العلاقة الشخصية مع الله

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
هذا ثانى موضوع أضعه فى هذا القسم, وهو ليس من تأليفى, بل تلخيص لكتاب بأسم "العلاقة الشخصية مع الله" للكاهن الأرثوذكسي الأب أنتوني م. كونياريس, ترجمة الأخ المبارك:بطرس كرم صادق

وهذا الكتاب يحدثنا عن امر تناسيناه واغفلناه, يحدثنا عن المسيحية كعلاقة شخصية مع الرب وليس مجرد عبادات طقسية ووصايا لابد من إتمامها, فالطقس ضرورى, والوصايا لابد من حفظها, لكن, المصدر هو أن يكون لنا علاقة حميمة وشخصية مع الرب ذاته, إن توفر لنا ذلك المصدر, سيكون الطقس وحفظ الوصايا نتيجة لتلك العلاقة

المقدمة
المسيحية هى إحساس شخصي بالإرتباط بالله



تعال يانوري ... وأنر ظلمتي, تعال يا حياتي ... وأحييني من الموت, تعال يا طبيبي ... وأشفي جراحاتي, تعال يا شعلة الحب الإلهي ... وأحرق أشواك خطاياي, وأشعل قلبي بلهيب حبك, تعال يا إلهي ... وأجلس على عرش قلبي ... وأملك هناك, فأنك أنت وحدك ... إلهي وربي"
القديس ديميتري أسقف روستوف (القرن17)

أن الإيمان الديني يؤتي بتأثيره الأقوى عندما تكون هناك علاقة شخصية محسوسة بين الفرد والرب، فإن تغيبت هذه العلاقة فالإيمان الديني يصبح غير فعال.
كثيرين من الصغار والكبار لم يحظوا بمقابلة شخصية واضحة مع شخص الرب يسوع، فكل ما يختبرونه فى الكنيسة نظام وتهذيب. فهم يتعلمون حفظ الوصايا وليس حفظ الإله المحب الذي وضع هذه الوصايا.
أن ما يحتاجه البشر بقوة هو إستعلان الرب يسوع المسيح لهم كإله محب ورؤوف، إله يهتم شخصيا بكل واحد منهم، إله القديس بولس الذي عبر عنه قائلا: "الذي أحبني وأسلم نفسه من أجلي" (غل20:2)، وإله أغسطينوس الذي قال عنه: عجبا، إله يحبنا وكأنه لا يوجد غير شخص واحد فقط منا في الكون.
فبدلا من محاولة حشر الوصايا في عقول البشر، ومحاولة جرهم إلى الكنيسة، نحتاج أولا أن نقدم لهم شخص يسوع لكي يحبونه
حدثنا القديس مار أسحق عن كيف يسكر الإنسان بمحبة يسوع, ولو حدث هذا، فإن الشعب سيرغب في الذهاب إلى الكنيسة، وحينئذ سيكون حفظ الوصايا أمراً مفرحاً بالنسبة لهم.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
الوصايا العشر

يجب أن ننتبه إلى أن الوصايا العشر المكتوبة بأصبع الله جاءت في صيغة المفرد:
"لا يكن لك آلهة أخرى أمامي ..لا تنطق بأسم الرب إلهك باطلا ..أحفظ يوم السبت .. أكرم أباك وأمك .. لا تقتل ...الخ" (تث5)

كل وصية يقدمها الله لكل واحد منا بصفة شخصية، فهو يُقدّر كل واحد منا بخطاب شخصي. الله لا يعطي هذه الوصايا لجمهور الإنسانية بل هو يخاطبك أنت وليس أحد غيرك، بأسلوب محدد وشخصي.
"أنت يافلان لا يكون لك آلهة أخرى أمامي ...يافلان أكرم أباك وأمك ..."
إننا نحتاج أن ندرك هذا، لأن الوصايا العشر قد تبدو للناس باردة وغير شخصية، ويرجع ذلك إلى عدم سماع كلمة التخاطب الشخصي التي يوجهها الله لنا، فنحن لا ننتبه للرب الغالي الذي يُقدم الوصايا، وكل ما نسمعه هو رسالة الناموس الجافة. ولذلك نحن نحتاج أولاً أن نأتي إلى شخص الرب يسوع، وأن نُقبِل على معرفته، نحتاج أن نقع في محبته.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
إن كنت تلتهب بمحبة الرب يسوع فلا تقلق، لأن كل من هو حولك سيلمس هذا فيك وسوف يقول: إنا أريد أن أقترب أكثر من هذا الشخص الذي إلى هذا الحد ممتلئ بالله".
إن كان إيمانك شخصي فهو سيكون حقا مٌعدياً.
عندما نُعَلم أطفالنا كأباء، ينبغي أن لا نُعلِمهم الحقائق والتقليد فقط، بل ينبغي أن نشركهم معنا فيما يعنيه إيماننا بالمسيح لنا شخصياً. أحيانا نقضي وقتا طويلا جدا نُعَلِم عن المسيح وغالبا ما يفوتنا الهدف الأكثر أهمية وهو مساعدة صغارنا أن يعرفوا المسيح شخصياً. هناك فرق شاسع بين التعلم عن شخص ومعرفة الشخص نفسه والتقابل الفعلي معه.
كثيرين من الشباب يتركون الكنيسة لأنهم يبحثون عن لقاء فعلي وشخصي مع الله، أنهم لم يجدوه في بيوتهم وكنائسهم.
فالنستمع لأحدهم وهو يتحدث: "كل ما حصلت عليه في أي كنيسة ذهبت اليها، هو محاضرات أو عظات عن الله، عن السلام الذي يفوق كل عقل. كلام ... كلام ... كلام! إننى لم أشعر به أبدا. كان كلام نظري، وغير مباشر ودائما لحساب شخص آخر، كان مملا ومضجرا، كنت أجلس أو أجثو أو أقف، أنصت أو أقرأ الصلوات. ولكنها بدت بلا حياة. كانت مثل قراءة الملصق بدلا من أكل المحتويات.
أظن أنه يوجد الكثير لنتعلمه من التصريح السابق، فنحن نحتاج أن نشارك أولادنا إيماننا المسيحي بطريقة شخصية جدا حتى ما يختبروا بأنفسهم حقيقة قوة الله وحضوره ومحبته فى حياتهم.
على سبيل المثال، الذين يتنصرون يفعلون ذلك لا لأنهم خسروا مجادلة مع واعظ مسيحي بل لأن كان لهم صديق مسيحي تأثروا به. فاللقاء الشخصي هو الذي يجذب، اللقاء الشخصي هو الذي يُخَلِص.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
الباب الثاني
إله ابراهيم وأسحق ويعقوب


"ربي وإلهي
أسلبني من ذاتي
دعني أنتمي إليك بالكلية
ربي وإلهي
أزل كل شيء يفصلني عنك
ربي وإلهي
أمنحني كل شيء يقربني منك


ابراهيم والله
قبل ميلاد المسيح بألف وتسعمائة عام تقريبا، أظهر الله ذاته لشخص محدد هو إبراهيم. تكلم الله معه وأجاب إبراهيم الله كما نجيب نحن أي إنسان بشري.
كتب أحد اللاهوتيين:
معرفة الله التي نتجت عن لقاء أبراهيم الشخصي مع الله، ليس لها أي علاقة ببراهين منطقية، بل كانت علاقة أختبارية فقط، ، وكمثل أي علاقة حقيقية كانت معتمدة فقط على الإيمان أو الثقة الذي ينمو بين أثنين بينهم علاقة. وثق إبراهيم في الله إلى الحد الذي كان فيه مستعدا أن يذبح الأبن الذي ولدته له سارة في شيخوختها.
الله ليس تصور نظري أو قوة غير مشخصة. عندما يتكلم اليهود عن الله يقولون: "إله آبائنا" .... "إله إبراهيم وإسحق ويعقوب". أنه شخص حقيقي عرفه آباؤهم وترافقوا معه
عندما نقول أن الله "شخص" فلسنا نعني بذلك أنه مثلنا له أذرع وأرجل ..إلخ، بل نقصد أن مهما يكن الله, وهو أعظم كثيرا عن ما يمكننا أن نتصور, إلا أنه شخص نستطيع أن ننشئ معه علاقة شخصية، وبما أننا لا نقدر أن نتصل مع أحجار بل مع أشخاص، لذلك نقول أن الله شخص.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
ابراهيم والله

قبل ميلاد المسيح بألف وتسعمائة عام تقريبا، أظهر الله ذاته لشخص محدد هو إبراهيم. تكلم الله معه وأجاب إبراهيم الله كما نجيب نحن أي إنسان بشري.
كتب أحد اللاهوتيين :
"إن معرفة الله التي نتجت عن لقاء أبراهيم الشخصي مع الله، ليس لها أي علاقة ببراهين منطقية، بل كانت علاقة أختبارية فقط، ، وكمثل أي علاقة حقيقية كانت معتمدة فقط على الإيمان أو الثقة الذي ينمو بين أثنين بينهم علاقة. وثق إبراهيم في الله إلى الحد الذي كان فيه مستعدا أن يذبح الأبن الذي ولدته له سارة في شيخوختها.
الله ليس تصور نظري أو قوة غير مشخصة. عندما يتكلم اليهود عن الله يقولون: ( إله آبائنا ) .. ( إله إبراهيم وإسحق ويعقوب). شخص حقيقي عرفه آباؤهم وترافقوا معه "
إن كان الله هو إله إبراهيم وإسحق ويعقوب، فهو إذن إله أشخاص وليس إله قيم ومفاهيم مجردة. الله ليس هو "أساس كل الوجود" غيرالمشخص.
إبراهيم وإسحق ويعقوب ليسوا مفاهيم مجردة بل هم أشخاص، وحياتهم باقية في كل من ينضم لعهد إبراهيم, الذي يتحقق الآن في العهد الجديد بالمعمودية, في الكنيسة التى هى إسرائيل الجديد.
كل شخص مُعمد مَدعو أن يحيا حياة إبراهيم، حياة الإيمان الكامل والثقة في الله، حياة شخص له علاقة شخصية مع الله كما فعل ابراهيم. بهذا المعنى يستمر إبراهيم إلى الأبد. نحن ابراهيم وأسحق ويعقوب، نحن شعب الله الذي يعرف الله شخصياً ويحبه ويثق فيه ويتبعه.
وإن كان الله ممكن أن يكون "إله يعقوب" الذي كان واحداً من أكثر الناس خداعا، فهناك أذن أمل حقيقي لك ولي. إن كان الله ممكن أن يكون إله يعقوب فبالتأكيد ممكن أن يكون إلهي أنا أيضا، فأنا أيضا خاطيء.
هكذا بما أن كل منا شخص يواجه إله شخصي، فبالتالي علاقتنا معه يجب أن تكون علاقة شخصية.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
وجهاً لوجـــه
لكي نرى إلى أي مدى علاقتنا بالله ممكن أن تكون شخصية لنقرأ في خر 11:33 : ويكلم الرب موسى وجهاً لوجه كما يكلم الرجل صاحبه"

وفي (خر 7:6) نسمع الله يكلم شعبه الاسرائيلي شخصيا قائلا: "وأتخذكم لي شعبا وأكون لكم إلها"

وفي تث 10:34 نلمح لمحة أخرى لما يمكنه أن تكون علاقتنا بالله شخصية: "ولم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجهاً لوجه"
تعليقاً على هذه الإختبارات مع الله في العــهد القديم كتب د.كريستوس: "قد رأينا منذ البداية أن إختبار بطاركة إسرائيل أكد على الطابع الشخصي لللاهوت. هم يتقابلون مع الله "شخصاً لشخص"، يتكلمون معه وجهاً لوجه. إله إسرائيل هو إله حق، أي حقا موجود، إله حي، نظرا لأنه إله العلاقة الشخصية المباشرة" 
لكن الآن، مزُخر لنا نحن المسيحيين علاقة مع الرب، أقرب حتى من التي كانت لابراهيم أو لموسى.
التلميذ الحبيب يوحنا يكتب عن كل مسيحي معمد يتبع يسوع بالحق :"..أنه إذا أظهر (المسيح) نكون مثله لأننا سنراه كما هو "(1يو2:3)
ففي يوم ما بكل تأكيد, كما ان الشروق يتبع الغروب, سوف يرجع الرب يسوع، وحينئذ سنراه أنا وأنت بنفس أعيننا هذه وجهاً لوجه. لحظة التعرف هذه سوف تغيرنا إلى صورته المجيدة، ولأن هذا المستقبل المجيد ينتظرنا، نحن مدعوون أن نفكر مليا بتدقيق كيف يجب أن نعيش هنا والآن، لأن "كل من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر" كما أكمل القديس يوحنا (1يو3:3).
إلى هذا النوع من العلاقة مع الله, وجها لوجه, نحن مدعوين.
 

عادل نسيم

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
30 نوفمبر 2009
المشاركات
3,338
مستوى التفاعل
73
النقاط
0
الي صوت صارخ / الموضوع كله جميل لكن أرجومنك أن تتقبل ملحوظة صغير في نهاية الموضوع حيث تقول أن المسيح في مجيئه الثاني سوف تراه أعينا وجها لوجه وحينئذ يتم التغير .... أسمح لي أن أنبه أن في يوم مجيء السيد المسيح الثاني نعم سنراه جميعا" لكن لن تكون هذه اللحظة لحظة أقتناع بالمسيح والأيمان به بل ستكون لحظة الدينونة التي سيتحدد فيها أن كان الأنسان نال التوبة ويستحق أن يدعوه المسيح الي الملكوت أم سيحكم عليه بالأبتعاد عنه والي الجحيم ... فالأختيار كان مسبقا" وليس لحظة مجيء المسيح الثاني آمين
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
يُكمل د. كريستوس يانارس قائلاً:
"الذي يعطينا هنا والآن تلك الحياة الوفيرة وعدنا أيضا بالحياة في ملؤها، بتبني مباشر وعلاقة "وجهاً لوجه", كيف لهذه العلاقة الجديدة معه أن تعمل؟ بواسطة أي وظائف؟ لا أعلم. أنا أعتمد فقط عليها, ما أعلمه, من أعلان الحق الذي منحه لنا, أن هذه العلاقة ستكون دائماً شخصية، وأنني سأكون أمامه كما أنا، كما يعرفني الله و يحبني, سأكون بأسمي وبإمكانية التحادث معه مثل موسى وإيليا على جبل تابور, هذا يكفي، وربما أكثر من كاف
وهذه فقرة مختصرة من تقرير قُدِم إلى رئيس الأساقفة ياكوفوس عام 1990 عن مستقبل الكنيسة, فالنحاول ونحن نقرأه أن نُُحصي كم مرة أستخدمت كلمة "شخصي" :
"لا يمكن تحقيق الملكوت إلا باستجابة شخصية وإمتلاك شخصي لخلاص الله وفداءه ونعمته المطهره. هذا الهدف يتحقق بالآتي: إيمان وإلتزام شخصي، أشتراك شخصي واعي في القداس والعبادة والصلاة، طاعة شخصية لمشيئة الله، نمو شخصي في المحبة، تطور شخصي لصورة الله ومثاله في داخل كل منا نحو شبه المسيح"
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
باب يجب الدخول منه

إن كان يجب أن تكون علاقتنا بالرب يسوع حقيقية فيجب أن تكون شخصية، وكيف تكون غير ذلك ؟!
يسوع محبة .. يجب أن نحبه كما يحبنا
هو الحق .. يجب أن نقبل حقه ومن خلال الطاعة نختبره
هو الحياة .. يجب أن نحياه
هو الباب .. يجب أن ندخل من خلاله
هو الطريق .. يجب أن نتبعه
هو كلمة الله الذي يكلمنا .. يجب أن نسمع له ونطيعه.

نحن لا نأتي إلى معرفة الله عن طريق تكديس المعلومات عنه من الكتب, بل بمعرفته شخصياً، بمحبته وطاعته وتبعيته والحديث معه في الصلاة.

القديس يوحنا الدرجي يتكلم عن محبتنا لله قائلاً : "مبارك هو الشخص الذي صار شوقه نحو الله مثل ولع الحبيب بحبيبتة"

إنجيل اللقاءات الشخصية مع يسوع

يذكر الأب رايموند براون أن كل إنجيل يوحنا يعتبر إنجيل لقاءات شخصية مع يسوع. يسوع يقابل أناسا عديدين، واحدا فواحدا: نيقوديموس، المرأة السامرية على البئر، المخلع في بيت حسدا، المولود أعمى، مريم ومرثا وحتى بيلاطس . واحدا فواحدا يدخل إلى مسرح أحداث إنجيل يوحنا ليقابل يسوع نور العالم شخصيا. وبعملهم يحكم كل واحد منهم على نفسه إن كان سيستمر في الإقتراب من النور أو سيرجع مفضلا الظلمة
أليس هذا ما يحدث معنا؟ واحداً فواحداً نقابل في ظلمة هذا العالم الرب يسوع النور الحقيقي. وبهذا اللقاء الشخصي مع النور يتقرر نصيبنا الأبدي، سواء نقترب أكثر إلى النور أو نرجع إلى الظلمة.
كتب جون أوكسنهام قصيدة جميلة تعبر عن الجانب الشخصي لإيماننا المسيحي:
ليس بماذا أؤمن، بل بمن!
الذي يمشي بجانبي في الظلام،
الذي يشاركني في الحِمل المُتعب،
الذي في كل طريق مُعتم يُنير،
الذي يوصّيني بالنظر إلى ما وراء القبر
إلى الأبدية الممتدة بالحياة
ليس بماذا أؤمن بل بمن!
ليس بماذا بل بمن!
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
أنا – أنت

يكتب المطران أنتوني :
"عَرَّفَ الله نفسه قائلا: "أنا هو من هو"(خر 14:3) I am who I am”". وهذا التعريف يختصر جميع صفات الله إلى الأكثر أساسية، إلى خواص الله الكيانيه. هذه الخواص هي الوجود .. الكينونة .. امتلاك الحياة، في مقابل غير موجود .. غير كائن .. عدم. نجد هنا صفة " الكائن" في مقابل العدم.
الكائن, بهذا التعريف, هو شخص، يفكر ويشعر، يحب ويعمل، شخصية كاملة تقدر أن تنشئ علاقات مع أشخاص آخرين (كما أن "أنا" له علاقة مع "أنت")
سيظل مارتن بوبر دائماً معروفاً بانه الشخص الذي وضح الإختلاف بين مستويين للعلاقة مع الآخر:
المستوى الأول: مستوى (أنا – أنت) وفيه تكون العلاقة شخصية, أي تكون مع الآخر باعتباره شخصا. الأمر الذي يعني الأتصال به بكل الكيان، والتجاوب معه بكل مكونات الشخصية ليكون هناك تلاقي حقيقي وعلاقة تبادلية، تضع النفس في توافق وانسجام مع الحياة.
المستوى الثاني: مستوى (أنا – شيء) أي معاملة الآخر ليس كشخص، بل كشيء يستخدم ثم يطرح جانبا.
فنحن إما أن نقابل الشخص الآخر كشخص ( أنت ) وإليه نستجيب بكامل شخصيتنا، أو نقابله كشيء يُستعمل وهذا هو مستوى علاقة (أنا- شيء)، أما عن مستوى علاقة (أنا – أنت) فهو شخصي بشكل متميز.
قال فلاديمير لوسكي: "الشخص يصلي ليكون عنده الجرأة والبساطة ليقول لله : [أنت]"
في الصلاة الربانية اعطانا الرب يسوع الشجاعة لنخاطب الله : (أبانا) .. بابا .. آبا .. دادي.
الحياة الأبدية هي الإتصال بالله كشخص .. وضح هذه الفكرة الأسقف جراسيموس عندما كتب : "الإيمان ليس معرفة بل مقابلة ، هذا اللقاء الشخصي مع الإله الأبدي كما يرى في المسيح، سيكون دائما نوع المعرفة الأسمى والأصدق التي يمكن لإنسان أن يبلغها. هذه المعرفة هي حياة أبدية (يو3:17)"
أن تعرف الله يعني أن تتصل به شخصيا.
كتب المطران نيكول كورنينو : "كل (أنا) يشتاق إلى آخر، إلى (أنت)، إلى (نحن)، كل (أنا) يشتاق أخيراً لله. هذا الشعور الداخلي بالعزلة، منطقياً لا يمكن أن يُشبَع بالحب الإنساني لأنه متأصل في إشتياق الإنسان لله، فهو في الحقيقة شوق الإنسان الحزين للأصل المقدس الذي نشأ منه وإليه سيرجع".
يُعلق الأب صفروني على كلمة (أنا) في أعلان الله ذاته لموسى (أنا الكائن) وفي إعلان الرب ذاته لبولس في طريق دمشق (أنا يسوع الذي أنت تضطهده) فيكتب :
"عظيمة هي كلمة (أنا). هي تميز الشخص. الشخص فقط هو الذي حقاً يحيا. لأن الله يقول (أنا) فالإنسان يستطيع أن يخاطبه (أنت). في كلمة (أنا) التي تميز البشر وفي كلمة (أنت) التي تميز الله يوجد كل الوجود، هذا العالم والله. خارج عن الله لا يوجد شيء .فلو أنا فيه أذن أنا موجود، ولو أنا خارج عنه أنا مائت"


في علم اللاهوت الأرثوذكسي نتكلم كثيرا عن جوهر الله غير المدرك. نضع تعابير تنزيهية عن الله. نحن نقول أن الله غير مرئي، غير موصوف، غير زمني، غير محدود، غير مادي ..ألخ, لكن علم اللاهوت يؤكد أيضا أن هذا الإله المنزه الغير المدرك أراد أن يعلن ذاته لنا.
الله في إعلان ذاته لنا، لم يعطنا بعض المعلومات المجردة عن شخصه بل هو أعلن لنا ذاته في شخص الرب يسوع المسيح. هذا يتطلب إستجابة شخصية بالحب من جانبنا، ولقاء شخصي، وعلاقة شخصية على مستوى: (أنا – أنت) وليس على مستوى (أنا – شيء).
تعليقاً على هذه الإستجابة التي يتوقعها الله منا يكتب الأب جورج فلورفسكي: "ليس فقط فى القديم بل أيضا في العهد الجديد، نجد أن الله يقترب ويظهر للإنسان، ونرى أيضا الإنسان يتقابل مع الله ويصغي بعناية وأنتباه إلى كلمته، بل أكثر من ذلك يستجيب إلى كلماته. فنحن نسمع فى الكتاب المقدس أيضا صوت الإنسان يجيب الله في كلمات الصلاة أو الشكر أو التسبيح. ويكفي أن نذكر في هذا المجال سفر المزامير. والله يريد ويتوقع ويطلب هذه الإستجابة. الله يريد أن الإنسان لا يسمع كلماته فقط بل أيضا يستجيب لها. الله يريد أن يجذب الإنسان إلى محادثة."


 
التعديل الأخير:

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
الباب الثالث
الله يَجَّب أن يُختَبر

"الإيمان هو علاقة مع الله, الإعتقاد هو علاقة مع رأي أو مذهب" - إبراهام جوشوا هسكل

الإله لا يمكن أن يعبر عنه بالتمام. في الحقيقة الإله الذى يُعبر عنه تماما ليس بإله. الرب غير محدود فكيف تصفه كلمات، لكن من الممكن أن يُختبر, الرب عبّر عن ذاته مرة فى شخص الرب يسوع, والقصد من هذا التعبير هو أن يكون ممكنا أن يُختبر شخصيا فى حياة أولاده كعمانوئيل (الله معنا).
ما لم يصبح الرب إلها شخصياً لنا فلن يكون حقيقياً لنا. وعندما يصبح الرب إله شخصي لنا "نصير سكارى بحبه" بحسب تعبير القديس مار إسحق.

اليوم يأتي ليولد فى مذود نفسي ونفسك ليعطينا حياة جديدة.
اليوم يقدم لي جسده ودمه الثمين لخلاصي.
اليوم هو يعلق على الصليب من أجلي.
اليوم هو يقوم وأنا أقوم معه.
اليوم هو يتجلى وأنا أتجلى معه.
اليوم هو يصعد إلى السماء وأنا أصعد معه.

فهذه الكلمة الجميلة - اليوم - هي التي تحطم أسوار الماضي والمستقبل وتجعل المسيح : الشخص الحاضر أبديا، الذي هو "أمس واليوم وإلى الأبد" (عب8:13).
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
موضوع مميز جدا ومهم ورائع

جدا جدا جدا

العدرا تبارككم

تسلم أياديكم


 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
الإيمان هو مقابلة شخصية

الايمان ليس مجرد تصديق عقلي أو طاعة عمياء, بل هو ولاء شخص لشخص
الإيمان المسيحي هو علاقة، مقابلة، لقاء, شخصي مع الرب يسوع الحي.
الإيمان المسيحى هو علاقة حيّة مُخّلصة مع يسوع الذي هو ربي وإلهي.
تكلم ابونا إبراهيم مع الله كشخص لشخص, كصديق لصديق، وموسى أيضا فعل كذلك, كلمه وجها لوجه، ونحن أيضا, عن طريق قوة الروح القدس فى جسده الكنيسة, نستطيع أن يكون لنا علاقة شخصية عميقة مع الرب يسوع, الكلمة المتجسد، ونستطيع أن نختبره كإله المحبة.
نحن نحتاج أن نقبل يسوع كرب ومخلص لحياتنا، ليس مرة واحدة فقط, بل كل يوم، وهذا ما نفعله عندما نعترف به في قانون الإيمان, نحتاج كل يوم أن نؤكد على أن يسوع المسيح هو مخلصنا ورب حياتنا، وإن آلامه وموته وقيامته لها معنى لنا اليوم، وإن ما علّم وقدم في الإنجيل وفي الكنيسة هو أن نقبل ونختبر ونطيع.
سمعان الشيخ والمسيح الطفل يسوع

عندما رأى سمعان الشيخ والدة الاله مع الطفل يسوع فى الهيكل، أدرك بإلهام الروح القدس أن يسوع هو المسيا، وحمل يسوع على ذراعيه وصلى قائلا: "الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام، لأن عيني قد أبصرتا خلاصك، الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب، نور إعلان للأمم ومجدا لشعبك إسرائيل" (لو2: 29-32)
كتب الاسقف جيراسيموس تعليقا على هذه الصلاة:
"إن صلاة سمعان الشيخ تتكرر فى كنيستنا في نهاية كل خدمة مساء، ويصليها الكاهن سرا في نهاية كل ليتورجية، الكنيسة تريد أن تؤكد لنا أنه بذهابنا للكنيسة وعبادتنا قد شاهدنا الرب المخلص بأعين نفوسنا وتحدثنا معه. وبعد هذا الإختبار ننصرف مملوئين من السلام وفرح الروح. نحن نستطيع أن نَعتبر حضورنا في الكنيسة فشلُ إن لم نختبر هذا الإحساس"
تماما مثل سمعان الذي رأى يسوع وحمله على ذراعيه، نحن أيضا نستطيع أن نختبر حضوره شخصيا في الصلاة وفي خدمات العبادة في الكنيسة، وعن طريق سر الإفخارستيا نستطيع أن نحمل يسوع ونحتضنه كما فعل سمعان الشيخ. إن لم يكن إيماننا شخصياً هكذا فلن يكون حقيقياً.
ما الذي يفرحك أكثر من مقابلة شخص تحبه؟ أليس أن تحيا الحياة في ملئها يعني أنك تتوقع وتتطلع بشوق ... إلى ماذا تتطلع؟ ما الذي تنتظره؟ هل أنت مثل سمعان الشيخ تتطلع وتنتظر وتتوقع وتصلي من أجل مقابلتك النهائية مع الرب؟
إن كنا مثل سمعان فسوف نختبر نحن أيضاً فرحه: "دعني أرحل الآن. لقد شاهدت فى وجه الرب يسوع نور إستعلانه. لقد قابلت الطفل الذي جاء بخلاص الله ومحبته وسلامه للعالم. رجاء حياتي تحقق وأنا مستعد لترك هذا العالم"
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
كتب الأب الكسندر شميمن عن ما يجب عليه أن يكون إيماننا المسيحي فيقول: "الإيمان في طبيعته وجوهره شيء شخصي للغاية، ولذلك هو يكون حيا عندما يُرى في سياق الخبرة الشخصية. فقط عندما يصير أي تعليم كنسي أو عقيدة هو إيماني وخبرتي, وبناءاً عليه مصدر فرحة حياتي, يكون هذا الإيمان قد نبض بالحياة. إذا ما تأملنا الإيمان وكيف يعبر من شخص لشخص آخر، يظهر واضحا أن الخبرة الشخصية هي التي حقا تُقنِع وتُلهم وتُغير. هذا مهم في المسيحية بصورة خاصة لأن الإيمان المسيحي في جوهره مقابلة شخصية مع المسيح، فهو قبولا ليس لهذا أو ذاك التعليم أو العقيدة عن المسيح، بل قبولا للمسيح ذاته.

بتعبير آخر المسيحية شخصية جدا، هذا لا يعني بأي حال أنها فردانية، لأن كل المؤمنين يتقابلون ويتعرفون ويحبون شخص واحد، المسيح الواحد. لكن المسيح يقدم ذاته لكل شخص بحيث يكون إيمان كل شخص في نفس الوقت فريد"
إن لم تنمو الصداقة فستركد وتموت. هكذا أيضا علاقتنا بيسوع. إن لم نحاول يوميا أن نتقرب منه فعلاقتنا به ستفتر ومن المحتمل أن نفقد إيماننا به كلية. يجب علينا كمسيحيين أن نجاهد على الدوام لنزداد فى معرفة المسيح يسوع، أن نعرفه شخصيا كما يعرف شخص شخص آخر. إن أشتكى البعض أن المسيحية نظرية، فذلك لأنهم فى الواقع لم يعرفوا يسوع بطريقة شخصية.

أنا الكرمة وأنتم الأغصان

الدين للمسيحيين هو علاقة مع الله في شخص يسوع، السعادة وكمال القصد من الحياة يعتمد على هذه العلاقة الشخصية مع الرب يسوع، وعلى أساس هذه العلاقة سوف يتقرر نصيبنا الأبدي. الرب يسوع هو الباب الذي يقودنا للآب والروح القدس.
فما هو نوع العلاقة التى لنا بالرب يسوع؟ هل هي علاقة تحفظ حية عن طريق الإيمان والصلاة والأسرار وطاعة وصاياه؟ أم هي علاقة تركد ميتة بالخطية واللامبالاه ؟!
بخصوص هذه العلاقة قال الرب يسوع : "أنا الكرمة وأنتم الأغصان, من يثبت في وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا. إن كان أحد لا يثبت في يطرح خارجا كالغصن فيجف ... إن ثبتم في وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم " (يو15: 5-8)

 
التعديل الأخير:

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
من تعاليم آباء الكنيسة
القديس سمعان اللاهوتي الجديد
(القرن الحاي عشر)​
القديس سمعان اللاهوتي الجديد هو أحد الأباء الذين أكدوا على الجانب الشخصي فى الإيمان. فقد أكد أن الحياة المسيحية أعمق بكثير من الإلتزام بروتين معين لقانون، مهما كان هذا القانون صارماً ومهما كان دقة الألتزام به، لتكون الحياة المسيحية ذات معنى يجب أن يكون فيها الأختبار الشخصي لحضور وقوة المسيح الحي. ولكي يعزز رأيه لم يخف سمعان من أن يستعمل إختباره الشخصي في التجديد والإستنارة. فكان يقول أنه كمثل المرأة التي تعرف يقيناً بوجود طفل بداخلها هكذا كل مسيحي ينبغي أن يعرف ويكون قادرا أن يختبر حضور الله داخله.
أثار القديس سمعان عاصفة من الجدل في الكنيسة بتحديه التدين الظاهري في زمانه. لكن هذا لم يمنع الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية من تكريمه وإعطائه لقب "اللاهوتي الجديد" وبهذا تم وضعه في نفس مرتبة القديس يوحنا اللاهوتي والقديس غريغوريوس الناطق بالإلاهيات الذين لهما مثل هذا اللقب.
في تعليمه لتلاميذه الرهبان يقول:
"الصلاة هي محادثة مباشرة مع الرب. الصلاة تجعل الإنسان حاضرا على الدوام مع الله، والنفس متحدة معه والعقل غير منفصل عنه كما يقول داود:
"التصقت نفسي بك" (مز8:63)
"عطشت اليك نفسي" (مز 1:63)
"كما تشتاق الإيل لمجاري المياة هكذا تشتاق نفسي اليك ياالله" (مز1:42)
"أحبك يارب ياقوتي"(مز1:18)
"نفسي فى يديك كل حين" (مز109:119)"

ويتكلم عن كيف نكون منتبهين أثناء القداس الإلهي قائلا:
"قف مرتعدا وكأنك ترى إبن الله يقدم الذبيحة أمامك"

يشرح دانيال كلندينن (Daniel B. Clendenin) اقتراب القديس سمعان الشخصي من الله فيقول: "من جميع الأباء الأرثوذكس الذين عاينوا حياة الأستنارة الإلهية كحياة عملية للغاية وحياة إتحاد باطني مع اللة الحي، قليل يبرُز أكثر من القديس سمعان اللاهوتي الجديد. فلسمعان الأدراك اليقظ لحلول الروح القدس هو العلامة الضرورية لهوية مسيحية حقيقية. أنها ليست مبالغة أن تفكر فيه كلاهوتي كاريزمي بالنظر إلى شخصيته وتعاليمه. من خلال كتاباته -آخذين في الأعتبار رؤياه الشخصية لله - سمعان يؤكد فكرة أن الله هو نور سرائري.
كل هدف القديس سمعان أن يقود القارئ إلى أختبار مباشر مع الله الحي، الذي هو نور ، إختبار فيه "الشخص عليه أن يحطم أوثان وأن يذهب إلى ما وراء الكلمات والآفكار، وأن يحيا في الظلمة المهيبة التي لسر الله التي تتحول إلى نور لأولئك الذين أصبحوا أنقياء" ، هنا يقودنا من ظلمة سر الله غير المدرك إلى نور الإتحاد الباطني معه."
ونحن نلمح علاقته الحميمة بالرب من هذه المحادثة مع الرب يسوع في أحدى رؤياه :
• سأل القديس سمعان الرب: هل أنت هو إلهي؟
• أجاب الرب يسوع : نعم أنا الله الذي صار إنساناً من أجلك، وحيث أنك أبتغيتني وسعيت في طلبي بكل قلبك، فمنذ الآن فصاعدا ستكون أخي وصديقي وشريكي في ميراث مجدي.

تصف إليزابث برسيجل تقرب القديس سمعان الشخصي من الرب يسوع والروح القدس قائلة:
" أكد سمعان على حلول الروح القدس في كل إنسان معمد، ويمكن أن ننتبه بحق إلى طبيعة تقواه المتمركزة على شخص المسيح، وأن نتبين "عمق مشاعره الدافئة" ليسوع، كما قال راهب الكنيسة الشرقية.
كانت له هذه العلاقة الحميمة مع المسيح متلازمة مع الأختبارالمعاش لعطية الروح القدس. فمع أن سمعان يحب المسيح بعمق كان هو أيضا الرائد والمبشر لإنسكاب الروح القدس حيث دعا كل معمد أن يجعل هذا حقيقيا في حياته. نحن يجب أن نقتني الروح الذي قبلناه في المعمودية حتى نصير واعين لحقيقة أننا قد لبسنا المسيح. سمعان أب دير ماماس، في تعليمه لم يكل أبدا من أن ينصح مستمعيه بأن يكونوا مدركين لهذه الحقائق. تعاليمه نصت على أن الإختبار الباطني ضروري لكل أحد، وكانت تعاليمه دعوة للحصول على أقتناء شخصي للنعمة، وأصرارا على الإستنارة بالروح.
كل مسيحي بفاعلية معموديته مدعو ليطمح لهذه الإستنارة .
سمعان نادى بأن الحياة الأبدية تبدأ هنا والآن ، وأنه يجب علينا أن نعرفها ونزداد علماً بها عن طريق المعايشة.
"لو زعمنا أن كل هذا يتحقق بطريقة مخفية وغير واعية، بحيث أننا ليس لنا أية أدراك لما قد حدث، فما الذي يجعلنا نختلف عن الأجساد الميتة"

القديس غريغوريوس النزينزي

قديس آخر من أباء الكنيسة، القديس غريغوريوس النزينزي يتكلم عن يسوع بطريقة شخصية جداً فيقول:
"أنى أقاسم كل شيء مع المسيح
روح وجسد، مسامير وقيامة.
يا مسيحي
أنت لي وطني الأم
أنت قوتي ومجدي، أنت كل شيء.
المسيح هو قوتي
هو نسمتي
هو المكافأة الرائعة لركضي.
أنه الذي يمكّنني من الركض جيدا.
أنى أحبه بكل نقاء الحب
لأنه مُخلِص لأحبائه بدرجة تفوق كل تصور.
فيه فرحي، حتى لو أختار أن يرسل لي بعض الآلام
لأنني أبتغي أن أتنقى
كما يتنقى الذهب في النار"


القديس تيخون زادونسكي
لننصت إلى الطريقة الشخصية الجميلة التي يصلي بها القديس تيخون:
"أصغي يا نفسي..
الرب أتى إلينا ..
ربنا زارنا .
إكراماً لي ..
ولد من العذراء مريم ولفته أمه في أقمطة
ذاك الذي يغطي السماء بالسحب، ويكسي ذاته بثياب من نور.
إكراماً لي..وضع في مذود حقير
ذاك الذي عرشة في السماوات والأرض موطئ قدميه.
إكراماً لي.. تغذى من لبن أمه
ذاك الذي يطعم كل الخليقة.
إكراماً لي.. حمل على ذراعي أمه
ذاك المحمول على الشاروبيم والحاوي كل الخليقة في حضنه.
إكراماً لي.. ختن بحسب الناموس، ذاك الذي وضع الناموس.
إكراماً لي.. الغير مرئي أصبح مرئياً وعاش بين البشر
ذاك هو إلهي.
إلهي صار واحدا مثلي
مثل إنسان
الكلمة صار جسدا
وربي, رب المجد, إكراماً لي, أتخذ شكل عبد وعاش على الأرض وخطا عليها،
ذاك الذي ملك السماء.

بحسب القديس تيخون, فكل مسيحي من حقه أن يقول "إكراماً لي أنشأ الله العالم، ولأجلي صار إنسانا في المسيح، ولأجلي تألم على الصليب، ولأجلي قام من الأموات وصعد إلى السماوات".

القديس يوحنا ذهبي الفم

في وصف خليقة العالم، يطبع القديس يوحنا ذهبي الفم الخليقة بطابع شخصي قائلا:
"إن الخليقة جميلة ومتناسقة، والله خلقها جميعها فقط إكراماً لك. صنعها جميلة وعظيمة ومتنوعة وغنية. جعلها ذات قدرة على إشباع جميع إحتياجاتك، لتغذية جسدك وأيضا لتنمية روحك بقيادتها تجاه معرفته ... كل هذا إكراماً لك. إكراماً لك جمل السماء بالنجوم ، وإكراماً لك زينها بالشمس والقمر لكي ما تسعد بها وتنتفع منها"

من كتاب "سائح روسي على دروب الرب"

يصف السائح هنا كيف أختبر حضور الله كنتيجة لصلاة يسوع :
" لقد كنت أشعر أحيانا وكأن قلبي يفور بالغليان وشعوربالخفة وإلإنعتاق من كل قيد، وشعور بفرح غامر إلى حد أشعر معه بأني صرت رجلا آخر أو كأني في نشوة. كنت أحيانا أخرى أحس بمحبة ملتهبة نحو يسوع المسيح ونحو الخليقة قاطبة. كانت دموعي مرات أخرى تسيل من تلقاء ذاتها عرفانا بجميل الرب الذي تحنن علي أنا الغارق في لجج الخطايا، كما كان ذهني المحدود يستنير أحيانا فأفهم بوضوح ما لم يكن لي حتى مجرد تصوره قبلاً. وفي بعض الأحيان يدب الدفء المستطاب من قلبي إلى كل كياني فأشعر والفرح يغمرني بحضور الرب، كما كان يخالجني في بعض الأوقات فرح شديد عميق لذكرى أسم يسوع المسيح مما فهمت معه ما يعنيه قوله تعالى : أن ملكوت الله في داخلكم"


 
التعديل الأخير:

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
الحاجة لأختبار الحق

أن البشر متعطشون أن يفعلوا أكثر من مجرد الإعتقاد بالشيء الصحيح. هناك عطش لأختبار الله في حياتهم. هذا ما قدمته المسيحية على الدوام ، ليس تفهما ذهنيا فقط بل أيضا إختبارا روحيا مع الله الحي.

القديس سمعان اللاهوتي الجديد، القديس غريغوري بالاماس،القديس يوحنا الدرجي، وكثيرون دافعوا عن قانونية وضروة الحاجة لخبرة مباشرة مع الله. ففي الفيلوكاليا نفسها نجد أن اللاهوت يفهم أكثر على مستوى الخبرة الشخصية من أن يفهم بالمفردات العقلية. نحن المسيحيين لا نتعلم اللاهوت فقط من الكتب بل بصورة خاصة من الليتورجية ، ومن الصلاة ، ومن الصمت، ومن صلاة يسوع.

فحول أهمية أختبار الحق يكتب القديس يوحنا الدرجي: "هل تتصور أن كلمات مجردة يمكن أن تصف محبة الرب وسلام القلب بدقة أو بحق وصفاً ملائماً؟ هل تتصور أن التحدث في مثل هذه الأمور يعني شيء لشخص لم يختبرها قط؟ إن كنت تظن ذلك, فأنك تكون مثل إنسان يحاول أن ينقل حلاوة العسل لأناس لم يذوقوه قط. فهو سيتكلم بلا فائدة أو ببساطة, سيثرثر"
ليس قبول ذهني بل حقيقة حية

إحدى مشاكلنا هي أننا ممكن أن نعرف عن محبة الله عقلياً، لكن معظمنا يخفق في أختبارها والتعرف عليها في عمق أعماق قلوبنا. عندما نأتي لنعرف محبة الله شخصيا فأن حياتنا كلها تتغير .

قال شخص ما : "اليوم الذي نتحقق فيه من أن الله يحبنا محبة شخصية وفردية، سيكون يوم مفرح كيوم أستقبال رسالة حب، كعيد ميلاد روحي لنا".

شخص آخر قال :"كان أعتقادي أن الله يحب كل البشرية، لكن كنت أجد صعوبة كبيرة في أدراك أنه يحبني أنا شخصياً. أدركت هذه المحبة من خلال أبني، ففي أحد الليالي وأنا واقف متطلعاً إلى أبني الصغير وهو نائم، بدت محبتي له وكأنها تنتشر وتملأ كل الغرفة، وأختبرت أحساس غامر بالفرح، وتلقائياً روحي فاضت بالشكر لله على عطية أبننا وفرحنا به, في هذه اللحظة أشرق في وعيي حقيقة أن الله يحبني هكذا ولكن بمحبة أعظم كثيرا. حقيقة محبتة تبدلت من كونها مجرد قبول ذهني وصارت حقيقة حية. من هنا بدأت أفهم شيئاً عن قيمتي في عين الله ومن خلال هذا التقدير وجدت مقدرة للحب جديدة ونامية"

كتب ديادوكوس: "إن كنا لا نتذوق حلاوة الله بشبع كامل، فلن نكون مستعدين للإستخفاف بمسرات هذه الحياة"
 
التعديل الأخير:

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
الباب الرابع
أن تَعرف الله شخصياً

كلمة "تعرف" قد تعني أمور متباينة عند الناس، فمثلا لو سألت رجل الشارع: هل تعرف رئيس الدولة ؟ سيجيبك: نعم. هذا لا يعني طبعاً أنه يعرفه شخصياً، ربما لم يراه قط، لكنه يعني أنه على علم بمن يكون الرئيس.

أن تكون على علم بمن يكون الله مجرد بداية لا أكثر. أن تعرفه بطريقة شخصية هذا ما تحتاجه.

في العهد القديم الفعل "عرف " قُصد به هذه الألفة في العلاقة، وهو كثيرا ما أستخدم ليصف العلاقات الزيجية بين زوج وزوجة، كقول الكتاب "وعرف آدم حواء امرأته .. وولدت قايين" (تك1:4).
إذن معرفة الله لا يعني بها أن تعرف عنه فقط، بل أن تعرفه بطريقة شخصية وحميمية.

كيف يصل الشخص إلى معرفة الله شخصياً؟

الأجابة هي بأختبار الله عن طريق الإيمان، وحياة التسليم، والصلاةو حياة التوبة، والصمت، والأسرار المقدسة وصلاة يسوع وقراءة كلمته.
الله قادر أن يجعل حضوره محسوساً،
قادر أن يكلمك في سكون نفسك،
قادر أن يهزّ أعماقك حتى لا تعد ترتاب في حقيقة قربه منك ...
بل يفعل كل ذلك. أنك لا تستطيع أن تجبر الله على مثل هذه الخبرة. أنه يعطيها مجانا. لقد أعطاها لإبراهيم وموسى والقديسين. ليس هناك شخص واحد مرفوض من قبل الله لأختبار حضوره القريب. لكن يجب عليك أن تسأل ... وتسأل .. وتسأل، تطلب ... وتطلب ... وتطلب، تقرع ... وتقرع ... وتقرع، يجب عليك أن تكون مثابرا وعندك إستعداد أن تَمضي وقتا معه .

القديس يوحنا ذهبي الفم يصور المسيح ملتمسا محبتنا فيقول :
من يستطيع أن يكون أكثر كرماً مني؟
أننى أب
أننى أخ
أننى عريس
وكطعام ولباس ووطن وأصل وأساس
أنا كل شيء يمكن أن تتمناه
أنك لست بحاجة لشيء آخر
أننى سأصير حتى خادمك لأني جئت لأخدِم لا لأُخدَم
أنني أيضا صديق، عضو، رأس، أخ، أخت، أم
أنا كل شيء لك
عليك فقط أن تكون صديقي
لقد صرت فقيرا من أجلك
شحاذا من أجلك
صلبت من أجلك
دفنت من أجلك
وفي السماء أتشفع للآب من أجلك
أنك صرت كل شيء لي، أخ، شريك في الميراث، صديق، عضو.
ما الذي يمكنك أن تبتغيه أكثر من ذلك ؟​
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
أربعة كتب للسماء

قيل أنه عليك بأربعة كتب لتصل للسماء. يمكننا تخمين بسهولة أول أثنين: الكتاب المقدس وكتاب السبع صلوات.
ثاني أثنين ليس لهم نفس الشهرة لكن لهم نفس الأهمية: دفتر المواعيد ودفتر الشيكات
دفتر المواعيد مهم لأنه يظهر كمية الوقت الذي نقضية مع الله في الصلاة والقداسات وفي الخدمة التبشيرية وخدمة المحتاجين
دفتر الشيكات بالطبع يظهر كم نستثمر من إيرادتنا المالية في عمل الملكوت، فدائما سيكون قلبنا حيث يكون كنزنا بحسب كلمات الرب يسوع.
إن كان إيماننا الشخصي حقيقي، فسوف يعلن عن نفسه في هذه الكتب الأربعة. فالإيمان ليس شيء يجب أن نفهمه ذهنياً بقدر ما هو شيء يجب أن يختبر ويعاش.
انه سيجد صياغة في كل جوانب الحياة.
الإيمان في عمق جوهره هو علاقة محبة حية مع الله في ابنه ومع ابنه ومن خلال ابنه يسوع.
يوضح لنا القديس غريغوري السينائي أن اولئك الذين يشتركون في الحق هم فقط الذين يمكنهم أن يعرفوا الحق قائلاً:
"الشخص الذي يسعى أن يفهم الوصايا بدون تتميم الوصايا، ويريد أن يكتسب هذا الفهم عن طريق الدراسة والقراءة، يكون مثل إنسان يأخذ خيالاً بدل الحق، لأن فهم الحق يعطى لأولئك الذين أصبحوا مشتركين في الحق, الذين ذاقوه خلال المعايشة, أما غير المشتركين في الحق وغير المدربين داخلياً، عندما يطلبوا هذا الفهم يأخذونه من حكمة مشوشة. لمثل هؤلاء قال القديس بولس الرسول: "الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأن عنده جهالة" (1كو14:2)، حتى وأن كان يفتخر بمعرفته للحق"
قال الأب شميمان مرة:
"لا يمكننا أن نثق في شخص نعرفه معرفة سطحية فقط، فمن أجل أن يكون لنا ثقة فيه ينبغي أن نعرف هذا الشخص ونؤسس علاقة معه، بل من الضروري في النهاية أن نحبه, إن معرفتنا لله لا تأتي من كتب، ولا هي نتيجة لردود أفعال، فمن الضروري لكي تبلغ إلى معرفة الله أن تنمي علاقة معه. نحن لا نعرف الله كفكرة تكونت نتيجة لأعمال التفكير. إن معرفة الله أمر مختلف كلية. الله يُعرَف من خلال علاقة مباشرة، وهذا هو ما ينبغي أن نسعى إليه"
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
كيف يختبر أحد الله ؟

هذا هو السؤال : كيف ؟ ... كيف يختبر الشخص المسيحي الله في حياته اليومية؟
الإجابة هي عن طريق تعهد وتسليم الحياة ليسوع، والتحدث معه يوميا في الصلاة، والرجوع إليه في أخذ المشورة والقوة، والقراءة اليومية لرسالة حبه الشخصي (الكتاب المقدس)، واللجاجة في طلب عطية الروح القدس، وتقبل هذه العطية، والإتحاد معه في سر الشركة.
في بعض الكنائس الأرثوذكسية في الشرق الأوسط، رأيت بيضة نعام معلقة مباشرة فوق اللهب المشتعل لشمع النذور. الرمزية لبيضة النعام له علاقة بالحرارة المنبعثة من لهب شمع النذور. تماماً كما أن النعامة يجب أن ترقد على البيض لوقت طويل حتى يفقس ببطئ من حرارة جسدها، هكذا المسيحي يجب أن يظل قريبا من لهب المسيح، يجب أن يمكث قريبا من الكنيسة ويجب أن يغزي إيمانه بالصلاة اليومية والمواظبة على الشركة مع المسيح في الأفخارستيا، حينئذ فقط سوف ينمو إيمانه وينضج ويأتي للحياة. بيضة النعام تمثل الإيمان في حالة الجنين الذي يمكنه أن يَبرُز للحياة بالصبر والأمانة في العبادة، فينتج حياة مليئة بثمر الروح، حياة تمجد الثالوث.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
ربي .. هل أعرفك حقا ؟

كتب أحد رهبان الكنيسة الشرقية: "الرب يسوع أوصى بطرس الرسول الذي أعطى جوابا حسناً وأعترف انه المسيا أن لا يعلن هذا السر لأحد (مت 16: 13-20) ، فكل شخص ينبغي أن يكتشف لنفسه سر يسوع. حتى إن تعلمنا من هو يسوع من الآخرين, وإن كانوا مكلفين بتعليمنا, إلا أننا لن نعرف من هو إلا بخبرة شخصية قوية.
في الحقيقة قد ننظر إلى كثير من الأشخاص الذين كان لهم معتقد سليم بل وعاشوا حياة تقية ونتسائل بعجب: هل هذا الشخص عرف المخلص؟ هل عرفه معرفة حميمية؟... كمثل معرفة رجل وامرأة متحابين بعضهم لبعض؟
أن عدد من الأفكار المكتسبة عن المخلص, وربما الصحيحة أيضا, قد تحل محل المعرفة الشخصية القوية بالرب، هذه الأفكار من الممكن أن تكون عائقاً, كحاجز, يفصل بيننا وبين يسوع.
ربي هل أعرفك حقا، أم أعرف فقط ما قرأته عنك وما سمعته عنك؟"
 
أعلى