الأخ رشيد: طيب هناك.. أريد أن آخذ مكالمة لكن الوقت يدركنا، أريد أن أعلن للمشاهدين أيضا أنه نكرر ما قلناه في الحلقة الماضية أن هناك بعض القنوات التي تذيع فقط الساعة الأولى من البرنامج و تتوقف عند نصف الساعة الأخير خصوصا في وقت الإعادة، فنريد أن نخبركم بأن هذه المشكلة ستحل عما قريب نعتذر عن هذا الإزعاج لكن فقط في فترة الإعادة، أما في فترة البث المباشر الآن فهي تبقى الساعة و النصف كاملة، أثناء فترة الإعادة مرة أخرى أنه في بعض القنوات لا تعرض الساعة و النصف كاملة بل تعرض الساعة الأولى فقط. نتوقف مع فاصل إعلاني نعود بعده لإكمال حوارنا مع الضيوف و أيضا مع المشاهدين الكرام.
أعزائي المشاهدين نرحب بكم مرة أخرى بعد هذا الفاصل و نطلب منكم أن تبقوا الآن في إكمال هذا النصف الساعة المتبقي من البرنامج و نأخذ بعض المكالمات الآن. مكالمة من ألمانيا من سيد عابد أهلا بك..
السيد عابد: ألو مرحبا..
الأخ رشيد: مرحبا تفضل..
السيد عابد: الرب يباركك أخ رشيد و تحية ايضا لضيفيك..
الأخ رشيد: أشكرك
السيد عابد: أريد أن أعلق تعليق صغير فقط عن هذا الحوار الذي يدور الآن، و خاصة بالنسبة للأخ الدكتور مصطفى من المغرب، فهو كأنه يعطينا يروج لنا الإسلام و كأنه موجود في كوكب آخر، و يعطينا إسلام و يحاول أيضا بهذه الطريقة العصرية أن يبيض وجه الإسلام أمام الجمهور، و أنا من خلفية إسلامية أقول التالي: الحوار الذي يتم في الإسلام هو حوار إقصاء الآخرين..
الأخ رشيد: كيف؟
السيد عابد: كالمسيحيين و شروط الإسلام عندما يحاور بأن يفرض على المسيحيين في أثناء الحوار و نحن لنا خبرة كبيرة في هذا المجال، يحاول أن يفرض و 1:08 أن يعمم عن أساسيات إيمانهم المسيحي حتى يصح لهم أن يكونوا في حوار و بمرضى عنهم، و هذا ما نراه أيضا. في حين إنو إحنا بنقول تعاطي الحوار في الإسلام إذا كانوا جادين حقا في الحوار هذا و ليس مجرد مسرحية نحو الخارج هذا مبدأ التقية. فليتفضلوا بقلوب مفتوحة و آذان صاغية و بدون تعالي و كبرياء لإقصاء الآخر، و بلا قرارات مسبقة فمثلا إحنا نشوف دائما كأي حوار هناك قرارات مسبقة. و اعتبار المحاور هو إنسان له كامل الحقوق و أيضا كامل الواجبات..
الأخ رشيد: لكن هذا ما يقوله الدكتور مصطفى بوهندي يقول لك بأنه أنا لا أريد يعني.. هو موجود و يستمع معنا الآن.. فهو يقول بأنه كل إنسان له حقوقه و له الحرية أن يكون ما يشاء..
السيد عابد: نعم..
الأخ رشيد: لا يختلف معك في هذه النقطة..
السيد عابد: نعم.. ok أنا أتفق معه في هذه النقطة لكن أختلف معه في نقطة مهمة جدا..
الأخ رشيد: ما هي؟
السيد عابد: الله جعل كل الأديان و الذات الدين المسيحي يعني الإيمان المسيحي يعتبره هو إسلام. و هذه قضية هو تبييض وجه الإسلام أمام الحضارة الغربية..
الأخ رشيد: إذا نقطتك وصلت خليني أعطي مجال للرد سيد عابد.
الدكتور مصطفى بوهندي: نعم أستاذ رشيد..
الأخ رشيد: نعم تفضل دكتور بوهندي أنت سمعت و أنا قلت لك قبل أن تأتي للبرنامج، قلت لك: أنا أختلف معك، الكثير من المسيحيين سيختلفون معك، الكثير من المسلمين لكن أضمن لك حق أن تتكلم كما تشاء..
الدكتور مصطفى بوهندي: نعم.. يعني أنا أحيي الأستاذ..
الأخ رشيد: عابد من ألمانيا..
الدكتور مصطفى بوهندي: نعم.. أحييه و أقول له يعني لو زرتنا في المغرب لوجدت بأنه مثلا أنا رئيس وحدات بحث فيأتي إلي الأرتدوكس و ياتي إلي الكاثوليك و يأتي إلي البروتستانت و اليهود و كل أصحاب الأديان و يقومون بمحاضرات في الكلية عندنا بكل حرية و بكل.. يعني يعرضون أفكارهم و يقومون بما شاءوا و أنا أثق في الذين يستقبلون لهم كامل الحق في أن يسمعوا وجهات النظر المختلفة و أن يحترموا الآخرين. أقول لك أستاذ..
الأخ رشيد: لكن سامحني دكتور مصطفى بوهندي أنت حالة خاصة، نحن نتكلم عن العام لا تقاس.. الشواذ ليسوا قاعدة. القاعدة العامة أن البلدان الإسلامية بلدان مقفولة مضطهدة لكل فكر يخالف الإسلام. في المغرب مثلا.. أنت في المغرب، انا مغربي الكتاب المقدس ممنوع من الدخول، ممنوع أن يكون في المكتبات ، لا يرخص له من طرف وزارة الاتصال، المسيحيون يعبدون الله سرا في البيوت لا يستطيعون التعميد. يكتب غصبا عنهم في عقود الزواج على سنة الله و رسوله، هناك الآن من هم في السجون و أعرف شخصيا البعض منهم ، فأنت تتحدث عن حالة خاصة. الإسلام بصفة عامة تطبيقا هو دين إقصائي، سامحني هذه وجهة نظري.. تفضل دكتور مصطفى..
الدكتور مصطفى بوهندي: أستاذ رشيد يعني أنا أتفق معك في جزء كبير من وجهة نظرك، و لكن تعرف بأنه عندنا كنائس و عندنا حفلات..
الأخ رشيد: للأجانب ليس للمحليين..
الدكتور مصطفى بوهندي: و انا شاركت فيها و أنا محلي.. يعني شارك فيها كثيرون و من وزارة الأوقاف يعني و ليس فقط.. و لذلك يعني في كلامك شيء من..
الأخ رشيد: هل هناك اعتراف بالمسيحيين المغاربة مثلا؟
الدكتور مصطفى بوهندي: هذا موضوع.. موضوع آخر و أتمنى أن يسمعنا المسؤولون و يفهموا، و هذا الموضوع و كما تريدون أن يعترف بكم الآخرون فلابد أن تعترفوا بالجميع. و طبعا هذه رسالة أعتقد بأنها وصلت و نحن نقولها دائما. أقول أستاذ رشيد..
الأخ رشيد: نعم..
الدكتور مصطفى بوهندي: شي مرة أستاذ أرتدكسي يعني تحدثت لك عنه كان قام عندنا بثلاثة أيام في تأطير بحوث الطلبة و يعني عجب من الانفتاح الموجود عند الطلبة بالنسبة لتقبل أو فهم أو مناقشة العقيدة الأرتدكسية، و قال لي بالحرف بأنه لو.. هو من رومانيا قال لي بأنني أنا.. هو في الجامعة الرومانية لا يمكن أن يقوم مسلم في الجامعة الرومانية بهذا الأمر. و من تم ليس الموضوع .. موضوعا عند المسلمين..
الأخ رشيد: لكن سامحني.. سامحني أعود مرة أخرى و أكرر بأن البروتوكولات و الأشياء الرسمية لا علاقة لها بالواقع، الواقع يقول بأن المغرب كغيره من البلدان رغم أنه أكثر تفتح.. كغيره من البلدان الإسلامية يضيق الخناق على المسيحيين و يضيق الخناق على كل من يصير مسيحي من المسلمينن هل تتفق معي في هذا الطرح؟ لا أريد مراوغة يا دكتور مصطفى بوهندي..
الدكتور مصطفى بوهندي: أنا أتفق معك.. أنا أتفق معك.. و أنا أقول من حق جميع الناس أن يعتقدوا ما يشاءون و أن يدعوا إلى اعتقاداتهم، يعني أكثر من هذا لا أستطيع أن أفعل شيئا يعني.. و هذا الذي أقوله..
الأخ رشيد: و أنا أشكر صراحتك يعني..
الدكتور مصطفى بوهندي: و لكن أحب من مثلا الأخ المسيحي الذي تكلم و يعرف و أنا أعرف مع لقاءاتي الكثيرة مع المسيحيين في تصور عن الإسلام بأنه غير مقبول أصلا و أنه فقط إذا طرأ حوار ما فهو حوار مع شيء غير مقبول. و أنا أقول الحوار لا يمكن أن يكون مع شيء غير مقبول فقط نسامحه.. لا.. ليس المطلوب المسامحة، لكل دين الحق في أن يكون، و في نفس الوقت المطلوب التفهم و التعرف و ما هي الأشياء الأساسية في الدين و ما هي الأشياء الجانبية في الدين، و أقول إن هنالك أشياء رائعة في الإسلام و في المسيحية و في اليهودية كما هي اليوم في الكتب المقدسة، و نحتاج أن ننظر فيها نظرة تأمل و نعرف مجموعة من المنصفين من المسيحيين و من اليهود كذلك و هم يطلعون على القرآن الكريم و يستشهدون بها على قضايا مختلفة و منها قضية السلام. و .. أستاذ كاثوليكي قام بمحاضرة من خلال القرآن الكريم و هو يتحدث عن العنف و كيف أن القرآن كان ضد العنف..
الأخ رشيد: دكتور مصطفى بوهندي خليني آخذ مكالمة أخرى و بعد ذلك أعود لك بعد أن يتدخل القس إميل. نأخذ هذه المكالمة من المغرب ألو.. سيد زكريا أهلا بك..
السيد زكريا: أهلا بك أخ رشيد و أهلا بضيوفك الكرام..
الأخ رشيد: شكرا لك أخ زكريا تفضل..
السيد زكريا: أنا عندي بعض الأسئلة للدكتور مصطفى بما أنه باحث في مقارنة الأديان و أنا عندي بعض الأسئلة له..
الأخ رشيد: تفضل..
السيد زكريا: فهو تكلم عن الحرية الدينية و أستاذ مصطفى هل عندنا حرية العقيدة في المغرب؟ و هل توجد الحرية في البلدان العربية و بالأخص الإسلامي؟ فحتى لو كانت الحريات الدينية فنحن يجب أن ننظر إلى الجذور، يعني الجذور هو القرآن و الإسلام. فالإسلام أنا قرأت لا يحترم الحرية الدينية..
الأخ رشيد: الإسلام لا يحترم ماذا؟
السيد زكريا: أعطيك بعض الآيات.. لا يحترم حرية العقيدة مثلا. الإسلام .. فنحن لا نتكلم عن الأفراد أو الحكومات نتكلم عن الدين نفسه، الدين نفسه لا يعطي الحق للشخص أن يكون حرا في الاعتقاد..
الأخ رشيد: مثلا.. مثلا..
السيد زكريا: سأعطيك بعض الآيات مثلا في القرآن كاينه آية كتقول: " و اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم" و..
الأخ رشيد: تفضل..
السيد زكريا: و في أحاديث كيفما ذكر الأخ رشيد كاين حديث: " من بدل دينه فاقتلوه."
الأخ رشيد: " من بدل دينه فاقتلوه." أنا استشهدت به قبل هذا..
السيد زكريا: أنا كنت أتابع البرنامج من قبل، الذي لاحظته هو أن الدكتور مصطفى مع كامل احترامي له فهو يهرب عن الموضوع، فحينما تتكلم معه و تريد منه أن.. فهو يهرب إلى أشياء..
الأخ رشيد: نقطتك وصلت إذا المشكلة هي في النصوص و ليس في الممارسات فقط.. أشكرك..
خليني آخذ القسيس إميل شيء أخير منك، و السؤال لا زال للدكتور بوهندي. الشيء الأخير ما هي المعيقات الأساسية أمام وثيقة الحريات أو الحقوق الدينية؟
القس إميل حداد: المعيقات حبيبي هي سوء فهم الوثيقة أو The resolution
الأخ رشيد: نعم الوثيقة التي سميتها وثيقة الحقوق الدينية.. كيف هذا..سوء الفهم؟
القس إميل حداد: نعم.. أولا.. سوء الفهم أولا: لما بييجي ذكر هنا هذه الوثيقة " وثيقة أمريكية"
الأخ رشيد: نعم و أجبت عن هذا ..
القس إميل حداد: و أجبت عن هذا بعدين الوثيقة للتبشير مذهب مسيحي غربي يتناقض مع المسيحية الشرقية، أعتقد إنو ماعادش مسيحية شرقية و غربية.. في مسيحية شرقية و غربية لكن المسيح واحد، المسيح الذي يبشر به في مصر هو نفسه إلي..
الأخ رشيد: هو نفسه إلي في قرنسا ..
القس إميل حداد: هو نفسه إلي في فرنسا و إلي في أمريكا. و تابع المسيح عليه واجب بأن يبشر بالمسيح، لا بل كل من يعتنق فكرة أو أيديولوجية عليه واجب إنو يدعو إلها.. عارف كيف؟ فهنا أسيء فهم إنو كل إنسان لما بدو يقدم طرحه أو أفكاره الروحية أو الدينية يعتبر تبشيرا..
الأخ رشيد: لكن ماذا عن هذا النقاش الذي نراه الآن، أليس عائق أساسي؟ مثلا هناك نصوص.. لا أدري كيف سيتجاوزها الذين يدعون للحوار مثلك مع احترامي لك و مع احترامي للوثيقة، كيف تتجاوز بأنه بين الإسلام و المسيحية خلاف كبير جدا. و اليهود و المسيحيين عدو قديم جدا للمسلمين سواء كان الأمر تعلق بالمسلمين كيف ينظرون لهم أو بالنظرة العكسية، خصوصا و أن الإسلام يعتبر " لن ترضى عليك اليهود و النصارى حتى تتبع ملتهم" هناك دائما النظرة العدائية شئنا أم أبينا، يعني هذه مفروضة.. فرضت لا أدري كيف..
القس إميل حداد: في الواقع أنا رح أعطي مثال بسيط جدا مش معقد..
الأخ رشيد: نعم.. تفضل..
القس إميل حداد: لما بعض النصوص التي ذكرتها كقتل المشركين ، كل عالم مسلم يحب السلام يقول لك: هذا الشيء انتهى.. كان آني.. وقتي انتهى. بس نيجي لموضوع بسيط، ليس ما نقول عن المسيح من هو، لكن الرسالة المسيحية تدعو أنه " لا طريق للخلاص إلا بالمسيح" و تدعو أن صليب المسيح هو العامل الأساسي في خلاص الإنسان. هذا أمر كليا مرفوض..
الأخ رشيد: من الجانب الإسلامي ..
القس إميل حداد: و اليهود و كل المجالات على حد قولهم.. هون النقطة إلي نطلبها إنو تسمح للمسيحي يتكلم على صليبه بدون عقاب، و المسيحي يسمع المسلم بدون عنف. الهدف كله إنو نبني علاقة بين الأفراد. الدكتور مصطفى بنقول عنده دافع حلو جميل جدا، و أنا أحببته جدا إن شاء الله ألتقي به في المغرب في يوم من الأيام.
الأخ رشيد: إن شاء الله..
القس إميل حداد: لكن الطريقة إلي تكلم فيها مثلا تكلم فيها الكثيرين هو..
الأخ رشيد: هو توحيد الأديان..
القس إميل حداد: أو إسدال الستار على الخلافات الدينية. نحن نختلف، نحن نقول أنه يجب أن نرى الخلافات و نحب الأفراد. فهنا أسيء فهم وثيقة السلام..
الأخ رشيد: إذا تختلف مع الدكتور بوهندي في طرحه لمسألة الحوار و الوحدة..
القس إميل حداد: طبعا.. طبعا.. الحوار بختلف معك على نقطة معينة فبحاول أقنعك أو تقنعني، بس إحنا إلي بنتكلم فيه يكون الحوار كالآتي و لكن إكون على أساس إنو أحترمك و تحترمني كإنسان..
الأخ رشيد: دكتور مصطفى بوهندي كيف ترد على الساءل من المغرب السيد زكريا..
الدكتور مصطفى بوهندي: انا أحب أن أقول للأستاذ إميل بأن هذه الوثيقة أعتبر بأنها خطوة رائعة جدا و أتمنى أن ينضم إليها أهل الأديان جميعا، و أعتقد أنها هي توحيد يعني بمعنى آخر عندما نقوم بمبدأ احترام الآخر و البحث مثلا في القضاء على الجوع و الفقر و الظلم و غير ذلك إحنا اتحدنا، أما الأشياء التاريخية.. يعني عيديأنا.. يوم عيدي يوم الجمعة أو يوم السبت أو يوم الأحد، و خصوصياتي في الأعياد ترتبط بالمسيح أو ترتبط بموسى أو ترتبط بمحمد و ترتبط بانتصارات أو بانهزامات أو بأمور تاريخية معينة هذه الأمور خاصة، و أنا أحب أن أستشهد بالقرآن عندما يقول: " و لو أنهم أقاموا التوراة و الإنجيل و ما أنزل إليهم من ربهم " يعني بمعنى أو يقول: " يا أهل الكتاب أقيموا التوراة و الإنجيل و ما أنزل إلكم من ربكم." فالمهمة أن يقيموا هذه القيم الموجودة في كتبهم، فنقول للمسلمين: أقيموا القرآن نفسه و لو أقاموا القرآن ما ظلموا أحدا من البشر و فهموا بأن هذا دين منفتح، يعرض جميع.. يعني مثلا لماذا تعرض علينا قصة سليمان و قصة ذي القرنين و قصص من العالم القديم في القرآن الكريم ليبين لنا انفتاحا على تجارب الناس، و لذلك أنا أقول بأن التجربة الدينية لكل شعب هي تجربة غنية و نحتاج إلى قراءتها و معرفتها و معرفة خصوصياتها و احترام هذه الخصوصيات، فهذه الخصوصيات فهي جزء من الهوية للشعوب المختلفة، و لكن هذا لا يعني أني إذا اختلفت معك في خصوصيات معينة يعني أنني أختلف معك في الأسس المشتركة..
الأخ رشيد: طيب دكتور مصطفى مع احترامي لوجهة نظرك، لكن أنت تتجاوز الكثير من الخلافات و كأنها غير موجودة. العقيدة المسيحية مختلفة من الألف إلى الياء عن العقيدة الإسلامية بدء من شخصية المسيح، الإسلام يعتبرونه نبي، المسيحيون يعتبرونه الإله الذي ظهر في الجسد، عقيدة الصلب و الفداء و الغفران في الإسلام يختلف عليها، كل الأمور الجوهرية نختلف فيها و مع ذلك تركز.. الأمور الأخرى التي تتحدث عنها هي ثانويات يعني بعد أسس العقيدة. بالنسبة للمسلم المسيحي مشرك و كافر و خارج عن الملة لأنه لا يعترف بنبوة محمد كشرط من شروط الإسلام، فإذا كيف تتجاوز كل هذه الأمور الكبيرة و تتحدث عن جزئيات؟
الدكتور مصطفى بوهندي: نعم.. أستاذ رشيد..
الأخ رشيد: نعم..
الدكتور مصطفى بوهندي: أنا لا أتحدث عن جزئيات و اعتقد أن تركيز شعب ما على بعض الأشياء لا يجعلها هي الأساسيات ، بل لابد.. ألو..
الأخ رشيد: نعم.. أنا أسمعك تفضل..
الدكتور مصطفى بوهندي: بل لابد من الرجوع إلى النصوص نفسها، أنا عندما أقرأ وصايا المسيح على الجبل أجدها هي الوصايا الإنسانية المهمة جدا. يعني الإحسان و الخير و النفع و إزالة المرض إزالة الجوع.. التعليم، كل الأشياء الأساسية بالنسبة للإنسان.. ألو..
الأخ رشيد: نعم.. أسمع تفضل..
الدكتور مصطفى بوهندي: و عندما أقرأ كتاب القرآن الكريم فأجده دعوة إنسانية للخير و الحب و السلام و غير ذلك من النصوص، و يكفي أن " كل من يعمل مثقال ذرة خيرا يرى و من يعمل مثقال ذرة شرا يرى" و يتحدث لنا عن: " الذين آمنوا و عملوا الصالحات" و من تم العمل الصالح هو الأساس. أما الخلافات و أحب أن أرد على السائل و هو يتحدث مثلا عن بعض النصوص " و قاتلوا المشركين.." و غير ذلك، هذه تقرأ في سياقاتها يعني إخراج النصوص.. يعني نصوص القتال هي مرتبطة بسياقات معينة حتى تضع الحرب أوزارها، في إطار الدفاع و ليس في إطار الهجوم على الناس. و عندما نجد روايات تدعو إلى الهجوم يجب أن نفندها و نبين بأن هذا من صنع التاريخ و ليس من أقوال النبي صلى الله عليه و سلم و القرآن أبدا لا يدعو إلى هذا، و عندما نجد مثلا فهم المسلمين ل " خير أمة أخرجت للناس" بأنها هي هوية إسلامية تاريخية بأننا نحن خير من الآخرين فهذا خطأ، خير أمة أخرجت للناس تعني أن تكونوا خيرا للناس تنفعونهم و تفعلون الخير..
الأخ رشيد: دكتور مصطفى بوهندي سامحني على المقاطعة لكن خليني آخذ هذه المكالمة من العربية السعودية.. الو.. ألو.. أعتقد فقدنا هذه المكالمة آسف. نأخذ مكالمة أخرى من مصر ألو.. ألو.. هي الأخرى ضاعت آسف. نأخذ مكالمة أخرى من إنجلترا ألو..
السيد مارك: ألو
الأخ رشيد: سيد مرقس أهلا بك.. ألو..
السيد مارك: ألو..
الأخ رشيد: ألو.. مارك أهلا بك..
السيد مارك: أهلا.. أهلا أخ رشيد سامعني؟
الأخ رشيد: أهلا أنا سامعك تفضل..
السيد مارك: أحييك و أحيي ضيوفك الكرام..
الأخ رشيد: أشكرك
السيد مارك: القس و الدكتور بوهندي. الكلام رائع يا أخويا العزيز رشيد، الدكتور بيتكلم بحكم إنو هو إنسان متعلم و درس يمكن عن الحريات، و بيتكلم عن الحرية و دي لغة و العصر إلي إحنا عايشينو. لكن في الواقع حتى و إن مضى الأزهر لا توجد يا عزيزي حريات في العالم الإسلامي خالص، سمي لي دولة إسلامية واحدة فيها ديموقراطية رغم إنو تعداد المسلمين يتجاوز المليار. الإسلام فيه شرط سياسي و ليس ديني، ممكن البشر على المستوى البشري الإنساني أن يتعايشوا بأي نصوص، و لكن الدين الإسلامي يعطي الحاكم أداة لكي يحكم شعوبه هو يستولي على خيراتهم و .. لم نسمع عن حاكم إسلامي عادل. الدين الإسلامي أتى رائعا لكل حام يريد أن يبقى في الحكم حتى أن يموت أو يقتل. و تتشارك معه القيادات الدينية. نحن نسمع كلام رائع..
الأخ رشيد: كيف نتجاوز هذه الأمور و ندعو إلى حوار مثلا؟
السيد مارك: على المستوى السياسي عزيزي و ليس على الدين فقط، القادة السياسيين الدين بالنسبة لهم أداة رائعة لكي يحكموا.
الأخ رشيد: لكن مثلا القس إميل .. سامحني القس إميل أمامك أتى بوثيقة و هو مسيحي و يؤمن برسالته الآن و أتى بوثيقة و لخصها و قال كل الكلام الذي نقوله كان شفويا، الآن تعالوا نأتي إلى التطبيق، عندي وثيقة أريد من مسلمين و مسيحيين أن يتبنوها، هل نستطيع أن نتجاوز كل الأمور السلبية مثلا و نمضي في هذا الإتجاه؟
السيد مارك: على المستوى الإنساني الإجابة نعم، لكن عزيزي على المستوى السياسي نحن في دول تحكمها القهر و لا توجد فيها ديمقراطية، لا يوجد للإنسان أي قيمة. إمت أعطى العالم الإسلامي شعوبه.. إمت أعطى المسلمين ؟ يا أخي انس النصارى .. إنس المسيحيين و اليهود. متى هو أعطى المسلمين الحرية كي يعبروا؟ الأزهر إمت أعط الحرية للمسلمين الذين أرادوا أن يتركوا الإسلام أو حتى ينكروا الحديث و يكونوا قرآنيين أو أن يكونوا أي طائفة أخرى؟
الأخ رشيد: أشكرك يا سيد مارك.. أشكرك نقطتك وصلت خليني آخذ مكالمة أخرى.. أشكرك. نأخذ هذه المكالمة و بعد ذلك نأتي إلى مناقشتها بينك و بين الدكتور مصطفى بوهندي. ألو.. السيد حسن من أوربا أهلا بك..
السيد حسن: ألو..
الأخ رشيد: ألو تفضل..
السيد حسن: ألو مساء الخير..
الأخ رشيد: مساء الخير تفضل..
السيد حسن: معلش أنا سؤالي للقس و دي مداخلتي للقس إلي قاعد جنب جضرتك..
الأخ رشيد: القس إميل حداد.. تفضل..
السيد حسن: رد بسرعة على الاستشهاد من الدكتور مصطفى من الإنجيل على " للرب إلهك تسجد و إياه وحده تعبد" عايز أقول له حاجة و أرد عليه بالبلدي، في المسيحية الآية دي ملغتش ألوهية المسيح بل بالعكس هو بيقول له بالعامية المصرية يعني: إنت نسيت نفسك و لا إيه؟ افتكر إلي تقال في القديم و شوف إنت بتكلم مين. دا بالضبط.. بالعامية المصرية يا جماعة، الآية ملغتش الألوهية بتاعت المسيح .. الألوهية بتاعت المسيح ملغتهاش خالص ها الآية. المداخلة إلي هي للقس إلي مع حضرتك..
الأخ رشيد: القس إميل حداد.. تفضل..
السيد حسن: ما نفرحش بالمواثيق إلي حضرتك جايبها لسبب هام جدا إنو وثيقة حقوق الإنسان في الدول العربية و الدول الإسلامية إلي أغلبيتهم وقعوها، و الوثيقة إلي مع حضرتك و جيب خمسين ألف وثيقة النهار ده حيوقعوها، حضرتك لما بتجيب الوثيقة هنا مش معناها إنك حتطبقها دا أول شيء، ثاني شيء بل بالعكس إنت مش بتديلو نوع من السلاح بتديلو نوع من التجميل قدام العالم. لأنك إنت النهار ده حتديلو الوثيقة و مبيطبقهاش داخل البلد، خارج البلد إالناس إلي خارج البلد مبيطبقش الوثيقة داخل البلد، إروح و يقول لهم أنا لو مش مضطهد أنا لو مش دا ما كنتش مضيت الوثيقة ديات من أساسه. فإنت بتديلو سلاح. أنا كنت بفضل الاضهادات دي يكتبها لواحد من غير منطلع وثيقة و الوثيقة ملهاش لزمة من أساسه و الدليل وثيقة حقوق الإنسان..
الأخ رشيد: إذا أشكرك نقطتك واضحة جدا.. أشكرك. طيب هذا سؤال مهم عوض أن تعطي وثيقة، يأتي واحد و يمضيها.. سهل يمضي و الواقع شيء آخر لا نطبق أي شيء من هذه الوثيقة..
القس إميل حداد: كلام جميل و سؤال واقع. عندي فقط تعليقين بسيطين. الأول أرى الناس ميالين إلى اليأس أكثر من الأمل، لاحظ كل المداخلات و الحديث كله بقضية لا يوجد رجاء يوم من الأيام يصير في حرية دينية..
الأخ رشيد: لكن هذا يفرضه الواقع..
القس إميل حداد: صحيح هذا الواقع. لكن أليس لنا أمل و رجاء. لماذا نعيش في اليأس و البؤس؟ لماذا لا ننظر نظرة إيجابية..
الأخ رشيد: من خلال التجربة البلدان الإسلامية لا تلتزم. رأينا مثلا الأزهر أمضى و بعد ذلك قال أنا لا أعلم بهذه الوثيقة. أليس هذا دليل واضح بأنه هذا يبقى مجرد كلام على ورق؟
القس إميل حداد: جميل.. بس ليش الأزهر أنكر لأنه الشارع العام غير مثقف، هذه الوثيقة لها عامل آخر تثقيف الشارع، الإنسان العادي أن يدرك هذه الأمور، عندنا نقطتين أساسيين أن نبني رجاء فينان نأمل أن يوجد رجاء و أمل، الشيء الثاني أن نسعى لإلى تثقيف الشارع بشكل عام..
الأخ رشيد: إذا تنطلق من حسن نية..
القس إميل حداد:absolutely
الأخ رشيد: نعطيهم فرصة..
القس إميل حداد: حبيبي من البداية بدي أقول لأصحاب النوايا الحسنة الذين فعلا يؤمنون أنه يمكن أن نتعايش مع الإنسان الآخر بخلاف دينه..
الأخ رشيد: لكن لديه وجهة نظر أخرى قال: هناك تعسفات على حقوق الإنسان هناك اضطهادات، عوض أن تعمل كمسيحي على فضح هذه الاضطهادات و على مساعدة الإخوة المضطهدين تجمل صورتهم، لأنه بإمضاءهم لهذه الوثيقة تصير صورتهم أحسن في العالم الخارجي، أعتقد أن له وجهة نظر هنا..
القس إميل حداد: انا بعتقد هذا أسلوب إجابي جيد لما تجمل صورة الإنسان ربما يحافظ على جمالها. أنا لما طلعت من القاهرة و جينا لأمريكا تكلمنا في جامعات .. في جمعيات عربية.. جمعيات اجتماعية.. جمعيات سياسية و فعلا تكلمنا بكل وضوح إنو موقف الأزهر كان موقف يرفع الرأس و يفتخر به و أبدى لنا رجاء أنه يمكن أن يكون هناك تعايش سلمي بين أتباع الديانات المختلفة و ان يحكموا على بعضهم البعض مضمون خلقهم و ليس من ديانتهم.
الأخ رشيد: البرنامج يقترب على النهاية الدكتور بوهندي أعطيك كلمة أخيرة للمشاهدين و للمسيحيين و المسلمين..
الدكتور مصطفى بوهندي: نعم.. يعني أنا أعتبر بأن هذه الحلقة حلقة خاصة، أتمنى يعني أن ينفتح الحوار و أعتقد بأنه ابتدأ. الوثيقة أنا أعتبرها أساسية و أعتبر أن الموضوع هو موضوع ثقافي..
الأخ رشيد: هل مستعد دكتور مصطفى بوهندي أمام المشاهدين أنك تنضم إلى القس إميل إلى دعم هذه الوثيقة و محاولة..
الدكتور مصطفى بوهندي: أنا انضممت إليه يعني قبل أن أستعد يعني.. أنا انضممت إليه.. يعني الوثيقة جاءتني في وقت سابق. يعني أقول موضوع الوثيقة هذه أساسي ككل الوثائق و هنا أجيب الأخ من انجلترا عن حقوق الإنسان و عن الواقع..
الأخ رشيد: أمامنا وقت ضئيل باختصار سيد بوهندي..
الدكتور مصطفى بوهندي: نعم.. الناس الذين يستغلون الدينن ما قام فيه في الغرب من إسقاط لكل السلطات باسم الدين و قيام الحريات و قيام أشياء كثيرة كانت عن طريق إعادة تثقيف و إعادة مواجهة للأفكار التقليدية التي كانت تمنع الإنسان من الكثير من الحريات. أنا أعتقد بأن اليوم مدعوون جميعا من خلال الكتب المقدسة لنشر هذه الأفكار الحرة الموجودة بالتأكيد في جميع هذه الكتب..
الأخ رشيد: أشكرك دكتور مصطفى بوهندي.. أشكرك جدا على هذه المشاركة و أتمنى أن لا تكون الأخيرة..
الدكتور مصطفى بوهندي: لا.. لا.. إن شاء الله..
الأخ رشيد: اشكرك القس إميل و أتمنى أنه تتوجه بكلمة قصيرة جدا للمشاهدين أيضا..
القس إميل حداد: المجاهدين.. فعلا المجاهدين لتصير حرية. و لكن المشاهدين الكرام اتمنى أن تمتلئ قلوبكم بالرجاء و الأمل، و ان تسعو فعلا إلى بث روح التعاون و السلام بين الناس، و ان تسعوا أيضا بدعم هذه الوثيقة التي تدعو الناس إلى التفاهم الفردي و حب الفرد و الإنسان بالرغم من خلافه الديني. و تفضلوا وقعوا هذه الوثيقة التي على الويب سايت
www.am4peace.com
و الأخ بوهندي آمل إني أزورك بالمغرب و نتحاور و نتحدث في هذا الموضوع. و شكرا أيضا لمفهومك لهذه الوثيقة و أنا معجب بأسلوبك أيضا. شكرا..
الأخ رشيد: اشكرك قس إميل و أشكر ضيوفنا الكرام و أطلب مشاركاتكم يعني في الحلقة القادمة هناك إرهابي سابق يتخلى عن فكر الإرهاب، كونوا معنا في الحلقة القادمة بعون الرب و إلى اللقاء.