رد: كريسماس 2010 موسوعة كاملةكل سنة والجميع بالف خير asmicheal
بابا نويل حامل الهدايا وفرحة عيد الميلاد للأطفال. (©AP Images)من مايكل جاي فريدمان، المحرر في موقع يو أس إنفو
بداية النص
واشنطن، عيد الميلاد الذي يحتفل به معظم المسيحيين في 25 كانون الأول/ديسمبر، هو إحياء لذكرى ميلاد السيد المسيح. وقد طور الأميركيون، شأنهم شأن الكثير من سكان العالم، تقاليدهم واحتفالاتهم بعيد الميلاد، وقد تغيرت هذه تغيراً كبيراً مع مر الزمن.
واليوم، يجمع معظم الأميركيين بين عاداتهم الدينية والعلمانية وتقاليدهم العائلية. وهكذا، رغم أن عيد الميلاد هو بالنسبة إلى كثير من الأميركيين مناسبة دينية، فإن المحاكم الأميركية عززت وضعه كعطلة قانونية. وكما أفتت إحدى المحاكم، فإن الحكومة "بمنحها الموظفين الفدراليين عطلة مدفوعة الأجر يوم عيد الميلاد، فإنها لا تفعل أكثر من الاعتراف بالأهمية الثقافية للعطلة."
* تطور عيد الميلاد الأميركي
كان المتزمتون الأوائل في منطقة نيوإنغلاند يستنكرون احتفالات عيد الميلاد الصاخبة في معظم الأحيان التي يشاهدونها في انكلترا. وفي العام 1659، منعت مستعمرة مساتشوستس لفترة قصيرة الاحتفال بالعيد وبقي عيد الميلاد يوم عمل عادي في كثير من أنحاء نيوانغلاند وفي بنسلفانيا. غير أن أنحاء أخرى من أميركا الشمالية البريطانية، احتفلت بالعيد بحيوية بالغة وكان المحتفلون الذين يرتدون ثيابا أنيقة يمرون على أبواب المنازل حيث تقدم لهم هدايا صغيرة من الطعام والشراب.
وقد أخذت الاحتفالات الحديثة ذات الصبغة التجارية تظهر في القرن التاسع عشر وتتميز بشراء هدايا للأطفال. وبدأ التسوق الفصلي لعيد الميلاد يتخذ أهمية اقتصادية.
كذلك بدأت تقاليد أخرى خاصة بعيد الميلاد خلال القرن التاسع عشر. واتخذ سانتا كلوز – المشتق من سينتر كلاس الهولندي والقديس نيكولاس الألماني، شخصية موزع هدايا مرح وسائق عربة تجرها أيائل عبر تلك الأعمال أمثال الشعر الغربي القديم العام 1823 الذي يقول، "زيارة من القديس نيكولاس" وصورة للفنان توماس ناست نشرت في مجلة هاربر الأسبوعية. ومنذ ذلك الحين جسدت منظمات عديدة من منظمة "سالفيشن آرمي" الخيرية إلى شركة كوكا كولا صورة سانتا.
ووفقا للروايات المتداولة جيلا بعد جيل، فإن أشجار عيد الميلاد تعود إلى مارتن لوثر، رجل الدين الألماني في القرن السادس عشر الذي ولّد انتقاده لممارسات الكنيسة الكاثوليكية الحركة الإصلاحية البروتستانتية. ووفقا لتلك الروايات، فإن لوثر أحضر إلى منزله لأطفاله عشية أحد أعياد الميلاد شجرة تنّوب وأضاءها بالشموع.
تزلج على الجليد في مركز روكيفلير في نيويورك أحد مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد. (©AP Images)وقد انتقلت العادة إلى بريطانيا والولايات المتحدة في القرن التاسع عشر. واليوم، كثير من الأميركيين المعاصرين إما يشترون شجرة خضراء مقطوعة منذ وقت قصير، أو شجرة اصطناعية من الألومنيوم والبلاستيك يمكن استعمالها عدة مرات. وتزين الشجرة التي توضع في صالون العائلة بالأضواء ومختلف الزينات التي تتألف عادة من كرات صغيرة وتماثيل تصور ملائكة وأشكالا متصلة بالعيد. وفي بعض العائلات توضع هدايا العيد تحت الشجرة صباح 25 كانون الأول/ديسمبر من قبل أفراد العائلة، أو كما قد يتصور الأطفال الأصغر سنا، أن سانتا كلوس حملها إلى سطح المنزل وهو يستقل عربة تجرها أيائل ثم هبط من داخل المدخنة – كل ذلك بينما الأطفال يغطون في نومهم.
وبدأت بطاقات الميلاد المنتجة على نطاق واسع تظهر في الربع الأخير من القرن التاسع عشر. وفي العام 1996 اشترى الأميركيون وأرسلوا بالبريد ما قيمته حوالى 2.6 بليون بطاقة ميلاد. وهذه البطاقات قد تصور مشاهد دينية أو تنقل رسائل مدنية، غالبا ما تكون ساخرة. ومع ظهور الانترنت، أصبحت البطاقات الالكترونية خيارا أكثر شعبية.
* احتفالات معاصرة
بعد أن أصبح التسوق لعيد الميلاد مهما جدا بالنسبة إلى البعض، اتسع احتفال عيد الميلاد ليصبح "فصلا" بحد ذاته. وخلال الكساد الاقتصادي الكبير في الثلاثينات، اقترح الرئيس فرانكلن روزفلت نقل عطلة عيد الشكر لكي تتسع فترة التسوق من تلك العطلة حتى عيد الميلاد. واليوم، يعرف اليوم الذي يلي عيد الشكر بـ"يوم الجمعة الأسود". إنه يوم تسوق عظيم (تفتح فيه المتاجر أبوابها قبل أوقاتها العادية بعدة ساعات)، وتحقق فيه بعض المتاجر أرباحا ويمكن أن يشكل نسبة كبيرة من أرباحها السنوية.
وفصل الميلاد الموسع هو أكثر بكثير من التسوق. إنه بالنسبة إلى كثير من الأميركيين، فترة نوايا طيبة ومناسبة للعمل الخيري والتطوعي. وإلى حد ما تصادف أعياد غير مسيحية يحتفل بها في نفس الوقت تقريبا – أبرزها عيد كوانزا الأفريقي الأميركي وعيد هانوكا اليهودي عطلة الميلاد لتصبح هناك عطلة طويلة.
وتتضمن وسائل الترفيه الشعبية الفصلية عددا من البرامج السنوية المحببة وهذه تشمل نقلا تلفزيونيا لأفلام محببة أمثال "أعجوبة في الشارع رقم 34 (1945) و"إنها حياة رائعة" (1946) وقد انضمت اليها في الأعوام الأخيرة "قصة الميلاد" (1983).
وغالبا ما تظهر على شاشات التلفزيون برامج تصويرية لقصة الميلاد. وبعضها أمثال "عيد الميلاد لتشارلي براون" و"رودلف الغزال ذو الأنف الأحمر" وهما يعودان إلى أواسط الستينات، ويستمتع بهما أطفال اليوم وآباؤهم على حد سواء.
ويقوم الآن عدد متزايد من محطات الإذاعة بتعديل برامجها لتتضمن موسيقى الميلاد، أحيانا بصورة كلية، خلال الأسابيع الأربعة أو الستة التي تسبق العطلة. وتبلغ تقديمات حية ومسجلة لتلك المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية الشهيرة أمثال "كورس هليلويا" من مقطوعة المسيح لهاندل، وكسّارة البندق لتشايكوفسكي، و"كريسماس أوراتوريو" لباخ، ذروتها في الأسابيع التي تسبق الميلاد.
ويبقى المعنى الديني الأصلي للعيد هو العنصر الأهم بالنسبة إلى كثيرين. ويبني بعض المحتفلين مشاهد شبيهة بالمذود – صور للمذود الذي ولد فيه المسح، كاملا بأشخاص يمثلون الطفل يسوع وأولئك الذين كانوا حاضرين عند ولادته. وتقيم كنائس عدة احتفالات بإضاءة الشموع أو صلوات عشية العيد وبعضها يقيم قداس المهد أو تصويرا لمولد المسيح.
وكما في كثير من نواحي الحياة الثقافية الأميركية، فإن عيد الميلاد في الولايات المتحدة يجسد قيم شعب حر ومتنوع