من كتب الأناجيل الأربعة؟
هل ان كتبة الأناجيل ليسوا شهود عيان وليسوا يهود من أرض فلسطين؟
هل تم أضافة إسم متى ومرقس ولوقا ويوحنا في وقت لاحق؟
كل هذه الإعتراضات نسمعها من اخوتنا الملحدين او المسلمين دون تقديم أي أدلة تسند هذه الإدعائات التي سيتم الرد عليها كلها في هذا الموضوع.
من كتب الأناجيل الأربعة؟ هل الأناجيل كُتبت بواسطة مجاهيل؟
الأناجيل مكتوبة بصيغة الضمير الغائب دون أن يُذكر إسم كاتب الإنجيل بصورة مباشرة. هذا النوع من صياغة الكلام والكتابة كان المنتشر فكل السير الذاتية المكتوبة في الوقت المقارب لكتابة الأناجيل كانت مكتوبة بصيغة الضمير الغائب دون ذكر إسم الكاتب بصورة مباشرة. فعلى سبيل الذكر لا الحصر، بين أيدينا كتابات الفيلسوف أفلاطون والفيلسوف أرسطو والمؤرخ بلوتارخ الذي كتب أكثر من خمسين سيرة ذاتية دون أن يذكر إسمه إضافة الى المؤرخ اليهودي يوسيفوس والمؤرخ اليوناني تاكتيوس وغيرهم العشرات، كلهم كتبوا بصيغة الضمير الغائب ولا يمكن لعاقل فاهم ان يرفض كتابات هؤلاء الأشخاص فقل لأن إسمهم غير مذكور بصورة مباشرة من داخل سيرتهم الذاتية.علماء التاريخ يرجعون الى الأدلة الخارجية لمعرفة من هو الكاتب ولذلك نحن على يقين على من كتب سيرة افلاطون وأسطرو ويوسيفوس وتاكتوس ولا نرفض أعمالهم وتاريخهم.
نفس الشئ ينطبق على الأناجيل فبالرغم من عدم ذكر إسم الكاتب في داخل الإنجيل كما هو معتاد في صياغة الكتابة في ذلك الوقت، لدينا أدلة كثيرة تؤكد من هم كتاب الأناجيل الأربعة:
- المخطوطات: كل المخطوطات تحتوي على إسم الكاتب (متى او مرقس او لوقا او يوحما) ولا توجد أي مخطوطة معنونة بأي إسم آخر غير الكتبة الاربعة ولاتوجد أي مخطوطة تعنون كاتب الإنجيل بالغير المعروف او المجهول
- أباء الكنيسة: كل أباء الكنيسة الأولى يشهدون وينسبون الأناجيل لكاتبيها فمثلاً بابياس (125) وجيستن الشهيد (150) وأيروناوس (180) وكليمندس الاسكندري (185) وأوريجن ويوسبوس وجيروم وترتليان وغيرهم الكثير كلهم يشهدون على أن كل من متى ومرقس ولوقا يوحنا كتبوا اناجيلهم.
- إقتباسات أباء الكنيسة: أباء الكنيسة الأولى والذي هم تلاميذ رسل المسيح وتلاميذ تلاميذهم أقتبسوا من الأناجيل وأستشهدوا فيها في تعليمهم ورسائلهم لدرجة كبيرة نستطيع من خلالها إعادة تكون نص الأناجيل بالكامل. هذا يدل على معرفة الكنيسة الأولى بهوية كتبة الأناجيل بصورة لا تدع مجال للشك.
هل ان كتبة الأناجيل ليسوا شهود عيان وليسوا يهود من أرض فلسطين؟
الأناجيل تذكر لنا معلومات وتفاصيل كثيرة وقريبة عن حياة السيد المسيح وعادات المجتمع وتفاصيل المدن والأشخاص. هذه التفاصيل نستطيع فحص صحتها من خلال مراجعة الأدلة الاركليوجية واسماء وجغرافية المدن. صحة ودقة هذه المعلومات والتفاصيل من غير المرجح أن يكون أصطناعها وفبركتها من أشخاص بعيدين بعد جغرافي وزمني عن حياة المسيح.لدينا أدلة كثيرة تؤكد أن كتبة الأناجيل الأربعة هم شهود عيان:
- الكتبة أنفسهم يشهدون بأنهم شهود عيان: وانهم ينقلون شهادتهم التي هي حق فمثلاً يقول الرسول يكونا في إنجيله 21 : 24 هَذَا هُوَ التِّلْمِيذُ الَّذِي يَشْهَدُ بِهَذَا وَكَتَبَ هَذَا. وَنَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ حَقٌّ. الشئ نفسه عند لوقا في مقدمته إنجيله (لوقا 1 : 1 - 3) وبقية كتبة العهد الجديد الذي يكروون مراراً وتكراراً انهم شاهدوا الحدث بنفسهم وان شهادتهم هي حق.
- الدليل الداخلي يتفق مع شخصية كاتب الإنجيل: الأدلة الداخلية من داخل كل إنجيل تتوافق وبصورة كبيرة مع شخصية كاتب الإنجيل. فمثلاً نرى متى العشار المتعلم في الحساب يستخدم الصيغ الحسابية أكثير من غيره من كتبة الأناجيل. نفسه الشئ نراه مع لوقا الطبيب الذي يستخدم مصطلحات طبية دقيقة في وصفه للمرضى الذي شفاهم المسيح.
هل تم أضافة إسم متى ومرقس ولوقا ويوحنا في وقت لاحق؟
كل المخطوطات والإقتباسات وشهادات اباء الكنيسة الأولة تشير الى ان كتبة الأناجيل هم معروفين وليسوا مجهولين، فلا يوجد اي دليل يرجح ان الأناجيل انتشرت بصورة مجهولة او ان أسماء كاتبيها كانت غير معروفة في الوسيط المسيحي. لدينا أدلة قوية ترجح إن اسماء الأناجيل أصيلة وليس مضافة لاحقاً:- المخطوطات تحمل أسماء الكتبة: كل المخطوطات التي بين أيدينا تحمل على أسماء الكتبة ولا توجد أي مخطوطة بدون عنوان او تعنون إسم الكاتب بالمجهول او الغير معروف.
- إتفاق المخطوطات والنساخ: لو كان أسماء الكتبة مضافة في وقت لاحق لكان هناك تضارب بين المخطوطات عن هوية كاتب الأنجيل فكان من المرجح ان نرى أسماء مختلفة منسوبة لنفس الإنجيل لكن ما نراه العكس تماما فهناك إجماع واتفاق كامل وبنبسه 100% بهوية كاتب الإنجيل بين المخطوطات والنساخ الذين كان منهم الكثير غير مسيحي او مؤمن بما ينسخ.
- أتفاق أباء الكنيسة: بالرغم من إختلاف المكان والزمان الذي ينتمي إليه أباء الكنيسة هناك إتفاق تام بينهم بهوية كتبة الأناجيل. فلا نرى هناك أي تضارب او ذكر لإسماء مختلفة بين اباء الكنيسة بل الكل يجتمع وينقل المعلومة بوصل وسند معروف ومضموع، فمثلاً نرى القديس بوليكاربوس هو تلميذ الرسول يوحنا و وأيروناوس هو تلميذ بوليكاربوس وأثناهم يشهدون عن من هم كتبة العهد الجديد بصورة تتطابق مع ما بين أيدينا اليوم.
- لا وجود لسطلة كنسية في القرون الثلاثة الأولى تستطيع ترتيب فبركة إسم كاتب الإنجيل: القرون الأولى من حياة المسيحيين والكنيسة الأولى كانت صعبة وتحت إضطهاد وقتل وملاحقة شرسة من اليهود والرومان. فالمسيحيين كانوا يلتقون ويصلون بالخفية ولم تكن هناك أي سلطة كنسية شاملة لكل المسيحيين في كل انحاء المسكونة. هذا الشئ ينفي نظرية المؤامرة التي تدعي ان الكنيسة أختارت بشكل عشوائيإسماء الكتية ونسبتها للإناجيل في وقت لاحق.
فلا وجود الى سلطة كنسية في ذلك الوقت تستطيع ان تُقرر مثل هكذا قرار ولا وجود لأي دليل بأن هذا الشئ ممكن أن يحدث. فالمشكك هنا يبني تشكيكه على نظرية المؤامرة وليس على أدلة ملموسة.
الخلاصة
الموضوع يحتوي على أقوى الأدلة التي تثبت أن كتبة الأناجيل هم شهود عيان وليسوا مجاهل وان كل الادلة والبراهين تشير الى هذه الخلاصة. أي محاولة للطعن بأصالة كتبة الإناجيل هي محاولة غير مبنية على أي دليل وليست أمينة في تقبل البراهين والدلائل التي بين أيدينا.
الأدلة تم ذكرها بشكل مختصر، فكل دليل يمكن كتابة عشرات الصفحات عنه. لكن للإختصار والتلخيص والوصول الى لب الموضوع أخترت هذه الطريقة التي أتمنى ان يكون بسيطة وسلسة على القارئ.
سلام ونعمة
التعديل الأخير: