هرمجدون بالعبرانية ، ترجمتها جبل مجدو
و مجدو نفسها بلدة صغيرة وقديمة جدا تقع 60 ميلا شمال أورشليم
بالنسبة لتفسير الآية :
منظر اعتراضي
"ورأيت من فم التنين ومن فم الوحش ومن فم النبي الكذاب
ثلاثة أرواح نجسة شبه ضفادع.
فإنهم أرواح شياطين صانعة آيات،
تخرج على ملوك العالم، وكل المسكونة،
لتجمعهم لقتال ذلك اليوم العظيم يوم الله القادر على كل شيء...
فجمعهم إلى موضع هرمجدون" [13-16].
في الجام السادس كما في البوق السادس نجد اشتداد الحرب الأخيرة بين الثالوث النجس - أي التنين والوحش البحري (ضد المسيح) والوحش البري (النبي الكذاب) وبين الكنيسة. يتفق ثلاثتهم في شن حرب شعواء ضد الكنيسة، بروح واحدة إذ يخرج من أفواههم ثلاثة أرواح نجسة شبه ضفادع. أما كونه شبه ضفادع فذلك للأسباب:
1. أنه روح شر نجس، لا يطيق روح الله القدوس العامل في الكنيسة.
2. أنه يخرج في الظلام، لا يطيق النور.
3. يعيش في الأماكن الوحلة، لذا يقوم على الخداع بالشهوات الدنسة.
4. يملأ آذان الناس ضجيجًا، يحث الجميع على معاندة الله.
هذه الأرواح الشريرة هي:
1. أرواح شياطين، تعمل متخفية مستخدمة آلات بشرية كثيرة.
2. تستخدم الآيات والمعجزات الشيطانية للتضليل والخداع.
3. تستخدم العنف، إذ يخدع ضد المسيح ملوكًا كثيرين، يجمعهم لمحاربة الله، وستكون هذه الحرب في "هرمجدون". وهو موقع رمزي، إذ هو من ميادين القتال الشهيرة التي يرتبط اسمها بسفك الدماء والحزن (زك 12: 11). في هذا الميدان غلب جدعون المديانيين، والفلسطينيون شاول، وبالاق ودبورة الملك الكنعاني يابين، وقتل ياهو أخزيا بسهمٍ.
ويرى القديس إيرينيموس أن معنى "هرمجدون" جبل اللصوص، لأن ضد المسيح وشيعته هم لصوص يغتصبون حق الله ومجده. ويرى ابن العسال أنها تعني "الموضع الدنيء".
نعود لنسمع تحذير الرب: "ها أنا آتي كلص. طوبى لمن يسهر ويحفظ ثيابه، لئلا يمشي عريانًا، فيروا عورته" [15].
هذا التحذير موجه من الرب لكل إنسان في كل عصر. أنه سيأتي فجأة إذ ملكوت الله لا يأتي بمراقبة. ولعل الرب قد خشي أن يهتموا بالبحث عن الأوقات والمواعيد، ومن خلال هذه الجامات الست يظنون أن وقت ضد المسيح لم يحن بعد فيهملون، لهذا أعلن أنه آتٍ كلصٍ بلا موعد معروف لنا، لذا يليق بنا:
1. أن ننال تطويب السهر والمثابرة.
2. أن نحفظ ثيابنا، أي لا نخلعه أثناء النوم لكي نبقى مستيقظين حتى في نومنا، قائلين: "أنا نائمة وقلبي مستيقظ" (نش 5: 2). بهذا لا يقوم الإنسان غفلة، فيجد نفسه عاريًا فينفضح. والثوب يشير إلى نعمة الله الساترة علينا، وفضائل الرب التي نعيش فيها، وننمو فتسترنا وتزيننا.
الجام السابع
"ثم سكب الملاك السابع جامه على الهواء،
فخرج صوت عظيم من هيكل السماء
من العرش قائل:اً قد تم" [17].
في هذا الجام الأخير كما في البوق الأخير يستخدم أحداث ما قبيل القيامة مباشرة كفرصة أخيرة للتأديب. لقد جاء وقت الدينونة لهذا سمع الرسول صوتًا عظيمًا خارجًا من هيكل السماء، من العرش، قائلاً: "قد تم". فإن آخر ما يمكن أن يقدم للبشر لأجل خلاصهم قد تم.
وقد لخص الرسول الجام السابع في قوله:
"فحدثت أصوات ورعود وبروق.
وحدثت زلزلة عظيمة لم يحدث مثلها منذ صار الناس على الأرض،
زلزلة بمقدارها عظيمة هكذا.
وصارت المدينة العظيمة ثلاثة أقسام،
ومدن الأمم سقطت،
وبابل العظيمة ذكرت أمام الله ليعطيها كأس خمر سخط غضبه.
وكل جزيرة هربت، وجبال لم توجد" [18-20].
هذه الأحداث جميعها سبق شرحها في الحديث عن الختم السادس (رؤ 6: 12-17)0 أما سقوط المدينة العظيمة، فتشير إلى المدينة المقدسة أورشليم التي لم تعد مقدسة، بسبب استخدام ضد المسيح لها كمركز شيطاني لبث أضاليله. وأما سقوط بابل العظيمة ومدن الأمم فسيأتي الحديث عنها في الإصحاحين 17 و18.