- إنضم
- 14 يناير 2008
- المشاركات
- 1,045
- مستوى التفاعل
- 15
- النقاط
- 0
نظرة موجزة حول تطور الفكر الكنسي في المجال الاجتماعي والاقتصادي في أربع حقبات تاريخية مختلفة
إعداد: جورج برنوطي
( الرسل القديسين، البابا لاون الثالث عشر، البابا بولس السادس, البابا يوحنا بولس الثاني )
مقدمة
إن الكنيسة تعمل في قلب هذا العالم لتغير واقعه وتحقق ملكوت الله على الأرض وتشهد ليسوع المسيح الفادي مؤسسها ومعلمها الذي قال :"جئت لكي يكون لهم حياة ولتكون أفضل"(يو10:10 ) (فهي الخميرة الصالحة التي تخمر تاريخ البشر. كما أن رسالتها تقتضي منها جهداً وبذلاً وتحقيق مشاريع ثقافية واجتماعية لخير البشر ومجد الله الأعظم.) ( 1 )
" لكن الكنيسة, التي أسست في مجمل ما حصل من تاريخ الله مع البشر حتى الآن , لا تزال في مسيرةٍ إلى اكتمالها في نهاية الأزمنة فهي الكنسية الحاجّة, التي تحمل في أسرارها ومؤسساتها, التي لا تزال تنتمي إلى زمن هذا العالم , صورة هذا العالم؛ وتعيش هي نفسها وسط الخلائق التي لا تزال تئن حتى الآن في أوجاع المخاض وتنتظر تجلي أبناء الله (رو8: 19-22)" (2)
فالكنيسة إذ هي ابنة واقعها تتأثر وتؤثر فيه على امتداد تاريخ البشر منذ زمن الظهور الإلهي في يسوع المسيح حتى اليوم الذي يعود فيه يسوع المسيح ليعلن الدينونة العامة.
"إن نقطة الانطلاق والأساس لتحديد العلاقة بين الكنيسة وعالم اليوم تحديداً قويماً هي البشارة بملكوت الله الموكلة إلى الكنيسة. وهذا يعني إن هدف الكنيسة هو خلاص الأزمنة الأخيرة الذي لن يتم كاملاً إلا في العالم الآتي .لا جرم أن الكنيسة مكونة في هيكل عضوي منظور, ولكنها, في مهمتها وصلاحيتها تتميز عن الجماعة السياسية , ولا ترتبط بأي نظام سياسي . وفيما تبين الكنيسة رسالتها الخاصة والمميزة, تقر في الوقت عينه بالاستقلال المشروع للشؤون الأرضية ولاسيما الدولة.وهي تدافع عن الحرية الدينية كتعبير عن كرامة الشخص الإنساني.هذا التميزفي الصلاحيات بين الكنيسة والعالم (المجتمع ,الثقافة , السياسة,إلخ), لا يعني أي انفصال. فيسوع المسيح هو مفتاح تاريخ البشر وقلبه ونهايته ؛ إنه النقطة التي تنصب فيها كل رغبات التاريخ والثقافة , إنه محور الجنس البشري , إنه الألف والياء.عن هذه البشارة تنجم مهمة ونور وقوة يمكن توظيفها في بناء المجتمع البشري.ومن ثم فالكنيسة تطالب بحقها في أن تصدر حكماً أدبياً حتى في الأمر التي تتعلق بالنظام السياسي , عندما تقتضي ذلك حقوق الشخص البشري الأساسية أو خلاص النفوس." ( 3 )
ومن أهم الوسائل التي كانت تنقل بها الكنيسة بشرى الخلاص هي الرسائل, فعلى مثال الرسل القديسين الذين كانوا يرسلون رسائل إلى مختلف الكنائس التي أسسوها بغية متابعة أحوالها ومعالجة مشاكلها وإعطاء تعاليم تتوافق مع الإيمان تنبع أهمية الوثائق الصادرة عن الكرسي الرسولي وخصوصاً الرسائل العامة, والتي تعتبر منهاج عمل للكنيسة الجامعة على امتداد أصقاع العالم كله. ففي هذه الرسائل تعليم الكنيسة الجامعة بخصوص كل الأمور المستجدة على الساحة العالمية والمؤثر على مجرى تاريخ البشرية والمتوافق مع الإيمان.
سنتطرق في الأسطر القليلة التالية كيف عالجت الكنيسة بعض المواضيع الاجتماعية والاقتصادية ابتداء برسائل الرسل القديسين مرورا برسالة البابا لاون الثالث عشر ( الشؤون الحديثة) نظرا لأهميتها القصوى في هذا المجال وصولاً إلى ما بعد المجمع الفاتيكاني الثاني مع أهم الرسائل الصادرة عن الكرسي الرسولي التي تعالج هذا الموضوع كرسالة (ترقي الشعوب) للبابا بولس السادس ورسالتي البابا يوحنا بولس الثاني (الاهتمام بالشأن الاجتماعي) (السنة المئة.)
إعداد: جورج برنوطي
( الرسل القديسين، البابا لاون الثالث عشر، البابا بولس السادس, البابا يوحنا بولس الثاني )
مقدمة
إن الكنيسة تعمل في قلب هذا العالم لتغير واقعه وتحقق ملكوت الله على الأرض وتشهد ليسوع المسيح الفادي مؤسسها ومعلمها الذي قال :"جئت لكي يكون لهم حياة ولتكون أفضل"(يو10:10 ) (فهي الخميرة الصالحة التي تخمر تاريخ البشر. كما أن رسالتها تقتضي منها جهداً وبذلاً وتحقيق مشاريع ثقافية واجتماعية لخير البشر ومجد الله الأعظم.) ( 1 )
" لكن الكنيسة, التي أسست في مجمل ما حصل من تاريخ الله مع البشر حتى الآن , لا تزال في مسيرةٍ إلى اكتمالها في نهاية الأزمنة فهي الكنسية الحاجّة, التي تحمل في أسرارها ومؤسساتها, التي لا تزال تنتمي إلى زمن هذا العالم , صورة هذا العالم؛ وتعيش هي نفسها وسط الخلائق التي لا تزال تئن حتى الآن في أوجاع المخاض وتنتظر تجلي أبناء الله (رو8: 19-22)" (2)
فالكنيسة إذ هي ابنة واقعها تتأثر وتؤثر فيه على امتداد تاريخ البشر منذ زمن الظهور الإلهي في يسوع المسيح حتى اليوم الذي يعود فيه يسوع المسيح ليعلن الدينونة العامة.
"إن نقطة الانطلاق والأساس لتحديد العلاقة بين الكنيسة وعالم اليوم تحديداً قويماً هي البشارة بملكوت الله الموكلة إلى الكنيسة. وهذا يعني إن هدف الكنيسة هو خلاص الأزمنة الأخيرة الذي لن يتم كاملاً إلا في العالم الآتي .لا جرم أن الكنيسة مكونة في هيكل عضوي منظور, ولكنها, في مهمتها وصلاحيتها تتميز عن الجماعة السياسية , ولا ترتبط بأي نظام سياسي . وفيما تبين الكنيسة رسالتها الخاصة والمميزة, تقر في الوقت عينه بالاستقلال المشروع للشؤون الأرضية ولاسيما الدولة.وهي تدافع عن الحرية الدينية كتعبير عن كرامة الشخص الإنساني.هذا التميزفي الصلاحيات بين الكنيسة والعالم (المجتمع ,الثقافة , السياسة,إلخ), لا يعني أي انفصال. فيسوع المسيح هو مفتاح تاريخ البشر وقلبه ونهايته ؛ إنه النقطة التي تنصب فيها كل رغبات التاريخ والثقافة , إنه محور الجنس البشري , إنه الألف والياء.عن هذه البشارة تنجم مهمة ونور وقوة يمكن توظيفها في بناء المجتمع البشري.ومن ثم فالكنيسة تطالب بحقها في أن تصدر حكماً أدبياً حتى في الأمر التي تتعلق بالنظام السياسي , عندما تقتضي ذلك حقوق الشخص البشري الأساسية أو خلاص النفوس." ( 3 )
ومن أهم الوسائل التي كانت تنقل بها الكنيسة بشرى الخلاص هي الرسائل, فعلى مثال الرسل القديسين الذين كانوا يرسلون رسائل إلى مختلف الكنائس التي أسسوها بغية متابعة أحوالها ومعالجة مشاكلها وإعطاء تعاليم تتوافق مع الإيمان تنبع أهمية الوثائق الصادرة عن الكرسي الرسولي وخصوصاً الرسائل العامة, والتي تعتبر منهاج عمل للكنيسة الجامعة على امتداد أصقاع العالم كله. ففي هذه الرسائل تعليم الكنيسة الجامعة بخصوص كل الأمور المستجدة على الساحة العالمية والمؤثر على مجرى تاريخ البشرية والمتوافق مع الإيمان.
سنتطرق في الأسطر القليلة التالية كيف عالجت الكنيسة بعض المواضيع الاجتماعية والاقتصادية ابتداء برسائل الرسل القديسين مرورا برسالة البابا لاون الثالث عشر ( الشؤون الحديثة) نظرا لأهميتها القصوى في هذا المجال وصولاً إلى ما بعد المجمع الفاتيكاني الثاني مع أهم الرسائل الصادرة عن الكرسي الرسولي التي تعالج هذا الموضوع كرسالة (ترقي الشعوب) للبابا بولس السادس ورسالتي البابا يوحنا بولس الثاني (الاهتمام بالشأن الاجتماعي) (السنة المئة.)