العظات الخمسين القديس مكاريوس الكبير

لمسة يسوع

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
3,281
مستوى التفاعل
1,685
النقاط
113

ولإلهنا القدوس الآب والابن والروح القدس كل مجد وتسبيح وسجود الآن وإلى الأبد. آمين.


  1. العظة الأولى للقديس مقاريوس الكبير – النفس عرش الله وهو قائدها
  2. العظة الثانية للقديس مقاريوس الكبير – الإنسان العتيق والإنسان الجديد
  3. العظة الثالثة للقديس مقاريوس الكبير – الشركة الأخوية ومقاومة أفكار الشر والخلاص بيسوع وحده
  4. العظة الرابعة للقديس مقاريوس الكبير – السعي للملكوت الأبدي محبة الله الشديدة للإنسان
  5. العظة الخامسة للقديس مقاريوس الكبير – الخليقة الجديدة وبيت الروح الأبدي
  6. العظة السادسة للقديس مقاريوس الكبير – الصلاة بهدوء – معنى العروش والأكاليل
  7. العظة السابعة للقديس مقاريوس الكبير – محبة المسيح للإنسان
  8. العظة الثامنة للقديس مقاريوس الكبير – حالات الصلاة ودرجة الكمال
  9. العظة التاسعة للقديس مقاريوس الكبير – النعمة والتجارب والالتصاق بالرب وحده
  10. العظة العاشرة للقديس مقاريوس الكبير – الشركة والاتحاد بالعريس السماوي
  11. العظة الحادية عشر للقديس مقاريوس الكبير – نار الروح وفداء المسيح للنفس
  12. العظة الثانية عشر للقديس مقاريوس الكبير – نار الروح وفداء المسيح للنفس
  13. العظة الثالثة عشر للقديس مقاريوس الكبير – أولاد الله
  14. العظة الرابعة عشر للقديس مقاريوس الكبير – حلول المسيح في الإنسان أرض اللاهوت
  15. العظة الخامسة عشر للقديس مقاريوس الكبير – القداسة والنقاوة
  16. العظة السادسة عشر للقديس مقاريوس الكبير – أنت مدعو إلى فوق رغم التجارب
  17. العظة السابعة عشر للقديس مقاريوس الكبير – مسحة الروح القدس
  18. العظة الثامنة عشر للقديس مقاريوس الكبير – غنى وكنز الروح القدس
  19. العظة التاسعة عشر للقديس مقاريوس الكبير – وصايا المسيح والامتلاء من الروح القدس
  20. العظة العشرون للقديس مقاريوس الكبير – لباس الروح
  21. العظة 21 للقديس مقاريوس الكبير – الحرب الروحية
  22. العظة 22 للقديس مقاريوس الكبير – حالة النفس بعد الموت
  23. العظة 23 للقديس مقاريوس الكبير – العائلة السماوية وسلاح الروح
  24. العظة 24 للقديس مقاريوس الكبير – الربح العظيم والخميرة السماوية
  25. العظة 25 للقديس مقاريوس الكبير – قوة سر الصليب والنار الإلهيّة
  26. العظة 26 للقديس مقاريوس الكبير – كرامة النفس وتجارب الشر والانتصار
  27. العظة 27 للقديس مقاريوس الكبير – حالة النعمة وحرية الاختيار
  28. العظة 28 للقديس مقاريوس الكبير – حالة الإنسان بدون المسيح
  29. العظة 29 للقديس مقاريوس الكبير – تدبيرات نعمة الله
  30. العظة 30 للقديس مقاريوس الكبير – الولادة من الروح القدس
  31. العظة 31 للقديس مقاريوس الكبير – تغيير الذهن والصلاة الحقيقية
  32. العظة 32 للقديس مقاريوس الكبير – ثوب المجد الآن وفي القيامة
  33. العظة 33 للقديس مقاريوس الكبير – الصلاة بانتباه
  34. العظة 34 للقديس مقاريوس الكبير – تمجيد الأجساد في القيامة
  35. العظة 35 للقديس مقاريوس الكبير – السبت القديم والسبت الجديد
  36. العظة 36 للقديس مقاريوس الكبير – درجات النعمة والمجد
  37. العظة 37 للقديس مقاريوس الكبير – الفردوس والناموس الروحاني
  38. العظة 38 للقديس مقاريوس الكبير – المسيحيون بالحق
  39. العظة 39 للقديس مقاريوس الكبير – لماذا أعطانا الله الكتاب المقدس
  40. العظة 40 للقديس مقاريوس الكبير – ارتباط الفضائل معًا
  41. العظة 41 للقديس مقاريوس الكبير – أعماق النفس
  42. العظة 42 للقديس مقاريوس الكبير – روح النعمة وروح الشر
  43. العظة 43 للقديس مقاريوس الكبير – القلب
  44. العظة 44 للقديس مقاريوس الكبير – تغيير وتجديد الإنسان بالمسيح
  45. العظة 45 للقديس مقاريوس الكبير – حضور المسيح وحده يخلص الإنسان ويشفيه
  46. العظة 46 للقديس مقاريوس الكبير – أولاد الله وأولاد العالم
  47. العظة 47 للقديس مقاريوس الكبير – الرمز والحقيقة
  48. العظة 48 للقديس مقاريوس الكبير – الإيمان الكامل بالله
  49. العظة 49 للقديس مقاريوس الكبير – الشبع الإلهي
  50. العظة 50 للقديس مقاريوس الكبير – صانع العجائب
 

لمسة يسوع

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
3,281
مستوى التفاعل
1,685
النقاط
113
لأن النفس التي تتمتع بامتياز الاشتراك في روح ونور الله وتتشرب بأشعة جمال مجده غير الموصوف- وهو الذي هيأها لتكون كرسيًا ومسكنًا له- فإنها تصير كلها نورًا وكلها عينًا! ولا يكون فيها جزءًا غير مملوء بعيون النور الروحانيّة. أي ليس فيها جزءًا مظلمًا بل تصير بكليتها نورًا وروحًا، وتمتليء كلها عيونًا، فلا يكون لها جزءًا خلفي بل في كل اتجاه يكون وجهها إلى الأمام بواسطة الجمال الذي يفوق التعبير الذي لمجد نور المسيح الجالس والراكب عليها.


وكما أن الشمس هي بكليتها ذات شبه واحد، بدون أي جزء من الخلف أو من أسفل، بل هي مكسوة بالنور من كل ناحية، وهي بالحقيقة كلها نور، بدون اختلاف بين أجزائها، أو كما أن النار، أي نفس نور النار، هي متشابهة كلها، وليس فيها أول أو آخر، أو أكبر أو أصغر، هكذا أيضاً النفس التي
تتشبع تمامًا بالجمال الذي لا يُوصف،

جمال مجد نور وجه المسيح وتكون في شركة تامة مع الروح القدس وتنال الامتياز بأن تكون محل سكن الله وعرشًا له، فإنها تصير كلها عينًا، وكلها نورًا، وكلها وجهًا، وكلها مجدًا، وكلها روحًا، والمسيح الذي يقودها، ويرشدها، ويحملها، ويسندها، هو الذي يصنعها ويجعلها هكذا وينعم عليها ويزينها هكذا بالجمال الروحاني،
لأن الكتاب يقول: ويد إنسان كانت تحت الشاروبيم لأنه هو ذاك الذي يركب عليها ويوجهها.


القديس مقاريوس الكبير
 

لمسة يسوع

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
3,281
مستوى التفاعل
1,685
النقاط
113

الرب صنع النفس لكي يصيِّرها عروسًا له:

فالنفس هي حقًا صنيع إلهي عظيم مملوء عجبًا. وحين صنعها الرب، صنعها من طبيعة ليس فيها شر، بل صنعها على صورة فضائل الروح (القدس). ووضع فيها قوانين الفضائل والبصيرة، والمعرفة والفطنة، والإيمان، والمحبة والفضائل الأخرى بحسب صورة الروح.

وإلى الآن فإن الرب يمكن أن يأتي إليها ويكشف لها ذاته بالمعرفة والفطنة والمحبة والإيمان.
وقد وضع فيها فهمًا وملكات فكرية، ومشيئة وعقلاً مدبرًا. وقد جعلها أيضًا لطيفة جدًا وصيّرها خفيفة متحركة وغير خاضعة للتعب.

ووهبها
القدرة على المجيء والذهاب في لحظة، وأن تخدمه في أفكارها حيثما يشاء الروح. وبالإجمال فإنه خلقها لكي يصيّرها عروسًا له وتدخل في شركة معه، لكيما يلتصق بها ويصير “روحًا واحدًا” معها كما يقول الرسول “وأما من التصق بالرب فهو روح واحد” (1 كو 6: 17) الذي له المجد إلى الأبد آمين.

القديس مقاريوس الكببر
 

لمسة يسوع

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
3,281
مستوى التفاعل
1,685
النقاط
113
(1) إناء النفس أي أعماقها

العظة الثانية والأربعون

روح النعمة وروح الشر

ليست الأشياء الخارجية هي التي تنمى الإنسان أو تؤذيه، بل الداخلية أي روح النعمة أو من الجهة الأخرى روح خبث.

الروح القدس حصن النفس :

1ـ إذا افترضنا أن هناك مدينة عظيمة ولكنها هُجرت وهُدمت أسوارها وأخذها الأعداء، فإن عظمتها لا تنفعها شيئاً. بل لابد من عناية وحرص كثيرين يتناسبان مع عظمة المدينة، لذا ينبغي أن يكون لها
أبواب قوية حتى لا يستطيع العدو أن ينفذ إليها. وبنفس الطريقة فإن النفوس المُزينة بالمعرفة والفهم وحِدّة الفهم هي مثل المدن العظيمة. ولكن ينبغي أن نسأل هل هذه النفوس مُحصّنة بقوة الروح القدس حتى لا يستطيع الأعداء أن يدخلوا إليها ويخرّبوها. فإن حكماء العالم مثل أرسطو وأفلاطون وسقراط الذين كانوا ماهرين في المعرفة كانوا مثل مدن عظيمة ولكنهم كانوا في حالة خراب بسبب الأعداء لأن روح الله لم يكن فيهم.

2 ـ
ولكن كثيرين من بسطاء الناس الذين صاروا شركاء في النعمة، هم مثل مدن صغيرة ولكنها مُحصنة بقوة الصليب، وهؤلاء لا يسقطون من النعمة إلاّ لسببين: إما لأنهم لا يحتملون الشدائد التي تأتى عليهم، أو لأنهم يتذوقون لذّات الخطية ويستمرون فيها بلا توبة؟ فإن أولئك الذين يسيرون في طريق الملكوت لا يستطيعون أن يمضوا فيه بدون تجارب.

فلاحة النفس بالاحتمال والصبر:

وكما أنه في حالة الحمل وولادة الأطفال فإن المرأة الفقيرة والملكة كلتاهما تتوجعان بأوجاع مخاض واحدة، وأيضاً أرض الإنسان الغنى مثل أرض الفقير إن لم تنل التفليح اللازم لها فإنها لا تأتى بالثمر المناسب.
هكذا أيضاً في
فلاحة النفس فلا الإنسان الحكيم ولا الإنسان الغنى يملك في النعمة إلاّ بالصبر والاحتمال والشدائد والأتعاب، فإن حياة المسيحيين ينبغي أن تتحمل كل هذه، وكما أن العسل إذ هو حلو لا يظهر منه سم أو مرارة، هكذا فإن مثل هؤلاء المسيحيين هم مملؤون حلاوة وخيراً لكل الذين يقتربون منهم سواء كانوا صالحين أو أشراراً كما يقول الرب ” كونوا صالحين مثل أبيكم السماوي” (لو36:6، مت48:5).

خلع الإنسان العتيق ولبس الجديد :

إن الذي يؤذى الإنسان ويلوثه هو من الداخل لأنه ” من القلب تخرج الأفكار الشريرة” (مت19:15) هكذا يقول الرب، فإن الأشياء التي تنجس الإنسان هي من الداخل.

3 ـ
فإنه من الداخل يزحف روح الشر في داخل النفس، وهو يحاور العقل، وهو يغرى، هذا هو حجاب الظلمة، أي الإنسان العتيق (2كو 17:5). الذي ينبغي أن يخلعه أولئك الذين يهربون إلى الله، وينبغي أن يلبسوا الإنسان السماوي الجديد، الذي هو المسيح (أف22:4، كو8:3). إذن فلا يضر الإنسان أو يؤذيه شيء من الخارج وإنما يؤذيه فقط روح الظلمة الذي يسكن في القلب، حياً ونشطاً. لذلك ينبغي على كل واحد في هذه المعركة أن يحارب في أفكاره ضد الشر لكي يضئ المسيح في قلبه، الذي له المجد إلى الأبد، آمين

القديس مقاريوس الكبير
 
أعلى