
سؤال
هل شك يوحنا المعمدان بالسيد المسيح؟
ولماذا ارسل اثنين من تلاميذه ليسالوا السيد المسيح ويقولون له: هل انت هو الاتي ام ننتظر غيرك؟ الم يشاهد يوحنا المعمدان ما الذي حصل عند تعميده للسيد المسيح؟! هل كان هذا شكاً منه في شخص المسيح؟!

الإجابة:
أولاً، النص الصحيح للآية: "أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟" (لوقا 7: 19).
1- مُحال أن يشك في المسيح، الملاك الذي جاء يمهد الطريق قدامه (مر 1: 2). "الذي جاء للشهادة ليشهد للنور، ليؤمن الكل بواسطته" (يو1: 7).
ولا يمكن أن يشهد له، إلا إذا كان يعرفه. وقد أدى يوحنا هذه الشهادة بكل قوة "يوحنا شهد له ونادى قائلا هذا الذي قلت عنه إن الذي يأتي بعدي صار قدامي، لأنه كان قبلي" (يو1: 15).
2- وظهرت معرفة يوحنا له وشهادته له واضحة في وقت العماد..
فلما رأى الرب يسوع مقبلاً إليه قال "هذا هو حمل الله الذي يرفع خطية العالم. هذا هو الذي قلت عنه يأتي بعدي رجل صار قدامي لأنه كان قبلي" (يو1: 29، 30).
3– وشرح يوحنا كيف أرشده الله إلى معرفته فقال:
"وانا لم اكن اعرفه لكن الذي ارسلني لاعمد بالماء ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلا و مستقرا عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس. و انا قد رأيت وشهدت ان هذا هو ابن الله. (يو 1 33، 34).
4– ومن اجل معرفة يوحنا له، وإيمانه به تحرج من معموديته.
لذلك لما جاء الرب ليعتمد منه، يقول الكتاب إن يوحنا انا محتاج ان اعتمد منك و انت تاتي الي. (مت 3: 14) ولكنه خضع لما سمع عبارة "يليق بنا ان نكمل كل بر" .
5 – وزاد إيمان يوحنا بالظهور الالهى الذى رآه وقت العماد..
"السماوات قد انفتحت له فراى روح الله نازلا مثل حمامة و اتيا عليه. و صوت من السموات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت (مت 3: 16، 17).
6 - وشهد يوحنا شهادة اخرى، لما بدأ المسيح يعمد ويعلم.. مصدر المقال: موقع الأنبا تكلا.
جاء تلاميذ يوحنا اليه وأخبروه فقال "من له العروس فهو العريس و اما صديق العريس الذي يقف و يسمعه فيفرح فرحا... اذا فرحي هذا قد كمل. ينبغي ان ذلك يزيد واني انا انقص. الذي ياتي من فوق هو فوق الجميع (يو 3: 29 -31).
7- بل من ثانى يوم للعماد، شهد أيضاً، وارسل تلاميذه اليه...
يقول الكتاب بعد قصة العماد " وفي الغد ايضا كان يوحنا واقفا هو و اثنان من تلاميذه. فنظر الى يسوع ماشيا فقال هوذا حمل الله. فسمعه التلميذان يتكلم فتبعا يسوع. (يو 1: 35 -37).
8- لماذا إذن أرسل يوحنا تلميذين للمسيح يقولان له: أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟
يوحنا أرسل هذين التلميذين وهو في السجن (مت11: 2)، لما سمع بأعمال المسيح المعجزية
وكان يعرف أن رسالته قد انتهت وموته قريب. فأراد قبل موته أن يسلم تلاميذه للمسيح. فأرسلهم بهذه الرسالة، ليسمعوا ويروا، وينضموا إلى الرب.. وكان كذلك.
لهذا قال الرب للتلميذين: اذهبا واخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران: ألعمي يبصرون، والعرج يمشون، والصم يسمعون، والموتى يقومون... وطوبى لمن لا يعثر فيَّ" (مت11: 4 ـ 6).
وكانت هذه الرسالة للتلميذين أكثر مما ليوحنا..
أما عن يوحنا، فقال الرب للناس في نفس المناسبة "ماذا خرجتم لتنظروا؟ أنبياً؟ نعم أقول لكم، وأفضل من نبي.. الحق أقول لكم: لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان" (مت11: 9 ـ 11).
ومن غير المعقول أن يقول الرب هذه الشهادة على إنسان يشك فيه.
وهناك نقطة أخرى نقولها عن إيمان يوحنا بالمسيح وهي:
تعرف يوحنا بالمسيح وهو في بطن أمه..
وفي ذلك يسجل الكتاب كيف أن القديسة اليصابات وهي حبلى بيوحنا قالت للقديسة مريم العذراء لما زارتها: "هوذا حين صار صوت سلامك في أذني، ارتكض الجنين بابتهاج في بطني" .
ارتكض يوحنا الجنين الذي في بطن العذراء. وكيف أُتيح له ذلك؟ يجيب ملاك الرب على هذا بقوله: "ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس" (يو1: 15).
سنوات مع إيميلات الناس!
