- إنضم
- 1 نوفمبر 2005
- المشاركات
- 540
- مستوى التفاعل
- 12
- النقاط
- 0
كنت اعمى و الأن ابصر
بسم الله القوى
شهادة جوزيف جبران
نعمة وبركة الله الآب والرب يسوع المسيح مع كل من يقرأ هذه الشهادة. قبلت الرب كمخلص شخصي وأنا في السادسة من عمري. إسمي جوزيف وهذه هي شهادتي :
كان والدي مسلمين سنيين من فلسطين وقد ولدت ونشأت في الولايات المتحدة. علمني والدي الإسلام. وليس من الضروري أن أسرد لكم تفاصيل تعليمي في الإسلام إلا لكي أقول لكم أنه كان كافياً. ورغم ذلك فإنني لم أصدق لا بقلبي ولا بعقلي التعليم الذي من وجهة نظري هو مهم للغاية في تعاليم الإسلام أن يسوع لم يصلب. ومنذ صغري لم أصدق هذا التعليم. وهذا الرفض أكده لي والدي ومسلمين آخرين أيضاً أن يسوع لم يصلب، وصلب اليهود للمسيح، وسرق جسد المسيح ... الخ. واجهت كل هذه الصعوبات فيما يختص بالصلب. وكانت كل أفكاري عن الديانة الإسلامية ومحمد مستمدة من معلومات أبي.
وكان الكتاب المقدس موجوداً في منزلنا مثل القرآن. لم يمنعنا أحد من أن نقرأه. وحاولت مراراً كثيرة أن أقرأه ولكن وجدت صعوبة في فهم الكثير من أجزائه. وكان كتاباً صعب الفهم بالنسبة لي. وقد وضعت الخطوط تحت الآيات التي كان يعتقد أنها نبوات عن محمد. وكان أبي يقول مثل باقي المسلمين الآب والابن والروح القدس هم ثلاثة ولكنه لم يقل مثل باقي المسلمين أن المسيحيين يعبدون ثلاثة آلهة. وعندما كان يقول المسلمون هذا كان أبي يتضايق للغاية ويقول لهم أن المسيحيين يؤمنون بإله إبراهيم ولم يذكر مرة أن القرآن مخطئ ولكنه قال مراراً أنه ليس من حق المسلمين أن يعترضوا علي إيمان الآخرين.
لن أنسي ملامح والدي عندما سألته ما إذا كان المسيح سيأتي ثانية. لم ينطق بكلمة ولكنه أومأ برأسه وتطلع إلي السماء. هذا هو والدي والذي ظل غامضاً بالنسبة لي. لم يشارك أحداً في صراعاته الفكرية. والدرس الذي تعلمته هو أننا يجب أن نصدق الكتاب المقدس والقرآن في بعض أجزائهما ونتناولهما مع حبة من الملح. وكنت أحمل ديانة أبي وأجدادي كدرع فأنا العربي الذي له التراث الغني. فإبراهيم أبونا الأكبر. وأنتمي إلي شعب باركه الله وجاء منه نبي عظيم. وحطم أجدادي عبادة الأصنام. ويشهد لنا عالم اليوم بإنجازاتنا ومشاركتنا في الثقافة والعلم والرياضيات. إن التاريخ العربي العظيم لا يقارن. فكيف أرفض مثل هذا الميراث العظيم ؟ وبالإضافة إلي معرفتي بالديانات الأخري وخاصة المسيحيين. وبعد وفاة والدي ملأت تعاليم الإسلام التي كنت أتلقاها من أقربائي الفراغ الذي تركه والدي. ولم أعد أحترم وأقدر الديانات الأخري كما كنت أفعل من قبل. طبقاً لتعليمات والدي أن أكون مهذباً مع الآخرين. وأنا في هذه الحالة لم يوجد في قلبي أي حب نحو الله وكلمته (القرآن). كيف يتوقع مني أن أحبه وأنا لا أعرفه ؟ ولكنني كنت أشعر بالرهبة من هذا الإله القوي والغامض ولكن هذا الشعور كان ينبع من الخوف وليس من الحب.
تجندت لمدة سنة في البحرية في فيتنام. وعانيت في السنوات التالية من الشهوة، والفقر، والغني والسكر والزواج والطلاق والزني. لم أتذكر الله طوال تلك الفترة بل أنني كسرت كل وصاياه. كانت يداي مخضبتان بالدماء ولكن الشئ الوحيد الذي سالني عنه أقربائي هو هل أكلت لحم الخنزير ؟ ونظرة الإرتياح علي وجوههم عندما قلت نعم جعلتني أضحك. كانت إجابتي حقيقية ولكن كيف أن رغبتي في سندوتش من لحم الخنزير والخس والطماطم قد يكون سبباً في كل مشاكلي. وفي السنوات التالية بدأت أفكر في حياتي وأسأل أين هو الله.
وأسفر تفكيري عن أنني كنت أمتدح نفسي في الأوقات الطيبة وأوجه اللوم إلي الله في الأوقات الصعبة. ولم آر أنني كنت بذلك ظالماً لله. كيف يدينيي بدون معرفة طبيعتي الإنسانية ؟ فلو كان هو إنسان فسوف يسقط مثلي. وإذا كنا نحن أولاده فلماذا لا يظهر ذاته لنا ؟ إن كل الأسئلة والاتهامات التي وجهتها إلي الله تملئ كتاباً.
سوف أحصل علي إجابة لكل أسئلتي ولكن ليس بطريقة هادئة لشخص برئ وأمين في كل أسئلته ولكن سيحدث هذا بصدمة شديدة لشخص قد أعطيت له الإجابات من قبل. وبدأت أسمع أصواتاً اعتدت سماعها والبعض كانت وجوهم وأسمائهم قد نسيتها من فترة طويلة. وكانت هذه الأصوات لمسيحيين شهدوا لي عن إيمانهم ولكنني حاولت أن أبعدهم عن ذهني - ورغم ذلك كانت كلماتهم ترن في آذاني - نحن نعبد إله إبراهيم وهذا ما يؤمن به المسيحيين أيضاً. فلماذا هم يدعون ذلك ؟ لماذا تقف أمامي العثرات والكوارث ؟ وكانت فكرتي عن الله كمسلم أنه لن يفعل شيئاً مما يدعيه المسيحيين. إن مشاكلي لن تحل بالعقل والمنطق ولكن بالصلاه. وصليت ليس كما يصلي المسلمين كما أنني لم أفكر في نوعية الاستجابة التي سوف أتلقاها. قوبلت صلواتي بالسكون ولكن شفتاي لم تصمتا وسمعت صوتاً يقول "نعم هو ابن الله" إن تفكيري لم يقودني لهذه الكلمات. فلماذا إذا تفوهت بها ؟ ماذا سأفعل بهذه الكلمات. وكدت أنهار من شدة الصراع. لماذا أشعر بهذا الإنذار الرهيب الآن ؟ واعترفت بأن يسوع هو مخلصي. ورغم اختفاء معاناتي إلا أنني شعرت بارتباك. وأي شخص يؤمن فلابد وأنه يقرأ الكتاب. ولكنني لم أفعل ذلك وظللت متمسكاً بالإسلام. وقلت إن هذه الأشياء هي التي تحفظ هويتي وبدونها لن يكون لي وجود.
وبعد فترة وجيزة وبينما أناقش أحد أصدقائي المسلمين في قبول الرب يسوع المسيح وجدت نفسي أجيب علي كل أسئلتي السابقة. لم نعد نستطيع اتهام الله بالقول : "إنه لا يعرف أننا بشر لأنه هو نفسه عاش كإنسان". وقلت لصديقي إنتظر لحظة فأنا أعلم من أين أتيت بهذا الكلام. لم يشرح لي أحد من قبل هذه الأمور. ولم تأت إلي هذه الأفكار عند قبولي للمسيح. وأدركت أنني لم أعترف من قبل أن المسيح هو الله. وعدت بتفكيري في الماضي الذي كنت أوجه الكثير من الاتهامات لله. وصاح ذهني "يا الله لقد جئت إلي أرضنا كإنسان وأظهرت ذاتك إنك يسوع الإنسان". من أين أتي لي هذا الإرشاد ؟ وتحول نشاطي إلي نوع من الرعب عندما أدركت أن الشهادات المسيحية لم تفشل في فهم أسئلتي. وأن الرب يسوع سوف يسمح لي بفهم أكثر فيما بعد. لقد غفر خطاياي ولكنني شعرت بخطأي لأنني لم ألجأ إليه عندما دعاني. دعني أعود للحظة عندما كنت في قمة الصراع.
وغمرني شعور يطالبني إما بأن أقبل المسيح الذي مات من أجل خطاياي أو أرفضه تماماً. ياله من إنذار غريب فمهما كان اختياري لن أكون مسلماً. يا إلهي سوف أعرف إجابتي علي هذا الإنذار.
وبعد بضعة سنوات عرفت سبب هذا الإنذار عندما شاركت في مناظرة بالبريد الإلكتروني مع مسلم سأسميه "جي". وكان من الواضح أن "جي" شخص ذكي وأحببت أن أتعامل مع هذا الشخص. وكمسلم كان من السهل التنبؤ بما سيقول. فمثل كل المسلمين له تفكير لاذع، وساخر ويشعر بالغضب عندما يتحداه أحد وينهي كلامه بالقول "إنها عقيدتي وليس لأحد الحق في أن يعرفني كيف أؤمن". ولكي يدعم قضيته ضد المسيح المصلوب أشار إلي كتاب كتبه شخص ملحد يدعي "كنزي جرافز". ولحسن الحظ فإن المسئولين عن هذا البريد الإلكتروني رفضوا هذا الكتاب وحذروا القراء من قراءته أو تصديق ما جاء به. فإن الكاتب لم ينكر الصلب فقط. بل قال أيضاً أن المسيح غير موجود علي الإطلاق. إن إدعاءاته التي تقول أن المسيح غير موجود يمكن فهمها إذا تصورنا المشاكل التي تقوده إلي الإلحاد. ولكن الأمر المخجل هو المدي الذي يصل إليه بعض المسلمين لكي يؤيدوا قرآنهم. وفي البداية فقد أزعجني هذا الأمر ولكي أوضح الأمر أقول أن المسلم يقبل آراء وإداعاءات الكافر والملحد الذي ينكر وجود الله. وهذا ما فعلته كمسلم. فلكي أفند وأدحض المسيحية كنت أقبل وأردد أدلة فاسدة بالرغم من أن هذه الأكاذيب سوف تجعل القرآن شئ فارغ. وبدأ ينكشف سر الإنذار السابق لي. فإذا قبلت مسيحاً أقل من المذكور في الكتاب المقدس فعلي أن أقبل الله خالق البداية والنهاية وهو لم يستطع أن يحمي نبيه إلا بالخداع. خداع لن يخدم أي غرض إلا أن يخدع اتباع المسيح وهم أنفسهم الذين يرغبون في عبادة إله إبراهيم ويحفظوا وصاياه ويدعون أحباؤه. وأي سبب لهذا الخداع سوف يتركنا مع نبي فاشل وإله فشل في أن يحمي رسالته إلي العالم. وأخيراً فهمت فحوي هذا الإنذار الغامض. فإذا كان يسوع أقل من أن يكون رباً فسوف نبعده عن إيماننا وأفكارنا. وإذا كان موجوداً في صورة أقل عندئذ لن يكون موجوداً علي الإطلاق. ربما يقول البعض أنني قرأت أكثر مما يجب في هذه المناظرة. ولكني أخالف هذا الرأي لأن "جي" يجادل ويناقش شخصية يسوع من منطلق إيمانه هو. إن الخطأ لم يكن خطأه هو ولكن خطأي أنا. فأنا الذي شهدت في الماضي ضد الرب يسوع وقدمت مبادئ من القرآن كنوع من الدليل. وأسجل بكل حزن أنني كنت أشعر بالسرور في قلبي عندما يتحول شخص من الإيمان بالمسيح إلي شخص ملحد. كيف يمكنني أن أصدق إنسان ملحد أنه حليف وصديق لله ؟ ورغم ذلك فإني مفروض أن أكون مسيحياً كنت أقبل مسيحاً في درجة أقل لأنني لم أفعل شيئاً إلا أنني كنت أطوع المسيحيين بأفكاري الإسلامية.
وأثناء نقاشي المختصر مع "جي" في البريد الإلكتروني أدركت أن مناقشتي أحلت عقيدة بعقيدة أخري. وظلت علاقتي الروحية بالله وكيف كنت أتحكم في نفسي في هذا العالم ظلت كما هي بلا تغيير. وكنت مستعداً أن أدافع عن محمد أكثر من أملي في أن أكون مسيحياً. إن يسوع فقط بكلماته وأعماله الذي أعطاني أخيراً فهماً لكيفية عبادة الآب. وبدأت أركز علي الله وأصلي باستمرار وأطهر عقلي وقلبي. لقد فتح عيني قلبي عندما بدأت في البحث لمعرفته. وكلما قرأت الكتاب المقدس بدأ يستحوذ علي عقلي. واندفعت عبر التاريخ الحاضر والمستقبل. مجاوباً علي أسئلة ومستبعداً أخري ومجيباً علي أسئلة لم تسأل من قبل. لم أعد كتاباً مغلقاً. وكلما ازدادت قرآتي أصبحت وجهاً لوجه ليس مع نفسي فقط بل مع خالقي وكنت أود أن أقول أنها كانت خبرة ممتعة.
ولكن علي العكس كانت مرعبة. اجتزت سلسلة من العواطف منها الحب والفرح والرجاء. وقلت يارب إذا صدقت كتابك المقدس جزئياً فلن أصدق في أي شئ قلته.
ولم يعد الأمر غريباً علي الآن إن الله يريد معرفتي والاتصال بي وأنه مات من أجلي. وكأب له أولاد فإني أعرف كل واحد علي حده وليسوا كمجموعة في منزلي. وأرغب في التعامل والاتصال مع كل واحد منهم وعند الضرورة علي استعداد لأن أموت من أجلهم. هل يمكن أن أكون محباً أكثر من الله. ولا يمكنني أن أصف الأمل والرجاء الذي منحته لي محبة الله العجيبة. ولم يعد الله يصعب علي فهمه. ولكن الله مازال يفوق فهمي المحدود. ومازال هناك البعض الذين يفصلون بين الآب والابن والروح القدس ويقولون أنهم ثلاثة آلهة وأننا نحن المسيحيين نمارس بعض الألعاب الذهنية مع أنفسنا. وأنا أسلم بما يقولون ولكن هذه الألعاب هي لكي تلعبها وتخسرها. ولا يمكننا أن نفصل صفات الله الخالق والفادي والمعزي ولا بين الحب والخلاص والعلاقة.
أليس هذا ما اختبره المسيحيون دائماً مع الله الواحد إله إبراهيم ؟ كم كنت مستعداً لتقبل كلمات جوفاء لتصف الله الحي ولكني لا أقبل أي عمل يطبق هذه الكلمات. هذه هي شهادتي في الإثنا عشر سنة الأخيرة لرحلة متصلة لكي أفهم الله. ليت الرب ومخلصنا يسوع المسيح يمنحك سلاماً. آمين.
يوسف جبران
بسم الله القوى
شهادة جوزيف جبران
نعمة وبركة الله الآب والرب يسوع المسيح مع كل من يقرأ هذه الشهادة. قبلت الرب كمخلص شخصي وأنا في السادسة من عمري. إسمي جوزيف وهذه هي شهادتي :
كان والدي مسلمين سنيين من فلسطين وقد ولدت ونشأت في الولايات المتحدة. علمني والدي الإسلام. وليس من الضروري أن أسرد لكم تفاصيل تعليمي في الإسلام إلا لكي أقول لكم أنه كان كافياً. ورغم ذلك فإنني لم أصدق لا بقلبي ولا بعقلي التعليم الذي من وجهة نظري هو مهم للغاية في تعاليم الإسلام أن يسوع لم يصلب. ومنذ صغري لم أصدق هذا التعليم. وهذا الرفض أكده لي والدي ومسلمين آخرين أيضاً أن يسوع لم يصلب، وصلب اليهود للمسيح، وسرق جسد المسيح ... الخ. واجهت كل هذه الصعوبات فيما يختص بالصلب. وكانت كل أفكاري عن الديانة الإسلامية ومحمد مستمدة من معلومات أبي.
وكان الكتاب المقدس موجوداً في منزلنا مثل القرآن. لم يمنعنا أحد من أن نقرأه. وحاولت مراراً كثيرة أن أقرأه ولكن وجدت صعوبة في فهم الكثير من أجزائه. وكان كتاباً صعب الفهم بالنسبة لي. وقد وضعت الخطوط تحت الآيات التي كان يعتقد أنها نبوات عن محمد. وكان أبي يقول مثل باقي المسلمين الآب والابن والروح القدس هم ثلاثة ولكنه لم يقل مثل باقي المسلمين أن المسيحيين يعبدون ثلاثة آلهة. وعندما كان يقول المسلمون هذا كان أبي يتضايق للغاية ويقول لهم أن المسيحيين يؤمنون بإله إبراهيم ولم يذكر مرة أن القرآن مخطئ ولكنه قال مراراً أنه ليس من حق المسلمين أن يعترضوا علي إيمان الآخرين.
لن أنسي ملامح والدي عندما سألته ما إذا كان المسيح سيأتي ثانية. لم ينطق بكلمة ولكنه أومأ برأسه وتطلع إلي السماء. هذا هو والدي والذي ظل غامضاً بالنسبة لي. لم يشارك أحداً في صراعاته الفكرية. والدرس الذي تعلمته هو أننا يجب أن نصدق الكتاب المقدس والقرآن في بعض أجزائهما ونتناولهما مع حبة من الملح. وكنت أحمل ديانة أبي وأجدادي كدرع فأنا العربي الذي له التراث الغني. فإبراهيم أبونا الأكبر. وأنتمي إلي شعب باركه الله وجاء منه نبي عظيم. وحطم أجدادي عبادة الأصنام. ويشهد لنا عالم اليوم بإنجازاتنا ومشاركتنا في الثقافة والعلم والرياضيات. إن التاريخ العربي العظيم لا يقارن. فكيف أرفض مثل هذا الميراث العظيم ؟ وبالإضافة إلي معرفتي بالديانات الأخري وخاصة المسيحيين. وبعد وفاة والدي ملأت تعاليم الإسلام التي كنت أتلقاها من أقربائي الفراغ الذي تركه والدي. ولم أعد أحترم وأقدر الديانات الأخري كما كنت أفعل من قبل. طبقاً لتعليمات والدي أن أكون مهذباً مع الآخرين. وأنا في هذه الحالة لم يوجد في قلبي أي حب نحو الله وكلمته (القرآن). كيف يتوقع مني أن أحبه وأنا لا أعرفه ؟ ولكنني كنت أشعر بالرهبة من هذا الإله القوي والغامض ولكن هذا الشعور كان ينبع من الخوف وليس من الحب.
تجندت لمدة سنة في البحرية في فيتنام. وعانيت في السنوات التالية من الشهوة، والفقر، والغني والسكر والزواج والطلاق والزني. لم أتذكر الله طوال تلك الفترة بل أنني كسرت كل وصاياه. كانت يداي مخضبتان بالدماء ولكن الشئ الوحيد الذي سالني عنه أقربائي هو هل أكلت لحم الخنزير ؟ ونظرة الإرتياح علي وجوههم عندما قلت نعم جعلتني أضحك. كانت إجابتي حقيقية ولكن كيف أن رغبتي في سندوتش من لحم الخنزير والخس والطماطم قد يكون سبباً في كل مشاكلي. وفي السنوات التالية بدأت أفكر في حياتي وأسأل أين هو الله.
وأسفر تفكيري عن أنني كنت أمتدح نفسي في الأوقات الطيبة وأوجه اللوم إلي الله في الأوقات الصعبة. ولم آر أنني كنت بذلك ظالماً لله. كيف يدينيي بدون معرفة طبيعتي الإنسانية ؟ فلو كان هو إنسان فسوف يسقط مثلي. وإذا كنا نحن أولاده فلماذا لا يظهر ذاته لنا ؟ إن كل الأسئلة والاتهامات التي وجهتها إلي الله تملئ كتاباً.
سوف أحصل علي إجابة لكل أسئلتي ولكن ليس بطريقة هادئة لشخص برئ وأمين في كل أسئلته ولكن سيحدث هذا بصدمة شديدة لشخص قد أعطيت له الإجابات من قبل. وبدأت أسمع أصواتاً اعتدت سماعها والبعض كانت وجوهم وأسمائهم قد نسيتها من فترة طويلة. وكانت هذه الأصوات لمسيحيين شهدوا لي عن إيمانهم ولكنني حاولت أن أبعدهم عن ذهني - ورغم ذلك كانت كلماتهم ترن في آذاني - نحن نعبد إله إبراهيم وهذا ما يؤمن به المسيحيين أيضاً. فلماذا هم يدعون ذلك ؟ لماذا تقف أمامي العثرات والكوارث ؟ وكانت فكرتي عن الله كمسلم أنه لن يفعل شيئاً مما يدعيه المسيحيين. إن مشاكلي لن تحل بالعقل والمنطق ولكن بالصلاه. وصليت ليس كما يصلي المسلمين كما أنني لم أفكر في نوعية الاستجابة التي سوف أتلقاها. قوبلت صلواتي بالسكون ولكن شفتاي لم تصمتا وسمعت صوتاً يقول "نعم هو ابن الله" إن تفكيري لم يقودني لهذه الكلمات. فلماذا إذا تفوهت بها ؟ ماذا سأفعل بهذه الكلمات. وكدت أنهار من شدة الصراع. لماذا أشعر بهذا الإنذار الرهيب الآن ؟ واعترفت بأن يسوع هو مخلصي. ورغم اختفاء معاناتي إلا أنني شعرت بارتباك. وأي شخص يؤمن فلابد وأنه يقرأ الكتاب. ولكنني لم أفعل ذلك وظللت متمسكاً بالإسلام. وقلت إن هذه الأشياء هي التي تحفظ هويتي وبدونها لن يكون لي وجود.
وبعد فترة وجيزة وبينما أناقش أحد أصدقائي المسلمين في قبول الرب يسوع المسيح وجدت نفسي أجيب علي كل أسئلتي السابقة. لم نعد نستطيع اتهام الله بالقول : "إنه لا يعرف أننا بشر لأنه هو نفسه عاش كإنسان". وقلت لصديقي إنتظر لحظة فأنا أعلم من أين أتيت بهذا الكلام. لم يشرح لي أحد من قبل هذه الأمور. ولم تأت إلي هذه الأفكار عند قبولي للمسيح. وأدركت أنني لم أعترف من قبل أن المسيح هو الله. وعدت بتفكيري في الماضي الذي كنت أوجه الكثير من الاتهامات لله. وصاح ذهني "يا الله لقد جئت إلي أرضنا كإنسان وأظهرت ذاتك إنك يسوع الإنسان". من أين أتي لي هذا الإرشاد ؟ وتحول نشاطي إلي نوع من الرعب عندما أدركت أن الشهادات المسيحية لم تفشل في فهم أسئلتي. وأن الرب يسوع سوف يسمح لي بفهم أكثر فيما بعد. لقد غفر خطاياي ولكنني شعرت بخطأي لأنني لم ألجأ إليه عندما دعاني. دعني أعود للحظة عندما كنت في قمة الصراع.
وغمرني شعور يطالبني إما بأن أقبل المسيح الذي مات من أجل خطاياي أو أرفضه تماماً. ياله من إنذار غريب فمهما كان اختياري لن أكون مسلماً. يا إلهي سوف أعرف إجابتي علي هذا الإنذار.
وبعد بضعة سنوات عرفت سبب هذا الإنذار عندما شاركت في مناظرة بالبريد الإلكتروني مع مسلم سأسميه "جي". وكان من الواضح أن "جي" شخص ذكي وأحببت أن أتعامل مع هذا الشخص. وكمسلم كان من السهل التنبؤ بما سيقول. فمثل كل المسلمين له تفكير لاذع، وساخر ويشعر بالغضب عندما يتحداه أحد وينهي كلامه بالقول "إنها عقيدتي وليس لأحد الحق في أن يعرفني كيف أؤمن". ولكي يدعم قضيته ضد المسيح المصلوب أشار إلي كتاب كتبه شخص ملحد يدعي "كنزي جرافز". ولحسن الحظ فإن المسئولين عن هذا البريد الإلكتروني رفضوا هذا الكتاب وحذروا القراء من قراءته أو تصديق ما جاء به. فإن الكاتب لم ينكر الصلب فقط. بل قال أيضاً أن المسيح غير موجود علي الإطلاق. إن إدعاءاته التي تقول أن المسيح غير موجود يمكن فهمها إذا تصورنا المشاكل التي تقوده إلي الإلحاد. ولكن الأمر المخجل هو المدي الذي يصل إليه بعض المسلمين لكي يؤيدوا قرآنهم. وفي البداية فقد أزعجني هذا الأمر ولكي أوضح الأمر أقول أن المسلم يقبل آراء وإداعاءات الكافر والملحد الذي ينكر وجود الله. وهذا ما فعلته كمسلم. فلكي أفند وأدحض المسيحية كنت أقبل وأردد أدلة فاسدة بالرغم من أن هذه الأكاذيب سوف تجعل القرآن شئ فارغ. وبدأ ينكشف سر الإنذار السابق لي. فإذا قبلت مسيحاً أقل من المذكور في الكتاب المقدس فعلي أن أقبل الله خالق البداية والنهاية وهو لم يستطع أن يحمي نبيه إلا بالخداع. خداع لن يخدم أي غرض إلا أن يخدع اتباع المسيح وهم أنفسهم الذين يرغبون في عبادة إله إبراهيم ويحفظوا وصاياه ويدعون أحباؤه. وأي سبب لهذا الخداع سوف يتركنا مع نبي فاشل وإله فشل في أن يحمي رسالته إلي العالم. وأخيراً فهمت فحوي هذا الإنذار الغامض. فإذا كان يسوع أقل من أن يكون رباً فسوف نبعده عن إيماننا وأفكارنا. وإذا كان موجوداً في صورة أقل عندئذ لن يكون موجوداً علي الإطلاق. ربما يقول البعض أنني قرأت أكثر مما يجب في هذه المناظرة. ولكني أخالف هذا الرأي لأن "جي" يجادل ويناقش شخصية يسوع من منطلق إيمانه هو. إن الخطأ لم يكن خطأه هو ولكن خطأي أنا. فأنا الذي شهدت في الماضي ضد الرب يسوع وقدمت مبادئ من القرآن كنوع من الدليل. وأسجل بكل حزن أنني كنت أشعر بالسرور في قلبي عندما يتحول شخص من الإيمان بالمسيح إلي شخص ملحد. كيف يمكنني أن أصدق إنسان ملحد أنه حليف وصديق لله ؟ ورغم ذلك فإني مفروض أن أكون مسيحياً كنت أقبل مسيحاً في درجة أقل لأنني لم أفعل شيئاً إلا أنني كنت أطوع المسيحيين بأفكاري الإسلامية.
وأثناء نقاشي المختصر مع "جي" في البريد الإلكتروني أدركت أن مناقشتي أحلت عقيدة بعقيدة أخري. وظلت علاقتي الروحية بالله وكيف كنت أتحكم في نفسي في هذا العالم ظلت كما هي بلا تغيير. وكنت مستعداً أن أدافع عن محمد أكثر من أملي في أن أكون مسيحياً. إن يسوع فقط بكلماته وأعماله الذي أعطاني أخيراً فهماً لكيفية عبادة الآب. وبدأت أركز علي الله وأصلي باستمرار وأطهر عقلي وقلبي. لقد فتح عيني قلبي عندما بدأت في البحث لمعرفته. وكلما قرأت الكتاب المقدس بدأ يستحوذ علي عقلي. واندفعت عبر التاريخ الحاضر والمستقبل. مجاوباً علي أسئلة ومستبعداً أخري ومجيباً علي أسئلة لم تسأل من قبل. لم أعد كتاباً مغلقاً. وكلما ازدادت قرآتي أصبحت وجهاً لوجه ليس مع نفسي فقط بل مع خالقي وكنت أود أن أقول أنها كانت خبرة ممتعة.
ولكن علي العكس كانت مرعبة. اجتزت سلسلة من العواطف منها الحب والفرح والرجاء. وقلت يارب إذا صدقت كتابك المقدس جزئياً فلن أصدق في أي شئ قلته.
ولم يعد الأمر غريباً علي الآن إن الله يريد معرفتي والاتصال بي وأنه مات من أجلي. وكأب له أولاد فإني أعرف كل واحد علي حده وليسوا كمجموعة في منزلي. وأرغب في التعامل والاتصال مع كل واحد منهم وعند الضرورة علي استعداد لأن أموت من أجلهم. هل يمكن أن أكون محباً أكثر من الله. ولا يمكنني أن أصف الأمل والرجاء الذي منحته لي محبة الله العجيبة. ولم يعد الله يصعب علي فهمه. ولكن الله مازال يفوق فهمي المحدود. ومازال هناك البعض الذين يفصلون بين الآب والابن والروح القدس ويقولون أنهم ثلاثة آلهة وأننا نحن المسيحيين نمارس بعض الألعاب الذهنية مع أنفسنا. وأنا أسلم بما يقولون ولكن هذه الألعاب هي لكي تلعبها وتخسرها. ولا يمكننا أن نفصل صفات الله الخالق والفادي والمعزي ولا بين الحب والخلاص والعلاقة.
أليس هذا ما اختبره المسيحيون دائماً مع الله الواحد إله إبراهيم ؟ كم كنت مستعداً لتقبل كلمات جوفاء لتصف الله الحي ولكني لا أقبل أي عمل يطبق هذه الكلمات. هذه هي شهادتي في الإثنا عشر سنة الأخيرة لرحلة متصلة لكي أفهم الله. ليت الرب ومخلصنا يسوع المسيح يمنحك سلاماً. آمين.
يوسف جبران