شخصية بطرس و يهوذا
أولا: الذات
لقد فتح هذا القديس صفحة جديدة وهى صفحة إنكار الذات لكن في البداية كان يعانى من مشاكل بها… و ظهرت ذات بطرس في عدة مواقف نذكر منها:
1- فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً: «حَاشَاكَ يَارَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هذَا!» فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».
لأنه بدأ يشعر بذاته وقوتها.
2- فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ وَقَالَ: «يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ، فَمُرْني أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ». فَقَالَ: «تَعَالَ». فَنَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ السَّفِينَةِ وَمَشَى عَلَى الْمَاءِ لِيَأْتِيَ إِلَى يَسُوعَ.( طلب بطرس أن يمشى على المياه عندما نسى أن الله مصدر القوة سقط)
مثلنا عندما يعطينا الله حسب سؤالنا ننسى كرمه فنسقط .
وَلكِنْ لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ، صَرَخَ قِائِلاً: « يَارَبُّ، نَجِّنِي!».
3- وَقَالَ الرَّبُّ: « سِمْعَانُ، سِمْعَانُ، هُوَذا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ! وَ لكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ».
فَقَالَ لَهُ: « يَارَبُّ، إِنِّي مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَمْضِيَ مَعَكَ حَتَّى إِلَى السِّجْنِ وَإِلَى الْمَوْتِ!».
الذات هنا تعتقد أن بقوتها تستطيع أن تنتصر على الخطية ولكن نحن بدون قوة الله لا نستطيع أن نفعل شيء بل نسقط .
4- حِينَئِذٍ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «كُلُّكُمْ تَشُكُّونَ فِىَّ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ الرَّعِيَّةِ.وَلكِنْ بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ».
الذات هنا تقارن نفسها بالآخرين فتجد نفسها أنها أفضل و تنسى أن الله هو الذي أعطاها هذه الموهبة لابد أن نطلب من الله أن يعطينا النصرة ولأولده الضعاف .
فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: « وَإِنْ شَكَّ فِيكَ الْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ أَبَدًا ».
5- فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: « الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ، قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ».
فَقَالَ(بطرس) بِأَكْثَرِ تَشْدِيدٍ: « وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ!». وَهكَذَا قَالَ أَيْضًا الْجَمِيعُ.
وصلت الذات هنا إلى أنها لن تصدق كلام الله وهنا أعتز بنفسه لكن السقوط كان هو النتيجة الحتمية لها.
بطرس يفتح صفحة جديدة ظهرت في :
1- قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُسَ: « يَاسِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هؤُلاَءِ؟» قَالَ لَهُ: « نَعَمْ يَارَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ: « ارْعَ خِرَافِي».
أنت يا رب الواهب كل شيء أنت الذي تعطيني أنا غير متأكد من شيء غير محبتي لك.
2- فَلَمَّا رَأَى بُطْرُسُ ذلِكَ أَجَابَ الشَّعْبَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ تَتَعَجَّبُونَ مِنْ هذَا؟ وَلِمَاذَا تَشْخَصُونَ إِلَيْنَا، كَأَنَّنَا بِقُوَّتِنَا أَوْ تَقْوَانَا قَدْ جَعَلْنَا هذَا يَمْشِي؟
كان هنا يقول للناس أن الله هو مصدر كل شيء لست أنا الذي صنعت المعجزة أنظروا إلى الله.
3- طلب أن يصلب منكس الرأس. لأنه شاعر بالانسحاق وعدم الاستحقاق.
بطرس فتح الصفحة احنا ازاي نقدر نفتح صفحة بيضاء
1- الاتضاع.
ليس كلام أنما اقتناع. ( شعور في القلب )
2- الصلاة الدائمة.
أن أطلب من الله معونة . ( لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا) “يو 15:5″
3- الاحتراس الدائم.
” لأَنَّهَا طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى، وَكُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ” (ام 7: 26)
“وَلكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ”
“وَلَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ الأَيَّامُ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ الأَيَّامُ”. (مت 24 : 22 )
“و لكن استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني” ( في 4 : 13 )
مهما كنا أقوياء إنما نحتاج إلى الله ليساعدنا على التغلب على الخطية .
يهوذا الاسخريوطي
كان أمامه فرصة لفتح صفحة جديدة لكنه أغلقها بيأسه …
أعطى الله فرصة متساوية لكل من بطرس ويهوذا للتوبة والدليل على ذلك: عمل النعمة في كل منهما.
” حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ، نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ”
لكن الشيطان استغل ندمه الشديد وحوله ليأس فمضى وشنق نفسه. لكن لماذا وصل يهوذا الي هذا اليأس؟!
أسباب سقوط يهوذا في اليأس الشديد:
1- كان يهوذا محب للمال ومع ذلك أعطاه السيد المسيح الصندوق لكي يعرفه أن السعادة ليست في المال و لكنه لم يشبع من سرقة الصندوق لانه كما قال المسيح
«كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا. وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ».
2- استمرار يهوذا في الخطية (محبه المال ) وعدم توبته رغم كل ماراه وسمعه من المسيح. فلم يكن يهوذا مع المسيح طول مدة خدمة السيد المسيح إلا بالجسد وليس بالروح لقد حذر الرب يهوذا طوال سنوات الخدمة لكن لم يتوب.
3- استخدم يهوذا لغة الحب الممثلة في القبلة كعلامة للخيانة والتسليم.
نحن أيضا نصنع ذلك نخطأ ونعترف ونعود نخطأ ونستغل ونفهم لطف الله خطأ.
دعنا نفكر للحظة فسنجد:
ان خطية بطرس لا تقل في صعوبتها عن خطية يهوذا لأن المسيح قال : ” وَ لكِنْ مَنْ يُنْكِرُني قُدَّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضًا قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.”
لكن بطرس كان عنده رجاء بينما يهوذا فقد رجائه رغم أنهم سمعا نفس كلام المسيح.
” حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ بُطْرُسُ وَقَالَ: يَارَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ.”
تأمل
حينما تواجهك ظروف قاسية و تبدأ في الاضطراب والقلق رجاءاً لا تتلفت حولك لا تعطي أذنك لكلمات إبليس المزعجة فقط انظر إلي فوق و ثق أن اليد التي تدير الكون كله هي نفس اليد التي سكبت من أجلك علامة على حباً لا يتغير نحوك. يده الحنون ترعاك وتحميك وتخبئك في حضنها وترفعك إلي المجد وهي دائماً تجعل كل الأشياء تعمل معاً لخيرك .
بطرس
أولا: الذات
لقد فتح هذا القديس صفحة جديدة وهى صفحة إنكار الذات لكن في البداية كان يعانى من مشاكل بها… و ظهرت ذات بطرس في عدة مواقف نذكر منها:
1- فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً: «حَاشَاكَ يَارَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هذَا!» فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».
لأنه بدأ يشعر بذاته وقوتها.
2- فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ وَقَالَ: «يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ، فَمُرْني أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ». فَقَالَ: «تَعَالَ». فَنَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ السَّفِينَةِ وَمَشَى عَلَى الْمَاءِ لِيَأْتِيَ إِلَى يَسُوعَ.( طلب بطرس أن يمشى على المياه عندما نسى أن الله مصدر القوة سقط)
مثلنا عندما يعطينا الله حسب سؤالنا ننسى كرمه فنسقط .
وَلكِنْ لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ، صَرَخَ قِائِلاً: « يَارَبُّ، نَجِّنِي!».
3- وَقَالَ الرَّبُّ: « سِمْعَانُ، سِمْعَانُ، هُوَذا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ! وَ لكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ».
فَقَالَ لَهُ: « يَارَبُّ، إِنِّي مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَمْضِيَ مَعَكَ حَتَّى إِلَى السِّجْنِ وَإِلَى الْمَوْتِ!».
الذات هنا تعتقد أن بقوتها تستطيع أن تنتصر على الخطية ولكن نحن بدون قوة الله لا نستطيع أن نفعل شيء بل نسقط .
4- حِينَئِذٍ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «كُلُّكُمْ تَشُكُّونَ فِىَّ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ الرَّعِيَّةِ.وَلكِنْ بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ».
الذات هنا تقارن نفسها بالآخرين فتجد نفسها أنها أفضل و تنسى أن الله هو الذي أعطاها هذه الموهبة لابد أن نطلب من الله أن يعطينا النصرة ولأولده الضعاف .
فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: « وَإِنْ شَكَّ فِيكَ الْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ أَبَدًا ».
5- فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: « الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ، قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ».
فَقَالَ(بطرس) بِأَكْثَرِ تَشْدِيدٍ: « وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ!». وَهكَذَا قَالَ أَيْضًا الْجَمِيعُ.
وصلت الذات هنا إلى أنها لن تصدق كلام الله وهنا أعتز بنفسه لكن السقوط كان هو النتيجة الحتمية لها.
بطرس يفتح صفحة جديدة ظهرت في :
1- قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُسَ: « يَاسِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هؤُلاَءِ؟» قَالَ لَهُ: « نَعَمْ يَارَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ: « ارْعَ خِرَافِي».
أنت يا رب الواهب كل شيء أنت الذي تعطيني أنا غير متأكد من شيء غير محبتي لك.
2- فَلَمَّا رَأَى بُطْرُسُ ذلِكَ أَجَابَ الشَّعْبَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ تَتَعَجَّبُونَ مِنْ هذَا؟ وَلِمَاذَا تَشْخَصُونَ إِلَيْنَا، كَأَنَّنَا بِقُوَّتِنَا أَوْ تَقْوَانَا قَدْ جَعَلْنَا هذَا يَمْشِي؟
كان هنا يقول للناس أن الله هو مصدر كل شيء لست أنا الذي صنعت المعجزة أنظروا إلى الله.
3- طلب أن يصلب منكس الرأس. لأنه شاعر بالانسحاق وعدم الاستحقاق.
بطرس فتح الصفحة احنا ازاي نقدر نفتح صفحة بيضاء
1- الاتضاع.
ليس كلام أنما اقتناع. ( شعور في القلب )
2- الصلاة الدائمة.
أن أطلب من الله معونة . ( لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا) “يو 15:5″
3- الاحتراس الدائم.
” لأَنَّهَا طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى، وَكُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ” (ام 7: 26)
“وَلكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ”
“وَلَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ الأَيَّامُ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ الأَيَّامُ”. (مت 24 : 22 )
“و لكن استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني” ( في 4 : 13 )
مهما كنا أقوياء إنما نحتاج إلى الله ليساعدنا على التغلب على الخطية .
يهوذا الاسخريوطي
كان أمامه فرصة لفتح صفحة جديدة لكنه أغلقها بيأسه …
أعطى الله فرصة متساوية لكل من بطرس ويهوذا للتوبة والدليل على ذلك: عمل النعمة في كل منهما.
” حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ، نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ”
لكن الشيطان استغل ندمه الشديد وحوله ليأس فمضى وشنق نفسه. لكن لماذا وصل يهوذا الي هذا اليأس؟!
أسباب سقوط يهوذا في اليأس الشديد:
1- كان يهوذا محب للمال ومع ذلك أعطاه السيد المسيح الصندوق لكي يعرفه أن السعادة ليست في المال و لكنه لم يشبع من سرقة الصندوق لانه كما قال المسيح
«كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا. وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ».
2- استمرار يهوذا في الخطية (محبه المال ) وعدم توبته رغم كل ماراه وسمعه من المسيح. فلم يكن يهوذا مع المسيح طول مدة خدمة السيد المسيح إلا بالجسد وليس بالروح لقد حذر الرب يهوذا طوال سنوات الخدمة لكن لم يتوب.
3- استخدم يهوذا لغة الحب الممثلة في القبلة كعلامة للخيانة والتسليم.
نحن أيضا نصنع ذلك نخطأ ونعترف ونعود نخطأ ونستغل ونفهم لطف الله خطأ.
دعنا نفكر للحظة فسنجد:
ان خطية بطرس لا تقل في صعوبتها عن خطية يهوذا لأن المسيح قال : ” وَ لكِنْ مَنْ يُنْكِرُني قُدَّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضًا قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.”
لكن بطرس كان عنده رجاء بينما يهوذا فقد رجائه رغم أنهم سمعا نفس كلام المسيح.
” حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ بُطْرُسُ وَقَالَ: يَارَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ.”
تأمل
حينما تواجهك ظروف قاسية و تبدأ في الاضطراب والقلق رجاءاً لا تتلفت حولك لا تعطي أذنك لكلمات إبليس المزعجة فقط انظر إلي فوق و ثق أن اليد التي تدير الكون كله هي نفس اليد التي سكبت من أجلك علامة على حباً لا يتغير نحوك. يده الحنون ترعاك وتحميك وتخبئك في حضنها وترفعك إلي المجد وهي دائماً تجعل كل الأشياء تعمل معاً لخيرك .