الفتاتان: أسلمنا وتزوجنا بعقد شرعي وأنجبنا دون إكراهماريان تطلب مناظرة علي شاشة التليفزيون لمواجهة المتشككين </CENTER>ياسر نصر
'أبي الحبيب حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية الذي أشعر انه أبي كما هو بالنسبة لجميع المصريين، ردا علي مناشدتك لنا أنا 'ماريان نادر كمال وأختي كريستين نادر' بالعودة إلي أهلينا أعلم يا أبي الحبيب انك الوحيد الذي يستطيع أن يصل إلينا، ونحن لا نكره ذلك، ولكننا نناشدك بالله أنا وأختي أن تحفظ علينا ديننا الاسلام الذي اخترناه بارادتنا الحرة ونحبه كما نحب الحياة، وأن تحفظ علينا زوجينا وأبناءنا الذين أنجبناهم في الاسلام، بعقد زواج شرعي لا من زنا ولا سفاح، ونحن لسنا مخطوفتين ولا يعقل هذا ابدا، ولك يا أبي أن تأمر بمراجعة أقوالنا في محاضر شرطة مركز بلقاس، فهذه ليست المرة الأولي التي نغادر فيها بيتنا إلي الاسلام.
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=5 align=left border=0><TBODY><TR><TD><TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 align=top border=0><TBODY><TR><TD></TD></TR><TR><TD align=middle>كريستين وماريان</TD></TR></TBODY></TABLE></TD></TR></TBODY></TABLE>'أبي الحبيب حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية الذي أشعر انه أبي كما هو بالنسبة لجميع المصريين، ردا علي مناشدتك لنا أنا 'ماريان نادر كمال وأختي كريستين نادر' بالعودة إلي أهلينا أعلم يا أبي الحبيب انك الوحيد الذي يستطيع أن يصل إلينا، ونحن لا نكره ذلك، ولكننا نناشدك بالله أنا وأختي أن تحفظ علينا ديننا الاسلام الذي اخترناه بارادتنا الحرة ونحبه كما نحب الحياة، وأن تحفظ علينا زوجينا وأبناءنا الذين أنجبناهم في الاسلام، بعقد زواج شرعي لا من زنا ولا سفاح، ونحن لسنا مخطوفتين ولا يعقل هذا ابدا، ولك يا أبي أن تأمر بمراجعة أقوالنا في محاضر شرطة مركز بلقاس، فهذه ليست المرة الأولي التي نغادر فيها بيتنا إلي الاسلام.
أنا أحب أمي وأحب أبي وأحب جميع الناس مسلمين ومسيحيين، وأحب الاسلام أكثر من ذلك، انني خائفة جدا وأنا أري دولة تتحرك بكاملها من خلفي تطاردني.
أبي رئيس الجمهورية انني خائفة جدا وأحيا أنا وأختي في فزع لا يعلمه إلا الله، نناشدك بالله الذي تؤمن به أن تبسط حمايتك علينا وألا ترجعنا إلي ما نكره ونحن علي استعداد عند ذلك لمواجهة اعلام العالم لبيان الحقائق، اننا أحرار ولكننا خائفون جدا من المصير الذي لقيته كل فتاة أسلمت قبلنا، بابا حسني لا تتركنا في هذا الخوف إننا نحبك' ماريان وكريستين نادر كمال..
كانت هذه رسالة بريدية تلقتها الجريدة صباح الأحد الماضي عقب اذاعة برنامج الحقيقة للزميل وائل الابراشي علي قناة دريم مساء السبت قبل الماضي والذي تناول فيه 'أسلمة المسيحيات.. اختفاء أم اختطاف؟' واستضاف فيه المفكر القبطي جمال أسعد والمستشار نجيب جبرائيل وتليفونيا موريس صادق من أقباط المهجر، ووالدة الفتاتين، وقد أثارت الحلقة ردود فعل واسعة فما كان منا بعد وصول هذه الرسالة إلا أن بحثنا في الأمر خاصة بعد اهتمام الرئيس مبارك بنفسه بهذا الموضوع وتكليفه لوزير الداخلية بسرعة جمع المعلومات حول البنتين المختفتين وإعادتهما إلي أسرتهما، خاصة أن الوالدة اتهمت فيها شابين مسلمين باختطافهما بهدف اجبارهما علي اعتناق الاسلام، وأن هناك تخطيطا منظما في بلقاس لاسلمة الفتيات وأن ابنتيهما ليستا الوحيدتين، وأن هذين الشابين ليسافوق مستوي الشبهات وأن هناك أفرادا عرضوا عليهما مبالغ مالية مقابل خطف البنتين. لكن بيان وزارة الداخلية ذكر فيه ما يلي: ماريان نادر كمال سعد طالبة في الثانوي الفني ببلقاس ومقيمة في عزبة وابور النور في بندر بلقاس واختها كريستين طالبة في الثانوي ومقيمة في نفس العنوان.. قدم أهلهما في 27 سبتمبر 2002 بلاغا اتهموا فيه كلا من توفيق محمد توفيق 27 سنة سائق ومقيم في عزبة أبوعطية.. والسيد محمد أحمد ابرهيم سائق عمره 25 سنة ومقيم في نفس العنوان.
وقالت الأسرة في البلاغ إن السائقين اختطفا الفتاتين ولكن كريستين الصغري عادت وقالت انها غادرت البيت بسبب خلاف مع الأهل، ونفت واقعة الاختطاف، وتم تحرير محضر بذلك تحت رقم 13005 اداري بلقاس لسنة 2002، وتنازل الوالد عن البلاغ، وعادت شقيقتها بعد ما يزيد علي عام، وفي 2/12/2003 أبلغت الأسرة مركز بلقاس باختطاف البنتين، وتم تحرير محضر رقم 44 أحوال لسنة .2003
وقال البيان إن ماريان وكريستين سبق لهما الغياب عن البيت اكثر من مرة وأنهما علي خلاف دائم مع الأسرة، وأن الشابتين علي علاقة مع الشابين، وانهما ارتبطا بالزواج منهما، وأنهم دائمو التنقل بين المحافظات تحسبا لتعرض أهل الفتاتين لهم.
وعلي الرغم من تصريحات السيدة ماري بولاق والدة الشابتين وهي موظفة في المجلس المحلي لمدينة بلقاس حيث شرحت الملابسات قائلة: في البداية اختفت ماريان بصبحة سائق اسمه توفيق محمد السكران، وعادت بعد أن ابلغت عن اختفائها ب 27 يوما.. ثم عادت بعد سنة واختفت مرة أخري هي وأختها ولا أعرف أين هما منذ ذلك الوقت.
ولم تنس ماري أن تشير إلي الاختلاف الاجتماعي بين ابنتها الكبري والسائق الذي تعرف عليها.
الحقيقة
وفي خضم هذه الفوضي، جاء الدور علي بطلتي القصة لتقولا الحقيقة كاملة عبر جريدة 'الأسبوع'، فأرسلتا إلينا 'سي دي' تضمن كل التفاصيل بداية بمجموعة صور حديثة لبطلتي الواقعة بعد اسلامهما واقرارات كتابية تنفيان فيها ما تردد عن الاختطاف وتؤكدان: ذهبنا مع زوجينا بمحض ارادتنا، وأن أحدا لم يكرهنا علي شيء، واحتوي ال 'سي. دي' أيضا علي تسجيل فيديو للفتاتين.
وبدأت ماريان الحديث قائلة 'انا ماريان نادر كمال بنت السيدة التي ظهرت في برنامج الحقيقة وادعت اننا اختطفنا، وهذا الكلام غير صحيح، لاننا ذهبنا بمحض ارادتنا، وكنت مرتبطة بزوجي الذي تزوجت به الآن عاطفيا، وعشنا في بيت اسلامي في صعيد مصر، ووجدت ان الاسلام هو دين الحق، ولن أعود إلي المسيحية مرة أخري، أقول هذا الكلام بعيدا عن أي تأثير أو تهديد، وأنا لست مربوطة أو مخطوفة.
وأضافت ماريان انه ليس من المعقول أن تكون هناك واحدة لها سنتان أو أكثر مخطوفة وعايشة بشكل طبيعي، كما انني معي طفل وأحب زوجي.
وقالت انها لا تريد أن ترجع مرة أخري لانها وشقيقتها اسلمتا واشهرتا اسلامهما ونطقتا بالشهادتين.
وردت علي كلام والدتها بقولها: 'نعيش حياة طبيعية جدا، وياريت يسيبونا في حالنا، احنا مش راجعين تاني خالص'.
وقالت انها واختها لا تريدان مصير وفاء قسطنطين أو غيرها من الموجودات في الاديرة ولا أحد يعرف ما هو مصيرهن!
وأضافت أنا أسلمت ونطقت بالشهادتين، ولا أريد أن أحيا مطاردة أنا وزوجي وطفلي، كل يوم في مكان وبلد.. لماذا؟!
وقالت ماريان انها مستعدة لأي مناظرة مع أي أحد، أو أي رجل دين مسيحي علي أن تذاع علي أي قناة تليفزيونية ليسمعنا العالم كله.
وأنا لن ارتد، ولو اكرهوني علي ذلك مثل الكثيرات سأحتكم إلي كل من علم بقصتي أنا وأختي أمام الله يوم القيامة.
واختتمت بقولها: استحلفكم بالله، أنا وطفلي وزوجي نعيش مطاردين في بلدنا، لم نسرق أو نقتل، أنا اسلمت فقط، ونحن نعيش في دولة اسلامية، أين الشرع والقانون وحقوق الانسان؟ حرام عليكم.. اتقوا الله فينا.. نفس الكلام تقريبا جاء علي لسان كريستين الأخت الصغري التي اختتمت كلامها بثقة قائلة: 'اسلمنا والحمد لله، ولن نترك أولادنا ولا أزواجنا، ولن نترك ديننا' ثم نطقت مثل شقيقتها بالشهادتين.
اعتراف متأخر
المفكر القبطي جمال أسعد يلفت انتباهنا إلي اعتراف الأم بهروب ابنتيها مع الشابين علي خلفية علاقة عاطفية مع السائقين، وتحديدا من خلال التوك توك الذي كانتا تستخدمانه لتوصيلهما للمدرسة، ذلك الاعتراف لم تنطق به السيدة في البرنامج، ولكن اضطرت لذلك بعد بيان وزارة الداخلية الذي أوضح ان اختفاء الفتاتين نتيجة علاقة عاطفية. وبهذا تصبح القضية واضحة حيث إن الاختفاء ناتج عن طريق علاقة عاطفية بين الفتاتين والشابين وهروبهما للزواج بالشابين بارادتهما، لكن لو كان هناك اكراه لما عادتا مرة أخري وهربتا معهما.
وأضاف أسعد لا توجد أدني شبهة اختطاف قسري أو استعمال ما يسمي بالاكراه للاسلام، لكن مثل هذه القصص يستغلها اقباط المهجر بالدعاوي الكاذبة، وأنه عند توضيح الحقائق فانهم يشنون حربا يستخدمون فيها اقذر اسلحتهم وألفاظهم علي النت، بدا هذا بوضوح فيما نشره منتدي قراء موقع 'الاقباط المتحدون' علي شبكة الانترنت بعد عرض البرنامج والذي حاولت فيه توضيح الصورة للرأي العام، والرد علي شبهات اقباط المهجر وموريس صادق، ولرفضه الرضوخ لأكاذيب أقباط المهجر وغيرهم ممن لهم مصالح في الضغط علي النظام في مصر.
وأضاف أسعد: ماريان وكريستين اختارتا الاسلام ولا أحد يستطيع أن يردهما عن ذلك فهو حقهما وحرية العقيدة منصوص عليها في الدستور.
مسئولية الدولة
ويؤكد الدكتور أحمد بلال مهران استاذ الشريعة بحقوق القاهرة ان حماية الفتاتين وغيرهما ممن يدخلن إلي الاسلام بمحض ارادتهن هي مسئولية الدولة بالدرجة الأولي وأجهزتها التنفيذية، ولابد ان تتبني موقف الحماية لهن، لاننا في دولة اسلامية يحكمها قانون ودستور ولابد من تطبيقه لكفالة حرية العقيدة وحتي لا يكره أحد علي اعتناق دين أو الارتداد عنه.
وأضاف انه مهما كان هناك تضامن من الأفراد والمجتمع ما لم تتضامن الأجهزة التنفيذية معهما فإن ذلك لن ينتهي إلي نتائج، فعلي الحكومة حماية هذه الأسرة، خاصة أن هناك الكثير من المغرضين الذين يصورون للعالم الخارجي أن الحكومة هي التي تجبر الفتيات علي دخول الاسلام وذلك من قبل اقباط المهجر، فما يكون من الحكومة إلا أنها تعيد الفتيات اللاتي اسلمن للرد علي ذلك، هذا ما حدث مع وفاء قسطنطين وفتاتي الفيوم وغيرهن.
وأوضح مهران أنه من الواجب علي شيخ الأزهر التدخل وكذلك مجمع البحوث الاسلامية ووزارة الأوقاف، وأن لا يكونوا سلبيين ويقفوا موقف المتفرج، ولا يقدموا شيئا في مثل هذه المواقف.
كما أكد الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق انهما أعلنتا اسلامهما ووجب علي الشرطة حمايتهما، وأن عليهما أن تقوما بتسجيل اسلامهما إذا لم تكونا قد فعلتا ذلك.
وقال واصل إن لكل حالة ظروفها الخاصة، وأن ردة الفتيات اللاتي عدن إلي الكنيسة مرة أخري كان لادعائهن أنهن أكرهن وهكذا الظاهر وفيما يخص هاتين الحالتين فإن الأمر يختلف خاصة انهما اسلمتا وانجبتا وهما في الاسلام.
وأضاف أن الأمر ليس به مشاكل، لانهما ليستا أول من دخلن الاسلام، فهناك الكثيرات ومعهن وثائق وحياتهن آمنة، فمجرد اعلانهما في وسائل الاعلام، أصبح من الواجب تأمينهما بكل الوسائل، فالدولة تحمي العقائد والمسألة هنا مكفولة، خاصة أنهما أنجبتا ومادام هناك زواج شرعي بعقد شرعي فان الأمر يسير، لأنه أصبح هناك أسرة رسمية ويجب الدفاع عنهما وأن تؤمن لهما حياتهما، وإذا لم تسجلا رسميا فعليهما أن تقوما بذلك.
أهالي بلقاس:
ارفعوا أيديكم عن وفاء وماريان وكريستين
خيري عنتر:
دخلت بلقاس دائرة الضوء، وصارت لدي أهلها حكاية مثيرة عن ثلاث فتيات مسيحيات دخلن الإسلام، وثلاث أسر مسيحية صارت هدفا للمنظمات الدولية المشبوهة ولجماعات أقباط المهجر، لاستكمال حكايات الكذب والتلفيق عن الأقباط المضطهدين في بلادهم.
الأولي والثانية هما ماريان وكريستين، والثالثة هي وفاء مدين عبد المسيح، المتزوجة من يوسف عبد الرازق الطحان أم عمر الذي ولد قبل أن يلقي القبض علي أمه بأيام.
يتداول الناس في بلقاس تفاصيل العلاقة العاطفية التي جمعت الشقيقتين بسائقي التوك توك: توفيق وعمار.. وانتهت بدخولهما الإسلام ثم الزواج.
ويتداول الناس أيضا أوراقا وسي دي عليه كل التفاصيل، مما منح الحكاية بعدا تكنولوجيا جديدا، فما أسهل نشر الحقيقة الآن، ومواجهة طوفان الكذب والزور صارت ممكنة.
'الأسبوع' كانت هناك.. في بيوت بلقاس، ترصد وقائع ما يجري وتتابع ردود فعل الأهالي، بدءا من حلقة برنامج 'الحقيقة' ومكالمة الرئيس وحتي تحرك الشرطة لإلقاء القبض علي والدي الشابين توفيق وعمار في اليوم التالي لإذاعة البرنامج.
التقت 'الأسبوع' بهما فور الإفراج عنهما يوم الأربعاء الماضي وتبين من مناقشة محمد أحمد إبراهيم والد عمار أنه وراء الكشف عن مكان اختفاء ابنه وصديقه توفيق. أما محمد توفيق سعد السكران والد توفيق المقبوض عليه الآخر وبعد الإفراج عنه يوم الأربعاء الماضي أيضا فأكد لنا عدم علمه بتفاصيل الموضوع لأنه مقيم بلبنان منذ ثلاثين عاما ومتزوج من سيدة مسيحية هناك أنجب منها بنتا مسلمة اسمها حبيبة اصطحبها لزيارة أسرته وزوجته الأولي أم توفيق في بلقاس ففوجئ بالقبض عليه.
واللافت للنظر أيضا أن والد عمار متعهد حفلات ويعمل في مجال الموسيقي والأفراح.
هذا يقودنا إلي أن كلا من توفيق وعمار ليس لهما أي نشاط ديني والعلاقة التي ربطتهما بالشقيقتين المسيحيتين كانت علاقة عاطفية.
الصورة العامة في مدينة بلقاس لا تخرج عن الاهتمام بهذه المشكلة، خاصة بعدما ألقي الأمن القبض علي عدد من المواطنين أبرزهم الشيخ علي إبراهيم علي مدير الجمعية الأهلية لمسجد الإدارة الزراعية منذ الاثنين الماضي ومع انتشار رجال الأمن في الشوارع أصبح معظم الأهالي لا يتحدثون في هذا الموضوع إلا في الحجرات المغلقة خشية إلقاء القبض عليهم إلا أن بعض الأهالي أخرجوا أنفسهم من هذا الحصار وقرروا الجلوس أمام شاشات الكمبيوتر لمتابعة اعترافات الفتيات الثلاثة التي تأثر بها الجميع.
تجولت 'الأسبوع' في شوارع بلقاس والتقت أسر الشباب الثلاث حيث يسكن كل من الصديقين توفيق وعمار بمنزلين متجاورين بمنطقة شعبية في مدخل مدينة بلقاس اسمها عزبة أبو عطية. أما الشاب الثالث يوسف فيسكن في حارة هاجر بجواز مزلقان السكة الحديد في مدينة بلقاس.
وفي منزل توفيق محمد توفيق سعد السكران أحد المختفين والذي يصل عمره إلي 27 عاما تحدث شقيقه علاء وقال: إن توفيق كان يعمل في ورشة لتصنيع أبواب الصاج وهي مهنته منذ أن كان عمره 11 عاما واستمر بها حتي التحق بالخدمة العسكرية.
وأضاف أن شقيقه من خلال بعض مساعدات الأهالي استطاع شراء توك توك ومن خلاله تعرف علي ماريان وكريستين منذ أن كانتا بالمدرسة الإعدادية وكان يقوم بتوصيلهما إليها وإلي الدروس الخصوصية بشكل يومي وفي حالة تأخره كانت والدتهما تطلب توفيق علي تليفونه المحمول لتوصيلهما.. وفي بعض الفترات كان يعطي التوك توك لصديقه السيد الذي كان يلازمه أحيانا.. ومن هنا نشأت علاقة عاطفية بين شقيقي توفيق وماريان وأيضا صديقه السيد وشهرته عمار مع كريستين.
يشير علاء إلي أن العلاقة تطورت وكبرت بين الأربعة ومعها أبدت كل من ماريان وكريستين رغبتهما في اعتناق الإسلام والزواج من توفيق والسيد ثم اختفوا جميعا لمدة ثلاثة شهور قامت خلالها كريستين وماريان بالاتصال تليفونيا بوالدتهما لتخبراها باعتناقهما الإسلام واعتزامهما الزواج من توفيق والسيد وطلبتا من والدتهما عدم المساس بهما أو تحريض الشرطة ضد توفيق والسيد في حالة عودتهما.
ويقول علاء: إن الوالدة بالفعل استجابت لطلب ابنتيها واتفقت مع الشرطة علي عدم التعرض لهما في حالة العودة.. وبالفعل حضرت كريستين وشقيقتها ماريان واعترفتا بمحضر الشرطة المقدم من والدتهما بعدم التعرض للخطف وأن اختفاءهما بمحض إرادتهما وعندها تم تسليمهما لأسرتهما كما تم تسليم توفيق والسيد لأسرتيهما أيضا.
وتكمل والدة توفيق قائلة: إن ماريان بعد عودتها وشقيقتها لأهلها كانت تتحدث مع توفيق تليفونيا لتؤكد له أنها تصوم وتصلي وتقرأ القرآن وكانت أمها تعاقبها بعدم الخروج.. وتضيف أنه بعد مرور عدة شهور اختفي الأربعة مرة أخري وعندها أبلغت أم ماريان وكريستين الشرطة التي ألقت القبض عليٌ أنا وأم علاء وشقيقته وزوج شقيقته.
تضيف والدة توفيق إنه اتصل بعد مرور عام من الاختفاء تليفونيا فلم أصدق في بداية الأمر لاعتقادي أنه توفي وقال لي: تزوجت ماريان وأنجبت منها علي، وعمار تزوج من كريستين وأنجب منها أميرة وطلبت منه رؤيته فوعدني وبالفعل ذهبت للمكان المختفي به وزرته للاطمئنان عليه هو وزجته وابنه أكثر من مرة ولكني صدمت بعد إلقاء القبض عليه ولذلك أطالب بالإفراج عن ابني وزوجته وطفلهما.. مؤكدة أنها لن تتنازل عن زوجة ابنها ومتمسكة بها هي وطفلها علي.
أما والد توفيق الذي ألقي القبض عليه فالتقيناه فور الإفراج عنه يوم الأربعاء الماضي فقال: أنا مقيم في لبنان منذ ثلاثين عاما ومتزوج من لبنانية مسيحية هناك بخلاف زوجتي الأولي أم توفيق أنجبت منها حبيبة 12 عاما اصطحبتها معي من لبنان للتعرف علي أهلنا في بلقاس وأثناء حضوري الشهر الماضي فوجئت باختفاء ابني توفيق وعلمت أنه أحب ماريان وتزوجها واختفيا خوفا علي حياة زوجته وقال إنه تم إلقاء القبض عليه يوم الأحد الماضي بعدما ظهر في قناة دريم بخصوص هذا الموضوع وأفرج عنه الأربعاء الماضي.. مؤكدا أن الأمن تعامل معه بشكل متحضر ولم يتعرض لأي إيذاء وتسا ءل: لماذا تقوم الدنيا ولا تقعد حينما يتزوج مسلم من مسيحية في مصر بينما هو تزوج علي زوجته المسلمة في بلقاس من مسيحية في لبنان ولم يحدث أي شيء هناك إطلاقا؟ مؤكدا أنها مازالت علي ديانتها حسب رغبتها رغم أن ابنته حبيبة التي أنجبها منها مسلمة.
وهنا تدخلت الطفلة حبيبة اللبنانية الأصل وطالبت بالإفراج عن شقيقها توفيق وزوجته ماريان وابن شقيقها علي وأكدت أن أمها المسيحية اللبنانية تتضامن معها في مطالبة المسئولين بالإفراج عن شقيقها.
وأشارت حبيبة إلي أنها تنوي استكمال دراستها في الصف السادس هنا في بلقاس وتترك لبنان لتعيش بجوار شقيقيها توفيق وعلاء لأنها تعشق مصر وتعشق الإسلام وفخورة بزواج شقيقها من زوجة مسيحية اعتنقت الإسلام.
وتحدثت زوجة والد يوسف عبدالرازق الطحان قائلة: أنا تزوجت عبدالرازق بعد وفاة أم يوسف وكان عمره حوالي خمس سنوات وأنا اللي ربيته وكان بيصلي وعارف ربنا وكان مكافح ودخله كويس وفجأة اختفي منذ حوالي عام وسمعنا أنه تزوج.
أحد أصدقاء يوسف أكد لنا أن والد يوسف يعمل سائق توك توك وشقيقه الأكبر متزوج منذ ثلاثة شهور وله شقيقان أصغر منه وهو يعيش في منزل بحارة هاجر بجوار مزلقان السكة الحديد، وقصة زواجه من وفاء مدون عبد المسيح بدأت عندما نشأت بينه وبينها قصة حب من خلال التعرف عليها أثناء عملها بإحدي المكتبات وكانت تركب معه في التوك توك الذي يقوده وتعرف عليها واتفقا علي الزواج بعد أن أعلنت إسلامها وأنجب منها طفلا منذ أيام اسمه عمرو الذي ولدا تحديدا قبل إلقاء القبض عليها وزوجها بيوم واحد، مشيرا إلي أنه كان يعيش في كوم حمادة بشقة هناك وله ورشة لإصلاح التوك توك بعد أن اتصل به توفيق عمار اللذان استقرا هناك أيضا بزوجتيهما حتي تم إلقاء القبض عليهم جميعا يوم الأحد الماضي كان توفيق وعمار يعملان في إصلاح التوك توك في شارع السد بكوم حمادة بجوار مدرسة محمد عيسي موسي وكل من الثلاثة كافح من أجل تحسين الدخل والإنفاق علي الأسرة.
أما الحاج محمد محمد أحمد إبراهيم الذي يعمل متعهد حفلات فيقول: ابني السيد وشهرته عمار حاصل علي دبلوم تجارة وملوش مشاكل مع حد وأنا بصراحة خايف اتكلم لأني كنت محبوس منذ إذاعة برنامج دريم وعاملوني معاملة قاسية وأنا لسه مفرج عني دلوقتي حالا ونبهوا عليٌ بعدم الكلام وقالوا لي: خليك أخرس لا تتكلم مع أحد.
سألناه: كيف يعاملونك بقسوة بينما محمد توفيق سعد السكران والد توفيق الذي ألقي القبض عليه معك في نفس التوقيت وأفرج عنه معك في نفس يوم الأربعاء الذي خرجت فيه عومل بشكل جيد وشكرهم علي ذلك؟! فقال: إن والد توفيق كان في لبنان منذ عشرات السنين ولم يأت إلا منذ شهرين تقريبا ولا يعرف شيئا عن قصة اختفاء نجله والأمن يعلم ذلك ولهذا تعاملوا معهم بشكل أفضل من التعامل معي.
أما والدة السيد الشهير بعمار فأكدت لنا أنها كانت تزور ابنها في كوم حمادة في نفس توقيت إذاعة برنامج دريم وأضافت: ابني لم يختف وكل الناس بتزوره وعارفة مكانه وكانوا عايزين يعملوا البطاقة هو وتوفيق والسيد لزوجاتهم ويشهروا إسلامهم ولكن كانوا خائفين من الأمن وطالبت بالإفراج عن ابنها وزوجته وطفلته أميرة. كما طالبت بالإفراج عن زملائه وزوجاتهم وأطفالهم أيضا.
ثم تعود والدة توفيق للحديث مرة أخري لتقول: قبل اختفاء ابني كنت مريضة بالمستشفي وزارني وقال: ادعيلي أنا مسافر مصر وبعدها اختفي منذ عامين وحتي إلقاء القبض عليه واستاءت من والدة ماريان أثناء تقديمها صور بنتيها وهما طفلان في قناة دريم وتساءلت: كيف تكونان طفلتين في نفس الوقت خطبتهما وجهزتهما للزواج؟
'أبي الحبيب حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية الذي أشعر انه أبي كما هو بالنسبة لجميع المصريين، ردا علي مناشدتك لنا أنا 'ماريان نادر كمال وأختي كريستين نادر' بالعودة إلي أهلينا أعلم يا أبي الحبيب انك الوحيد الذي يستطيع أن يصل إلينا، ونحن لا نكره ذلك، ولكننا نناشدك بالله أنا وأختي أن تحفظ علينا ديننا الاسلام الذي اخترناه بارادتنا الحرة ونحبه كما نحب الحياة، وأن تحفظ علينا زوجينا وأبناءنا الذين أنجبناهم في الاسلام، بعقد زواج شرعي لا من زنا ولا سفاح، ونحن لسنا مخطوفتين ولا يعقل هذا ابدا، ولك يا أبي أن تأمر بمراجعة أقوالنا في محاضر شرطة مركز بلقاس، فهذه ليست المرة الأولي التي نغادر فيها بيتنا إلي الاسلام.
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=5 align=left border=0><TBODY><TR><TD><TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 align=top border=0><TBODY><TR><TD></TD></TR><TR><TD align=middle>كريستين وماريان</TD></TR></TBODY></TABLE></TD></TR></TBODY></TABLE>'أبي الحبيب حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية الذي أشعر انه أبي كما هو بالنسبة لجميع المصريين، ردا علي مناشدتك لنا أنا 'ماريان نادر كمال وأختي كريستين نادر' بالعودة إلي أهلينا أعلم يا أبي الحبيب انك الوحيد الذي يستطيع أن يصل إلينا، ونحن لا نكره ذلك، ولكننا نناشدك بالله أنا وأختي أن تحفظ علينا ديننا الاسلام الذي اخترناه بارادتنا الحرة ونحبه كما نحب الحياة، وأن تحفظ علينا زوجينا وأبناءنا الذين أنجبناهم في الاسلام، بعقد زواج شرعي لا من زنا ولا سفاح، ونحن لسنا مخطوفتين ولا يعقل هذا ابدا، ولك يا أبي أن تأمر بمراجعة أقوالنا في محاضر شرطة مركز بلقاس، فهذه ليست المرة الأولي التي نغادر فيها بيتنا إلي الاسلام.
أنا أحب أمي وأحب أبي وأحب جميع الناس مسلمين ومسيحيين، وأحب الاسلام أكثر من ذلك، انني خائفة جدا وأنا أري دولة تتحرك بكاملها من خلفي تطاردني.
أبي رئيس الجمهورية انني خائفة جدا وأحيا أنا وأختي في فزع لا يعلمه إلا الله، نناشدك بالله الذي تؤمن به أن تبسط حمايتك علينا وألا ترجعنا إلي ما نكره ونحن علي استعداد عند ذلك لمواجهة اعلام العالم لبيان الحقائق، اننا أحرار ولكننا خائفون جدا من المصير الذي لقيته كل فتاة أسلمت قبلنا، بابا حسني لا تتركنا في هذا الخوف إننا نحبك' ماريان وكريستين نادر كمال..
كانت هذه رسالة بريدية تلقتها الجريدة صباح الأحد الماضي عقب اذاعة برنامج الحقيقة للزميل وائل الابراشي علي قناة دريم مساء السبت قبل الماضي والذي تناول فيه 'أسلمة المسيحيات.. اختفاء أم اختطاف؟' واستضاف فيه المفكر القبطي جمال أسعد والمستشار نجيب جبرائيل وتليفونيا موريس صادق من أقباط المهجر، ووالدة الفتاتين، وقد أثارت الحلقة ردود فعل واسعة فما كان منا بعد وصول هذه الرسالة إلا أن بحثنا في الأمر خاصة بعد اهتمام الرئيس مبارك بنفسه بهذا الموضوع وتكليفه لوزير الداخلية بسرعة جمع المعلومات حول البنتين المختفتين وإعادتهما إلي أسرتهما، خاصة أن الوالدة اتهمت فيها شابين مسلمين باختطافهما بهدف اجبارهما علي اعتناق الاسلام، وأن هناك تخطيطا منظما في بلقاس لاسلمة الفتيات وأن ابنتيهما ليستا الوحيدتين، وأن هذين الشابين ليسافوق مستوي الشبهات وأن هناك أفرادا عرضوا عليهما مبالغ مالية مقابل خطف البنتين. لكن بيان وزارة الداخلية ذكر فيه ما يلي: ماريان نادر كمال سعد طالبة في الثانوي الفني ببلقاس ومقيمة في عزبة وابور النور في بندر بلقاس واختها كريستين طالبة في الثانوي ومقيمة في نفس العنوان.. قدم أهلهما في 27 سبتمبر 2002 بلاغا اتهموا فيه كلا من توفيق محمد توفيق 27 سنة سائق ومقيم في عزبة أبوعطية.. والسيد محمد أحمد ابرهيم سائق عمره 25 سنة ومقيم في نفس العنوان.
وقالت الأسرة في البلاغ إن السائقين اختطفا الفتاتين ولكن كريستين الصغري عادت وقالت انها غادرت البيت بسبب خلاف مع الأهل، ونفت واقعة الاختطاف، وتم تحرير محضر بذلك تحت رقم 13005 اداري بلقاس لسنة 2002، وتنازل الوالد عن البلاغ، وعادت شقيقتها بعد ما يزيد علي عام، وفي 2/12/2003 أبلغت الأسرة مركز بلقاس باختطاف البنتين، وتم تحرير محضر رقم 44 أحوال لسنة .2003
وقال البيان إن ماريان وكريستين سبق لهما الغياب عن البيت اكثر من مرة وأنهما علي خلاف دائم مع الأسرة، وأن الشابتين علي علاقة مع الشابين، وانهما ارتبطا بالزواج منهما، وأنهم دائمو التنقل بين المحافظات تحسبا لتعرض أهل الفتاتين لهم.
وعلي الرغم من تصريحات السيدة ماري بولاق والدة الشابتين وهي موظفة في المجلس المحلي لمدينة بلقاس حيث شرحت الملابسات قائلة: في البداية اختفت ماريان بصبحة سائق اسمه توفيق محمد السكران، وعادت بعد أن ابلغت عن اختفائها ب 27 يوما.. ثم عادت بعد سنة واختفت مرة أخري هي وأختها ولا أعرف أين هما منذ ذلك الوقت.
ولم تنس ماري أن تشير إلي الاختلاف الاجتماعي بين ابنتها الكبري والسائق الذي تعرف عليها.
الحقيقة
وفي خضم هذه الفوضي، جاء الدور علي بطلتي القصة لتقولا الحقيقة كاملة عبر جريدة 'الأسبوع'، فأرسلتا إلينا 'سي دي' تضمن كل التفاصيل بداية بمجموعة صور حديثة لبطلتي الواقعة بعد اسلامهما واقرارات كتابية تنفيان فيها ما تردد عن الاختطاف وتؤكدان: ذهبنا مع زوجينا بمحض ارادتنا، وأن أحدا لم يكرهنا علي شيء، واحتوي ال 'سي. دي' أيضا علي تسجيل فيديو للفتاتين.
وبدأت ماريان الحديث قائلة 'انا ماريان نادر كمال بنت السيدة التي ظهرت في برنامج الحقيقة وادعت اننا اختطفنا، وهذا الكلام غير صحيح، لاننا ذهبنا بمحض ارادتنا، وكنت مرتبطة بزوجي الذي تزوجت به الآن عاطفيا، وعشنا في بيت اسلامي في صعيد مصر، ووجدت ان الاسلام هو دين الحق، ولن أعود إلي المسيحية مرة أخري، أقول هذا الكلام بعيدا عن أي تأثير أو تهديد، وأنا لست مربوطة أو مخطوفة.
وأضافت ماريان انه ليس من المعقول أن تكون هناك واحدة لها سنتان أو أكثر مخطوفة وعايشة بشكل طبيعي، كما انني معي طفل وأحب زوجي.
وقالت انها لا تريد أن ترجع مرة أخري لانها وشقيقتها اسلمتا واشهرتا اسلامهما ونطقتا بالشهادتين.
وردت علي كلام والدتها بقولها: 'نعيش حياة طبيعية جدا، وياريت يسيبونا في حالنا، احنا مش راجعين تاني خالص'.
وقالت انها واختها لا تريدان مصير وفاء قسطنطين أو غيرها من الموجودات في الاديرة ولا أحد يعرف ما هو مصيرهن!
وأضافت أنا أسلمت ونطقت بالشهادتين، ولا أريد أن أحيا مطاردة أنا وزوجي وطفلي، كل يوم في مكان وبلد.. لماذا؟!
وقالت ماريان انها مستعدة لأي مناظرة مع أي أحد، أو أي رجل دين مسيحي علي أن تذاع علي أي قناة تليفزيونية ليسمعنا العالم كله.
وأنا لن ارتد، ولو اكرهوني علي ذلك مثل الكثيرات سأحتكم إلي كل من علم بقصتي أنا وأختي أمام الله يوم القيامة.
واختتمت بقولها: استحلفكم بالله، أنا وطفلي وزوجي نعيش مطاردين في بلدنا، لم نسرق أو نقتل، أنا اسلمت فقط، ونحن نعيش في دولة اسلامية، أين الشرع والقانون وحقوق الانسان؟ حرام عليكم.. اتقوا الله فينا.. نفس الكلام تقريبا جاء علي لسان كريستين الأخت الصغري التي اختتمت كلامها بثقة قائلة: 'اسلمنا والحمد لله، ولن نترك أولادنا ولا أزواجنا، ولن نترك ديننا' ثم نطقت مثل شقيقتها بالشهادتين.
اعتراف متأخر
المفكر القبطي جمال أسعد يلفت انتباهنا إلي اعتراف الأم بهروب ابنتيها مع الشابين علي خلفية علاقة عاطفية مع السائقين، وتحديدا من خلال التوك توك الذي كانتا تستخدمانه لتوصيلهما للمدرسة، ذلك الاعتراف لم تنطق به السيدة في البرنامج، ولكن اضطرت لذلك بعد بيان وزارة الداخلية الذي أوضح ان اختفاء الفتاتين نتيجة علاقة عاطفية. وبهذا تصبح القضية واضحة حيث إن الاختفاء ناتج عن طريق علاقة عاطفية بين الفتاتين والشابين وهروبهما للزواج بالشابين بارادتهما، لكن لو كان هناك اكراه لما عادتا مرة أخري وهربتا معهما.
وأضاف أسعد لا توجد أدني شبهة اختطاف قسري أو استعمال ما يسمي بالاكراه للاسلام، لكن مثل هذه القصص يستغلها اقباط المهجر بالدعاوي الكاذبة، وأنه عند توضيح الحقائق فانهم يشنون حربا يستخدمون فيها اقذر اسلحتهم وألفاظهم علي النت، بدا هذا بوضوح فيما نشره منتدي قراء موقع 'الاقباط المتحدون' علي شبكة الانترنت بعد عرض البرنامج والذي حاولت فيه توضيح الصورة للرأي العام، والرد علي شبهات اقباط المهجر وموريس صادق، ولرفضه الرضوخ لأكاذيب أقباط المهجر وغيرهم ممن لهم مصالح في الضغط علي النظام في مصر.
وأضاف أسعد: ماريان وكريستين اختارتا الاسلام ولا أحد يستطيع أن يردهما عن ذلك فهو حقهما وحرية العقيدة منصوص عليها في الدستور.
مسئولية الدولة
ويؤكد الدكتور أحمد بلال مهران استاذ الشريعة بحقوق القاهرة ان حماية الفتاتين وغيرهما ممن يدخلن إلي الاسلام بمحض ارادتهن هي مسئولية الدولة بالدرجة الأولي وأجهزتها التنفيذية، ولابد ان تتبني موقف الحماية لهن، لاننا في دولة اسلامية يحكمها قانون ودستور ولابد من تطبيقه لكفالة حرية العقيدة وحتي لا يكره أحد علي اعتناق دين أو الارتداد عنه.
وأضاف انه مهما كان هناك تضامن من الأفراد والمجتمع ما لم تتضامن الأجهزة التنفيذية معهما فإن ذلك لن ينتهي إلي نتائج، فعلي الحكومة حماية هذه الأسرة، خاصة أن هناك الكثير من المغرضين الذين يصورون للعالم الخارجي أن الحكومة هي التي تجبر الفتيات علي دخول الاسلام وذلك من قبل اقباط المهجر، فما يكون من الحكومة إلا أنها تعيد الفتيات اللاتي اسلمن للرد علي ذلك، هذا ما حدث مع وفاء قسطنطين وفتاتي الفيوم وغيرهن.
وأوضح مهران أنه من الواجب علي شيخ الأزهر التدخل وكذلك مجمع البحوث الاسلامية ووزارة الأوقاف، وأن لا يكونوا سلبيين ويقفوا موقف المتفرج، ولا يقدموا شيئا في مثل هذه المواقف.
كما أكد الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق انهما أعلنتا اسلامهما ووجب علي الشرطة حمايتهما، وأن عليهما أن تقوما بتسجيل اسلامهما إذا لم تكونا قد فعلتا ذلك.
وقال واصل إن لكل حالة ظروفها الخاصة، وأن ردة الفتيات اللاتي عدن إلي الكنيسة مرة أخري كان لادعائهن أنهن أكرهن وهكذا الظاهر وفيما يخص هاتين الحالتين فإن الأمر يختلف خاصة انهما اسلمتا وانجبتا وهما في الاسلام.
وأضاف أن الأمر ليس به مشاكل، لانهما ليستا أول من دخلن الاسلام، فهناك الكثيرات ومعهن وثائق وحياتهن آمنة، فمجرد اعلانهما في وسائل الاعلام، أصبح من الواجب تأمينهما بكل الوسائل، فالدولة تحمي العقائد والمسألة هنا مكفولة، خاصة أنهما أنجبتا ومادام هناك زواج شرعي بعقد شرعي فان الأمر يسير، لأنه أصبح هناك أسرة رسمية ويجب الدفاع عنهما وأن تؤمن لهما حياتهما، وإذا لم تسجلا رسميا فعليهما أن تقوما بذلك.
أهالي بلقاس:
ارفعوا أيديكم عن وفاء وماريان وكريستين
خيري عنتر:
دخلت بلقاس دائرة الضوء، وصارت لدي أهلها حكاية مثيرة عن ثلاث فتيات مسيحيات دخلن الإسلام، وثلاث أسر مسيحية صارت هدفا للمنظمات الدولية المشبوهة ولجماعات أقباط المهجر، لاستكمال حكايات الكذب والتلفيق عن الأقباط المضطهدين في بلادهم.
الأولي والثانية هما ماريان وكريستين، والثالثة هي وفاء مدين عبد المسيح، المتزوجة من يوسف عبد الرازق الطحان أم عمر الذي ولد قبل أن يلقي القبض علي أمه بأيام.
يتداول الناس في بلقاس تفاصيل العلاقة العاطفية التي جمعت الشقيقتين بسائقي التوك توك: توفيق وعمار.. وانتهت بدخولهما الإسلام ثم الزواج.
ويتداول الناس أيضا أوراقا وسي دي عليه كل التفاصيل، مما منح الحكاية بعدا تكنولوجيا جديدا، فما أسهل نشر الحقيقة الآن، ومواجهة طوفان الكذب والزور صارت ممكنة.
'الأسبوع' كانت هناك.. في بيوت بلقاس، ترصد وقائع ما يجري وتتابع ردود فعل الأهالي، بدءا من حلقة برنامج 'الحقيقة' ومكالمة الرئيس وحتي تحرك الشرطة لإلقاء القبض علي والدي الشابين توفيق وعمار في اليوم التالي لإذاعة البرنامج.
التقت 'الأسبوع' بهما فور الإفراج عنهما يوم الأربعاء الماضي وتبين من مناقشة محمد أحمد إبراهيم والد عمار أنه وراء الكشف عن مكان اختفاء ابنه وصديقه توفيق. أما محمد توفيق سعد السكران والد توفيق المقبوض عليه الآخر وبعد الإفراج عنه يوم الأربعاء الماضي أيضا فأكد لنا عدم علمه بتفاصيل الموضوع لأنه مقيم بلبنان منذ ثلاثين عاما ومتزوج من سيدة مسيحية هناك أنجب منها بنتا مسلمة اسمها حبيبة اصطحبها لزيارة أسرته وزوجته الأولي أم توفيق في بلقاس ففوجئ بالقبض عليه.
واللافت للنظر أيضا أن والد عمار متعهد حفلات ويعمل في مجال الموسيقي والأفراح.
هذا يقودنا إلي أن كلا من توفيق وعمار ليس لهما أي نشاط ديني والعلاقة التي ربطتهما بالشقيقتين المسيحيتين كانت علاقة عاطفية.
الصورة العامة في مدينة بلقاس لا تخرج عن الاهتمام بهذه المشكلة، خاصة بعدما ألقي الأمن القبض علي عدد من المواطنين أبرزهم الشيخ علي إبراهيم علي مدير الجمعية الأهلية لمسجد الإدارة الزراعية منذ الاثنين الماضي ومع انتشار رجال الأمن في الشوارع أصبح معظم الأهالي لا يتحدثون في هذا الموضوع إلا في الحجرات المغلقة خشية إلقاء القبض عليهم إلا أن بعض الأهالي أخرجوا أنفسهم من هذا الحصار وقرروا الجلوس أمام شاشات الكمبيوتر لمتابعة اعترافات الفتيات الثلاثة التي تأثر بها الجميع.
تجولت 'الأسبوع' في شوارع بلقاس والتقت أسر الشباب الثلاث حيث يسكن كل من الصديقين توفيق وعمار بمنزلين متجاورين بمنطقة شعبية في مدخل مدينة بلقاس اسمها عزبة أبو عطية. أما الشاب الثالث يوسف فيسكن في حارة هاجر بجواز مزلقان السكة الحديد في مدينة بلقاس.
وفي منزل توفيق محمد توفيق سعد السكران أحد المختفين والذي يصل عمره إلي 27 عاما تحدث شقيقه علاء وقال: إن توفيق كان يعمل في ورشة لتصنيع أبواب الصاج وهي مهنته منذ أن كان عمره 11 عاما واستمر بها حتي التحق بالخدمة العسكرية.
وأضاف أن شقيقه من خلال بعض مساعدات الأهالي استطاع شراء توك توك ومن خلاله تعرف علي ماريان وكريستين منذ أن كانتا بالمدرسة الإعدادية وكان يقوم بتوصيلهما إليها وإلي الدروس الخصوصية بشكل يومي وفي حالة تأخره كانت والدتهما تطلب توفيق علي تليفونه المحمول لتوصيلهما.. وفي بعض الفترات كان يعطي التوك توك لصديقه السيد الذي كان يلازمه أحيانا.. ومن هنا نشأت علاقة عاطفية بين شقيقي توفيق وماريان وأيضا صديقه السيد وشهرته عمار مع كريستين.
يشير علاء إلي أن العلاقة تطورت وكبرت بين الأربعة ومعها أبدت كل من ماريان وكريستين رغبتهما في اعتناق الإسلام والزواج من توفيق والسيد ثم اختفوا جميعا لمدة ثلاثة شهور قامت خلالها كريستين وماريان بالاتصال تليفونيا بوالدتهما لتخبراها باعتناقهما الإسلام واعتزامهما الزواج من توفيق والسيد وطلبتا من والدتهما عدم المساس بهما أو تحريض الشرطة ضد توفيق والسيد في حالة عودتهما.
ويقول علاء: إن الوالدة بالفعل استجابت لطلب ابنتيها واتفقت مع الشرطة علي عدم التعرض لهما في حالة العودة.. وبالفعل حضرت كريستين وشقيقتها ماريان واعترفتا بمحضر الشرطة المقدم من والدتهما بعدم التعرض للخطف وأن اختفاءهما بمحض إرادتهما وعندها تم تسليمهما لأسرتهما كما تم تسليم توفيق والسيد لأسرتيهما أيضا.
وتكمل والدة توفيق قائلة: إن ماريان بعد عودتها وشقيقتها لأهلها كانت تتحدث مع توفيق تليفونيا لتؤكد له أنها تصوم وتصلي وتقرأ القرآن وكانت أمها تعاقبها بعدم الخروج.. وتضيف أنه بعد مرور عدة شهور اختفي الأربعة مرة أخري وعندها أبلغت أم ماريان وكريستين الشرطة التي ألقت القبض عليٌ أنا وأم علاء وشقيقته وزوج شقيقته.
تضيف والدة توفيق إنه اتصل بعد مرور عام من الاختفاء تليفونيا فلم أصدق في بداية الأمر لاعتقادي أنه توفي وقال لي: تزوجت ماريان وأنجبت منها علي، وعمار تزوج من كريستين وأنجب منها أميرة وطلبت منه رؤيته فوعدني وبالفعل ذهبت للمكان المختفي به وزرته للاطمئنان عليه هو وزجته وابنه أكثر من مرة ولكني صدمت بعد إلقاء القبض عليه ولذلك أطالب بالإفراج عن ابني وزوجته وطفلهما.. مؤكدة أنها لن تتنازل عن زوجة ابنها ومتمسكة بها هي وطفلها علي.
أما والد توفيق الذي ألقي القبض عليه فالتقيناه فور الإفراج عنه يوم الأربعاء الماضي فقال: أنا مقيم في لبنان منذ ثلاثين عاما ومتزوج من لبنانية مسيحية هناك بخلاف زوجتي الأولي أم توفيق أنجبت منها حبيبة 12 عاما اصطحبتها معي من لبنان للتعرف علي أهلنا في بلقاس وأثناء حضوري الشهر الماضي فوجئت باختفاء ابني توفيق وعلمت أنه أحب ماريان وتزوجها واختفيا خوفا علي حياة زوجته وقال إنه تم إلقاء القبض عليه يوم الأحد الماضي بعدما ظهر في قناة دريم بخصوص هذا الموضوع وأفرج عنه الأربعاء الماضي.. مؤكدا أن الأمن تعامل معه بشكل متحضر ولم يتعرض لأي إيذاء وتسا ءل: لماذا تقوم الدنيا ولا تقعد حينما يتزوج مسلم من مسيحية في مصر بينما هو تزوج علي زوجته المسلمة في بلقاس من مسيحية في لبنان ولم يحدث أي شيء هناك إطلاقا؟ مؤكدا أنها مازالت علي ديانتها حسب رغبتها رغم أن ابنته حبيبة التي أنجبها منها مسلمة.
وهنا تدخلت الطفلة حبيبة اللبنانية الأصل وطالبت بالإفراج عن شقيقها توفيق وزوجته ماريان وابن شقيقها علي وأكدت أن أمها المسيحية اللبنانية تتضامن معها في مطالبة المسئولين بالإفراج عن شقيقها.
وأشارت حبيبة إلي أنها تنوي استكمال دراستها في الصف السادس هنا في بلقاس وتترك لبنان لتعيش بجوار شقيقيها توفيق وعلاء لأنها تعشق مصر وتعشق الإسلام وفخورة بزواج شقيقها من زوجة مسيحية اعتنقت الإسلام.
وتحدثت زوجة والد يوسف عبدالرازق الطحان قائلة: أنا تزوجت عبدالرازق بعد وفاة أم يوسف وكان عمره حوالي خمس سنوات وأنا اللي ربيته وكان بيصلي وعارف ربنا وكان مكافح ودخله كويس وفجأة اختفي منذ حوالي عام وسمعنا أنه تزوج.
أحد أصدقاء يوسف أكد لنا أن والد يوسف يعمل سائق توك توك وشقيقه الأكبر متزوج منذ ثلاثة شهور وله شقيقان أصغر منه وهو يعيش في منزل بحارة هاجر بجوار مزلقان السكة الحديد، وقصة زواجه من وفاء مدون عبد المسيح بدأت عندما نشأت بينه وبينها قصة حب من خلال التعرف عليها أثناء عملها بإحدي المكتبات وكانت تركب معه في التوك توك الذي يقوده وتعرف عليها واتفقا علي الزواج بعد أن أعلنت إسلامها وأنجب منها طفلا منذ أيام اسمه عمرو الذي ولدا تحديدا قبل إلقاء القبض عليها وزوجها بيوم واحد، مشيرا إلي أنه كان يعيش في كوم حمادة بشقة هناك وله ورشة لإصلاح التوك توك بعد أن اتصل به توفيق عمار اللذان استقرا هناك أيضا بزوجتيهما حتي تم إلقاء القبض عليهم جميعا يوم الأحد الماضي كان توفيق وعمار يعملان في إصلاح التوك توك في شارع السد بكوم حمادة بجوار مدرسة محمد عيسي موسي وكل من الثلاثة كافح من أجل تحسين الدخل والإنفاق علي الأسرة.
أما الحاج محمد محمد أحمد إبراهيم الذي يعمل متعهد حفلات فيقول: ابني السيد وشهرته عمار حاصل علي دبلوم تجارة وملوش مشاكل مع حد وأنا بصراحة خايف اتكلم لأني كنت محبوس منذ إذاعة برنامج دريم وعاملوني معاملة قاسية وأنا لسه مفرج عني دلوقتي حالا ونبهوا عليٌ بعدم الكلام وقالوا لي: خليك أخرس لا تتكلم مع أحد.
سألناه: كيف يعاملونك بقسوة بينما محمد توفيق سعد السكران والد توفيق الذي ألقي القبض عليه معك في نفس التوقيت وأفرج عنه معك في نفس يوم الأربعاء الذي خرجت فيه عومل بشكل جيد وشكرهم علي ذلك؟! فقال: إن والد توفيق كان في لبنان منذ عشرات السنين ولم يأت إلا منذ شهرين تقريبا ولا يعرف شيئا عن قصة اختفاء نجله والأمن يعلم ذلك ولهذا تعاملوا معهم بشكل أفضل من التعامل معي.
أما والدة السيد الشهير بعمار فأكدت لنا أنها كانت تزور ابنها في كوم حمادة في نفس توقيت إذاعة برنامج دريم وأضافت: ابني لم يختف وكل الناس بتزوره وعارفة مكانه وكانوا عايزين يعملوا البطاقة هو وتوفيق والسيد لزوجاتهم ويشهروا إسلامهم ولكن كانوا خائفين من الأمن وطالبت بالإفراج عن ابنها وزوجته وطفلته أميرة. كما طالبت بالإفراج عن زملائه وزوجاتهم وأطفالهم أيضا.
ثم تعود والدة توفيق للحديث مرة أخري لتقول: قبل اختفاء ابني كنت مريضة بالمستشفي وزارني وقال: ادعيلي أنا مسافر مصر وبعدها اختفي منذ عامين وحتي إلقاء القبض عليه واستاءت من والدة ماريان أثناء تقديمها صور بنتيها وهما طفلان في قناة دريم وتساءلت: كيف تكونان طفلتين في نفس الوقت خطبتهما وجهزتهما للزواج؟
