هل الكأس نصف مليئة أم نصف فارغة؟

بيترالخواجة

<<<< Jesus >>>>
عضو مبارك
إنضم
20 نوفمبر 2006
المشاركات
872
مستوى التفاعل
12
النقاط
0
هل الكأس نصف مليئة أم نصف فارغة؟




غالبا ما نسمع البعض يردد أن العالم ينقسم إلى فئتين : فئة ترى الكأس " نصف مليئة"، والأخرى تراها "نصف فارغة".




أكثر تباع الفئة الثانية غالبا ما يظهروا بأنهم سلبيين ، متشائمين ولدرجة ما ساخرين. غالبا ما يتقبلون الخبر الإيجابي ببعض الشك ، أو يطلبون براهين قبل أن ينفتحوا على الفكرة ، على الشخص أو الخبرة. أما تباع الفئة الأولى فإن نظرتهم إلى الحياة إيجابية، يفتشون عن إمكانية للتحسين عوضا من أن الاحتجاج والنقض . يطلبون أن يبنوا للمستقبل عوضا من التحجج من سيئات الماضي.




هذين المبدأين غالبا ما يتصارعان ، فالذين يرون الحياة كونها نصف فارغة ، لا تعجبهم أفكار الفئة التي تنظر إلى الأشياء بعين الإيجابية. وهؤلاء بدورهم تنرفزهم أفكار الفئة التي تحتج دائما والتي تشك بكل شيء وتتساءل عن كل شيء .




الكنيسة ليست بعيدة عن فكرة " الكأس نصف الملآنة أو نصف الفارغة . بكل تأكيد، هناك فئة من أعضاء الكنيسة تصوب على السلبي ، تتساءل دائما عن أعمال اللجان ، لماذا لم يفعلوا كذا وكذا؟ ، ما هي الأسباب لفعل هذا أو ذاك...إلخ . وبنفس الوقت هناك فئة أخرى تصوب إنتباهها على ما يجري في الكنيسة ، ما قد تم تحقيقه لخدمة الآخر ، وماذا يمكن أن يعمل لتحسين أمور الرعية .




فمع أنه يمكن لنظرة الفئتين المتناقضة أن تتحول إلى وسيلة إيجابية في حياة الكنيسة، فإنه معروف جيدا عند غالبية المؤمنين ، بأن إيمان الكنيسة يتخطى نظرية " نصف الملآن أو نصف الفارغ" ويصوب على الكأس الملآن الذي تطفو منه المحبة الإلهية والحياة الجديدة. وعندما نصل إلى الحياة الكاملة الموحاة التي حصلنا عليها بقيامة سيدنا يسوع المسيح المجيدة ، نحصل على نتيجة واحدة : أن الكأس ليست نصف ملآنة أو نصف فارغة،ولكن الكأس مليئة بالمحبة لدرجة أن النصوص الإلهية تصنفها بأن تطفو.




كم هو سهل بالنسبة لنا كأفراد وكمجموعة أن نفرق بين فكرة نصف الملآن و نصف الفارغ التي تجتاح العالم ، وننسى أن ننظر إلى الكأس بعين الإيمان ، ونرى فيه الكنيسة التي تطفو فوقها محبة المسيح ! فبالرغم من الخوف والاحتجاج الذي نسمع منهما باستمرار بأن على الكنيسة ان تفعل هذا أو ذاك ، وأن على الرعايا أن يشتركوا في هذا المشروع أو ذاك ، فإني أعبر عن عميق سروري وارتياحي لروح المحبة والتعاون والإدارة الحسنة التي تعم مؤمني رعايانا ، لدرجة بأني أتساءل من مدة لأخرى ، هل ما أراه هو واقع؟، أو علّي قد برمجت نفسي لأرى ما هو حسن فقط، وبذلك أغلق عيني عن ما هو سلبي . لا أدعي ولا تمر في مخيلتي بأن الكنيسة اليوم لا تواجه مشاكل كبيرة . صراع الحضارات، الذي مهد الطريق لزواج المثليين واللواطيين والذي همش المسيحية، إلى الوضع الإقتصادي وديانات العصر والوثنية الحديثة وغيرها، التي اعتنقها الكثير من شبان العصر. لكن شعب الله قد واجه مشاكل وصعوبات وحروب في الماضي توازي أو تزيد عما نواجهه اليوم: منذ عهد الإمبراطورية الرومانية وتسلط الدولة العثمانية وحتى الحكم الشيوعي في أوروبا الشرقية وغيرها الذي عمل جاهدا خلال القرن العشرين أن يقضي على الكنيسة وأن يرميها في سلة مهملات التاريخ . لكن وبدون أدنى شك فإن كأسنا " يفيض". والإنجيل لا زال يغير حياةأولئك الذين " بخوف وإيمان يتقدموا منه" . الأسرار الإلهية لا زالت تحول الخطأة ، مقدمة عينة عن الملكوت ، الذي مع كونه سيظهر ، فإنه حاضر في وسطنا. كنائس تؤسس، القديم منها يعاد ترميمه ، مؤسسات للشبيبة والمدارس ومساعدة العجزة. لا يكاد تمر سنة حتى ونسمع بتأسيس إرساليات غايتها نشر الكلمة المحيية ، التي تبرهن عمليا أن الإيمان يطفو، وسوف لن يتوقف عن إطفاء غليل كل العطشانين إلى ماء الحياة.




لقد وعد مخلصنا بأن أبواب الجحيم سوف لن تقوى على كنيسته . أما الرسول الإلهي بولس فإنه يتعجب من أن السيد نفسه قد اختارنا نحن الخطأة لنكون "الإناء الأرضي" الذي به يجلب الملكوت إلى العالم. مما سبق فقلته أستطيع أن أوكد بأنه ما دمنا متسلحين بحضور الروح القدس ، فإن كأسنا ستظل تطفو بالمحبة ، ودعوتنا ستبقى دائما حية وفاعلة
 
أعلى