أغرب الألغاز البحرية... "مارى سيليستى" سفينة الأشباح!

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
65,605
مستوى التفاعل
6,059
النقاط
113
mary-celeste.jpg




سفينة قادمة من بعيد, كبيرة الحجم ويبدو أنها سفينة تجارية, تبحر بهدوء, صالحة للإبحار وتبدو بحال جيدة, ليس هناك ما يريب, ولكن....انتظر قليلا.... مع اقتراب السفينة شيئا فشيئا يبدو هناك شىء مريب, ثمة اضطراب فى طريقة إبحار السفينة, هى تترنح بعض الشىء أو تهتز قليلا, هل فقد قبطانها السيطرة الكاملة عليها؟ هل اصابه مكروه منعه من قيادتها بشكل سليم, وأين مساعده أو باقى الطاقم؟



كان هذا هو ما رآه أحد البحارة المراقبين على سطح سفينة دى جراشيا " Dei Gratia " الكندية التى يقودها القبطان مورهاوس, والذى بعد أن علم بالأمر أصدر أوامره بالاقتراب بحذر من تلك السفينة المريبة, قبل أن يتبين له أنها سفينة مارى سيليستى التى يقودها صديقه الكابتن بريجز, لكن مارى سيليستى من المفترض أن تكون قد وصلت إلى وجهتها منذ أيام, وبعد تفحص السفينة أمر مورهاوس بتشكيل فرقة استكشافية صعدت على متنها للاستكشاف, قبل أن يتم اكتشاف اكبر الألغاز البحرية على سطحها....اللغز الذى حير العالم منذ اكتشافه.....

نشأة السفينة:

أنشأت السفينة كسفينة تجارية عملاقة عام 1861 على يد عمال جوشوا ديوز, وتم تسميتها بسفينة أمازون, ومنذ اللحظات الأولى لإبحارها صاحبتها الحوادث والكوارث.

800px-Mary_Celeste_as_Amazon_in_1861.jpg


(رسم تصويري للسفينة أمازون)

أول قبطان قاد السفينة "روبرت مكليلان" ابن أحد ملاكها أصيب بالتهاب رئوى بعد تسعة أيام فقط من أول رحلة على سطحها, مما أدى إلى وفاته فى عرض البحر, ثم أعقبه ثلاثة قادة ماتوا جميعا فى ظروف مشابهة, قبل أن يقودها قبطان جديد تعرض لحادث ضخم أدى إلى تحطم أجزاء من السفينة, وتم إصلاحها وإقالة القبطان.

وبعد مدة من هذه البداية المخيبة والخاسرة, بدأت السفينة فى العمل بشكل جيد وحالفها التوفيق, وقدر الله لها أن تربح ربحا كبيرا وأصبحت تدر الأموال, قبل أن تتعرض لعاصفة بحرية هائلة عام 1867 حطمت معظم أجزائها, مما أدى إلى بيعها بثمن بخس. قام بشراء السفينة الأمريكي ريتشارد هاينز الذى قام بإصلاحها وتجديدها وإعادة بيعها إلى أربعة مساهمين أمريكيين منهم قائد السفينة الجديد بينيامين سبونر بريجز. وتم تسميتها ب "مارى سيليستى" "Mary Celeste" وقرر بريجز الإبحار بالسفينة فى أول رحلة تجارية.


Benjamin_Briggs_captain_of_Mary_Celeste.jpg


(بريجز)

رحلة اللغز الكبير:

بدأ بريجز التجهيز لأول رحلة تجارية على متن مارى سيليستى الجديدة, كانت الشحنة المطلوب نقلها هى حمولة 1701 برميل من الكحول, مطلوب توصيلها إلى ميناء جنوة فى إيطاليا حيث سيتم استخدامها فى صناعة الخمور ثم قدر الله أن يحدث ما حدث على سطح السفينة.

قبل الرحلة بأيام اجتمع القبطان بريجز مع صديقه المقرب القبطان مورهاوس قبطان سفينة دى جراشيا الكندية التجارية, وكان اجتماعا عائليا حيث كانت زوجتاهما صديقتين أيضا, وبعد تجاذب أطراف الحديث اكتشف بريجز ومورهاوس أن الرحلة القادمة لكل منهما ستمر عبر نفس المسار تقريبا لكن مورهاوس أبحر بدى جراشيا بعد بريجز بحوالى عشرة أيام.

قبل الرحلة بيومين أرسل بريجز رسالة إلى أمه أبلغها فيها أنه سعيد ومتفائل بالسفينة الجديدة, وأنه فى انتظار الحمولة حتى يبحر بها إلى إيطاليا.

وفى يوم 5 نوفمبر 1872 أبحر بريجز بالسفينة, وكانت تلك هى آخر مرة يُرى أو يُسمع عن أحد ممن صعدوا على متن السفينة فى تلك الرحلة...

ركاب السفينة:

ركاب السفينة كانوا هم طاقمها المكون من ثمانية أشخاص يترأسهم الكابتن بريجز, ومعه زوجته سارة وابنته صوفيا, أما ابنه الصغير فقد تركه مع جدته قبل أن يبحر بالسفينة, فسبحان من قدر له الحياة.

فى تمام الساعة الواحدة ظهرا يوم 4 ديسمبر عام 1872 غرب البرتغال رصد جون جونسون البحار المراقب على سطح سفينة دى جراشيا التى يقودها مورهاوس سفينة قادمة من بعيد, كان كل شىء يبدو عاديا, السفينة صالحة للإبحار, تبدو بحالة جيدة وليس هناك ما يريب, ومع اقتراب السفينة لاحظ المراقب أنها تتهادى قليلا, وتترنح وهناك انحراف واضح فى مسارها, قام جون بإبلاغ مورهاوس الذى أمر بالاقتراب بحذر من السفينة, ثم اكتشف أنها مارى سيليستى التى يقودها صديقه المقرب بريجز.

كان تواجد مارى سيليستى هناك بمثابة المفاجأة بالنسبة لمورهاوس, إذ أنه حسب ما لديه من معلومات علمها من جلسته مع بريجز قبل رحلتيهما, كان من المفترض أن يكون بريجز قد وصل إلى إيطاليا منذ مدة.

ظل مورهاوس وفريقه يستكشفون مارى سيليستى بالدوران حولها لمدة ساعتين, حتى أمر مورهاوس بتشكيل فريق صغير بقيادة مساعده أوليفر ديفياو مهمته هى الصعود على سطح مارى سيليستى والاستكشاف, وصعد ديفياو وفريقه على سطح السفينة, وبعد الاستكشاف اكتشفوا المفاجأة المذهلة.......

لا يوجد أثر لأى شخص على متن السفينة, كل شىء على متن السفينة يبدو طبيعيا باستثناء بعض الأشياء, لكن الأشخاص على متنها وكأنهم تلاشوا تماما غير مخلفين أى أثر خلفهم, وليس هناك أى آثار لمقاومة أو كوارث حدثت على سطحها, بل إن الملابس ومخزون الطعام والشراب والمتعلقات الثمينة للركاب كما هى, وحمولة الكحول كما هى, فقط تم اكتشاف 9 براميل فارغة من أصل 1701.

اكتشف ديفياو اختفاء كل الأوراق فيما عدا سجل القبطان الذى يسجل فيه كل ما يمر بالسفينة من أحداث, وبقراءة السجل تبين أن آخر إضافة أضافها بريجز كانت بتاريخ 24 نوفمبر, وهو ما يعنى أن السفينة أبحرت بمفردها لما يزيد عن الأربعمائة ميل بطريقة مذهلة!


730px-Mary_Celeste_engraving.jpg


(تصوير للسفينة كما وجدت مهجورة)

أسفر استكشاف السفينة عن اكتشاف فقدان جهاز السدس (يستخدم فى تحديد الزوايا بين الكيانات الموجودة فى عرض البحر) وجهاز الكرونوميتر البحرى (يستخدم فى تحديد أطوال الكيانات فى عرض البحر) وهى أجهزة تستخدم فى الإبحار, كذلك كانت الساعة لا تعمل والبوصلة محطمة, قارب النجاة لم يكن موجودا أيضا, وكان هناك حبل مفقود.

كانت أرض السفينة غارقة بالمياه لارتفاع يبلغ 1.1 متر بسبب تحطم صمامين للمياه, ولكن السفينة كانت فى حالة صالحة للإبحار وغير معرضة للغرق على الإطلاق.

وبعد الإعلان عن تلك الحادثة, أصبحت هى أكبر لغز بحرى فى التاريخ, لا يدرى أحد...ما الذى جرى على سطحها...كل الافتراضات ينقصها شىء ما حتى تصبح منطقية أو قابلة للتصديق...

بعد الإبلاغ عنها قامت السلطات باستكشافها مما أدى إلى اكتشاف سكين نظيفة ليس بها آثار دماء فى غرفة القيادة, وشرخ فى المنضدة صُنع بواسطة سكين أو فأس أو آلة حادة, وقطرات دم قليلة, ربما تكون للقبطان.

وبدأت الأساطير والقصص الشعبية والخرافية فى الظهور, وساعد على ذلك قيام المؤلف الشهير آرثور كونان دويلى مؤلف السلسلة البوليسية الأشهر "المحقق شارلوك هولمز" بكتابة قصة عن السفينة, وقد أخرجها قصة غاية فى الغموض والإثارة, وقدم فيها بعض المبالغات الغير حقيقية إمعانا فى الإثارة, كحديثه عن طعام الإفطار الذى كان معدا وجاهزا عند اكتشاف السفينة, وأقداح القهوة التى كانت لا تزال ساخنة, وكلها محض مبالغات لا اساس لها من الصحة.

حاول الباحثون افتراض ما حدث على سطح السفينة, لكن افتراضاتهم دائما ما ينقصها شىء ما, فمثلا:

افترض البعض أن السفينة تعرضت لهجوم قراصنة, لكن كما قلنا الحمولة كما هى وكذلك المتعلقات الثمينة للركاب لم يتعرض شىء للسرقة, كما أنه ليس هناك أثر لأى مقاومة على سطح السفينة.

وافترض البعض حدوث إعصار شديد, لكن كما قلنا السفينة كانت بحالة جيدة وغير محطمة.

وافترض البعض تعرض السفينة لحريق, لكن لم يكن هناك أى آثار حريق أو تفحم.

وافترض البعض أن طاقم السفينة أو بعضه على الأقل شربوا من الكحول ولما ذهب عقلهم قتلوا الآخرين وهربوا, لكن هذا الافتراض يبدو بعيدا لأسباب, أولا بريجز كان معروفا عنه مقاطعة الكحوليات, ثانيا من المستحيل أن يتمكن عشرة أشخاص بينهم طفلة من شرب تسعة براميل كحول فى أيام (300 جالون), ثالثا ليس هناك جثث أو أى آثار لقتال أو مقاومة على سطح السفينة.

وافترض البعض أن قياسات بريجز أوصلته إلى نتيجة أن السفينة لن تستطيع إكمال الرحلة وستغرق لذا فقد قام بهجرها هو والركاب قبل أن تتعرض للغرق, وهذا الافتراض غير منطقى ايضا, لأنه لو كان صحيحا لأخذوا معهم متعلقاتهم أو الثمين منها على الأقل, ولأخذوا معهم مخزون الطعام والشراب حتى يستطيعوا النجاة, لكن حالة السفينة توحى بأن الركاب تركوها فجأة وأنه قد حدثت مصيبة أدت إلى هجر السفينة بسرعة لم تسمح لهم حتى بأخذ مخزون الطعام والشراب, كما أنه لو كان هذا الافتراض صحيحا لكتب عنه بريجز فى سجل القبطان.

وافترض البعض أن ما حدث كان مؤامرة من بريجز للحصول على مبلغ التأمين, لكن مبلغ التأمين كان زهيدا, أضف إلى ذلك أن معظم أسهم السفينة لم تكن مملوكة لبريجز وإنما لمساهم آخر, ثم إن تاريخ بريجز البحرى لم يكن ليسمح له بذلك.


أما عن الافتراضات الخرافية فحدث ولا حرج:

افترض البعض أن السفينة تعرضت لهجوم وحش بحري!

وافترض آخرون مرور السفينة فوق منطقة تسكنها كائنات بحرية غريبة قامت بخطف الركاب.

وافترض البعض أن الركاب سُحبوا خلال مرورهم فوق منطقة شبيهة بمثلث برمودا الشهير.

وافترض البعض أن السفينة تعرضت لهجوم أشباح أو جنيات بحرية.

بل إن البعض افترض أن هناك كائنات فضائية هبطت على سطح السفينة واختطفت الركاب.

ويبدو أن كل فريق اخترع قصة بناءا على خلفيته من أفلام الرعب الخرافية وقصص الخيال, وساعدهم على ذلك عدم وجود أى تفسير منطقى للحادثة.

ورغم عدم مرور السفينة على مثلث برمودا الشهير إلا أن السفينة وما حدث عليها يبقى أغرب لغز بحري فى التاريخ.

التفسير المنطقى الوحيد:

مؤخرا قدم الكيميائى الدكتور أندريا سيلا تفسيرا يعد هو التفسير الوحيد المنطقى, ورغم عدم خلو تفسيره من بعض نقاط الضعف كغيره من الافتراضات إلا أنه يبدو الأكثر منطقية. افترض الدكتور أندريا حدوث حريق وانفجار ضخم بسبب الكحول المتسرب أدى إلى إجبار بريجز والركاب على الهرب, ولكن ماذا عن عدم وجود أى علامات حريق أو انفجار؟

وللرد على هذه النقطة صنع الدكتور أندريا نموذجا للسفينة من الورق المقوى وقام بإشعال حريق لغاز البيوتان داخله, فلم يتفحم الورق ولم يسود ولم يتحطم النموذج. الحريق كان انفجارا متأثرا بضغط الغاز, كان هناك لهب هائل أتبعه هواء بارد لكن لم يكن هناك تفحم أو احتراق لجسم النموذج.

أما عن الحريق فربما حدث بسبب دخول عامل لغرفة التخزين وهو يدخن البايب مثلا مما أدى إلى حدوث الإنفجار.

هذا الافتراض ينقصه بعض الأشياء, مثلا لم يقدم تفسيرا لاختفاء جميع الأوراق فيما عدا سجل القبطان, وكذلك تعطل الساعة وتحطم البوصلة, ثم كيف يحدث انفجار وحريق كبير كهذا الحريق ولا تشتعل النار فى الكمية الباقية من الكحول فى المخزن, لا سيما والكحول شديد الاشتعال, والكمية المفقودة منه على سطح السفينة لدى اكتشافها كانت ضئيلة جدا مقارنة بما تبقى.

لكن عموما, يبقى هذا هو الافتراض الوحيد الذى يتمتع ببعض المنطقية, وتبقى القصة هى أغرب وأشهر الألغاز البحرية فى التاريخ.

وسبحان من يعلم السر وأخفى



 

MAJI

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
14 ديسمبر 2009
المشاركات
5,035
مستوى التفاعل
255
النقاط
0
حادثة غريبة
وصعب اكتشاف لغز سفينة تبحر وحدها في المحيط وطاقمها قليل 11 راكب .
شكرا للموضوع المشوق
الرب يباركك
 

maria123

كريستوفر و ايمي
عضو مبارك
إنضم
6 ديسمبر 2006
المشاركات
2,396
مستوى التفاعل
19
النقاط
0
الإقامة
sweden
شي غريب كتير
حتا تحليل الكيميائي غير منطقي لانو الطاقم مختفي
لو كان هربو من الحريق كان التقو فين عايشين
 

MAJI

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
14 ديسمبر 2009
المشاركات
5,035
مستوى التفاعل
255
النقاط
0
ممكن تعرضت لموجة تسونامي جرفتهم خارج السفينة الى البحر.
(من باب المساعدة في التحقيق يعني)
هناك فلم خرافي لاخطبوط يلحق بسفينة ويمد احد اذرعه ليلتقط ركاب السفينة الواحد تلو الاخر في كل مرة يجوع .
الخيال واسع في مثل هكذا احداث .
 
أعلى