ميرسى أختى الحبيبة على التعب والمجهود
وأحب أن أضيف بحث فى هذا الموضوع
لماذا قال السيد المسيح لمريم المجدليه لا تلمسينى؟
بحث للأستاذ سالم متى
( فقال لها يسوع لا تمسكيني لاني ما صعدت بعد الى الاب , اذهبي الى اخوتي وقولي لهم :
انا صاعد الى ابي وابيكم , الهي والهكم .) ... ومعنى هذا اني صاعدا الان ..!!
لذا عكفنا على دراسة الموضوع بمنطوق كلمة الله ,المسطرة بالكتاب المقدس والتي ستكون
دليل لنا , لذا نضع هذا البحث امامكم وجيد ان تكون هناك مناقشة فيه . علما بان كلمة الله
قاطعة كالسيف ولا تقبل لها اي تاويل او شك ,
* الرب يسوع المسيح * و * ذبيحة الخطية *
( هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم ) يو 1: 29 *
كلنا نعرف ان الرب يسوع المسيح افتدانا على خشبة الصليب واخذ العقوبة عنا,
كما انه دفع الدين الذي علينا , ولنأخذ كلام بولس الرسول من الرسالة الى اهل رومية :-
( واما الان فقد ظهر بر الله بدون الناموس , مشهودا له من الناموس والانبياء , بر الله
بالايمان بيسوع المسيح , الى كل وعلى كل الذين يؤمنون . لانه لا فرق . اذ الجميع
اخطاوا واعوزهم مجد الله , متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح , الذي
قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه , لاضهار بره . من اجل الصفح عن الخطايا السالفة بامهال
الله . لاضهار بره في الزمان الحاضر ليكون بارا ويبرر من هو من الإيمان بيسوع ,)
رو3: 2– 2 **
هذا ما فعله الرب يسوع اذ قدم نفسه ذبيحة عن خطايانا , ليس خطايانا فقط بل خطايا كل الناس ,
لان كل من يؤمن به يخلص , وقد قدم نفسه ذبيحة حسب شريعة موسى ( شريعة اليهود) .*
والسؤال هو كيف قدم الرب يسوع هذه الذبيحة لله ..؟ *
لنعرف هذا يجب علينا ان نرجع الى العهد القديم , الى شريعة ذبيحة الخطية التي تقدم
الى الله لنطلع على كيفية تقديم الذبيحة لله .. لذا نقرا سوية في لاويين 4 : 13 - 21
(( وان سها كل جماعة اسرائيل واخفي امر عن اعين المجمع , وعملوا واحدة من جميع
مناهي الرب التي لا ينبغي عملها وأثموا , ثم عرفت الخطية التي اخطاوا بها , يقرب
المجمع ثورا ابن بقر ذبيحة خطية , ياتون به الى قدام خيمة الاجتماع . ويضع شيوخ الجماعة ايديهم على راس الثور امام الرب ويذبح الثور امام الرب . ويدخل الكاهن
الممسوح من دم الثور الى خيمة الاجتماع . ويغمس الكاهن اصبعه في الدم وينضح سبع مرات امام الرب لدى الحجاب . ويجعل من الدم على قرون المذبح الذي امام الرب في خيمة الاجتماع وسائر الدم يصبه الى اسفل مذبح المحرقة الذي لدى باب خيمة الاجتماع . وجميع شحمه ينزعه عنه ويوقده على المذبح , ويفعل بالثور كما فعل بثور الخطية ,
كذلك يفعل به . ويكفر عنهم الكاهن فيصفح عنهم , ثم يخرج الثور الى خارج المحلة
ويحرقه كما احرق الثور الاول .انه ذبيحة خطية المجمع .... )) لا 4: 13- 21 *
من ذبيحة الخطية يدخل الكاهن الممسوح وينضح الدم امام الرب ..
الرب يسوع المسيح سلم نفسه للموت ومات ودفن وبقي ثلاثة ايام ,
تقديم لله الاب ولانه لا يوجد كاهن ممسوح
مساوي لله على رتبة ملكي صادق ليقدم الذبيحة الى الله , غير الرب يسوع المسيح رئيس كهنتنا ,
لذا بقيت الذبيحة بدون ..!!
ونكرر( ولانه لا يوجد هناك كاهن او رئيس كهنة يقدر
ان يقدم هذه الذبيحة الالهية
, الى الله لانه يجب ان يكون الكاهن مساويا لله , ) لذلك كمل الله
خطته الخلاصية باقامة الرب يسوع المسيح من الموت , ليقدم ذبيحته الى الله الاب , وهل يوجد
كاهن ورئيس كهنة افضل من الرب يسوع ..؟ ليقدم الذبيحة لله الاب , وبقبولها من الله ارجع
السلطان الذي خسره ادم للشيطان , لذا قال للتلاميذ بعد ظهوره لهم في العلية , ( فتقدم يسوع
وكلمهم قائلا ," دفع الي كل سلطان في السماء وعلى الارض ,) مت 28: 18*) وحين قيامته
صادف مريم المجدلية التي كانت واقفة عند القبر تبكي , ولنقرا النص ثانية من يوحنا :
( قال لها يسوع يا مريم فالتفتت تلك وقالت ربوني الذي تفسيره يا معلم , قال لها يسوع لا
تلمسيني لاني لم اصعد بعد الى ابي .) ثم اعطاها الرسالة للتلاميذ , نرى من سياق الحديث
ان مريم لم تقترب منه , ممكن انها ارادت ان تقترب منه , ولكنه نبهها الا تلمسه لماذا ..؟؟
لانه لم يقدم ذبيحته الى الله الاب لان الذبيحة مقدسة ولا يجب لمسها كما قراناها في الشريعة ,
في لا 6: 27*
(, "" كل من مس لحمها يتقدس "" ) وايضا يقول ( سبعة ايام تكفر على المذبح وتقدسه
فيكون المذبح قدس اقداس , كل ما مس المذبح يكون مقدسا ,) خر 29 37 *
وها هو المذبح والذبيحة في هيكل الرب يسوع المسيح مقدسين ...
وعندما قال الرب يسوع لمريم المجدلية لا تلمسيني , وهذا من حبه لها لانها لو لمسته حينها
لماتت , لانه اصبح ذبيحة مقدسة ولم تقدم بعد لله الاب , كما انه بنى هيكل الله داخل الانسان,
وبما ان كلمة الله تقول : ( عند دخولهم الى خيمة الاجتماع يغسلون بماء لئلا يموتوا ) وايضا
عند اقترابهم الى المذبح للخدمة , خر 30 : 20 *
وها هنا اعظم من المذبح والذي بذبيحته قدس المذبح ,
لذلك يقول ( فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح ازلي " قدم " نفسه لله بلا عيب يطهر
ضمائركم من اعمال ميته لتخدموا الله الحي ,) عب 9: 14 *
وهذه هي تقديم الذبيحة بعد القيامة لله الاب , حيث ظهر لمريم المجدلية فقط ليعطيها الرسالة
للتلاميذ , ليصعد هو الى الله الاب ليقدم ذبيحته امام الرب وبعدها يلتقيهم في الجليل , أي ان
الرب يسوع صعد الى الاب وقدم ذبيحته , واعطي المجد والسلطان ,
والدليل انه صعد وقدم ذبيحته الى الله الاب انه قال في رسالته لتلاميذه :
( اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم ,) اذ انه كان يتكلم بجسد ذبيحته , فصعد وقدم ذبيحته ,
وبعدها تراى لتلاميذ ولاقاهم في الجليل , ولنرى ماذا تقول ------ شريعة الخطية :
.
(( ويدخل الكاهن الممسوح من دم الثور الى خيمة الاجتماع . )) لا 4 : 16 *
وبما ان الكاهن الممسوح يدخل من دم الثور الى خيمة الاجتماع , والتي هي مصنوعة
على مثال الهيكل السماوي , كما ذكر في خروج 25: 9
( بحسب جميع ما انا اريك من مثال المسكن , ومثال جميع انيته هكذا تصنعون )
وبما ان ذبيحة الرب يسوع الهية وابدية , فيجب ان تقدم في هيكل الله في السماء ,
امام الله الاب الذي اعطى حكم الموت على الخاطئ , ولماذا تقدم الذبيحه الى الله ,؟
لنكمل قراءة الشريعة : -
(. ويكفر عنهم الكاهن فيصفح عنهم ) لا 4 :20 *
لذا صعد الرب يسوع بعد قيامته الى الله الاب ليقدم ذبيحته في مسكن الله في السماء ,
وليكفر عنا ليصفح الله الاب عنا ... لنقرا مرة ثانية النص من انجيل يوحنا :-
(قال لها يسوع " يا مريم " فالتفتت تلك وقالت له " ربوني " الذي تفسيره يا معلم ,
قال لها يسوع " لا تلمسيني لاني لم اصعد بعد الى ابي , ولكن اذهبي الى اخوتي وقولي لهم :
اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم " يو 20: 16 و 17 )
لذلك يحق لنا ان نقول في ضوء ما قراناه عن الشريعة , لذبيحة الخطية وكيفية تقديمها,
فنقول ان الله وضع في قلب مريم , ان لا تنتظر النسوة الباقيات للذهاب الى القبر لوضع الحنوط ,
بل تذهب الان في ظلام الليل الى القبر , ولما ذهبت مريم المجدلية الى القبر
نظرت ان الحجر مرفوع عن القبر , فركضت وجاءت مسرعة الى سمعان ويوحنا , لتخبرهم
بان القبر فارغ , فخرج بطرس ويوحنا والمجدلية معهم مسرعين الى القبر ودخلوا وراوا انه
فارغ ,
وهذا ليكونوا شهودا للاخرين بانهم لم يروا الجثة في القبر ليؤمنوا به عند قيامته ,
فرجعا التلميذان الى مكانهما ,( يو 20: 1- 9 * * اما مريم المجدلية فبقيت واقفة عند القبر
خارجا تبكي , وكانت ارادة الله ان تبقى لحين ظهور الرب يسوع لها , وملاقاته واستلام الرسالة
منه وايصالها الى التلاميذ , لانها احبت الرب كثيرا ومن يحب كثيرا يعطى كثيرا , ولهذا فقد كان
لكل من الرب يسوع ومريم المجدلية , عمل خاص يقوم به , وهو ان الرب يسوع صاعد الى
السماء ليقدم ذبيحته امام الله في هيكل قدسه , ومريم المجدلية لتنقل الرسالة الى التلاميذ ليلاقينه
في الجليل .. والسبب باختيار الله لمريم المجدلية , ؟ ناخذ الجواب من انجيل مرقس الذي ذكر بانها .......
((وبعدما قام باكرا في اول الاسبوع ظهر اولا لمريم المجدلية , التي كان قد اخرج منها سبعة شياطين )) مرقس 16 : 9 *...
وكلنا قرانا في الكتاب المقدس ان الذين يسكنهم الشيطان , كان مسكنهم القبور, وبما ان مريم
المجدلية التي اخرج الرب منها سبعة شياطين وكان مسكنها القبور , لذا تم اختيارها لانها
لا تخاف ان ذهبت الى القبر والظلام باق مع قيامة الرب يسوع ..!!
وبهذا البحث الموسع من كلمة الله وليس بتاويل وتفسير انسان , ازيلت كل الشكوك حول موضوع
مريم المجدلية , وقول الرب لها لا تلمسيني او لا تمسكي بي ....
وبهذا ايضا نكون قد انهينا بحثنا هذا , وهو اول بحث يتطرق اليه انسان وبعون من الله ,
وقدمنا جوهرة من جواهر كلمة الله للانسان ليتعرف الى الحقيقة , وصلاتنا الى الرب يسوع
المسيح , ان يكون هذا البحث سبب بركة لكثيرين ولكل من يقراه والمجد كل المجد للرب يسوع
الذي اعطى هذا الاعلان والتفسير من كلمته وازال كل شك لدى الانسان ... ..امين...