شمشون: شمشون
تصغير شمش أي الشمس الصغيرة. آخر القضاة (أو : المخلِّصين) الستة الكبار (قض 13-16). كان من قبيلة دان ومن بلدة صرعة. استحقّ اسم القاضي لأنّه بدأ يخلّص بني اسرائيل من يد الفلسطيّين (قض 13 :5) الذين ضايقوا شعبه في تلك الفترة (40 سنة : قض 13 :1). كان قويًّا جدًّا، ولم تتركه قوّته إلاّ حين خان نذره الذي نذره على نفسه طوال حياته. لهذا اختلف شمشون عن سائر القضاة فلم يعمل (مع جيش مأخوذ من القبائل) مع الآخرين بل عمل وحده. لا يرسم قض قصّة حياته الكاملة التي طالت 20 سنة (قض 15 :20؛ 16 :31). بل يكتفي بأن يورد بعض الأحداث عن بداية حياته ونهايتها. فبعد إعلان ولادته لوالديه خلال ظهور إلهي (قض 13)، يروي قض زواجه من فتاة فلسطيّة من تمنة (اليوم : تبنة التي تبعد 6 كلم إلى الجنوب الغربي من صرعة) وما حدث له بسبب ذلك الزواج (قض 14-15). ويروي 16 :4-31 علاقاته مع امرأة فلسطيّة أخرى دليلة، التي كانت سبب سجنه وعماه وإذلاله (يدير حجر الطحن كالعبد) وموته. وبين سلسلتي الأخبار هذه، يقيم الكاتب حادثة أبواب غزة التي حملها شمشون يوم كان يزور إحدى الزواني وأغلقت الأبواب (قض 16 :1-4). إذًا، تتركّز ملامح حياة شمشون حول ثلاث نساء فلسطيّات. أراد الكاتب أن يبيّن كيف أن اندفاعة شمشون الجامحة كانت في أساس عمله القويّ (بروح يهوه) ضدّ الفلسطيّين، كما كانت سبب خيانته لرسالته وبالتالي لخرابه. ولم يكن موت شمشون تحت أنقاض هيكل داجون (قض 16 :22-30) نتيجة انتحار بل نتيجة عودته إلى دعوته التي خانها حين أفشى سرّ قوّته. عاد إليها حين وجّه الصلاة إلى الله وقدّم له حياته ذبيحة. هناك شرّاح عقلانيّون يقولون إنّنا أمام أساطير. ورأى شرّاح آخرون أخبارًا شعبيّة تنطلق من نواة تاريخيّة. كلّ هذا كيّفه الكاتب الملهم وجمّله وضخّمه. مهما يكن من أمر، قد تكون هذه الأخبار أمورًا واقعيّة حدثت في القرن 12 أو 11 ق.م. وجمّلها الكاتب لتليق ببطله ولتمجّد الله الذي نفخ فيه روحه.
1}