الصفحة الرئيسية

آخر المشاركات

المواضيع الجديدة للصفحة الرئيسية

سيرة القديس العظيم الشهيد الأنبا بضابا أسقف قفط

161.jpg


عيد استشهاده يوم 26 يوليو

الأنبا بضابا الأسقف والشهيد

سيرة القديس العظيم الأسقف والشهيد
الانبـــــــــــــا بضــــــــــــــابا
(منقولة من كتاب سيرة القديس العظيم الأنبا بضابا وتاريخ ديره العامر بين الماضي والحاضر-إعداد:دير القديس الأنبا بضابا تقديم ومراجعة: نيافة الحبر الجليل الأنبــا كيرلس)


† ميلاد القديس ونشأته
ولد القديس الانبا بضابا ومعني اسمه (الجوهري) عام238 ميلادية بمدينة أرمنت التابعة اداريا لمدينة الاقصر في صعيد مصر من ابويين مسيحيين علماه وادباه بالاداب المسيحية منذ مولده وكان اسم والده مينا وكانت لوالدته اخت اعطاها الله ولداً قبل مولد بضابا بعامين اسمه اندراوس.
صارا الطفلين صديقين وتربيا بالأدب والعلم والطهارة فكثرت عباداتهما ومواظبتهما علي قراءة الكتب المقدسة والصوم والصدقة مع كل احد.
ولما بلغ القديس بضابا من العمر عشرة سنوات وابن خالته اندراوس اثني عشرة سنة تعلما سائر العلوم الروحية وحفظا الكتب المقدسة (العتيقة والحديثة ) فكان الروح القدس ينطق علي لسانهما .ولما بلغا حد القامة صارا يصومان يومين يومين لا يأكلا سوي الخبز والملح متزايدان في النسك والعبادة مداومان علي الصلاة ليلاً ونهاراً.


† من النسك اللي الوحدة
بينما كانا بضابا وابن خالته يفكران في حياتهما عزما ان يتركا الاهل والاقرباء ويعتكفا في مكان بعيد منفردين حتي يكملا ما بدآه في بيت الاسرة.


† اللقاء مع الأنبا إيساك
فخرجا من المدينة بعد ان ذهبا الي اسقفها ليباركهما فسمح لهما فذهبا الي الجبل الشرقي فوجدا قديس ناسك وهو الانبا ايساك فعزاهما وقواهما وقال لهما : ليس يمكن ان تكونا عندي بل امضيا وانفردا.
فباركهما ودعا لهما وقال للقديس بضابا "لابد لك ان ترعي قطيع المسيح وسوف تنال اتعاب واضطهادات كثيرة وانت يا اندراوس لك اكليل معد معه" . فخرجا من عنده واتيا الي البر الغربي وبنيا لهما قلاية وسكنا فيها وكانت صناعتهما نسخ الكتب المقدسة نظير مبالغ مالية قليلة يقضيان منها ما يعوزهما ويتصدقان بما تفضل علي المحتاجين . فصارا مجتهدين في العلم والعمل نامين في النعمة والاعمال الصالحة كملائكة الله بالكيل وتدرجا في الصوم من يومين الي اسبوعا كاملا .


† اللقاء مع الأنبا تادرس
سمع الانبا تادرس اسقف البلاد بخبرهما فطلبهما فاتيا فرسم بضابا شماسا وكانا يمضيان معاً الي بيعته بالقرب منهما كل اربعين يوما ليتقربا للاسرار المقدسة وفي احدي المرات دخلا البيعة فوقف القديس بضابا يسمع الكتب المقدسة وكان الاب الاسقف جالسا علي كرسيه فنظر الي وجه القديس بضابا وقد امتلا مجدا واكليلا علي راسه فامر الاسقف بان ياتوه بالقديس بضابا ورفيقه اندراوس . فجعل القديس بضابا قساً واندراوس شماساً وقال لهما : تكونا عندي . فوافق اندراوس اما بضابا فابي ان يمكث عنده وقال له " يا أبي صلاتك تكون معي وتعينني " فأخذ الشماس اندراوس معه أما القديس بضابا رجع الي قلايته وصلي ببكاء " أطلب إليك يا سيدي يسوع المسيح أن يكون هذا الموضع (دير القديس الأنبا بضابا بنجع حمادي ) يذكر إسمك فيه الي الابد " ومضي وانفرد في الجبل .

† تكريس القلاية بيعة باسمه
وبعد زماناً يسيراً أرسل الأب الاسقف يطلبه فلم يجده فبني الأسقف في ذلك الموضع بيعة علي اسم القديس وكرسها في اليوم الثالث عشر من شهر كيهك واما القديس بضابا فاختار له الطريق الضيقة وصار ياتي الي هذه البيعة للصلاة وفي اثناء ذلك كان الله يجري علي يدي القديس بضابا كثير من الايات والمعجزات .

† تحويل الزيت الي ماء عزب
في ذات يوم وهو مجتاز في الطريق الي البيعة تقابل القديس بإناس غرباء ومعهم أزقاق زيت وكان ذلك الوقت حراً شديداً ولم يكن معهم ماء . وكان الماء بعيداً منهم بنحو خمسة اميال فتحنن القديس وصلي لسيده يسوع ومد يده ومسك احد الازقاق وقال " إن الذي حول الماء الي خمر قادر ان يجعل الزيت ماءاً "
وللوقت صار كقوله فقام الرجال وشربوا من ذلك الماء هم ودوابهم وتعزت نفوسهم بذلك الصنيع جداً ومجدوا الله وكل من سمع وعاين بهت وتعجب لاجل هذه الاعجوبة التي كانت علي يد القديس .

† يقيم جسدين من موت الجسد والخطيئة
بينما كان القديس بضابا منفرداً في الجبل وكان ذلك المكان علي الطريق اذ جماعة من خمسة رجال مجتازين به لهم يومين بدون راحة او مأكل او مشرب اذ فرغ من اوعيتهم كل شئ . ونظروا من بعيد فوجدوا القديس فأتوا اليه . فلما جلسوا انجلا اثنين منهم وماتا من كثرة العطش وتعب الطريق والثلاثة الاخرين طلبوا ماء من القديس ليشربوا فلم يجدوا الا القليل في وعاء –لان القديس ما كان يشرب ماء الا من الاحد للاحد- فملا كل واحد منه يده ورماها في فمه وتبقي قليل جدا فرشه القديس علي الرجلين الاخرين فللوقت انفتحت اعيونهما ورجعت لهما روحهما كأنهما قائمان من النوم ولما راي بقية الرجال ذلك تعجبوا جدا وسجدوا علي رجليه قائلين " بالحقيقة انت ابونا انت هو ملاك الله " فاخد القديس بضابا الاناء الذي للماء ومسكه بيده ووقف يصلي قائلا " يا سيدي يسوع المسيح ابن الله الحي الذي قبل اليه طلبة ايليا النبي اقبل طلبتي انا الحقير عن هؤلاء الرجال ليمجدوا اسمك القدوس وارسل اليهم ماء ليشربوا ويخلصوا لان لك المجد والقدرة الي الابد امين " وفيما هو يصلي واذا سحابة امطرت عليهم مطرا كثيرا فملؤا اوعيتهم وشرب كل الرجال وعندما شربوا من الماء رجعت اليهم نفوسهم وعقولهم فقال القديس لواحد منهم " امضي الي الموضع الذي امامك الذي فيه امتعتكم واحضر لنا قليل خبز لتاكلو قبل ان تمضوا الي بيوتكم" وكان الرجل يعرف في قلبه ان الذي لديهم من الخبز لا يكفي لواحد منهم ولكنه مضي بطاعة وايمان فوجد قفة مملوءة خبز طازج ساخن ووجد ايضا ما هم محتاجين لاكله . فاتي به ووضعه قدام الرجال وهو متعجب . وكان القديس يصلي في اثناء ذلك . وبعد ان اكلوا صلي لهم القديس وطلب منهم الانصراف .
اما هم فطلبوا منه ان يمكثوا عنده متعبدين مثله فسالهم القديس عن مدينتهم والي اين ذاهبين وما هو عملهم وما الذي اتي بهم الي ناحيته . فقالوا اننا مسيحين ومعيشتنا من التجارة والبيع والشراء ولنا مال جزيل وقد اخذنا مركب واقلعنا في البحر واردنا ان نمضي الي مدينة الملك فقام علينا ريح شديد فانكسرت المركب وهلكت التجارة ولم يتبقي لنا سوي شيئاً قليل وجداناه مع واحد منا وخلص الله نفوسنا فوجدنا سقالة صغيرة في البحر فتعلقنا بها فرمانا الماء الي جزيرة صغيرة فمكثنا هناك ايام قليلة ثم وجدنا مركب اخر فركبناها واوصلنا الملاحون الي هذا الجبل . فنظر لهم القديس قائلا: ما تلف شي من المركب سوي التجارة ؟ فقالو له نعم وولدين لنا ذهبا في البحر مع المركب والرب يعلم ان كانا احياء او اموت . فقال القديس لهم : الولدين المذكورين اولادكم ؟ فاجابوا اولادنا ليس بالجسد بل في الله.

† توبة احد الرجلين
فمسك القديس ثوب احد الرجلان اللذان ماتا من العطش واقامهما القديس وقال له"يا صاحب اتظن ان الله غافل عنك . فانت قد ظلمت امرأة واخذت ابنها الصغير مقابل عشرة دنانير كان زوجها قد اقترضهم منك وليس هم راس المال بل الربح . والان وقد مضي الصغير في البحر فكيف يكون جوابك الي الله عنه لان دموع امه ما تجف اذا نظرتك ولم تنظره معك . ألم تقولوا انكم مسيحيين فكيف تظلموا-لكن رحمة الله وامهاله لم يتركك تفعل ما كنت تنوي فعله بان تبيع الصبي كعبد وتاخذ ثمنه فانظر ما حل بك " فلما سمع الرجل هذا الكلام سقط علي رجلي القديس فاقامه وقال له قم واعترف بخطيئتك . فقام واعترف بخطيئته . فقال له القديس اذا رجعت الي مدينتك فان الله يغفر لك ذنوبك وها العلامة ان اول من تقابله عند دخولك هو الصبي فالله اراد ان يحول حزن تلك الارملة الي فرح . والصك المكتوب علي والد الصبي مزقه ولا تغفل بعد الان عن الارامل والايتام والمحتاجين وامن بالله انه قادر ان يجعل لك القليل بركة .
† توبة الرجل الثاني
والتفت القديس الي الرجل الاخر الذي كان قد اقامه ايضا من الاموات قائلا له " أنا أعلم انك تصنع رحمة وصدقة عظيمة ولكن هل نسيت ان الله فاحص القلوب والكلي وعارف الخفيات . لماذا طلبت من زوجة اخيك ان ترسل معك ابنها الصبي ببعض من مال ابيه . ووضعت في قلبك ان ترسله الي مكان بعيد حيث لا يعرفه احد وتهرب انت بالمركب وتترك الصبي وترجع الي زوجة اخيك وتقول لها ان المركب والتجارة هلكت ومات مني الطفل في الطريق , اعترف الان بخطيئتك وتب ولا تنقص " فسجد الرجل علي رجلي القديس بضابا وقال : اغفر لي يا أبي الطاهر أليشع الجديد . ان كلامك الذي قلته لي حق وليس فيه باطل .
† إرشاد القديس بضابا للثلاثة الآخرين
ثم سأل القديس الي الثلاثة الاخرين كم هي تجارتكم التي ذهبت في البحر ؟ فقالوا : تسمعائة دينار. فقال لهم ان خطيئتهم الوحيدة هي انكم غير رحماء ولا تعطوا صدقة. اما تعلموا ان الرب هو الذي يعطي الغنى وهو رحوم ، فقال القديس للرجال الخمسة " اغفروا لي يا اخوتي لاني اردت ان اطلقكم الي بيوتكم ونفوسكم نقية فالرب قد ارسلكم الي هنا لاجل خلاص نفوسكم فامضوا بسلام الرب ومن الان احفظوا نفوسكم " فخرجوا له ساجدين وتباركوا منه ومضوا الي بيوتهم فرحين ممجدين الله ولما خرجوا من عنده اشاعوا بخبر هذا القديس في تلك البلاد وتحدثوا بكل ما صنع معهم .


† يفتح عين لص وثني
وفي ذات مرة جاءت جماعة من اللصوص سافكي الدماء ومروا بالطريق العابرة بمكان القديس فنزلوا في ذلك المكان ليستريحوا فوجدوا القديس جالساً في هدوء عظيم فهزأوا به وكان فيهم واحد بعين واحدة وكان وحشياً في طبعه فجرد سيفه واقبل نحو القديس ليقتله كنوع من العبث ولما رفع يديه بالسيف اذ انفتحت عينه وصارت كالاخري فخاف جدا ولم يتحرك ولما شاهد ذلك باقي اللصوص رفقائه لم يتحركوا وسجدوا امام القديس ،فاقامهم فظنوا انه الاله ،فقال لهم " اني انسان ضعيف عابد الاله الحي " ووعظهم وعلمهم ثم اوصاهم ان يتوبوا ويرجعوا عن طريق شرهم .


† موهبة اخراج الارواح النجسة
*خرج القديس ذات مرة عن موضعه مسافة ميلين فصادفه في الطريق شاب كان قد اعتراه روح شرير وكان يقوده في البرية ويسير عريانا مقدما علي هلاك نفسه بفعل الروح الشرير فصرخ القديس بصوت عال في وجه الشاب انا امرك باسم ربنا يسوع المسيح المصلوب ان تخرج من جبلة الله وللوقت طرحه ذلك الروح النجس علي الارض وخرج منه وصرخ الروح الشرير : أتزعم أنك تطردني من مسكني الذي كنت فيه 22 سنة هوذا أنا أسلط عليك كل الحروب وأدع الملك يطلبك أينما كنت وأجعله يضطهدك الي ان تحضر أمامه ويعذبك . فقال له القديس " السيد ربي يسوع المسيح يبطل حيلك ومناصبك وجميع قوتك ولا يدعك تتم هواك ايها المضاد وعدو قديسيه " وللوقت صار الجبل كله دخان وصرخ الشيطان وقال : القوة منك يا بضابا أنا أقسم عليك بالله الواحد لا تهلكني قبل زماني لأنك احرقتني بكلامك وأنا أحلف لك أن لا أكون في الموضع الذي أنت فيه ولا أقترب منه ولا اقترب إلي انسان يذكر إسمك إلي الابد . فقال له القديس إذهب الرب يرجزك أيها اللعين . وفي تلك الساعة إنجل الشيطان وولي هاربا مخزيا مفتضحا وعاد الشاب معافي وتبارك من القديس .


*ومرة اتي اليه ثلاثة رجال فلاحين وكان احدهم به شيطان،وإن الاثنان الاخران طلبا من القديس بضابا ان يخرج الشيطان من صاحبهما وكانوا من قري تلك البلاد ، فقال لهما القديس امضوا يا أولادي إلي بيوتكم بسلام ، الله يخلصه ويعافيه ، فأمن الرجال بكلمة القديس وأخذوا صاحبهما وإنطلقوا جميعا إلي بيوتهم ، وللوقت خرج منه الشيطان ومجدوا الله وإن كل من كان به مرض او سقم فكانوا يأتوا به الي القديس وكان يشفيهم .


† القديس ينقذ المدينة من اسد مفترس
كان بالطريق المسلوكة في الجبل الذي يمضي إلي مدينة إسنا أسد مختفي مقيم بها في الوادي وكان يهلك كل انسان يجتاز بذلك الموضع حتي صارت تلك الطريق قفرة جدا حتي انه لم يبق أحدا يستطيع العبور فيها ولا احد يجرؤ ان ياتي اليها فاجتمعت جموع كثيرة واتوا الي القديس وتباركوا منه واعلموه بقضية الاسد فقام القديس بضابا يمشي مع الرجال قائلا "يا اولادي سيروا بنا لننظر هذا الاسد ونحاربه باسم ربنا يسوع المسيح" وكان الرجال يقودون القديس حتي اوصلوه الي موضع الاسد فلما اقتربوا من الموضع الذي يربض فيه لحقهم خوفا عظيما جدا فقال لهم القديس " لا تخافوا يا أولادي أين هو موضع الأسد؟ " فاشاروا الي مكانه من بعيد فمشي القديس بضابا وحده ودخل في الوادي وهو يصرخ بصوت عظيم قائلا " اين هو الاسد الكاسر الهائج في هذة البرية الذي اهلك نفوس كثيرة فان سيدي يسوع المسيح يقضي عليك في هذة الساعة" فلما سمع الاسد صوت القديس خرج للوقت من وكره وانطرح امام قدمي القديس ومات في تلك الساعة . وكان الرجال قياما من بعيد منزعجين خائفين لئلا يقتل القديس. أما الطوباوي فكان واقفا عند جثة الاسد مشيرا اليهم قائلا " تعالوا الآن يا أولادي بغير خوف وانظروا الي جثة الاسد الذي كان قد اهلك اصحابكم فان السيد المسيح اهلكه " فلما رأوه مطروحا ميتا تعجبوا جدا وسبحوا الله . فقال لهم القديس " لو كان لكم إيمان بالمسيح لكان كل من يقوم عليكم يسقط تحت أرجلكم " حينئذ ذهب أولئك الرجال الي البيعة التي للقديس وحضروا القداس وتقربوا ثم إنصرفوا متوجهين الي منازلهم ممجدين الله.


† شفاء رجل به شيطان الزنا
كان رجل قد دخل فيه شيطان الزنا واجاز كل ايامه بالخطية فاحتشم من نفسه وجاء الي القديس ووقف من بعيد وسأله أن يترحم عليه . ولما أقام عنده يومان مقتربا من القديس وفي اليوم الثالث حضر الي بيعته فلما احضروا الشعب الي البيعة وهو معهم بطل منه قتال الزنا
† حضور القديس الي بهجورة
اجتمع الشعب الي الاب الاسقف الانبا تادرس اسقف تلك البلدة وسالوه قائلين : نسالك يا ابانا ان تحضر لنا القديس بضابا لنتبارك منه ويقيم عندنا فاستجاب الي سؤالهم وارسل له اثنين من الاباء الكهنة فاحضروه الي بلدة تسمي بهجورة.


† شفاء فتاة من السحر
كان في بلدة بهجورة رجل اسمه يوحنا وكانت له ابنة وحيدة وكان يحبها لانها كانت جميلة في شخصها فسحرها جيرانها وجعلوا منظرها كالفرس لانهم طلبوا ان يزوجوها لابنهم فلم يقبل والدها وكان ابواها في حزن شديد من اجلها فقال لهم الناس ان القديس بضابا قد اتي الي البلد وهو عظيم في افعاله وايات كثيرة يصنعها السيد المسيح علي يديه. فاخذها ابواها واتوا الي القديس وهم يقودوها كمثل فرس ولما وصلوا بها عنده من قبل ان يحدثوه بخبرها بدا هو يخبرهم بسبب مجيئهم اليه ومن اين وجع الصبيه وابتدأ والديها يبكون رافعين التراب علي رؤوسهم سائلين القديس ان يصلي عليها . فتوجع قلب القديس وصلي عليها وصار يطلب من السيد المسيح من اجلها ورشمها بعلامة الصليب وقال " اعطوها قليل ماء لتغسل به وجهها" وللوقت عادت الي منظرها الاول وصارت تحتشم منهم كعادتها فلما نظر ابواها ابنتهم قد خلصت وعادت الي الصحة سجدوا علي قدمي القديس وقبلوها فقال لهم القديس "يا اخوتي سبحوا الله واشكروا النعمة التي حصلت لابنتكم فانها ليست مني انا الضعيف بل من قبل الله" فمضوا من عنده وهم مسبحين الله .فشاعت هذه الاعجوبة في تلك البلاد واتي اليه الكثير من المرضي فشفاهم

.
†رسامة القديس قمصا
وفي يوم الاحد والشعب مجتمع في البيعة طلب الاب الاسقف ان يقدموا اليه القديس بضابا ولما قدموه وضع عليه اليد ورسمه قمصا ومكث عند الاب الاسقف تسعة ايام ثم توجه الي الجبل وفيما هو متوجه استقبله اربعة رجال ارسلوا اليه لكي يحضر عندهم نواحي قوص ونقادة وتحت الحاحهم واصرارهم توجه معهم الي نواحيهم فلما اقترب من نقادة استقبله اهلها بفرح عظيم.


† اخراج شيطان من صبي
قدم اليه قوم صبي يعذبه روح نجس وان الشيطان الذي مع ذلك الصبي لما نظر القديس بضابا طرح الصبي وعذبه من الساعة السادسة الي التاسعة وكان يصرخ " يا بضابا عبد الله ارحمني" فقال له القديس بضابا "ليس لي ان افعل هذا هكذا إمض الي المكان الذي علي اسم القديسين واطلب من الله الشفاء".وان الشيطان قطع الحبال المربوط بها يدي الصبي واسرع نحو القديس وسجد تحت قدميه قائلا : اقسم عليك بالله العلي ارحمني واطلقني منه لاني منذ رايتك احترقت بالنار. فقال القديس للصبي "قم باسم يسوع المسيح معافي".وللوقت قام ذلك الصبي وقد شفي وخرج منه الروح النجس .


†الصلاة من اجل الغلاء والجوع
في ذلك الزمان صار في بلاد الصعيد غلاء عظيم مدة سنة كاملة،فاجتمعت جموع كثيرة وأتوا نحو الجبل الي القديس طالبين منه ان يطلب من الله ان يرسل معونته اليهم فلا يهلكوا جوعا وتعطي الارض غلاتها ، فقال لهم القديس " اني انسان خاطئ ولست اقدر ان افعل شيئا من هذا " فتضرعوا اليه ايضا وبعد الحاح عظيم دخل قلايته نحو الساعة التاسعة وصلي بدالة نحو الله . وصار ضباب وظلمة ورعود وبروق وتزلزل الجو وكان صوت من السماء يقول " ليكن كقولك ولتفرح الارض بالنيل ويكون الرخاء في هذا الاسبوع وتكثر الغلة" فلما سمعت الجموع هذا الصوت فرحوا فرحا عظيما ومجدوا الله وساد الرخاء في البلاد ببركة القديس .


† القمص بضابا اسقفا علي قفط
(ولا يأخذ أحد هذة الوظيفة بنفسه بل المدعو من الله كما هرون أيضا"(عبرانيين 4:5


تنيح الانبا تادرس اسقف قفط فاجتمع اهل البلد ليختاروا واحدا ليقام مكانه . فكتبوا تزكية الي الاب البطريرك البابا بطرس السابع عشر (المعروف بالبابا بطرس خاتم الشهداء) باقامة الاب القمص بضابا اسقفا علي قفط كما شاهد البابا بطرس ملاك الرب في رؤيا الليل وخاطبه قائلا: ارسل الي اعلي الصعيد واحضر القمص بضابا وارسمه اسقفا علي مدينة قفط لان الرب اختاره اناء مكرما كاملا.
ارسل البابا بطرس للقديس اربعة كهنة من عنده ومعهم رسالة مكتوب فيها:"يقول الانجيل المقدس من سمع منكم فقد سمع مني ومن جحدكم فقد جحدني". فبكي القديس لما علم بامر اختياره للاسقفية ولكنه استجاب لاجل الطاعة لما اعتبره مشيئة الهية.ذهب القديس مع الكهنة واراخنة الشعب الي البابا البطريرك وجلسوا يتحدثوا بعظائم الله والقديس بضابا جلس صامتا لم يفتح فاه قط . حينئذ قال الاب البطريرك لاهل الكرسي"من تختارون ان يصير عليكم اسقفا " فاجابوا كلهم بفم واحد بضابا مستحق لهذة الدرجة حينئذ علم الاب البطريرك انه هو الذي اعلن الملاك عنه في رؤيا الليل. واثناء اتمام طقس الرسامة المقدس سمع الجميع صوت من السماء يقول : مستحق.مستحق.مستحق. ومكث الانبا بضابا عدة ايام عند الاب البطريرك قدس خلالها القرابين وناول الشعب وبينما يضع يده في الكاس اذ صار الكاس كله دما ظاهرا للعيان فمجد الجميع الله وتاكد البابا البطريرك ان الانبا بضابا حقا مختار من الله .


† رحلة العودة الي قفط ومعجزات اخري
انصرف القديس من عند الاب البطريرك في سفينة متجها الي ايبارشيته قفط وفي السفينة ظهرت فضائله ايضا كان في المركب التي نزلوا فيها شاب مقعد منذ زمن وكان الشاب جالسا ممددا رجليه امامه ولما دخل قديسنا السفينة اصطدم برجلي الشاب دون قصد فشعر الشاب بان القوة عادت الي رجليه فوثب ومشي ممجدا الله فلما شاهد المسافرون عظمة القديس كل من كان يعاني من مرض تقدم الي القديس ليصلي من اجله فمنهم من كام مصابا بمرض الاستقساء واخر بعين واحدة فشفاهم وكانوا يتحدثون معا ويقولون اننا ما رأينا مثل هذا قط وكان القديس كسيده المسيح لا يهتم فقط بشفاء الجسد ولكن ايضا بشفاء النفس . فكان يحث كل انسان علي التوبة مبينا له امراض نفسه حتي يتوب عنها اولاً .ولما وصلوا سالمين ان جميع الشعب خرجوا الي لقاءهم واستقبال القديس وبيدهم الشموع والصلبان والاناجيل المقدسة والمجامر واغصان الزيتون وهو يرتلون قدام الاب الاسقف الانبا بضابا وادخلوه البيعة بكرامة عظيمة .


† شفافية القديس وروحانياته
كان اذا قدم القداس الالهي ورفع الاسرار الالهية المقدسة ما كان يكمل القداس الا ويظهر له رؤيا الهية لان الطوباوي وقتما كان يصلي طلبة كان يعاين الروح القدس علي المذبح.وفي احد الايام صلي الصلاة التي جرت عادته يصلي بها ثلاث مرات لم يعاين الرؤيا المخوفة العجيبة التي للروح القدس فحزن لذلك جدا وطلب من الله ان يعلمه السبب ثم ان القديس تطلع الي الشماس الواقف عن يساره الممسك بمروحة الخدمة قرأ علي جبهته علامة برص وكان الشماس عند كل أحد بغير لوم ولا وجع وان الاسقف مد يده واخذ منه انية الخدمة قائلا له بوجه باش " امض يا ابني الي بيتك ومن الان لا تقرب الي السرائر المقدسة الالهية " فخرج لوقته وذهب الي بيته وان الاب الاسقف اعطي المروحة لشماس اخر وبدا يصلي ذلك الكلام الالهي كعادته بمخافة ودموع فلما كملت صلاته للوقت راي الروح القدس حالاً علي المذبح. وبعد تسريح الكنيسة استدعي القديس ذلك الشماس وسأله عما فعل ليعلم السبب عن عدم استعلان الروح القدس وقت القربان فاقر ذلك الشماس وقال انه لم يكن طاهرا في هذه الليلة –فأحضر الاب الاسقف جميع الكهنة والشمامسة وبقية الخدام وقال لهم بوجه باش "يا اولادي قد استحققتم الدخول الي بيت الله وتريدوا ان تتقربوا فحلوا احذيتكم من ارجلكم وكونوا اطهارا والحذر ثم الحذر ان يدخل احد الي المذبح وهو غير مستحق".


†معجزة اخري
كان رجل في مدينة قنا ذو جنس (أي شريف النسب) عابد لله معروف في تلك البلاد كلها كفاضل صديق لتجار كثيرين ويكرم الغرباء منهم . في يوم جاء اليه تاجرا كبيرا ومعه بضاعة ملوكية فقبله واقام عنده واعلمه بحال تجارته كلها وراس المال الذي اودعه عنده الي ان يطلبه منه ادخل الشيطان في قلب هذا الرجل ان يقتل التاجر فهو غريب ولا يعرفه احد فياخذ كل ماله وبضائعه والغلام المرافق له يقتله ايضا-وان زوجة هذا الرجل في هذه الليلة مضت الي ابائها وجميع خدمها معها وتخلف زوجها وحده في المنزل وكان الشيطان قد دبر هذا الامر فقام الرجل في منتصف اليل ونفذ خطته الشريرة وكان في بيته مخبئا لا يعرفه احد الا هو فحفر في ذلك المكان وطرحهم فيه واغلق الموضع كما كان ولم يعلم به احدا ولما عادت زوجته سألت عن التاجر فقال لها من غياب الشمس عشيه وجد مركب وركب هو وغلامه ومضوا الي كورتهم فلم تعد المراة تستقصي عنه وفي يوم الاحد قدم الاب الاسقف القداس وكان الوالي حاضرا وجميع الشعب وفي التناول تقدم ذلك الرجل الشقي ليتناول من القربان المقدس فتطلع الاب الاسقف اليه فعلم لوقته بالخطية التي صنعها فاستدعاه وقال له: ارجع وتب ولا تتقرب من الاسرار المقدسة لعل الله يغفر لك اثمك فلم يرتدع بكلام القديس وقال بغضب: من هو الذي يمنعني عن التناول؟. فاستدعي الاب الاسقف الخدام وسلمه اليهم ليحفظوه حتي يفرغ من القداس وبعد انتهاء القداس اخذ هذا الرجل الي جانب وحده وقال له"ما هذا الشر الذي صنعته فتش ذاتك وارجع وتوب فانك غير مستحق للتناول من الاسرار المقدسة".فلما سمع الرجل هذا الكلام خرج بغضب وقال لاهل المدينة كلها: هذا الاسقف جاء الي ههنا ليهلكنا وجمع قوم اشرار وعمل خصومة علي الاب الاسقف ومضي الي الوالي بضجيج وصياح فلما سمع الوالي ذلك تقصي عنه وقال: ما هذا؟ فدخل اليه يقر أمام الوالي"اذا اثبت علي الاسقف ما قاله فأنا اموت عوض هذا الاسم وان كان لا يثبت فيعاهد ان لا يقوم يبكت احدا مرة اخري وان لم يحفظ نفسه طردناه من مدينتنا". فأرسل الوالي واحضر الاسقف وسأله عن الامر فاجاب الاسقف وقال"الذي يجب علينا ان نعمله الله يعمله ولا يجب علينا ان نغفل ونتواني لئلا نهلك النفوس ولا الناموس يحكم ان النفس ترمي في الدينونة لكن الرب الصالح لم يدفع لهذا الرجل جسده ودمه الكريم لانه لم يستحقه وبكته لكيما يتوب عن خطيئته ولكنه لم يرض ان يسمع من ادب الرب واخذ يقلق المدينة وصير الاضطراب فيها فان كان هذا-انا لست اعلمكم بما فعل-وكان علي باب دار الولاية شاب مقعد اعمي منذ صغره فنظر اليه الاب الاسقف قائلا " اقول لك باسم يسوع ربنا الذي فتح عيني الاعمي واقام المخلع انك تقوم وتمضي مع هؤلاء الجمع والوالي الي بيت الرجل مع الجمع ونزلوا الي اسفل وحفروا فوجدوا جثتا التاجر والصبي فاحضروهم قدام الوالي والجموع فاجبره الوالي علي الاعتراف فاعترف بجميع ما كان وان الاب الاسقف نظر الي ذلك الشقي وقال له "كما انك فعلت هذه الخطية العظيمة ورفضت التوبة فان الارض تفتح فاها وتبلعك الي نصفك لتخاف البقية بك " فللوقت فتحت الارض فاها وابتلعته الي نصفه كقول القديس فامر الوالي ان يرمي بالسهام الي ان يموت وهلك هذا الشقي ومضت نفسه الي الجحيم-فلما نظرت الجموع هذه الايات تعجبوا جدا وصارت في داخلهم مهابة ومخافة تجاه القديس ومنذ ذلك اليوم كان اذا اراد احد ان يفعل خطية يفكر ويقول في نفسه لئلا يفضحني الاب الاسقف امام الناس فيحفظ نفسه ويجاهد الا يخطئ.


†تعاليم القديس قبل استشهاده
تعهد القديس الانبا بضابا رعيته بكل امانة ومحبة لكل فرد مفتقدا كل انسان ساعيا لارجاع كل ضال عن طريقه زاهدا في المأكل والملبس والمعيشة مدة ثلاث سنين ونصف يعلم ويعظ ويثبت ابنائه ولكن زاد الاضطهاد جدا من قبل دقلديانوس الامبراطور وكانت شدته عظيمة في انصنا حيث يتولي اريانوس الوالي وكان يجول البلاد حتي وصل الي اسنا فغار القديس غيرة روحية وقال في ذاته :ما هي فائدة ان اكون انا حي واحبائي مطروحين في السجون من اجل اسم الرب يسوع. وفي ذات يوم بعد القداس جمع الشعب وكلمهم قائلا" أنا أستودعكم لله يا اولادي الاحباء الشعب المسيحي المختار"


†أنا أسالكم لا تخرجوا عن إيمانكم وأن تسلكوا في طريق الوصايا الالهية إلي المنتهي بغير رجوع.
†وأن تعملوا الرحمة بعضكم ببعض فانها تفتخر في الدينونة .لأن الذي يرحم المسكين يقرض الله.
†يا اولادي لا تفتروا من الصلاة والصوم فهم الذين يطرحان الشياطين ويبطلا جميع قواتهم.
†لا تستهووا قنية المال وكثرة الاموال تعطي لكم.
†لاتبغضوا أحد من البشر لئلا يبغضكم الله.
†لا تنطقوا بالشر علي إخوتكم لتنجوا من الضربات.
†إصرفوا وجوهكم عن فعل الشر وحيدوا عن طرقهم الردية وفروا منهم كمن يفر من حيوان مملوء سم الموت.
†تحفظوا من الزنا والغضب والفسق وكل الأعمال الردية وأكثر من ذلك الظلم والتجديف والإختطاف لان جميع من يفعل ذلك لا يرثون ملكوت الله.
†مجدوا القديسين فهم المتشفعين فيكم.
†إكسوا الفقيرالعريان يكسيكم الله بلباس المجد في السماء .
†إكرموا غرباء فتنالوا منهم كما نال أبونا إبراهيم أب الاباء
†تحرروا من شهوة هذا العالم التي تسمن الجسد وترضيه بكل نوع وتضر بالافكار.
†إجعلوا كل فكركم في مخافة الله لكي تغلبوا الشياطين لإن إذا كان فكرنا سليم وفيه ذكر الله حينئذ نصلي بسهوله ونقاتل العدو.
†إثبتوا يا أولادي علي الإيمان المستقيم سيدنا يسوع المسيح إبن الله الحقيقي وإصنعوا وصاياه.
†أحبوا بعضكم بعضا ولا تتهاونوا في خلاص نفوسكم.


هوذا الان أنا مستعد اموت علي اسم الرب يسوع سيدي الذي مات عني .عند ذلك رشم علي الشعب وباركه بعلامة الصليب وودع جميعهم.


†السفر الي اسنا
وبعد هذا تركهم القديس وذهب الي اسنا وتبعه الاب الموقر اندراوس ابن خالته والاب الموقر اخرستوذوللو فشجعهم وقواهم ثم اخبرهم القديس انه راي ملاك الرب في رؤية ومعه ثلاثة اكاليل الاول لاندراوس والثاني لخرستوذللو والثالث لبنيامين الذي من دندرا . وفي الطريق إنضم اليهم بنيامين فذهبوا في طريقهم الي اسنا وهم فرحين بالام مجدهم.


†التعزية والالم في اسنا
عندما وصلوا الي اسنا رأوا جمعا غفيرا من المسيحيين أساقفة وقسوس وشمامسة ومؤمنين يعذبون وعندما سمع الوالي بخبر قدومهم فأحضرهم وأمرهم أن يبخروا للأوثان فغضبوا جدا وصرخوا قائلين "نحن مسيحيون ولا نخشاك ايها الملك الكافر ولا نعبد الالهة النجسة التي صنعت بايدي بشرية وأما إلهنا الذي نعبده فهو في السماء خالق كل شئ بكلمة قدرته ما يري وما لا يري الذي له المجد والكرامة من ابيه الصالح والروح القدس الان وكل اوان والي دهر الداهرين امين" فلما سمع الوالي منهم هذا الكلام ورأي ثباتهم في الايمان أمر بأخذ رؤؤس البعض بالسيف وقوم منهم أمر بإحراقهم بالنار واخرين بطرحهم للوحوش الضارية.ولما نظر الأنبا بضابا المسيحيين وهم يصنعوا بهم هكذا وملائكة الرب تضع الاكاليل علي رؤوسهم وقت استشهادهم وهم يقولون نحن نصاري علي اسم المسيح شهداء وتستقبل الملاكئة نفوسهم ويرفعونها الي السماء بمجد وكرامة فتقدم الاب الاسقف ورفقته وصرخوا امام الوالي قائلين "نحن نصاري والهنا الحقيقي هو يسوع المسيح رب كل الخلائق" ولما سمع الوالي أمر باحضارهم امامه وقال لهم من اين انتم؟

فقال الوالي للأب الاسقف : لعلك أسقف تلك البلاد وما هو اسمك وكيف اتتك الجراة حتي تقول هذا الكلام الذي سمعناه ؟ولعلك لم تنظر الي هذا العذاب والموت الصعب الذي يحل بهذا الجنس الذين هم النصاري لأجل إعترافهم بهذا الإسم الذي هو يسوع؟


+القديس الأنبا بضابا:"أما سمعت قول الرب في إنجيله المقدس :كل من يعترف بي قدام الناس اعترف به انا ايضا قدام ابي الذي في السموات ولاجل هذا الوعد نعترف بالوهيته أمام كل احد الي النفس الاخير وأنا أقول لك ماهو إسمي ومن أين أنا فاسمي أولا مسيحي وبلدي هي اورشليم السمائية مدينة الشهداء والقديسين واسمي ايضا الذي اسماني به ابائي هو بضابا".


الوالي للأب الأسقف :يا بضابا إرفع البخور للالهه لئلا تموت موتا رديئا وكما ابصرت أنا لم اشفق علي هذا الجمع العظيم وانت رجل موقر لانك حسن الصورة تصلح ان تكون في البرية مع الالهة وتخدمهم قدام الكهنة.


+القديس الأنبا بضابا:أيها الوالي الذي ليس له إله الأعمي القلب ليس موت النصاري هو موت بل حياة اما تبصر انت الاكاليل التي يضعها الملائكة علي رؤوس القديسين والمجد العظيم المحيط بهم وعظم النور والبهاء والكرامة التي نالوها وكيف ترفعهم الي السموات الي اورشليم المدينة العظيمة التي للقديسين مخلدين في حياة دائمة أبدية وأما حياتك وكرامة مملكتك أيها الوالي فإنها زمان يسير وبسرعة يهلكوا ويرذلوا كل مجدهم ويمضوا الي الموت الدائم في اسفل الجحيم ويعاقبوا مع ابليس وجنوده الذين هو الهتكم السكان في هذه الأصنام المظلمة.


†الام المجد العتيد
عندما سمع الوالي هذا الكلام من فم القديس الأنبا بضابا أمر أن يضربوه علي فمه وأن يشدوه علي الهنبازين فعذبوه عذابا عظيما ثم أمر أن يمشط جسده بامشاط حديدية . حتي جري دمه علي الارض فاستغاث القديس بالرب وطلب نجدته . وفي الحال ظهر له رئيس الملائكة ميخائيل فكسر الهمبازين وشفي جراحاته وعزاه في ضيقته.


†إستشهاد القديسين اندراوس واخرستوذللو وبنيامين
وللوقت صرخ القديسين الثلاثة اندراوس واخرستوذللو وبنيامين عندما نظروا القديس وقالوا:إفتضح أيها الوالي وإخزي لإنه ليس إله إلا ربنا يسوع المسيح وللوقت أمر بأخذ رؤوسهم ونالوا أكاليل الشهادة.


ثم أمر الوالي بإلقاء القديس بضابا في السجن الي اليوم التالي حتي يتفكر كيف يهلكه وباي عذاب يعذبه وأما القديس بضابا قام ليصلي فظهر له الرب يسوع المسيح في بهاءه ومجده وبدد ظلمات المكان وظهر بلمعان يفوق الشمس. فسجد القديس امام ملك الملوك الحقيقي وقال "أعني يا سيدي لأفضح هذا الوالي المنافق وأكمل جهادي كمسرتك" بعد ان عزاه الرب وقواه أتي العسكر واحضروا القديس الي الوالي وقال له :أنت رجل كبير وأنا أشفق عليك من العذاب ولكن لانك لم تسمع لي فأنا سأنفذ فيك العذاب ونري إذا كان يسوعكم سيخلصكم من يدي.

أجابه القديس:لا شك أن الوقت آن كي تفتضح. فأمر الولي جنودة أن يشدوه في المعصرة ويصبوا جيرا وخلا في أنفه وفمه فأحتمل القديس هذا كله بنعمة الرب وكان الوالي متجبرا للغاية فأمر بان يغلوا زيتا وزفتا ويسكبوه علي راسه ...فصرخ القديس الي الرب قائلا:
"أشكرك يارب لأنك جعلتني مستحق هذا العذاب علي اسمك القدوس المبارك لأن قوتك تدركني في كل وقت واسالك يا سيدي ان تعينني وتخلصني من هذه الشدة" فظهر له رئيس الملائكة الجليل ميخائيل في تلك الساعة ولمس الزيت والزفت فصار كالندي البارد علي راس القديس بضابا صرخ قائلا للوالي "إفتضح أيها الوالي وآلهتك الشياطين النجسة المرذولين مع ملكك الكافر الهالك بسرعة أنت وأوثانك النجسة وأنا مع سيدي يسوع المسيح الاله الحقيقي."


فلما سمع الوالي هذا الكلام أمر للوقت باحضار خلقين وزفت وكبريت ووضعوهم فيه وأوقدوا تحته بالنار حتي علي وإرتفع لهيبه الي فوق وامر الوالي بربط يدي وقدمي القديس والقاؤه في الخلقين وهو يغلي.فرفع القديس بضابا نظره الي السماء نحو الرب وصلي قائلا " يا سيدي وملكي يسوع المسيح ينبوع الحياة الاسم الحلو في أفواه القديسين مشبع الجياع ومخلص المتضايقين من شدائدهم أسألك أن تسمعني وتعينني في هذه الشدة لانك موجود عند كل من يطلبك" واذا رئيس الملائكة الجليل ميخائيل قد نزل من السماء ووقف علي الخلقين وهو يغلي وملأ يده منه ورشها في وجه الوالي فأصابه بالعمي اما القديس فكان واقفا في الخلقين وهو باسط يديه ووجهه نحو الشرق يسبح الله بعد ان حل رئيس الملائكة قيود يديه وقديمه وجعل الخلقين مثل الماء البارد. وكان هناك 400 رجل مغلغلين بالسلاسل فلما نظروا الاعجوبة صرخوا جميعهم قائلين "نحن نصاري مؤمنين بالسيد المسيح".ثم تقدم رفيق الوالي اريانا الي القديس طالبا منه ان يشفي الوالي فقال له القديس "ما تستحق أيها المنافق أن أرشمك بعلامة الصليب باسم ربي والهي الحقيقي ولكن من اجل هذا الجمع الحاضر في هذا الموضع ليؤمنوا بالرب يسوع المسيح الإله الحقيقي الذي ليس في السماء ولا علي الارض اله غيره"ثم صلي قائلا"ياربي والهي يسوع المسيح المتحنن الكثير الرحمة اشفيه"وفي تلك الساعة شفي الوالي ونظر بعينيه ومضي الي مجلس الحكم وامر ان يمضوا بالقديس الي السجن مربوطا بالسلاسل الحديدية.


†تعزيات السماء وظهور الرب له ووعوده للقديس
بينما القديس بضابا مقيدا بسلاسل حديدية في السجن ومن حوله القديسين المؤمنين اذ برئيس الملائكة ميخائيل يظهر لهم جميعا ومعه اكاليل كثيرة وقال للقديس :
"السلام لك ايها الاسقف القديس بضابا قد قبل الرب جميع اتعابك ونسكياتك التي صنعتها منذ صغرك هوذا الرب قد وهبك ثلاثة اكاليل. الاول لاجل استشهادك هوذا انا واقف معك حتي تكمل شهادتك واكللك بالاكاليل بكل مجد وبهاء واصعد بك الي المساكن السمائية التي للابرار والشهداء والقديسين في الملكوت.ثم نظر الي القديسين وقال لهم"الاكاليل قد اعدت لكم وستفرحون مع جميع الشهداء ". اما القديس الطوباوي الانبا بضابا وقف وصلي هكذا قائلا:"اسمعني يا الله ضابط الكل ولتصعد طلبتي امامك من اجل شعبك الذي يكرم شهدائك وقديسيك اسالك يا سيدي من اجل هؤلاء الذين يصنعون الرحمة في يوم تذكار شهدائك وقديسيك ان تقبل نفسي اليك .لك المجد والعزة والإكرام والسجود مع أبيك الصالح والروح القدس الي الابد امين" واذ برب المجد قد نزل من السماء ومعه ربوات يسبحوه وقال للقديس المكرم الطوباوي الأنبا بضابا :


+تقوي يا حبيبي بضابا هوذا أنا معك.
+وكل من ياتي الي البيعة التي بنيت علي اسمك ويعطي قربان علي اسمك اباركه بالبركة بالسمائية.
+وكل من يصنع تذكارك انا اجعله يتكئ في وليمة الالف سنة.
+والذي يكتب اتعابك وشهادتك ويعطيها لبيعتك انا اعطيه في هذا الدهر اجرة تعبه وفي الدهر الاتي اكتب اسمه في سفر الحياة الي الابد.
+والذي يضاد بيعتك انا اهلكه.
+والذي يسمي ولده باسمك انا انشئه بالصلاح.
+والذي يعمل عمل يوم تذكارك انا ابارك تعبه واعوضه عن ذلك في ملكوت السموات.
+وكل من كان في شدة او ضيق وطلب المعونة باسمك انا اخلصه من شدائده.
+وكل من يصنع رحمة يوم تذكارك أنا أعوضه عن ذلك مائة ضعف.
ثم عزاه السيد المسيح وصعد عنه بمجد عظيم لا يوصف.


† الاستشهاد ونوال الاكاليل
وفي الغد امر الوالي باخراج كل من في السجون من المسيحيين فاخذوهم وتوجه بهم الي الجبل في الموضع الذي كانت المدينة مجتمعه فيه فلما نظرت الجموع القديسين صرخوا بصوت واحد نحن نصاري فغضب الوالي جدا واحضر القديس بضابا وتلك الجموع وامر باخذ رؤسهم بحد السيف . فيا لعظم هذا المنظر المهوب جدا حتي انه من كثرة الشهداء صارت دمائهم تجري علي الارض مثل السيل واصبح المكان مملؤا بالملائكة لتتويج وتكليل الشهداء.
ونال القديس الانبا بضابا اكليل الشهادة غير المضمحل في اليوم التاسع عشر من شهر ابيب المبارك وكان عمره ثمانية وستين سنة قضي منها خمسة عشر سنة في بيت ابيه وقضي منها تسعة واربعين سنة ونصف في النسك واقام علي كرسي قفط في الاسقفية ثلاث سنين ونصف.

شفاعة وصلوات هذا القديس العظيم تكون معنا اجمعين.
كملت سيرة القديس الطوباوي والشهيد العظيم والأسقف الأنبا بضابا بسلام من الرب
آمين

رسالة بطرس الثانية الفصل الثاني

وكما كان في الشعب أنبياء كذابون فكذلك يكون فيكم معلمون كذابون يحدثون بدعا مهلكة وينكرون السيد الذي افتداهم فيجلبون لأنفسهم هلاكا سريعا وسيتبع كثير من الناس فواحشهم ويكونون سببا للتجديف على طريق الحق ويستغلونكم بكلام ملفق لما فيهم من طمع غير أن الحكم عليهم منذ القدم لا يبطل وهلاكهم لا يلحقه فتور فإذا كان الله لم يعف عن الملائكة الخاطئين بل أهبطهم أسفل الجحيم وأسلمهم إلى أحابيل الظلمات حيث يحفظون ليوم الدينونة وإذا كان لم يعف عن العالم الـقديم فجلب الطوفان على عالم الكفار ولكنه حفظ نوحا ثامن الذين نجوا وكان يدعو إلى البر وإذا كان قد جعل مدينتي سدوم و عمورة رمادا فحكم عليهما بالخراب عبرة لمن يأتي بعدهما من الكفار وأنقذ لوطا البار وقد شقت عليه سيرة الفجور التي يسيرها أولئك الفاسقون وكان هذا البار ساكنا بينهم وكانت نفسه الزكية تعذب يوما بعد يوم لما يرى ويسمع عن أعمالهم الأثيمة فذلك أن الرب يعلم كيف ينقذ الأتقياء من المحنة ويبقي الفجار للعقاب يوم الدينونة ولا سيما الذين يتبعون الجسد بشهواته الدنسة ويزدرون العزة الإلهية مع أن الملائكة وهم أعظم منهم بالقوة والقدرة لا يحكمون عليهم عند الرب بالتجديف أما أولئك فهم كالحيوانات العجم التي جعلت من طبيعتها عرضة لأن تصاد وتهلك، يجدفون على ما يجهلون فسيهلكون هلاكها ويلقون الظلم أجرا للظلم. يلتذون بالترف في رائعة النهار أدناس خلعاء يلتذون بخدائعهم إذا قصفوا معكم لهم عيون مملوءة فسقا منهومة بالخطيئة يفتنون النفوس التي لا ثبات لها ولهم قلوب تعودت الطمع وهم بنو اللعنة تركوا الطريق المستقيم وضلوا في سلوكهم طريق بلعام بن باصر الذي أحب أجر الإثم فناله التوبيخ بمعصيته إذ نطق حمار أعجم بصوت بشري فرد النبي عن هوسه هؤلاء ينابيع جف ماؤها وغيوم تدفعها الزوبعة أعدوا للظلمات الحالكة يتكلمون بعبارات طنانة فارغة فيفتنون بشهوات الجسد والفجور أناسا كادوا يتخلصون من الذين يعيشون في الضلال يعدونهم بالحرية وهم عبيد للمفاسد لأن الإنسان عبد لما استولى عليه فإنهم إذا ابتعدوا عن أدناس الدنيا لمعرفتهم ربنا ومخلصنا يسوع المسيح ثم عادوا إليها يتقلبون فيها فغلبوا على أمرهم صارت حالتهم الأخيرة أسوأ من حالتهم الأولى فقد كان خيرا ألا يعرفوا طريق البر من أن يعرفوه ثم يعرضوا عن الوصية المقدسة التي سلمت إليهم لقد صدق فيهم المثل القائل عاد الكلب إلى قيئه يلحسه وما اغتسلت الخنزيرة حتى تمرغت في الطين

اعداد الشماس سمير كاكوز

سيرة حياة القديس كريستوفر حامل الرب يسوع المسيح

الموضوع منقول للأمانة والفائدة العآمة

سؤال يهم الأرملة المسيحية الراغبة في الزواج

تحية طيبة عطرة للجميع

لا يختلف إثنان في كون الزواج هو أحد المقاصد التي يرجى من ورائها العفة و إعمار الأرض بالتناسل و التكاثر تبعا لما جاء في الكتاب المقدس في سفر تكوين أصحاح 9 عدد 7 :

فَأَثْمِرُوا أَنْتُمْ وَاكْثُرُوا وَتَوَالَدُوا فِي الأَرْضِ وَتَكَاثَرُوا فِيهَ

و قول الكتاب أيضا في سفر التكوين أصحاح 2 عدد 18 :


وَقَالَ الرَّبُّ الالَهُ: «لَيْسَ جَيِّدا انْ يَكُونَ ادَمُ وَحْدَهُ فَاصْنَعَ لَهُ مُعِينا نَظِيرَهُ

سؤالي هو كالتالي :

ماهي أقل مدة يمكن للأرملة المسيحية المتوفى عنها زوجها أن تنتظرها قبل قيامها بزواج ثاني من رجل آخر ؟؟

ياريت الجواب يكون مدعوم بشاهد كتابي .

شكرا مسبقا لكم .
أعلى