- إنضم
- 21 نوفمبر 2009
- المشاركات
- 30,377
- مستوى التفاعل
- 2,099
- النقاط
- 0
- الإقامة
- Je rêve que je suis un papillon
أيقونة الأناسطاسى
أيقونات: ”الأنسطاسي“ أي ”القيامة“.

أيقونات: ”الأنسطاسي“ أي ”القيامة“.
أيقونة ”الأنسطاسي“ وتحطيم الجحيم:
في التقليد الفني الأرثوذكسي للأيقونات، لا توجد أيقونة تُصوِّر لحظة قيامة المسيح من الموت وخروجه من القبر. فالأناجيل الأربعة لم تذكر شيئاً عن لحظة القيامة، فكل ما كُتب كان وصفاً لِمَا شاهدته المريمات والرسل في صباح أحد القيامة بعد حدوث القيامة: «وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر، وإذا زلزلة عظيمة حدثت لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه» (مت 28: 2،1)، «ثم في أول الأسبوع أول الفجر أتين إلى القبر حاملات الحنوط الذي أَعدَدْنه ومعهن أُناس. فوجدن الحجر مدحرجاً عن القبر» (لو 24: 2،1)، «وفي أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكراً والظلام باقٍ، فنظرت الحجر مرفوعاً عن القبر» (يو 20: 1).
فالصور التي تُصوِّر المسيح وحده قائماً من القبر ومُمسكاً بعَلَمٍ عليه صليب أحمر بينما الجنود والملائكة يظهرون على كِلاَ الجانبين؛ هذه الصور ليست أيقونات أرثوذكسية بل هي غربية المصدر، لكنها انتشرت في الكنائس مؤخراً. ويَعتبرها البعض غير مقبولة كنسياً، ذلك لأنها تُصوِّر المسيح وحده، وليس معه البشرية، حسب التقليد الأرثوذكسي في عقيدة القيامة، وبالتالي ليس ”كما في الكتب“ كما نقول في قانون الإيمان.
وعدم تصوير الأيقونة الأرثوذكسية للحظة قيامة المسيح، هو لأن نصوص آيات قيامة المسيح تقرر ما شاهده الشهود صباح أحد القيامة من أن المسيح لم يكن في القبر بل قام حسب قول الملاك: «ليس هو ههنا لكنه قام» (لو 24: 6)، ولكنها لا تشرح كيف حدثت القيامة. فسرُّ قيامة المسيح الذي لم يُعلَن هو أعلى وخارج عن الفهم البشري، مثله في هذا مثل لحظة ”التجسُّد“ في بطن العذراء الذي لم يُشرح، لذلك فهو يُسمَّى ”سرَّ التجسُّد“.
سمات أيقونة القيامة ”الأنسطاسي“:
السمة الأساسية لأيقونة القيامة، هي أن المسيح ليس وحده في انتصاره على الموت، لأنه يظهر وهو يُقيم معه شخصيات العهد القديم التي تمثِّل بشريتنا. وهكذا تُصوِّر الأيقونة وجْهَي القيامة كما نعترف بهما في قانون الإيمان كما شرحناهما سابقاً.
التكوين الفني لأيقونة القيامة ”الأنسطاسي“:
تُصوِّر الأيقونةُ التقليدية للقيامة المسيحَ في واجهة المنظر، أو ملتفتاً تجاه هذا الجانب أو الآخر، مُمسكاً بالصليب كما تقول قسمة عيد القيامة في القداس الإلهي: ”الذي مِن قِبَل صليبه نزل إلى الجحيم“، وصاعداً من الجحيم وقد تحطَّم، وأبوابه النحاس قد تكسَّرت، ومزاليجه ومساميره تطايرت على خلفية المنظر الداكنة؛ وأحياناً يُصوَّر الجحيم كشخصٍ مقيَّدٍ بالسلاسل. ويظهر المسيح صاعداً وسط لَحْدَين أو قبرَيْن حيث يبرز منهما آدم وحواء، والمسيح يشدُّهما خارجاً، إما وهو مادٌّ يديه لهما، أو وهو ممسكٌ بمعصَمَيهما؛ أو قد يظهر المسيح صاعداً حول قبرٍ واحد به آدم وحواء وقد أخرجهما المسيح منه. ومع هذا المنظر تظهر شخصيات أخرى هي هابيل من جانب، وداود وسليمان الملكَيْن مع يوحنا المعمدان من الجانب الآخر (وقد يُضاف إلى هؤلاء شخصيات أخرى).
وتصوير جِدَّي البشرية (آدم وحواء) يعني حقيقة أن المسيح لم يَقُم لنفسه، بل لكي يفتح الطريق لقيامة البشرية. والشخصيات الأخرى التي تظهر هي رموز للمسيح: هابيل هو رمزٌ لتقدمة المسيح على الصليب، داود وسليمان هما اللذان أتى المسيح من نسلهما بشرياً وكرمز لخدمته الملوكية، والقديس يوحنا المعمدان باعتباره النبي والسابق المبشِّر بآلام المسيح وقيامته. هؤلاء اشتركوا في القيامة الأولى التي صاحبها تحطيم الجحيم وانفتاح الفردوس.
المراجع الإنجيلية لنزول المسيح إلى الجحيم:
هناك نصوص من العهد القديم تُصوِّر بطريقة نبويَّة تنبُّؤية قيامة المسيح في وجهيها المنوَّه عنهما في صدر هذا المقال:
+ وهنا نتذكَّر تلك الشواهد (من الترجمة السبعينية) المرتبطة بتحطيم الجحيم:
+ «لأنك لا تترك نفسي في الجحيم، ولا تَدَع قدوسك يرى فساداً» (مز 15: 10).
+ «أخرجهم من الظلمة وظلال الموت وقطَّع قيودهم... لأنه كسَّر مصاريع (أبواب) نحاس، وقطَّع عوارض حديد» (مز 107: 16،14).
+ «أُكسِّر مصْراعَيْ النحاس، ومغاليق الحديد أقصف» (إش 45: 2).
أما شهادات العهد الجديد فتأتي من عظة القديس بطرس الرسول الأولى يوم الخمسين، حيث يسترجع نبوَّة داود النبي عن انعتاق نفس المسيح من الجحيم وجسده من الفساد (أع 2: 27؛ الرجوع لمزمور 15: 10). وكذلك عظة بولس الرسول في مجمع أنطاكية بيسيدية، حيث يركِّز على نفس النبوَّة (أع 13: 32-37).
عظة القديس بطرس الرسول:
+ «أيها الرجال الإخوة، يسوغ أن يُقال لكم جهاراً عن رئيس الآباء داود إنه مات ودُفن وقبره عندنا حتى اليوم؛ فإذ كان نبياً... تكلَّم عن قيامة المسيح أنه لم تُتْرَك نفسه في الهاوية، ولا رأى جسده فساداً» (أع 2: 29-31).
+ وفي رسالته الأولى يضيف القديس بطرس الرسول بيانات إضافية عن نزول المسيح إلى الجحيم:
+ «الذي فيه أيضاً ذهب فكرز للأرواح التي في السجن، إذ عَصَت قديماً حين كانت أناة الله تنتظر مرةً في أيام نوح» (1بط 3: 20،19).
+ ويشير القديس بولس في سفر أعمال الرسل إلى نبوَّة داود قائلاً:
+ «أيها الرجال الإسرائيليون والذين يتَّقون الله... نحن نبشِّركم بالموعد الذي صار لآبائنا إن الله قد أكمل هذا لنا نحن أولادهم، إذ أقام يسوع كما هو مكتوب أيضاً في المزمور الثاني... إنه أقامه من الأموات غير عتيد أن يعود أيضاً إلى فساد، فهكذا قال: إني سأُعطيكم مراحم داود الصادقة. ولذلك قال أيضاً في مزمور آخر: لن تَدَع قدوسك يرى فساداً، لأن داود... رقد... ورأى فساداً. وأما الذي أقامه الله فلم يَرَ فساداً» (أع 13: 16-37).
+ وفي رسالته إلى أفسس يشير القديس بولس الرسول إلى نزول المسيح إلى الجحيم حيث يقول: إن المسيح «... نزل أيضاً أولاً إلى أقسام الأرض السفلى» (أف 4: 10،9).
هذه العقيدة تتحوَّل إلى صلاة في العبادة الليتورجية:
ففي يوم سبت الفرح، وفي ليلة عيد القيامة تتردَّد هذه الحادثة، نزول المسيح إلى الجحيم، في الصلوات والتسابيح، كما في قسمة سبت الفرح حيث يُصلِّي الكاهن:
- ”يا يسوع المسيح ذا الاسم المخلِّص الذي بكثرة رحمته نزل إلى الجحيم وأبطل عزَّ الموت“.
وكذلك في قسمة عيد القيامة المجيدة:
- ”هذا هو الذي نزل إلى الجحيم، وأبطل عزَّ الموت، وسبى سبياً، وأعطى الناس كرامات. رفع قديسيه إلى العُلا معه (المسيح ليس وحده في القيامة، بل رفع معه قديسيه)، أعطاهم قرباناً لأبيه، بذوقه الموت عنا، خلَّص الأحياء وأعطى النياح للذين ماتوا. ونحن أيضاً الجلوس في الظلمة زمناً، أنعم لنا بنور قيامته من قِبَل تجسُّده الطاهر“.
+ ويُلاحَظ ترديد ما ورد في عظات القديس بطرس والقديس بولس في سفر أعمال الرسل عن نبوَّات العهد القديم التي ذكرناها آنفاً.
وكذلك في قسمة تُقال طوال الخماسين المقدسة بعد قيامة المسيح:
- ”أيها السيد الرب الإله ضابط الكل أبو ربنا وإلهنا ومخلِّصنا يسوع المسيح. الذي من قِبَل صليبه نزل إلى الجحيم وردَّ أبانا آدم وبنيه إلى الفردوس. ودفننا معه، وبموته أبطل عزَّ الموت، وفي ثالث يوم قام من بين الأموات“.
+ ويُلاحَظ أيضاً هنا انجماع البشرية ممثَّلة في ”أبينا آدم وبنيه“، وكذلك في ”نون الجماعة“ في ”دفننا معه“.
وفي التسبحة اليومية:
هذا ما ترتِّله الكنيسة في ليلة عيد القيامة المجيدة وكل الخماسين المقدسة مُرتِّلة للوجهين المترابطين للقيامة المجيدة: قيامة المسيح، وقيامتنا معه:
- ”بقوته أبطل الموت، وجعل الحياة تضيء لنا. وهو أيضاً الذي مضى إلى الأماكن التي أسفل الأرض. بوابو الجحيم رأوه وخافوا، وأهلك طلقات الموت فلم تستطع أن تمسكه. سحق الأبواب النحاس، وكسَّر المتاريس الحديد، وأخرج مختاريه بفرح عظيم، وأصعدهم معه إلى العلوِّ إلى مواضع راحته، خلَّصهم لأجل اسمه وأظهر قوته لهم“.
إن تحطيم المسيح للجحيم من خلال موته الخلاصي وقيامته هو بشير وقمة سرِّ الخلاص الذي أضمر تدبير الخلاص أن يكمله. وطالما نحن في زمان الخلاص والتوبة، فالكنيسة لا تكفُّ عن أن تكرز وتحتفل بهذا السر الذي سيكمُل بالقيامة العامة ووقوف البشرية كلها أمام كرسي دينونة المسيح.
المسيح مخلِّص العالم قام:
+ «هذه هي القيامة الأولى. مباركٌ ومقدَّسٌ مَن له نصيب في القيامة الأولى. هؤلاء ليس للموت الثاني سلطانٌ عليهم، بل سيكونون كهنة لله والمسيح، وسيملكون معه ألف سنة» (رؤ 20: 6،5).
المصدر : مجلة مرقس عدد إبريل 2012دير القديس مقار الكبيربرية شيهيت
------------
++++++++++++++++++++++++++++++
شرح آخر وجدته
"اليوم الجحيم تنهدت صارخة. قد انكسرت شوكتي .لأن الراعي صلب و أنهض آدم . والذين كنت مستولية عليهم فقدتهم .الذين ابتلعتهم باقتداري تقيأتهم بالجملة .لأن المصلوب أخلى القبور و اضمحلت شوكة الموت . فالمجد لصليبك يا رب و لقيامتك ". هذا ما تطلعك به الكنيسة الأرثوذكسية ، في ليتورجيا غروب السبت العظيم المقدس ، فبأجلى بيان ترسم كتاباتها أيقونة تعبّر أصدق تعبير عن تمرمر الجحيم عند معاينتها السيد ، آت بملكه ليحلّ القيود القديمة كما لعنة آدم السّاقط وجاعلاً كلّ شيء جديد.
تعلّم كنيستنا المقدّسة ،أنّه بينما كان جسد المسيح يوم السبت في القبر ، كانت نفسه في الجحيم ، و قبل التجسد كانت أبواب الفردوس مغلقة أمام البشر ، و هنا يجب ألاّ نخلط بين الجحيم و جهنم . فالجحيم هي المكان الذي تذهب اليه أروح جميع الراقدين ، حيث لا مكافأة و لا خلاص . فهي بمثابة "سجن" لأنفس الخطأة و الأبرار . و بما أن المسيح مات على الصليب . طلب الموت انزال نفسه الى الجحيم . ولكن هذه حصلت على معطي الحياة الّذي حطم الموت و القيود الّتي منذ القديم ليزيل عنّا حمل الخطيئة الثقيل و يحررنا من اللّعنة التي كانت لآدم. و الأيقونة التي أمامنا توضح هذه الفكرة .
على الرغم من أن الأيقونة تصوّر مجرى الأحداث يوم السبت العظيم فإنها تسمّى أيقونة القيامة لأنها تُنبئ بالاحتفال بقيامة المسيح وبالتالي بقيامة الأموات الآتية.
أما بالنسبة لأيقونة القبر الفارغ، فإن التصوير الأعم لهذا الحدث نراه في أيقونة حاملات الطيب. الملاك يجلس على طرف القبر والعمامة على الطرف الآخر وهو يشير إليها بأصبعه مبشّراً النسوة بالقيامة: "لِمَ تطلبْنَ الذي في النور الأزليّ مع الموتى كإنسان؟ ليس هو ههنا لكنه قام". وبدرجة ثانية هناك زيارة بطرس ويوحنا القبر ورؤيتهما الأكفان موضوعة على حدة.
يطغى على الأيقونة في الغرب الكثير من الواقعيّة التصويريّة، فتبقى أيقونة القيامة على هامش الحقيقة التاريخيّة والإنجيليّة خصوصاً، على سبيل المثال، بتصوير لحظة خروج المسيح من القبر: يظهر ملاك يدحرج الحجر والمسيح ناهض بالعلم في يده (علامة الظفر). الانطباع السائد هو أن الملاك دحرج الحجر ليخرج المسيح بينما يظهر حوله الجنود-الحرّاس بدهشة وخوف، على نمط إقامة لعازر، وهذا عكس الرواية الإنجيليّة. في رواية متى الإنجيليّ هناك حديث عن الملاك الذي يدحرج الحجر، ولكن قبيل ذلك تمّت زيارة النسوة للقبر. والغاية من ذلك إفساح المجال للنسوة لتعاينَّ أن القبر فارغ وليس لكي يخرج المسيح منه.
قيامة المسيح لم يرها أحد ولا نعرف متى وكيف حصلت. الزلزال ودحرجة الحجر حصلا قبيل وصول حاملات الطيب المتحيّرات: "كيف ومن سيدحرج لنا الحجر"؟ أما الحرّاس فصاروا كالأموات عند مشاهدتهم الملاك الكثير الضياء واقفاً عند الحجر المدحرج عن باب القبر.
لا تتكلّم أيقونة القيامة، والمعروفة بأيقونة "النـزول إلى الجحيم"، عن حدث ما حصراً، ولكن عن واقع الغلبة على الموت، هيمنة النور على الظلمة، ربط الشيطان وتحرير المعتقلين، الثقة بالقيامة والاستهتار بالموت، لأن عيدنا بقيامة المسيح هو نفسه عيدنا بهدمه للجحيم وإماتة الموت. "إننا معيدون لإماتة الموت وبهدم الجحيم...." (قانون الفصح) . لهذا السبب نجد أن فن رسم الأيقونات لا يرسم لحظة القيامة لأنه لم يوجد شاهد بشري ولا شهادة انجيلية قط عليها. أما الأيقونات(غير الأرثوذكسية) التي تصور المسيح لحظة القيامة فهي أيقونات متأخرة الظهور ومتأثرة بفن عصر النهضة في أوروبا وبالتالي فقد فقدت الحس اللاهوتي الصحيح(حتى القرن الثالث عشر كان المسيح يصور كشهيد على الصليب،ولكن كشهيد غالب منتصر.أما في العصور الوسطى فقد حول عصر النهضة هذا الفن الكنسي وبدأ يرسم المسيح متألماً على الصليب، ومبالغاً بتصوير كل بشاعات الألم والعذاب) أما فن الأيقونات الأرثوذكسية فيرسم القيامة في أيقونتين رئيسيتين الأولى: نزول المسيح إلى الجحيم.والثانية ترسم حاملات الطيب عند القبر.
نترك لأيقونة النزول إلى الجحيم أن تتحدث عن نفسها في تقسيماتها الأربع التالية:
تتجلى في هذه الأيقونة عقيدتي الفداء والقيامة، أما الفداء فنكتشفه من خلال جروحات المسيح علاوة على أنه بالصليب نزل إلى الجحيم أما القيامة فتظهرها هذه الأيقونة على أن قوة قيامة المسيح، قادرة على إقامة من يريد. فالأيقونة ترينا كيف أنه أقام آدم وحواء (الذين يمثلان البشرية كلها). وهذا مدلول قيامة لإقامة كثيرين.
1.مقطع يسوع المجلل بالنور:
نرى هنا يسوع الغالب المجلل بالنور والمجد الإلهي يملؤه العطف والحنان والحب الذي بسببه قبل أن يتجسد وأن يتألم ويموت أيضاً. بالقوة والقدرة والانتصار. نراه الآن قد نزل إلى أسافل دركات الجحيم ليبشر الموتى وينهضهم بقيامته.
وكما هو ظاهر في الأيقونة أنه اليوم حضر النور الساطع كالبرق (قانون الفصح). لينير الظلمة ويغلبها. حضر السيد ليكمل بشارته التي بدأت بالذين على الأرض واليوم يعلنها للذين في الجحيم "قد بشّر الأموات أيضاً بالإنجيل" (بطرس 6:4).
كما نرى أيضاً في هذا المقطع من الأيقونة أن السيد قد جاء بقدرته القادرة على تحطيم الأقفال القوية التي احتجزت آدم وذريته "أيها المسيح.... فسحقت الأمخال الدهرية المثبتة الضابطة المعتقلين" (قانون الفصح) ولا يفوتنا أن نرى في الأيقونة أيضاً أنه الآن كشف عن مجده الحقيقي ونوره الساطع وقدرته الخالقة كل البرايا. اليوم كشف عن الهوية، الذي احتار به الشيطان من يكون. بالصليب الذي بيده و الّذي غدا بحنوّه و عظيم قدرته علامة فداء و نصرة على الموت فهو يظهر مجللاَ بالبياض دلالة على ألوهيته و الهالة التي تحيط به ، رمز نوره الساطع الّذي أنار به الظلمة و غلبها . وأبواب الجحيم تظهر محطمة عند قدمي السيد ، مفاتيحها و أقفالها المتكسرة قد تبعثرت أيضاً عند أقدامه.
منقول
------------
++++++++++++++++++++++++++++++
شرح آخر وجدته
"اليوم الجحيم تنهدت صارخة. قد انكسرت شوكتي .لأن الراعي صلب و أنهض آدم . والذين كنت مستولية عليهم فقدتهم .الذين ابتلعتهم باقتداري تقيأتهم بالجملة .لأن المصلوب أخلى القبور و اضمحلت شوكة الموت . فالمجد لصليبك يا رب و لقيامتك ". هذا ما تطلعك به الكنيسة الأرثوذكسية ، في ليتورجيا غروب السبت العظيم المقدس ، فبأجلى بيان ترسم كتاباتها أيقونة تعبّر أصدق تعبير عن تمرمر الجحيم عند معاينتها السيد ، آت بملكه ليحلّ القيود القديمة كما لعنة آدم السّاقط وجاعلاً كلّ شيء جديد.
تعلّم كنيستنا المقدّسة ،أنّه بينما كان جسد المسيح يوم السبت في القبر ، كانت نفسه في الجحيم ، و قبل التجسد كانت أبواب الفردوس مغلقة أمام البشر ، و هنا يجب ألاّ نخلط بين الجحيم و جهنم . فالجحيم هي المكان الذي تذهب اليه أروح جميع الراقدين ، حيث لا مكافأة و لا خلاص . فهي بمثابة "سجن" لأنفس الخطأة و الأبرار . و بما أن المسيح مات على الصليب . طلب الموت انزال نفسه الى الجحيم . ولكن هذه حصلت على معطي الحياة الّذي حطم الموت و القيود الّتي منذ القديم ليزيل عنّا حمل الخطيئة الثقيل و يحررنا من اللّعنة التي كانت لآدم. و الأيقونة التي أمامنا توضح هذه الفكرة .
على الرغم من أن الأيقونة تصوّر مجرى الأحداث يوم السبت العظيم فإنها تسمّى أيقونة القيامة لأنها تُنبئ بالاحتفال بقيامة المسيح وبالتالي بقيامة الأموات الآتية.
أما بالنسبة لأيقونة القبر الفارغ، فإن التصوير الأعم لهذا الحدث نراه في أيقونة حاملات الطيب. الملاك يجلس على طرف القبر والعمامة على الطرف الآخر وهو يشير إليها بأصبعه مبشّراً النسوة بالقيامة: "لِمَ تطلبْنَ الذي في النور الأزليّ مع الموتى كإنسان؟ ليس هو ههنا لكنه قام". وبدرجة ثانية هناك زيارة بطرس ويوحنا القبر ورؤيتهما الأكفان موضوعة على حدة.
يطغى على الأيقونة في الغرب الكثير من الواقعيّة التصويريّة، فتبقى أيقونة القيامة على هامش الحقيقة التاريخيّة والإنجيليّة خصوصاً، على سبيل المثال، بتصوير لحظة خروج المسيح من القبر: يظهر ملاك يدحرج الحجر والمسيح ناهض بالعلم في يده (علامة الظفر). الانطباع السائد هو أن الملاك دحرج الحجر ليخرج المسيح بينما يظهر حوله الجنود-الحرّاس بدهشة وخوف، على نمط إقامة لعازر، وهذا عكس الرواية الإنجيليّة. في رواية متى الإنجيليّ هناك حديث عن الملاك الذي يدحرج الحجر، ولكن قبيل ذلك تمّت زيارة النسوة للقبر. والغاية من ذلك إفساح المجال للنسوة لتعاينَّ أن القبر فارغ وليس لكي يخرج المسيح منه.
قيامة المسيح لم يرها أحد ولا نعرف متى وكيف حصلت. الزلزال ودحرجة الحجر حصلا قبيل وصول حاملات الطيب المتحيّرات: "كيف ومن سيدحرج لنا الحجر"؟ أما الحرّاس فصاروا كالأموات عند مشاهدتهم الملاك الكثير الضياء واقفاً عند الحجر المدحرج عن باب القبر.
لا تتكلّم أيقونة القيامة، والمعروفة بأيقونة "النـزول إلى الجحيم"، عن حدث ما حصراً، ولكن عن واقع الغلبة على الموت، هيمنة النور على الظلمة، ربط الشيطان وتحرير المعتقلين، الثقة بالقيامة والاستهتار بالموت، لأن عيدنا بقيامة المسيح هو نفسه عيدنا بهدمه للجحيم وإماتة الموت. "إننا معيدون لإماتة الموت وبهدم الجحيم...." (قانون الفصح) . لهذا السبب نجد أن فن رسم الأيقونات لا يرسم لحظة القيامة لأنه لم يوجد شاهد بشري ولا شهادة انجيلية قط عليها. أما الأيقونات(غير الأرثوذكسية) التي تصور المسيح لحظة القيامة فهي أيقونات متأخرة الظهور ومتأثرة بفن عصر النهضة في أوروبا وبالتالي فقد فقدت الحس اللاهوتي الصحيح(حتى القرن الثالث عشر كان المسيح يصور كشهيد على الصليب،ولكن كشهيد غالب منتصر.أما في العصور الوسطى فقد حول عصر النهضة هذا الفن الكنسي وبدأ يرسم المسيح متألماً على الصليب، ومبالغاً بتصوير كل بشاعات الألم والعذاب) أما فن الأيقونات الأرثوذكسية فيرسم القيامة في أيقونتين رئيسيتين الأولى: نزول المسيح إلى الجحيم.والثانية ترسم حاملات الطيب عند القبر.
نترك لأيقونة النزول إلى الجحيم أن تتحدث عن نفسها في تقسيماتها الأربع التالية:
تتجلى في هذه الأيقونة عقيدتي الفداء والقيامة، أما الفداء فنكتشفه من خلال جروحات المسيح علاوة على أنه بالصليب نزل إلى الجحيم أما القيامة فتظهرها هذه الأيقونة على أن قوة قيامة المسيح، قادرة على إقامة من يريد. فالأيقونة ترينا كيف أنه أقام آدم وحواء (الذين يمثلان البشرية كلها). وهذا مدلول قيامة لإقامة كثيرين.
1.مقطع يسوع المجلل بالنور:
نرى هنا يسوع الغالب المجلل بالنور والمجد الإلهي يملؤه العطف والحنان والحب الذي بسببه قبل أن يتجسد وأن يتألم ويموت أيضاً. بالقوة والقدرة والانتصار. نراه الآن قد نزل إلى أسافل دركات الجحيم ليبشر الموتى وينهضهم بقيامته.
وكما هو ظاهر في الأيقونة أنه اليوم حضر النور الساطع كالبرق (قانون الفصح). لينير الظلمة ويغلبها. حضر السيد ليكمل بشارته التي بدأت بالذين على الأرض واليوم يعلنها للذين في الجحيم "قد بشّر الأموات أيضاً بالإنجيل" (بطرس 6:4).
كما نرى أيضاً في هذا المقطع من الأيقونة أن السيد قد جاء بقدرته القادرة على تحطيم الأقفال القوية التي احتجزت آدم وذريته "أيها المسيح.... فسحقت الأمخال الدهرية المثبتة الضابطة المعتقلين" (قانون الفصح) ولا يفوتنا أن نرى في الأيقونة أيضاً أنه الآن كشف عن مجده الحقيقي ونوره الساطع وقدرته الخالقة كل البرايا. اليوم كشف عن الهوية، الذي احتار به الشيطان من يكون. بالصليب الذي بيده و الّذي غدا بحنوّه و عظيم قدرته علامة فداء و نصرة على الموت فهو يظهر مجللاَ بالبياض دلالة على ألوهيته و الهالة التي تحيط به ، رمز نوره الساطع الّذي أنار به الظلمة و غلبها . وأبواب الجحيم تظهر محطمة عند قدمي السيد ، مفاتيحها و أقفالها المتكسرة قد تبعثرت أيضاً عند أقدامه.
منقول