لا تلمسينى

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
لا تلمسينى

فالحقيقة أن البشارة بالحقهي الشئ الذي يجمع بين كل الإنجيليين إذ أن جميعهم قد ارتووا من نفسالينبوع. وهكذا فيوحنا البشير هو الوحيد الذي ذكر في إنجيله ما قد سمعناهالآن وهو قصة مريم المجدلية عندما رأت السيد الرب وقال لها:”لا تلمسينيلأني لم اصعد بعد إلي أبي” ( يو 20 : 17 ) .
ففي هذا الصدد إذن يجب أنأكلم قداستكم. فإذ قد رأت النسوة الأكفان في القبر اعتقدن أن أحداً قد أخذجسده وليس أن الرب قد قام … والكلمات الآتية تدل علي ذلك, فما سمعناهمكتوب كالآتي “لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب أنه ينبغي أن يقوم منالأموات” ( يو 20 : 8 , 9 ). لقد صدقن ما كان بالعيان وليس بالإيمان.
2- والأكثر من ذلك, فما يمكن أن يُحير عقل القارئوالمستمع اليقظ والمدقق هو فهم العبارة القائلة: “لا تلمسيني لأني لم اصعدبعد إلي أبي” ( يو 20 : 17 ) فلنفكر في هذا بمعونة الرب.
في الحقيقة إنمغزي هذه الآية صعب . فمتي صعد الابن الي الآب؟ في اليوم الأربعين من بعدقيامته كما ذكر سفر أعمال الرسل, هذا اليوم الذي سنحتفل به قريبا تكريماللرب, حين صعد إلي الآب, وتابعته أنظار الرسل الذين لمسوه بأيديهم قبلا، ثم قال الملاك لهم “أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون اليالسماء؟ إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلي السماء سيأتي هكذا كما رأيتموهمنطلقا إلي السماء” ( أع 1 : 11 ).
فإن كان قد صعد إلي السماء آنذاك (فيما بعد لقائه مع مريم ) فماذا تكون الإجابة يا أخوتي ؟ أما كانت مريمقادرة أن تلمسه حينما كان واقفا أمامها هنا علي الأرض بينما تستطيع ذلكوهو جالس في السموات؟! فإذا لم تستطع أن تلمسه علي الأرض فكم بالحريسيكون ذلك صعبا عليها في السموات ؟ فما هو معني هذه الكلمات : “لا تلمسينيلأني لم اصعد بعد الي أبي” ؟ .
في الواقع هذه الكلمات تبدو لي كأنه يقول: “المسيني عندما أكون قد صعدت, ولا تلمسيني قبلما أصعد”. يارب! ألا ألمسكوأنت هنا, وألمسك بعد أن تكون قد صعدت؟!
بالإضافة إلي ذلك, إذا كان المسيحقد امتنع عن التلامس مع البشر قبل صعوده إلي الآب فكيف ظهر لتلاميذه لاليروه فقط بل ليجسوه أيضا إذ قال : “ما بالكم مضطربين ولماذا تخطرأفكارفي قلوبكم؟ انظروا يدي ورجلي إني أنا هو, جسوني وانظروا فان الروح ليس لهلحم وعظام كما ترون” ( لو 24 : 38 , 39 ) .
بالإضافة إلي ذلك فتوما، التلميذ الذي يشك, حين لمس جنب المسيح المطعون وقال “ربي والهي!” ( يو 29:20) لم يكن يسوع قد صعد بعد إلي الآب.
قد يقول شخص ما تنقصه الحكمة: "كان يمكن للرجال أن يلمسوه قبل أن يصعد إلي الآب ولكن لم يكن للنساء أنيلمسوه إلا بعد صعوده إلي الآب”. هذا فكر سخيف ورأي ملتوي. ففي كلمةواحدة, لتسمع الكنيسة ما قد سمعته مريم, فليسمع الجميع وليفهم الجميع، ليفعل الجميع ذلك.
فما معني “لا تلمسيني لأني لم اصعد بعد الي أبي” ؟معناه : ألأنك تريني فأنت تعتقدين أنني مجرد إنسان ولا تعلمين أنني مساوللآب؟ لا تلمسيني بهذا الفكر, لا تظني أنني مجرد إنسان بل افهمي أن الكلمةمساو للآب.
إذن ما معني: “لا تلمسيني” ؟ معناه: “لا تؤمني بما ترينني عليهفقط”. أنني سأعود إلي أبي, حينئذ المسيني. فبالنسبة لك إن صعودي إلي الآبيتم عندما تفهمين أنني مساو للآب. فطالما أنك تظنيني أقل من الآب فأنا لمأصعد بعد بالنسبة لك.
3- علاوة علي ذلك, فأنا اعتقد أننا بواسطة المرأة التيلمست هدب ثوب المسيح وشُفيت, نستطيع أن نفهم بسهولة أن التلامس هوالإيمان.
فكما تذكرون في الإنجيل: أن الرب يسوع المسيح ذهب لزيارة ابنةرئيس المجمع التي قيل عنها أولا أنها مريضة وبعد ذلك ماتت. وفيما هو ذاهبرأي امرأة آتية من احدي الأزقة, وكانت قد صرفت كل معيشتها للأطباء حتيتشفي, إذ كانت تعاني من نزيف منذ اثني عشر عاما, وصف لها الأطباء العلاجدون جدوي. فقالت في نفسها: “إن لمست هدب ثوبه فقط شفيت” .
فقولها مثل تلكالعبارة كان بمثابة الملامسة الفعلية. واختصارًا للموضوع لنسمع حكم الرب (انظر لو 8 : 45 , 48) . فحينما شفيت بسبب إيمانها قال الرب يسوع المسيح: "من الذي لمسني؟” وقال له التلاميذ: "الجموع يزحمونك وتقول من الذيلمسني؟” ولكنه أجاب قائلا “قد لمسني واحد لأني علمت أن قوة قد خرجت مني"
فقد خرجت منه النعمة الإلهية فشُفيت المرأة ولكن دون أن ينقص الرب شيئا. لذلك قال له التلاميذ: "يا معلم الجموع يضيقون عليك فهل علمت من هو ذاكالرجل أو تلك المرأة؟” فقال يسوع “احد قد لمسني”, فما معني “أحد قد لمسني، الباقون يضيقون علي ولكن واحد لمسني”, فما معني “هم يضيقون, ولكن واحدلمس”؟ فلا يزال اليهود يتصارعون أما الكنيسة فقد آمنت.
4- وبناء علي هذا التفسير نري أن المرأة تلامست أيآمنت, فنفس التفسير قد قيل لمريم المجدلية: “لا تلمسيني: إني سأصعد فحينئذالمسيني”. فالمسيني حينما تفهمين معني “في البدء كان الكلمة والكلمة كانعند الله وكان الكلمة الله” (يو 1 : 1)
فبالفعل “الكلمة صار جسدا” (يو 14:1) ولكن لم يزل الكلمة نقيا, بلا عيب, غير متغير وغير ملموس. ولكنلأنك لا ترين سوي إنسانا فانك لا ترين الكلمة. فأنا أريدك أن تؤمنيببشريته ولا تتجاهلين الكلمة. ليكن المسيح ظاهرا بكامله لك لأنه بصفتهالكلمة فهو مساو للآب. ولذلك قال “لا تلمسيني الآن لأنك لا تعلمين بعد منأنا”.
إذن فلتسمع الكنيسة التي ترمز لها مريم, ما قالته مريم. فكلنانتلامس مع المسيح إن كنا نؤمن أنه قد صعد الي الآب وهو جالس عن يمين الآب. فالكنيسة اليوم بأسرها تعترف بهذا إذ تقول “وصعد الي السموات وجلس عن يمينأبيه” (من نص قانون الايمان). فالذين يعتمدون يسمعون هذا الكلام ويؤمنونبه قبل أن يعتمدوا. ولذلك عندما يؤمنون فمريم (أي الكنيسة) تتلامس معالمسيح.
فالفهم غامض ولكنه سليم أي انه مغلق لغير المؤمنين ولكنه مفتوحلمن يقرع علي الباب بإيمان. فالرب يسوع المسيح هناك وهو أيضا هنا معنا, هومع الآب وأيضا فينا. هو لا يترك الآب ولا يتركنا نحن أيضا. وكالرب يعلمناكيف نصلي وكالابن ينصت إلينا مع الآب.

منقول
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
راااااااااااااااااااائع أستاذى

858590122.gif

 

youhnna

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
20 نوفمبر 2008
المشاركات
4,566
مستوى التفاعل
41
النقاط
0
الإقامة
مصر
شكراااااا للشرح الجميل

ربنا يبارك مجهودك
وكل سنة وانت طيب
 

نور وسط الظلام

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
4 أبريل 2008
المشاركات
4,009
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
ميرسى جدا على الموضوع الجميل
ومفيد وعلى الشرح الرائع
ربنا يبارك مجهودك الرائع
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus

KOKOMAN

.
مشرف سابق
إنضم
9 سبتمبر 2007
المشاركات
122,437
مستوى التفاعل
413
النقاط
0
الإقامة
ALEX
موضوع جميل جدا
ميررررررسى على الموضوع يا النهيسى
ربنا يبارك حياتك
 
أعلى