت حروب تخريب غير طبيعية فكانوا يبيدون ابادة جماعية لأهل المدن من أطفال ونساء وكهول لا يفرقون بين مدني وعسكري الكل عندهم سواء لا يفرقون بين ظالم ومظلوم وكانوا كما قيل " أن قصدهم هو أفناء النوع وابادة العالم لاقصد الملك أو السلطان " 7- رفض قبول الآخر والسير على مبدأ القطب الأوحد وليس هناك مجالا للتعامل مع دول أخرى محيطة . والغريب أنهم كانوا يدعون أنهم ما جاءوا إلى هذه البلاد إلا ليقيموا الدين ولينشروا العدل وليخلصوا البلاد من الضالمين . 8- كانوا لاعهد لهم مطلقا لا أيسر عندهم من نقض العهود وإخلاف المواثيق . وبالفعل بدا جانكيز خان بمهاجمة البلاد الاسلامية باسباب حقيقية واسباب تخليقية ... ولكن هل هناك فارق بين ما فعله التتار وبين ما فعله المسلمون من قبلهم ؟؟؟؟ هل عندما نقرا كتابابن الاثير عن طبيعة حروب التتار نستطيع ان نفرق بينه وبين الحروب الاسلامية . فقام التتار بغزو العراق و دمروا كل ما فيها من حضاره اسلامية واحرقوا الكتب والقوا بها فى الفرات حتى كادت تسود مياهه ..... و استولوا بعد ذللك عل سوريا ...... قبل ان ينهزموا فى معركة عين جالوت .... ويقول ابن الاثير عن سقوط بغداد : يقول ابن الأثير : لقد بقيتُ عدَّةَ سنين مُعرضاً عن ذكر هذه الحادثة استعظاماً لها، كارهاً لذكرها ، فأنا أُقدِّم رجلاً وأوخِّر أُخرى ، فمن الذى يسهل عليه أن يكتب نعىَ الإسلام والمسلمين ، ومن الذى يهون عليه ذكر ذلك ؟ فياليت أمى لم تلدنى، وياليتنى مت قبل حدوثها وكنت نسياً منسيِّاً ، إلا أنى حثَّنى جماعةٌ من الأصدقاء على تسطيرها وأنا متوقِّف ، ثم رأيتُ أن تركَ ذلك لايجدى نفعاً . فنقول : هذا الفصل يتضمَّن ذكر الحادثة العظمى والمصيبة الكبرى التى عقمت الأيام والليالى عن مثلها ، عمَّت الخلائق وخصَّت المسلمين ، فلو قال قائل إن العالم منذ خَلق الله تعالى آدم وإلى الآن ، لم يبتلوا بمثلها. لكان صادقاً . فإنَّ التواريخَ لم تتضمَّن ما يقاربها ولا ما يدانيها . فمن أعظم ما يذكرون من الحوادث ، ما فعله بخت نصَّر ببنى إسرائيل من القتل وتخريب بيت المقدس، وما البيت المقدَّس بالنسبة إلى ما خرَّب هؤلاء الملاعين من البلاد ، التى كل مدينة منها أضعافُ البيت المقدَّس ، وما بنو إسرائيل بالنسبة إلى مَنْ قُتلوا ؟! فإنَّ مدينةً واحدةً ممن قتلوا، أكثر من بنى إسرائيل ، ولعل الخلق لايرون مثل هذه الحادثة إلى أن ينقرض العالم .. ولقد بُلى الإسلام والمسلمون فى هذه المدة بمصائب لم يُبتل بها أحد من الأمم ، منها هؤلاء التتر قبحهم الله ، أقبلوا من المشرق ففعلوا الأفعال التى يستعظمها كل من سمع بها ، ومنها خروج الفرنج لعنهم الله من المغرب إلى الشام وقصدهم ديار مصر ، ومنها أن الذى سلم من هاتين الطائفتين –من أهل الإسلام- فالسيف بينهم مسلول والفتنة . هذا ما قالوه عن التتار او هذا ما فعله التتار ولا احد يستطيع انكاره ولكن ماذا فعل المسلمون فى حروبهم ؟؟؟؟؟
إنتهينا من الكلام فى المقال السابق عن التتار وكيف كانوا دمويين فى حروبهم وكيف كانوا مدمرين لكل شىء .... ولكن هل قاتل التتار اهلهم ؟؟؟ بمعنى هل قام جانكيز خان بحروب او قتل التتار المسلمين او بمن يدينون اديان اخرى ؟؟؟؟؟؟
ولنبدا الجزء الثانى من المقال وهو المسلمين بدأ الاسلام على يد محمد بن عبدالله فى شبه الجزيرة العربية وقد تجمع حوله الكثير ... واخذ يشتد ويقوى يوم بعد يوم وعام بعد عام الى ان اصبح قوى لا يستهان بها فى شبه الجزيرة .
السيطرة على شبه الجزيرة .... يظن البعض ان سيطرة المسلمين على شبه الجزيرة كانت عن طريق دخول العرب فى الاسلام وهذا الظن صحيح ولكن دخلوا الى الاسلام بعد غزوات وحروب ... لذلك نبدا ...
غزوات المسلمين وحروبهم فى حياة الرسول : لقد بلغ عدد الغزوات التي قادها الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم 28 غزوة، كان من ضمنها 9 غزوات دار فيها قتال , وهناك 19 غزوة حققت أهدافها دون قتال بسبب فرار الأعداء , ومن ضمن هذه الغزوات خرج الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في 7 غزوات على علم مسبقاً بأن العدو فيها قد دبر عدواناً على المسلمين. استمرت الغزوات 8 سنوات (من 2 هجري إلى 9 هجري) , و السنة الثانية للهجرة حدث أكبر عدد من الغزوات حيث بلغت 8 غزوات , وبلغت عدد البعوث والسرايا 38 ما بين بعثة و سرية , وها هي الغزوات :
وغزوات الرسول بالترتيب كالتالي:
غزوة الأبواء غزوة بواط غزوة العشيرة غزوة بدر الأولى غزوة بني قينقاع غزوة السويق غزوة غطفان غزوة بحران غزوة أحد غزوة حمراء الأسد غزوة ذات الرقاع غزوة بدر الآخرة غزوة دومة الجندل غزوة بني المصطلق غزوة الخندق غزوة بني قريظة غزوة بني لحيان غزوة الغابة غزوة الحديبية غزوة خيبر غزوة مؤتة غزوة الفتح فتح مكة غزوة حنين غزوة الطائف غزوة تبوك
ولى وجهة نظر ارجــــو ان تناقشونى فيها كـــانت هذه الحروب فى بداية الدوله وكانت داخل الدوله اى بمفهوم هذه الايام هى حرب اهلية او حرب طائفية ... حرب مع اهلهم الذين لا يؤمنون بما يدعون ..... انها ليست حروب بل هى نوع من انواع الثورة .... نوع من انواع الانقلابات العسكرية كـــل هذه الغزوات كان بها كثير من المذابح والجرائم الذى لا يتخيلها احد .... ولكن سنتكلم فقط عن غزوة بنى قريظة و كما وعدتكم سنتكلم من منظور انسانى فقط دون الدخول فى الاديان .
غزوة بنى قريظه : وكان يوم مجزرة قريظه بني أسعد ، ومعظم الاحتفالات ، اليوم عن الأمة الإسلامية في المدينة المنورة. وكان النبي أمر بقطع رؤوس جميع الرجال البالغين (حوالي 900) ، وتوزيع جميع ممتلكاتهم ، بما في ذلك النساء والأطفال : الطبري الثامن : 38 : "وقد أمر رسول الله صلى الله أنه ينبغي قطع رأس كل من الرجال والفتيان اليهود الذين بلغوا سن البلوغ. ثم يقسم النبي الثروة والزوجات والأطفال من اليهود قريظة بين المسلمين. " القرآن يذكر هذا الحادث لفترة وجيزة في 2 أياس [33،26-27] :
أيها مستنقع كثير ، وكثير من السجناء التي أنتم... والله جعل لكم أراضيهم وبيوتهم ، وبضائعهم والنساء ، وعلى الأراضي التي لم يتردد انتم (من قبل). والله على كل شيء قدير. وتجمع كل المسلمين المبتهجين من المدينة المنورة لمشاهدة مشهد قطع الرأس الملونة ، ويتوقع توزيع الغنائم. وكان حفر الخندق في السوق. وكانت العديد من الرجال المسؤولين عن تعرية السجناء اليهود الذكور للتحقق من نمو شعر العانة ،. وتميزت هذه العانة وجود الشعر لقطع رأس ، والباقي تم إرسالها إلى المخيم استعباد... سنن أبو داود كتاب 38 ، عدد 4390 . لن نتطرق الى يهود بنى نادر او النضير .... ولا يهود خيبر ولن نتتطرق لماذا كان الرسول يكره اليهود ؟ ولا نستطيع ان ننسى قرفه العجوز الذى شقها الى نصفين .... لن اتطرق الى اى شىء ولكن لى ملحوظه واحده هو قتل كل من اختلف معه .....!!!!! هذه هى الحروب داخل شبه الجزيرة العربية ... اى بين اهلهم وناسهم .... لذلك لا نستطيع ان نتعجب ان يقوم احد بوضع قنبله فى مكان لمجرد انه يريد ان يغير شىء ولا يهمه من الذى سيموت .... والسؤال المهم الم يروا طوال عمرهم شىء يجعلهم رحومين باهلهم ...... الم يلهو سويا وهم صبية واطفال .... الم ياكلوا يوما من طبق واحد ..... التتار قتلوا وحرقوا وانما اعدائهم وليس اهلهم .... التتار كانوا وحشيين .... مخربين .... ولكن هل هناك فرق بين قتل وقتل ؟؟؟ هذه حروب بسيطة وسهله وداخلية .... فلننتظر المزيد
فى المقال القادم سنعرف الحروب الذى قاموا بها المسلمين خارج شبه الجزيرة .... واذا كانوا فعلوا هكذا باهلهم فماذا فعلوا باعدائهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ما الفرق بين التتار و المسلمين 3 ؟؟؟؟
وقفنا فى المقال الماضى عند الغزوات التى قام بها الرسول وهى ما سمت بالغزوات و كتبنا كم كانت بشاعتها وخاصة غزوة بنى قريظة و بنى النضير وكما قلنا ان هذه الحروب بمثابة حروب اهلية او انقلابات عسكرية وربما لو حدثت فى هذه الايام لحوكم مرتكبيها بجرائم حرب .
ومات الرسول وعمت الفوضى فى البلاد وحاول البعض ممن دخلوا الاسلام اجبارا او بلى الذراع العودة لما كانوا عليه .... فبالطبع لم يرضى الخليفة ابى بكر لان هذا سيفتح المجــــال لغيرهم .
سنعرض الان مــا حدث فى حروب الرده التى تعنبر هى الاخرى حرب اهلية بين الاهل الواحد ... وسنرى هل ما فعلوه فى اهلهم فعله التتار مع الاعداء ؟؟؟؟؟
وأما أخبار الردة فإنه لما مات محمد ارتدت الكثير من قبائل العرب عن الإسلام لاستعادة حريتهم التي فُقدت تحت وطأة القهر المحمدي الإسلامي ، فتضرمت الأرض العربية ناراً وارتدت كل قبيلة عامة أو خاصة إلا قريشاً وثقيفاً، واستفحل أمر مسيلمة المسمى بالكذاب وطليحة الأسدي ، وارتدت غطفان تابعةً ل"عيينة بن حصن"
فلا نفاجأ إلا بحدث من أغرب حوادث التاريخ ، فهي حالة كفر جماعي ، وثورة لم يرصد مثلها التاريخ قبلا أو بعدا ، فكانت من خصائص الإسلام وتاريخ الإسلام أن يكفر مئات الآلاف من تابعيه بمجرد موت المللك او الرئيس او الدكتتاور الأعظم الذي حكم بدينه على ضمائرهم وقلوبهم .
فما كان من ابي بكر إلا أن قرر أن يستعيد حكم الطغيان وبقوة لا مثيل لها ، ولم يكن عمر بن الخطاب مؤيدا لهذه الحروب في البداية، ليس من أجل المرتدين ، فالمرتد يستحق أن يقتل طبقا لحكم الشرع الإسلامي ، بل كان رفض عمر من أجل مانعي الزكاة والذين بقوا على اسلامهم ورفضوا أن يعطوا الجزية لأبي بكر، ولكن أبو بكر لم يرض إلا أن يستكمل ما بدأه محاربا المرتدين ومانعي الزكاة كلاهما سواء ، ليس إلا طمعا في أموال الزكاة وسلطة مركزية لا يحيد عنها ، سلطة خليفة رسول الله .
وكان خالد بن الوليد هو اللاعب الأساسي على هذا المسرح الدموي ، فكان ممثلا السيف الإسلامي المتوحش لقهر الآمنين ، ولم يكن خالدا بأي حال رمزا للفروسية التي يطليها عليه المسلمون ، بقدر ما كان مثلا للتوحش (وسنرى هذا فى الفتوحات الخارجية) حيث روي أن خالد بن الوليد كان يجمع المرتدين منهم في الحظائر ثم يحرقها عليهم بالنار . كما فعل علي بن أبي طالب مع بعض الزنادقة .
أما أول المرتدين الذين أعلنوا النبوة تمردا على محمدا هو الأسود العنسي باليمن ، ولكن فيروز أحد المسلمين قد نجح في قتله بالحيلة وهو نائم ، وأنهى أمره قبل أن يثير المزيد من الحروب .
أما طليحة بن خويلد الأسدي من بني أسد بن خزيمة فكان ممن ارتد بعد وفاة محمد ، وفي أيام ابي بكر ، وأعلم الناس أن جبريل يزوره ، مقتديا على هدي محمد ، وتنبأ بنجد ، فكان أكثر أتباعه من أسد وغطفان وطيء ، وقاتل المسلمين وقتل منهم واغتال القائدين المسلمَين عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم الأنصاري ، من طلائع خالد ابن الوليد إليه ، ثم انهزم وخضع واعلن اسلامه من جديد ، وانضم بعدها إلى جيوش المسلمين في العراق ولم يمنع سيفه عن الدم ولكن هذه المرة لنشر الرعب بين الآمنين من غير العرب .
وعندما ارتدت بني عامر وهوازن وسليم تحت قيادة "أم زمل سلمى بنت مالك بن حذيفة بن بدر" وهي بنت أم قرفة ضحية محمد ، فاقتتلوا قتالاً شديداً مع المسلمين أول يوم وأم زمل واقفة على جمل ، فاجتمع على الجمل مسلمون فعقروه وقتلوها وقتل حول جملها مائة رجل.
وبالمثل أبو شجرة بن عبد العزى السلمي، وهو ابن الخنساء، فإنه كان قد ارتد فيمن ارتد من سليم فقتلته كتيبة خالد وهو في طريقه لحرب طليحة .
وأما الثالث فهو الفجاءة السلمي، واسمه إياس بن عبد ياليل، وقد أسره طريفة بن حاجز و عبد الله بن قيس الحاشي ، فلما قدم مأسورا أمر أبو بكر أن توقد له نار في مصلى المدينة ثم رمي به فيها مقموطاً (أي مربوطا) ، أليست هذه هي الرحمة الإسلامية؟
وأما بني تميم ونبيتهم سجاح قد أقبلت من الجزيرة وادعت النبوة ، وتبعت مسيلمة المدعو بالكذاب ، فترة وتعاونت مع مالك بن نويرة لكي تغزو ابا بكر ، قبل أن يغزوها ، فلقيهم القائدان المسلمان ضبة وعبد مناة فقتل بينهم قتلى كثيرة وأسر بعضهم من بعض ثم تصالحوا وخضعوا لنير الإسلام
ولعل أحد القصص المشهورة عن دموية خالد بن الوليد ، هي قصته مع مالك ابن نويرة بالبطاح ، فقد أمتنع مالك عن الزكاة ولكنه لم ينكر الإسلام ، فأرسل إليه ابو بكر السرايا بقيادة خالد بن الوليد ...فكان مالك وأهله فيمن شهد أنهم قد أذنوا وأقاموا وصلوا، فلما جاءه خالد ورأى امرأته الجميلة ، علم مالك إنما هو القتل فالتفت مالك إلى زوجته وقال: هذه التي قتلتني، وكانت في غاية الجمال، قال خالد: بل الله قتلك برجوعك عن الإسلام، فقال: أنا على الإسلام، فقال: إضرب عنقه، فضرب ضرار بن الأزور عنق مالك ، ثم جعل خالد رأسه أحد أثافي قدر طبخ فيها طعام ، وقد كان مالك بن نويرة من أكثر الناس شعراً ، فما منهم رأس إلا وصلت النار إلى بشرته ما خلا مالكاً ، فإن القدر نضجت وما نضج رأسه من كثرة شعره ، وقى الشعر البشرة حرها أن يبلغ منه ذلك . وتزوج خالد أم تميم امرأة مالك. فقال عمر لأبي بكر: إن سيف خالد فيه رهق، وأكثر عليه في ذلك. فقال ابو بكر: هيه يا عمر! تأول فأخطأ، فارفع لسانك عن خالد، فإني لا أشيم سيفاً سله الله على الكافرين
أما مسيلمة المسمى بالكذاب فقد ادعى النبوة في اليمامة: وحارب المسلمين ، بشراسة ، وقبل المعركة الأخيرة قال لأهله "اليوم يوم الغيرة، اليوم إن هزمتم تُستنكح النساء سبيات، وينكحن غير حظيات، فقاتلوا عن أحسابكم وأمنعوا نسائكم" .
أو كان يعرف إنما هي النساء والأموال والسلطة ؟
ودارت آخر معركة بينه وبين المسلمين في عقرباء أو حديقة الموت ،فقتل فيها مسيلمة الكذاب عام 632 م . واشترك في قتله وحشي مولى جبير بن مطعم ورجل من الأنصار،... وقتل من بني حنيفة اتباع مسيلمة بعقرباء سبعة آلاف، وبالحديقة مثلها، وفي الطلب نحو منها. أي ما يقرب من 21000 قتيل من العرب على يد سيوف المسلمين واستولى خالد على الذهب والفضة والسلاح ونصف السبي ، ولما وصل كتاب أبي بكر إلى خالد ، كان أن يقتل كل محتلم
وفي نفس العام (11 هـ / 633 م) ارتد أهل البحرين أيضا ، وملكوا عليهم المنذر بن النعمان بن المنذر فبعث أبو بكر القائد "العلاء بن الحضرمي" إلى البحرين في ستة عشر فارسا بجنودهم ، فكتب الجارود أحد قادة المرتدين إلى العلاء: إن بيني وبينك أسود النهار وضباع الليل، فبعث العلاء جنوده تحت جنح الليل فقتلوهم ، وخندق المسلمون وتراجعوا وتراوحوا في القتال شهراَ، ثم كر المرتدون، فتحصن المسلمون، منهمِ بحصن بالبحرين يقال له: جواثا حتى كادوا يهلكون جوعاً، فنزل أحد المسلمين ليلاَ، فجال في عسكر القوم ثم عاد فقال: إن القوم سكارى (يعني أهل الردة) ، فخرج إليهم العلاء وأصحابه، فوضعوا فيهم السيوف، وأخذوا غنائمهم.
وفي نفس العام أيضا أرتد أهل المصيخ والحصيد: وكان قد بلغ خالد بن الوليد أن المرتد ربيعة بالمصيخ والحصيد جمع حوله من المرتدين نفرا ، فذهب وقاتله وغنم وسبى وأصاب ابنة لربيعة فبعث بها إلى أبي بكر ، فلم يكن الدين عاصما لهم من الفسق بل مؤيدا لهتك الاعراض ، فصارت هذه الفتاة غنيمة إلى علي بن أبي طالب.
وأما في عمان فإنه قام فيها ذو التاج لقيط بن مالك الأزدي وأرتد بقومه فادعى النبوة، فقهر جيفراً وعبداً القائدين المسلمين ، فأرسل أبو بكر "حذيفة بن محصن" إلى عمان ، وعرفجة البارقي الأزدي إلى مهرة ، وهجم المسلمون على أهل عمان ، وقتلوا منهم عشرة آلاف وركبوهم حتى أثخنوا فيهم وسبوا الذراري وقسموا الأموال وبعثوا بالخمس إلى أبي بكر مع عرفجة، وأقام حذيفة بعمان حتى يوطىء الأمور و يسكن الناس.
وأما أهل مهرة فإن القائد المسلم عكرمة بن أبي جهل سار إليهم لما فرغ من عمان ليساعد عجرفة .. فكاتب عكرمة سخريتاً أحد المرتدين يدعوه إلى الإسلام ، فأجابه وأسلم خوفا ، وكاتب عكرمة "المصبح أحد بني محارب" المرتد الآخر يدعوه إلى الإسلام فلم يجب، فقاتله قتالاً شديداً، فانهزم المرتدون وقتل رئيسهم وركبهم المسلمون فقتلوا من شاؤوا منهم وأصابوا ما شاؤوا من الغنائم، وبعث الأخماس إلى أبي بكر مع سخريت
وكذا أرتد أهل اليمن: ومنهم كنانة وكان عليهم قائدا هو جندب بن سلمى، فالتقوا مع جيش خالد بالأبارق، فقتلهم خالد وفرقهم، ومنهم قوم يسمون الأخابث من قبيلة العك فكانوا أول منتقض بتهامة بعد وفاة محمد ، ثم تجمع أهل عك والأشعريون، وأقاموا على الأعلاب طريق الساحل، فسار إليهم الطاهر بن أبي هالة ومعه مسروق وقومه من أهل عك ممن لم يرتد، فالتقوا على الأعلاب، فانهزمت رجال عك من المرتدين ومن معهم وقتلوا قتلاً ذريعاً، وأنتنت الطرق من جثث القتلى
وانتقضت كندة أيضا على واليها المسلم زياد بن لبيد ، فكتب أبو بكر إلى المهاجر بصنعاء أن يمد زياداً بنفسه، فسار إليه المهاجر، فلقيا الثوار المرتدين ، فأثخنوهم. ووجه أبو بكر سفاح المسلمين عكرمة بن أبي جهل في خمسمائة مدداُ لزياد، فقدموا عليه وقد قتل أولئك وغنم أموالهم فأشركهم في الغنيمة.
وتحصنت ملوك كندة ومن بقي معهم في النجير وأغلقوا عليهم فجثم عليهم زياد والمهاجر وعكرمة ، لما سقط الحصن ، أمر زياد بكل من في الحصن أن يقتلوا فقتلوا، وكانوا سبعمائة، فلم يدعوا مقاتلاً إلا قتلوه وضربوا أعناقهم صبراً وسبى نساءهم وذراريهم، وحمل الأشعث قائدهم إلى أبي بكر ، ولم يلبث أهل اليمن أن ارتدوا مرة أخرى وتم اخضاعهم مرة أخرى للذل الإسلامي.
ولم تنتهي حروب الردة إلا وكان عمر بن الخطاب قد تولى بعد أبي بكر ، وقد أجلى اليهود والمسيحيين ، ومنهم أهل نجران من جزيرة العرب (عام 13 هـ / 635 م ) .
سؤال بسيط هل التتار كانوا بهذا القدر من الدموية ؟؟؟؟؟؟
فى البداية اود ان اسأل سؤال وربما من يعلقوا على مقالاتى يردوا على .... ماهو السبب وراء الغزو – الفتح – الاسلامى لمصر ؟
وقبل ان نخوض يجب ان نعرف ان الاحتلال والاضطهاد العربى
لمصر لم يكن مثل ما سبقوه حيث انه كان اضطهاد مركب
فى الدين وفى المال واللغة حيث اُخذ من الاقباط دينهم ومالهم ولغتهم ...
كما ان طول فترة الاحتلال ساعدت على طمث الهوية القبطية .
ارضها ذهب ونيلها عجب وخيرها جلب
ونساؤها لعب و مالها رغب وفي اهلها صخب
وطاعتهم رهب وسلامهم شغب وحروبهم حرب وهم مع من غلب .
هذا ما قاله عمرو بن العاص عند فتح مصر ...
لن اخوض فالكلام لا يحتاج الى شرح وان شرح فيطول شرحه .
انا لا اريد ان يكون كلامى مكرراً مثل اخوتى الذين سبقونى ...
لذلك لن اهتم بالحوادث الفردية الذى حدثت للاقباط مع الغزو العربى لمصر ...
ولكن ساقول ان فى هذه الحوادث قصص يقشعر لها الابدان
كما ان هناك قصص بالفعل تجعلك تفخر بأنك قبطى ...
و تعرف لماذا انت قبطى الى الان .... لان اجدادنا كانوا مؤمنين عاشوا وماتوا فداء للسيد المسيح .
بداية من عصر عمرو بن العاص :
يعد عصر عمرو من افضل العصور الذى عاشها الاقباط
ولكن فرض على الاقباط ان لا يلبسوا نفس لبس المسلمين وان يضعوا الزنانير حول وسطهم حتى لا يتشبهوا بالمسلمين
وهذا ليس فكر عمرو بن العاص ولكنه من الوثيقة العمرية الذى
امر بها الخليفة- العادل – عمر بن الخطاب ... نعم لكم دينكم ولى دين ولكن لن احترمك ما دمت على دينك !!!
لا احد يستطيع ان يستهون بموضوع الملبس فهو إذلال ...
وحتى تهرب من الذل الى الاسلام .
"وعن هشام بن أبي رقية اللخميّ:
أن عمرو بن العاص لما فتح مصر قال لقبط مصر:
إن من كتمني كنزًا عنده فقدرت عليه قتلته وإنّ قبطيًا
من أرض الصعيد يقال له: بطرس ذكر لعمرو:
إن عنده كنزًا فأرسل إليه فسأله فأنكر وجحد فحبسه في
السجن وعمرو يسأل عنه: هل تسمعونه يسأل عن أحد فقالوا:
لا إنما سمعناه يسأل عن راهب في الطور فأرسل عمرو إلى بطرس
فنزع خاتمه ثم كتب إلى ذلك الراهب: أن ابعث إليّ بما عندك
وختمه بخاتمه فجاء الرسول بقُلَّة شامية مختومة بالرصاص ففتحها
عمرو فوجد فيها صحيفة مكتوب فيها: ما لكمَ تحت الفسقية الكبيرة
فأرسل عمرو إلى الفسقية فحبس عنها الماء ثم قلع البلاط الذي تحتها
فوجد فيها اثنين وخمسين أردبًا ذهبًا مصريًا مضروبة فضرب
عمرو رأسه عند باب المسجد فأخرج القبط كنوزهم شفقًا
أن يبغي على أحد منهم فيقتل كما قتل بطرس."
وقال هشام بن أبي رقية اللخمي:
قدم صاحب أخنا على عمرو بن العاص رضي اللّه عنه فقال له:
أخبرنا ما على أحدنا من الجزية فنصير لها. فقال عمرو
وهو يشير إلى ركن كنيسة: لو أعطيتني من الأرض إلى السقف
ما أخبرتك ما عليك إنما أنتم خزانة لنا إن كثر علينا كثرنا عليكم
وإن خفف عنا خففنا عنكم ومن ذهب إلى هذا الحديث
ذهب إلى أن مصر فتحت عنوة .
هذا مجرد فتح نفس قبل الخوض فى الماسى بعد ذلك .... ما رايكم فى افضل العصور الاسلامية للاقباط .
وللحق لم يضطهد عمرو الرهبان والبطاركة وكانوا معفيين من الجزية.
وندخل الى الدولة الاموية :
وتبدل الحال بعد تحكم الأمويين من أولاد مروان بن الحكم،
ووصل الاضطهاد إلى البطاركة الأقباط والرهبان أنفسهم..
ففى ولاية عبد العزيز بن مروان على مصر صودر البطرك مرتين،
وأمر عبد العزيز- وهو بالمناسبة والد الخليفة عمر بن عبد العزيز-
بإحصاء الرهبان وأخذ منهم الجزية، وهى أول جزية أخذت من الرهبان.
وتولى مصر عبد الله ابن الخليفة عبد الملك بن مروان فاشتد على النصارى،
واقتدى به الوالى التالى قرة بن شريك فأنزل بالنصارى شدائد
لم يبتلوا بمثلها من قبل على حد قول المقريزى.
وأقام الأمويون مذبحة للأقباط سنة 107 هجرية حين ثاروا
فى شرق الدلتا بسبب جشع الوالى عبد الله بن الحبحاب..
وفى خلافة يزيد بن عبد الملك تطرف الوالى
أسامة بن زيد التنوخى فى اضطهاد الأقباط، فصادر أموالهم ووشم أيدى الرهبان بحلقة من حديد، وكل من وجده منهم بغير وشم قطع يده،
وفرض غرامات على الأقباط، وصادر الأموال من الأديرة،
ومن وجده من الرهبان فى تلك الأديرة بلا وسم ضرب عنقه أو عذبه،
وهدم الكنائس وكسر الصلبان.
وفى خلافة هشام بن عبد الملك تشدد الوالى حنطلة بن صفوان
فى زيادة الخراج، وأحصى الأقباط وجعل على كل نصرانى
وشماً فيه صورة أسد ومن وجده بلا وشم على يده قطع يده.
وثار العرب المسلمون سنة 117 بسبب قيام
الأقباط ببناء كنيسة يوحنا، وكان ذلك فى ولاية الوليد بن رفاعة.
وأدت زيادة المظالم إلى قيام الأقباط بثورة عارمة فى
الصعيد سنة 121 هجرية، وانتقلت الثورة إلى سمنود سنة 132
وإلى رشيد فى نفس العام وتولى الأمويون إخمادها بالعنف الشديد،
وفى هذا العام انهزم مروان بن محمد آخر خليفة أموى أمام العباسيين
فهرب إلى مصر فوجدها ثائرة على مظالم الأمويين، ومع ظروفه
السيئة إلا أن الخليفة الأموى الهارب استنفذ ما بقى من قوته
وعدته فى القضاء على ثورات الأقباط حتى قضى عليها، ثم واصل
هروبه فى مصر أمام الجيش العباسى إلى أن لقى حتفه فى أبو صير،
وكان يحتجز عنده البطريرك القبطى ومجموعة من كبار الرهبان
وزعماء الأقباط فأفرج عنهم الجيش العباسى .
لا اظن ان فى حقبة الامويين كان هناك اى نوع
من التسامح او المحبة واظن ان نقوم بعمل تمثال لكل قبطى
ظل على كينونته حتى انتهى العصر الاموى .
بعد القضاء على الدوله الاموية جائت الدوله العباسية ...
وفى هذه الفترة واصل الأقباط ثوراتهم على ظلم الولاة العباسيين،
وكان الاضطهاد فى أغلبه رسمياً من السلطة الحاكمة
التى تريد اعتصار الضرائب بالقسوة، والعنف فلا يجد الأقباط
طريقة إلا الثورة التى تنتهى بالهزيمة والمذابح
او ان ضعاف الايمان يتركون المسيح.. ونعطى أمثلة سريعة:
• فى سنة 150 هجرية ثار الأقباط فى سخا
وطردوا ولاة الضرائب فأرسل لهم العباسيون جيشاً يقوده يزيد بن حاتم،
وهاجم الأقباط الجيش ليلاً وقتلوا بعض أفراده وهزموا
بعض فصائله، إلا أن الإمدادات العباسية تلاحقت وحاصرت
الأقباط وهزمتهم، وامتد الانتقام إلى حرق الكنائس.
واضطر الأقباط إلى دفع غرامة قدرها خمسون ألف دينار للوالى العباسى سليمان بن على كى يكف عن حرق الكنائس إلا أنه أبى..
حيث انها فرصه ذهبية للقضاء على الكنائس التى تعكر صفوهم .
وإحقاقاً للحق :
تولى بعده الوالى موسى بن عيسى العباسى فاستمع
إلى نصيحة الأئمة المستنيرين من الفقهاء المشهورين بمصر
مثل الليث بن سعد وعبد الله بن لهيعة، وقد أفتوا له بأن بناء
الكنائس من عمارة البلد، فأذن الوالى بإعادة بناء الكنائس،
ولكن ظلت المظالم على حالها..
1. فى سنة 156 هجرية عاد الأقباط للثورة فى بلهيت،
فأرسل لهم الوالى موسى بن عيسى جيشاً فهزمهم وحكم بقتل
الرجال وسبى النساء والذرية . وجاء المأمون لزيارة مصر
وأنب الولاة واعتبرهم سبب المظالم والثورات، وأمر ببعض الإصلاحات.. 2. وكانت ثورة 216 هجرية هى آخر ثورات الأقباط الحربية،
وبعدها اتبعوا طريق المقاومة السرية، ونحن ننقل معاناة الأقباط عن المقريزى وهو الذى لا يخفى تعصبه
ضد النصارى، يقول فى التعليق على ثورة 216 هجرية وآثارها : "ومن حينئذ ذلت القبط فى جميع أرض مصر ولم يقدر
أحد منهم على الخروج على السلطان، وغلبهم المسلمون
على عامة القرى، فرجعوا من المحاربة إلى المكيدة واستعمال
المكر والحيلة ومكايدة المسلمين.."
وشهد عصر الخليفة المتوكل ظاهرة جديدة هى انتصار الفكر
الحنبلى المتشدد وهزيمة الفكر المعتزلى العقلانى، وقد استمال السلفيون
من أصحاب ابن حنبل ورواة الأحاديث الخليفة المتوكل إليهم،
وبتأثيرهم دخلت الدولة العباسية فى اضطهاد مخالفيها فى المذهب والدين،
فحوكم شيوخ التصوف وطورد الشيعة وهدم ضريح الحسين فى كربلاء،
وصدرت قرارات لاضطهاد اليهود والنصارى، وانتشرت الروايات
والفتاوى التى تضع الإطار التشريعى لتلك الممارسات، ومنها الحديث المشهور "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده "
الذى اخترع لتنفيذ المخطط الخرابى فى شتى المجالات
ومن هنا بدات مرحله جديده وهى انتقال الاضطهاد للأقباط
من دائرة الحكم والسياسة إلى الشارع والعوام، وساعدت الروايات
والفتاوى وجهود الفقهاء والقصاصين وأهل الحديث فى شخن الأفراد
العاديين بالكراهية ضد مخالفيهم فى المذهب سواء كانوا صوفية أو شيعة
أو كانوا مخالفين لهم فى الدين أى من اليهود أو من النصارى..
وبالتالى تحول الاضطهاد الرسمى العنصرى للأقباط إلى اضطهاد
دينى يشارك فيه المصرى المسلم ضد أخيه المصرى القبطى..
تولى بعد ذللك الخليفة المتوكل العباسى الذى وقع
تحت سطوة الفقهاء المتزمتين الذين سموا أنفسهم بأهل السنة
واستمرت سطوتهم فى عصر من جاء بعده من الخلفاء حتى أصبحت سياسة متبعة
ونعود إلى التطور الجديد فى اضطهاد الأقباط فى هذه الفترة.
3. فى سنة 235 هجرية أصدر الخليفة المتوكل مرسوماً
يهدف إلى تحقير (أهل الذمة)فى كل الامبراطورية العباسية،
وذلك بإلزامهم: - بارتداء زى معين ومظهر معين،
- مع هدم الكنائس الجديدة - وتحصيل الضرائب والعشور من منازلهم
-وأن يجعل على أبواب بيوتهم صوراً للشياطين،
ونهى المرسوم عن توظيفهم وتعليمهم عند المسلمين،
وتسوية قبورهم بالأرض وألا يحملوا الصليب فى أعيادهم وألا يشعلوا
المصابيح فى احتفالاتهم وألا يركبوا الخيول.. وقد طبق الولاة ذلك
على أقباط مصر وأصبحت سنة متبعة.
ومفهوم تلك القرارات أن يشارك الناس فى إلزام الأقباط بها،
ومن هنا بدأ انغماس العوام فى اضطهاد الأقباط..
وتعلموا أن ذلك يعنى إظهار الإخلاص للإسلام،
وانتقل ذلك الفهم الخاطىء لبعض الولاة المتدينين
مثل أحمد بن طولون الذى استقل بمصر ذاتياً فى إطار الخلافة العباسية،
وكان معروفاً بتدينه وجرأته على سفك الدماء لصالح سلطانه،
ولم يكن الأقباط يشكلون خطراً على نفوذه،
بل كان يستعين بهم فى دواوينه وأعماله ومع ذلك
فقد قام بعمليات اضطهاد ضد الأقباط كأفراد ومنشآت دينية.. هذا مجرد فكره بسيطة من الفتح الاسلامى
حتى قيام الدولة الطولونية وهذا دليل على الاذلال
الذى لاحق الاقباط منذ دخول العرب مصر ...
فلم يكونوا رحماء بهم كما ذكر التاريخ ...
فارجوكم اقراوا التاريخ واقراوا هذه الحقائق وانتم تعرفون ان تاريخنا كاذب ...
كاذب ونستكمل فى المقال القادم .....
1- تاريخ الاباء البطاركة للانبا ساويرس بن المقفع 2- اقياط ومسلمون لجاك تاجر 3- تاريخ الاقباط ل ال. بوتشر 4- الفتح العربى لاحمد منصور 5- المقريزى 6- الرحالة المغاربة 7- السيد الحسين الامين 8- عماد الاصفهانى 9- (صلاح الدين بين العباسيين والفاطميين و الايوبيين )للسيد حسن الامين .
10- الفتح القسى فى الفتح القدسى لعماد الدين الاصفهانى . 11- الاعلاق الخطيرة فى امراء الشام والجزيرة لقاضى صلاح الدين بهاء الدين ابن شداد
بُنيت مصر على دماء هؤلاء الشهداء وبالفعل لولاهم لما كنا موجودين ... او على الاقل لكنا صائمين شهر رمضان الان شكراً استاذه مونيكا لمرورك وتشجيعك ... ربنا يبارك حياتك ...