• صهيون: صهيون (أ) الاسم. قد يعني التلّة الجافة والجرداء (يعود إلى صية : منطقة قاحلة) أو القلعة والحصن (يعود إلى صان : حمى). وقيل : قد يكون الاسم من أصل حوري ويشتق من صيا (ماء، ساقية). والسبب : وجود نبع جيحون على سفح التلة، الواقعة جنوبيّ شرقيّ أورشليم. أما عن التأثير الحوري على أورشليم القديم فقد ذكرناه في معرض حديثنا عن أورشليم. (ب) الاستعمال. نجد اسم صهيون في المزامير (38 مرّة) وفي كتابات الأنبياء (32 مرّة في إشعيا، 15 مرّة في إرميا...). صهيون اسم موجود قبل مجيء إسرائيل إلى أرض كنعان وقد احتفظت به اللغة الشعريّة (نش 3 :11). 1) قلعة صهيون. يتحدّث 2صم 5 :7؛ 1أخ 11 :5 عن قلعة صهيون، هذا المكان المنيع. إذًا صهيون هو حصن وليس مكانًا يشكّل الحصن جزءً ا منه. بعد أن يذكر 2صم مسيرة داود على أورشليم، يشدّد على أن الحصن لا يؤخذ. كانت القلعة على التلّة الجنوبيّة الشرقيّة (الضهورة) للمدينة. 2) ابنة صهيون. خسر اسم صهيون في اسرائيل القديم مدلوله الطوبوغرافي القديم، وهذا ظاهر من عبارة : فأخذ داود حصن صهيون وهو مدينة داود (2صم 5 :7). هذا الإيضاح يبيّن للقرّاء في أيّ مكان كانت صهيون اليبوسيّين في مدينة امتدّت واتّسعت. ففي كتابات الأنبياء والمزامير صارت صهيون مرادف أورشليم (إش 2 :3؛ 4 :3؛ 30 :19؛ مز 51 :20؛ 76 :3...) وسُمّيت المدينة وشعبها بنت صهيون. بورجوازيّة أورشليم تقسم الشعب الذي يقيم في صهيون (إش 10 :24؛ 12 :6) : الذكور هم أبناء صهيون (يوء 2 :23؛ زك 9 :13) والإناث بنات صهيون (إش 3 :16ي؛ 4 :4 : بعضهم فكّر بنساء البلاط). وكما وبّخ الأنبياء أورشليم، وبّخوا صهيون لانحطاط أخلاقها (إش 1 :21؛ حسب السبعينيّة، 33 :14؛ عا 6 :1). ويبكي شاعر المراثي على دمار أورشليم فيذكر شوارع صهيون المقفرة (مرا 1 :4) : أساساتها التي أكلتها النار (مرا 4 :11)، سورها المهدوم إلى الأساس (مرا 2 :8). وتكلّمت المزامير (9 :15؛ 87 :2) عن أبواب أورشليم (51 :20) عن أسوار أورشليم (102 :17) عن إعادة بنائها. 3) جبل صهيون. يستعمل أشعيا وسفر المزامير عبارة جبل صهيون فيدلاّن على التلال التي عليها بُنيت أورشليم : القصور، البروج، الأسوار. يسمّيها مز 48 مدينة الملك العظيم، ويدور صاحب المزامير حولها ليتأمّل في أبنيتها. 4) مسكن الله. أحبّ الربّ جبل صهيون (مز 78 :68؛ رج 87 :2) واختاره مسكنًا له (إش 8 :19؛ 18 :8؛ مز 74 :2). لهذا يسمّي مز 2 :6؛ يوء 4 :7 صهيون الجبل المقدّس (إش 66 :20 يسمّي أورشليم الجبل المقدّس). ويطالب مز 48 :2 لصهيون التي هي عرش يهوه، بالكرامة التي لجبل الالهة في أقصى الشمال. من صهيون يُظهر الله قوّتَه ويرسل عونَه (مز 14 :7؛ 20 :3)، وفي صهيون يملك على شعبه (إش 24 :23؛ مز 134 :10). من صهيون تخرج بقيّة (إش 4 :3؛ 37 :32؛ يوء 3 :5؛ عو 17) نالت موعد السعادة الدائمة (إش 4 :5؛ 25 :6-12). ومن صهيون ينصِّب يهوه الملك الداودي على كلّ الأرض (مز 110 :2) ومن هناك يعلِّم كل الأمم (إش 2 :3؛ في 4 :2). رج ما قلناه عن أورشليم. 5) جبل الهيكل. إن أش 2 :3؛ مي 4 :2؛ مز 20 :3؛ 134 :3 تُماثل بين صهيون والهيكل. وهكذا صارت عبارة جبل صهيون في 1مك اسم مكان محفوظ لجبل الهيكل. واستعمال اسم صهيون في 2أخ 5 :2 (وانتقل إلى 1مل 8 :1) كمرادف لمدينة داود (دلّت هذه العبارة في الزمن المكابي على التلّة الجنوبيّة الغربيّة)، يفترض أنهم لا يحصرون اسم صهيون بجبل الهيكل حوالي سنة 400 ق.م. وإلاّ كانت هذه الحاشية بلبلت القارئ ولم تنوّره. نحن هنا أمام تأويل علميّ يريد أن يستعيد المعنى القديم لاسم صهيون حسب 2صم 5 :7 (1أخ 11 :5). ولنا مثل آخر في التماثل بين موريا وجبل الهيكل في 2أخ 3 :1. 6) في العهد الجديد. هناك إيرادات تدلّ فيها صهيون على أورشليم (مت 21 :5؛ يو 12 :5) أو على الشعب اليهوديّ (رو 9 :33؛ 11 :26؛ 1بط 2 :6). ونجد في عب 12 :22 اسم صهيون ليدلّ على أورشليم السماويّة. وفي رؤ 14 :1 يرمز جبل صهيون إلى الحقبة الأرضيّة لإسرائيل الجديد أي الكنيسة. 1}
أعلى