أريد سيرة ذاتية لسيدة العذراء مريم كيف نشأت و كيف عاشت و كل تفاصيل حياتها و علاقتها بالمعلم المسيح

لمسة يسوع

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
3,087
مستوى التفاعل
1,638
النقاط
113
كان اتضاع القديسة العذراء مريم وعفتها وطهارتها وبساطتها وبراءتها الطفولية سببا جوهريا في اختيار الله لها ليولد منها متجسدا ويحل عليها الروح القدس ليس لمباركتها فقط ولكن الأكثر من ذلك أنها هي الوحيدة التي حل عليها الروح القدس حلولًا أقنوميًا ، ليعمل في داخلها عملًا إلهيا معجزيا ، فقد أوجد في داخلها جنين بشري من غير زرع بشر، قدس مستودعها لكي لا يرث الجنين شيئًا من الخطية الجدية الأصلية لآدم وحواء بسبب عصيانهم الله ، ولذلك قيل لها من الملاك " القدوس المولود منك " (لو35:1)( لأنه بلا خطية). فقد أرسل الله الآب ابنه الوحيد الله الكلمة الاقنوم الثاني ، الذي تجسد من الله الروح القدس ومن القديسة العذراء مريم . اتحد هذا الناسوت داخلها باللاهوت. فالأقانيم الثلاثة اشتركت في التجسد الإلهي ، كل هذه أعمال إلهية عملها الروح القدس في السيدة العذراء مريم . فقول الملاك المبشر "الروح القدس يحل عليك " (لو1: 35) وهذا لا يعني أنه حلولا عاديا، كالذي كان يحل على الأنبياء والملوك والكهنة بمسحة الدهن المقدسة في العهد القديم ، أو كحلول الروح القدس بمواهبه علي التلاميذ في يوم الخمسين، ولكنه كان حلولا اقنوميا . وكانت قوة العلي تظللها حسب بشارة الملاك لها لكي تستطيع أن تحتمل مجد حلول الروح القدس فيها ليقدس مستودعها ، وقوة العلي ظللتها لكي تستطيع أن تحتمل مجد التجسد الإلهي في أحشائها، ومجد ميلاد الرب منها، ومجد جميع الأجيال التي تطوبها. كذلك لكي تحتمل اتضاع إليصابات أمامها التي تنبأت وقالت لها "من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلىّ.." (لو1: 43). أيضا لكي ما تحتمل كل ظهورات الملائكة، وسجود المجوس أمام ابنها وتقديمهم هدايا ذهبا ولبانا ومرا. كذلك المعجزات الكثيرة التي حدثت من ابنها ربنا يسوع المسيح في أثناء هروب العائلة المقدسة لأرض مصر وسقوط الأصنام إلي الأرض وتهشمها ، (لمزيد من المعلومات انظر كتابنا القديس يوسف النجار) .

الملاك عندما بشرها قال لها " القدوس المولود منك يدعي ابن الله" بشرها الملاك بأنها ستصير أم ابن الله ، ولكنها في تواضع وانسحاق وبهجة وسرور قالت "هوذا أنا أمة الرب" (لو1: 35) أي أنا عبدته وجاريته ، فالمجد الذي ‘أعطي لها جعلها تزداد اتضاعا ووداعة.

ظهر اتضاع العذراء أيضا في ذهابها إلى إليصابات لكي تقوم بالتهنئة بالحبل وكذلك خدمتها في فترة حبلها لأنها كانت تعلم أنها كانت متقدمة في السن هي وزوجها زكريا الكاهن، فسافرت إليها بسرعة إلي الجبال إلي مدينة يهوذا ، ومكثت مريم عندها ثلاثة أشهر تخدمهم ثم رجعت إلي بيتها(لو39:1-56) . فعلت ذلك وهي ‘حبلى برب المجد يسوع المسيح . ومن عظمة القديسة مريم الدائمة البتولية اتضاعها وصمتها وعدم حديثها عن أمجاد البشارة والتجسد الإلهي .
 
أعلى