اولا يجب ان نفهم اسس العقاب على الخطيئة التي اعلنها الله في الكتاب المقدس
فالله عبر العصور عاقب الشعوب المخطئة اليه و ابسط مثال لدينا هو طوفان نوح, اذ بسبب الفساد و الخطيئة عاقب الله هذه الشعوب و محاها, و هو عقاب عادل لان عقاب الخطيئة موت
اذا مادام العقاب موجه الى فئة محدودة ضمن فترة محدودة بسبب الخطيئة ف لله طرق كثيرة منها الطوفان كما ذكرت سابقا و منها تضاد الشعوب و الحروب فيما بينها
كل المؤمنين بالأديان - خاصة المسماة بالسماوية - يعتقدون أنه من حق الله تسليط عقوبات على من لا يؤمنون به أو لا يطبقون تعاليمه , أنا لن أجادل في مبدأ العقاب في حد ذاته ولن أجادل مبدئيا في تكليف الله لفئة من البشر بمعاقبة فئة أخرى ولكن السؤال المطروح هل يستساغ عقلا ودينا أن تتمثل العقوبة في محو شعب - بل شعوب بكاملها - من الوجود ؟؟؟ هكذا بكل بساطة ودون تمييز بين حاكم ومحكوم أو بين محارب وغير محارب أو بين تابع ومتبوع أو بين كبير وصغير !!!!!!
اولا حاب اوضح انه في عدد 23 من نفس الاصحاح يذكر:
ثُمَّ تَحَوَّلُوا وَصَعِدُوا فِي طَرِيقِ بَاشَانَ. فَخَرَجَ عُوجُ مَلِكُ بَاشَانَ لِلِقَائِهِمْ هُوَ وَجَمِيعُ قَوْمِهِ إِلى الحَرْبِ فِي إِذْرَعِي.
انهم سلكوا في طريق باشان (باشات تعني العار) و خرج عوج (انسان ضخم اوصافه موجودة في الكتاب المقدس راجع تثنية 3 و العدد 11) للقائهم فأعلن الرب انه اسلمه الى يده
فعوج وقف امام مشيئة الله (كما حدث في حشبون) فلو لم يخرج للقاء و الوقوف في طريقهم لما قاتلوهم او تعرضوا لهم
فهو اشارة واضحة لهؤلاء الذين يقفون امام و ضد مشيئة الرب
اضافة الى ان عوج و ملكه الفاسد كان مستقضي ان يلحق الرب به العقاب كأجرة للخطيئة المرتكبة فلم يأمر الاسرائيلين بقتلهم على مر العصور و الازمنة بل اقتضى هذا الامر للاسباب المذكورة اعلاه ضمن شعب معين في زمنية معينة
عموما لا أحب التكرار لكن في بعض الأحيان يكون التكرار مفيدا لترسيخ الفكرة والتأكيد عليها..أكرر اصدار حكم بشن حرب ابادة شاملة ضد شعب من الشعوب بل وضد مجموعة من الشعوب قضية لا يمكن تسويغها هكذا بكل بساطة...كلنا عقلاء ومثقفون ونعرف جيدا التمييز بين العقاب العادل الذي يطال فئة محددة وبين حروب الابادة الجماعية التي لا تميز بين بريء ومسيء ..
المديانيين هم نسل إبراهيم من خطورة وهم آانوا قبائل متعددة فمنهم جزء عاش جنوب آنعان وهؤلاء آان منهم
يثرون حمى موسى وهؤلاء طلبوا على عبادتهم للرب ولكن آان هناك جزء عاش شرق آنعان وإنحدر هؤلاء
للوثنية فكانوا أعداء لله وهم غالباً أصحاب التحالف النجس مع الموآبيين ضد الشعب الذين تحالفوا وتآمروا لتنفيذ
مشورة بلعام. وفى هذه الحرب ضرب الشعب جزء من هذه القبائل فالمديانيين ظهروا بعد ذلك وضايقوا الشعب.
لذلك آلمة ملوك مديان هنا تعنى رؤساء مديان آما جاء فى (يش 13 : 21)
وهذه الحرب ضد مديان لم تكن فى مخطط الحروب التى سيدخلها الشعب لإمتلاك الأرض بل هى حرب أمر بها الرب فى ( 17:25 ) نتيجة الخطية.
وهكذا فنحن ندخل معارك لا لزوم لها بسبب الشهوات. ولأن هذه الحرب هى حرب روحية فلم يُذآر أن يشوع قائد الشعب فيها لكن ذآر أن الذى قاد هذه الحرب هو فينحاس. ومادام القائد آاهناً فهدف الحرب هو إزالة العار الذى نشأ عن الخطية، هذا على الرغم من أن يشوع الذى سيخلف موسى ربما آان قائداً لهذه الحرب إلا أن ذآر فينحاس وعدم ذآر يشوع يعطى فكرة عن أن هذه الحرب هى ضد الخطية. آما أننا لا نسمع عن أسلحة سيوف ورماح... الخ بل أن الأسلحة المستخدمة هى أمتعة القدس على الرغم أنه لا حرب بدون سيوف لكن عدم ذآرها أيضاً يعطى هذا المفهوم أنها حرب روحية. وفينحاس هو الذى غار غيرة الرب. إذاً هى حرب للرب أيضاً وهى قائد هذه الحرب الحقيقى لأننا نجد أن فينحاس أخذ معه الأوريم ليعرف مشورة الرب. ولأن الرب هو قائد هذه الحرب فلم يقتل منهم أحد الذين أعطيتنى حفظتهم ولم يهلك منهم
أحد إلا إبن الهلاك (يو 12:17 ).
ونلاحظ أن هذه الحرب لم تكن تقليدية فموسى لم يرسل للمديانيين عارضاً عليهم أى عرض سلام ورفضه المديانيين. فالمديانيين هنا أشرار نعلن الحرب ضدهم ولا سلام مع الشرير ( راجع تث 10:20 ).
ولاحظ ان الله قال لموسى نقمة إسرائيل وموسى قال نقمة الرب (آيات 2 و 3 ) إذاً هى نقمة واحدة بسبب وحدة اله مع شعبه.
إذاً هى حرب تقديس غايتها إبادة العثرة التى حطمت الشعب. لم يكن هدف الحرب هجومياً ولا سلب غنائم لكن قتل الذين إنصاغوا لكلمات بلعام. وهذا إشارة إلى ضرورة بتر العثرة فى حياة المؤمنين.
2) العدد 31( من آية7 الى الآية 11) " فقاتلوا مديان كما أمر الرب موسى وقتلوا كل ذكر ومنهم ملوك مديان الخمسة...وسبى بنو اسرائيل نساء مديان وأطفالهم وجميع بهائمهم ومواشيهم وغنموا ممتلكاتهم وأحرقوا بالنار جميع مدنهم بمساكنها وقصورها واخذوا جميع الأسلاب والغنائم من الناس والبهائم"
هذا هو النص الكتابي الذي تفضلت بشرحه حسب فهمك ومعلوماتك..أحببت أن أعيد تثبيته هنا لأذكرك مرة أخرى للتأكيد على فكرتي الأساسية وهي أننا ازاء حرب ابادة جماعية تدميرية تشمل شعبا بأسره وأنه في اطار هذه الحرب سمح اله التوراة لشعبه بالاستيلاء على ممتلكات شعب آخر وسمح له بسبي النساء وسمح له حتى بحرق محلات السكنى!!!!!!
ألا تذكرك كل هذه الأعمال بحروب أخرى أعتقد جازما أنك كمسيحي تدينها ولا تكف عن انتقادها؟؟؟
حسب الناموس فالزانية والزانى آلاهما يقتلان وقد قتل الله الزناة من رجال إسرائيل بالوبأ، وآان يجب قتل الزانيات اللواتى آن سبب عثرة للشعب، لهذا فقد أمر موسى بقتل آل إمرأة قدمت جسدها للشر للشعب وأعثرته
الذآر يقتلون لأنه حين يكبر سيحارب الشعب. ويكون أن قتل الذآور والزانيات وحرق المدن لهُ نفس المعنى قتل كل ما يمكن أن يكون سبباً فى الحرب ضد الإنسان أى رفضه.
3) العدد 31 ( آية 17 و18) " فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال وكل امرأة ضاجعت رجلا وأما الاناث من الأطفال والنساء اللواتي لم يضاجعن رجلا فاستبقوهن لكم"
النص الكتابي تضمن أمرا واضحا بقتل الأطفال !!!!! وأنت ترى أن ذلك عمل مبرر لأن الأطفال المعنيين سيحاربون الشعب عندما يكبرون أي أن اله التوراة والكتاب المقدس يعاقب الكبير على خطاياه التي قام بها فعلا ويعاقب الصغير أيضا على خطايا ربما يرتكبها - ان عاش- في كبره!!!!!
اعذرني سأطرح عليك سؤالا وأرجو منك ألا تحمله على محمل السخرية...هل يجوز قتل أطفال المسلمين لأنه عندما يكبرون قد يصبحون أعضاء في جماعات ارهابية مجرمة تمارس القتل والخطف والتدمير؟؟؟؟
أما بخصوص قتل الزاني والزانية حسب الناموس فاسمح لي هنا بسؤالين..
1- هل ترضى بقتل الزاني والزانية فقط عندما يكون ذلك منصوصا عليه في شريعة التوراة وتعتبره قانونا وحشيا عندما تنص عليه شريعة دينية أخرى؟
2- بما أن قتل الزاني والزانية شريعة الهية توراتية فلماذا لم يطبقه المسيح عندما جاؤوه بامرأة زانية؟؟؟
الموقف هذا هو مشابه للموقف مع فرعون, فالله يهلك الاشرار بقراراتهم الخاطئة و بوقوفهم ضد الله و كلمته و مشيئته, فكما حذر الله فرعون فالانذارات كذلك الحال هنا :
Deu 2:26 «فَأَرْسَلتُ رُسُلاً مِنْ بَرِّيَّةِ قَدِيمُوتَ إِلى سِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ بِكَلامِ سَلامٍ قَائِلاً:
Deu 2:27 أَمُرُّ فِي أَرْضِكَ. أَسْلُكُ الطَّرِيقَ الطَّرِيقَ. لا أَمِيلُ يَمِيناً وَلا شِمَالاً.
Deu 2:28 طَعَاماً بِالفِضَّةِ تَبِيعُنِي لآِكُل وَمَاءً بِالفِضَّةِ تُعْطِينِي لأَشْرَبَ. أَمُرُّ بِرِجْليَّ فَقَطْ.
Deu 2:29 كَمَا فَعَل بِي بَنُو عِيسُو السَّاكِنُونَ فِي سَعِيرَ وَالمُوآبِيُّونَ السَّاكِنُونَ فِي عَارَ إِلى أَنْ أَعْبُرَ الأُرْدُنَّ إِلى الأَرْضِ التِي أَعْطَانَا الرَّبُّ إِلهُنَا.
Deu 2:30 لكِنْ لمْ يَشَأْ سِيحُونُ مَلِكُ حَشْبُونَ أَنْ يَدَعَنَا نَمُرَّ بِهِ لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ قَسَّى رُوحَهُ وَقَوَّى قَلبَهُ لِيَدْفَعَهُ إِلى يَدِكَ كَمَا فِي هَذَا اليَوْمِ.
فلو لم يقف سيحون امام مرورهم و امام الله و ضد كلمته لما اسلم اليهم
النص هذا هو نفس النص المذكور في العدد 21 ( آية 34و35)
راجع الرد على نفس النص
قتل الذكور و سببه ذكرناه سابقا
اما الأعداد من 10 الى 15 15 تنطبق على المدن البعيدة وليست على مدن الشعوب الكنعانية فهذه أمرهم الرب - الأعداد من 10بتحريمها لذلك قال ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا = أى ليست مدنا كنعانية فهذه لا تفاوض معها ولا دعوة للصلح. فأهل كنعان أو ً لا قد صدر ضدهم الحكم بالهلاك لشرورهم وثانيًا لشرورهم ووثنيتهم لو تبقى منهم
أحد لأفسد الشعب وعلمهم الوثنية. أما المدن البعيدة فتأثيرها ضعيف عليهم من الناحية الروحية.
إذًا المدن الداخلية داخل كنعان تشير للخطايا والشهوات الداخلية ال مفسدة هذه يجب إهلاكها أما المدن البعيدة
فتشير للعالم كله الذى يجب أن نتعايش معه لكن لا نستعبد له.
أجدني مضطرا الى التكرار ولكن لا بأس يبدو أنه يفيد في ترسيخ الفكرة لك ولبقية الاخوة المتابعين..كل النصوص الكاتبية التي ذكرتها لك تضمنت اباحة القتل الجماعي والابادة العرقية كما أباحت السطو المسلح على ممتلكات الغير وأباحت الاستعباد وفرض الجزية وهذه كلها أعمال توصف بكونها جرائم ضد الانسانية أو ارهاب ومظالم ولكن يبدو أن مشكلة الكيل بمكيالين حاضرة دائما فنحن نرفض الأعمال المشينة عندما نقرأ عنها في كتب الأديان الأخرى أما عندما نجدها في كتبنا الدينية نبحث لها عن مبررات...أعذرني لا أريد تصعيد لهجة الحوار ولنني أعبر عما أعتقد بصراحة..
نجد هنا إهتمام الله بمعاملة السبايا معاملة إنسانية، وهذا بخصوص الشعوب غير المحرمة
.
سمح الله بهذا فأن يتزوجوا خير من أن ي زنوا مع السبايا فيجلبوا عليهم السخط الإلهى
. ولكن عليه أن يراعى إنسانيتها ويعاملها كزوجة
حلق الرأس وتقليم الأظافر كانا من مظاهر الحزن والحداد فيعطيها فرصة أن تحزن على أبويها وأسرتها
.
ونزع ثياب السبى حتى تصبح كإمرأة مكرمة . وتظل فى فترة حزن شهر من الزمان ثم يتزوجها . وفى خلال هذا الشهر تتعرف على شريعة الله وعادات وتقاليد الشعب و هى فترة خطبة تتعرف على هذا الزوج الذى
سترتبط به وحتى لا يتزوجها الرجل فجأة كما لو كانت شهوة حيوانية وإزالة معالم جمالها (شعر وأظافر ) هو لتهذيب شهوته ناحيتها.
التثنية 21 ( من آية 10 الى آية 14) " اذا خرجتم لمحاربة أعدائكم فأسلمهم الرب الهكم الى أيديكم فسبيتم منهم سبيا ورأى أحدكم في السبي امرأة جميلة المنظر فتعلق بها قلبه وتزوجها فحين يدخلها بيته يحلق رأسها ويقلم أضافرها وينزععنها ثياب سبيها وتقيم في بيته تبكي أباها وأمها شهرا وبعد ذلك يدخل عليها ويكون لها زوجا وهي تكون له زوجة وان أراد من بعد أن لا يحتفظ بها فعليه أن يطلقها حرة ولا يبيعها بمال ولا يستعبدها لأنه
أجبرها على مضاجعته"
النص الكتابي يتحدث عن اجبار على المضاجعة وقد لونت لك العبارة الدالة على ذلك وهي ظاهرة جلية فكيف تسمي هذا الاجبار زواجا ؟؟؟؟؟
ثم كيف أصبحت وأنت المسيحي لا ترى عيبا في سبي النساء؟؟؟؟
مرة أخرى أرجو أن لا نتورط في مشكلة الكيل بمكيالين...رجاء ...