عَزِيزٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مَوْتُ أَتْقِيَائِهِ - Aymonded الى الأمجاد العلوية

مع كل إنسان يموت: يموت في الحقيقة جزء منا. نموت من داخلنا. نموت نحن أنفسنا. وبقدر محبتنا وانتمائنا وارتباطنا مع هذا الذي يرحل خارجنا، بقدر الصدمة والألم والحزن ونحن نودع رغما عنا هذا الذي يغيب داخلنا!

انطفأت اليوم إذاً شمعة جميلة كانت تضيء منذ سنوات بقلوبنا. غرب نجم مشرق من أروع النجوم في سمائنا. رحل "أجمل أخ حلو" عن عالمنا!

في الحقيقة كنت شخصيا أستشعر الأمر، ومنذ ثلاثة أيام تقريبا يلفني حزن غامض غريب. كانت حتى كل "العلامات" تشير إلى ذلك: لماذا الآن مثلا ـ الأن تحديدا ـ كان يجمع خبرة السنين ودروسها في مكان واحد ـ "موسوعة التعليم المسيحي"؟ كأنه كان يجمع للعالم من ورائه كل ما تبعثر هنا وهناك عبر الطريق، يضع أخيرا خلاصة السنين كلها معا، ويرسم أجمل خاتمة للرحلة الطويلة!

كان من ثم يستشعر هو نفسه الأمر، كما استشعرته أخيرا، وإن لم تدرك عقولنا ذلك بالضرورة في حينه أو تجهر به أو حتى تقبل الاعتراف. مع ذلك لم تكن صدمتي اليوم أقل أو كان الألم أهون أو كان الحزن أكثر شفقة. بل ها أنا ـ مرة أخرى أمام الموت ـ كعهدي عاجز تماما عن الكلام!

..............................

نسألك يا رب التعزية والصبر والسلوان، لأجلنا وللعائلة والأحباء، ولكل الأصدقاء والرفاق عبر السنين.


وأما أنت يا صديقي... فارقد في سلام. ها قد انتهت غربتك أخيرا فارقد يا أجمل الأصدقاء قرير العين في سلام.

جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيرا قد وضع لي إكليل البر.

ولا أقول وداعا.. بل إلى لقاء:

لا أريد أن تجهلوا أيها الإخوة من جهة الراقدين، لكي لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم. لأنه إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام، فكذلك الراقدون بيسوع، سيحضرهم الله أيضا معه.

فليس وداعا أبدا يا "أجمل أخ حلو"... بل حتى نلتقي.
حتى يجمعنا أروع لقاء. :16_4_10:


​