حدراك: حدراك
في العبريّة : ح د ر ك. في الأكاديّة : حتاريكا. وهي حزرك في الأراميّة القديمة. واليوم تل أفيس الذي يبعد 45 كلم إلى الجنوب الغربيّ من حلب، قرب تل مرديخ والطريق التي تقود إلى دمشق. كانت حدراك عاصمة أرض لوعاش أو لوعات. في بداية الألف الأول ق.م.، كانت المدينة جزءً ا من دولة حماة النيوحثيّة. ولكنّها أصبحت في نهاية القرن 9 ق.م. عاصمة مملكة حماة ولوعاش حيث استولى "إيش حنه" (إنسان حاني) اسمه زكور، على العرش. عُرف زكور في نُصب هدد نيراري الثالث (810-783) المحفوظ في متحف أنطاكية، وفي مدوّنة أراميّة وُجدت في تل أفيس سنة 1903. تذكر هذه المدوّنة اختيار ا للملك، وتروي النجاة العجائبيّة لحدراك التي حاصرها 17 أميرًا أراميًّا بعد أن ساعدها الأشوريّون سنة 796. ثمّ تذكر هذه المدوّنة أعمالاً قام بها زكور ليجمّل المدينة ويكرّم الآلهة (بعل السماء، وإلوير ). في السنوات 772، 765، 755، حاصر الأشوريّون هذه المدينة التي شاركت سنة 739-738، في ثورة كبرى معادية للأشوريّين، يقودها عزرياهو. من هو عزرياهو هذا الذي لا يعطيه نص تغلث فلاسر الثالث أي لقب، ولا يتحدّث عن أصله؟ ليس من المعقول أن يقود ملك صغير في إسرائيل حلفًا مؤلّفًا من 19 مقاطعة في مملكة حماة، ومدن الشاطئ الفينيقيّ. ظنّ بعضهم أنّ عزرياهو هو عزيا ملك يهوذا الذي سمِّي عزريا في 2مل 14 :21؛ 15 :27؛ 1أخ 3 :12. فإنّ 2أخ 26 ينسب إليه إعادة تنظيم الجيش. وأقوال إش 22 النبويّة تشير إلى هزيمة مُني بها الجيش اليهوذاويّ "في أرض واسعة الأطراف" (آ18) حيث أُسر عدد من المحاربين (آ3) ومات شبنا قيّم البيت الذي كان يقود المركبات الملكيّة (آ15 - 18). إلى هذا الجيش يشير زك 9 :1-2آ : "كلمة الربّ في أرض حدراك، وفي دمشق راحته، لأنّ للربّ عين أدام... وحماة القريبة". المحطة الأولى تل دام الذي يبعد 35 كلم إلى الشمال من حماة. إذا كانت هذه الأحداث تعود إلى أحداث سنة 739-738 (وهذا ما لم يُبرهن عنه بعد)، فقد انتهت بهزيمة لحقت بجيش يهوذا في وادي حزايون (منطقة تل حزين في البقاع اللبنانيّة). في أي حال، صارت حدراك عاصمة مقاطعة أشورية، وأجلي بعضُ سكّانها إلى أرض اللوبة، شمالي شرقيّ أشورية.
1}