صلاح الله
حواء
وضعهما الله في جنة عدن, ولكي يمتحن طاعتهما منعهما من أن يمسا أو يذوقا شجرة معينة. لكن الحية تحت تأثير شيطاني قادت حوّاء إلى الشك في صلاح الله, ثم إلى أكل الثمرة المحرمة. وبعد ذلك الحّت على آدم أن يأكل, "فسمع لقولها", وشاركها ذنبها.
. وكانت النتيجة سقوط الإنسان
تكوين 1: 3-24
+++++++++++++
" لا صالح إلا الله وحده "
الصلاح ليس مسألة مهمة وحسب، لكنها الأهم في حياة الإنسان . وهي مسالة نسبية وشخصية تتعلق برأي كل فرد وذهنيته و بحرية اختياره لمثله و أهدافه. يحاول الإنسان دائما أن يختار ما هو اصلح ، " وصالح " له ، وذلك بحسب معرفته و معتقداته . وجواب يسوع هنا " لا صالح إلا الله وحده "
يؤكد على امرين :
الأول
هو رفض التعددية في تحديد الصلاح ،
و الثاني
هو التأكيد على أن الله هو الصلاح الحقيقي المطلق . فالصلاح للبعض يتحدد بالمتعة مثلا ، أو بالمصلحة و اقتناء الخيرات الدنيوية الكثيرة وتجميع الأموال والغنى، أو في السلطة والمجد والمراكز ... و ذلك دون ربطه أحيانا حتى بأية قيمة أخلاقية أو شروط أدبية .
الصلاح فى العهد القديم
في حفظ الوصايا الإلهية والمحافظة على العهد
(تطبيق الشريعة ). وهذا الصلاح كان يحيط به عالم بشري من الخيرات. فمن علامات الرضى الإلهي ، نتيجة ممارسة الفضائل اليهودية وتطبيق وصايا الشريعة، كان الغنى والأولاد والممتلكات . وعكس ذلك كان الفقر والمرض و سواهما ... لم يكن صلاحا ، و أيضا لم يكن علامة بركة إلهية بمقدار ما كان لعنة . لهذا نرى اليهود يربطون بين العمى والخطيئة ، كما في قصة الأعمى منذ مولده . وقصة أيوب في سفره بأكمله ما هي إلا محاولة إلهية لتطهير " الصلاح " من ارتباطه بالخيرات الأرضية.
الصلاح في العهد الجديد
أصبح الصلاح لا يقاس بالنسبة إلى خير مجرد ماديا كان أو خلقيا أو أدبيا أو اجتماعيا... بل بالنسبة إلى الله الذي وحده يعطي الأشياء إمكانية حسنها وصلاحها .
-------------------------------------
يؤكد المسيح عن نفسه الصلاح أنه قال
: "أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ ..... أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي،"( يو10: 11)إ
الراعي الصالح
جاء حديث السيد المسيح عن الراعي الصالح بعد تفتيح عيني المولود أعمى، حيث ظهر الفارق واضحًا بين الراعي المهتم بخرافه وبين الأجراء؛ أي بين السيد المسيح الذي يشتاق إلى خلاص البشرية والفريسيين الذين يهمتمون بكرامتهم الذاتية وسلطانهم ومكاسبهم.
في هذا المثل تظهر اليهودية كقطيع [1]، والسيد المسيح هو الراعي الصالح الذي يأتي من الباب المعين (خلال باب النبوات) إلى القطيع. والروح القدس يفتح له الباب، ويتجاوب القطيع الحقيقي معه، حيث تشفى أعينهم ويعاينوا الراعي. يخرج بهم الراعي عن حرفية الناموس [3] وعن الارتداد وعدم الإيمان، بينما يرفض الحرفيون الراعي الصالح [4، 5].
نرى في هذا المثل الآتي:
أ - السيد المسيح وليس الناموس هو باب القطيع، الباب الجديد [7].
ب - كل القيادات اليهودية الحرفية الرافضة للمسيح هم لصوص [8].
ج - المسيح وحده هو المخلص، السيد، معطي ذاته [9، 10].
د - المسيح هو ذبيحة الحب يموت عن قطيعه [11-15].
ه - للراعي الصالح قطيع آخر من الأمم يضمه إلى المؤمنين من اليهود، ويقيم منهم جميعًا قطيعًا واحدًا هو كنيسة المسيح [16، 1 كو 13:12، أف 4:4-6]
و- يتفاعل هذا القطيع الواحد مع ذبيحة المسيح الفريدة وموته الاختياري [17، 18]. أما عدم الإيمان فيعجز عن تقديم أي شيء سوى الارتباك والتجديف الشرير.
"الحق الحق أقول لكم
إن الذي لا يدخل من الباب إلى حظيرة الخراف،
بل يطلع من موضعآخر،
فذاك سارق ولص". [1]
تلجأ الخراف إلى حظيرة الخراف ليلاً، غالبًا ما تكون ملاصقة لبيت الراعي. للحظيرة باب واحد يحرسه البواب. لهذا من أراد السرقة يلجأ إلى التسلل عن طريق الوثب من حائط الحظيرة.
يشبه السيد المسيح نفسه براعي الخراف المهتم بقطيعه، والكنيسة في العالم أشبه بمرعى، حيث تضم في داخلها الخراف المشتتة في العالم (يو ١١: ٥٢)، ليتحدوا معه كقطيعٍ مقدسٍ يرعاه الراعي القدوس، هذا الذي يحتضنه فيكون لهم سور نارٍ لحمايتهم (زك ٢: ٥). أما استخدام قطيع الخراف كرمزٍ لكنيسة المسيح، ذلك لما اتسمت به الخراف من وداعة وهدوء وتسليم بين يدي راعيها، والتصاقها ببعضها البعض.
قدم السيد المسيح هذا التشبيه، لأن الخراف تتسم بعجزها عن دفاعها عن النفس ضد أي هجوم، إنما تعتمد تمامًا على اهتمام راعيها وسهره على حمايتها. تعتمد أيضًا في طعامها وشرابها على الراعي الذي يتقدمها، فحتى في البلاد التي تتسم بغزارة الأمطار يحتاج القطيع إلى من يقوده إلى فترة طويلة إلى مراكز المياه لكي يشرب، ولا تبحث عنها الخراف بنفسها. وفي دخولها إلى الحظيرة لا تبدأ بالدخول حتى وإن لحق بها مخاطر من وحوش ضارية ما لم يقود الراعي خروفًا أو اثنين من الباب فتسير بقية الخراف وراءه أو وراءهما.
v إن وجدنا هذه الشخصيات الثلاث أيها الأخوة القديسون، نجد من يليق بنا أن نحبهم، ومن يجب علينا أن نحتملهم، ومن يلزمنا الحذر منهم. فالراعي يُحب، والأجير يُحتمل، واللص يُحذر منه[1079]
القديس أغسطينوس
v لاحظوا سمات اللص؛ أولاً أنه لا يدخل علانية؛ ثانياً لا يدخل حسب الكتب المقدسة، فهذا لا يعنيه، "لا يدخل من الباب"[١].هنا أيضًا يشير إلى الذين جاءوا قبلاً والذين سيأتون بعده، ضد المسيح والمسحاء الكذبة، يهوذا وثيداس (أع ٥:٣٦) وكل من على شاكلتهم.
في قول السيد المسيح: "إن الذي لا يدخل من الباب"، المقصود بالباب هنا هو الكتبالمقدسة، لأنها تدخل بنا إلى الله، وتفتح لنا المعرفة بإلهنا، وهي تحفظنا، ولا تترك الذئاب تدخل إلينا، لأنها بصورة باب، تغلق المدخل في وجه ذوي البدع، وتصيرنا في صيانة من خداعهم، ولا تهملنا حتى لا ننخدع. لأننا بالكتب نعرف الرعاة، والذين ليسوا برعاة، ولهذا قال السيد المسيح لليهود: "فتشوا الكتب، لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية، وهي التي تشهد لي" (يو 5: 39). إنها تجلب موسى وتدعوه هو وكل الأنبياء شهودًا، إذ يقول: "كل من يسمع الأنبياء يأتي إليّ" وأيضًا: "لو صدقتم موسى تؤمنون بي"... حسنًا يقول: "يتسلق (يصعد) وليس "يدخل"، فإن التسلق هو من عمل السارق الذي يضع في نيته أن يقفز فوق السور، يفعل ذلك وهو معرض للخطر[1080].
القديس يوحنا الذهبي الفم
v لقد أعلنوا أنهم ليسوا عميانًا، ومع ذلك كان يمكنهم أن يروا فقط إن صاروا قطيع المسيح
من أين لهم أن يدعوا بأن لهم النور هؤلاء الذين يعملون كلصوصٍ ضد النهار؟ ذلك بسبب بطلانهم وكبريائهم وتشامخهم العضال، لذلك أضاف الرب يسوع تلك الكلمات التي فيها يقدم لنا نحن أيضًا دروسًا قيمة إن دخلنا بها إلى القلب. إذ يوجد كثيرون بحسب عادة الحياة يُدعون صالحين – رجال صالحين، نساء صالحات، أبرياء - لمن يراعون ما جاء في الناموس: يحترمون والديهم، ويمتنعون عن الزنا، ولا يقتلون ولا يسرقون، ولا يشهدون باطلاً ضد أحد، ويراعون كل متطلبات الناموس الأخرى. ومع هذا فهم غير مسيحيين، ويسألون بتشامخٍ مثل هؤلاء الناس: "هل نحن أيضًا عميان؟"...
إنهم يعملون بلا هدف، ولا يدخلون من الباب الذي يقود إلى الحظيرة.
قد يقول الوثنيون: نحن نحيا بصلاح.
إن لم يدخلوا من الباب، أية إرادة صالحة هذه يمارسونها، ومع ذلك فهم متشامخون؟...
ليس لأحد رجاء حسن للحياة ما لم يعرف الحياة، أي المسيح، ويدخل الحظيرة من الباب[1081].
v يوجد فلاسفة لهم مناقشات بارعة عن الفضائل والرذائل، يميزون بينها، ويقدمون تعريفات لها، وفي النهاية يقدمون تسلسلاً عقليًا دقيقًا، يملأون الكتب، ويحمون حكمتهم بأحاديث ثرثارة؛ هؤلاء يجسرون ويقولون للناس اتبعونا، انضموا إلى فرقتنا إن أردتم أن تعيشوا سعداء. لكنهم لا يدخلون من الباب؛ هؤلاء يريدون أن يحطموا ويذبحوا ويقتلوا[1082].
v هل يمكن للفريسي أن ينطق بالصالحات؟
الفريسي هو شوك، فكيف أجني من الشوك عنبًا (مت ٧: ١٦؛ ١٢: ٣٣)؟
لأنك يا رب تقول: "ما يقولونه أعملوه، وأما ما يفعلوه فلا تفعلوه" (مت ٢٣: ٣).
هل تأمرني أن أجمع عنبًا من الشوك عندما تقول: "هل يجتنون من الشوك عنبا"؟ يجيبك الرب: "لست آمرك أن تجمع من الشوك عنبًا، بل أن تتطلع وتلاحظ حسنًا كما يحدث غالبَا عندما تتدلى الكرمة المرتفعة عن الأرض ألا تكون مشتبكة مع الأشواك". فإننا نجد أحيانا يا اخوتي كرمة مزروعة... يكون حولها سياج من الأشواك، تلقي بفروعها متشابكة بين الأشواك. والذي يريد أن يقتطف عنبًا لا يجنيه من الأشواك بل من الكرمة المتشابكة مع الأشواك.
بنفس الطريقة فإن الفريسيين مملوءون بالأشواك، لكنهم إذ يجلسون على كرسي موسى تحيط بهم الكرمة والعنب الذي هو الكلمات الصالحة، والوصايا الصالحة تتدلى منهم. لتقطف عنبًا دون أن يوخزك الشوك، عندما تقرأ: "ما يقولوه اعملوه، وأما ما يفعلوه فلا تفعلوه". لكن الشوك يوخزك إن كنت تفعل ما يفعلونه. فلكي تجتني عنبًا دون أن يمسك بك الشوك "ما يقولوه افعلوه، وأما ما يفعلونه فلا تفعلوه".
أعمالهم هي الأشواك، كلماتهم هي العنب، لكنه صادر عن الكرمة التي هي كرسي موسى[1083]
v ضميري ليس صالحًا لأنكم تمدحونه، إذ كيف تمدحون ما لا ترونه؟
ليمدحني (الله) الذي يرى.
نعم، ليُصلحه إن كان يرى فيه شيئًا يضاد عينيه.
فإنني أيضًا لا أقول إنني كاملاً تمامًا، لكنني أقرع صدري، وأقول لله: "ارحمني لكي لا أخطئ". لكنني أظن أنني أتكلم في حضرته بأنني لا أطلب شيئًا منكم بل أطلب خلاصكم، وأنتهر على الدوام خطايا اخوتي، وأحتمل ضيقات، وذهني يعذبني، ودومًا أوبخهم. نعم لا أكف عن حثهم. كل الذين يتذكرون ما أقوله هم شهود، كيف انتهر يا اخوتي من يخطئون بدون حسدٍ[1084]
القديس أغسطينوس
"وأما الذي يدخل من الباب
فهو راعي الخراف". [2]
راعي الخراف هو صاحب القطيع، يهتم بكل واحدٍ منهم، يدخل إليهم من الباب بكونه صاحب سلطان. يدخل لكي يعمل لحساب الكل. وكما يقول الله نفسه: "أنا أرعى غنمي وأربضها يقول السيد الرب؛ وأطلب الضال، وأسترد المطرود، وأجبر الكسير، وأعصب الجريح، وأبيد السمين القوي، وأرعاها بعدلٍ" (حز ٣٤: ١٥–١٦).
"لهذا يفتح البواب،
والخراف تسمع صوته،
فيدعوخرافه الخاصة بأسماء ويخرجها". [3]
v ليس ما يمنع من الخطر أن نفترض في موسى أنه البواب، فإنه قد عُهد إليه حفظ تعاليم الله[1085].
القديس يوحنا الذهبي الفم
v ليتنا لا نرتبك أيها الاخوة في فهمه، إذ يحمل تشبيهات بكونه هو الباب وأيضًا البواب. لأنه ما هو الباب؟ طريق الدخول. من هو البواب؟ ذاك الذي يفتح الباب. إذن من هو ذاك الذي يفتحه إلاَّ هو نفسه حيث يكشف عن ذاته ليُرى؟[1086]
القديس أغسطينوس
"ومتىأخرج خرافه الخاصة يذهب أمامها،
والخراف تتبعه،
لأنها تعرف صوته". [4]
إذ يرسل الراعي الصالح خرافه ليس في الطريق الذي بلا ذئاب بل يؤكد لهم أنه يرسلهم "وسط الذئاب" (مت ١٠: ١٦)، لذلك يتقدمهم في الطريق حتى إذا ما هاجمتهم الذئاب إنما تهاجمه هو، فيحول الذئاب إلى حملان وديعة. لقد تقدم قطيعه في مرعى الصليب والآلام، حتى لا يخشى القطيع طريق الجلجثة، ولا يهابون الموت، ماداموا في رفقة المصلوب.
v يعمل الرعاة خلاف ذلك إذ يمشون وراء الخراف، ولكن السيد المسيح يبين هنا أنه هو الذي يرشد جميع تابعيه إلى الحق.
القديس يوحنا الذهبي الفم
"وأما الغريب فلا تتبعه،
بل تهرب منه،
لأنها لا تعرف صوت الغرباء". [5]
القطيع غير العاقل يعرف صاحبه فيلتصق به، وإذ لا تعرف صوت الغرباء تهرب منهم. وكما قيل: "الثور يعرف قانيه" (إش ١: ٣).
"هذا المثل قاله لهم يسوع،
وأما هم فلم يفهموا ما هو الذي كان يكلمهم به". [6]
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أنه بهذه العبارة يفصل السيد المسيح بينه وبين المسحاء الكذبة، فإنه بكل وسيلة كان يفعل هذا.
أولاً: تعاليمه من الكتب المقدس التي تشهد له، أما المسحاء الكذبة فيجتذبون الناس بعيدًا عن كلمة الله.
ثانيًا: طاعة الخراف له، إذ يؤمنون به ليس فقط حين كان سالكًا على الأرض بل وحتى بعد موته وصعوده إلى السماء. أما المسحاء الكذبة فتتركهم الخراف كما حدث مع ثيداس ويهوذا إذ تشتت الذين آمنوا بهما (أع ٥: ٣٦).
ثالثًا: يعمل الكذبة كمتمردين ويسببوا ثورات، أما هو فعندما أرادوا أن يجعلوه ملكًا اختفى. وعندئذ سُئل إن كان يجوز أن تقدم الجزية لقيصر، أمرهم بدفعها، بل هو نفسه دفعها (مت ١٧: ٢٧).
رابعًا: جاء لخلاص الخراف، لكي تكون لهم حياة، ويكون لهم أفضل[١٠]. أما الكذبة فيحرمونهم حتى من الحياة الزمنية، إذ يتركونهم في لحظات الخطر ويهربوا لينجوا.
لم يدرك اليهود ما عناه السيد المسيح بالمثل؛ لم يفهموا أن يسوع المسيح هو الراعي الصالح، ولا أن الأجراء هم الخدام الذين يطلبون ما لنفعهم الشخصي وليس ما هو لنفع القطيع، وأيضًا السراق واللصوص هم الذين يطلبون كرامتهم الشخصية، حتى وإن كان الثمن هلاك القطيع.
لم يستطع الفريسيون فهمه، هؤلاء الذين يحسبون أنفسهم معلمين للشعب، أصحاب معرفة، ولا يحتاجون إلى أن يتعلموا شيئًا. بين أيديهم كلمة الله، لكنهم يسيئون فهمها بسبب قسوة قلوبهم، وعمى بصيرتهم الداخلية.
"فقال لهم يسوع أيضًا:
الحق الحق أقول لكمإني أنا باب الخراف". [7]
إنه باب المرعى، باب الكنيسة. يَغلق لا ليحبس القطيع، وإنما ليحميه من الذئاب واللصوص، فلا يهلكون. إنه الحكمة والقوة والبرّ من يدخل منه يدخل إليه، وينعم بهذا كله. إنه باب مغلق في وجه الذئاب، لكنه باب الحب للخراف كي تدخل وتخرج وتلتقي معًا في شركة الحب الأخوي. لذا يدعو نفسه "باب الخراف"، لن يقدر ذئب أن يدخل منه ما لم يتحول إلى حملٍ حقيقيٍ.
إنه الباب الملوكي الإلهي، بل ندخل إلى العرش الإلهي وننعم بالحياة السماوية.
والعجيب أن راعي الخراف عومل كلصٍ، فخرجوا عليه بسيوفٍ وعصيٍ للقبض عليه (مت ٢٦: ٥٥)، لأنه لم يدخل من خلال هؤلاء اللصوص والذئاب الخاطفة، ولم يكن يستأذنهم في خدمته لشعبه. عوض التلمذة له ليسلكوا بروحه كانوا ينتظرون تلمذته لهم، ليسلك بروحهم المعادية للحق الإلهي وللحب الرعوي الحقيقي.
v عندما يحضرنا إلى الآب يدعو نفسه "بابًا"، وعندما يرعانا يدعو نفسه "راعيًا". فلكي لا تظنوا أن عمله الوحيد أن يحضرنا إلى الآب لذلك دعا نفسه راعيًا[1087].
القديس يوحنا الذهبي الفم
v يسوع هو كل شيء، كل الأسماء تناسبه. إنه كل شيء يعلنه[1088].
العلامة أوريجينوس
v للمحتاجين إلى البهجة يصير لهم كرمة، وللمحتاجين إلى الدخول يقف كبابٍ[1089].
القديس كيرلس الأورشليمي
v هو نفسه الباب؛ لنأتِِ فيه ونعرفه. لندخل أو لنفرح أننا بالفعل فيه[1090].
v جاء قبله الأنبياء، فهل كانوا سراقًا ولصوصًا؟ حاشا. إنهم لم يأتوا منفصلين عنه، بل جاءوا معه. عند مجيئه أرسل رسلاً لكنه احتفظ بقلوب رسله. أتريدون أن تعرفوا أنهم جاءوا معه ذاك الذي هو حاضر على الدوام؟ بالتأكيد هو أخذ جسدًا بشريًا في الوقت المعين. لكن ماذا يعني: "على الدوام"؟ "في البدء كان الكلمة" (يو ١: ١). جاء معه من جاءوا مع كلمة الله. لقد قال: "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو ١٤: ٦). إن كان هو الحق، فقد جاء معه من هم صادقون. لكن كثيرين إذ انفصلوا عنه هؤلاء هم سراق ولصوص، أي جاءوا ليسرقوا ويدمروا[1091].
v "ولكن الخراف لم تسمع لهم" هذه نقطة أكثر أهمية. قبل مجيء ربنا يسوع المسيح، حيث جاء في تواضع في الجسد، سمعه أناس أبرار، آمنوا به أنه سيأتي بنفس الطريقة التي لنا أنه قد جاء.
الأوقات تتغير لكن ليس الإيمان... في أوقاتٍ متغيرةٍ حقًا لكن الدخول من باب واحد للإيمان، أي المسيح، فنرى كليهما قد دخلا...
يقول (الرسول): "جميعهم شربوا شرابًا واحدًا روحيًا، لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم، الصخرة كانت المسيح" (١ كو ١٠: ٤). انظروا بينما بقي الإيمان تغيرت العلامات. هناك الصخرة كانت المسيح، أما بالنسبة لنا فالمسيح على مذبح الله... كثيرون في ذلك الوقت آمنوا، سواء إبراهيم أو اسحق أو يعقوب أو موسى أو البطاركة الآخرون والأنبياء الذين تنبأوا عن المسيح، هؤلاء هم خراف سمعوا المسيح. سمعوا صوته وليس صوت آخر[1092].
القديس أغسطينوس
"جميع الذينأتوا قبلي هم سراق ولصوص،
ولكن الخراف لم تسمع لهم". [8]
v لم يتكلم هنا عن الأنبياء كما ادعى الهراطقة، فإنه إذ آمن كثيرون بالمسيح سمعوا للأنبياء واقتنعوا بهم. إنما يتحدث هنا عن ثيداس ويهوذا وغيرهما من مثيري الفتنة. بجانب هذا يقول: "ولكن الخراف لم تسمع لهم" [٨]، كمن يمدحهم على ذلك. لا نجده في أي موضع يمدح السيد من يرفضوا السماع للأنبياء، وإنما على العكس يوبخهم ويتهمهم بشدة، بينما القول: "لم تسمع" يشير إلى قادة الفتنة[1093].
القديس يوحنا الذهبي الفم
------------------------
هل تتشكك في صلاح وعدل وبر الله
" كيف و الله أثبت لنا محبته، اذ ونحن مازلنا خاطئين مات المسيح عوضا عنا" (رومية 8:5).
فبالرغم من طبيعة البشر الشريرة والخاطئة فالله مازال يحبنا. فهو أحبنا بصورة كافية حتي أنه مات بدلا عنا وتحمل عنا عقاب الخطيئة (رومية 23:6). كل ما علينا أن نفعله هو فقط أن نؤمن بيسوع المسيح (يوحنا 16:3 و رومية 9:10) لكي تغفر لنا خطايانا وننال مكان في السماء (رومية 1:8)
-------------------------------
تيأس من وقوعك في الخطية
لا
لان الابن الضال عندما رجع اخذه ابوه في حضنه لم يكن هناك حاجز بينهم...
هكذا يفعل الرب يسوع معنا
===============
بحثى وتجميعى
من النت
[YOUTUBE]OaYli884XM0[/YOUTUBE]
حواء
وضعهما الله في جنة عدن, ولكي يمتحن طاعتهما منعهما من أن يمسا أو يذوقا شجرة معينة. لكن الحية تحت تأثير شيطاني قادت حوّاء إلى الشك في صلاح الله, ثم إلى أكل الثمرة المحرمة. وبعد ذلك الحّت على آدم أن يأكل, "فسمع لقولها", وشاركها ذنبها.
. وكانت النتيجة سقوط الإنسان
تكوين 1: 3-24
+++++++++++++
" لا صالح إلا الله وحده "
الصلاح ليس مسألة مهمة وحسب، لكنها الأهم في حياة الإنسان . وهي مسالة نسبية وشخصية تتعلق برأي كل فرد وذهنيته و بحرية اختياره لمثله و أهدافه. يحاول الإنسان دائما أن يختار ما هو اصلح ، " وصالح " له ، وذلك بحسب معرفته و معتقداته . وجواب يسوع هنا " لا صالح إلا الله وحده "
يؤكد على امرين :
الأول
هو رفض التعددية في تحديد الصلاح ،
و الثاني
هو التأكيد على أن الله هو الصلاح الحقيقي المطلق . فالصلاح للبعض يتحدد بالمتعة مثلا ، أو بالمصلحة و اقتناء الخيرات الدنيوية الكثيرة وتجميع الأموال والغنى، أو في السلطة والمجد والمراكز ... و ذلك دون ربطه أحيانا حتى بأية قيمة أخلاقية أو شروط أدبية .
الصلاح فى العهد القديم
في حفظ الوصايا الإلهية والمحافظة على العهد
(تطبيق الشريعة ). وهذا الصلاح كان يحيط به عالم بشري من الخيرات. فمن علامات الرضى الإلهي ، نتيجة ممارسة الفضائل اليهودية وتطبيق وصايا الشريعة، كان الغنى والأولاد والممتلكات . وعكس ذلك كان الفقر والمرض و سواهما ... لم يكن صلاحا ، و أيضا لم يكن علامة بركة إلهية بمقدار ما كان لعنة . لهذا نرى اليهود يربطون بين العمى والخطيئة ، كما في قصة الأعمى منذ مولده . وقصة أيوب في سفره بأكمله ما هي إلا محاولة إلهية لتطهير " الصلاح " من ارتباطه بالخيرات الأرضية.
الصلاح في العهد الجديد
أصبح الصلاح لا يقاس بالنسبة إلى خير مجرد ماديا كان أو خلقيا أو أدبيا أو اجتماعيا... بل بالنسبة إلى الله الذي وحده يعطي الأشياء إمكانية حسنها وصلاحها .
-------------------------------------
يؤكد المسيح عن نفسه الصلاح أنه قال
: "أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ ..... أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي،"( يو10: 11)إ
الراعي الصالح
جاء حديث السيد المسيح عن الراعي الصالح بعد تفتيح عيني المولود أعمى، حيث ظهر الفارق واضحًا بين الراعي المهتم بخرافه وبين الأجراء؛ أي بين السيد المسيح الذي يشتاق إلى خلاص البشرية والفريسيين الذين يهمتمون بكرامتهم الذاتية وسلطانهم ومكاسبهم.
في هذا المثل تظهر اليهودية كقطيع [1]، والسيد المسيح هو الراعي الصالح الذي يأتي من الباب المعين (خلال باب النبوات) إلى القطيع. والروح القدس يفتح له الباب، ويتجاوب القطيع الحقيقي معه، حيث تشفى أعينهم ويعاينوا الراعي. يخرج بهم الراعي عن حرفية الناموس [3] وعن الارتداد وعدم الإيمان، بينما يرفض الحرفيون الراعي الصالح [4، 5].
نرى في هذا المثل الآتي:
أ - السيد المسيح وليس الناموس هو باب القطيع، الباب الجديد [7].
ب - كل القيادات اليهودية الحرفية الرافضة للمسيح هم لصوص [8].
ج - المسيح وحده هو المخلص، السيد، معطي ذاته [9، 10].
د - المسيح هو ذبيحة الحب يموت عن قطيعه [11-15].
ه - للراعي الصالح قطيع آخر من الأمم يضمه إلى المؤمنين من اليهود، ويقيم منهم جميعًا قطيعًا واحدًا هو كنيسة المسيح [16، 1 كو 13:12، أف 4:4-6]
و- يتفاعل هذا القطيع الواحد مع ذبيحة المسيح الفريدة وموته الاختياري [17، 18]. أما عدم الإيمان فيعجز عن تقديم أي شيء سوى الارتباك والتجديف الشرير.
"الحق الحق أقول لكم
إن الذي لا يدخل من الباب إلى حظيرة الخراف،
بل يطلع من موضعآخر،
فذاك سارق ولص". [1]
تلجأ الخراف إلى حظيرة الخراف ليلاً، غالبًا ما تكون ملاصقة لبيت الراعي. للحظيرة باب واحد يحرسه البواب. لهذا من أراد السرقة يلجأ إلى التسلل عن طريق الوثب من حائط الحظيرة.
يشبه السيد المسيح نفسه براعي الخراف المهتم بقطيعه، والكنيسة في العالم أشبه بمرعى، حيث تضم في داخلها الخراف المشتتة في العالم (يو ١١: ٥٢)، ليتحدوا معه كقطيعٍ مقدسٍ يرعاه الراعي القدوس، هذا الذي يحتضنه فيكون لهم سور نارٍ لحمايتهم (زك ٢: ٥). أما استخدام قطيع الخراف كرمزٍ لكنيسة المسيح، ذلك لما اتسمت به الخراف من وداعة وهدوء وتسليم بين يدي راعيها، والتصاقها ببعضها البعض.
قدم السيد المسيح هذا التشبيه، لأن الخراف تتسم بعجزها عن دفاعها عن النفس ضد أي هجوم، إنما تعتمد تمامًا على اهتمام راعيها وسهره على حمايتها. تعتمد أيضًا في طعامها وشرابها على الراعي الذي يتقدمها، فحتى في البلاد التي تتسم بغزارة الأمطار يحتاج القطيع إلى من يقوده إلى فترة طويلة إلى مراكز المياه لكي يشرب، ولا تبحث عنها الخراف بنفسها. وفي دخولها إلى الحظيرة لا تبدأ بالدخول حتى وإن لحق بها مخاطر من وحوش ضارية ما لم يقود الراعي خروفًا أو اثنين من الباب فتسير بقية الخراف وراءه أو وراءهما.
v إن وجدنا هذه الشخصيات الثلاث أيها الأخوة القديسون، نجد من يليق بنا أن نحبهم، ومن يجب علينا أن نحتملهم، ومن يلزمنا الحذر منهم. فالراعي يُحب، والأجير يُحتمل، واللص يُحذر منه[1079]
القديس أغسطينوس
v لاحظوا سمات اللص؛ أولاً أنه لا يدخل علانية؛ ثانياً لا يدخل حسب الكتب المقدسة، فهذا لا يعنيه، "لا يدخل من الباب"[١].هنا أيضًا يشير إلى الذين جاءوا قبلاً والذين سيأتون بعده، ضد المسيح والمسحاء الكذبة، يهوذا وثيداس (أع ٥:٣٦) وكل من على شاكلتهم.
في قول السيد المسيح: "إن الذي لا يدخل من الباب"، المقصود بالباب هنا هو الكتبالمقدسة، لأنها تدخل بنا إلى الله، وتفتح لنا المعرفة بإلهنا، وهي تحفظنا، ولا تترك الذئاب تدخل إلينا، لأنها بصورة باب، تغلق المدخل في وجه ذوي البدع، وتصيرنا في صيانة من خداعهم، ولا تهملنا حتى لا ننخدع. لأننا بالكتب نعرف الرعاة، والذين ليسوا برعاة، ولهذا قال السيد المسيح لليهود: "فتشوا الكتب، لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية، وهي التي تشهد لي" (يو 5: 39). إنها تجلب موسى وتدعوه هو وكل الأنبياء شهودًا، إذ يقول: "كل من يسمع الأنبياء يأتي إليّ" وأيضًا: "لو صدقتم موسى تؤمنون بي"... حسنًا يقول: "يتسلق (يصعد) وليس "يدخل"، فإن التسلق هو من عمل السارق الذي يضع في نيته أن يقفز فوق السور، يفعل ذلك وهو معرض للخطر[1080].
القديس يوحنا الذهبي الفم
v لقد أعلنوا أنهم ليسوا عميانًا، ومع ذلك كان يمكنهم أن يروا فقط إن صاروا قطيع المسيح
من أين لهم أن يدعوا بأن لهم النور هؤلاء الذين يعملون كلصوصٍ ضد النهار؟ ذلك بسبب بطلانهم وكبريائهم وتشامخهم العضال، لذلك أضاف الرب يسوع تلك الكلمات التي فيها يقدم لنا نحن أيضًا دروسًا قيمة إن دخلنا بها إلى القلب. إذ يوجد كثيرون بحسب عادة الحياة يُدعون صالحين – رجال صالحين، نساء صالحات، أبرياء - لمن يراعون ما جاء في الناموس: يحترمون والديهم، ويمتنعون عن الزنا، ولا يقتلون ولا يسرقون، ولا يشهدون باطلاً ضد أحد، ويراعون كل متطلبات الناموس الأخرى. ومع هذا فهم غير مسيحيين، ويسألون بتشامخٍ مثل هؤلاء الناس: "هل نحن أيضًا عميان؟"...
إنهم يعملون بلا هدف، ولا يدخلون من الباب الذي يقود إلى الحظيرة.
قد يقول الوثنيون: نحن نحيا بصلاح.
إن لم يدخلوا من الباب، أية إرادة صالحة هذه يمارسونها، ومع ذلك فهم متشامخون؟...
ليس لأحد رجاء حسن للحياة ما لم يعرف الحياة، أي المسيح، ويدخل الحظيرة من الباب[1081].
v يوجد فلاسفة لهم مناقشات بارعة عن الفضائل والرذائل، يميزون بينها، ويقدمون تعريفات لها، وفي النهاية يقدمون تسلسلاً عقليًا دقيقًا، يملأون الكتب، ويحمون حكمتهم بأحاديث ثرثارة؛ هؤلاء يجسرون ويقولون للناس اتبعونا، انضموا إلى فرقتنا إن أردتم أن تعيشوا سعداء. لكنهم لا يدخلون من الباب؛ هؤلاء يريدون أن يحطموا ويذبحوا ويقتلوا[1082].
v هل يمكن للفريسي أن ينطق بالصالحات؟
الفريسي هو شوك، فكيف أجني من الشوك عنبًا (مت ٧: ١٦؛ ١٢: ٣٣)؟
لأنك يا رب تقول: "ما يقولونه أعملوه، وأما ما يفعلوه فلا تفعلوه" (مت ٢٣: ٣).
هل تأمرني أن أجمع عنبًا من الشوك عندما تقول: "هل يجتنون من الشوك عنبا"؟ يجيبك الرب: "لست آمرك أن تجمع من الشوك عنبًا، بل أن تتطلع وتلاحظ حسنًا كما يحدث غالبَا عندما تتدلى الكرمة المرتفعة عن الأرض ألا تكون مشتبكة مع الأشواك". فإننا نجد أحيانا يا اخوتي كرمة مزروعة... يكون حولها سياج من الأشواك، تلقي بفروعها متشابكة بين الأشواك. والذي يريد أن يقتطف عنبًا لا يجنيه من الأشواك بل من الكرمة المتشابكة مع الأشواك.
بنفس الطريقة فإن الفريسيين مملوءون بالأشواك، لكنهم إذ يجلسون على كرسي موسى تحيط بهم الكرمة والعنب الذي هو الكلمات الصالحة، والوصايا الصالحة تتدلى منهم. لتقطف عنبًا دون أن يوخزك الشوك، عندما تقرأ: "ما يقولوه اعملوه، وأما ما يفعلوه فلا تفعلوه". لكن الشوك يوخزك إن كنت تفعل ما يفعلونه. فلكي تجتني عنبًا دون أن يمسك بك الشوك "ما يقولوه افعلوه، وأما ما يفعلونه فلا تفعلوه".
أعمالهم هي الأشواك، كلماتهم هي العنب، لكنه صادر عن الكرمة التي هي كرسي موسى[1083]
v ضميري ليس صالحًا لأنكم تمدحونه، إذ كيف تمدحون ما لا ترونه؟
ليمدحني (الله) الذي يرى.
نعم، ليُصلحه إن كان يرى فيه شيئًا يضاد عينيه.
فإنني أيضًا لا أقول إنني كاملاً تمامًا، لكنني أقرع صدري، وأقول لله: "ارحمني لكي لا أخطئ". لكنني أظن أنني أتكلم في حضرته بأنني لا أطلب شيئًا منكم بل أطلب خلاصكم، وأنتهر على الدوام خطايا اخوتي، وأحتمل ضيقات، وذهني يعذبني، ودومًا أوبخهم. نعم لا أكف عن حثهم. كل الذين يتذكرون ما أقوله هم شهود، كيف انتهر يا اخوتي من يخطئون بدون حسدٍ[1084]
القديس أغسطينوس
"وأما الذي يدخل من الباب
فهو راعي الخراف". [2]
راعي الخراف هو صاحب القطيع، يهتم بكل واحدٍ منهم، يدخل إليهم من الباب بكونه صاحب سلطان. يدخل لكي يعمل لحساب الكل. وكما يقول الله نفسه: "أنا أرعى غنمي وأربضها يقول السيد الرب؛ وأطلب الضال، وأسترد المطرود، وأجبر الكسير، وأعصب الجريح، وأبيد السمين القوي، وأرعاها بعدلٍ" (حز ٣٤: ١٥–١٦).
"لهذا يفتح البواب،
والخراف تسمع صوته،
فيدعوخرافه الخاصة بأسماء ويخرجها". [3]
v ليس ما يمنع من الخطر أن نفترض في موسى أنه البواب، فإنه قد عُهد إليه حفظ تعاليم الله[1085].
القديس يوحنا الذهبي الفم
v ليتنا لا نرتبك أيها الاخوة في فهمه، إذ يحمل تشبيهات بكونه هو الباب وأيضًا البواب. لأنه ما هو الباب؟ طريق الدخول. من هو البواب؟ ذاك الذي يفتح الباب. إذن من هو ذاك الذي يفتحه إلاَّ هو نفسه حيث يكشف عن ذاته ليُرى؟[1086]
القديس أغسطينوس
"ومتىأخرج خرافه الخاصة يذهب أمامها،
والخراف تتبعه،
لأنها تعرف صوته". [4]
إذ يرسل الراعي الصالح خرافه ليس في الطريق الذي بلا ذئاب بل يؤكد لهم أنه يرسلهم "وسط الذئاب" (مت ١٠: ١٦)، لذلك يتقدمهم في الطريق حتى إذا ما هاجمتهم الذئاب إنما تهاجمه هو، فيحول الذئاب إلى حملان وديعة. لقد تقدم قطيعه في مرعى الصليب والآلام، حتى لا يخشى القطيع طريق الجلجثة، ولا يهابون الموت، ماداموا في رفقة المصلوب.
v يعمل الرعاة خلاف ذلك إذ يمشون وراء الخراف، ولكن السيد المسيح يبين هنا أنه هو الذي يرشد جميع تابعيه إلى الحق.
القديس يوحنا الذهبي الفم
"وأما الغريب فلا تتبعه،
بل تهرب منه،
لأنها لا تعرف صوت الغرباء". [5]
القطيع غير العاقل يعرف صاحبه فيلتصق به، وإذ لا تعرف صوت الغرباء تهرب منهم. وكما قيل: "الثور يعرف قانيه" (إش ١: ٣).
"هذا المثل قاله لهم يسوع،
وأما هم فلم يفهموا ما هو الذي كان يكلمهم به". [6]
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أنه بهذه العبارة يفصل السيد المسيح بينه وبين المسحاء الكذبة، فإنه بكل وسيلة كان يفعل هذا.
أولاً: تعاليمه من الكتب المقدس التي تشهد له، أما المسحاء الكذبة فيجتذبون الناس بعيدًا عن كلمة الله.
ثانيًا: طاعة الخراف له، إذ يؤمنون به ليس فقط حين كان سالكًا على الأرض بل وحتى بعد موته وصعوده إلى السماء. أما المسحاء الكذبة فتتركهم الخراف كما حدث مع ثيداس ويهوذا إذ تشتت الذين آمنوا بهما (أع ٥: ٣٦).
ثالثًا: يعمل الكذبة كمتمردين ويسببوا ثورات، أما هو فعندما أرادوا أن يجعلوه ملكًا اختفى. وعندئذ سُئل إن كان يجوز أن تقدم الجزية لقيصر، أمرهم بدفعها، بل هو نفسه دفعها (مت ١٧: ٢٧).
رابعًا: جاء لخلاص الخراف، لكي تكون لهم حياة، ويكون لهم أفضل[١٠]. أما الكذبة فيحرمونهم حتى من الحياة الزمنية، إذ يتركونهم في لحظات الخطر ويهربوا لينجوا.
لم يدرك اليهود ما عناه السيد المسيح بالمثل؛ لم يفهموا أن يسوع المسيح هو الراعي الصالح، ولا أن الأجراء هم الخدام الذين يطلبون ما لنفعهم الشخصي وليس ما هو لنفع القطيع، وأيضًا السراق واللصوص هم الذين يطلبون كرامتهم الشخصية، حتى وإن كان الثمن هلاك القطيع.
لم يستطع الفريسيون فهمه، هؤلاء الذين يحسبون أنفسهم معلمين للشعب، أصحاب معرفة، ولا يحتاجون إلى أن يتعلموا شيئًا. بين أيديهم كلمة الله، لكنهم يسيئون فهمها بسبب قسوة قلوبهم، وعمى بصيرتهم الداخلية.
"فقال لهم يسوع أيضًا:
الحق الحق أقول لكمإني أنا باب الخراف". [7]
إنه باب المرعى، باب الكنيسة. يَغلق لا ليحبس القطيع، وإنما ليحميه من الذئاب واللصوص، فلا يهلكون. إنه الحكمة والقوة والبرّ من يدخل منه يدخل إليه، وينعم بهذا كله. إنه باب مغلق في وجه الذئاب، لكنه باب الحب للخراف كي تدخل وتخرج وتلتقي معًا في شركة الحب الأخوي. لذا يدعو نفسه "باب الخراف"، لن يقدر ذئب أن يدخل منه ما لم يتحول إلى حملٍ حقيقيٍ.
إنه الباب الملوكي الإلهي، بل ندخل إلى العرش الإلهي وننعم بالحياة السماوية.
والعجيب أن راعي الخراف عومل كلصٍ، فخرجوا عليه بسيوفٍ وعصيٍ للقبض عليه (مت ٢٦: ٥٥)، لأنه لم يدخل من خلال هؤلاء اللصوص والذئاب الخاطفة، ولم يكن يستأذنهم في خدمته لشعبه. عوض التلمذة له ليسلكوا بروحه كانوا ينتظرون تلمذته لهم، ليسلك بروحهم المعادية للحق الإلهي وللحب الرعوي الحقيقي.
v عندما يحضرنا إلى الآب يدعو نفسه "بابًا"، وعندما يرعانا يدعو نفسه "راعيًا". فلكي لا تظنوا أن عمله الوحيد أن يحضرنا إلى الآب لذلك دعا نفسه راعيًا[1087].
القديس يوحنا الذهبي الفم
v يسوع هو كل شيء، كل الأسماء تناسبه. إنه كل شيء يعلنه[1088].
العلامة أوريجينوس
v للمحتاجين إلى البهجة يصير لهم كرمة، وللمحتاجين إلى الدخول يقف كبابٍ[1089].
القديس كيرلس الأورشليمي
v هو نفسه الباب؛ لنأتِِ فيه ونعرفه. لندخل أو لنفرح أننا بالفعل فيه[1090].
v جاء قبله الأنبياء، فهل كانوا سراقًا ولصوصًا؟ حاشا. إنهم لم يأتوا منفصلين عنه، بل جاءوا معه. عند مجيئه أرسل رسلاً لكنه احتفظ بقلوب رسله. أتريدون أن تعرفوا أنهم جاءوا معه ذاك الذي هو حاضر على الدوام؟ بالتأكيد هو أخذ جسدًا بشريًا في الوقت المعين. لكن ماذا يعني: "على الدوام"؟ "في البدء كان الكلمة" (يو ١: ١). جاء معه من جاءوا مع كلمة الله. لقد قال: "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو ١٤: ٦). إن كان هو الحق، فقد جاء معه من هم صادقون. لكن كثيرين إذ انفصلوا عنه هؤلاء هم سراق ولصوص، أي جاءوا ليسرقوا ويدمروا[1091].
v "ولكن الخراف لم تسمع لهم" هذه نقطة أكثر أهمية. قبل مجيء ربنا يسوع المسيح، حيث جاء في تواضع في الجسد، سمعه أناس أبرار، آمنوا به أنه سيأتي بنفس الطريقة التي لنا أنه قد جاء.
الأوقات تتغير لكن ليس الإيمان... في أوقاتٍ متغيرةٍ حقًا لكن الدخول من باب واحد للإيمان، أي المسيح، فنرى كليهما قد دخلا...
يقول (الرسول): "جميعهم شربوا شرابًا واحدًا روحيًا، لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم، الصخرة كانت المسيح" (١ كو ١٠: ٤). انظروا بينما بقي الإيمان تغيرت العلامات. هناك الصخرة كانت المسيح، أما بالنسبة لنا فالمسيح على مذبح الله... كثيرون في ذلك الوقت آمنوا، سواء إبراهيم أو اسحق أو يعقوب أو موسى أو البطاركة الآخرون والأنبياء الذين تنبأوا عن المسيح، هؤلاء هم خراف سمعوا المسيح. سمعوا صوته وليس صوت آخر[1092].
القديس أغسطينوس
"جميع الذينأتوا قبلي هم سراق ولصوص،
ولكن الخراف لم تسمع لهم". [8]
v لم يتكلم هنا عن الأنبياء كما ادعى الهراطقة، فإنه إذ آمن كثيرون بالمسيح سمعوا للأنبياء واقتنعوا بهم. إنما يتحدث هنا عن ثيداس ويهوذا وغيرهما من مثيري الفتنة. بجانب هذا يقول: "ولكن الخراف لم تسمع لهم" [٨]، كمن يمدحهم على ذلك. لا نجده في أي موضع يمدح السيد من يرفضوا السماع للأنبياء، وإنما على العكس يوبخهم ويتهمهم بشدة، بينما القول: "لم تسمع" يشير إلى قادة الفتنة[1093].
القديس يوحنا الذهبي الفم
------------------------
هل تتشكك في صلاح وعدل وبر الله
" كيف و الله أثبت لنا محبته، اذ ونحن مازلنا خاطئين مات المسيح عوضا عنا" (رومية 8:5).
فبالرغم من طبيعة البشر الشريرة والخاطئة فالله مازال يحبنا. فهو أحبنا بصورة كافية حتي أنه مات بدلا عنا وتحمل عنا عقاب الخطيئة (رومية 23:6). كل ما علينا أن نفعله هو فقط أن نؤمن بيسوع المسيح (يوحنا 16:3 و رومية 9:10) لكي تغفر لنا خطايانا وننال مكان في السماء (رومية 1:8)
-------------------------------
تيأس من وقوعك في الخطية
لا
لان الابن الضال عندما رجع اخذه ابوه في حضنه لم يكن هناك حاجز بينهم...
هكذا يفعل الرب يسوع معنا
===============
بحثى وتجميعى
من النت
[YOUTUBE]OaYli884XM0[/YOUTUBE]