أدلة كتابية عن موت المسيح " كفارة "

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,107
مستوى التفاعل
1,338
النقاط
0
أدلة كتابية عن موت المسيح كفارة أو فدية


أولاً - شهادة المسيح عن موته كفارة، والأدلة على صدقها

1 - شهادة المسيح:
قال المسيح عن نفسه قبل حادثة الصلب: «أَنَا هُوَ ٱلرَّاعِي ٱلصَّالِحُ، وَٱلرَّاعِي ٱلصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ ٱلْخِرَافِ» يوحنا (11:10) قاصداً بالخراف المؤمنين الحقيقيين وأوجه الشبه بينهما أن الخراف تكره القذارة وتطيع راعيها، والمؤمنين الحقيقيين يكرهون الشر ويطيعون الله. وقال «وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى ٱلْحَيَّةَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ هٰكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ (على الصليب) لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ. لأَنَّهُ هٰكَذَا أَحَبَّ ٱللّٰهُ ٱلْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ» (يوحنا 3: 14 - 16).
كان بنو إسرائيل قد تذمروا على الله في البرية، فأثار عليهم الحيات المحرقة، فلدغت عدداً كبيراً منهم. ولما رأى الباقون أنهم سيموتون حتماً مثل غيرهم، هرعوا إلى موسى وقالوا له: قد أخطأنا، فتضرع إلى الله ليرفع عنا الحيات. فصلى موسى لأجلهم. فقال الله له: «ٱصْنَعْ لَكَ حَيَّةً مُحْرِقَةً وَضَعْهَا عَلَى رَايَةٍ، فَكُلُّ مَنْ لُدِغَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا يَحْيَا» (عدد 21: 4 - 9) - والحية النحاسية هذه كانت رمزاً إلى المسيح من النواحي الآتية: (أولاً) إنّه لم يكن بها سم مثل الحيات، والمسيح لم تكن به خطيئة مثل الناس. (ثانياً) إنها لم تكن في ذاتها حية بل كانت شبه حية، والمسيح وإن كان قد ظهر في الهيئة كإنسان مثلنا، لكنه لم يكن في حقيقة ذاته واحداً منا، فقد كان يحلّ فيه كل ملء اللاهوت جسدياً، كما أنه ولد من عذراء لم تعرف رجلاً على الإطلاق. (ثالثاً) إن الموت أتى إلى بني إسرائيل عن طريق حية، ولذلك شاء الله أن يكون خلاصهم منه عن طريق حية من نوع آخر. وهكذا الحال من جهة الخطيئة التي تؤدي إلى العذاب الأبدي، فإنها دخلت إلى البشر بواسطة آدم الأول، ولذلك شاء الله أن يكون خلاصهم منها ومن عذابها بواسطة آدم الأخير الذي هو المسيح (رومية 5: 12 - 19) (رابعاً) إن النظر الجسدي إلى الحية النحاسية كان هو السبيل الوحيد الذي عيَّنه الله للشفاء من لدغة الحيات المحرقة، والنظر الروحي إلى المسيح أو بالحري الإيمان الحقيقي به، هو السبيل الذي عيَّنه الله للخلاص من الخطيئة وعذابها (يوحنا 3: 16).
وقال المسيح أيضاً: «أِنَّ ٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ أَيْضاً لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ» أو بالحري عوضاً عنهم (مرقس 10: 45). وأيضاً «لأَنَّ ٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ» (متى 18: 11). وعندما شبه نفسه بحبة الحنطة قال: «إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ ٱلْحِنْطَةِ فِي ٱلأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلٰكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ» (يوحنا 12: 24)، مشيراً بذلك إلى أنه على أساس موته ستكون لكثير من الناس حياة أبدية، أو بالحري سيكون موته موتاً كفارياً نيابة عنهم.
وعندما تحدث عن نفسه كالخبز النازل من السماء ليهب حياة أبدية للذين يتناولون روحياً منه، قال «وَٱلْخُبْزُ ٱلَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي ٱلَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ ٱلْعَالَمِ» (يوحنا 6: 51). كما قال لتلاميذه مرة بأن جسده سيُبذل وبأن دمه سيُسفك عنهم وعن كثيرين (لوقا 22: 19 و 20)، الأمر الذي يدل على أن موت المسيح لم يكن مجرد استشهاد، بل كان أيضاً كفارة عن الخطاة.
2 - الأدلة على صدق شهادة المسيح:
فضلاً عن أن شهادة المسيح عن موته كفارة مسجلة بالوحي الإلهي، الأمر الذي لا يدع مجالاً للشك في صدقها، فإننا إذا نظرنا إليها من الناحية العقلية يتضح لنا أنها لا بد أن تكون صادقة أيضاً. وذلك للسببين الآتيين:
  • إن القادة والزعماء (كما نرى في كل البلاد) يحاولون بشتى الوسائل أن يبثوا الشجاعة والإقدام في نفوس أتباعهم. وحتى إذا كان هؤلاء القادة والزعماء مرضى أو على شفا الموت، فإنهم يخفون حالتهم الصحية عن أتباعهم لئلا يتسرب إليهم اليأس والفشل. وإذا كان الأمر كذلك، وكان المسيح بعيداً كل البعد عن وسائل التمويه والتحايل التي يلجأ إليها الناس، فلا ندحة من التسليم بأنه كان يعلم علم اليقين أنه سيموت كما قال، لأنه لولا ذلك لما خطر بباله أن يتحدث مع تلاميذه عن موته، إذ أن الحديث عنه حّز في نفوسهم وفتَّ في عضدهم، وهم في أول الطريق معه.
  • إن المسيح لم يكن مدعياً أو متكبراً بل كان صادقاً كل الصدق ومتواضعاً كل التواضع. ولذلك ليس من المعقول أن يكون قد نادى بأن موته سيكون موتاً كفارياً، والحال أنه كان موتاً استشهادياً أو موتاً عادياً فحسب.
  • كما أننا إذا أمعنا النظر في «حديث المسيح عن موته كفارة»، يتضح لنا أنه لا يجيء بمعزل عن تعاليمه التي كان يوجهها إلى سامعيه (مثل محبة الله للبشر واهتمامه بهم ورغبته في تقريبهم إليه) بل يجيء ممتزجاً بها كل الإمتزاج، حتى إنه لا يمكن فصل هذا الحديث عنها بحال. ومن ثم لا يكون كرقعة أُرتقت بثوب بل كالخيوط التي يتكون منها نسيج الثوب، أو بالحري لا يكون دخيلاً على أقوال المسيح بل يكون من ذات أقواله
 

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,107
مستوى التفاعل
1,338
النقاط
0
ثانياً - شهادة الرسل عن موت المسيح كفارة، والأدلة على صدقها

1 - شهادة الرسل:
  • قال بطرس الرسول للمؤمنين: «إِنْ كُنْتُمْ تَدْعُونَ أَباً ٱلَّذِي يَحْكُمُ بِغَيْرِ مُحَابَاةٍ حَسَبَ عَمَلِ كُلِّ وَاحِدٍ، فَسِيرُوا زَمَانَ غُرْبَتِكُمْ بِخَوْفٍ، عَالِمِينَ أَنَّكُمُ ٱفْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ ٱلْبَاطِلَةِ ٱلَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ ٱلآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ ٱلْمَسِيحِ، مَعْرُوفاً سَابِقاً قَبْلَ تَأْسِيسِ ٱلْعَالَمِ» (1 بطرس 1: 17 - 20) ولا غرابة في ذلك، فالله كان يعلم منذ الأزل أن الإنسان سيسقط في الخطيئة، فجهز له الخلاص منها من قبل أن يخلقه، الأمر الذي يتوافق مع كماله كل التوافق.
  • وقال يوحنا الرسول عن المسيح «بِهٰذَا قَدْ عَرَفْنَا ٱلْمَحَبَّةَ: أَنَّ ذَاكَ (الذي هو المسيح) وَضَعَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا» (1 يوحنا 3: 16). وأيضاً «فِي هٰذَا هِيَ ٱلْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا ٱللّٰهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ٱبْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا» (1 يوحنا 4: 10).
  • وقال بولس الرسول لأهل كورنثوس عن المسيح إنه «مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ ٱلْكُتُبِ (النبوية)». وقال أيضاً عنه «وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ ٱلْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ ٱلأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ». وأيضاً إن الله «جَعَلَ (المسيح) ٱلَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، (ذبيحة) خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ ٱللّٰهِ فِيهِ» (1 كورنثوس 15: 3 ، 2 كورنثوس 5: 15 ، 21).
وقال لأهل رومية: «فَإِنَّهُ بِٱلْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارٍّ. رُبَّمَا لأَجْلِ ٱلصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضاً أَنْ يَمُوتَ. وَلٰكِنَّ ٱللّٰهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ ٱلْمَسِيحُ لأَجْلِنَا» (5: 7 ، 8). وقال أيضاً: «مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِٱلْفِدَاءِ ٱلَّذِي بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي قَدَّمَهُ ٱللّٰهُ كَفَّارَةً» (3: 24 و 25). وأيضاً: «لأَنَّ ٱلْمَوْتَ ٱلَّذِي مَاتَهُ قَدْ مَاتَهُ لِلْخَطِيَّةِ مَرَّةً وَاحِدَةً» (6: 10).
وقال لأهل كولوسي عن المسيح «لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ ٱلْمِلْءِ (أي اللاهوت كله)، وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ ٱلْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً ٱلصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ» (1: 19 و 20). كما قال لهم «وَإِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتاً... أَحْيَاكُمْ مَعَهُ، مُسَامِحاً لَكُمْ بِجَمِيعِ ٱلْخَطَايَا، إِذْ مَحَا ٱلصَّكَّ (أو بالحري دين الخطايا) ٱلَّذِي عَلَيْنَا فِي ٱلْفَرَائِضِ، ٱلَّذِي كَانَ ضِدّاً لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ ٱلْوَسَطِ مُسَمِّراً إِيَّاهُ بِٱلصَّلِيبِ» في المسيح (كولوسي 2: 13 ، 14).
وقال لأهل أفسس عن المسيح: «ٱلَّذِي فِيهِ لَنَا ٱلْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ ٱلْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ» (1: 7) وأنه صالحنا «فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ مَعَ ٱللّٰهِ بِٱلصَّلِيبِ، قَاتِلاً ٱلْعَدَاوَةَ بِهِ» (2: 16). وأنه «أَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَاناً وَذَبِيحَةً لِلّٰهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً» (5: 2). وأنه أحب المؤمنين وأسلم نفسه لأجلهم لكي يحضرهم لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غَضَن. (كلمة «الكنيسة» ليست عربية بل عبرية، ويراد بها «جماعة من الناس» تجمعها وحدة ما. أما في المسيحية فيراد بها المؤمنون الحقيقيون وحدهم (أفسس 5: 25). أما «الغَضَن» فهو التجعد الذي يعلو الوجه عند الشيخوخة أو الإعياء. والمراد بالعبارة المذكورة أعلاه، أن الله سيحضر المؤمنين الحقيقيين إليه كاملين كل الكمال، بفضل كفارة المسيح الثمينة لأجلهم على الصليب، وعمله الروحي في قلوبهم طوال وجودهم على الأرض.
وقال للعبرانيين عن المسيح: «لِكَيْ يَذُوقَ بِنِعْمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمَوْتَ لأَجْلِ كُلِّ وَاحِدٍ» (2: 9) لأن المسيح عندما كان على االصليب، كان يمثل كل إنسان في موقفه كمذنب أمام الله في يوم الدينونة، فحمل كل خطاياه من بداية حياته إلى آخرها، الأمر الذي يعطي كل مؤمن حقيقي الإطمئنان الكامل من جهة قبوله أمام الله على أساس كفارة المسيح. كما قال «إنه ُظْهِرَ مَرَّةً عِنْدَ ٱنْقِضَاءِ ٱلدُّهُورِ لِيُبْطِلَ ٱلْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ» (عبرانيين 9: 26)، كما قال عنه «فَبَعْدَمَا قَدَّمَ عَنِ ٱلْخَطَايَا ذَبِيحَةً وَاحِدَةً، جَلَسَ إِلَى ٱلأَبَدِ عَنْ يَمِينِ ٱللّٰهِ» (10: 12). وإنه «لِكَيْ يُقَدِّسَ ٱلشَّعْبَ بِدَمِ نَفْسِهِ، تَأَلَّمَ خَارِجَ ٱلْبَابِ» (عبرانيين 13: 12). أو بالحري خارج باب المدينة حيث كانت تحرق الذبائح الكفارية عوضاً عن الخطاة في العهد القديم.
وقال لتلميذه تيموثاوس عن المسيح: «أنه بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً لأَجْلِ ٱلْجَمِيعِ» (1 تي 2: 6)، لكي يفتدينا من كل إثم
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus


شكرا جدا

موضوع رائع وجميل


سلام الرب يسوع معاكم

 

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,107
مستوى التفاعل
1,338
النقاط
0
وسلام الرب معك يا النهيسي المميز
 
أعلى