سلام لشخصك الحلو، النفس زي ما قلنا القصد منها هو التعبير عن الشخصية نفسها وتعتبر ذلك النشاط الذي يميز الكائن الحي ويسيطر على حركاته من مشاعر وأحاسيس وهي مرتبطة بالجسد، فالموضوع لما يخص شخص المسيح مش نقدر نقول موضوع الشهوات المرتبطة بالجسد، لأن لما بنتكلم عن الصراع الموجود فينا، ده صراع الإنسان الساقط والممزق بسبب خبرة الشرّ وحياة الفساد المسيطرة عليه، لكن في المسيح يسوع لم يكن هذا الصراع قائم قط، لأنه شابهنا في كل شيء ما عدا الخطية وحدها، حتى انه قال من منكم يبكتني على خطية، وفي القيامة قام بنفس جسده الذي اتخده، اي انه قام كما كان هو هو لكن في حالة مجد، لا نقص في الجسد ولا اي عيب أو ضعف، لأنه أنهى سلطان الموت، يعني غير ضعف الجسد تماماً وقام ممجداً، أو في حالة مجد عظيم، فهناك فرق ما قبل القيامة وما بعدها، قبل القيامة اتخذ جسد ولم يُمجد بعد، بل كان قابل للموت، ولكن بعد القيامة قام بنفس الجسد هو هو، قام بما اتخذه واضفى عليه مجده، يعني قام في مجد وأصبح الجسد في حالة كمال واصبح لا يقبل الموت ولا اي شيء يساعد على انه يحيا ويستمر يحيا وينمو، لأنه في حالة كمال تام غير منقوص قط...
احنا كلنا عرفنا من جهة خبرتنا الشخصية طبيعة أجسادنا ونفوسنا، وأن جسدنا يحتاج أشياء كثرة لكي يستمر في الحياة وان انتقص شيء يضعف ويموت، ولكننا لم نختبر ونعرف حالة القيامة التي قامها شخص ربنا يسوع، لذلك لا نُدركها بل ولن نُدركها إلا بإعلان وليس كلام، لأن مهما تكلمنا كيف لنا أن نعرفها ونحن لم نختبرها في واقعنا العملي المُعاش، لأن لازلنا نشعر بالصراع القائم فينا ، ولا نعرف كيف يتمجد هذا الجسد وترتاح نفوسنا من أي صراع قائم فيها، أو شد وجذب ما بين الحياة بحسب السقوط والحياة حسب البرّ، ولذلك لن نفهم قيامة المسيح بالكلام بل بالخبرة وتذوق روح القيامة نفسها حينما نأخذ منها قوة في حياتنا.... علشان كده الموضوع صعب فهمه لأنه لا يحتاج لشرح على قدر ما تكون هناك خبرة، والخلط القائم بسبب ما نعرفة ونحياه احنا على مستوى هذا الجسد الذي تحت هو واقع تحت ضعف، ومهدد بالموت في أي وقت... لكن شخص المسيح فيه الحياة، حياة اللاهوت التي تخصه، وأن ارتضى أن يموت بالجسد، فهو قادر أن يقوم، لأن له حياة في ذاته، وقادر أن يقوم ويشع حياته الخاصة في الجسد...
عموماً مرة أخرى للتوضيح: الجسد والنفس مرتبطان بشدة، وفي العهد القديم كان لا يوجد هذا التفريق الذي نعرفه اليوم، لأن النفس كانت بتعبر عن حياة الإنسان، ولما يتقال كان في العهد القديم نفسي، القصد بيها حياتي، فالنفس كان يقصد بيها حياتي الشخصية كإنسان، لكن لو اتقال جسد فقط، فممكن يكون ميت أو حي، وأحياناً كثيرة كلمة النفس تعبَّر عن الشخصية وحالها وليس عن الحياة والموت:
[ لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ ارْتَجِي اللهَ لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ لأَجْلِ خَلاَصِ وَجْهِهِ ] (مزمور 42: 5)
[ أَحْشَائِي أَحْشَائِي! تُوجِعُنِي جُدْرَانُ قَلْبِي. يَئِنُّ فِيَّ قَلْبِي. لاَ أَسْتَطِيعُ السُّكُوتَ. لأَنَّكِ سَمِعْتِ يَا نَفْسِي صَوْتَ الْبُوقِ وَهُتَافَ الْحَرْبِ ] (إرميا 4: 19)