مولد المخلـــــص

بيترالخواجة

<<<< Jesus >>>>
عضو مبارك
إنضم
20 نوفمبر 2006
المشاركات
872
مستوى التفاعل
12
النقاط
0
عندما يقع الـميلاد يوم أحد لا نرتل شيئا لـلقيامـة لأن مجيء الـرب الينا فـي الجسد هـو بـدء قيامنـا مـن الـموت. الـميلاد فـصح صغير لأنـه وعد بنقلتنـا مـن الـموت الـى الحياة. العذراء تلـد عمانوئيل اي اللـه معنا. هـذا هـو الـفتح الإلهي الجديد اننا لا نعرف الله قابعا فـي سماء بعيـدة ولكنـه معنـا، مـع كـل واحد منـا بعد ان صار انسانا مثلنا. بمجيئه لا يحـق لإنسان ان يشعر بنفسه مرميا فـي الـوجود لأن السيد شريكنا فـي اوجاعنا وفـي عزلتنـا ورفيقنـا فـي مماتنـا ومتقبلنـا مـن بعـد مـوت. مـا مـن احباط مـن بعد اليوم، ما مـن شقاء فتاك لأن يسوع يرفعنـا مـن بعد كبوة ومسامحنا مـن بعـد خطيئـة ومعـزينا في كل مصاب.



الـيـوم نستطيع ان نقول مع اشعياء ما نرتلـه في الصوم الكبير: " قد ولـد لنا صبي واعطي لنا ابن فصارت رئاسته علـى كتفـه وقد دعي اسمـه رسول الرأي العظيـم، مشيرا عجيبا، الها قويا، مسلطا، رئيس السلام، ابا الدهر الآتي".


وهذا ليس حدثا قديما قد انطوى اذ يقول لنا الـملاك اليوم ما قالـه لـلرعاة، "ولد لكـم الـيوم مخلص في مدينـة داود، وهو الـمسيح الـرب". فاذا سمعنا اليوم هـذا الكلام فـي الكنيسة لا نحس بأن ما وقع آنذاك قد انتهى ولكـن نحس بـأن حقيقة الخلاص نتناولها نحن اليوم لأن "الـمسيح هـو هـو امس والـيـوم والـى الأبـد".



الـذين يؤمنـون بـهذا لا يخيفهم انتشار الرذيـلـة ولا العـنـف بـألوانـه ولا تسلط الـمتسلطين او استكبار الأقوياء لأن الـمؤمن يقي نفسه مـن كـل ذلك ويبيت فـي الـمسيح لأن الـمؤمنين باسمه يطردون الشياطين الـمحيطـة بـهـم ولا يـؤذي قـلـوبـهـم شر من هـذا الـعـالـم. قد نفتـقر وتضرب اجسادنا وتقمع حرياتنا ولكـن الروح التي ينعشها السيد هي فوق كل هذا. وقد تسوء احوال العالم وتقوى آلامنا وقد سقط الكثيرون وفترت الـمحبة عند الكثيرين. مع ذلك لكل واحد ان يقول مع الرسول: "اني استطيع كل شيء بالـمسيح الذي يقويني".


نحن نقوى به اذا استقبلناه كل يوم كما نستقبـلـه في هذا اليوم وذلك بصلاة مستمرة وبعـهد الطاعـة لـه صباح مساء.ونقوى بالكلمة الإلهية التي تعـلمنا كـل شيء ان نحن قـرأناها. العيـد هام اذا لم ينته مع هذا الـيوم. انـه يتجدد فينا اذا "لـم نتكل علـى الرؤساء ،لا علـى بني البشر الذين ليس عندهـم خلاص". اي اذا جعلنا يسوع معتمدنـا وركيزتنـا الوحيدة.



ونحن نقبـل يسوع ان اقتبلنا اخوتـه الفقراء، مـن احبهم يحب يسوع، انهم الإخوة الذين يفضلهم اذ ليس عندهم احد سواه. كل منا ايا كان وضعه الاقتصادي قادر ان يسعفهم ويسعف بذلـك نفسه لأنهم هم الذين يعـلـمـوننا التواضع وذلك الصبر العجيب الذي بـه وحده نخلص نفوسنا.



وان فهمنا ذلك لا يكون تعيدنا بالـمباهج السطحية لأن "ملكوت اللـه ليس طعاما وشرابا". ولا ينتهي العيد بـهدايا نـقدمها او نستلمها ولكـن بإهدائنا القلب الى الـمخلص.


فلنترك بالذهن كل شيء لنتقبل الـمسيح





[COLOR="Blue[SIZE="6"]"]جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما(جبل لبنان
)[/COLOR][/SIZE]​
 
أعلى