القس مرقوريوس صمويل
New member
- إنضم
- 17 فبراير 2022
- المشاركات
- 6
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
أما أخنوخ فقد أشار إليه الكتاب في آيتين في سفر يشوع بن سيراخرد: أخنوخ חֲנוֹך – Enoch وهو الجيل السابع من آدم (يهوذا 14) وهل سيظهر قبل المجيء الأخير للمسيح
ملحوظة هامة جداً ، شيع خطأ عن أن أخنوخ سيأتي في الألف سنة المذكور عنها في سفر الرؤيا وسيظهر هو وإيليا النبي في الأزمنة الأخيرة قبل المجيء الثاني، وهذا من تفسير وشرح بعض الكنائس الغير تقليدية نقلاً عن كتابات منسوبة للقديس يوحنا الدمشقي في القرن السابع، وهذه التفسيرات لا علاقة لها بسفر الرؤيا نهائياً لا من بعيد ولا من قريب، ولإثبات ذلك هذه هي الآيات كلها التي ذُكرت عن أخنوخ في الكتاب المقدس ولم يُذكر شيئاً عن مجيئه او ظهوره قبل مجيء الرب ثانية، بل ولم يوجد له ذكر في ولا آية واحدة في سفر الرؤيا
الآية تقول: "أَخْنُوخُ أَرْضَى الرَّبَّ فَنُقِلَ، وَسَيُنَادِي الأَجْيَالَ إِلَى التَّوْبَةِ" (سي 16:44).
والسؤال هنا:
كيف سينادي الأجيال إلى التوبة وسيرته غير مكتوبة ولا معروفة؟!! وكيف وكم من الناس سيتوبون وهو في السماء؟!!
قد يتوب أعداد معدودة من الناس عبر الأجيال من خلال الآيات القليلة التي قيلت عنه، وقد يكون نادى الناس في جيله ليتوبوا.
ولكن كيف نادى الأجيال إلى التوبة وهو لم يناديهم؟!!
ولذلك لا بُد له أن يظهر في هذه الضيقة العظيمة لينادي الناس بالتوبة.
خصوصًا أن نبوته هي عن هذه الأيام إذ يقول: "هُوَذَا قَدْ جَاءَ الرَّبُّ فِي رَبَوَاتِ قِدِّيسِيهِ، لِيَصْنَعَ دَيْنُونَةً عَلَى الْجَمِيعِ، وَيُعَاقِبَ جَمِيعَ فُجَّارِهِمْ عَلَى جَمِيعِ أَعْمَالِ فُجُورِهِمِ الَّتِي فَجَرُوا بِهَا، وَعَلَى جَمِيعِ الْكَلِمَاتِ الصَّعْبَةِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا عَلَيْهِ خُطَاةٌ فُجَّارٌ" (يه 15،14:1).
وبالنسبة للشهادة فهو خير من يشهد، فقد شهد له الكتاب ليس أنه سار مع الله وأرضاه فقط، لكنه قال أيضًا: "لَمْ يُخْلَقْ عَلَى الأَرْضِ أَحَدٌ مِثْلَ أَخْنُوخَ، الَّذِي نُقِلَ عَنِ الأَرْضِ" (سي 16:49).
فإن كان يوحنا الذي جاء قبل مجيء الرب الأول لينادي في الناس بالتوبة شُهِدَ له من رب المجد أنه أعظم مواليد النساء، فجدير بأخنوخ الصديق أن ينادي الناس بالتوبة قبل مجيء الرب الأخير لأنه لم يُخْلَقْ على الأرض أحد مثله.
وفى هذا يقول العلامة ترتليانوس (أواخر القرن 2): [لقد انتقل أخنوخ وأيضًا إيليا دون أن يذوقا الموت. لقد أُرجئ موتهما إذ هما محفوظان ليحتملا الموت حتى أنه بدمهما يسحقا ضد المسيح] (A treatise on the Soul, 50).
وأيضًا: [إن الله أبقى أخنوخ وإيليا في السماء بجسديهما لحين إرسالهما للشهادة وليموتا كمثل سائر البشر بالجسد حيث يقتلهما ضد المسيح لأنهما قد صعدا حيين].
ويقول القديس مار افرام السرياني (ق 4): [قبل هذه الحوادث كلها سوف يرسل الرب الرؤوف إيليا التسبيتي وأخنوخ (رؤ 3:11) لكي يعلما التقوى للناس ويكرزا للكل بمعرفة الله، حتى لا يؤمنوا بالطاغي ويخافوا منه. فيقولان: (أيها الناس لا تنخدعوا ولا تؤمنوا به. لا تخضعوا بمحارب الله لا تخافوا منه لأنه سيُقضى عليه سريعًا. ها إن الرب يأتي من السماء ليدين أولئك الذين آمنوا بعجائبه)] (مقالة عن ضد المسيح وآخر الأيام).