رؤية لدخول العرب لمصر

peace_86

مبارك اسم يسوع
عضو مبارك
إنضم
12 يناير 2007
المشاركات
4,471
مستوى التفاعل
967
النقاط
0
الإقامة
في كنيسة يسوع المسيح المتجسدة بالروح القدس وفي قلب
أولاً خلينا نتفق إن الحكم العربي لمصر أزال الكثير من الثقافة القبطية المستمدة من الثقافة الفرعونية القديمة التي عمرها آلاف السنين..

مبدئياً لنأخذ حل وسط حول المسيمات. فلن نقول: فتح العرب لمصر.. وذلك لأنه ليس فتح
ولن نقول غزو العرب لمصر.. مع أنه غزو.. لكن لنترك الأحقاد جانباً.

ولنقل: دخول العرب لمصر .. فهي لا تحمل أي صفة إيجابية أو سلبية.


يعني بصريح العبارة ومن غير رتوش عمرو بن عاص إيه بس اللي فهّمه بالقيادة والدولة وانه مهتم ان يشيل الظلم عن الأقباط من الرومان!!..

شخص جاء من جزيرة "يمكن ان نعتبر الجزيرة بأنها نائية إلى حد ما" وقام بدخول منطقة اسمها مصر ولا يوجد بينهما أي ارث حضاري مشترك.. ولا لغة ولا دين ولا عرق!

بماذا يهمه العربي ان ينقذ الأقباط من ظلم الرومان!!.. ليس استخفافاً بالحدث لكن نتكلم بشكل واقعي جداً..

هل دخول العرب لمصر له إيجابيات؟ نعم له إيجابيات.. على الرغم من أن العرب أزالوا الكثير من الثقافة المصرية وعروبها بل وجرموا كل من يفكر بالعودة لثقافته الأصلية..

الواقع يقول:
أن أي ثقافة تدخل على ثقافة أخرى يندمجان ويضيف كلاً منهما للآخر.. ويأتيان بثقافة جديدة ثالثة.

بمعني ان الثقافة العربية دخلت للثقافة الفرعونية عن طريق العنف.. لكن هذا الغزو الثقافي جاء بحضارة جديدة ثالثة بغض النظر عن السلبيات والإيجابيات..

لو جاء الصينيون لمصر بالعنف والقتل واستولوا الحكم.. لرأينا أنه بعد أجيال ستأتي ثقافة ثالثة جديدة وأن الصينيين أضافوا للمصريين..
لكن هذا لا يعني بأن دخول الصينيين لمصر كان جيداً.. بل أن الأمر هو تحصيل حاصل حيث شاءت الظروف بأن ينمدج الشعبان وجاء بجيل جديد.. وعلى الأجيال الجديدة تقبل الواقع.. والتفكير ببناء بلدهم الحالي دون حمل الأحقاد على الآخرين وخاصة ان الجيل الجديد ليس له ذنب لما فعله أجدادهم..



ثانياً لا يوجد شيء اسمه ان الأقباط رحبوا بدخول العرب.. لعدة أسباب:

1- هل قرأنا ضمائر المصريين واحد واحد لنتأكد بأنهم مرحبين بذلك؟ كيف نحكم على شعب كامل بأنه سعيد و"مبسوط"؟

2- لا يوجد أي إرث ثقافي مشترك بين العرب والأقباط قبل 1400 سنة.. إذن كيف سيرحبون بهم بهذه السهولة؟

لنفترض أن جماعة من التايلنديين فجأة دخلوا مصر واستولوا على الحكم بحجة انقاذ المصريين من "ظلم الحكومة" .. هل سيؤيد المصريين دخولهم؟ ومن هم التايلنديين؟ لا نعرف عنهم خيراً ولا شراً.. لكن لو جاءت انكلترا ودخلت مصر .. ربما سنسمع من يؤيد هذا وذلك لوجود علاقات مشتركة قديمة وأنهم "عارفين بعض" من زمان .. هذا مثال توضيحي فقط..

3- الواقع الحالي يخبرنا بأن جميع شعوب الأرض تفضل أن تغير الحكومة فسادها من الداخل دون أي تدخل خارجي.. ومصر بالذات شهدت فترات كثيرة من الاضطرابات السياسية واختلاف الحكام وفترات من الاستقرار والازدهار الاقتصادي. لذلك هي أكيد ستعرف ان دخول الأجانب (العرب) لن يكون في مصلحتهم.

فيكفي ان نعرف بأن مصر كانت تحت حكم الرومان لقرون عديدة .. ثم جاء الفرس واستولوا على مصر عام 618 .. ثم جاء البيزنطيون "الرومان الشرقيون" واستردوها مرة أخرى عام 629 .. فجاء العرب عام 639 ... كل ذلك وحصل في فترة وجيزة جداً وفي جيل واحد فقط ..
إذن كيف سيكرر المصريون أخطائهم ويستقبلوا حكام آخرين جدد؟؟

4- لم يتحسن حال المصريين بل ازدادت سوءاً. فعلى أي أساس نقول أن العرب "أنقذوا" المصريين من الظلم؟ بل انهم بدلوا ظلم بظلم أكبر..

فإن كان ظلم الرومان مقتصراً على العرق القبطي.. فإن الظلم العربي قد طال العرق القبطي واللغة القبطية والديانة القبطية المسيحية.. وقد شمل ذلك جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها..
لذلك لا ندري عن أي "
إنقاذ" يتحدثون ..

5- المشكلة الحالية بأن معظم المصادر التي تتكلم عن ردة فعل المصريين اتجاه الغزو العربي هي مصادر عربية اسلامية.. وهذا يخالف الواقع والمنطق..


أمر آخر يجب معرفته..
دخل العرب المسلمون لمناطق الشام والعراق وغلبوا الرومان واستولوا على معظم المناطق الجنوبية المسماة اليوم بسوريا والعراق وفلسطين فاستقر الرومان في المناطق الشمالية من البلاد ولكن تلك المناطق لم تسقط تحت قبضة المسلمين إلا بعد ألف سنة تقريباً من دخول العثمانيون الأتراك..

فاقترح عمرو بن العاص من الخليفة عمر بن الخطاب بأن يدخل لمصر وذلك حتى تضعف شوكة الرومان..
لم يرحب عمر بهذه الفكرة وذلك لصعوبة تطبيق هذا الأمر فمصر تقريباً تعتبر محصنة من البحار ولا يمكن دخول العرب إليها.
فكان الأمر أشبه بالمستحيل!

لكن عمرو أصر على فكرته.
دخل الجيش العربي بقيادة عمرو بن العاص وحطت أقدامهم فعلاً على الأراضي المصرية لكنهم
تراجعوا لما رأوا مدى قوة الجيش البيزنطي..

فدخلوا في وقت لاحق مرة أخرى على الأراضي المصرية. وفأرسلوا خطاباً للمقوقس (وهو حاكم مصر المفوض من الإدارة البيزنطية) وأخبروه بأن يتنازل عن الحكم وأن يكون الحكم كله للعرب المسلمين.

بمجرد أن أرسلوا خطابهم عادوا ادراجهم للجزيرة "عملوها ومشيوا" دون حتى ان ينتظروا جواباً وذلك لأنهم غير مقتنعين أن شيئاً في صالحهم سيحصل!!

لكن حدث أمر عجيب.. الحدث الذي غير مسار مصر التاريخي واستمرت نتائجه إلى اليوم ..
المقوقس ركبه عفريت .. وافق على هذا العرض.. الأمر الذي إدى الى استغراب العرب تماماً
كان الأمر أشبه بهدية من السماء.. وهي فعلاً كذلك.


دخل العرب مبدئياً منطقة الشرقية .. رفض المصريون استقبال العرب المسلمون
"وهذا يخالف قول ان المصريين رحبوا بهم"

مدينة بلبيس القريبة من الزقازيق رفضت رفضاً قاطعاً أي وجود أجنبي على أراضيها فحاربت المسلمون وطردتهم شر طردة.. فاستمر العرب المسلمون بالبحث عن أراضي أخرى خصبة تساعدهم على الاستيلاء..

استمر العرب في الزحف شمالاً نحو الاسكندرية المحصنة بقلاع قوية..
حاول العرب الاستيلاء على الاسكندرية طيلة سنتان كاملتان دون أي نجاح يذكر.


كان المصريون وقتها يعيشون في داخل مدينة الاسكندرية يأكلون ويشربون وينامون وقد اعتمدوا على الجيش البيزنطي بأنهم سيتمكنون من التغلب على العرب..
أما التواصل والتجارة فكان يتم عن طريق البحر الأبيض المتوسط

لذلك نحن اليوم نلوم المصريين القدماء الذين لم يتحركوا بل تكاسلوا واعتمدوا
على الجيش فقط.


القيصر هرقل هو من كان يحمي الأراضي المصرية من الإستيلاء العربي. وذلك عن طريق إطلاق جيوش وحملات تقاتل العرب..

لكن في النهاية مات هرقل بسن الشيخوخة في عام 641 م وكان له ابنان: قسطنطين الثالث وهرقلوناس
كان قسطنطين الثالث هو ابن هرقل من زوجته الأولى الميتة أما هرقلوناس كان من ابن زوجته الحديثة مارتينا..

بعد موت هرقل تقلد ابنه الاكبر قسطنطين الثالث مقالد الحكم.. وأخذ على عاتقه موضوع حماية مصر من دخول العرب الذين كانوا بالفعل قد استولوا على بعض المدن الصغيرة.

فقام قسطنطين الثالث بوضع خطط عسكرية للتغلب على العرب وطردهم نهائياً وبالفعل قام بإصدار حملات دفاعية لمصر وحدودها..

لكن .. الحاجّة مارتينا أرادت أن يكون الحكم بيد ابنها هرقلوناس فدست السم في أكله ومات فوراً حيث لم يستمر حكمه أكثر من أربعة شهور..
وبالفعل اصبح هرقلوناس قيصراً بعد وفاة أبيه وأخيه.. ولم يكن موضوع مصر احدى اهتماماته..

انشغلت الإدارة الرومانية بالمشاكل الداخلية وتراجع اهتمامها عن مصر بشكل كبير..

ثم تسربت الأخبار مفادها أن هرقلوناس ووالدته قاما بقتل الامبراطور قسطنطين الثالث.. فقام الثوار بخلع هرقلوناس وأمه وتم جدع أنفهما وعينينهما وتم نفيهما إلي جزيرة رودس.

يستاهلوا بصراحة ! :wub:

انسحبت الجيوش البيزنطية من مصر وتركت المصريين والعرب "يولعوا" في بعض..

سقطت اسنكدرية العاصمة في عام 641 بيد العرب وبالتالي تم الاستيلاء على كل مصر..

وهنا نرى أسباب سقوط مصر يعود لعدة صدف حدثت في وقت متقارب جداً.. خيانة المقوقس موت هرقل وتسميم ابنه وتكاسل المصريون..
وليس لقوة العرب العسكرية أي دور .. على الأقل في حالة
مصر

طبعاً بعد موت الخليفة الرابع علي بن أبي طالب كانت مصر واقعة تحت حكم الأموي.. وقد كان المسيحيين تقريباً هم 95% من سكانها.. حيث لم تكن هناك أي محاولات للأسلمة بقدر ماهو اهتمامهم بدفع الجزية.. وكان هناك اسلوب تعسفي نحو الأقباط وممارسات عنيفة.

انخفض نسبة المسيحيين جيل بعد جيل لكنهم حافظوا على الأغلبية الساحقة..

وبعد سقوط الدولة الأموية جاءت الدولة العباسية.. وكان هناك تعايش ديني وخفت الحدة الدينية بين الطرفين وذلك لأن زوجات الخلفاء العباسيين كن مسيحيات.
إلا في بعض الأمور .. مثل الجزية وتجريم التنصير.


ومازالت النسبة لصالح المسيحيين لكنها انخفظت إلى 70% - 50% وذلك بعد قرون من دخول العرب المسلمين..
طبعاً هذه النسبة تعتبر تقريبية وذلك من خلال قراءتنا لأحداث التاريخ..

لكن يبدو أن العرب هم أكثر تسامحاً من الأتراك والسلاجقة.. حيث استولى الاخشيديون الأتراك على مصر بعد العباسيين..
ومن هنا بدأت النسبة المسيحية بالتراجع وبشكل قوي وحاد وخاصة ان الاخشيديون لم يكونوا بنفس تسامح العباسيين..
وتعقابت الممالك في مصر.. سواءاً من فاطميين وأيوبيين وعثمانيين ومماليك ..
وكان كل واحد فيهم أسوأ من الآخر بمراحل
الأمر الذي ساعد إما على انخفاض نسبة المسيحيين، أو أن يأتي مسيحيون خائنون لدينهم ويبيعوها من أجل المصالح..

حتى جاء محمد علي باشا الله يرحمه ويحسن إليه وأنقذ مصر من اللي هي فيه ونادى "بالهوية المصرية" وجعل مصر تكتفي بذاتها وليس لها علاقة لا بالعرب ولا بالأتراك ولا بغيرها..

والقصة تطول والسبب هي الحاجة مارتينا....

 
التعديل الأخير:

peace_86

مبارك اسم يسوع
عضو مبارك
إنضم
12 يناير 2007
المشاركات
4,471
مستوى التفاعل
967
النقاط
0
الإقامة
في كنيسة يسوع المسيح المتجسدة بالروح القدس وفي قلب
فقط للتوضيح هذا كان رداً على احدى المواضيع التي تساءل فيها العضو عن لماذا لم يقاوم المصريون الغزو الإسلامي..

فتم نقل ردي لموضوع منفصل لعدم التشتيت..
 

+GOSPEL OF TRUTH+

اسيرة احسانه
عضو مبارك
إنضم
4 ديسمبر 2009
المشاركات
8,728
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
+كنيستي+
رائع!!! بجد رائع!!! انت شخص عربي اخي الغالي و عندك شجاعه غريبه الا تدافع عن العرب و الاسلام و لكنك تقول كلمة حق حلوه....

السؤال بقي الي المقاله دي ما اتمكنتش من الاجاية عليه....المسيحيه في عهد العرب كانت ما بين 95 الي 70 في المائه ....ما مدي الدور الي لعبه الغزاة ما بعد العباسيين في تخفيض نسبه المسيحيه؟ بمعني ان هل بعد العباسيين كان فيه اسلمة بالعافيه ولا ايه من قبل الاخشدييين و الاتراك؟ بجد عايزه اجابه

و ما مدي تفاعل العرب مع المسيحيين المصريين و دا سؤال تاني و انا عايزه السؤالين دول لتكمله المقال و لتحقيق اكبر قدر من الاستفاده

عموما دخول مصر و ردة المصريين عن المسيح و الشعوب الاخري عموما هي الردة العظيمه الي نبأ عنها المسيح,,,,حتي في الغرب ردة بحته عن المسيحيه حتي المسيحيين الشرقيين كتير منهم مسيحي اسم بس و فعل مافيش و مليان شر فدي الرده العظيمة....

بس كدا موضوع رائع اخي بيس و ياريت تكمل الموضوع و تجاوب اسئلتي

سلام ليك
 

+ماريا+

نحوك اعيننا
عضو مبارك
إنضم
22 أكتوبر 2012
المشاركات
5,471
مستوى التفاعل
2,039
النقاط
113
بجد مشاركه رائعه
ويستحق يكون موضوع منفصل
تسلم ايديك بيس
ربنا يبارك خدمتك
 

حبيب يسوع

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
15 مايو 2007
المشاركات
15,458
مستوى التفاعل
1,958
النقاط
113
الجرائم التى قام بها العرب ضد المسيحين فى مصر
من قتل وسرقة ونهب وارهاب
انها جرائم ابادة جماعية
اضطهاد غير عادى
 

حبيب يسوع

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
15 مايو 2007
المشاركات
15,458
مستوى التفاعل
1,958
النقاط
113
الجرائم التى قام بها العرب ضد المسيحين فى مصر
من قتل وسرقة ونهب وارهاب
انها جرائم ابادة جماعية
اضطهاد غير عادى
 

peace_86

مبارك اسم يسوع
عضو مبارك
إنضم
12 يناير 2007
المشاركات
4,471
مستوى التفاعل
967
النقاط
0
الإقامة
في كنيسة يسوع المسيح المتجسدة بالروح القدس وفي قلب
رائع!!! بجد رائع!!! انت شخص عربي اخي الغالي و عندك شجاعه غريبه الا تدافع عن العرب و الاسلام و لكنك تقول كلمة حق حلوه....
السؤال بقي الي المقاله دي ما اتمكنتش من الاجاية عليه....المسيحيه في عهد العرب كانت ما بين 95 الي 70 في المائه ....ما مدي الدور الي لعبه الغزاة ما بعد العباسيين في تخفيض نسبه المسيحيه؟ بمعني ان هل بعد العباسيين كان فيه اسلمة بالعافيه ولا ايه من قبل الاخشدييين و الاتراك؟ بجد عايزه اجابه
و ما مدي تفاعل العرب مع المسيحيين المصريين و دا سؤال تاني و انا عايزه السؤالين دول لتكمله المقال و لتحقيق اكبر قدر من الاستفاده
عموما دخول مصر و ردة المصريين عن المسيح و الشعوب الاخري عموما هي الردة العظيمه الي نبأ عنها المسيح,,,,حتي في الغرب ردة بحته عن المسيحيه حتي المسيحيين الشرقيين كتير منهم مسيحي اسم بس و فعل مافيش و مليان شر فدي الرده العظيمة....
بس كدا موضوع رائع اخي بيس و ياريت تكمل الموضوع و تجاوب اسئلتي
سلام ليك

أشكرك شكر جزيل يا أختي الغالية على كلامك الجميل الذي لا أستحقه..

فيما يخص العرب... أنا أراهم هم "شعب" عادي مثل أي شعب... ليسوا أحسن من حد ولا أسوأ من حد وفيهم الصالح والطالح.. شخصياً ولا مرة انسقت للقومية العربية أو للهوية العربية.. إلا في فترات نادرة جداً وكان ذلك لها أسبابها..

لكن تاريخ العرب (أقصد عرب الجزيرة) معروفين بسلبياتهم الكثيرة.. والأسباب تعود لبيئتهم الصحراوية التي كانت تخلو من أي إبداع وقيم، وحالهم يتشابه كثيراً مع حال المغول التتار، إلا أن العرب نسبياً هم أفضل.

أما الإسلام.. فأنا لا أدافع عن هذا الدين أبداً لأني لم أعد أنتمي إليه منذ ثمانية سنوات..

لكن إن وجدت فيه إيجابيات فسأقولها بشكل عادي جداً.. مع علمي الشديد ان الاسلام ليس كأي دين بل هو عبارة عن أيديلوجية سياسية تريد فرض سيطرتها على العالم.. لكن بها إيجابيات.. كما للنازية بعض الإيجابيات..

بالنسبة لسؤالك:

السؤال بقي الي المقاله دي ما اتمكنتش من الاجاية عليه....المسيحيه في عهد العرب كانت ما بين 95 الي 70 في المائه ....ما مدي الدور الي لعبه الغزاة ما بعد العباسيين في تخفيض نسبه المسيحيه؟ بمعني ان هل بعد العباسيين كان فيه اسلمة بالعافيه ولا ايه من قبل الاخشدييين و الاتراك؟ بجد عايزه اجابه

اعتاد المسلمون والعرب خاصة على إزالة أي حدث تاريخي يشوه صورة الخلفاء.. فأصبح الخلفاء المسلمين كلهم في مرتبة الأنبياء.

لذلك نجد صعوبة في معرفة الأوضاع التي عاشها المسيحيون في الشرق بدءاً من تاريخ محمد نبي الإسلام والممالك الإسلامية التي أتت بعدها. وكلما كان التاريخ الإسلامي أقدم كلما أصبح البحث عن إجابة حقيقية أصعب.

هذا بالإضافة إلى أن الكتب التاريخية تنسب كل الجرائم والظلم الحاصل في العالم الإسلامي للخارج أو لدخيل خارجي..

وهذه عادة ورثوها منذ الصغر وإلى اليوم... لذلك تسمعين من يقول ان سبب فشل الدول العربية هو الاستعمار الخارجي.. وكأن العالم العربي هو مليء بالنورانية والأخلاق ولا يوجد عربي واحد شرير.

فكل الاخطاء الحاصلة في فترة الحكم الإسلامي ينسبونها لغيرهم وكل أسباب ضعف الدول الإسلامية ينسبونها أيضاً لغيرهم ..
كأن تكون جارية مسيحية أو جاسوس يهودي أو مسلم أمه يهودية، أو عبد مجوسي.. إلخ
لدرجة أن القارئ سيعتقد أن المسلمين جميعاً كانوا يحملون السبحة فقط ليسبحوا الله صبحةً وعشية..


وهذا مالا نجده عند المسيحيين. انظري مثلاً لقصة "روبن هود" الذي كان يثور ضد حكم الملك جون المسيحي والذي شارك في الحروب الصليبية.
اليوم... كل العالم يعرف روبن هود لكن نادراً ما سمع أحدنا عن الملك جون.
وهذا لأن المسيحيين لا يعتبرون الحكام المسيحيين ملائكة ولا أنبياء على عكس الحال عند المسلمون.


وبنسبة لمسألة تخفيض نسبة المسيحيين.. خذي لمحة بسيطة حول بعض الأمور التاريخية:
وبعد دخول العرب لمناطق الشرق الأوسط كانت البلاد تضم:
مسيحيين ويهود ووثنيين ومجوس.

فتمت أسلمة الوثنيين والمجوس عنوة (بالعافية) .. فإما القتل أو الإسلام.

ولا أستغرب بوجود بعض الوثنيين الذين اسلموا نكاية للمسيحيين.. وخاصة أن الديانات الوثنية ليس لها أصل قوي كما هو موجود بالمسيحية..

علماً أن سوريا وحدها كان ثلث سكانها من الوثنيين وقت دخول الغرب. وجزء كبير من سكان العراق كانوا مجوس.

هذا هو السبب الأول الذي رفّع من نسبة من المسلمين


أما المسيحيين فاضطروا ان يختاروا احد الثلاثة: القتل أو الجزية أو الإسلام.

1- البعض منهم دفع الجزية وهؤلاء هم أجداد المسيحيين الحاليين.

2- والبعض الآخر قٌتل لعدم تمكنه من دفع الجزية ولرفضهم بالتحول للدين الجديد.

وهكذا سنعرف أن الجزء الأخير من المسيحيين قد اسلموا خوفاً من القتل ولأنهم بطبيعة الحال لم يكونوا مؤمنيين حقيقيين بيسوع المسيح فلذلك كان طريقهم للإسلام أسهل

ولا نجد أرقام حقيقية لمسلمين عاشوا تحت الحكم الإسلامي تنصروا إلا فيما ندر جداً .. وهم قليلين جداً وبالذات لو تحدثنا عن أول ثمانمئة سنة من وجود الإسلام.
وأكيد يوجد هناك من المتنصرين لكنهم أخفوا إيمانهم في قلبهم فعاشوا وماتوا وقد حسبوا مسلمين لا مسيحيين.



3- هو أنه يوجد نسبة معينة من المسيحيين وخلال وجودهم تحت الحكم الإسلامي ورأوا بأن الدين لم يتوقف عند المسيح والعذراء.. بل بالتأكيد يوجد أناس جاءوا بعد ذلك وأسسوا ديانات جديدة. وخاصة أنهم يعيشون في جو اسلامي تحت حكم إسلامي وتحت ادارة إسلامية.



يتبع ..
 
التعديل الأخير:

peace_86

مبارك اسم يسوع
عضو مبارك
إنضم
12 يناير 2007
المشاركات
4,471
مستوى التفاعل
967
النقاط
0
الإقامة
في كنيسة يسوع المسيح المتجسدة بالروح القدس وفي قلب
الدولة العباسية " وهي الدولة الإسلامية الثالثة بعد دولة الصحابة وبعد الدولة الأموية" كانت وكما قلنا أنها تتسم بالتعايش وبالتسامح وبالذات مع المسيحيين.

أقول مسيحيين وذلك لأن المسيحيين كانوا جزء مهم من الشعب بل وقد كانوا غالبية الشعب آنذاك وخاصة في المناطق الغير صحراوية..

وتم تأسيس بيت الحكمة في بغداد وكانت مقر ثقافي مهم جداً يختص بالعلوم الطبية والفلكية والحسابية والفلسفية والأدبية وترجموا الكثير من الكتب اليونانية وقد تخرج الكثير من العلماء من هذا البيت.. الأمر المهم هو أنه معظم رواد بيت الحكمة كانوا من المسيحيين.

لكن هذا لا يعني بأن كل الخلفاء كانوا متعايشين أو أن كل المناطق الإسلامية كانت متعايشة طوال الوقت بل يوجد إضطهاد من حين لحين.. مثل الخليفة المتوكل الذي كان على كراهية دائمة مع المسيحيين.

كانت العاصمة بغداد سبب مهم لحماية المسيحيين من أي ضرر.. حتى جاء المغول والأتراك وقضوا على الدولة العباسية وذلك في عام 1258 م مما أثر سلباً على المسيحيين. فتم اضطهاد المسيحيين بشكل قاسي جداً.

وذلك من حيث زيادة نسبة الضرائب أو تدمير الكنائس أو تحويلها قسراً لمساجد. بل وصل الأمر للإهانات والتصرف المتعسف إتجاه كل مسيحي.

إضطر المسيحيين لترك بيوتهم والعيش في أماكن نائية أو جبلية أو في مدن بعيدة لا يمر فيها المسافرين.

مثلاً مدينة الرها أو طورعبدين ومعلولا وجبل لبنان وغيرها من المدن القليلة.. فتم "اختصار" المسيحيين شيئاً فشيئاً. بعد أن كانوا أغلبية وبعد ان كانوا يعيشون في كل المدن بلا استثناء (ماعدا الجزيرة العربية)

حملت مدينة القسطنطينة على عاتقها مسوؤلية حماية المسيحيين في بلاد الشرق. وكان عند أي مشكلة كبيرة تحصل ضد المسيحيين ترسل الدولة البيزنطية خطاباتها شديدة اللهجة حتى تكف الدول الإسلامية عن أذى المسيحيين.

لكن مدينة القسطنطينة عاصمة الدولة البيزنطية تقع بعيداً عن الأعين ولم يكن كل الأحداث تصل إليها. لكنها كانت هي بصيص الأمل الوحيد للمسيحيين في ذلك الوقت.

يقدر نسبة المسيحيين في ذلك الوقت على أنهم 30% - 35% من الشعب.. النسبة تعتبر كبيرة إذا ما قورن بحال اليوم. لكن في ذلك الوقت كانت نسبة ضعيفة.

بدأت الدولة البيزنطية تخسر الكثير من الأراضي لصالح العثمانيين حتى بدأت تنحسر وتنحل.

سقطت قسطنطينية في عام 1453 م. ومن وقتها لم يكن للمسيحيين أي أمل في العيش في هذه البلاد. وذلك لأن العاصمة المسيحية الشرقية صارت في موسكو عاصمة روسيا .. يعني في آخر الدنيا.


كان حظ المسحيين يعتمد على مدى سماحة وتعايش الخليفة أو والي المنطقة.. انحسرت نسبة المسيحيين وبشكل كبير انخفظت نسبتهم إلى 20% .. وذلك بعد أن فتحت القارات الأمريكية أبواب الهجرة. وبعد أن انتبه المسيحيون ان وجودهم في العالم الإسلامي هو أشبه بمسخرة ومهزلة.. يحكمها مزاج الوالي. فركبوا السفن وعبروا المحيطات حافظاً على حياتهم..


قامت الدولة العثمانية بعمل مجازر بحق المسيحين لكل من الأرمن والآشوريين واليونانيين مما أنتج ثلاثة مليون ضحية في وقت قياسي وتم طرد كل اليونانيين الباقية.

قرر مسيحيين الشرق اللعب بآخر ورقة تمكنهم من العيش في أوطانهم بكرامة.

"القومية العربية"

في عام 1941 نادى أحد المفكرين المسيحيين في سوريا واسمه ميشيل عفلق بالقومية العربية ورأى أن المواطنة يجب ان تكون لكل عربي بغض النظر عن انتماءاته السياسية والدينية.

ونجحت فكرته ورحبت بها القيادات في سوريا والعراق ولبنان والأردن.. فتحسنت أحوال المسحيين نسبياً.

أما مصر فكان حالها أفضل من ذلك ولم تكن بحاجة إلى القومية العربية وذلك لأن العائلة المالكة في مصر كانت أصلاً متصالحة مع المسيحين ومتعايشة معهم وذلك قبل مئة سنة من فكرة العروبة وهذا حينما جاء محمد علي باشا وعزل مصر عن الدولة العثمانية وجعل مصر تتجه نحو الدول الأوربية لإقامة العلاقات الدولية.

جاء عبدالناصر في عام 1953 ونادى بالقومية العربية مما أثر سلباً على مصر وعلى مسيحيي مصر بشكل خاص وضيّع كل مابناه الوالي محمد علي باشا وأسرته. على الرغم من وجود بعض الأفكار الإيجابية التي تبناها عبدالناصر..


أخيراً نرى كيف أن حال المسيحيين يتخبط يمين وشمال وذلك بحسب هوى الوالي أو الخليفة..

رداً على كل مسلم يمن علينا ويقول: (لو كنا نكرهكم يا مسيحيين لذبحناكم لكننا قبلنا وجودكم معنا واعطيناكم حرية الدين) ..


لكننا نرد ونقول أنه لم يكن خلفاء المسلمين إلا حرامية عاثوا بالأرض فساداً

لكن القدر أفرض علينا الحياة تحت رحمة الخلفاء المسلمين مقسمين إلى سنة وشيعة وإلى شعوب متناحرة تنادي بالخلافة وأخرى ترفضها ... وتحزب المسلمون الذين يقفون مع حزب ضد حزب وتقاتل بعضها بعضاً ..
لكن قدرنا جميعاً فرض علينا الحياة وسط أمة مسلمة تقاتل بعضها ولا بد أن يصيبنا من قتالها الضرر ...
 
التعديل الأخير:

peace_86

مبارك اسم يسوع
عضو مبارك
إنضم
12 يناير 2007
المشاركات
4,471
مستوى التفاعل
967
النقاط
0
الإقامة
في كنيسة يسوع المسيح المتجسدة بالروح القدس وفي قلب
عندي ملاحظات كثيرة حول التاريخ الإسلامي وخاصة في تعاملاته مع مسيحيي الشرق.

المحايد عليه قراءة التاريخ بصورة محايدة وذلك بحيث يضع نفسه مكان المحتل ومكان صاحب الأرض الأصلي..

أنا شخصياً فعلاً لا أنادي بحمل الاحقاد على حواديت حصلت في الماضي..
نحن أبناء اليوم وعلينا بناء مستقبل جديد.. قدرنا الحالي أجبرنا أن نعيش بين أغلبية ساحقة مسلمة.

لكن على المسلم بالمقابل الاعتراف بمجازر أجداده.. أو على الأقل يصمت على غرار: "كوني جميلة واصمتي"

ثم وعليه أيضاً إحتواء المسيحي بشكل جدي كأن يتطوعوا ببناء قطع أرضية كاملة تخص المسيحيين وذلك ليس هبة منهم لكن حق مسلوب ضائع منذ مئات السنين.

المسيحي ليس كائن جاء من المريخ أو خرج من البحار وزحف براً وسكن معنا بل هو جزء أصيل لا يتجزأ وركن أساسي.

نفس الشيء ينطبق على اليهود والملحدين وغيرهم.. يجب أن يتعلم المسلم أن الأرض ليست كلها للإسلام
بل هي للجميع بلا استثناء..
 
التعديل الأخير:
أعلى