سمعان الاخميمى
صحفى المنتدى
- إنضم
- 4 أغسطس 2009
- المشاركات
- 12,695
- مستوى التفاعل
- 1,087
- النقاط
- 0
السؤال : كيف يموت المسيح على الرغم من لاهوته ؟ هل الله يموت ؟ و هل موت
المسيح كان ضعفاً ؟ و من كان يدير الكون أثناء موته ؟
الجواب : إن الله لا يموت اللاهوت لا يموت
و نحن نقول فى تسبحة الثلاثة تقديسات " قدوس الله ، قدوس القوى ،
قدوس الحى الذى لا يموت "
و لكن السيد المسيح ليس لاهوتاً فقط ، إنما هو متحد بالناسوت لقد أخذ ناسوتاً من نفي طبيعتنا البشرية ، دعى بسببه " إبن الإنسان " و ناسوته مكون من الجسد البشرى متحداً بروح بشرية ، بطبيعة مثل طبيعتنا قابلة للموت و لكنها متحدة بالطبيعة الإلهية بغير أنفصال
و عندما مات على الصليب ، إنما مات الجسد ، بالناسوت
و هذا ما نذكره فى صلاة الساعة التاسعة ، و نحن نصلى قائلين " يا من ذاق الموت بالجسد فى وقت الساعة التاسعة "
و موت المسيح لم يكن ضعفاً و لم يكن ضد لاهوته
لم يكن ضد لاهوته ، لأن اللاهوت حى بطبيعته لا يموت ، كما أن شاء لناسوته أن يموت كمحرقة سرور ، أيضاً لفداء العالم و لم يكن موته ضعفاً ، للأسباب الآتية :
1-لم يكن موته ضعفاً ، إنما حباً و بذلا و كما يقول الكتاب " ليس حب أعظم من هذا ، أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه " ( يو 15 : 13 )
2-السيد المسيح تقدم إلى الموت باختياره ، فهو الذى بذل ذاته لكى يفدى البشرية من حكم الموت و ما أعظم قوله فى الدلالة على ذلك " أنا أضع ذاتى لآخذها أيضاً ليس أحد يأخذها منى ، بل أضعها أنا من ذاتى لى سلطان أن أضعها ، و لى سلطان أن آخذها أيضاً " ( يو 10 : 17 ، 17 )
إن ضعف الإنسان العادى فى موته ، يتركز فى أمرين :
أ-أنه يموت على الرغم منه ، و ليس له سلطان أن يهرب من الموت أما المسيح فقد بذل ذاته دون أن يأخذها أحد منه
ب-الإنسان العادى إذا مات ، ليس فى إمكانه أن يقوم إلا أقامه الله أما المسيح فقام من ذاته و قال عن روحه " لى سلطان أن آخذها أيضاً " و هذا كلام يقال من مركز القوة و ليس من مركز الضعف
و من دلائل قوة المسيح فى موته :
3-أنه فى صلبه و موته " إذا حجاب الهيكل قد إنشق إلى إثنين من فوق إلى أسفل و الأرض تزلزلت ، و الصخور تشققت ، و القبور تفتحت ، و قام كثير من أجساد القديسين " حتى أن قائد المائة الذى كان يحرسه خاف – بسبب هذه المعجزة – هو و جنوده و قالوا : حقاً كان هذا إبن الله ( متى 27 : 51- 52 )
4-دليل آخر ، أنه فى موته كان يعمل ، إذ فتح الفردوس و أدخل فيه آدم و باقى الأبرار و اللص
5-من دلائل قوته فى موته ، أنه بالموت داس الموت ( 2تى 1 : 10 ، عب 2 : 14 ) و أصبح الموت حالياً مجرد قنطرة ذهبية يصل بها الناس إلى الحياة الأفضل فيقول بولس الرسول " أين شوكتك يا موت " ( 1كو 15 : 55 )
من كان يدير الكون إذن أثناء موته ؟
لاهوته كان يدير الكون اللاهوت الذى لا يموت ، الذى لم يتأثر إطلاقاً بموت الجسد اللاهوت الموجود فى كل مكان ، الذى هو أيضاً فى السماء ( يو 3 : 13 )
كتاب سنوات مع أسئلة الناس الجزء الثانى لقداسة البابا شنودة