أسئلة والرد عليها
من
كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
كنيسة الملاك ميخائيل بدمنهور
+ هل يجبر الشيطان أفكاراً على الإنسان؟
يقول الأب سيربنوس إن الشياطين يعارضون ويحاربون تقدمنا الروحي بطريقة بها يحثوننا على صنع الشر, لكنهم لا يجبروننا عليه.
إن كانت لديهم قوة كبيرة في الإثارة، لكن نحن أيضاً لدينا مؤونة من قوة الرفض،
ولنا حريتنا في عدم القبول.
فإن كنا نخشى قوتهم وهجومهم، يمكننا أيضاً أن نطلب الحماية والعناية الإلهية ضدهم،
"لأن الذي فينا أعظم من الذي في العالم" (يو4: 4).
وعناية الله تحارب في صفنا بقوة أعظم من حرب الأعداء ضدنا، لأن الله – ليس فقط يقترح علينا الخير – بل هو معين لعقولنا وسند كبير لها،
حتى أنه في بعض الأحيان يجذب – إذا طلبناه – قلوبنا نحو الخلاص رغم إرادتنا وبغير معرفتنا.
فلا ينخدع أحد من الشياطين, إلا إذا أراد أن يستسلم برضاه،
وذلك كما يقول سفر الجامعة "لأن القضاء على العمل الرديء لا يجري سريعاً،
فلذلك قد إمتلأ قلب بني البشر فيهم لفعل الشر" (جا8: 11).
وأفكاره بسرعة يهرب منه كقول يعقوب الرسول "قاوموا إبليس فيهرب منكم" (يع4: 7).
+ هل تسكن الأرواح النجسة في البشر؟
نستطيع أن نقول نعم، فالكتاب المقدس يحدثنا عن حلول روح شرير في الإنسان، وإحداثه تأثيرات وإضرابات وآلاماً جسدية وعقلية في بعض الأوقات. فيتضح من المجانين المذكورين في العهد الجديد, لم يكن جنونهم ناشئاً عن مرض، بل مسكن الشياطين فيهم. ومما يثبت ذلك تصديق السيد المسيح على هذا الاعتقاد بدليل قوله أن فيهم أرواح نجسة، ومخاطبتهم لتلك الأرواح كما يخاطب الأشخاص، وقد أمرهم بالخروج من هؤلاء الناس ونستطيع، وجز بعض الأمثلة التي جاء ذكرها في العهد الجديد عن إخراج الشياطين:
1- "فَأَحْضَرُوا إِلَيْهِ جَمِيعَ السُّقَمَاءِ الْمُصَابِينَ بِأَمْرَاضٍ وَأَوْجَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ وَالْمَجَانِينَ وَالْمَصْرُوعِينَ وَالْمَفْلُوجِينَ فَشَفَاهُمْ" (مت4: 14). وهنا يتضح اختلاف المصابين بالأمراض عن المجانين والمصروعين.
2- "وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ قَدَّمُوا إِلَيْهِ مَجَانِينَ كَثِيرِينَ فَأَخْرَجَ الأَرْوَاحَ بِكَلِمَةٍ وَجَمِيعَ الْمَرْضَى شَفَاهُمْ" (مت8: 16)
3- ولما أرسل يسوع تلاميذه قال لهم:"ﭐِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصاً. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ" (مت10: 8)
4- الأرواح الشريرة عرفت رب المجد يسوع أنه إله حق، فقال مرة واحدة منهم "أنا أعرفك من أنت قدوس الله"
5- الأرواح الشريرة اعترفت أن المسيح جاء ليعذبها، فصرخت قائلة: "مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ ابْنَ اللَّهِ؟ أَجِئْتَ إِلَى هُنَا قَبْلَ الْوَقْتِ لِتُعَذِّبَنَا؟" (مت8: 29).
6- الشياطين طلبت من الرب يسوع أن يأذن لها بأن تذهب إلى قطيع من الخنازير"إِنْ كُنْتَ تُخْرِجُنَا فَأْذَنْ لَنَا أَنْ نَذْهَبَ إِلَى قَطِيعِ الْخَنَازِيرِ" (مت8: 31).
7- إن المسيح كان ينتهر الشياطين التي كانت تخرج من الناس. "وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ! فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ" (لو4: 41).
هل تتحد النفس مع الأرواح الشريرة؟
يقول الأب سيرينوس ليس عجيباً أن تتصل روح بروح بغير تفرقة، وأن تعمل بقوة إغراء خفية، حسبما ترغب فيه، فكما يحدث بين البشر، هكذا أيضاً مع الأرواح داخلنا أو تتحد معنا بطريقة تغطى علينا، لأن هذا من حق الله وحده، الذي يسيطر علينا بطبيعته الروحية.
وبعض الذين يتأثرون بالأرواح النجسة بطريقة ما، لا يكون لديهم أدنى أدراك لما يعملونه ويقولونه، والبعض الآخر يدرك ذلك ويتذكره: ولكن يلزمنا ألا نتصور بأن هذا يحدث بطريقة فيها ينسكب الروح النجس خلال مادة الروح (الإنسانية)، وتصير متحدة معها ولابسة إياها ,فينطقون بكلمات وأقوال خلال فهم... فلا يحدث هذا نتيجة لفقدان الروح (خلال الروح النجس) بل بسبب ضعف الجسد، فيلقى الروح النجس القبض على هذه الأعضاء ويسكن فيها، ويلقى عليها ثقلاً غير محتمل، مسيطراً عليها بظلامها الدامس, ويتدخل بقوته... وذلك كما يحدث في حالة السكر والحمى والبرد الشديد.
فليس لروح النجس سلطان على البشر، وذلك يظهر عند صراعه ضد أيوب الطوباوي، فقد أخذ السلطان على جسده من قبل الرب، فقد أخذ السلطان على جسده فقط من الرب الذي قال له "ها هو في يدك، ولكن أحفظ نفسه" (أي2: 6)، أي لا تضعف روحه وعقله وبجعله مجنوناً، وتتسلط على ذاكرته, خانقاً القوة المتسلطة على قلبه بنفوذك.
ولا يوجد غير الثالوث الأقدس, الذي هو وحده لديه الإمكانية أن يخترق كل طبيعة عقلية، ليس فقط يعانقها ويلتف حولها، بل ويدخل فيها
لذلك يقول بولس الرسول :"لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ... إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَاْلمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ.وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْه" (عب 4: 12-13)
ويقول أيضاً الطوباوي داود "لأنه يعرف خفيات القلب" (مز44: 21)
تابع
من
كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
كنيسة الملاك ميخائيل بدمنهور

+ هل يجبر الشيطان أفكاراً على الإنسان؟
يقول الأب سيربنوس إن الشياطين يعارضون ويحاربون تقدمنا الروحي بطريقة بها يحثوننا على صنع الشر, لكنهم لا يجبروننا عليه.
إن كانت لديهم قوة كبيرة في الإثارة، لكن نحن أيضاً لدينا مؤونة من قوة الرفض،
ولنا حريتنا في عدم القبول.
فإن كنا نخشى قوتهم وهجومهم، يمكننا أيضاً أن نطلب الحماية والعناية الإلهية ضدهم،
"لأن الذي فينا أعظم من الذي في العالم" (يو4: 4).
وعناية الله تحارب في صفنا بقوة أعظم من حرب الأعداء ضدنا، لأن الله – ليس فقط يقترح علينا الخير – بل هو معين لعقولنا وسند كبير لها،
حتى أنه في بعض الأحيان يجذب – إذا طلبناه – قلوبنا نحو الخلاص رغم إرادتنا وبغير معرفتنا.
فلا ينخدع أحد من الشياطين, إلا إذا أراد أن يستسلم برضاه،
وذلك كما يقول سفر الجامعة "لأن القضاء على العمل الرديء لا يجري سريعاً،
فلذلك قد إمتلأ قلب بني البشر فيهم لفعل الشر" (جا8: 11).
وأفكاره بسرعة يهرب منه كقول يعقوب الرسول "قاوموا إبليس فيهرب منكم" (يع4: 7).

+ هل تسكن الأرواح النجسة في البشر؟
نستطيع أن نقول نعم، فالكتاب المقدس يحدثنا عن حلول روح شرير في الإنسان، وإحداثه تأثيرات وإضرابات وآلاماً جسدية وعقلية في بعض الأوقات. فيتضح من المجانين المذكورين في العهد الجديد, لم يكن جنونهم ناشئاً عن مرض، بل مسكن الشياطين فيهم. ومما يثبت ذلك تصديق السيد المسيح على هذا الاعتقاد بدليل قوله أن فيهم أرواح نجسة، ومخاطبتهم لتلك الأرواح كما يخاطب الأشخاص، وقد أمرهم بالخروج من هؤلاء الناس ونستطيع، وجز بعض الأمثلة التي جاء ذكرها في العهد الجديد عن إخراج الشياطين:
1- "فَأَحْضَرُوا إِلَيْهِ جَمِيعَ السُّقَمَاءِ الْمُصَابِينَ بِأَمْرَاضٍ وَأَوْجَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ وَالْمَجَانِينَ وَالْمَصْرُوعِينَ وَالْمَفْلُوجِينَ فَشَفَاهُمْ" (مت4: 14). وهنا يتضح اختلاف المصابين بالأمراض عن المجانين والمصروعين.
2- "وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ قَدَّمُوا إِلَيْهِ مَجَانِينَ كَثِيرِينَ فَأَخْرَجَ الأَرْوَاحَ بِكَلِمَةٍ وَجَمِيعَ الْمَرْضَى شَفَاهُمْ" (مت8: 16)
3- ولما أرسل يسوع تلاميذه قال لهم:"ﭐِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصاً. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ" (مت10: 8)
4- الأرواح الشريرة عرفت رب المجد يسوع أنه إله حق، فقال مرة واحدة منهم "أنا أعرفك من أنت قدوس الله"
5- الأرواح الشريرة اعترفت أن المسيح جاء ليعذبها، فصرخت قائلة: "مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ ابْنَ اللَّهِ؟ أَجِئْتَ إِلَى هُنَا قَبْلَ الْوَقْتِ لِتُعَذِّبَنَا؟" (مت8: 29).
6- الشياطين طلبت من الرب يسوع أن يأذن لها بأن تذهب إلى قطيع من الخنازير"إِنْ كُنْتَ تُخْرِجُنَا فَأْذَنْ لَنَا أَنْ نَذْهَبَ إِلَى قَطِيعِ الْخَنَازِيرِ" (مت8: 31).
7- إن المسيح كان ينتهر الشياطين التي كانت تخرج من الناس. "وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ! فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ" (لو4: 41).

هل تتحد النفس مع الأرواح الشريرة؟
يقول الأب سيرينوس ليس عجيباً أن تتصل روح بروح بغير تفرقة، وأن تعمل بقوة إغراء خفية، حسبما ترغب فيه، فكما يحدث بين البشر، هكذا أيضاً مع الأرواح داخلنا أو تتحد معنا بطريقة تغطى علينا، لأن هذا من حق الله وحده، الذي يسيطر علينا بطبيعته الروحية.
وبعض الذين يتأثرون بالأرواح النجسة بطريقة ما، لا يكون لديهم أدنى أدراك لما يعملونه ويقولونه، والبعض الآخر يدرك ذلك ويتذكره: ولكن يلزمنا ألا نتصور بأن هذا يحدث بطريقة فيها ينسكب الروح النجس خلال مادة الروح (الإنسانية)، وتصير متحدة معها ولابسة إياها ,فينطقون بكلمات وأقوال خلال فهم... فلا يحدث هذا نتيجة لفقدان الروح (خلال الروح النجس) بل بسبب ضعف الجسد، فيلقى الروح النجس القبض على هذه الأعضاء ويسكن فيها، ويلقى عليها ثقلاً غير محتمل، مسيطراً عليها بظلامها الدامس, ويتدخل بقوته... وذلك كما يحدث في حالة السكر والحمى والبرد الشديد.
فليس لروح النجس سلطان على البشر، وذلك يظهر عند صراعه ضد أيوب الطوباوي، فقد أخذ السلطان على جسده من قبل الرب، فقد أخذ السلطان على جسده فقط من الرب الذي قال له "ها هو في يدك، ولكن أحفظ نفسه" (أي2: 6)، أي لا تضعف روحه وعقله وبجعله مجنوناً، وتتسلط على ذاكرته, خانقاً القوة المتسلطة على قلبه بنفوذك.
ولا يوجد غير الثالوث الأقدس, الذي هو وحده لديه الإمكانية أن يخترق كل طبيعة عقلية، ليس فقط يعانقها ويلتف حولها، بل ويدخل فيها
لذلك يقول بولس الرسول :"لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ... إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَاْلمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ.وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْه" (عب 4: 12-13)
ويقول أيضاً الطوباوي داود "لأنه يعرف خفيات القلب" (مز44: 21)
تابع