- إنضم
- 12 يناير 2007
- المشاركات
- 4,471
- مستوى التفاعل
- 967
- النقاط
- 0
أولاً خلينا نتفق إن الحكم العربي لمصر أزال الكثير من الثقافة القبطية المستمدة من الثقافة الفرعونية القديمة التي عمرها آلاف السنين..
مبدئياً لنأخذ حل وسط حول المسيمات. فلن نقول: فتح العرب لمصر.. وذلك لأنه ليس فتح
ولن نقول غزو العرب لمصر.. مع أنه غزو.. لكن لنترك الأحقاد جانباً.
ولنقل: دخول العرب لمصر .. فهي لا تحمل أي صفة إيجابية أو سلبية.
يعني بصريح العبارة ومن غير رتوش عمرو بن عاص إيه بس اللي فهّمه بالقيادة والدولة وانه مهتم ان يشيل الظلم عن الأقباط من الرومان!!..
شخص جاء من جزيرة "يمكن ان نعتبر الجزيرة بأنها نائية إلى حد ما" وقام بدخول منطقة اسمها مصر ولا يوجد بينهما أي ارث حضاري مشترك.. ولا لغة ولا دين ولا عرق!
بماذا يهمه العربي ان ينقذ الأقباط من ظلم الرومان!!.. ليس استخفافاً بالحدث لكن نتكلم بشكل واقعي جداً..
هل دخول العرب لمصر له إيجابيات؟ نعم له إيجابيات.. على الرغم من أن العرب أزالوا الكثير من الثقافة المصرية وعروبها بل وجرموا كل من يفكر بالعودة لثقافته الأصلية..
الواقع يقول:
أن أي ثقافة تدخل على ثقافة أخرى يندمجان ويضيف كلاً منهما للآخر.. ويأتيان بثقافة جديدة ثالثة.
بمعني ان الثقافة العربية دخلت للثقافة الفرعونية عن طريق العنف.. لكن هذا الغزو الثقافي جاء بحضارة جديدة ثالثة بغض النظر عن السلبيات والإيجابيات..
لو جاء الصينيون لمصر بالعنف والقتل واستولوا الحكم.. لرأينا أنه بعد أجيال ستأتي ثقافة ثالثة جديدة وأن الصينيين أضافوا للمصريين..
لكن هذا لا يعني بأن دخول الصينيين لمصر كان جيداً.. بل أن الأمر هو تحصيل حاصل حيث شاءت الظروف بأن ينمدج الشعبان وجاء بجيل جديد.. وعلى الأجيال الجديدة تقبل الواقع.. والتفكير ببناء بلدهم الحالي دون حمل الأحقاد على الآخرين وخاصة ان الجيل الجديد ليس له ذنب لما فعله أجدادهم..
ثانياً لا يوجد شيء اسمه ان الأقباط رحبوا بدخول العرب.. لعدة أسباب:
1- هل قرأنا ضمائر المصريين واحد واحد لنتأكد بأنهم مرحبين بذلك؟ كيف نحكم على شعب كامل بأنه سعيد و"مبسوط"؟
2- لا يوجد أي إرث ثقافي مشترك بين العرب والأقباط قبل 1400 سنة.. إذن كيف سيرحبون بهم بهذه السهولة؟
لنفترض أن جماعة من التايلنديين فجأة دخلوا مصر واستولوا على الحكم بحجة انقاذ المصريين من "ظلم الحكومة" .. هل سيؤيد المصريين دخولهم؟ ومن هم التايلنديين؟ لا نعرف عنهم خيراً ولا شراً.. لكن لو جاءت انكلترا ودخلت مصر .. ربما سنسمع من يؤيد هذا وذلك لوجود علاقات مشتركة قديمة وأنهم "عارفين بعض" من زمان .. هذا مثال توضيحي فقط..
3- الواقع الحالي يخبرنا بأن جميع شعوب الأرض تفضل أن تغير الحكومة فسادها من الداخل دون أي تدخل خارجي.. ومصر بالذات شهدت فترات كثيرة من الاضطرابات السياسية واختلاف الحكام وفترات من الاستقرار والازدهار الاقتصادي. لذلك هي أكيد ستعرف ان دخول الأجانب (العرب) لن يكون في مصلحتهم.
فيكفي ان نعرف بأن مصر كانت تحت حكم الرومان لقرون عديدة .. ثم جاء الفرس واستولوا على مصر عام 618 .. ثم جاء البيزنطيون "الرومان الشرقيون" واستردوها مرة أخرى عام 629 .. فجاء العرب عام 639 ... كل ذلك وحصل في فترة وجيزة جداً وفي جيل واحد فقط ..
إذن كيف سيكرر المصريون أخطائهم ويستقبلوا حكام آخرين جدد؟؟
4- لم يتحسن حال المصريين بل ازدادت سوءاً. فعلى أي أساس نقول أن العرب "أنقذوا" المصريين من الظلم؟ بل انهم بدلوا ظلم بظلم أكبر..
فإن كان ظلم الرومان مقتصراً على العرق القبطي.. فإن الظلم العربي قد طال العرق القبطي واللغة القبطية والديانة القبطية المسيحية.. وقد شمل ذلك جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها..
لذلك لا ندري عن أي "إنقاذ" يتحدثون ..
5- المشكلة الحالية بأن معظم المصادر التي تتكلم عن ردة فعل المصريين اتجاه الغزو العربي هي مصادر عربية اسلامية.. وهذا يخالف الواقع والمنطق..
أمر آخر يجب معرفته..
دخل العرب المسلمون لمناطق الشام والعراق وغلبوا الرومان واستولوا على معظم المناطق الجنوبية المسماة اليوم بسوريا والعراق وفلسطين فاستقر الرومان في المناطق الشمالية من البلاد ولكن تلك المناطق لم تسقط تحت قبضة المسلمين إلا بعد ألف سنة تقريباً من دخول العثمانيون الأتراك..
فاقترح عمرو بن العاص من الخليفة عمر بن الخطاب بأن يدخل لمصر وذلك حتى تضعف شوكة الرومان..
لم يرحب عمر بهذه الفكرة وذلك لصعوبة تطبيق هذا الأمر فمصر تقريباً تعتبر محصنة من البحار ولا يمكن دخول العرب إليها.
فكان الأمر أشبه بالمستحيل!
لكن عمرو أصر على فكرته.
دخل الجيش العربي بقيادة عمرو بن العاص وحطت أقدامهم فعلاً على الأراضي المصرية لكنهم تراجعوا لما رأوا مدى قوة الجيش البيزنطي..
فدخلوا في وقت لاحق مرة أخرى على الأراضي المصرية. وفأرسلوا خطاباً للمقوقس (وهو حاكم مصر المفوض من الإدارة البيزنطية) وأخبروه بأن يتنازل عن الحكم وأن يكون الحكم كله للعرب المسلمين.
بمجرد أن أرسلوا خطابهم عادوا ادراجهم للجزيرة "عملوها ومشيوا" دون حتى ان ينتظروا جواباً وذلك لأنهم غير مقتنعين أن شيئاً في صالحهم سيحصل!!
لكن حدث أمر عجيب.. الحدث الذي غير مسار مصر التاريخي واستمرت نتائجه إلى اليوم ..
المقوقس ركبه عفريت .. وافق على هذا العرض.. الأمر الذي إدى الى استغراب العرب تماماً
كان الأمر أشبه بهدية من السماء.. وهي فعلاً كذلك.
دخل العرب مبدئياً منطقة الشرقية .. رفض المصريون استقبال العرب المسلمون
"وهذا يخالف قول ان المصريين رحبوا بهم"
مدينة بلبيس القريبة من الزقازيق رفضت رفضاً قاطعاً أي وجود أجنبي على أراضيها فحاربت المسلمون وطردتهم شر طردة.. فاستمر العرب المسلمون بالبحث عن أراضي أخرى خصبة تساعدهم على الاستيلاء..
استمر العرب في الزحف شمالاً نحو الاسكندرية المحصنة بقلاع قوية..
حاول العرب الاستيلاء على الاسكندرية طيلة سنتان كاملتان دون أي نجاح يذكر.
كان المصريون وقتها يعيشون في داخل مدينة الاسكندرية يأكلون ويشربون وينامون وقد اعتمدوا على الجيش البيزنطي بأنهم سيتمكنون من التغلب على العرب..
أما التواصل والتجارة فكان يتم عن طريق البحر الأبيض المتوسط
لذلك نحن اليوم نلوم المصريين القدماء الذين لم يتحركوا بل تكاسلوا واعتمدوا
على الجيش فقط.
القيصر هرقل هو من كان يحمي الأراضي المصرية من الإستيلاء العربي. وذلك عن طريق إطلاق جيوش وحملات تقاتل العرب..
لكن في النهاية مات هرقل بسن الشيخوخة في عام 641 م وكان له ابنان: قسطنطين الثالث وهرقلوناس
كان قسطنطين الثالث هو ابن هرقل من زوجته الأولى الميتة أما هرقلوناس كان من ابن زوجته الحديثة مارتينا..
بعد موت هرقل تقلد ابنه الاكبر قسطنطين الثالث مقالد الحكم.. وأخذ على عاتقه موضوع حماية مصر من دخول العرب الذين كانوا بالفعل قد استولوا على بعض المدن الصغيرة.
فقام قسطنطين الثالث بوضع خطط عسكرية للتغلب على العرب وطردهم نهائياً وبالفعل قام بإصدار حملات دفاعية لمصر وحدودها..
لكن .. الحاجّة مارتينا أرادت أن يكون الحكم بيد ابنها هرقلوناس فدست السم في أكله ومات فوراً حيث لم يستمر حكمه أكثر من أربعة شهور..
وبالفعل اصبح هرقلوناس قيصراً بعد وفاة أبيه وأخيه.. ولم يكن موضوع مصر احدى اهتماماته..
انشغلت الإدارة الرومانية بالمشاكل الداخلية وتراجع اهتمامها عن مصر بشكل كبير..
ثم تسربت الأخبار مفادها أن هرقلوناس ووالدته قاما بقتل الامبراطور قسطنطين الثالث.. فقام الثوار بخلع هرقلوناس وأمه وتم جدع أنفهما وعينينهما وتم نفيهما إلي جزيرة رودس.
يستاهلوا بصراحة ! :wub:
انسحبت الجيوش البيزنطية من مصر وتركت المصريين والعرب "يولعوا" في بعض..
سقطت اسنكدرية العاصمة في عام 641 بيد العرب وبالتالي تم الاستيلاء على كل مصر..
وهنا نرى أسباب سقوط مصر يعود لعدة صدف حدثت في وقت متقارب جداً.. خيانة المقوقس موت هرقل وتسميم ابنه وتكاسل المصريون..
وليس لقوة العرب العسكرية أي دور .. على الأقل في حالة مصر
طبعاً بعد موت الخليفة الرابع علي بن أبي طالب كانت مصر واقعة تحت حكم الأموي.. وقد كان المسيحيين تقريباً هم 95% من سكانها.. حيث لم تكن هناك أي محاولات للأسلمة بقدر ماهو اهتمامهم بدفع الجزية.. وكان هناك اسلوب تعسفي نحو الأقباط وممارسات عنيفة.
انخفض نسبة المسيحيين جيل بعد جيل لكنهم حافظوا على الأغلبية الساحقة..
وبعد سقوط الدولة الأموية جاءت الدولة العباسية.. وكان هناك تعايش ديني وخفت الحدة الدينية بين الطرفين وذلك لأن زوجات الخلفاء العباسيين كن مسيحيات.
إلا في بعض الأمور .. مثل الجزية وتجريم التنصير.
ومازالت النسبة لصالح المسيحيين لكنها انخفظت إلى 70% - 50% وذلك بعد قرون من دخول العرب المسلمين..
طبعاً هذه النسبة تعتبر تقريبية وذلك من خلال قراءتنا لأحداث التاريخ..
لكن يبدو أن العرب هم أكثر تسامحاً من الأتراك والسلاجقة.. حيث استولى الاخشيديون الأتراك على مصر بعد العباسيين..
ومن هنا بدأت النسبة المسيحية بالتراجع وبشكل قوي وحاد وخاصة ان الاخشيديون لم يكونوا بنفس تسامح العباسيين..
وتعقابت الممالك في مصر.. سواءاً من فاطميين وأيوبيين وعثمانيين ومماليك .. وكان كل واحد فيهم أسوأ من الآخر بمراحل
الأمر الذي ساعد إما على انخفاض نسبة المسيحيين، أو أن يأتي مسيحيون خائنون لدينهم ويبيعوها من أجل المصالح..
حتى جاء محمد علي باشا الله يرحمه ويحسن إليه وأنقذ مصر من اللي هي فيه ونادى "بالهوية المصرية" وجعل مصر تكتفي بذاتها وليس لها علاقة لا بالعرب ولا بالأتراك ولا بغيرها..
والقصة تطول والسبب هي الحاجة مارتينا....
مبدئياً لنأخذ حل وسط حول المسيمات. فلن نقول: فتح العرب لمصر.. وذلك لأنه ليس فتح
ولن نقول غزو العرب لمصر.. مع أنه غزو.. لكن لنترك الأحقاد جانباً.
ولنقل: دخول العرب لمصر .. فهي لا تحمل أي صفة إيجابية أو سلبية.
يعني بصريح العبارة ومن غير رتوش عمرو بن عاص إيه بس اللي فهّمه بالقيادة والدولة وانه مهتم ان يشيل الظلم عن الأقباط من الرومان!!..
شخص جاء من جزيرة "يمكن ان نعتبر الجزيرة بأنها نائية إلى حد ما" وقام بدخول منطقة اسمها مصر ولا يوجد بينهما أي ارث حضاري مشترك.. ولا لغة ولا دين ولا عرق!
بماذا يهمه العربي ان ينقذ الأقباط من ظلم الرومان!!.. ليس استخفافاً بالحدث لكن نتكلم بشكل واقعي جداً..
هل دخول العرب لمصر له إيجابيات؟ نعم له إيجابيات.. على الرغم من أن العرب أزالوا الكثير من الثقافة المصرية وعروبها بل وجرموا كل من يفكر بالعودة لثقافته الأصلية..
الواقع يقول:
أن أي ثقافة تدخل على ثقافة أخرى يندمجان ويضيف كلاً منهما للآخر.. ويأتيان بثقافة جديدة ثالثة.
بمعني ان الثقافة العربية دخلت للثقافة الفرعونية عن طريق العنف.. لكن هذا الغزو الثقافي جاء بحضارة جديدة ثالثة بغض النظر عن السلبيات والإيجابيات..
لو جاء الصينيون لمصر بالعنف والقتل واستولوا الحكم.. لرأينا أنه بعد أجيال ستأتي ثقافة ثالثة جديدة وأن الصينيين أضافوا للمصريين..
لكن هذا لا يعني بأن دخول الصينيين لمصر كان جيداً.. بل أن الأمر هو تحصيل حاصل حيث شاءت الظروف بأن ينمدج الشعبان وجاء بجيل جديد.. وعلى الأجيال الجديدة تقبل الواقع.. والتفكير ببناء بلدهم الحالي دون حمل الأحقاد على الآخرين وخاصة ان الجيل الجديد ليس له ذنب لما فعله أجدادهم..
ثانياً لا يوجد شيء اسمه ان الأقباط رحبوا بدخول العرب.. لعدة أسباب:
1- هل قرأنا ضمائر المصريين واحد واحد لنتأكد بأنهم مرحبين بذلك؟ كيف نحكم على شعب كامل بأنه سعيد و"مبسوط"؟
2- لا يوجد أي إرث ثقافي مشترك بين العرب والأقباط قبل 1400 سنة.. إذن كيف سيرحبون بهم بهذه السهولة؟
لنفترض أن جماعة من التايلنديين فجأة دخلوا مصر واستولوا على الحكم بحجة انقاذ المصريين من "ظلم الحكومة" .. هل سيؤيد المصريين دخولهم؟ ومن هم التايلنديين؟ لا نعرف عنهم خيراً ولا شراً.. لكن لو جاءت انكلترا ودخلت مصر .. ربما سنسمع من يؤيد هذا وذلك لوجود علاقات مشتركة قديمة وأنهم "عارفين بعض" من زمان .. هذا مثال توضيحي فقط..
3- الواقع الحالي يخبرنا بأن جميع شعوب الأرض تفضل أن تغير الحكومة فسادها من الداخل دون أي تدخل خارجي.. ومصر بالذات شهدت فترات كثيرة من الاضطرابات السياسية واختلاف الحكام وفترات من الاستقرار والازدهار الاقتصادي. لذلك هي أكيد ستعرف ان دخول الأجانب (العرب) لن يكون في مصلحتهم.
فيكفي ان نعرف بأن مصر كانت تحت حكم الرومان لقرون عديدة .. ثم جاء الفرس واستولوا على مصر عام 618 .. ثم جاء البيزنطيون "الرومان الشرقيون" واستردوها مرة أخرى عام 629 .. فجاء العرب عام 639 ... كل ذلك وحصل في فترة وجيزة جداً وفي جيل واحد فقط ..
إذن كيف سيكرر المصريون أخطائهم ويستقبلوا حكام آخرين جدد؟؟
4- لم يتحسن حال المصريين بل ازدادت سوءاً. فعلى أي أساس نقول أن العرب "أنقذوا" المصريين من الظلم؟ بل انهم بدلوا ظلم بظلم أكبر..
فإن كان ظلم الرومان مقتصراً على العرق القبطي.. فإن الظلم العربي قد طال العرق القبطي واللغة القبطية والديانة القبطية المسيحية.. وقد شمل ذلك جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها..
لذلك لا ندري عن أي "إنقاذ" يتحدثون ..
5- المشكلة الحالية بأن معظم المصادر التي تتكلم عن ردة فعل المصريين اتجاه الغزو العربي هي مصادر عربية اسلامية.. وهذا يخالف الواقع والمنطق..
أمر آخر يجب معرفته..
دخل العرب المسلمون لمناطق الشام والعراق وغلبوا الرومان واستولوا على معظم المناطق الجنوبية المسماة اليوم بسوريا والعراق وفلسطين فاستقر الرومان في المناطق الشمالية من البلاد ولكن تلك المناطق لم تسقط تحت قبضة المسلمين إلا بعد ألف سنة تقريباً من دخول العثمانيون الأتراك..
فاقترح عمرو بن العاص من الخليفة عمر بن الخطاب بأن يدخل لمصر وذلك حتى تضعف شوكة الرومان..
لم يرحب عمر بهذه الفكرة وذلك لصعوبة تطبيق هذا الأمر فمصر تقريباً تعتبر محصنة من البحار ولا يمكن دخول العرب إليها.
فكان الأمر أشبه بالمستحيل!
لكن عمرو أصر على فكرته.
دخل الجيش العربي بقيادة عمرو بن العاص وحطت أقدامهم فعلاً على الأراضي المصرية لكنهم تراجعوا لما رأوا مدى قوة الجيش البيزنطي..
فدخلوا في وقت لاحق مرة أخرى على الأراضي المصرية. وفأرسلوا خطاباً للمقوقس (وهو حاكم مصر المفوض من الإدارة البيزنطية) وأخبروه بأن يتنازل عن الحكم وأن يكون الحكم كله للعرب المسلمين.
بمجرد أن أرسلوا خطابهم عادوا ادراجهم للجزيرة "عملوها ومشيوا" دون حتى ان ينتظروا جواباً وذلك لأنهم غير مقتنعين أن شيئاً في صالحهم سيحصل!!
لكن حدث أمر عجيب.. الحدث الذي غير مسار مصر التاريخي واستمرت نتائجه إلى اليوم ..
المقوقس ركبه عفريت .. وافق على هذا العرض.. الأمر الذي إدى الى استغراب العرب تماماً
كان الأمر أشبه بهدية من السماء.. وهي فعلاً كذلك.
دخل العرب مبدئياً منطقة الشرقية .. رفض المصريون استقبال العرب المسلمون
"وهذا يخالف قول ان المصريين رحبوا بهم"
مدينة بلبيس القريبة من الزقازيق رفضت رفضاً قاطعاً أي وجود أجنبي على أراضيها فحاربت المسلمون وطردتهم شر طردة.. فاستمر العرب المسلمون بالبحث عن أراضي أخرى خصبة تساعدهم على الاستيلاء..
استمر العرب في الزحف شمالاً نحو الاسكندرية المحصنة بقلاع قوية..
حاول العرب الاستيلاء على الاسكندرية طيلة سنتان كاملتان دون أي نجاح يذكر.
كان المصريون وقتها يعيشون في داخل مدينة الاسكندرية يأكلون ويشربون وينامون وقد اعتمدوا على الجيش البيزنطي بأنهم سيتمكنون من التغلب على العرب..
أما التواصل والتجارة فكان يتم عن طريق البحر الأبيض المتوسط
لذلك نحن اليوم نلوم المصريين القدماء الذين لم يتحركوا بل تكاسلوا واعتمدوا
على الجيش فقط.
القيصر هرقل هو من كان يحمي الأراضي المصرية من الإستيلاء العربي. وذلك عن طريق إطلاق جيوش وحملات تقاتل العرب..
لكن في النهاية مات هرقل بسن الشيخوخة في عام 641 م وكان له ابنان: قسطنطين الثالث وهرقلوناس
كان قسطنطين الثالث هو ابن هرقل من زوجته الأولى الميتة أما هرقلوناس كان من ابن زوجته الحديثة مارتينا..
بعد موت هرقل تقلد ابنه الاكبر قسطنطين الثالث مقالد الحكم.. وأخذ على عاتقه موضوع حماية مصر من دخول العرب الذين كانوا بالفعل قد استولوا على بعض المدن الصغيرة.
فقام قسطنطين الثالث بوضع خطط عسكرية للتغلب على العرب وطردهم نهائياً وبالفعل قام بإصدار حملات دفاعية لمصر وحدودها..
لكن .. الحاجّة مارتينا أرادت أن يكون الحكم بيد ابنها هرقلوناس فدست السم في أكله ومات فوراً حيث لم يستمر حكمه أكثر من أربعة شهور..
وبالفعل اصبح هرقلوناس قيصراً بعد وفاة أبيه وأخيه.. ولم يكن موضوع مصر احدى اهتماماته..
انشغلت الإدارة الرومانية بالمشاكل الداخلية وتراجع اهتمامها عن مصر بشكل كبير..
ثم تسربت الأخبار مفادها أن هرقلوناس ووالدته قاما بقتل الامبراطور قسطنطين الثالث.. فقام الثوار بخلع هرقلوناس وأمه وتم جدع أنفهما وعينينهما وتم نفيهما إلي جزيرة رودس.
يستاهلوا بصراحة ! :wub:
انسحبت الجيوش البيزنطية من مصر وتركت المصريين والعرب "يولعوا" في بعض..
سقطت اسنكدرية العاصمة في عام 641 بيد العرب وبالتالي تم الاستيلاء على كل مصر..
وهنا نرى أسباب سقوط مصر يعود لعدة صدف حدثت في وقت متقارب جداً.. خيانة المقوقس موت هرقل وتسميم ابنه وتكاسل المصريون..
وليس لقوة العرب العسكرية أي دور .. على الأقل في حالة مصر
طبعاً بعد موت الخليفة الرابع علي بن أبي طالب كانت مصر واقعة تحت حكم الأموي.. وقد كان المسيحيين تقريباً هم 95% من سكانها.. حيث لم تكن هناك أي محاولات للأسلمة بقدر ماهو اهتمامهم بدفع الجزية.. وكان هناك اسلوب تعسفي نحو الأقباط وممارسات عنيفة.
انخفض نسبة المسيحيين جيل بعد جيل لكنهم حافظوا على الأغلبية الساحقة..
وبعد سقوط الدولة الأموية جاءت الدولة العباسية.. وكان هناك تعايش ديني وخفت الحدة الدينية بين الطرفين وذلك لأن زوجات الخلفاء العباسيين كن مسيحيات.
إلا في بعض الأمور .. مثل الجزية وتجريم التنصير.
ومازالت النسبة لصالح المسيحيين لكنها انخفظت إلى 70% - 50% وذلك بعد قرون من دخول العرب المسلمين..
طبعاً هذه النسبة تعتبر تقريبية وذلك من خلال قراءتنا لأحداث التاريخ..
لكن يبدو أن العرب هم أكثر تسامحاً من الأتراك والسلاجقة.. حيث استولى الاخشيديون الأتراك على مصر بعد العباسيين..
ومن هنا بدأت النسبة المسيحية بالتراجع وبشكل قوي وحاد وخاصة ان الاخشيديون لم يكونوا بنفس تسامح العباسيين..
وتعقابت الممالك في مصر.. سواءاً من فاطميين وأيوبيين وعثمانيين ومماليك .. وكان كل واحد فيهم أسوأ من الآخر بمراحل
الأمر الذي ساعد إما على انخفاض نسبة المسيحيين، أو أن يأتي مسيحيون خائنون لدينهم ويبيعوها من أجل المصالح..
حتى جاء محمد علي باشا الله يرحمه ويحسن إليه وأنقذ مصر من اللي هي فيه ونادى "بالهوية المصرية" وجعل مصر تكتفي بذاتها وليس لها علاقة لا بالعرب ولا بالأتراك ولا بغيرها..
والقصة تطول والسبب هي الحاجة مارتينا....
التعديل الأخير: