أٌصول الحرية

لمسة يسوع

Well-known member
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
932
مستوى التفاعل
320
النقاط
63

أٌصول الحرية​


Path-of-Life-Sculpture-Garden-1024x683-768x512.jpg

أخذ العجب من بعض الشبان، بينهم الطالب والعامل، لمّا سمعوني أعلن في إحدى محاضراتي: “أنا حر”.
فقالوا: “أتُراك حراً وأنت كاهن؟ أتراك حراً وأنت تنتمي الى كنيسة تقوم على السلطة المنظمة، وقد كبّلتَ ذاتك بنذور الرهبان الثلاثة، وتناضل منذ سنوات ليتاح لك بعثُ مكنونات أفكارك للآخرين؟ ما هي الحرية بالنسبة إليك؟ كيف تتصور الإنسان الحر؟”
هذه الأسئلة العنيفة المخلصة أوحت إليّ بعضَ الخواطر أسوقها في الصفحات التالية، وجُلّ مبتغاي منها توفير منطق لحوار يعدو السطحية، ويدور حول موضوع شيّق بالضرورة، ولا عجب فالحرية هي ثروة الإنسان الطائلة وهبة الخالق العظمى.
فلو لم تكن الحريّة، لما قُيّضَ للإنسان أن يحب، ولولا الحب لبقي الإنسان وحيداً، مغضوباً عليه، دون إله.
 

لمسة يسوع

Well-known member
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
932
مستوى التفاعل
320
النقاط
63
الحرية فَتْح المسيح العظيم. والمسيحية هي دين الحرية. لذا تَرى بولس الرسول يكتب الى أهل غلاطية ما نصه: “لقد دُعيتم الى الحرية” (غل 5/13)، حرية لا تصدر عن الشريعة، بل عن الروح، “فحيث يكون روح الرب، تكون الحرية” (2قور 3/17)، حرية تنبع من صميم الحقيقة، على حد ما كتب القديس يوحنا: “الحق يحرركم” (يو 8/32)، حرية امتزجت والحب إلى أقصى الحدود بحيث قال يوحنا الرسول: “من لا يحب بقي رهن الموت” ( 1 يو 3/15).

فمتى يا ترى أكون حراً حقاً؟



أنا حر عندما أحب ما أعمل وعندما لا أعمل إلاّ ما أحب.

أنا حر إذا ما أحببت الأشياء والناس، فأضحى هؤلاء بعدئذ أكثر حرية وكنت أنا أقل عبودية.

أنا حر عندما أتضور ألَماً واسمع صوتاً يهتف في أحشائي: إنك الآن تُبعث من ممات.

أنا حر عندما أؤمن بإله خلق كل شيء بحرية.

أنا حر عندما أقبل حرية الآخرين.
أنا حر عندما تكون حريتي أثمن من المال.

أنا حر عندما لا يكون الموت في نظري سوى عبور الى ملء الحياة وتمامها.

أنا حر عندما أنجح في أن أكون إنساناً.

أنا حر عندما أتوصل الى اكتشاف ما يكمن من صلاح في كل مخلوق.

أنا حر عندما أؤمن أن لا شيء مستحيل.

أنا حر عندما أذعن في حياتي لسلطان الضمير.

يتبع
 
أعلى