- إنضم
- 15 أغسطس 2006
- المشاركات
- 3,596
- مستوى التفاعل
- 45
- النقاط
- 0
أرميا ام زكريا؟
ورد هذا المقال فى موقع الحقيقة الملفقة
ورد هذا المقال فى موقع الحقيقة الملفقة
ورد في متى [ 27 : 9 ] قوله :"حينئذ تم ما قيل بإرميا النبي القائل: وأخذوا الثلاثين من الفضة ثمن المثمَّن الذي منوه من بني إسرائيل"
من تأمل في استشهاد متى لهذه العبارة من سفر أرميا ، يرى أنها من الكذب العظيم لأن العبارة المستشهد بها موجودة في سفر زكريا وليس سفر إرميا كما ذكر متى !!! فيكون لفظ إرميا غلط، فاحش . فليزم من هذا أن ما كتبه متى ، لم يكن بطريق الإلهام .
وقد اعترف المستر جوويل ، في كتابه المسمى (( بكتاب الاغلاط )) المطبوع سنة 1841 أنه غلط من متى ، وأقر به هورون في تفسيره المطبوع سنة 1822 حيث قال : في هذا النقل إشكال كبير جداً لأنه لا يوجد في كتاب إرميا مثل هذا ويوجد في [ 11 : 12 ، 13 ] من سفر زكريا لكن لا يطابق ألفاظ متى ألفاظه .
وقد حاول القس الدكتور منيس عبد النور رفع هذا الخطأ الفاحش فقال :
وللرد نقول : (1) من اصطلاحات علماء اليهود القديمة أنهم كانوا يقسمون الكتب المقدسة إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول شريعة موسى، وكانوا يسمونها الشريعة . والقسم الثاني المزامير ، والقسم الثالث قسم الأنبياء ويُسَمَّى إرميا، من إطلاق إسم سفر من الجزء على الكل. وسبب تسمية قسم الأنبياء إرميا أنهم ذكروا نبواته أول الأنبياء على هذا الترتيب: إرميا وحزقيال وإشعياء، ثم نبوات الأنبياء الصغار الإثنى عشر. فقول متى: تمّ ما قيل بإرميا النبي يشمل زكريا. والعبارة التي استشهد بها هي واردة في زكريا 11: 12 و13.
(2) قُرىء في هذا المكان زكريا لأنه جرت العادة أن يكتبوا كلمة إرميا باللغة اليونانية ايريو وكلمة زكريا زيريو ، وربما نشأ هذا الاختلاف عن ذلك.
(3) ذهب البعض إلى أن إرميا هو الذي تكلم بهذه الكلمات، وأن زكريا نقل عنه. فاستشهاد البشير متى بإرميا هو في محله على أي حالة كانت.
وللرد على سيادة القس منيس عبد النور نقول :
نبدأ أولاً بسرد العباره الوارده في زكريا 11 : 11-14 بحسب ترجمة فاندايك :
" فنقض في ذلك اليوم وهكذا علم اذل الغنم المنتظرون لي انها كلمة الرب. فقلت لهم ان حسن في اعينكم فاعطوني اجرتي والا فامتنعوا. فوزنوا أجرتي ثلاثين من الفضة. فقال لي الرب القها إلى الفخاري الثمن الكريم الذي ثمنوني به. فاخذت الثلاثين من الفضة والقيتها إلى الفخاري في بيت الرب. ثم قصفت عصاي الأخرى حبالا لانقض الإخاء بين يهوذا واسرائيل ... "
يزعم سيادة القس بأن اليهود كانوا يسمون القسم الثالث قسم الأنبياء ، ويسمى ( ارميا ) حيث أنهم ذكروا نبواته أول الأنبياء في الترتيب، وهذا غير صحيح فلم أجد في كتابات اليهود انّ قسم الأنبياء كان يسمى ارمياء ، بل ان اليهود أنفسهم يذكرون النص لإثبات خطأ كاتب انجيل متى في إستشهاده للآيات ، وان قسم الأنبياء ( النبيئيم ) لدى اليهود ينقسم إلى :
أ - الأنبياء الأولون وأولهم يشوع وليس ارميا !
ب - الأنبياء المتأخّرون وأولهم اشعياء ... وقد نقل هذا التقسيم عنهم الكاتب المسيحي جوش ماكدويل في كتابه ( كتاب وقرار )
فلماذا هذا الاستخفاف بعقول القراء من قبل سيادة القس ؟!
اما الرد الثاني و الثالث فليس هناك أي دليل على صحتهما، فجميع نسخ الكتاب المقدس تحتوي على "زكريا" لا "ارميا". و أما بالنسبة لزعم القس بأن ارميا هو الذى تكلم بهذه الكلمات ، وان زكريا نقل عنه ، فحسب الادله من داخل انجيل متى، انه عندما يقول كاتب انجيل متى : " حينئذ تم ما قيل " فهو يعني ان هذه الايات مذكوره في ذلك السفر وليس كما يدعي سيادة القس . و اليكم بعض الامثله التي تثبت بطلان زعم القس الفاضل :
1) متى اصحاح 2 العدد 17: " حينئذ تم ما قيل بارميا النبي القائل . صوت سمع في الرامة نوح وبكاء وعويل كثير .راحيل تبكي على اولادها ولا تريد ان تتعزى لانهم ليسوا بموجودين " وهو استشهاد للفقرة الموجوده فعلاً في ارميا 31 : 15 .
2) متى اصحاح 3 العدد 3 : " فان هذا هو الذي قيل عنه باشعياء النبي القائل صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب .اصنعوا سبله مستقيمة " وهو استشهاد للفقرة الموجوده فعلاً في اشعياء 40 : 3 .
فإذا كان ادعاء سيادة القس صحيحا فلماذا لم يقل متى : فان هذا هو الذي قيل عنه بارميا النبي القائل ، بما ان سفر اشعياء النبي يدخل ضمن قسم كتب الأنبياء. كما يزعم سيادة القس . . . انظر الى الموقع اليهودي و الذي يحتوي على الاسفار العبرية مقسمة بحسب تفكيرهم :
The Jewish Bible
http://www.breslov.com/bible
ونقطة اخرى، انه لو قمنا بالتدبر في النص الوارد في زكريا لوجدنا ان الروايه ليست بنبوة عن المسيح، فليس في النص اي تلميح لا من قريب او بعيد للمسيح القادم. لكن كل الذي حدث هو ان كاتب انجيل متى لفق القصه حول بيع المسيح بثلاثين قطعة من الفضه –بل قد تكون قصة الخائن يهوذا الاسخريوطي ملفقه ايضا - و ادعى انها تحقيق للروايه الوارده في زكريا. كباقي بعض النبوات المزعومه !!
وكفى دليلاً على كذبه أنه نقل النص المذكور خلاف ما هو محرر في الأصل ونسبه إلى إرمياء مع أنه من زكريا فذلك هو شأن المدلسين .
ويبين الاستاذ أحمد عبدالوهاب في كتابه ( المسيح في مصادر العقائد المسيحية ) الفهم الخاطىء لهذه النبوءة التي استشهد بها متى في انجيله فيقول :
يتكلم سفر زكريا عما حدث بينه وبين شعبه فيقول في [ 11 : 12] :"قُلْتُ لَهُمْ: إِنْ طَابَ لَكُمْ فَأَعْطُونِي أُجْرَتِي، وَإِلاَّ فَاحْتَفِظُوا بِهَا. فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلاَثِينَ شَاقِلاً مِنَ الْفِضَّةِ. فَقَالَ الرَّبُّ لِي: أَعْطِ هَذَا الثَّمَنَ الْكَرِيمَ الَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ إِلَى الْفَخَّارِيِّ. فَأَخَذْتُ الثَّلاَثِينَ قِطْعَةً مِنَ الْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا فِي بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى الْفَخَّارِيِّ. "
لكن إنجيل متى يربط بين هذه الحادثة التي وقعت لزكريا ، وبين ما قاله عن يهوذا الذي خان المسيح نظير ثمن قليل من الفضة _ فبقول في [ 27 : 3 _ 10 ] :"فَلَمَّا رَأَى يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ أَنَّ الْحُكْمَ عَلَيْهِ قَدْ صَدَرَ، نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ قِطْعَةً مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ، وَقَالَ: قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُكُمْ دَماً بَرِيئاً». فَأَجَابُوهُ: لَيْسَ هَذَا شَأْنَنَا نَحْنُ، بَلْ هُوَ شَأْنُكَ أَنْتَ! فَأَلْقَى قِطَعَ الْفِضَّةِ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ ذَهَبَ وَشَنَقَ نَفْسَهُ. فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ قِطَعَ الْفِضَّةِ وَقَالُوا: هَذَا الْمَبْلَغُ ثَمَنُ دَمٍ، فَلاَ يَحِلُّ لَنَا إِلْقَاؤُهُ فِي صُنْدُوقِ الْهَيْكَلِ! وَبَعْدَ التَّشَاوُرِ اشْتَرَوْا بِالْمَبْلَغِ حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ لِيَكُونَ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ، . . .عِنْدَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِلِسَانِ النَّبِيِّ إِرْمِيَا الْقَائِلِ : وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ قِطْعَةً مِنَ الْفِضَّةِ، ثَمَنَ الْكَرِيمِ الَّذِي ثَمَّنَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ، وَدَفَعُوهَا لِقَاءَ حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ، كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ."
وليست مشكلة هذه الشهادة أن كاتب إنجيل متى أخطأ فيها من حيث الشكل والاطار العام ، حين حسبها من سفر إرميا بينما هي من سفر زكريا ، لكن فيها أخطاء موضوعية تتضح لنا حين نقارن بين عناصرها ، والعناصر التي تحتوي عليها قصة هلاك يهوذا الخائن ، في متى ، فنجد أن القصتين على طرفي نقيض ، ولا يمكن أن تكون _ قصة زكريا صورة مطابقة سبق التنبؤ بها للقصة الثانية التي ذكرها متى عن نهاية يهوذا _ ذلك أن :
بطل قصة زكريا هو نبي كريم يتلقى الوحي من الله ، بينما بطل قصة متى هو شخص خائن حقير صارت خيانته مثل سوء في العالم .
ولقد تسلم زكريا 30 من الفضة ثمناً كريماً ارتضاه الله لصنيعه مع شعبه ، بينما كانت الفضة التي تسلمها يهوذا ثمناً خسيساً يرفضه كل الناس بما فيهم يهوذا الخائن نفسه ، الذي ندم على فعلته وأرجع ثمن الخيانة في خزينة الرب .
ولما كانت فضة زكريا ثمناً كريماً فانها قبلت في بيت الرب ، أما فضة يهوذا ، فكما أنها رفضت من يهوذا نفسه ، فانها رفضت كذلك من كهنة اسرائيل الذين أبوا أن يقبلوها في خزينة الرب ، لأنها ثمن رجس على شاكلة ما حرمته شريعة موسى كما في تثنية [ 23 : 18 ] .
وجدير بالذكر أن مرقس [ 14 : 10 _ 11 ] لم يحدد قيمة ثمن الخيانة وكذلك لوقا [22 : 4 _6 ]
ومن هذا نتبين أن متى قد إنفرد عن بقية الأناجيل ومنها يوحنا بتحديد ثمن الخيانة بثلاثين من الفضة وما ذلك إلا لأن فقرة زكريا التي تكلمت عن 30 من الفضة والفخارى كانت في ذاكرة متى وهو يكتب إنجيله ، ولهذا قرر إعتبارها شهادة عن نهاية الخائن يهوذا .
ولا نظن أحداً لديه شك في هذه الشهادة التي ساقها متى خاطئة شكلاً وموضوعاً . فثبت أن متى يكتب من غير إلهام
فهل ما ورد به صحيح؟