Noor Light
New member
- إنضم
- 23 مايو 2022
- المشاركات
- 20
- مستوى التفاعل
- 23
- النقاط
- 3
بعد أن نلت الولادة الثانية منذ 4 سنوات أحببت الرب جدا لأني ذقت ما أطيب الرب ، ذقت كم هو صالح ، كم هو يحبني، ولأن الرب أنقذني من الخزي والعار الذين كانا رقيقا حياتي، لأني كنت وحيدا في العالم ولم أعرف أي أصدقاء حقيقيين ولم أستطع أن أنال أي راحة في هذا العالم ولا أي تعزية فيه ، مع أني عشت وجربت كل شيء العالم يستطيع أن يعرضه لي، جربت المخدرات والخمر والجنس ، جربت المطالعة والتزود بالمعرفة، لم يوجد شيء استطاع ملء الفراغ الروحي الذي كان بداخلي، والخوف من المجهول الذي يطاردني منذ صغري ازداد جدا في فترة بداية العشرينات من عمري والخوف والرهاب الاجتماعي كان فظيعا في داخلي، وبسبب حوادث حصلت لي من خيانة واعتداءات جسدية ونفسية من أقارب لي وأصدقاء أو كنت أظنهم كذلك ، عزز ذلك فيا الشعور الشديد بالوحدة والعزلة والظلمة، وهذا دفعني للانطواء أكثر مع نفسي وبدأت في ذلك الوقت في الاستماع للموسيقى السوداوية كثيرا، موسيقى الميتال والروك الظلامي، وبدأت أبحث عن فلسفات الشيطانية وأقرأ عن السحر وعن الشيطان لأني كنت أبحث عن صديق لي.
ولأني من خلفية مسلمة وقد أنكرت الإسلام منذ سنة 2015 بسبب ما وجدت من أكاذيب به وأمور غير أخلاقية فيه من رسول الإسلام،وبسبب ما اتضح لي من الصلة المباشرة بين ما نعانيه اليوم في المجتمعات الإسلامية من تخلف أخلاقي ومن نفاق وبين التعاليم الأصلية للإسلام ورسوله، مثلا على سبيل الذكر لا الحصر طريقة معاملة الإسلام للنساء وكيف تزوج محمد بطفلة عمرها 9 سنوات وكيف خدع زيد ليتزوج من امرأته بعد أن اخترع له إلهه آيات لكي يتزوج من زوجة ابنه بالتبني بسبب إعجابه بها حتى قالت له عائشة زوجته بسبب ذلك "ما أرى ربك إلا يسارع في هواك" .
عندما انكشف لي حجم الخداع والاستفزاز الأخلاقي الموجود في الإسلام وفي تعاليمه التي في القرآن والاحاديث أصبحت فكرتي عن الله ذاته فكرة مشوشة جدا ، أصبحت أحمل الفكرة بأنه إن كان الله هو الذي علم هذه الأشياء التي بالإسلام فأنا لا أريده لا هو ولا الإسلام، فتركت الإسلام وتركت الله .
وما فعله لي الإسلام أيضا هو أنه شوش فيا فكرة الإله والأديان الأخرى أيضا، فبمجرد أن تركت الإسلام أصبحت أرى بأن كل الأديان التي تدعي بوجود الله هي نفس الشيء لأني اعتقدت كما يعلم الإسلام بأن الإله الذي يعلمه الإسلام هو ذات الإله الذي تعلمه الديانتين الأخريتين ( اليهودية والمسيحية) .
لذلك طردت فكرة الله من بالي، ولم أهتم به وملت أكثر للإيمان بعدم وجود إله فأصبحت ملحدا، ثم بعد زمن حوالي سنتين أصبحت كما ذكرت مسبقا أطالع بعض التعاليم عن الشيطانية وشدتني هذه التعاليم لسببين:-
السبب الأول بأني بعد إلحادي بحوالي سنة أصبحت لا أميل لفكرة بأنه لا توجد قوى خارقة نحن لا نراها، وأظن أنني حتى عندما اعتقدت بأنني أصبحت ملحدا ولا أؤمن بوجود إله أو شيطان كنت في باطني أشعر بأنه لابد من وجود شيء ما لا نراه ، لابد من وجود قوى أخرى روحية، لا يعقل أننا وحدنا هنا وأننا وجدنا بالصدفة .
السبب الثاني بأني قد جربت كل شيء هذا العالم المادي يستطيع توفيره لي، جربت كل الطرق للسعادة، للقوة، للسلام فلم أحصل عليها، جربت المخدرات، الجنس ، المال، فلم أشعر بأن هذه الأشياء تغذي الأمر الباطني الذي أنا أبحث عنه فضلا عن أنها لم تعطيني السلام أبدا بل السعادة مؤقتة وبدون أي تغيير في مسار وجودي، وبعد فترة أصبح الإحساس بوجودي ظلاميا أكثر وأكثر بسبب الظروف التي ذكرتها سابقا كخيانة الأصدقاء وعدم الشعور بالانتماء للمحيط الذي أنا موجود به والشعور بالاغتراب وبأني وحيد حتى ولو كنت بين ملايين البشر، هذا الإحساس صعب وأحيانا إحساس مرعب.
ولكي أهرب منه بدأت في رحلة جديدة لمحاولة تغيير الواقع النفسي الذي أعيش فيه ولأني كما قلت بدأت في الاعتقاد من جديد بأنه لابد من وجود قوى روحية تستطيع تغيير حياتنا ولأني قد فقدت أي احترام لفكرة الله بسبب تشويهه لي من قبل الدين الإسلامي، فبدأت في البحث عن عدو الله – الشيطان - .
بدأت في الاطلاع عن حركة الشيطانية في التاريخ وفي العالم وعن أهم شخصياتها المعاصرين والسابقين وسرعان ما شدني فيهم التظاهر بالاتزان النفسي الذي كان يملأ سماتهم، الثقة بالنفس التي هي تكبر صارخ .
ابتدأت فكرتي عن الأخلاق تتغير شيئا فشيئا لأني إلى ذلك الوقت كنت متمسكا بمعايير أخلاقية حتى وإن اخترقتها في بعض الأوقات ولكن مفهوم الصح والخطأ لدي كان واضح، بأن الصح هو صح والخطأ هو خطأ، ولكن ما أن أصبحت أطالع عن الشيطانية وأقتنع بما يكتب عنها بدأ مفهوم الصح والخطأ في الانحلال شيئا فشيئا، إلى أن أصبحت أتبنى الفلسفة الشيطانية بعد أشهر قليلة من بداية متابعتي لها، فأصبحت لا أرى ما هو خطأ كخطأ بعد، فكل شيء أصبحت أراه كوسيلة للوصول لغاية، فلسفة مادية وبهيمية وقانون الغابة بمعنى الكلمة.
أصبحت مقتنعا بأن هذه هي الفلسفة التي تحكم هذا العالم، وأن الشيطان إن كان بالفعل موجودا فبالفعل هو الإله الأقوى لأنه يسيطر على هذا العالم وعلى كل الذين يسكنون به بدليل أن كل المثاليات الأخلاقية التي في الدين هي نظريات وأما ما يحدث بالواقع المعاش هو أن قانون الشيطان هو الذي يسري بين الناس، أصبحت أرى الناس من خلال هذه الفلسفة وأفهم تصرفاتهم من خلالها فقط، واقتنعت بأن الرحمة والشفقة هي للضعفاء والأغبياء الذين لا يستطيعون الصمود ، أما الأقوياء فهم الذين يتلاعبون بالضعفاء وينتصرون عليهم بالحيل والخداع وكسب المصلحة الشخصية، أصبحت بعد فترة وجيزة أتحول لصورة أخرى، صورة مشابهة للشخص الذي كنت أعبده – الشيطان - .
أصبحت أرى بأن الفرق بيني وبين الناس الذين هم حولي بأني أنا أعرف المصدر الحقيقي للقانون الذي هم يسيرون به أما هم فيسيرون بحسب قانون الشيطان ولا يعلمون بأنهم يتبعون الشيطان، فأصبحت أرى نفسي من النخبة التي تعلم بالسر الخفي لكيفية سير الحياة في هذا العالم، وحقيقة الأمر بأني أصبحت أشعر بقوة من وراء هذه الافكار، ثقتي بالنفس ازدادت، لم أعد ذلك الشخص الساذج الذي دائما يحاول أن يكون جيدا ولا يؤذي أحدا، بل أصبحت أتحول لذئب بشري .
إلى أن حدث في يوم من الأيام بأني وبعد ممارسة جنسية غير شرعية مع فتاة ليل، بدأت تصيبني أفكار ووساوس قهرية قوية بأني قد أصبت بمرض جنسي من جراء هذه العلاقة، مهما كانت هذه الأفكار عشوائية فلم أستطع طردها أبدا، كانت قوية جدا وكان لديها قوة غريبة في داخلي، لم تكن مجرد أفكار بل كانت محملة بشعور رهيب من الخوف والرعب، أصبحت مرتعبا من هذه الأفكار، وكلما أردت طرها وتفنيدها وبأنها مجرد وحي خيال، تأتيني من زاوية أخرى بطريقة أشرس ، أحيانا تأتيني محملة بصور بأني أصبت بمرض الإيدز وبأني سأفضح بين الناس وبأن عائلتي ستفضح بين الناس لأنهم سيصبحون معروفين بأنهم عائلة ذلك الشاب الذي أصيب بالإيدز .
كل يوم كانت هذه الافكار تؤرقني ولا تدعني أركز في أي شيء آخر، أول أفكاري من استيقاظي إلى نومي، كل ما أحاول أن أشغل نفسي بشيء آخر تقاطعني هذه الأفكار السوداوية المشحونة بالموت وتهجم علي بمشاعر غاية في الظلمة، يجب أن أنوه بأن أفكار الوساوس هذه لم تكن مجرد أفكار كما نختبر كلنا الافكار الاعتيادية التي تطرأ على ذهننا ثم تذهب ، لا . كانت من نوع آخر، كانت أفكار ولكنها كانت كائنات في حد ذاتها، كانت شياطين، لأنها لم تكن ترضى بأن تتركني أبدا، كلما أصرف ذهني عنها تلاحقني بشراسة وأشرس شيء بها بأنها كانت تدخل في داخل أحشائي، لم تكن أفكار في الذهن، بل كانت في الاحشاء، خوف قوي جدا يصيب أحشائي يتركني في ظلام لا أستطيع وصفه، ولا أتمنى لأحد أن يمر به.
بعد أيام من هذا الصراع قررت أن أذهب لعمل تحاليل لأعرف مصيري لعلي أجد الراحة التي لم أعرف طعمها منذ أيام، طبعا يجب الذكر بأنه بسبب الحرب الشرسة النفسية علي من هذه الأفكار بدأت أعراض المرض تظهر علي ، بدأت أبحث عن الأعراض المحتملة لمرض الإيدز، فمثلا إن وجدت الصداع والحمى أصاب في اليوم التالي بالصداع والحمى.
كانت أيام في منتهى الصعوبة علي ، ولم أستطع أن أتجاهل هذه الأفكار لأنها كانت تطاردني في كل مكان ، بدأت في ذلك الوقت بالاعتقاد حتما بأن الشيطان حقيقي وبأنه قد خدعني وبأنه يحاول الآن الإنهاء علي وبأني أبدا لم أكن صديقا له كما كنت أظن من قبل .
ذهبت لعمل تحاليل واتضح بأنني غير مصاب بالمرض ولكن ستظن بأن الأفكار تركتني الآن ! ولكن لا لم تتركني أبدا بل استمرت بنفس الوتيرة وبنفس الخوف والرعب الذي يأتي معها ويسكن في، لأني قرأت بأن المرض لا يمكن الكشف عليه في التحاليل إلا بعد 6 أشهر من الإصابة للنتيجة الأكيدة، طبعا في تلك الفترة أصبحت لا أملك القدرة على التحكم بعقلي، عقلي أصبح رهينة للأفكار السوداوية، كنت مستعبدا لها كل يوم، أصبحت مكتئبا وسوداويا ولم أعد أخرج من غرفتي كثيرا وبالكاد يراني أحد من أهلي أو من أقاربي حتى ظن الكثير بأني قد سافرت خارج البلاد.
سقطت من أعلى برج ولم أجد من يساعدني، أصبحت غير قادر على التحكم بأي شيء في داخلي، نفسيتي أصبحت ضعيفة جدا، من شدة الخوف والوهن الذي كان يملؤني كنت لا أستطيع حتى التحدث مع أحد لأني لا أستطيع حتى التركيز، لأني بمجرد أن أبدأ في مشاطرة أحدهم بحديث إلا وتأخذني أفكار في داخلي بعيدا فأفقد حتى التركيز ولا أستطيع أن أكمل حديثي معه، بجانب الخوف من الموت، أفكار الخوف من الموت أصبحت متجذرة في أعماق روحي، الأمر تعدى مجرد أفكار في الذهن، الأمر وصل لأعماق في داخلي لا يستطيع أحد على وجه هذه الأرض الوصول إليها.
لا طبيب ولا عارف يستطيع شفائي، لأن الشياطين هي في داخل روحي، كنت أشعر بهذه الظلمة في داخلي، شر مطلق وخوف رهيب وشعو بأن الموت قريب جدا، كنت أعتصر في هذه المشاعر وحيدا لأشهر، لم أجد أحد لأشكي له لأني أعرف بأنه لا يوجد أحد ليفهمني ، إن تحدثت مع عائلتي فأعرف إجابتهم، ربما سيرشدونني لشيخ ليقرأ على أو يعمل ماء رقية وأنا أعرف بأن هذه كلها خزعبلات ولا يمكن لهم أبدا أن يعرفوا الطريق لأصل المشكلة لأنها عميقة جدا في عالم لا يستطيع البشر رؤيته، لأنها في داخل الروح .
في أثناء تلك الفترة التقيت عن طريق الصدفة أو هذا ما يبدو من الخارج بأنه صدفة، إلتقيت بشخص مسيحي يتحدث باللغة الإنجليزية من جنسية أفريقية، ولأني متحدث جيد بالإنجليزية بدأت في التحدث معه وسرعان ما تبادلنا أرقام هواتف بعضنا البعض على وعد أن نلتقي مرة أخرى في أقرب وقت، وبالفعل إتصل بي بعد أيام فالتقينا وتحدثنا ثم تعرفت على مكان سكنته وتحدثنا قليلا على أن نلتقي من جديد في أقرب وقت، فالتقينا بعد أيام قليلة من جديد وهذه المرة تكلمت معه وصارحته بقناعاتي الدينية، قلت له بأني غير مقتنع وغير مؤمن بالله وبأني في الواقع مؤمن بالشيطان ، فبدأ بالتحدث معي حول إلهه الذي يعبده ، بدأ يتكلم عن الله كما هو في المسيحية، عن المسيح، أنا كنت أظن بأني كنت أعرف عن الله في المسيحية، وفي داخلي كنت أقول بأن هذا الشخص مخدوع بأنه يؤمن بهذا الإله الخيالي ، فأنا كنت أظن بأنني أعرف كل شيء وبأن في يدي مفاتيح المعرفة وبأني جربت كل شيء واجتزت هذه المرحلة الذي هو مازال يتخبط بها، ولكن تناقشنا فشدني شيء في هذا الشخص، ما شدني إليه هو إيمانه الشديد بإلهه وولائه الكبير له وبأنه يتحدث عنه وكأنه يعرفه حقا وبثقته المطلقة به، وبأنه يعرف مائة بالمائة بأن إلهه لا يمكن له أبدا أن يخذله .
نظرت للراحة والسلام الذين يعيش بهما هذا الشخص وتعجبت جدا وقلت في داخلي، كيف يعقل أن يكون هذا الإنسان البعيد عن أهله وموطنه وهو في بلاد تبعد آلاف الأميال عن وطنه ولا يعرف أي شيء عن مستقبله وكيف سيكون الغد بالنسبة له، كيف يكون هذا الشخص ممتلئا بكل هذه الطمأنينة والراحة والسلام، بدأت في ملاحظته كثيرا والاستماع لكلامه عن إلهه وعن أفعاله، وكل ما أستمع أشعر بسهام تخترق قلبي، كنت أشعر بالشياطين الموجودة في أحشائي ترتجف من قوة كلامه الذي يتحدث به عن الخلاص وعن إرسال الله لابنه لخلاص البشر.
مع أني لم أكن أفهم حقيقة هذه المعتقدات لأنها كانت غريبة جدا علي، فمع أني كنت أعتقد بأني أعرف المسيحية إلا أني قد اتضح لي بأني لا أعرف شيئا عن المسيحية الحقيقية كما هي وإنما ما أعرفه هو التشويه الذي وصلني عنها من خلال الإسلام، وتعجبت بأني أنا الذي قرأت عن ديانات عديدة حتى ديانات قد انقرضت، كيف أني لم أقرأ عن المسيحية وأعرف حتى أبسط عقائدها الأساسية، فقادني ما رأيت من "جون" لأول خطوة لرؤية النور في نهاية النفق .
كلامه القوي الذي كان يقوله لي يهز كياني وكل ماكنت آتي عنده ويبدأ في الحديث عن إلهه وعن عظمته كل مخاوفي تبدأ في الانحلال ، كل الظلمة التي تملأني تبدأ في الزوال، لاحظت هذا الشيء، ولأني أمر بتجربة روحية فلم أكن مهتما بالمناظرة العقلية معه، لم أحتاج للجدال معه لأن القوة الموجودة في كلامه كانت تهزم كل الظلمة التي كانت تملأني وهذا ما كنت أحتاجه .
قررت باني سأبحث عن المسيحية وأتعلم عقائدها، دخلت للإنترنت وبدأت في البحث عن اليوتيوب فتركت تعليقا في إحدى المقاطع بأني أريد شخص يفهمني العقيدة المسيحية، لم أكن أعرف من أين أبدأ ولم أعرف المصادر الموثوقة للمسيحية، كنت أبحث عن شخص مسيحي يرشدني للعقيدة بأسلوب أستطيع أن أستوعبه، وعندما رجعت لاحقا في ذلك اليوم وجدت بأن أحدهم ترك ردا على تعليقي وقد ترك عنوان حسابه الشخصي لأتواصل معه، فتواصلت معه فورا وبدأنا في التحدث، شكرته جدا لأنه اهتم بي وأراد مساعدتي، تعجبت جدا في هذا الشخص ، قلت لماذا هو يهتم بي بهذا الدرجة فكان يسأل عني كثيرا وعندما أغيب عنه يوم أو اثنين أجده قلقا عني ويسأل عن أحوالي ويتمنى أن أكون بخير، أصبحت لا أرى فيه شخص مسيحي سيفهمني عن دينه، بل تعجبت بأني لأول مرة أشعر بأن أحدهم يهتم بي بهذه الطريقة، لم يكن لديه أي مصلحة في ومع ذلك كان يتعامل معي وكأني ابنه أو أخاه، تعجبت جدا من هذا الحب والاهتمام الذي يوجهه لي، كيف يعقل أن يوجد إنسان يهتم بأحد هكذا بدون حتى أن يعرفه، بدأت أشعر أني بالنسبة له لست مجرد شخص لنتناقش مواضيع فكرية مع بعضنا ، بل وجدته يحبني بالفعل ويمضي معي أوقات عديدة تاركا أي شيء يشغله فقط ليتحدث معي ويجاوب عن تساؤلاتي بل كان عندما يشرح لي أمرا في العقيدة يطلب مني أن أعد له مقالا عن ما فهمته حول ذلك الامر، وكل ما أدخل من جديد أجده هو الذي ينتظرني ويتوقع مجيئي ويترك لي رسائل كي أرد عليه، الإهتمام الذي شعرته من هذا الشخص الغريب عني الذي لم أعرفه إلا من أيام قليلة أثر فيا جدا، لم أشعر بأن أحدهم إهتم بيا هكذا من قبل، هذا هو الذي جعلني أريد أن أفهم العقيدة منه، الحب والإهتمام الذين أراني إياهما غيرا كل مفاهيمي عن الحياة، لم أكن أعتقد بوجود أناس هكذا يهتمون ويحبون بصدق دون مراءاة، الحب الذي يعطي نفسه للآخر ويهتم به بصدق، كنت أحتاج جدا لهذا الحب والاهتمام، هذا ما جعلني أثق به لأني في تلك الفترة من حياتي مررت بمراحل صعبة كثيرة في حياتي وضعفات عديدة اهتزت من خلالها كل ثقتي بالنفس، لأني لم أحصل على الحب، كنت أبحث عن أحد يحب بصدق ، عن أحد يهتم بي، كنت أبحث عن المشاعر الدافئة التي شعرت بها من هذا الأخ.
يتبــــــــع
ولأني من خلفية مسلمة وقد أنكرت الإسلام منذ سنة 2015 بسبب ما وجدت من أكاذيب به وأمور غير أخلاقية فيه من رسول الإسلام،وبسبب ما اتضح لي من الصلة المباشرة بين ما نعانيه اليوم في المجتمعات الإسلامية من تخلف أخلاقي ومن نفاق وبين التعاليم الأصلية للإسلام ورسوله، مثلا على سبيل الذكر لا الحصر طريقة معاملة الإسلام للنساء وكيف تزوج محمد بطفلة عمرها 9 سنوات وكيف خدع زيد ليتزوج من امرأته بعد أن اخترع له إلهه آيات لكي يتزوج من زوجة ابنه بالتبني بسبب إعجابه بها حتى قالت له عائشة زوجته بسبب ذلك "ما أرى ربك إلا يسارع في هواك" .
عندما انكشف لي حجم الخداع والاستفزاز الأخلاقي الموجود في الإسلام وفي تعاليمه التي في القرآن والاحاديث أصبحت فكرتي عن الله ذاته فكرة مشوشة جدا ، أصبحت أحمل الفكرة بأنه إن كان الله هو الذي علم هذه الأشياء التي بالإسلام فأنا لا أريده لا هو ولا الإسلام، فتركت الإسلام وتركت الله .
وما فعله لي الإسلام أيضا هو أنه شوش فيا فكرة الإله والأديان الأخرى أيضا، فبمجرد أن تركت الإسلام أصبحت أرى بأن كل الأديان التي تدعي بوجود الله هي نفس الشيء لأني اعتقدت كما يعلم الإسلام بأن الإله الذي يعلمه الإسلام هو ذات الإله الذي تعلمه الديانتين الأخريتين ( اليهودية والمسيحية) .
لذلك طردت فكرة الله من بالي، ولم أهتم به وملت أكثر للإيمان بعدم وجود إله فأصبحت ملحدا، ثم بعد زمن حوالي سنتين أصبحت كما ذكرت مسبقا أطالع بعض التعاليم عن الشيطانية وشدتني هذه التعاليم لسببين:-
السبب الأول بأني بعد إلحادي بحوالي سنة أصبحت لا أميل لفكرة بأنه لا توجد قوى خارقة نحن لا نراها، وأظن أنني حتى عندما اعتقدت بأنني أصبحت ملحدا ولا أؤمن بوجود إله أو شيطان كنت في باطني أشعر بأنه لابد من وجود شيء ما لا نراه ، لابد من وجود قوى أخرى روحية، لا يعقل أننا وحدنا هنا وأننا وجدنا بالصدفة .
السبب الثاني بأني قد جربت كل شيء هذا العالم المادي يستطيع توفيره لي، جربت كل الطرق للسعادة، للقوة، للسلام فلم أحصل عليها، جربت المخدرات، الجنس ، المال، فلم أشعر بأن هذه الأشياء تغذي الأمر الباطني الذي أنا أبحث عنه فضلا عن أنها لم تعطيني السلام أبدا بل السعادة مؤقتة وبدون أي تغيير في مسار وجودي، وبعد فترة أصبح الإحساس بوجودي ظلاميا أكثر وأكثر بسبب الظروف التي ذكرتها سابقا كخيانة الأصدقاء وعدم الشعور بالانتماء للمحيط الذي أنا موجود به والشعور بالاغتراب وبأني وحيد حتى ولو كنت بين ملايين البشر، هذا الإحساس صعب وأحيانا إحساس مرعب.
ولكي أهرب منه بدأت في رحلة جديدة لمحاولة تغيير الواقع النفسي الذي أعيش فيه ولأني كما قلت بدأت في الاعتقاد من جديد بأنه لابد من وجود قوى روحية تستطيع تغيير حياتنا ولأني قد فقدت أي احترام لفكرة الله بسبب تشويهه لي من قبل الدين الإسلامي، فبدأت في البحث عن عدو الله – الشيطان - .
بدأت في الاطلاع عن حركة الشيطانية في التاريخ وفي العالم وعن أهم شخصياتها المعاصرين والسابقين وسرعان ما شدني فيهم التظاهر بالاتزان النفسي الذي كان يملأ سماتهم، الثقة بالنفس التي هي تكبر صارخ .
ابتدأت فكرتي عن الأخلاق تتغير شيئا فشيئا لأني إلى ذلك الوقت كنت متمسكا بمعايير أخلاقية حتى وإن اخترقتها في بعض الأوقات ولكن مفهوم الصح والخطأ لدي كان واضح، بأن الصح هو صح والخطأ هو خطأ، ولكن ما أن أصبحت أطالع عن الشيطانية وأقتنع بما يكتب عنها بدأ مفهوم الصح والخطأ في الانحلال شيئا فشيئا، إلى أن أصبحت أتبنى الفلسفة الشيطانية بعد أشهر قليلة من بداية متابعتي لها، فأصبحت لا أرى ما هو خطأ كخطأ بعد، فكل شيء أصبحت أراه كوسيلة للوصول لغاية، فلسفة مادية وبهيمية وقانون الغابة بمعنى الكلمة.
أصبحت مقتنعا بأن هذه هي الفلسفة التي تحكم هذا العالم، وأن الشيطان إن كان بالفعل موجودا فبالفعل هو الإله الأقوى لأنه يسيطر على هذا العالم وعلى كل الذين يسكنون به بدليل أن كل المثاليات الأخلاقية التي في الدين هي نظريات وأما ما يحدث بالواقع المعاش هو أن قانون الشيطان هو الذي يسري بين الناس، أصبحت أرى الناس من خلال هذه الفلسفة وأفهم تصرفاتهم من خلالها فقط، واقتنعت بأن الرحمة والشفقة هي للضعفاء والأغبياء الذين لا يستطيعون الصمود ، أما الأقوياء فهم الذين يتلاعبون بالضعفاء وينتصرون عليهم بالحيل والخداع وكسب المصلحة الشخصية، أصبحت بعد فترة وجيزة أتحول لصورة أخرى، صورة مشابهة للشخص الذي كنت أعبده – الشيطان - .
أصبحت أرى بأن الفرق بيني وبين الناس الذين هم حولي بأني أنا أعرف المصدر الحقيقي للقانون الذي هم يسيرون به أما هم فيسيرون بحسب قانون الشيطان ولا يعلمون بأنهم يتبعون الشيطان، فأصبحت أرى نفسي من النخبة التي تعلم بالسر الخفي لكيفية سير الحياة في هذا العالم، وحقيقة الأمر بأني أصبحت أشعر بقوة من وراء هذه الافكار، ثقتي بالنفس ازدادت، لم أعد ذلك الشخص الساذج الذي دائما يحاول أن يكون جيدا ولا يؤذي أحدا، بل أصبحت أتحول لذئب بشري .
إلى أن حدث في يوم من الأيام بأني وبعد ممارسة جنسية غير شرعية مع فتاة ليل، بدأت تصيبني أفكار ووساوس قهرية قوية بأني قد أصبت بمرض جنسي من جراء هذه العلاقة، مهما كانت هذه الأفكار عشوائية فلم أستطع طردها أبدا، كانت قوية جدا وكان لديها قوة غريبة في داخلي، لم تكن مجرد أفكار بل كانت محملة بشعور رهيب من الخوف والرعب، أصبحت مرتعبا من هذه الأفكار، وكلما أردت طرها وتفنيدها وبأنها مجرد وحي خيال، تأتيني من زاوية أخرى بطريقة أشرس ، أحيانا تأتيني محملة بصور بأني أصبت بمرض الإيدز وبأني سأفضح بين الناس وبأن عائلتي ستفضح بين الناس لأنهم سيصبحون معروفين بأنهم عائلة ذلك الشاب الذي أصيب بالإيدز .
كل يوم كانت هذه الافكار تؤرقني ولا تدعني أركز في أي شيء آخر، أول أفكاري من استيقاظي إلى نومي، كل ما أحاول أن أشغل نفسي بشيء آخر تقاطعني هذه الأفكار السوداوية المشحونة بالموت وتهجم علي بمشاعر غاية في الظلمة، يجب أن أنوه بأن أفكار الوساوس هذه لم تكن مجرد أفكار كما نختبر كلنا الافكار الاعتيادية التي تطرأ على ذهننا ثم تذهب ، لا . كانت من نوع آخر، كانت أفكار ولكنها كانت كائنات في حد ذاتها، كانت شياطين، لأنها لم تكن ترضى بأن تتركني أبدا، كلما أصرف ذهني عنها تلاحقني بشراسة وأشرس شيء بها بأنها كانت تدخل في داخل أحشائي، لم تكن أفكار في الذهن، بل كانت في الاحشاء، خوف قوي جدا يصيب أحشائي يتركني في ظلام لا أستطيع وصفه، ولا أتمنى لأحد أن يمر به.
بعد أيام من هذا الصراع قررت أن أذهب لعمل تحاليل لأعرف مصيري لعلي أجد الراحة التي لم أعرف طعمها منذ أيام، طبعا يجب الذكر بأنه بسبب الحرب الشرسة النفسية علي من هذه الأفكار بدأت أعراض المرض تظهر علي ، بدأت أبحث عن الأعراض المحتملة لمرض الإيدز، فمثلا إن وجدت الصداع والحمى أصاب في اليوم التالي بالصداع والحمى.
كانت أيام في منتهى الصعوبة علي ، ولم أستطع أن أتجاهل هذه الأفكار لأنها كانت تطاردني في كل مكان ، بدأت في ذلك الوقت بالاعتقاد حتما بأن الشيطان حقيقي وبأنه قد خدعني وبأنه يحاول الآن الإنهاء علي وبأني أبدا لم أكن صديقا له كما كنت أظن من قبل .
ذهبت لعمل تحاليل واتضح بأنني غير مصاب بالمرض ولكن ستظن بأن الأفكار تركتني الآن ! ولكن لا لم تتركني أبدا بل استمرت بنفس الوتيرة وبنفس الخوف والرعب الذي يأتي معها ويسكن في، لأني قرأت بأن المرض لا يمكن الكشف عليه في التحاليل إلا بعد 6 أشهر من الإصابة للنتيجة الأكيدة، طبعا في تلك الفترة أصبحت لا أملك القدرة على التحكم بعقلي، عقلي أصبح رهينة للأفكار السوداوية، كنت مستعبدا لها كل يوم، أصبحت مكتئبا وسوداويا ولم أعد أخرج من غرفتي كثيرا وبالكاد يراني أحد من أهلي أو من أقاربي حتى ظن الكثير بأني قد سافرت خارج البلاد.
سقطت من أعلى برج ولم أجد من يساعدني، أصبحت غير قادر على التحكم بأي شيء في داخلي، نفسيتي أصبحت ضعيفة جدا، من شدة الخوف والوهن الذي كان يملؤني كنت لا أستطيع حتى التحدث مع أحد لأني لا أستطيع حتى التركيز، لأني بمجرد أن أبدأ في مشاطرة أحدهم بحديث إلا وتأخذني أفكار في داخلي بعيدا فأفقد حتى التركيز ولا أستطيع أن أكمل حديثي معه، بجانب الخوف من الموت، أفكار الخوف من الموت أصبحت متجذرة في أعماق روحي، الأمر تعدى مجرد أفكار في الذهن، الأمر وصل لأعماق في داخلي لا يستطيع أحد على وجه هذه الأرض الوصول إليها.
لا طبيب ولا عارف يستطيع شفائي، لأن الشياطين هي في داخل روحي، كنت أشعر بهذه الظلمة في داخلي، شر مطلق وخوف رهيب وشعو بأن الموت قريب جدا، كنت أعتصر في هذه المشاعر وحيدا لأشهر، لم أجد أحد لأشكي له لأني أعرف بأنه لا يوجد أحد ليفهمني ، إن تحدثت مع عائلتي فأعرف إجابتهم، ربما سيرشدونني لشيخ ليقرأ على أو يعمل ماء رقية وأنا أعرف بأن هذه كلها خزعبلات ولا يمكن لهم أبدا أن يعرفوا الطريق لأصل المشكلة لأنها عميقة جدا في عالم لا يستطيع البشر رؤيته، لأنها في داخل الروح .
في أثناء تلك الفترة التقيت عن طريق الصدفة أو هذا ما يبدو من الخارج بأنه صدفة، إلتقيت بشخص مسيحي يتحدث باللغة الإنجليزية من جنسية أفريقية، ولأني متحدث جيد بالإنجليزية بدأت في التحدث معه وسرعان ما تبادلنا أرقام هواتف بعضنا البعض على وعد أن نلتقي مرة أخرى في أقرب وقت، وبالفعل إتصل بي بعد أيام فالتقينا وتحدثنا ثم تعرفت على مكان سكنته وتحدثنا قليلا على أن نلتقي من جديد في أقرب وقت، فالتقينا بعد أيام قليلة من جديد وهذه المرة تكلمت معه وصارحته بقناعاتي الدينية، قلت له بأني غير مقتنع وغير مؤمن بالله وبأني في الواقع مؤمن بالشيطان ، فبدأ بالتحدث معي حول إلهه الذي يعبده ، بدأ يتكلم عن الله كما هو في المسيحية، عن المسيح، أنا كنت أظن بأني كنت أعرف عن الله في المسيحية، وفي داخلي كنت أقول بأن هذا الشخص مخدوع بأنه يؤمن بهذا الإله الخيالي ، فأنا كنت أظن بأنني أعرف كل شيء وبأن في يدي مفاتيح المعرفة وبأني جربت كل شيء واجتزت هذه المرحلة الذي هو مازال يتخبط بها، ولكن تناقشنا فشدني شيء في هذا الشخص، ما شدني إليه هو إيمانه الشديد بإلهه وولائه الكبير له وبأنه يتحدث عنه وكأنه يعرفه حقا وبثقته المطلقة به، وبأنه يعرف مائة بالمائة بأن إلهه لا يمكن له أبدا أن يخذله .
نظرت للراحة والسلام الذين يعيش بهما هذا الشخص وتعجبت جدا وقلت في داخلي، كيف يعقل أن يكون هذا الإنسان البعيد عن أهله وموطنه وهو في بلاد تبعد آلاف الأميال عن وطنه ولا يعرف أي شيء عن مستقبله وكيف سيكون الغد بالنسبة له، كيف يكون هذا الشخص ممتلئا بكل هذه الطمأنينة والراحة والسلام، بدأت في ملاحظته كثيرا والاستماع لكلامه عن إلهه وعن أفعاله، وكل ما أستمع أشعر بسهام تخترق قلبي، كنت أشعر بالشياطين الموجودة في أحشائي ترتجف من قوة كلامه الذي يتحدث به عن الخلاص وعن إرسال الله لابنه لخلاص البشر.
مع أني لم أكن أفهم حقيقة هذه المعتقدات لأنها كانت غريبة جدا علي، فمع أني كنت أعتقد بأني أعرف المسيحية إلا أني قد اتضح لي بأني لا أعرف شيئا عن المسيحية الحقيقية كما هي وإنما ما أعرفه هو التشويه الذي وصلني عنها من خلال الإسلام، وتعجبت بأني أنا الذي قرأت عن ديانات عديدة حتى ديانات قد انقرضت، كيف أني لم أقرأ عن المسيحية وأعرف حتى أبسط عقائدها الأساسية، فقادني ما رأيت من "جون" لأول خطوة لرؤية النور في نهاية النفق .
كلامه القوي الذي كان يقوله لي يهز كياني وكل ماكنت آتي عنده ويبدأ في الحديث عن إلهه وعن عظمته كل مخاوفي تبدأ في الانحلال ، كل الظلمة التي تملأني تبدأ في الزوال، لاحظت هذا الشيء، ولأني أمر بتجربة روحية فلم أكن مهتما بالمناظرة العقلية معه، لم أحتاج للجدال معه لأن القوة الموجودة في كلامه كانت تهزم كل الظلمة التي كانت تملأني وهذا ما كنت أحتاجه .
قررت باني سأبحث عن المسيحية وأتعلم عقائدها، دخلت للإنترنت وبدأت في البحث عن اليوتيوب فتركت تعليقا في إحدى المقاطع بأني أريد شخص يفهمني العقيدة المسيحية، لم أكن أعرف من أين أبدأ ولم أعرف المصادر الموثوقة للمسيحية، كنت أبحث عن شخص مسيحي يرشدني للعقيدة بأسلوب أستطيع أن أستوعبه، وعندما رجعت لاحقا في ذلك اليوم وجدت بأن أحدهم ترك ردا على تعليقي وقد ترك عنوان حسابه الشخصي لأتواصل معه، فتواصلت معه فورا وبدأنا في التحدث، شكرته جدا لأنه اهتم بي وأراد مساعدتي، تعجبت جدا في هذا الشخص ، قلت لماذا هو يهتم بي بهذا الدرجة فكان يسأل عني كثيرا وعندما أغيب عنه يوم أو اثنين أجده قلقا عني ويسأل عن أحوالي ويتمنى أن أكون بخير، أصبحت لا أرى فيه شخص مسيحي سيفهمني عن دينه، بل تعجبت بأني لأول مرة أشعر بأن أحدهم يهتم بي بهذه الطريقة، لم يكن لديه أي مصلحة في ومع ذلك كان يتعامل معي وكأني ابنه أو أخاه، تعجبت جدا من هذا الحب والاهتمام الذي يوجهه لي، كيف يعقل أن يوجد إنسان يهتم بأحد هكذا بدون حتى أن يعرفه، بدأت أشعر أني بالنسبة له لست مجرد شخص لنتناقش مواضيع فكرية مع بعضنا ، بل وجدته يحبني بالفعل ويمضي معي أوقات عديدة تاركا أي شيء يشغله فقط ليتحدث معي ويجاوب عن تساؤلاتي بل كان عندما يشرح لي أمرا في العقيدة يطلب مني أن أعد له مقالا عن ما فهمته حول ذلك الامر، وكل ما أدخل من جديد أجده هو الذي ينتظرني ويتوقع مجيئي ويترك لي رسائل كي أرد عليه، الإهتمام الذي شعرته من هذا الشخص الغريب عني الذي لم أعرفه إلا من أيام قليلة أثر فيا جدا، لم أشعر بأن أحدهم إهتم بيا هكذا من قبل، هذا هو الذي جعلني أريد أن أفهم العقيدة منه، الحب والإهتمام الذين أراني إياهما غيرا كل مفاهيمي عن الحياة، لم أكن أعتقد بوجود أناس هكذا يهتمون ويحبون بصدق دون مراءاة، الحب الذي يعطي نفسه للآخر ويهتم به بصدق، كنت أحتاج جدا لهذا الحب والاهتمام، هذا ما جعلني أثق به لأني في تلك الفترة من حياتي مررت بمراحل صعبة كثيرة في حياتي وضعفات عديدة اهتزت من خلالها كل ثقتي بالنفس، لأني لم أحصل على الحب، كنت أبحث عن أحد يحب بصدق ، عن أحد يهتم بي، كنت أبحث عن المشاعر الدافئة التي شعرت بها من هذا الأخ.
يتبــــــــع
التعديل الأخير بواسطة المشرف: