الحرية التي لنا بالمسيح
يقول بولس الرسول في معرض تنبيهه من المتهودين ،
انظروا ان لا يكون احد يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطل حسب تقليد الناس حسب اركان العالم وليس حسب المسيح. فانه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديا. وانتم مملوؤون فيه الذي هو راس كل رياسة وسلطان.
فعندما بدأ المتهودين بادخال تعاليمهم وتقاليدهم ، للفكر المسيحي ، تصدّى له بولس الرسول بكل حزم ، متابعاً:
فلا يحكم عليكم احد في اكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال او سبت. التي هي ظل الامور العتيدة واما الجسد فللمسيح.
ومع أن موضوع الآيتين مختلف ، إلّا أنه يحمل ذات الجوهر : أن لا يُحكم علينا من جهة أي شيء ، لأن لنا الحرية الكاملة بالمسيح ...
ولكن هل تعني حريتي أن أسيء استخدامها متبعاً أهواء الجسد؟
يقول المسيح : سراج الجسد هو العين، إن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيراً ، فالواضح أن المسيح يدعونا أن نحفظ أعينا من أي نظرات لا تليق ، وأفكارنا نظيفة لأنه من فضلة القلب يتكلّم اللسان
وبذات الوقت فالمسيح لا يلوم المرأة لو أن الرجل نظر لها نظرة اشتهاء ، بل حمّل الرجل مسؤولية أفكاره ، حين قال: ومن نظر لإمرأة ليشتهيها ، فقد زنى بها في قلبه
المسيحية لا تعني قيود ، بل حرية مسؤولة ، فلا عادات ولا تقاليد أو موروثات اجتماعية يجب أن تحكمنا إن كانت تخالف الفكر المسيحي ، فنحنُ اليوم نحكم على المظهر متناسين قول المسيح في معرض انتقاده للفريسيين ، مشبّهاً إياهم كالقبور المبيضة ، جميلة من الخارج ، ولكنها مليانة موت من الداخل ...
يُتبع ...