الانحصار في الزمن
لنيافة الأنبا موسي أسقف الشباب
هناك خطر رهيب يتهدد حياة الانسان ألا وهو... الانحصار في الزمن:
الانحصار في الزمن:
بمعني أن لا يهتم الانسان إلا بما هو زمني أو مادي أو أرضي... وهذا شيء رهيب لأن الإنسان في أصله وجوهره: روحي, أبدي, وسمائي.
من هنا كانت الاهتمامات الأرضية فقط, هي نزول بالإنسان والإنسانية من علياء السماء, إلي طين الأرض.
فالإنسان أصلا مخلوق إلهي, نسمة من القدير, استودعت في التراب. المادة, الأرض, لفترة محدودة من الزمن, ولكنها سرعان ما تعود إلي أصلها السمائي, الإلهي, والروحاني, حيث الخلود في الملكوت.
لذلك فان محاولة حصر الإنسان في الزمن, هي خنق خطير لإمكانيات الإنسان الأبدية. وكذلك فإن التركيز علي الترابيات فقط, دفن للروح الخالد فينا. فإذا كان في الإنسان جسد يسعي علي الأرض, ويقتات بالطعام الحسي, ففي الإنسان روح خالد يتطلع إلي السمائيات, ويتجاوز التراب, والتقويم السنوي, والمادة, والكواكب بكل أنواعها, متساميا إلي اللاهوت والأبدية.
لا فصل ولا تناقض:
علي أن هذا الاهتمام الأبدي لا يعني إطلاقا إهمال الأرض, والجسد, والمادة, والتاريخ, وقضايا المظالم الإنسانية, بل - بالعكس - فإن الكشف عن جوهر الإنسان الأصيل كنفخة قدسية, تتجاوز إنسانيتها, وترابيتها, وتتعرف علي مصدرها الأساسي: الرب, وموطنها الحقيقي: السماء, هذا الكشف عن جوهر الإنسان, يجعله ليس مجرد إنسان, بل إنسانا حقيقيا, صورة الله, إنسانا إلهيا, سمائي الطبيعة, يتسامي علي الاطماع الفانية, معطاء كالله, ومحب كالمسيح. يبذل نفسه عن إخوته ويعطي حبا عمليا بلا حدود.
كما أن الاهتمام الأبدي, والإيمان بالله, يعطي سندا قويا للإنسان أمام مصادمات الحياة اليومية, واحتياج الخبز, وشهوات الخطيئة وملذات العالم. كذلك الاهتمام الأبدي يشرق علي أيام الإنسان في الزمن. نورا خاصا, ويعطي لحياته معني وقيمة, إذ يحس أنه سفير عن السماء بين سكان الأرض, ورسول لمسيح المحبة, في عالم تنقصه المحبة.
إن الزمن محتوي في الأبدية لا فصل بينهما ولا تناقض بل تقديس, وارتفاع, وإحياء, ووصول إلي حالة من التجلي.
لذلك فحينما نهتم بالملكوت, نحن نخدم أنفسنا, وأحباءنا والعالم كله, فالملكوت ليس مستقبلا بعيدا, بل هو حضور الله في داخل الإنسان: 'ها ملكوت الله داخلكم' (لو 21:17).
الملكوت بداية في القلب, ينمو مع الزمن, وينتهي إلي الخلود... الخلود الذي لا ينتهي أبدا... إذ نكون في الله إلي ما لا نهاية!!.
لنيافة الأنبا موسي أسقف الشباب
هناك خطر رهيب يتهدد حياة الانسان ألا وهو... الانحصار في الزمن:
الانحصار في الزمن:
بمعني أن لا يهتم الانسان إلا بما هو زمني أو مادي أو أرضي... وهذا شيء رهيب لأن الإنسان في أصله وجوهره: روحي, أبدي, وسمائي.
من هنا كانت الاهتمامات الأرضية فقط, هي نزول بالإنسان والإنسانية من علياء السماء, إلي طين الأرض.
فالإنسان أصلا مخلوق إلهي, نسمة من القدير, استودعت في التراب. المادة, الأرض, لفترة محدودة من الزمن, ولكنها سرعان ما تعود إلي أصلها السمائي, الإلهي, والروحاني, حيث الخلود في الملكوت.
لذلك فان محاولة حصر الإنسان في الزمن, هي خنق خطير لإمكانيات الإنسان الأبدية. وكذلك فإن التركيز علي الترابيات فقط, دفن للروح الخالد فينا. فإذا كان في الإنسان جسد يسعي علي الأرض, ويقتات بالطعام الحسي, ففي الإنسان روح خالد يتطلع إلي السمائيات, ويتجاوز التراب, والتقويم السنوي, والمادة, والكواكب بكل أنواعها, متساميا إلي اللاهوت والأبدية.
لا فصل ولا تناقض:
علي أن هذا الاهتمام الأبدي لا يعني إطلاقا إهمال الأرض, والجسد, والمادة, والتاريخ, وقضايا المظالم الإنسانية, بل - بالعكس - فإن الكشف عن جوهر الإنسان الأصيل كنفخة قدسية, تتجاوز إنسانيتها, وترابيتها, وتتعرف علي مصدرها الأساسي: الرب, وموطنها الحقيقي: السماء, هذا الكشف عن جوهر الإنسان, يجعله ليس مجرد إنسان, بل إنسانا حقيقيا, صورة الله, إنسانا إلهيا, سمائي الطبيعة, يتسامي علي الاطماع الفانية, معطاء كالله, ومحب كالمسيح. يبذل نفسه عن إخوته ويعطي حبا عمليا بلا حدود.
كما أن الاهتمام الأبدي, والإيمان بالله, يعطي سندا قويا للإنسان أمام مصادمات الحياة اليومية, واحتياج الخبز, وشهوات الخطيئة وملذات العالم. كذلك الاهتمام الأبدي يشرق علي أيام الإنسان في الزمن. نورا خاصا, ويعطي لحياته معني وقيمة, إذ يحس أنه سفير عن السماء بين سكان الأرض, ورسول لمسيح المحبة, في عالم تنقصه المحبة.
إن الزمن محتوي في الأبدية لا فصل بينهما ولا تناقض بل تقديس, وارتفاع, وإحياء, ووصول إلي حالة من التجلي.
لذلك فحينما نهتم بالملكوت, نحن نخدم أنفسنا, وأحباءنا والعالم كله, فالملكوت ليس مستقبلا بعيدا, بل هو حضور الله في داخل الإنسان: 'ها ملكوت الله داخلكم' (لو 21:17).
الملكوت بداية في القلب, ينمو مع الزمن, وينتهي إلي الخلود... الخلود الذي لا ينتهي أبدا... إذ نكون في الله إلي ما لا نهاية!!.