الميــــــــــــــــــلاد

بيترالخواجة

<<<< Jesus >>>>
عضو مبارك
إنضم
20 نوفمبر 2006
المشاركات
872
مستوى التفاعل
12
النقاط
0
" والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجدَهُ مجداً كما لوحيدٍ من الآب مملوءاً نعمةً وحقّاً " (يوحنا 1/14)

إنَّ الاحتفالاتِ بعيدِ الميلادِ تتَّخِذُ أبعاداً تعَرِّضُ معنى العيدِ الحقيقيِّ للنسيان: الجانبُ التجاريُّ الطاغي كثيراً، والتزييناتُ البرَّاقةُ في المخازنِ والمنازلِ والشوارعِ بالذّات فلكلور باباوات عيد الميلاد "باباوات نويل" المُبالغُ فيه لدرجةِ العَبَثِ و الإفراطِ في الطعامِ والهدايا . حقّاً إنَّ الوثنيةَ لم تمُتْ ولا عِبَادةُ الأصنامِ، العِجلُ الذهبيُّ يأخُذُ مكانَ اللهِ الذي صارَ إنساناً.
إذا أردْنا فهمَ رسالةِ عيدِ الميلادِ التي تُعَلِّمُنَا أنْ نُحِبَّ الفقراءَ وأن نخدِمَهُم، فلنلتَفِت قبلَ كلِّ شيءٍ نحو َالمسيحِ. إنَّهُ وحدهُ يُعَلِّمُنا أن نُحِبَّ الفقراءَ حقّاً، ليسَ لِمَجدِنا الذاتي، وليسَ من أجلِ مثالٍ اجتماعي، لكن حُبّاً بالإنسانِ كما أحبَّهُ هو َ.
إنَّ يسوعَ المسيح هو، في الواقع، الأوّل بين الفقراءِ، أحدٌ لم يفتقر كليّاً وطوعاً مثلَهُ. لأنّه علينا ألا ننسى أبداً أنَّه الأقنومُ الثاني من الثالوثِ، ابنُ اللهِ، وأنَّه أفرغَ ذاتَهُ حتَّى يصيرَ هذا الطفلَ من دون مقاومةٍ، نائماً على القَشِّ وعلى أقدامِ الحيواناتِ.
الميلادُ هو أيضاً رسالةُ السلامِ حتى بالنسبة إلى الذين نَسُوا المسيحَ، أو بالنسبةِ إلى الذينَ لم يعرِفوهُ قطّ. يرمزُ الميلادُ إلى السلامِ على الأرضِ وإلى الحبِّ بينَ البشرِ. إنَّهُ لحقٌّ أنَّ المسيحَ هو إلهُ المراحِمِ ورئيسُ السلام.
إنَّ سلامَ يسوعِ المسيح يجعلُنا نُشاطرهُ منذُ الآنَ ملكوته الآتي. لنتعلَّمَ منذُ اليومِ أن نحمِلَ فينا سلامَ المسيحِ هذا. وكما الرّعاةُ، لنسمعْ تسبيحَ الملائكةِ في ليلةِ الميلادِ: "المجدُ لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرَّة".
لنكُنْ شُهوداً على هذه المصالحةِ العجيبةِ بينَ السماءِ والأرضِ، بينَ الله والبشر.
إذا كان المسيحُ قد نزلَ من السماء إلى الأرضِ، وفيما بعدُ إلى قاعِ الجحيم، فلذلكَ كي نقومَ معهُ، معَ عيدِ الميلاد، يغمرُنَا فرحٌ عظيمٌ هو فرحُ المجوسِ والرعاةِ، ولا شيءَ يستطيعُ أن يخطِفَ مِنَّا هذا الفرحَ لأنَّ "الله معنا" أي "عمّانوئيل" .
 
أعلى