الزواج فى العقيدة المسيحية (ملف شيق ) asmicheal

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الزواج فى العقيدة المسيحية (ملف شيق )

البابا شنودة الثالث
http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.html
هذا هو الوضع السامى الذى أراده الله للبشرية منذ البدء،
والذى فشل البشر مدة طويلة من الزمن فى الوصول اليه، وهو نفس الوضع الذى علم به السيد المسيح،
ودعا الناس إليه موبخا اياهم على ضعف مستواهم بقوله:
" لم يكن هكذا منذ البدء" (متى8:19، مرقس6:10).
وقد صدق العلامة ترتيليان فى قوله إن السيد المسيح عمل على ارجاع أشياء كثيرة إلى ما كانت عليه منذ البدء ؛
فألغى الطلاق الذى لم يكن موجودا منذ البدء. وارجع وحدة الزواج التى كانت منذ البدء.
ولم يقيد الإنسان بالختان وبترحيم أطعمة معينة،
إذ لم تكن القيود موجودة منذ البدء.
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الزواج فى العقيدة المسيحية (ملف شيق )

البابا شنودة الثالث

لكى يتضح هذا الأمر جيدا، علينا أن نعرف أولا ظروف قيامه، حينئذ تظهر لنا حكمة الله فيه:
فساد الجنس البشرى وتدهوره:

1- كان آدم بتولا فى الفردوس، وكذلك كانت حواء. ويقول عنهما الكتاب المقدس " وكان كلاهما عريانين آدم وإمرأته وهما لا http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.htmlيخجلان" (تكوين25:2). ولكنهما – بعد الخطية – فقدا حالتهما الأولى السامية الفائقة للطبيعة، وأحسا بعريهما فكساهما الله وستر عريهما. وبعد أن طردا من الفردوس، يقول الكتاب " عرف آدم حواء إمرأته فحبلت وولدت قايين..." (تكوين1:4).
ولم يكتف الإنسان بالنزول من سمو البتولية إلى عفة الزواج الواحد، بل تدرج البعض إلى تعدد الزوجات (تكوين19:4)، وبدأت الشهوة الجسدية تسيطر على الرجال " فرأوا بنات الناس أنهن حسنات " فاتخذوا لأنفسهم نساء منكل ما اختاروا" (تكوين2:6)، ويصف الكتاب الحالة السيئة التى وصلت إليها البشرية فيقول " ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر فى الأرض، وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم... فقال الرب أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذى خلقته" (تكوين7،5:6). وكان الطوفان...
ولكن حتى نسل نوح الذى أنقذ من الطوفان أخطأ ايضا إلى الرب (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وعاد الشر فكثر فى الأرض. ولم يكتف الناس بالزنا، بل انحطوا أكثر من ذلك إلى الشذوذ الجنسى، كما ظهر ذلك ببشاعة فى أهل سادوم التى أحرقها الله بالنار هى و عامورة (تكوين24،5:19). وظهرت بشاعة الزنا فى حادث سبط بنيامين (قضاة29:20-33).
وانحدرت البشرية إلى هوة أخرى فعبدت الأصنام دون الله، حتى أن لابان خال يعقوب أب أسباط إسرائيل الإثنى عشر، كان هو أيضاً يعبد الأصنام (تكوين30،19:31). وظهر التسرى وانتشر (تكوين2:16و 9،3:30). وتطور الزنا بالناس، حتى عرف بينهم البغاء أيضاً (تكوين16،15:38).
ووسط هذا الجو الوثنى الفاسد، كان تعدد الزوجات يعتبر عملا شريفا جدا إذا قيس بالممارسات الأخرى. وهكذا كانت البشرية تتطور – فى البعد عن الله – من سئ إلى أسوأ. ولم تكن الشريعة المكتوبة قد أعطيت لهم بعد. فماذا يفعل الله؟ هل يفنى الإنسان مرة أخرى من على وجه الأرض، ويتوالى تكرار قصتى الطوفان ونار سدوم؟! أم هل كان هناك حل آخر تقوم به مراحم الله لأجل إنقاذ الإنسان؟.. كان هناك حل آخر. فما هو؟
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الزواج فى العقيدة المسيحية (ملف شيق )

البابا شنودة الثالث
1- انتقى الله من البشرية إبراهيم أبا الآباء، لكى يجعله نواة لشعب جديد، ينشأ بتربية إلهية خاصة، ويكون كمتحف حى للديانة الإلهية وللعبادة الحقة، وسط الشعوب الوثنية التى تملأ الأرض. ونظروا إلى حالة البشرية المنحطة لم يتقل الله بوصايا صعبة على الشعب الناشئ المحاط فكرياً وعمليا بألوان من خطايا الوثنيين.
وحتى فى هذا الشعب المختار ظهر تعدد الزوجات أيضا. لم يأمر الله به، و لكنه تسامح فيه: إذ كانت له ظروفه الخاصة من جهة، ومن جهة أخرى فإن المستوى البشرى المعاصر لم يكن يسمح وقتذاك بالسمو الذى أراه الله للإنسان منذ البدء. لابد من سياسة تدرج يتخدها الله الرحيم الشفيق، لكى يأخذ بيد البشرية الساقطة، و يقودها خطوة خطوة إلى الوضع الإلهى الذى كان فى البدء.
وكمثال لسياسة التدرج التى عامل بها شعبه تشريع الطلاق مثلا: فى البدء لم يكن هنك http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.htmlطلاق، ولكنه ظهر لما فسدت البشرية. فلم يلغه الله دفعة واحدة، وإنما تدرج مع الناس. تركهم فترة طويلة فى حريتهم المطلقة، يستخدمون الطلاق بدون قيد و لا شرط. ثم قيدهم فى الشريعة بكتاب طلاق يعطى للمطلقة. ويقول القديس اوغسطينوس إنه " فى هذا الأمر كان يظهر التوبيخ أكثر من الموافقة على الطلاق. فمن المعروف أن إجراءات قسيمة الطلاق كانت نوعا من التعطيل، لأنه تستغرق وقتا يراجع فيه الزوج نفسه. ومع ذلك فقد قال السيد المسيح لليهود "من أجل قساوة قلوبكم، أذن لكم أن تطلقوا نساءكم" (متى8:19).
إذن فلم يكن السبب آن الأمر كان يتمشى مع قصد الله، وإنما هى تنازل من الله ليتمشى مع ضعف الإنسان. وقد قال ذهبى الفم: "أن الزوجة المكروهة، وإذا لم يكن يؤذن بطلاقها، كان يمكن أن يقتلها الزوج، لأنه هكذا كان جنس اليهود الذين قتلوا الأنبياء (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات)... فسمح الله بالأقل ليزيل الشر الأكبر... فيخرجوهن بدلا من أن يذبحوهن فى البيوت".
ولكن الله صبر على ذلك زمنا، ثم وبخ الشعب علانية على الطلاق، مظهرا لهم كراهيته لهذا الأمر (ملاخى16:2). وأخيرا ألغى الطلاق فى العهد الجديد، إلا لعلة الزنا، لأن هذه الخطية بالذات تكسر جوهر الزوج من أساسه، كما سيظهر ذلك عند كلامنا عن "الجسد الواحد".
تنازل الله إذن فى تشريعه مع مستوى الناس، لكى يرفعهم تدريجيا إلى المستوى الذى يريده لهم: سمح لهم بأكثر من زوجة، سمح لهم بالطلاق، سمح لهم بالتسرى، سمح لهم برجم الزناة... كل ذلك لأنهم كانوا وقتذاك لا يحتملون السمو الذى أراده لهم.
وكان من غير المعقول أن يعطى الله الناس شريعة فوق مستواهم لا يستطيعون تنفيذها. ولذلك حسنا وبخ السيد المسيح الكتبة والفريسيين بقوله عنهم "يحزمون أحمالا ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس" (متى4:23).
وهكذا اختار الله نقطة بدء منخفضة تتفق ومستوى الناس، مع عرضه الكمال عليهم يختاره من يشاء ومن يحتمل، دون أن يكون إجباريا. ولكنه تدرج شيئا فشيئا فى تشريع هذا الكمال حتى تم ذلك فى المسيحية. وحتى فى هذه أيضا ترك درجات عليا من الكمال اختيارية، لأنه كما قال " ليس الجميع يحتملون" (متى11:19). غير أنه احتفظ فى المسيحية بسمو للحد الأدنى.
من أجل هذا قال العلامة ترتليانوس " كل واحد يعلم الآن، أنه قد سمح لآبائنا – حتى رؤساء الآباء أنفسهم – ليس فقط بالزواج وإنما بتعدد الزيجات أيضا، بل إنهم احتفظوا كذلك بسرارى. ولكن على الرغم من استعمال الطريقة الرمزية فى الكتاب فى الكلام عن الكنيسة والمجمع، فإننا سنشرح هذا الإشكال فى بساطة بقولنا إنه " كان من الضرورى فى الأزمنة الماضية، أن تقوم ممارسات ينبغى إبطالها فيما بعد أو تعديلها". بقى علينا أن نشرح لماذا كان ذلك ضروريا فى تلك الأزمنة.
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الزواج فى العقيدة المسيحية (ملف شيق )

البابا شنودة الثالث

1- كان تعدد الزوجات يتمشى إلى حد كبير مع فكرة " شعب الله"، هذا الشعب الذى علمه الله الشريعة، وأرسل إليه الأنبياء ليحفظ فيه العقائد السليمة إلى أن يحين انتشارها فى الأرض كلها، فتصبح جميع الأمم هى شعب الله.
http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.htmlوكان لابد أن يكثر هذا الشعب: ليس فقط ليستطيع الصمود أمام شعوب الوثنية القوية، وإنما أيضا ليستخدمه الله فى القضاء على الوثنية. كما حدث فيما بعد، عندما طرد الوثنيين من الأرض وسكنها، فصارت مقدسة، إذ أنها كانت المركز الوحيد لعبادة الله الحقيقية فى العالم كله.
من أجل هذا كانت كثرة النسل بركة توارثها الآباء وسعوا لنيلها. وهكذا نسمع أن الله قال لإبراهيم أبى الآباء"... وأجعل نسلك كتراب الأرض، حتى إن استطاع أحد أن يعد تراب الأرض فنسلك أيضا يعد" (تكوين 16:13). وقال له أيضا " انظر إلى السماء وعد النجوم إن استطعت أن تعدها... هكذا يكون نسلك" (تكوين5:15). وقال له ثالثة " من أجل أنك فعلت هذا الأمر، ولم تمسك ابنك وحيدك " عنى"، أباركك مباركة وأكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء وكالرمل الذى على شاطئ البحر (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). و يرث نسلك باب أعدائه، ويتبارك فى نسلك جميع أمم الأرض" (تكوين 16:22-18). و أقام الله عهداً مع إبراهيم قال له فيه " لأنى أجعلك أبا لجمهور من الأمم، وأثمرك كثيرا جدا وأجعلك أمما، وملوك منك يخرجون. وأقيم عهدى بينى وبينك وبين نسلك من بعدك فى أجيالهم..." (تكوين 5:17-7).
ونفس هذه البركة منحها الله لإسحق بن ابراهيم فقال له " فأكون معك و أباركك... وأكثر نسلك كنجوم السماء وتتبارك فى نسلك جميع أمم الأرض" (تكوين 3:26،4). وكرر الله هذه البركة عينها ليعقوب بن إسحق (12:32،11:35).
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الزواج فى العقيدة المسيحية (ملف شيق )

البابا شنودة الثالث
1-أعجيب"... بعد كل هذه المواعيد بكثرة النسل كنجوم السماء ورمل البحر... أنيتخذ ابراهيم له أكثر من زوجة؟! ظانا فى نفسه أن هذا قد يتفق ومشيئة الله فى مباركة نسله!
ولم يفعل إبراهيم ذلك عن شهوة جسدية، وهو رجل كان قد شاخ واجتاز الثمانين من عمره بسنوات، دون أن يتخذ لنفسه إمرأة أخرى غير سارة زوجته الوحيدة العاقر! إلى أن أعطته هى أمتها هاجر سرية قائلة له " هوذا http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.htmlالرب قد أمسكنى عن الولادة. ادخل على جاريتى لعلى أرزق منها بنين" (تكوين2:16). وكانت له ست وثمانون سنة من العمر حين ولدت له هاجرا ابنا" (تكوين16:16)
وقد قال القديس اغسطينوس فى كتابه Bono Conjugali عن أبينا ابراهيم انه عاش فى حالة الزواج بعفاف. وكان فى مقدوره أن يعيش عفيفا بدون زواج، ولكن ذلك لم يكن مناسبا فى ذلك الزمان. فأى زمان يقصده أوغسطينوس؟ إنه ليس زمنا وثنيا فاسدا تكتنفه ظلمة الجهل فحسب، وإنما تسرى ابراهيم فى عصر خافت فيه إبنتا قريبه لوط من انقرض العالم بعد حرق سادوم و عمورا، وهرب هذه العائلة الصغيرة وحيدة في الأرض، فأسكرتا أباهما، وأنجبتا منه نسلاً دون آن يعلم (تكوين 19: 31-38)... ليس عن شهوة ولا دنس، وإنما رغبة في النسل، وخوفاً من أنقراض الأسرة في الأرض... ليست المسألة أذاً شهوة حسية أو عدم ضبط نفس. فإن القديس أغسطينوس في الأجابة عن هذه النقطة "وهي زواج إبراهيم بأكثر من واحدة يصيح متسائلاً في تعجب" هل لم يضبط نفسه، هذا الذي قدم أبنه ذبيحة"؟!
أما العلامة ترتيليانوس فيضيف رأياً أخر بقوله "كان زواج إبراهيم مثالاً ورمزاً" وهذه الفكرة شرحها إيضاً القديس ايرونيموس بالتفصيل في رسالته إلي أجيروشيا. وكلا هذين الكاتبين المسيحيين الكبيرين لم يتكلم من ذاتيهما، وإنما أعتمد علي شرح القديس بولس الرسول بهذه النقطة بذات في رسالته إلي غلاطية (4: 22- 30). في الواقع كانت كثير من الأشياء في تصرفات وحياة الآباء الأول والإنبياء هي – كما قال القديس ايرونيموس – "رموز لأمور ستأتي". وهذا الموضوع شرحة بالتفصيل القديس هيلاري أسقف بواتيبية الذي كان يلقب "أثناسيوس الغرب" في كتابه Tractatus Mysteriorum فتحدث عن هذه الرموز منذ آدم، وتعرض فيه الزيجات إبراهيم ولزيجات يعقوب إيضاً. وهذا المر أوضحه القديس أوغسطينوس في عبارة موجزة قال فيها " كانت زوجات الإباء الكثيرات رمز لكنائس مستقبله من شعوب كثيرة تخضع لعريس واحد هو المسيح (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). أما سر الزواج بواحده في أيامنا، فيشير إلي وحدتنا جميعاً في خضوعنا لله، نحن الذين سنصبح فيما بعد مدينة سمائية واحدة".ومع ذلك فإن إبراهيم لم تجده زوجاته الكثيرات شيئاً إذ قال له الله " باسحق يدعي لك نسل" (تكوين12:21). ولما مات لم يدفن كما لاحظ القديس أمبروسيوس إلا مع زوجته سارة وحدها.
وإبنه اسحق لم يتخذ في حياته كلها التي بلغت 180 عاماً (تكوين 35: 28) غير زوجه واحده هي رفقة ، التي كانت حياتها هي الأخري تحمل رموزاً كثيره بالأخص في زواجها وفي إنجابها.
أما يعقوب أبو الأسباط الأثني عشر، فمعروف أنه خدع من خاله لابان الذي زفه إلي زوجه من إبنتيه غير التي أختارها لنفسه. وفي الصباح اكتشف يعقوب أنها ليست خطيبته التي أختارها، وإنما هي أختها الكبري. وأجابه لابان عن هذه الخدع بقوله "لا يفعل هكذا في مكاناً آن تعطي الصغيرة قبل البكر" (تكوين 29: 36). وعلاجاً للمشكلة زواجه الصغري أيضاً. وتسري يعقوب بنفس السبب الذي من أجله تسري أبراهيم: دفع إلي ذلك دفعا من زوجتيه أن يتخذ له جاريتهما سريتين لينجب لهما نسلاً (تكوين 30: 3،9). وكانت في تلك الزيجات أيضاً رموز لأمور ستأتي، شرحها القديس ايرونيموس في رسالته الأنفه الذكر.
وهكذا نري أن الأب الكبير لم يطلب تعدد الزوجات ولم يشتهيه، ولكنه أيضاً لم يرفضة عندما دفع إليه دفعاً بحكم ظروفه الخاصة. بل علي العكس سري بأن ير له نسلاً كثيراً كان يرن في إذنيه وعد الله له ولأبيه وجده بإن نسله سيصير كنجوم السماء ورمل البحر لا يعد من الكثرة، وأن به ستتبارك جميع قبائل الأرض.
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الزواج فى العقيدة المسيحية (ملف شيق )

البابا شنودة الثالث
1-كانت هناك أسباب روحية خطيرة من أجلها تسامح الله فى قيام تعدد الزوجات.
أما السبب الأول الخطير فهو مقاومة طغيان الوثنية:
تلك الوثنية التى كانت قد انتشرت بشكل مريع، حتى كادت تكتسح العالم كله بدون استثناء. ولذلك كانت فكرة الله فى اختيار شعب يعبده تقوم على ثلاثة عمد أساسية، و هى عزل هذا الشعب، وإنماؤه، وتعليمه. أما سياسة العزل فبدأت عندما قال الله لإبراهيم "اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التى أريك، فأجعلك أمة عظيمة وأباركك..." (تكوين1:12،2). وكان العزل لازما حتى لا يتأتر شعب الله بالوثنية فيعتنقها نتيجة لاختلاطه بالوثنيين.
وكان من مظاهر هذه السياسة: السكن المنفرد، وعدم التزاوج مع شعوب الأرض الوثنية، وعدم التعامل معهم. وحرص إبراهيم على تنفيذ هذا فى فى تزويجه لابنه إسحاق (تكوين3:24-4) كما حرص عليه اسحق فى تزويج ابنه يعقوب (تكوين 1:28-4). وعندما كان شعب الله يكسر قاعدة العزلة هذه، كان يقع فى عبادة الأوثان ويحل عليه غضب الله، كما حدث ذلك مرات سجلها سفر القضاة.و لكن سياسة العزل وحدها عن الشعوب الوثنية لا يكفى، لأن الشعب المؤمن إذ كان قليلا وضعيفا، حتى إن هو اعتزل عن الوثنيين يمكن أن يطغوا هم عليه ويستعبدوه لهم ويخضعوه لعبادتهم. فكان لابد أن تصحب عملية العزل عملية إنماء فى العدد، حتى يستطيع الصمود أمام قوة أعدائة، وحتى يرث أرضهم و ينشر فيها عبادة الله. وعملية الإنماء صحبها بالضرورة تعدد الزوجات، لأن الأمر لم يكن سهلاً، إذ هو تكوين شعب من فرد واحد.
ولهذا كان إنجاب البنين وقتذاك عملا مقدسا. لأن المقصود به كان حفظ الايمان بالله من الضياع، والوقوف أمام خطر العبادات الفاسدة. وهكذا نرى حقيقة هامة وهى:
فى تعدد الزوجات – قبل مجئ السيد المسيح – لم يكن المقصود هو الزوجات، وإنما البنين الذين تلدهم الزوجات والبنون لم يقصدوا لذاتهم، وانما لحفظ الإيمان فى عالم وثنى. فخرج الأمر اذن عن الغرض الجسدى الى الغرض الدينى. ومن الواضح أن هناك فرقا بين الحالة هنا، والحالة أيام آدم وأيام نوح بعد الطوفان. ففى هذه الحالة الأخيرة كانت الأرض خالية، ولكنها كانت نقيةليست فيها وثنية تهدد الإيمان السليم بالفناء (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). فكان يمكن للإنسان أن ينمو على مهل فى ظل قصد الله السامى بشريعة "الزوجة الواحدة". أما فى أيام ابراهيم فكان العكس هو السائد: كانت فى الأرض شعوب كثيرة من الناس. وإذ كانو كلهم وثنيين، صاروا خطرا على القلة الضئيلة جدا التى تعبد الله. ولذلك كان يبدو أن تعدد الزوجات بالنسبة لعابدى الله لازم ليرفع نسبتهم العددية ولو قليلا.
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الزواج فى العقيدة المسيحية (ملف شيق )

البابا شنودة الثالث
1- كل هذا حدث ولم تكن الشريعة المكتوبة قد أعطيت بعد ونريد أن نعرف في أي ظروف أعطيت هذه الشريعة علي يد موسي النبي، لكي نفهم مدي مناسبتها للناس وللظروف المحيطة بهم. أعطيت الشريعه منحة لشعب مؤمن. ولكنه علي الرغم من كونه وقت ذاك الشعب الوحيد الذي يعرف الله الحقيقي ويعبوده، فإنه كان شعباً قاسياً (متي 19: 8) عنيداً " صلب الرقبة " بشهادة الله نفسه عنه ( خروج 32: 9، 33: 5) وبشهادة موسي النبي أيضاً (خروج 34: 9). كان شعباً متذمراً كثير الشهوات (خروج 15: 24، 16: 3) أتعب موسي النبي جداً، علي الرغم من المعجزات التي رأها، حتي قال لهم هذا النبي العظيم، "ليس تذمركم علينا بل علي الرب" ( خروج 16: 8).
لقد أعطيت الشريعة أيام موسي لشعب قال الله لموسي عنه " دعني أفني هذا الشعب". ولولا شفاعة موسي، لأهلك اله الشعب كله في البرية وأفناه (خروج 32). نعم أعطيت الشريعة لهذا الشعب، الذي لم أبطئ عليهم موسي مع الله – إذا كان علي الجبل يستلم الشريعة – قال هذا الشعب لهرون " قم اصنع لنا آلهه تسير أمامنا، لأن موسي هذا الرجل الذي أصعدنا من ارض مصر، لا نعلم ماذا أصابه "(خروج 32: 1) (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وهكذا لم نذل موسي من علي الجبل، وجد الشعب يعبد عجلاً من ذهب! هذا الشعب الذي قال الله عنه فيما بعد " ربيت بنين وبنات ونشأتهم وأنهم فعصوا علي. الثور يعرف قانية، والحمار معلف صاحبه. وأما اسرائيل فلا يعرف، شعبي لا يفهم ويل للأمه الخاطئة، الشعب الثقيل الأثم، نسل فعلي الشر أولاد مفسدين" (اشعياء 1: 2-4) لم يكن ممكناً لمثل هذا الشعب الذي أوضحنا شيئاً من حالته، أن يحتمل مستوي عالياً، فكان لابد أن يتدرج الله معهم.
هذا الشعب الذي بكي بدموع مشتهياً أن يأكل لحماً (عدد 11: 4، 10،15)، والذي عادي فأشتهي العبودية من أجل اكلأ اللحم (خروج 16: 3)، هل كان ممكناً أن يمنع الله عنه تعدد الزوجات؟! مثل هذا الشعب الذي ارتكب الزنا في بيت الرب نفسه، والذي بسبب زناه عبد آلهه اخري وسجد لها في حياة موسي نفسه (عدد 25)، هل كان ممكناً آن يمنع عن تعدد الزوجات؟!... لم يكن مناسباً أذن أن يمنع تعدد الزوجات في شريعة موسي، علي الأقل لسببين:
أولاً: لأن ذلك لم يكن مناسباً لمستوي الشعب الأسرائيلي ذاته، وألا أقتيد إلي الزنا.
ثانياً: لأن ذلك لم يكن مناسباً للرغبة في مقاومة الجو الوثني الطاغي المحيط بالشعب.
وإنما كان لابد من سياسة تدرج، يسمح فيها لمن يريد من الشعب بأتخاذ النساء كزوجات، مع رفع فكرة ليتسامي بفكرة الزواج فيتخذها بغرض روحي، لتكوين شعب لله، بدلاً من التفكير في الزواج كمادة لأشباع شهوة جسدية.
فما الذي فعل الله في سياسة التدرج هذه؟
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الزواج فى العقيدة المسيحية (ملف شيق )

البابا شنودة الثالث
7- بدأ الله في شريعة موسي يغسل هذا الشعب من نجاسته ويرفع مستواه، حتي يستطيع أن يصل به في المسيحية إلي الطهارة التي أرادها له منذ البدء، و التي كانت شريعة "الزوجة الواحدة" أحد مظاهرها. فماذا شرع له حتي أقتاده إلي ذلك؟
أ‌- حرم الله علي الشعب كثيراً من الزيجات:

حرم عليه التزوج بالأخت، وكان ذلك ممارساً في القديم. فابراهيم أبو الآباء أتخذ ساره زوجه له ( تكوين 20: 12). وحرم عليه الزواج لأختين وكان ذلك أيضاً ممارساً في القديم، كما حدث مع يعقوب أبي الأسباط الأثني عشر (تكوين 29: 26، 27). وحرم عليه زيجات اخري كثيرة، بلغت في سفر الاويين 17 حاله (أصحاح 18). وهكذا لم يعد الزواج مطلقاً كما كان من قبل. وقد تدرج هذه المحارم وتطور حتي وصلت إلي حد اكبر فيما بعد. ومن يكسر هذه المحارم كان في الغالب يقتل.
ب‌- أمره بالأبتعاد عن النساء في ظروف روحية معينه:

فقبل أن يقتر بالشعب من جبل سيناء لسماع الشريعة، أمره موسي آن يتطهر ويغسل ثيابه، ولا يقرب النساء ثلاثة أيام (خروج 19: 15). وكان محرماً علي اي فرض من الشعب آن يتقدم ليأكل من ذبائح الله المقدسة، إلا وهو طاهر لم يقرب أمرأة (لاويين 22: 6). وهكذا كانت هناك أيام عامه، يتعفف فيها الشعب كله، ويتفرغ للعبادة وهي موسم الرب وأعياده، التي تقدم فيها ذبائح عامه وكانت كثيرة (لاويين 23) تضاف إليها المناسبات الخاصة بالأفراد التي يقدمون فيها ذبائح للرب عن أمور خاصه بهم.
وهكذا عندما طلب داود النبي من أخيمالك الكاهن خبزاً، أجابه ذاك"... يوجد خبز مقدس، إذ كان الغلمان قد حفظوا أنفسهم ولاسيما من النساء". ولم يعطيه إلا بعد أن أجابه داود " أن النساء قد منعت عنا منذ أمس وما قبله" (صموئيل الأول 21: 4، 5).
ج- كان أمر الله الشعب بالأبتعاد عن النساء في ظروف خاصة بهن:

مثال ذلك "أيام طمث المرأة". أن مسها وهي "في نجاسة طمثها" يصبح هو أيضاً نجساً إلي المساء وكذلك أن كانت ذات سيل، في الغير أيام طمثها (لاويين 15: 19، 27). أما أذا أضطجع رجل مع إمرأة طامث فكلاهما يقطعاً من بين الشعب (لاويين 20: 18). كذلك كان المرأة لا تمث في أيام نفاسها حتي تطهر (لاويين 12).
د- ولكي يمنع الله الشعب من الأنغماس الشهواني في المعاشرات الجنسية اعتبر أن "كل من اضطجع مع امراة أضطجع زرع يكون نجساً إلي المساء" (لاويين 15: 16) فيغتسل الأثنين ويغسلاً ملابسهما هذا إذا كانا زوجيين، أما آن لم يكونا كذلك فإنهما يقتلان (لاويين 20: 10) (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). فكأن الله شرع لهم أن الأبتعاد عن النساء طهارة، حتي الزوجات! فإن كانت هذا مع الوحدة، فكم بالأكثر في حالة تعدد الزوجات؟!
ه - وهكذا حتي في شريعة موسي كشف الله للشعب ولو من بعيد قبساً من جمال البتوليه وسموها عن الزواج.

وكمثال لذلك قال عن الكاهن الأعظم "هذا يأخذ أمرأة عذراء أما الأرملة والمطلقه والمدنسة والزانية، فمن هؤلاء لا يأخذ بل يتخذ عذراء من قومه أمراة (لاويين 21: 13، 14). وتدرج الله حتي بارك الخصيان وقال "لا يكن الخصي اني شجرة يابسه... أني أعطيهم... أسماً أفضل من البنين والبنات" (أشعياء 56: 3، 5).
و- أصلاح آخر قام به الله في شريعة الزواج وهو يختص بالطلاق:

وقد شرحنا قبلاً ما اتبعه الله فيه من تتدرج أنتها إلي أنه قيل في سفر ملاخي النبي " لأنه يكره الطلاق قال الرب إله إسرائيل" (2: 16). هذه امثله قليله من التدرج الذي أحدثة اله في شريعه الزواج، ورفع به الشعب من الممارسات البدائية التي تشابه الوثنين إلي درجات قربتهم إلي شريعة المسيحية التي رجعت فيها الوضع الألهي الأصلي. أما تعدد الزوجات فإن وقت إلغائه لم يكن قد حان بعد.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
رد: الزواج فى العقيدة المسيحية (ملف شيق )

تفريق مَا جمعَــــــه الله


ســـــــؤال

يقول الكتاب " ما جمعه الله لا يفرقه إنسان " ( مت 19 : 6 ). فكيف يحدث أنه فى حالة الزنا يمكن تفريق ما جمعه الله؟

الجواب :
الوصية تقول " لا يفرقه إنسان ". وفى حالة الزنا , لايحدث التفريق بواسطة إنسان , إنما بأمر الله نفسه, الذى سمح بالطلاق فى حالة الزنا , وفى نفس الإصحاح ( مت 19 : 9 ).

عن كتاب سنوات مع أسئلة الناس
لصاحب القداسة والغبطة
البابا شنودة الثالث
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الزواج فى العقيدة المسيحية (ملف شيق )

البابا شنودة الثالث
8- عملياً سمح الله بتعدد الزوجات لن مستوي الشعب لم يكن يتفق وإلغاءه. ولكنه لكي يسمو بهم وجههم إلي إتخاذ الزواج لإنجاب البنين لسببين.
أ- لينمو شعب الله ويقف أمام قوة الوثنيين
وفي ذلك يقول القديس أوغسطينوس "إن الآباء في العهد القديم كان واجباً عليهم أن ينجبوا أولادا لأجل تلك الأم اورشليم... حتي الأنبياء الذين كانوا لا يعيشون حسب الجسد كانوا أيضاً مضطرين أن يجتمعوا بأجساد".
ب‌-لأنه بهذا النسل ستتبارك الأرض، إذ أن منه سيخرج المسيح.
كان مجئ المسيح أو "المسيا المنتظر" هو أمل كل فرد من أفراد الشعب. حتى إن المرأة السامرية – على الرغم من أنها كانت خاطئة – قالت للسيد المسيح قبل أن يعلن لها ذاته http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.html"أنا أعلم أن المسيا الذى يقال له المسيح يأتى. فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شئ" (يوحنا 25:4).
و هكذا كانت قلوب جميع أبناء إبراهيم معلقة بالمسيا ومجيئه. وكانوا يعرفون أنه المقصود بوعد الله لإبراهيم "ويتبارك فى نسلك جميع أمم الأرض" (تكوين 18:22)، وهو نفس الوعد الذى سمعه إسحق أيضا (تكوين 4:26)، وكذلك يعقوب (تكوين 14:28).
كل رجل كان يتمنى أن يأتى المسيح من نسله وكل أمرأة كانت تذوب شوقاً فى أن يكون المسيا من ثمرة أحشائها. ولهذا يقول القديس أغستينوس " فاشتعلت النساء القديسات –ليس بالشهوة وانما بالتقوى– للأنجاب". وقال عن الآباء القديسين " كان الزواج واجباً علي القديسين، ليس طلباً له في ذاته وإنما لأجل شئ أخر". من أجل أي شئ؟ يريد القديس في نفس كتابة " ليوا من أجل العالم، وغنما من أجل المسيح صاروا أزواجاً ومن أجل المسيح صاروا أباء". لذلك فما أصدق القديس أوغسطينوس عندما قال في موضع اخر "كانت الرغبة في انجاب الأولاد روحيه وليست جسدية". ولهذا اصبحت قلة النسل عاراً. فرحيل زوجة يعقوب، لما كانت عاقراً قالت ليعقوب " هب لي بنين وإلا فإنا اموت"! (تكوين 30: 1) (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ولم فتح الله رحمها فولدت، قالت "قد نزع الله عاري" (تكوين 30: 23). وإليصابات العاقر لم ولدت أبنها يوحنا المعمدان سبحت الله قائلاً " نظر إلي لينزع عاري من بين الناس" (لوقا 1: 25) وعلي عكس ذلك كان كثرة البنين بركة. فقيله " البنون ميراث من الرب..." (مزمور 127: 3).... وكان من البركة أن يقال " أمرأة مثل كرمه مخصبه في جوانب بيتك، وبنيك مثل غصون الزيتون الجدد حول مائدتك... "(مزمور128: 3)...
لذلك فعلي الرغم من أن الزواج بإمراة الخ كان محرماً حسب الشريعه (لاويين 18: 16) ، فإنه كان يتحول إلي واجب حتمي أذا مات الأخ بدون نسل، فيضطر أخوه إلي أتخاذ أرملته زوجه ليقيم نسلاً للأخ المتوفي، فالبكر الذي تلده يحسب أبناً للمتوفي "لئلا يمحي اسمه من اسرائيل" (تثنية 25: 5- 10).
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الزواج فى العقيدة المسيحية (ملف شيق )

البابا شنودة الثالث
http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.html
إذن لم يكن تعدد الزوجات في قصد الله منذ البدء، بل انه وضع للبشرية شريعة "الزوجة الواحدة" ورأي أنه حسن. ولكن لما سقط الناس في الفساد في تعدد زوجاتهم تنازل الله إليهم ويرفعهم اليه، وتسامح في هذا المر محاولاً آن يوجه أفكارهم في أتجاه روحي. فسار هذا الأمر فتره من الزمن، ثم استجاب لهم القديسون فقط الذين قال عنهم اوغسطينوس " كان الآباء يستطيعون أن يضبطوا انفسهم لكنهم – لأجل الأنجاب وليس لمرض الشهوة – إتخذوا لهم نساء. ولنا في السماء شركاء زاهدون.. لم يستعملوا نساءهم أطلاقاً للحبل". وقال عنهم ايضاً " لم يتقدموا في المعاشرة الجنسية اكثر من حاجة أنجاب البنين". امام غالبيه الشعب فلم تسر في هذا الطريق الروحي، وإنما انحرف عن الطريق السليم، واستغلت سماح الله استغلالاً رديئاً.
وكما قال العلامه ترتليانوس في كتابه إلي زوجته "هناك احتياجات اسئ استعمالها". ولم يقف الناس عند هذا الحد بل تدنسوا بالزنا وخالفوا وصايا الله وعبدوا آلهه أخري وسجدوا للاصنام. لذلك أسلمهم الله للسبي، فسباهم نبوخذ نصر ملك بابل. واورشليم ذاتها أنهدم سورها واحرقت أبوابها والذين نجوا من السبي وبقوا فيها صاروا في شر عظيم وعار (نحميا 1: 2، 3).
وسمح برجوع المسبين وبناء السور أورشليم، ولكن الشعب لم يتحول عن فساده حتي قال الله لارمياء النبي أكثر من مرة "لا تصل لأجل هذا الشعب للخير. حين يصومون لا أسمع صراخهم، وحين يصعدون محرقه لا أقبلهم. بل بالسيف والجوع والوباء أنا أفنيهم" (ارمياء 14: 11، 12). وبالفعل اسلمهم الله فعلاً لليونان فحكمهم الأسكندر الأكبر وخلفائه البطالمه، ومن بعد هؤلاء أسلمهم إلي الرومان فاستعبدوهم. وجاء المسيح وهم كذلك.
هكذا لم تستمر فكرة "شعب الله الذي يصمد أمام الوثنيين" فإذا قد سلموا المسيحية وديعتهم العقائديه من نبوات ورموز وتقاليد وكتب موحي بها، انتهت فكرة الشعب المختار، واصبح المؤمنون في العالم كله هو شعب الله، ولم يعد هناك فرق بين يوناني ويهودي كما قال بولس الرسول (كولوسي 3: 11)
وفكرة إنجاب المسيح تطورت هى الأخرى.
إذ ما لبثوا أن عرفوا من النبوءات أنه سيأتى من سبط يهوذا، وهو واحد فقط من الأسباط الإثنى عشر. ثم عرفوا أيضاً أنه سيأتى من قرية بيت لحم، من بيت داود بالذات، وهو فرع من سبط. ثم عرفوا أخيرا أنه سيولد من عذراء. وهكذا زال هذا السبب أيضاً كما زال سابقه (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). و هكذا يقول القديس أوغسطينوس فى كتابه De Bonon Viduitetis عن حنة النبية، التى تفرغت للعبادة وهى بعد شابة بعد ترملها المبكر، عابدة بأصوام و صلوات مدى 84 سنة لم تفارق الهيكل " كانت حنة كنبية تؤمن أن المسيح سيولد من عذراء، و لذلك لم تتزوج ثانية".
ثم ولد المسيح أخيراً، وانتهى هذا السبب أيضا.
بل أننا وجدنا ظاهرة أخرى قد جدتفى تاريخ شعب الله، وهى البتولية. فإذا بأنبياء كثيرين عاشوا بتوليين، مثل يشوع وإيليا واليشع ودانيال والفتية الثلاثة القديسين وكثيرين غيرهم، وأخيرا يوحنا المعمدان الذى عمد السيد المسيح.
و لم يعد عدم الانجاب عارا، بعد دعوة المسيحية إلى البتولية وإلى البقاء فى الترمل. والشعب اليهودى نفسه، بدأ يقلل من تعدد الزوجات، إذ لم يجد داعيا إليه ، حتى إنه ندر فى الفترة التى سبقت ولادة المسيح. " وقد ألغته الآن طائفة اشكنازيم ولم تعد تسمح به. كما ألغته غيرها من الطوائف". وهكذا فى مجئ المسيحية، كان الجو معدا من كل ناحية، ولم يعد هناك سبب واحد للإبقاء على تعدد الزوجات، الذى كان كسرا للنظام الذى وضعه الله منذ البدء.
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الزواج فى العقيدة المسيحية (ملف شيق )

البابا شنودة الثالث
10- عرضنا فى الفصول السابقة، الظروف التى نشأ فيها تعدد الزوجات فى العهد القديم قبل المسيحية، والأسباب التى كانت تدعو إليه وكيف زال بزوالها. وبقى أن نردد الآن ما سبق فقاله القديس ايرونيموس: "ما شأننا وهذا؟! نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور، الذين قيل لنا: الوقت مقصر، لكى يكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم" (1كو29:7). وأيا كانت الحالة فى العهد القديم فإننا نضع إلى جوارها قول بولس الرسول " الأشياء القديمة قد مضت، وهو ذا كل شئ صار جديدا". فما أعجب قول من يقول آن المسيحية توافق على تعدد الزوجات مستدلا على ذلك بأن إبراهيم أبا الأنبياء كانت له أكثر من زوجة! إن كان المسيحى إذن يقلد إبراهيم فيتخذ لنفسه زوجات، فهل يستطيع المسيحى أن يتزوج أخته لأن إبراهيم كان متزوجا اخته؟! وهل يستطيع المسيحى أن يتخذ له سرارى ومحظيات مثل ابراهيم وسليمان؟! وهل يحق للمسيحين أن يملأوا هياكلهم ذبائح ومحرقات لأنه هكذا كان أيام موسى والأنبياء؟!
لا شك أن الزمن غير الزمن، والشريعة القديمة اليهودية قد كملت فى المسيحية، والسيد المسيح نفسه قال إنه جاء ليكمل (متى17:5).
قال القديس أغسطين " سمح للأزواج باتخاذ نساء عديدات، ولم يكن سبب ذلك شهوة الجسد ولكن فكرة الانجاب... أما الآن فلم يعد إنجاب البنين واجباً كما كان فى القديم". ويقول أيضاً "حتى حينما كان النساء يلدن بنينا كان مصرحا بتزوج نساء أخريات للحصول على ذرية أكثر، ولكن هذا الآن بالتأكيد غير شرعى، لأن الاختلاف بين الأزمنة يحدد جواز الشئ أو عدم جوازه.
الآن يعمل الرجل أحسن لو أنه لم يتزوج حتى زوجة واحدة، إلا إذا كان لا يستطيع أن يضبط نفسه" (اكو1:7،9).
بقى أن نعرف الآن كيف ألغت المسيحية تعدد الزوجات؟
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الزواج فى العقيدة المسيحية (ملف شيق )

البابا شنودة الثالث
1-الشريعة التى وضعها السيد المسيح بخصوص الطلاق هى شريعة واضحة لا لبس فيها، وهو قوله فى العظة على الجبل " وأما أنا فأقول لكم أن من طلق أمرأته إلا لعله الزنا يجعلها تزني. ومن تزوج بمطلقه فإنه يزني" (متي 5: 32) وهذا الأمر أيدته وفسرته قوانينه الكنسية وأقوال الآباء...



2-ولكن السيد المسيح لم يكتفي بهذا. إنماأتي إليه الفريسيون مره فسألوه في موضوع الطلاق، فكان من ضمن إجابته لهم " وأقول لكم أن من طلق إمرأته إلا بسبب الزنا وتزوج بإخري، يزني..." (متي 19: 9، لوقا 16: 18). وهذه الآية تظهر بطريقة لا تحتمل الجدل شريعة "الزوجه الواحدة". لأنه أن كان مسموح للرجل أن يتخذ زوجات عديدات، فإنه لا يعتبر زانياً أذا تزوج بأخري. لأنه سواء أكان تطليقه للأولي قانونياً أو غير قانوني، قائماً أو باطلاً، فإن الزوجة الثانية – بمبدأ تعدد الزوجات – تعتبر زوجة قانونية أخرى تحل له.
و لا يوجد من هذه الناحية ما يقف ضد شرعية هذا الزواج.



3-و لكن متى يعتبر الزواج بعد التطليق كعلاقة زنا؟ يعتبر كذلك إن كان هناك قانون ينص على عدم الجمع بين زوجتين فى وقت واحد، واعتبر مثل هذا الشخص جامعا بين زوجتين فى وقت واحد بسبب بطلان الطلاق من الأولى.
و هذا هو الذى قاله السيد المسيح وعلم به إذ قال"... وتزوج بأخرى يزنى". و لذلك فإن القديس مرقس الرسول أورد لنا أكثر وضوحا من هذا، فبعد سؤال الفريسيين للسيد المسيح وإجابته لهم، يقول القديس مرقس فى إنجيله " ثم فى البيت سأله تلاميذه أيضا عن ذلك. فقال لهم: "من طلق امراته وتزوج بأخرى، يزنى عليها (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). و إن طلقت امرأة زوجها وتزوجت بآخر تزنى" (مرقس11،10:10). هذا هو الشرح الذي نطق به السيد المسيح نفسه. فإنه إذا ماعتبر الطلاق باطلاً لسبب كونه لغير عله الزنا وتبعاً لذلك اعتبر الزواج الأول مازال قائماً وعلاقه الزواج بمن طلاق مازالت علاقه زوجية لم تنفصل، فإنه إن تزوج غيرها يزني عليها. وكلمه " عليها " تدل علي جرم هذا الذي أتخذ زياده علي زوجته الواحده التي لا تحل له زوجه أخري عليها.
ومن الشق الثاني للآية التي أوردها القديس مرقس، نري أن السيد المسيح قد ساوي بين المرأة والرجل في وحده الزواج. فكما آن المرأة لا تستطيع أن تجمع بين زوجين، وان تزوج بأخر في حالة قيام الزوج الأول لبطلان الطلاق يعتبر زانية؛ كذلك الرجل الذي لا يحل له هو إيضاً سوي زوجه واحده.
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الزواج فى العقيدة المسيحية (ملف شيق )

البابا شنودة الثالث
أن الفكرة قديمة متجددة:

1- إن فكرة " الجسد الواحد" قديمة متجددة. ذكرت فى البدء منذ أول الخليقة اذ قيل " لذلك يترك الرجل أباه وأمه، ويلتصق بامرأته. ويكونان جسدا واحدا" (تكوين24:2). وذكرها السيد المسيح فى كلامه مع الكتبة والفريسيين ودعمها بقوله "إذاً ليسا بعد اثنين بل جسد واحد. فالذى جمعه الله لا يفرقه إنسان" (متى5:19، مرقس7:10). وبولس الرسول استعمل هذا التعبير أيضا فى رسالته إلى أفسس (3:5) مشبها إتحاد المسيح بالكنيسة باتحاد الزوجين وقائلا بعد ذلك " إن هذا السر عظيم".
ما معنى " جسد واحد "؟

2- من قول السيد المسيح " ليسا بعد اثنين ، بل جسد واحد " يفهم آن الاثنين قد أصبحا بالزواج وحدة واحدة وليس أكثر. ولذلك فإن القديس يوحنا فم الذهب يخاطب فى ذلك العروسين قائلا " لقد أصبحتما الآن واحدا ، مخلوقا حيا واحدا". هذه الوحدة فيها الرجل هو الرأس والمرأة هى الجسد، كما شرح بولس الرسول (أفسس28،23،5) الذى قال أيضا مؤكدا ذلك فى نفس الأصحاح من الرسالة " من يحب امرأته يحب نفسه. فإنه لم يبغض أحد جسده قط" (الآيتان28،29). ويشرح القديس يوحنا ذهبى الفم هاتين الآيتين فيقول: "أتسأل كيف هى جسده؟ إسمع هذه الآن عظم من عظامى ولحم من لحمى هكذا قال آدم" (تكوين23:2)، لأنها مصنوعة من مادة منا. وليس هذا فقط، وإنما يقول الله يصيران جسدا واحدا" (تكوين24:2)... ليس لاشتراكنا فى طبيعة واحدة. كلا، فطبيعة الواجب نحو الزوجة هى أبعد من طبيعة واحدة. كلا، فطبيعة الواجب نحو الزوجة هى أبعد من هذا بكثير وانما هذا لأنه ليس هناك جسدان وإنما جسد واحد: هو الرأس وهو الجسد.
ويستطرد هذا القديس فيقول:" الاثنان لا يظهران بعد اثنين. لم يقال "روحا واحداً" ولا "نفساً واحده" لأن هذا ممكن لجميع الناس" (إعمال 4: 32)، وإنما "يكونان جسداً احداً". ويتذكر القديس قصة لخليقة فيقول "في الواقع إن الله منذ البدء قد عمل إعداد خاصاً لهذا الأتحاد فيقول:
"في الواقع آن الله منذ البدء قد عمل إعداد خاصاً لهذا الاتحاد لتحويل الاثنين إلي واحد... فهو لم يخلقها من خارج لئلا يشعر " آدم أنها غريبه عنه " والقديس أمبروسيوس يؤيد هذه الحقيقة فيقول " أن الله أخذ ضلعاً من أدم وعمله امرأة، لكي يرجع ويربطهما مرة أخري، ويصبحان جسداً واحداً".
تعرض الفكرة مع الطلاق وتعدد الزوجات:

3- فكرة " الجسد الواحد " هذه، تتعارض منطقياً مع أمرين منعتهما المسيحية أيضاً لأنهما لا يتفقان و تعليم المسيحية في الزواج. أما هذان الأمران فهما: الطلاق وتعدد الزوجات. واضح هو تعارض الطلاق مع فكرة "الجسد الواحد". فمن المستطاع التفريق بين اثنين، ولكن الزوجين في المسيحية هما كما قال السيد المسيح " ليسا بعد اثنين بل جسد واحد ". ولم يسمح السيد المسيح بالطلاق في حالة الزنا إلا لأن الزوجة قد خطت في ذلك عملياً يوم زناها. لأنها – بهذا الزنا – تكون قد حطمت مبدأ " الجسد الواحد " تحطيماً. وذلك لأن جسد ثالثا قد دخل بالزنا في الإتحاد الذي ربطه الله ففصم عري روابطه.
فالزوجة مع زوجها جسد واحد حسب الشريعة، وهي – كزانيه – صارت كذلك جسدا واحداً مع الذي زني بها. وهكذا علم بولس الرسول في رسالته الأولي إلي كورنثوس إذ قال "أم لستم تعلمون أن من التصق بزانية هو جسد واحد، لأنه يقول يكون الاثنان جسداً واحداً؟" (6: 16). فبالزنا مع الزواج، أصبح هناك اتحادان أو جسدان، وتحطمت الفكرة السامية، وأصبح فصل الزوجين شيئاً واقعياً قد تم من قبل عملا، وبقي أن يتم شرعا. وذلك لأنه الزواج المسيحي ليس جسدين ولا اتحادان ولا أكثر، وإنما جسد واحد واتحاد واحد حسب قول الرب.
والذي يحدث في الزنا المسبب للطلاق، هو من الناحية العلمية نفس الذي يحدث في تعدد الزوجات (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). الوضع واحد وإن تغييرت الأسماء.
كل ما في الأمر أنه في الحالة الثانية حدث أن كسر فكرة " الجسد الواحد " قد تغطي برداء شرعي.. أما الواضع الواحد المشترك بين الحالتين، فهو دخول جسد ثالث غريب، يحاول أن يوجد له اتحادا مع أحد طرفي الوحدة المقدسة، بأن يعزل الطرف الاخر عنه، ويكون بهذا قد حطم الفكرة الإلهية. إن فكرة " الجسد الواحد " تجعل تعدد الزوجات أمرا متعذرا فليس بالإمكان عقلياً أن يكون رجل في جسد واحد مع اكثر من أمراة، إذ يستحيل اجتماع ثلاثة في جسد واحد ولا أربعه. قالت الوصية الإلهية أن الزوج يترك أباه وأمه ويلتصق بأمرأته. ولكن الذي تتعدد زوجاته لا يستطيع بحق أن يكون ملتصقاً بأخري. وعلي ذلك فإن كل محاولة للاتصال بامرأة اخري، عن طريق علاقة شرعية أو زنائية، هي تصديع لهذه الوحدة.
فإن سأل أحد: هل يمكن للرجل - بعد الزواج – أن يتحد بجسد أخر؟ فمثل هذا السؤال ليس له موضع في الواقع. لأنه بعد الزواج لم يعد هناك اثنان حتي يجوز أن يعطي واحد منهما جسده لثالث. فهما ليسا بعد اثنين وغنما جسد واحد، لا يستطيع إنسان آن يفرقه، كما قال الرب. ويقول القديس ايرونيموس: إنه مع التعدد تكون فكرة الزواج " الجسد الواحد " قد تحطمت ويستطرد القديس متعجباً " في البدء تحول ضلع واحد إلي زوجة واحدة ، وصار الاثنان جسداً واحداً وليس ثلاثة او أربعة وإلا كيف يكونان اثنين أن صار جمله "؟!
خاتمه:

1- إنه جسم واحد، فيه الزوج هو الرأس والزوجه هي الجسد. وكما أنه لا يمكن أن يكون للجسد رأسان أو اكثر، كذلك لا يمكن أن يكون للمرأة زوجان أو أكثر. وأيضاً كما أنه لا يمكن للرأس جسدان أو أكثر، كذلك لا يمكن أن يكون للرجل زوجتان أو أكثر. وإلا فإن هذا التشبيه الذي ذكره بولس الرسول مقتبساً إياه من تعليم الله ذاته، يكون تشبيهاً خاطئاً لا تطبيق له.
أنسأل بعد عن نص في المسيحية لتحريم تعدد الزوجات؟! ليست المسيحية في الواقع ديانة نصوص بقدر ما هي "روح وحياة" كما قال الرب (يوحنا 6: 63). وهذا هو روح الزواج المسيحي وقد علمنا المسيح أن نسلك بالروح.
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الزواج فى العقيدة المسيحية (ملف شيق )

البابا شنودة الثالث
الزواج الروحي بين المسيح والكنيسة :

1- كما أن الذي يلتصق بامرأة، يصير معها جسداً واحداً (تكوين 2: 24) ، كذلك " من التصق بالرب فهو روح واحد" (1 كو 6: 17).
فالاتحاد الأول نسميه زواجاً جسدياً، والاتحاد الثاني نسمية زواجاً روحياً وفي الكتاب المقدس أمثله عديدة لهذا الزواج الروحي بين الله وشعبه أي بين الله وكنيسته. ويكفي أن سفرا بأكمله في العهد القديم، هو نشيد الأناشيد، يدور كله حول هذه العلاقة وحدها التي ذكرها الله ايضاً بوضوح في سفر أشعياء النبي كذلك (أشعياء 54: 5).
ولهذا يقول بولس الرسول في رسالته الثانية إلي كورنثوس "خطبتكم لرجل واحد، لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2 كو 11: 2). وفي رسالته إلي أفسس أتي بتفصيلات كثيرة لهذه العلاقة الروحية بين المسيح وكنيسته، مقارنا بينها وبين الزواج الجسداني للرجل والمرأة في أوجه شبه عديدة ((أفسس 5: 22- 33). قائلاً عن الزواج الروحي بين المسيح وكنيسته "أن هذا السر عظيم".
زوجة واحدة:

1- من هذه المقارنة التي عقدها بولس الرسول بين زواج الرجل والمراة من ناحية أخري، يمكن الاستدلال بوضوح علي شريعه " الزوجة الواحدة " في المسيحية. وقد كان هذا هو نفس تفكير كبار قديسي الكنيسة ومعلميها. فالقديس ايرونيموس يقول في كتابه ضد جوفنيانوس:
" المسيح بالجسد بتول، وبالروح تزوج مرة واحدة. لأن له كنيسة واحدة، هي التي قال عنها الرسول: أيها الرجال أحبوا نساءكم، كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة، وأسلم نفسه لأجلها (افسس 5: 25).
فكما آن المسيح مثال يقتدي به البتوليون في حياتة حسب الجسد، كذلك هو مثال أيضاً للمتزوجين، في علاقته الروحية بالكنيسة التي سار فيها علي شريعة "الزوجة الواحدة".
ويقول القديس ايرونيموس أيضاً في رسالته إلي اجيروشيا " إن بولس في شرح هذا الفصل من اففسس، يشير إلي المسيح والكنيسة بقوله " من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بأمرأته ويكون الإثنان جسداً واحداً. هذا السر العظيم، ولكنني أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة" (أفسس 5: 31، 32).
فجعل آدم الأول صاحب زوجة واحدة في الجسد، وآدم الثاني "= المسيح " صاحب زوجة واحدة في الروح. وكما أنه توجد حواء واحدة هي أم كل الأحياء كذلك توجد كنيسة واحدة هي أبوا كل المسيحية ".
وكلمه " أبوا " التي استخدمها القديس ايرونيموس يقصد بها المسيح والكنيسة ، العريس والعروس، الرأس والجسد. ومثل هذا الكلام قال أيضاً العلامة ترتليانوس في كتابه De Exhortatione Castitas أذ قال " عندما فسر الرسول هذا النص " يصير الإثنان جسداً واحداً"، علي علاقة المسيح بالكنيسة، فكر في العلاقة الروحية بين المسيح الذي هو واحد، والكنيسة التي هي واحدة. نفس التأييد لقانون الزواج الواحد. زواج واحد جسد في آدم وروحي في المسيح".
رأس، وجسد:

قال بولس الرسول في رسالته إلي أفسس " إن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضاً رأس الكنيسة "
(5: 23). وعن الجسد قال " كذلك يجب علي الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم... فإنه لم يبغض أحد جسده قط بل يقوته ويربيه، كما الرب أيضاً للكنيسة لأننا أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه" (5: 28-30). وفي الآية الأخيرة يذكرنا بولس الرسول بقول آدم عن حواء "هذه الأن عظم من عظامي ولحم من لحمي" (تكوين 2: 23). فكما آن للرأس جسداً واحداً، فللمسيح كنيسة واحده وكذلك للرجل امرأة واحدة. لأنه لو اتخذ الرجل زوجات عديدات، لما أمكن تشبيهه بالمسيح الذي له كنيسة واحدة. إذ أننا نقول في قانون الإيمان " نؤمن بكنيسة واحدة مقدسة جامعه رسولية". وفي ذلك يقول القديس اغريغوريوس الناطق بالالهيات " لو كان هناك مسيحان، لكان يمكن هناك زوجان أو زوجتان. ولكن إن كان المسيح واحدا، الذي هو الرأس الواحد للكنيسة، فليكن هناك إذن جسد واحد، وليرفض الثاني ويأخذ القديس أمبروسيوس هذا التشبيه من ناحية المرأة أيضاً، فيقول " لم تأخذ حواء زوجاً ثانياً، ولا الكنيسة المقدسة تعرف عريساً ثانياً.
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الزواج فى العقيدة المسيحية (ملف شيق )

البابا شنودة الثالث
استعمال التعبير بالمفرد باستمرار بخصوص الزوجة:

1-لا يوجد فى العهد الجديد كله، نص واحد يتحدث عن "نساء" أو "زوجات" للرجل الواحد، و إنما الكتاب يستعمل المفرد باستمرار فى الحديث عن هذا الأمر.
وسوف لا نأتى بجميع الآيات المتعلقة بهذا والمثبتة له، لأنها كثيرة جداً. وإنما يكفى أن ننتقى منها أمثلة تحيط بها قرائن أخرى تؤكد هذه " الفردية".
(أ) ففى الموضوع السابق الذى يشبه فيه الرسول علاقة الرجل بزوجته، بعلاقة المسيح بكنيسته الواحدة، نراه يستعمل هذا الإفراد أيضا فى أكثر من مناسبة، فيقول من يحب امرأته يحب نفسه". وأما أنتم الأفراد، فليحب كل واحد امرأته هكذا كنفسه" (أفسس33،28:5).
وكيف يمكن لإنسان أن يحب امرأته كنفسه وهو فى نفس الوقت يتزوج إلى جوارها امرأة أخرى أو أكثر، تكون " ضرة " لها، أو سبب ضرر لها، أو منافسة لها؟!
هذه قرينة، وهناك قرينة أخرى وهى ورود هاتين الآيتين فى مناسبة التشبيه بالزواج الروحى القائم بين المسيح والكنيسة الواحدة.
(ب) وفى نفس المجال أيضا يذكر الرسول الآية التى تقول: "من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه، ويلتصق بامرأته، ويكون الأثنان جسداً واحداً" (الآية31). و هذه الآية ذاتها استخدمها السيد المسيح نفسه فى مجال مشابه عند الحديث عن الطلاق، ذلك الحديث الذى أثبتنا منه وحدانية الزوجة من قوله "من طلق امرأته وتزوج أخرى يزنى عليها" (مر11:10). (انظر ص 53،54).
وهذا المعنى بالذات "فى التعبير بالمفرد" فهمه القديس ايرونيموس هكذا كما شرحناه. فعندما فسر الآية السابقة"... ويلتصق بامرأته " قال " وبالتأكيد لم يقل بنسائه".
(ج) وفى مستهل رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس، نسمعه فى حثه على البتولية يقول " وأما من جهة الأمور التى كتبتم لى عنها فحسن للرجل ألا يمس امرأة. ولكن لسبب الزنا ليكن لكل واحد امرأته، وليكن لكل واحدة رجلها" (2،1:7).
فبالتأكيد كلمة " امرأته " هنا، تعنى زوجة واحدة ليس له سواها، لأن الرسول بصدد حديث عن البتولية. فإن كان جيدا للرجل ألا يمس امرأة فكيف تكون له نساء كثيرات؟!. كما أن هناك قرينة أخرى، وهى عبارة " ولكن لسبب الزنا " ولم يقل بسبب إنجاب البنين. لأنه إن كان بسبب إنجاب، اتخذ كثيرون زوجات فى العهد القديم، فإن الذى يتزوج بسبب تجنب الزنا تكفيه ولا شك امرأة واحدة. وإلا كانت الديانة تدعو إلى الانغماس فى الشهوة وهذا ما لم يقل به أحد، وتنفيه بالأكثر مناسبة الحديث عن البتولية.
(د) قال السيد المسيح " وكل من ترك بيوتا أو أخوة أو أبا أو أما أو امرأة أو أولادا أو حقولا من أجل اسمى يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية" (متى29:19). و هذه الآية واضحة جدا فالذى يحتمل فيها الكثرة ذكره السيد المسيح بأسلوب الجمع، و الذى لا يحتمل إلا الإفراد والوحدانية ذكره بأسلوب المفرد. فالبيوت والحقول و الأخوة والأولاد تحتمل الجمع، فذكرها بأسلوب الجمع، على الرغم من أن الشخص قد لا يكون له سوى بيت واحد أو حقل واحد أو أخ واحد ولكن هذه الأمور تحتمل الكثرة بالنسبة إلى الآخرين فذكرت بالجمع. أما الذى لا يمكن أن يحتمل الكثرة ولا يمكن الحديث عنه بأسلوب الجمع، بالنسبة للشخص الواحد، فهو الأب والأم والزوجة.
فكما أنه لا يمكن أن يكون للشخص سوى أب واحد، وأم واحدة، كذلك لا يمكن أن تكون له سوى زوجة واحدة فى المسيحية. وهكذا تحدث السيد المسيح عن الثلاثة بالمفرد الأب والأم والزوجة. آية صريحة ولا شك. مثل هذا الإنسان الذى يترك كل ذلك من أجل المسيح ينال – من الناحية الروحية – مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية. و طبعا من المحال أنه يقصد مكافأة جسدية، لأنه لا يمكن أن يكون للإنسان مئة أب بالجسد، ولا مائة أو، وبنفس المعنى ولا مائة زوجة..
فالإنسان الذى له زوجة واحدة. ويطلب إليه أن يتركها هى أيضا من اجل المسيح، أى لا يدعها تشغله عن الله، أو كما يقول بولس الرسول "لكى يكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم" (1كو29:7)، نعم، هل الذى يطلب إليه أن يترك حتى الواحدة التى له، يصرح له بأن تكون له نساء عديدات؟!
ومن القرائن الأخرى التى لا يمكن تجاهلها أن هذا النص السابق الذى لم يذكر فيه السيد المسيح غير الأب والأم والزوجة بأسلوب المفرد، هذا النص قاله فى نفس الأصحاح الذى ذكرت فيه مناقشته مع الكتبة والفريسيين عن الطلاق التى أثبتنا منها وحدانية الزوجة، ونفس الأصحاح الذى تحدث فيه عن البتولية فى كلامه عن الخصيان (متى12:19).
ونفس التعبير ذكره السيد المسيح فى مناسبة أخرى غير هذه، قال فيها " إن كان أحد يأتى إلى ولا يبغض أبه وأمه وامرأته وأولاده وأخوته وأخواته، حتى نفسه أيضا، فلا يقدر أن يكون لى تلميذا" (لوقا26:14). يقصد إلا يفضل الإنسان و تعارضتا، يترك أقاربه ويتحمل المتاعب من أجل المسيح (الآية27).
وهنا أيضا لم يذكر بالمفرد غير الأب والأم والزوجة والنفس، بعكس الاخوة والأخوات والأولاد.
مبدأ " السلطان المتبادل ":

2-رفعت المسيحية جدا من قدر المرأة، فى مبدأ " الجسد الواحد". فبعد أن كانت المرأة فى العصور الأولى، تشترى فى الزواج بالمهر، كأنها شئ من ممتلكات الرجل، جاءت المسيحية لتقول.
" ليس للمرأة سلطان على جسدها بل للرجل. وليس للرجل سلطان على جسده بل للمرأة" (1كو4:7)
النصف الأول من هذا النص كان معروفا فى القديم، عندما تعدد الزوجات ممارسا. أما النصف الثانى فهو شئ جديد " على فهم الناس " لا يتفق الا مع فكرة " الزوجة الواحدة". لأن الرجل ليس له تسلط على جسده، لكى يهبه لزوجة ثانية أو ثالثة، تشارك الزوجة الأولى حقها الشرعى، وإنما امرأته هى صاحبة السلطان على جسده.
أتستطيع المرأة أن تعطى جسدها لزوج ثان فى حياة الزوج الأول؟! كلا طبعا، لأنه ليس لها تسلط على جسدها بل للرجل. هكذا الرجل أيضا لا يستطيع فى حياة زوجته أن يعطى جسده لزوجة ثانية، لأنه ليس له تسلط على جسده بل للمرأة. هذا هو مبدأ " السلطان المتبادل".
حتى فى النسك والتعفف، لا يستطيع الرجل أن يترك فراش الزوجية بدون موافقة زوجته التى لها التسلط على جسده (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). فبعد النص السابق يقول الرسول مباشرة " لا يسلب أحدكم الآخر، الا أن على موافقة الى حين، لكى تتفرغوا للصوم والصلاة ثم تجتمعوا أيضا معا".
ولذلك فإن قوانين الكنيسة لا تسمح لرجل متزوج بأن يسلك فى سيرة الرهبنة، إلا بناء على موافقة زوجته. فإن لم توافق، لا يستطيع ذلك. والقانون الخامس من قوانين الرسل، يقطع من الكهنوت كل من يخرج امرأته لعلة الزهد. وليس هذا بالنسبة للرجل فقط، وإنما بالنسبة إلى المرأة أيضا. فإن القانون 13من قوانين مجمع غنغرا المقدس يقول " أيما امرأة تترك زوجها، وتقصد الانفراد بمعزل عنه، مشمئزة من الزيجة، فلتكن ملعونة".
فإن كان للمرأة تسلط على جسد الرجل – حتى فى العبادة – فإنه من البديهي أن الرجل لا يستطيع أن يعطى جسده لغيرها لأنه لا يملك ذلك.
وإن دينا يجعل جسد الرجل حقا لأمرأته لا يستطيع سلبها إياه ولو للتعبد، إلا بموافقتها، هو دين لا يمكن أن تنفذ إليه حرية الرجل فى التزوج بأكثر من امرأة فى وقت واحد.
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الزواج فى العقيدة المسيحية (ملف شيق )

البابا شنودة الثالث
1-" أيما رجل علمانى أخرج امرأته من بيته من غير علة ولا حجة تستوجب ذلك أو تزوج أخرى معها أو مطلقة من زنا، فلينف من كنيسة الله".
القانون 45 من قوانين أكليمنضس " للآباء الرسل "
عن الداخلين إلى الإيمان المسيحى:







2-"... وإن كان واحد له زوجة أو إمرأة لها بعل، فليعلموا أن يكتفى الذكر بزوجته، والمرأة ببعلها "
القانون 27من الكتاب الأول لقوانين الرسل
وأيضا بخصوص المؤمنين الجدد:







3-"... وإن كان واحد له زوجة، أو إمرأة لها بعل، فليعلموا أن يكتفوا "
القانون 62من الكتاب الأول لقوانين الرسل
وكان هذان القانونان لازمين للمقبلين إلى المسيحية من الوثنيين أو اليهود حيث توجد ممارسات لتعدد الزوجات.
من صفات المسيحى:

4-"... ولا يكون نهما، ولا محبا للعالم، ولا محبا للنساء، بل يتزوج بإمرأة واحدة".
القانون 38 من قوانين أبوليدس






5-" إذا مات واحد من الإثنين المتصلين، فالآخر محالل " أى له الحق " أن يتزوج. فإذا تزوج الواحد من قبل موت الآخر، فالذى تزوج مدان مداينة الفاسق...
" ولا يتزوج واحد له زوجة. وهذا المثال " = العمل " الواحد يكون لمن ماتت زوجته "
القانون العاشر من قوانين باسيليوس
وواضح آن هذا القانون لا يعطى الحق فى الزواج ثانية، إلا لمن ماتت زوجته. أما الذى يجمع بين زوجتين فيعتبر فاسقا.
"لا يصلى اكليريكس " = رجل من الاكليروس " جملة على تزويج ثان".
القانون 72من قوانين باسيليوس





6-" تعدد الزواج بالنسبة إلينا، خطية أكثر من الزنا، فليتعرض المذنبون به للقوانين "
القانون 80 من الرسالة القانونية الثالثة للقديس باسيليوس
وذلك طبعا لأنه زنا دائم، وليس زنا عرضيا، كما أنه ضد الشريعة. عن المتزوجين و المتزوجات بعد نذر البتولية (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).




7-" فليفرض عليهم من التوبة، مثل الذى يفرض على من قد تزوج إمرأتين وجمع بينهما، وليلزموا قانون الزناة لأنهم كانوا عرائس المسيح".
القانون 18من قوانين مجمع أنقرا المقدس سنة 314م
ومن هذا القانون يفهم أن الذي كان يجمع بين زوجتين، كان يتعرض لعقوبة الزناه، ويطابق هذا لعبارة "مدان مدانية الفاسق" التي وردت في القانون العاشر من قوانين باسيليوس.
ويقول ابن العسال تعليقاً على هذا القانون بالذات:
" افترى من جمع بين إمرأتين، تقبل له توبة، إلا بعد ترك الثانية؟! و هكذا أيضا الزناة: هل تقبل لهم توبة إلا بعد ترك الخطية والإنعزال عنها".
ابن العسال





8-


" ولا يتزوج مؤمن بغير مؤمنه، ولا بالثابته في الزنا.... ولا يجمع بين زوجتين أو اكثر رقم 8 في الزيجات الممنوعة – قوانين البابا كيرلس بن لقلق
هذه القوانين التي أوردناها تمثل عصورا مختلفه. الثلاثه الأول منذ عهد الرسل، والأخير في القرن الثالث عشر. والباقي في القرون الأربعة الأولي للمسيحية.
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الزواج فى العقيدة المسيحية (ملف شيق )

البابا شنودة الثالث
تعدد الزوجات كالتسري – كلاهما زنا في نظر المسيحية:

1- أمرت المسيحية بأن تكون للمؤمن زوجة واحدة، لا تشاركها أخري في فراش الزوجية العفيف، سواء أكانت تلك الدخليه " زوجة " أم سرية لأن هاتين الكلمتين في الواقع لهما في المسيحية نفس الدلالة.
لأن المسيحية لا تعترف بتعدد الزوجات، ولا تشترك فيه كنسياً. فإن كانت لمسيحي " زوجة أخري " عقد زواجه بها طريقة مدنية أو أية طريقة اخري خارجة عن الكنيسة التي لا تقر هذا الأجراء، فإن هذه المدعوه " زوجة " مدنياً، هي في نظر الكنيسة كالسريه، من حيث أن العلاقتين – في نظرها – هما زنا مكشوف، أو معاشرات غير شرعية.
لهذا وجدنا من اللازم آن نورد القوانين والإثبات الخاصة بمنع التسري في المسيحية لإرتباط هذا الأمر بشريعة " الزوجة الواحدة".
منع التسري في المسيحية:

1- أما عن منع التسري في المسيحية، فتثبته القوانين الآتيه:
" وأن كانت له سرية، فليكف، ويتزوج كالناموس. وإن لم يرد فليخرج" "أي فليُطرَد من الكنيسة فلا يصير من أعضائها".
(القانونان 29، 63 من الكتاب الأول لقوانين الر سل والقانون 1)
والقانون 63 عن السرية العبده. وهو يامر صاحبها بأن " يكف عنها إذا هو تنصر، ويتزوج بها كالناموس". ويأمر كذلك بتزوجها إن كانت حرة. وينذر بنفس العقوبة.
" لم يعط ناموس أن يأخذ أحد سريه له بل يبقي كل واحد قاعداً مع زوجته لجوده الزيجة".
(القانون السابع من قوانين باسيليوس 1)
وقد تحدث القديس أوغسطين في كتابه De Bono Connjugali عن عدم قانونية التسري، قائلا أنه حتي هذا لا يجعل التسري قانونياً (نفس المرجع السابق)
وقد ورد في كتاب " المجموع الصفوي " لابن العسال أن " التسري في شريعتنا المقدسة حرام، لأنه خارج عن التزويج المباح... فهو زنا ظاهر ومستمر".
ابن العسال: الباب 25: 1
منع تعدد الزوجات " من قوانين منع التسري ":

علي آن هناك في القوانين الخاصة بالتسري ومنعه نصوصاً يفهم منها عدم شريعة تعدد الزوجات في المسيحية. وسنورد منها مثالين أحدهما من قوانين ابوليدس، والثاني من قوانين باسليوس:
" نصراني تكون له سرية، وقد رزقت منه ولدا: إذا تزوج عليها، فإنه قاتل الإنسان؟، إلا من يجدها في زنا"
القانون 16 من قوانين ابو ليدس
وهذا القانون يطالب بتحويل السريه إلي زوجة. وقوله لا يتزوج عليها، يفهم منه بلا شك منع تعدد الزوجات. فإن كانت السريه لها هذا الحق، بحيث إذا عاشرها المتسري كزوجه وأنجب منها، لا يستطيع أن يتخذ معها زوجة أخري، فكم بالأولي الزوجة؟!
" إذ كان واحد قد ترك له سرية، فإذا لم تكن له زوجة فليأخذها... لأنه لا يجب أن يدع إنسان له سرية من الآن".
القانون السابع من قوانين باسيليوس
هذا القانون أيضاً يطالب بتحويل السريه إلي زوجة، إلا إذا كان المتسري له زوجة من قبل، فلا يستطيع ذلك لئلا يجمع بين زوجتين وهذا القانون واضح في دلالته علي منع تعدد الزوجات.
منع تعدد الزوجات "من القوانين الخاصة بالزنا".

3- ونفس هذه الفكرة يظهرها القديس باسيليوس في قانون أخر له خاص بالزنا (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات)، وهو "إذ ذكر ذكر قبيح عن واحد مع إمرأة: أن كان ليس لها بعل، وهو أيضاً ليست له زوجة، فليتزوجها..."
القانون السادس من قوانين باسيليوس
فهو يشترط عدم وجود زوجه سابقة، لئلا يجمع بين زوجتين، وهذا غير جائز شرعاً.
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الزواج فى العقيدة المسيحية (ملف شيق )

البابا شنودة الثالث
المسيحية لا تستحسن الزواج الثاني بعد الترمُّل علي الرغم من أنه أخف من تعدد الزوجات:
1- المسيحية تجيز بعدم قيامة، وتضعه في درجة أقل من الزواج الأول.
وقد كان الحماسة شديدة جداً ضده في القرون المسيحية الأولي "ضد لياقته لا ضد شريعته طبعاً". وحاول كثير من القديسين أن يثنوا المترملين عنه. حتي أنه كلمه Monogamia " الزواج الواحد " في استعمال الكتاب المسيحيين في تلك العصور، لم تكن تعني اكتفاء الزوج بإمرأة واحده فلا تتعدد زوجاته، إذ أن ذلك كان أمرا لا يختلف فيه أحد. وإنما كانت في غالبية استعمالها، تعني الزواج الواحد علي الإطلاق سواء في حياة الزوجة أو بعد وفاتها. وغالبيه الذين عن الـMonogamia كانوا يدعون إلي عدم التزوج بعد الترمل. للعلامه ترتليانوس ثلاثة:" إلي زوجته " و"بحث علي http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.htmlالعفه" و"الزواج الواحد" كلها تدور حول هذه النقطة. وكثيرة هي كتابات القديس ايرونيموس "جيروم" عن هذا الموضوع وبالأخص في رسائله وكذلك القديسان أمبروسيوس وأوغسطينوس، كتب كل منهما كتبا عن الترمل، وغير هؤلاء الكتاب الكبار، كثيرون ساروا علي نفس نهجهم. وفي مسألة الزواج لم يكن من منافس لهذا الموضوع في كتابات القديسين غير تمجيد البتولية. حدث كل هذا علي الرغم أن الزواج بعد الترمل – من حيث عفته وبعده عن شهوة الجسد – لا يقارن بحالة الجمع بين زوجتين في وقت واحد! فماذا تكون إذن فكرة المسيحية عن تعدد الزوجات؟!
زواج في مرتبه أقل وعلامة علي عدم ضبط النفس.

2- وقد تحدث القديس بولس الرسول عن هذا الأمر في الأصحاح السابع من رسالته الأولي إلي كورنثوس، فقال " ولكن أوق لغير المتزوجين وللأرامل، إنه حسن لهم إذا لبثوا كما انا. ولكن إن لم يضبطوا أنفسهم فليتزوجوا "(الأيتان 8، 9). وكرر هذه النصيحة للمرأة المترملة فقال "إنها أكثر غبطة إن لبثت هكذا" (الآية 40). فهو قد جعل البقاء في الترمل، أحسن وأكثر غبطة من الزواج الثاني.
وقد علق كثير من القديسين علي أفضليه الترمل فقال القديس باسيليوس " الزيجات الثانية هي علاج ضد الزنا فهكذا قيل :" أن لم يضبطوا أنفسهم فليتزوجوا " أما القديس اغسطينس فعلق علي تعليم بولس الرسول بقوله التزوج ثانية علامه علي عدم ضبط النفس " كما قال أيضاً " الزيجات الثانية ليست مدانة، ولكن في مستوي أقل". وفسر ذلك بقوله " عفة الزواج حسنة، ولكن زهد الترمل أحسن". أما القديس أمبروسيوس معلم القديس أوغسطينوس فقال " لست أرفض الزيجات الثانية، ولكنى لا أنصح بها " واستطرد القديس يقول للمترمل " شرعيا يمكن أن تتزوج، ولكن من المناسب أكثر أن تمتنع".و عن هذا الزواج غير المستحسن، يقول القديس ايرونيموس " جيروم " " آدم الأول كانت له زوجة واحدة، والثانى " أى المسيح " كان غير متزوج، فليرنا أنصار الزوج الثانى آدم ثالثا تزوج مرتين!!".
ويشرح القديس ايرونيموس رأيه فيقول " وكما جعل " الرسول " الزواج أقل من البتولية، كذلك جعل الزواج الثانى أقل من الزواج الأول"... إنه يسمح بالزيجات الثانية، ولكن للأشخاص الذين يرغبونها، " ولا يستطيعون أن يضبطوا أنفسهم " لئلا " ينحرف البعض وراء الشيطان" (1تى15:5) وهكذا وضح القديس السبب الذى من أجله سمح بالزواج للمترملين. وكشف أكثر فقال " بالنسبة إلى خطر الزنا يسمح للعذارى أن يتزوجن، ولتجنب نفس السبب يسمح بالزيجات الثانية" (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وأضاف فى الفصل التالى " و هكذا سمح بالزواج الثانى لغير المتعففين". ونفس الرأى عرضه القديس كيرلس رئيس اساقفة أورشليم فقال إن هذا الزواج سمح به على الرغم من أن العفة شئ نبيل " حتى لا يسقط الضعيف فى الزنا... إذ قال الرسول: خير أن نتزوج من أن نتحرق" (1كو9:7).
وأيد ترتلينانوس نفس الرأى فقال " هذا الزواج سمح به من أجل خطر عدم التعفف " واستطرد " السماح هو اختبار للشخصية، هل ستقوم الإغراء أم لا، والسماح هو ذاته إغراء".
على أن بعض القديسين قد سمح بالزواج بعد الترمل، لمن ترملوا وهم ما يزالون فى سن الشباب، أو لم يقضوا فى حياة الزيجة سوى فترة ضئيلة.
وفى ذلك قد نصح القديس بولس من جهة " لأرامل الحدثات " أن " يتزوجن، و يلدن الأولاد، ويدبرن البيوت" (1تى14:5)، وذلك اشفاقا عليهن.
وبعض العلماء يوافقون على الزيجة الثانية بعد الترمل، بالنسبة إلى من يحتاجون إلى رعاية، فى ضعف أو شيخوخة أو مرض، كما حدث لداود فى شيخوخته. وذلك أن التزوج ليس لمجرد عدم ضبط الجسد، وانما أيضا للتعاون فى الحياة " فأصنع له معينا نظيره" (تك18:2).
والخلاصة:
فإن الكنيسة على الرغم من اعترافها بشرعية الزواج الثانى بعد الترمل، فإنها جعلته فى مرتبة أقل وسمحت به لحالات من الضعف...
فإن كان كل هذا قد قيل عن الزواج واحدة بإمرأة بعد وفاة الأولى، فماذا يمكن أن يقال عن الجمع بين زوجتين؟! أى عذر يمكن أن يقدمه للكنيسة طالب هذا الزواج الأخير لتسمح به بينما زوجته التى ماتزال على قيد الحياة يمكن أن تقيه من الأسباب التى يتعلل بها الضعفاء من المترملين فى طلب الزواج ثانية. ولذلك فإن كلمة digamy أى الزواج الثانى، أخذت – فى هذا الجو العفيف الذى ساد كتاب المسيحية فى تلك العصور – معنى الزواج بعد وفاة الزوجة، وليس الجمع بين زوجتين. إذ لم يكن أحد يتصور إطلاقا، أن تنفذ فكرة تعدد الزوجات polygamy إلى المسيحية المحبة للبتولية والعفة، ولم تثر تلك المشكلة حتى يحاربها كبار كتاب المسيحية فى كتاباتهم.

مثال من الطيور:
1- وتعجب كتاب المسيحية من أن الإنسان الذى خلق على صورة الله ومثاله (تكوين27:1) لا يستطيع أن يصل إلى مستوى العفة الذى وصلت إليه بعض أنواع الطير!
فقال القديس امبروسيوس " هناك أنواع كثيرة من الحيواناتوالطيور إذا فقدت أليفها لا تبحث عن آخر، وتقضى وقتها كما لو كانت حياة وحدة". والعلامة اكليمندس الاسكندرى ضرب المثل فى ذلك بالحمام واليمام. وهكذا قال القديس ايرونيموس أيضا " الحمامة واليمامة إذا مات رفيقها لا تأخذ غيره... فنفهم أن الزواج الثانى يرفضه حتى الطيور.
وقال القديس باسيليوس فى قانونه الثالث والأربعين " إذا كان اليمام غير الناطق لا يقعد فى زيجة ثانية، فكيف بالحيوان الناطق".
عقوبة كنسية على المتزوج بعد ترمله:

2- من أجل كل هذا، تأخذ الكنيسة اجراءات حازمة مشددة تجاه من يتزوج ثانية بعد وفاة زوجته الأولى.
أول تلك الإجراءات هو أنها تفرض عقوبة على المتزوج ثانية، بأن تبعده عن الكنيسة وعن تناول الأسرار المقدسة مدة من الزمن، شرحها القديس باسليوس الكبير فى القانون الرابع من رسالته القانونية الأولى. فقال " الذين تزوجوا للمرة الثانية، يوضعون تحت عقوبة كنسية لمدة سنة أو سنتين. والذين تزوجوا للمرة الثالثة لمدة ثلاث سنين أو أربعة. ولكن لنا عادة أن الذى يتزوج للمرة الثالثة يوضع تحت عقوبة لمدة خمس سنوات، ليس بقانون وإنما بالتقاليد. وأشار إلى هذه العقوبة أيضا فى رسالته القانونية الثالثة فى القانون الثالث والخمسين.
والظاهر أن تلك العقوبة كانت معروفة أولا عن طريق التقاليد ولكن ما لبثنا أن رأيناها مشروعة رسميا فى المجامع المقدسة التى انعقدت فى القرن الرابع الميلادى.
وهكذا أشار إلى هذه العقوبة القانون الثالث من قوانين مجمع قيسارية الجديدة المنعقد سنة 315م فقال عن أمثال هؤلاء إن "مدة عقوبتهم معروفة " مما يدل على قدم هذه العقوبة فى الكنيسة. ثم استطرد هذا المجمع فى قانونه الثالث " ولكن طريقة معيشتهم وإيمانهم يقصران المدة. أى أن هذا المعاقب على "عدم ضبطه لنفسه"، إذا ما أظهر فى مدة العقوبة تعففا ة نسكا، فإن مدة عقوبته تقل تبعا لذلك. وأخيرا – على حسب ما ورد فى القانون الأول من قوانين مجمع اللاذقية المقدس المنعقد فى القرن الرابع أيضا – " يعطى هؤلاء القربان على سبيل المسامحة " " وذلك بعد مرور زمان قليل من ممارستهم الصلوات والأصوام".
لا بركة اكليل لهذا الزواج بل صلاة استغفار:

3- وقد ورد فى البند الحادى عشر من الباب الرابع والعشرين من كتاب المجموع الصفوى لابن العسال ما يأتى " واما الزيجة الثانية فدون الأولى. ولهذا رسم فى القوانين أن لا يكون لها بركة إكليل بل صلاة استغفار.
فما الذى يحدث إن كان أحد طرفي هذا الزواج بكرا أى بتولا والطرف الآخر أرمل؟ للإجابة على هذا السؤال ورد فى البند 87 من الباب السابق ذكره " وإن كان أحد المتزوجين بكرا، فليبارك وحده. وهذه السنة للرجال والنساء جميعاً".
ولا يحضر القس وليمة هذا الزواج:

4- يقول القانون السابع من قوانين مجمع قيسارية الجديدة:
" لا يجلس القس فى وليمة زيجة المتزوج ثانيا. وذلك من حيث أن المتزوج ثانيا يجب عليه أن يلتمس التوبة. فما عساه يكون أمر القس الذى بواسطة اتكائه فى الوليمة قد يذعن مرتضيا فى تلك الزيجة". ويعلق العالم هيفيليه Hefele على ذلك القانون بقوله " إن المتزوج ثانيا، المفروض فيه أن يأتى إلى الكاهن ليخبره بعقوبته التى يمارسها. فكيف يقف القس نفسه فى الوليمة كأنه يشترك معه فى الإساءة".
المتزوج ثانية لا يدخل فى شرف الكهنوت:

5- ومن أهم النقط التى تبين نظرة الكنيسة إلى الزواج الثانى من حيث أنه علامة على عدم التعفف، كونها تحرم ممارسه من الدخول فى شرف الكهنوت فى أية درجة من درجاته الثلاث الأساسية: الأسقفية، و القسيسية، و الشماسية.
وقد ورد هذا الأمر فى رسالة بولس الرسول إلى تيطس (6:2) وفى رسالته الأولى إلى تيموثاوس (12،2:3). حتى الشماس لا يستطيع أن يتزوج ثانية بعد وفاة زوجته، لأن مستوى هذا الزواج الثانى لا يتفق وسمو رتبته الكهنوتية كشماس. وتنص قوانين الكنيسة على أنه إذا تزوج أحد من رجال الكهنوت بعد وفاة زوجته فإنه يقطع من درجته الكهنوتية.
حتى الذى سبق له هذا الزواج الثانى قبل المعمودية، لا يجوز أيضا أن يصير كاهنا على الرغم من أن المعمودية تغفر فيها جميع الخطايا السابقة ويولد الإنسان منها ولادة ثانية فى نقاوة تامة وطهر. وفى ذلك يقول القديس باسيليوس إن المسألة ليست مسألة خطية، وإنما مسألة قانون ونظام. " فالذى تزوج ثانية لا يحسب له ذنب، و لكنه غير مؤهل للكهنوت". ويقول فى كتاب آخر " ولكن يجب أن نعرف أنه فى المعمودية تغفر الخطية، ولكن لا يلغى القانون".
حتى التى تخدم أرملة فى الكنيسة: على الرغم من أن وظيفتها ليست خدمة كهنوتية فإنها أيضا لا تقبل إلا إذا كانت أرملة لزوج واحد. فهكذا يأمر بولس الرسول فى رسالته الأولى إلى تيموثاوس (9:5).
الزيجات الأكثر من هذه:

6- فإن كانت هذه هى نظرة الكنيسة إلى من تزوج ثانية بعد وفاة زوجته الأولى؟ فماذا يقال عن نظرتها إلى المتزوج ثالثة بعد وفاة الزوجة الثانية، أو إلى المتزوج رابعة بعد وفاة الزوجة الثالثة.
تقول الدسقولية " الزيجة الثالثة هى علامة الغواية لمن لم يقدر أن يضبط نفسه. والأكثر من الثالثة هى علامة الزنا الظاهر والنجاسة التى لا تذكر".
ويقول القديس اغريغوريوس الناطق بالالهيات فى تتابع الزيجات"... الأولى هى شريعة، والثانية تسامح، والثالثة تعد... وكل ما يزيد على ذلك هو شبيه بالخنازير".
ويقول القديس باسيليوس فى قانونه الحادى عشر عمن تزوجوا لثالث مرة " لم يأمر المجمع بأن يبقوا خارجا عن الكنيسة، بل قالوا أنهم مثل إناء وسخ فى الكنيسة". أما الذين يتزوجون للمرة الرابعة أو الخامسة فقد أمر القديس فى نفس القانون أن "يطردوا خارج مثل الزناة".
خاتمة:

7- وبعد، فإن كانت هذه هى نظرة المسيحية إلى تعدد التزوج – مع الاحتفاظ بزوجة واحدة فى كل مرة – فماذا يمكن أن يكون رأيها فى تعدد الزيجات والجمع بينهن فى وقت واحد.
إن كان الذى توفيت زوجته فتزوج غيرها – وقد تكون فترة الزواج الأول أو الزوجين الأولين قصيرة، والرجل ما يزال شابا، وقد ذاق لونا من الحياة ولم يستطع الامتناع – إن كان هذا تنظر الكنيسة هكذا، ولا تباركه، ولا تحضر وليمته، و تفرض عليه العقوبات الكنسية، وتحرمه من الكهنوت، وتنظر اليه كضعيف، فهل يمكن لديانة تدعو إلى هذه الدرجة من التعفف، أن تسمح بتعدد الزوجات؟! لا يستطع أحد أن يجيب بنعم.
 
أعلى