جوزان: جوزان
منطقة في بلاد الرافدين يجري فيها الخابور. هناك أسكن الأشوريّون قسمًا من الإسرائيليّين الذين جلوهم من السامرة (2مل 17 :6؛ 18 :11؛ 19 :12؛ إش 37 :12). تذكر النصوص الأشوريّة غوزانا التي هي تل خلف قرب الخابور. بدأت فيها الحفريّات سنة 1911 فوصلت إلى المستوى الأدنى الذي يعود إلى الألف الخامس. اشتهرت المدينة بفخارها المتعدّد الألوان. نشير هنا إلى أن بطليموس (الجغرافية 5/17 :4) سمّى المنطقة باسم "غوزانيتيس". إن المدينة التي لا تبعد كثيرًا عن حاران، تقع في بلاد الرافدين العليا، على الضفة اليمنى لجرجب الذي هو أحد روافد الخابور الغربي. تبعد 2 كلم إلى الجنوب الغربي من راس العين حيث يدل تل الفخاريّة على موقع المدينة القديمة المقدسة "سيكان" المعروفة منذ القرن 20 في العالم السامي الغربي "النصُب". وُجد في جوزان حضارة كلكوليتية هامة عُرفت بـ "حضارة تل خلف". كما وُجدت بقايا بيت بغيان خلال القرون الأولى من الألف الأول. إن ما قيل عن قرابة أراميّي هذه المنطقة مع ابراهيم يعود إلى داود وسليمان. هذا ما يجعلنا نفترض وجود علاقات بين أورشليم وعواصم بلاد الرافدين العليا. فقد تكون زوجات سليمان الحثيات جئن من هنا (1مل 11 :1). ونفهم أن يكون اسم ابشالوم (لا نجد هذا الاسم أبدًا في التوراة إلّا كابن داود) هو اسم ملك جوزان (أ. بي. س إلف لا. مو) المذكور سنة 894 في مدوّنات هددنيراري الثاني ملك أشورية. خلفه حديانو وكفارا اللذان يعود إليهما شرف وضع اللمسات الأخيرة لقصر بُنيَ بنمَط حثّي (بيت حيلاني) الذي كُشف في تل خلف. إلى هذه الحقبة من تاريخ جوزان تعود أقدم المدوّنات الأراميّة التي نعرفها اليوم، والتي تدلّ على أن مملكة جوزان خضعت قبل سنة 866 لأشور. ولكن الحاكم شمش توري وابنه هديوطعي ظلاّ يحملان لقب "ملك جوزان وسيكان وأزران". وخلال حفريات تل خلف، وُجد أرشيف يعود إلى نهاية القرن 9 ويمتدّ إلى القرن 7 ق. م، وفيه عقود أرامية دوِّنت أولاً على الرقّ ثم نسخت على لويحات من طين. أما إقامة بني اسرائيل في منطقة جوزان، فنجد أثرها في الاسماء الواردة مثلاً في رسالة تعود إلى زمن اسرحدون (680-669) : نيرياهو، فلطياهو، حلبيوشو (من منطقة السامرة). ووُجدت وثيقة أخرى تذكر عزرياهو. هذه الاسماء اليهويّة تتعارض مع اسماء أراميّة في منطقة تعبّدت لإله حاران القمري، الذي سمّاه الأراميون شيا، ولهدد إله جوزان الذي كان له معبد أيضًا في سيكان.
1}