أهمية قصة المجوس في إنجيل متى

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
أهمية قصة المجوس في إنجيل متى

تلعب زيارة المجوس لبيت لحم دورًا هامًا في إنجيل متى، فمن البداية تعلن حقيقة شخصية الطفل الوليد باعتباره " مسيا إسرائيل" الذي طال انتظاره تحقيقًا للنبوات العديدة. وقد بدا هذا أولًا في ظهور النجم، إذ يبدو أنهم كانوا علي علم بنبوة بلعام: "يبرز كوكب من يعقوب، ويقوم قضيب من إسرائيل" (عد 24: 17- ارجع أيضًا إلي إش 60: 1- 3). كما أن الحوار بين المجوس وهيرودس ورؤساء الكهنة والكتبة، يُعلن أن يسوع كان تحقيقًا لنبوه ميخا عن المسيا: عن بيت لحم يهوذا التي منها سيخرج "الذي يكون متسلطًا علي إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل" (ميخا 5: 2). كما أن تقديم الهدايا يستحضر للذهن الوعود النبوية الواردة في المزامير (68: 29، 72: 10).

وبالإضافة إلي إثبات أن يسوع هو المسيا الذي طال انتظاره، فإن قصة المجوس- كجزء من مقدمة إنجيل متى- تقدم عدة مواضيع بارزة تعود للظهور في الأصحاحات التالية. فهي تؤكد أولًا أن يسوع المسيح لم يأت لليهود فقط بل للأمم أيضًا (ممثلين في "المجوس من المشرق"). كما كان سجود هؤلاء الأمم صورة مسبقة للإرسالية العظمي للكرازة بالإنجيل لجميع المم (مت 28: 19، وأيضًا 8: 11و 12، 12: 21).

والموضوع الثاني الذي تعلنه هذه القصة، هو هذا الإيمان المذهل الذي أبداه أولئك المجوس، والذي كان ينقض الشعب الذي جاء منه الرب يسوع، فبينما قدم هؤلاء المجوس الغرباء الإكرام والسجود للمسيا المولود فإن هيرودس- ولعله كان بموافقة رؤساء الكهنة أيضًا- دير مؤامرته لقتل الطفل يسوع (2: 3-6 و16). وهكذا نجد في فصول أخري من الإنجيل، الأمم يؤمنون، بينما لم يؤمن غالبية الشعب اليهودي (ارجع إلي 8: 5-13، 15: 21-28، 27: 19و 54).
 
أعلى